آیه 20 سوره سبأ: بيان السعادة فى مقامات العبادة
بيان السعادة فى مقامات العبادة، ج3، ص: 265
وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ الّذى أظهره عند قوله لاغوينّهم أجمعين و عند قوله لاضلّنّهم و لامنّينّهم (الآية).
اعلم، انّ تنزيل هذه الآية في أهل سبا لكن تأويلها في منافقي أمّة محمّد (ص) فانّه ورد عن ابى جعفر (ع) انّه قال: لمّا أخذ رسول اللّه (ص) بيد علىّ (ع) يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة لم يبق منهم أحد في برّ و لا بحر الّا أتاه فقالوا: يا سيّدنا و مولينا، ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟
- فقال لهم: فعل هذا النّبىّ فعلا ان تمّ لم يعص اللّه أبدا، فقالوا: يا سيّدنا ان كنت لآدم، فلمّا قال المنافقون ينطق عن الهوى، و قال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنّه مجنون، يعنون رسول اللّه (ص) صرخ إبليس صرخة بطرب فجمع أولياءه فقال: اما علمتم انّى كنت لآدم من قبل؟- قالوا، نعم، قال: نعم نقض العهد و لم يكفر بالرّبّ و هؤلاء نقضوا العهد و كفروا بالرّسول (ص)، فلمّا قبض رسول اللّه (ص) و اقام النّاس غير علىّ (ع) لبس تاج الملك و نصب منبرا و قعد في الزّينة و جمع خيله و رجله ثمّ قال لهم: اطربوا لا يطاع اللّه حتّى يقام امام، و تلا ابو جعفر (ع): و لقد صدّق عليهم إبليس ظنّه (الى آخر الحديث)
و بهذا المضمون مع اختلاف في اللّفظ اخبار كثيرة فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ ما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ دفع لما يتوهّم من استقلال إبليس في تصرّفه كما توهّمته الابليسيّة و الثّنويّة يعنى انّ سلطانه عليهم ليس الّا بإذننا و تسليطنا على من شئنا تسليطه عليه و ليس هذا التّسليط إِلَّا لِنَعْلَمَ اى ليظهر علمنا أو ليظهر متعلّق علمنا