آیات 51 - 52 سوره قلم : تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين، ج‏5، ص: 399

فِيهِمْ يَا يُونُسُ بَاطِنٌ فِي الْغَيْبِ عِنْدِي لَا تَعْلَمُ مَا مُنْتَهَاهُ، وَ عِلْمُكَ فِيهِمْ ظَاهِرٌ لَا بَاطِنَ لَهُ، يَا يُونُسُ قَدْ أَجَبْتُكَ إِلَى مَا سَأَلْتَ، أُنْزِلُ الْعَذَابَ عَلَيْهِمْ وَ مَا ذَلِكَ يَا يُونُسُ بِأَوْفَرِ لِحَظِّكَ عِنْدِي وَ لَا أَحْمَدَ لِشَأْنِكَ وَ سَيَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فِي شَوَّالٍ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَسَطَ الشَّهْرِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَأَعْلِمْهُمْ ذَلِكَ، فَسَرَّ يُونُسُ وَ لَمْ يَسُؤْهُ وَ لَمْ يَدْرِ مَا عَاقِبَتُهُ‏
، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

61- فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِهِ إِذْ نَادَى رَبَّهُ وَ هُوَ مَكْظُومٌ أَيْ مَغْمُومٌ.

62- فِي الْكَافِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَجَّالِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ ابْنِ بَشِيرٍ عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ قَالَ: حَمَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى مَسْجِدِ الْغَدِيرِ نَظَرَ إِلَى مَيْسَرَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: ذَاكَ مَوْضِعُ قَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَيْثُ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَقَالَ: ذَاكَ مَوْضِعُ فُسْطَاطِ أَبِي فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَوْهُ رَافِعاً يَدَيْهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا إِلَى عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ كَأَنَّهُمَا عَيْنَا مَجْنُونٍ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ.

63- في تفسير عليّ بن إبراهيم و قوله: «وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ» قال: لما أخبرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم بفضل أمير المؤمنين عليه السلام «وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ» فقال اللّه سبحانه: «وَ ما هُوَ» يعني أمير المؤمنين عليه السلام «إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ».

64- فِي رَوْضَةِ الْكَافِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِيَدِ عَلِيٍّ يَوْمَ الْغَدِيرِ صَرَخَ إِبْلِيسُ فِي جُنُودِهِ صَرْخَةً فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ فَقَالُوا: يَا سَيِّدَهُمْ وَ مَوْلَاهُمْ مَاذَا دَهَاكَ؟ «1»

__________________________________________________
(1) مضى الحديث بمعناه في صفحة 147 فراجع.

                       تفسير نور الثقلين، ج‏5، ص: 400

فَمَا سَمِعْنَا لَكَ صَرْخَةً أَوْحَشَ مِنْ صَرْخَتِكَ هَذِهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ فَعَلَ هَذَا النَّبِيُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَمْ يُعْصَ اللَّهُ أَبَداً فَقَالُوا: يَا سَيِّدَهُمْ أَنْتَ كُنْتَ لآِدَمَ؟ فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ:
إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى وَ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَ مَا تَرَى عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ فِي رَأْسِهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ؟- يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ- صَرَخَ إِبْلِيسُ صَرْخَةً يَطْرِفُ فَجَمَعَ أَوْلِيَاءَهُ فَقَالَ:
أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ لآِدَمَ مِنْ قَبْلُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ لَمْ يَكْفُرْ بِالرَّبِّ وَ هَؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَ كَفَرُوا بِالرَّسُولِ‏
و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

نسخه شناسی 

درباره مولف

کتاب شناسی