آیه 20 سوره سبأ: تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة

تأويله‏
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَالِكِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بِغَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ كَانَ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ حَاضِراً بِعَفَارِيتِهِ فَقَالَتْ لَهُ حَيْثُ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ اللَّهِ مَا هَكَذَا قُلْتَ لَنَا لَقَدْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذَا إِذَا مَضَى افْتَرَقَتْ أَصْحَابُهُ وَ هَذَا أَمْرٌ مُسْتَقَرٌّ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ وَاحِدٌ بَدَرَ آخَرُ فَقَالَ افْتَرَقُوا فَإِنَّ أَصْحَابَهُ قَدْ وَعَدُونِي أَنْ لَا يُقِرُّوا لَهُ بِشَيْ‏ءٍ مِمَّا قَالَ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏.

وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: دَخَلَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ قَالَ لَمَّا أَمَرَ اللَّهِ نَبِيَّهُ ص‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 464

أَنْ يَنْصِبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلنَّاسِ وَ هُوَ قَوْلُهُ‏ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ فِي عَلِيٍ‏ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَدِ عَلِيٍّ ع بِغَدِيرِ خُمٍّ وَ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ حَثَّتَ الْأَبَالِسَةُ التُّرَابَ عَلَى رُءُوسِهَا فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ الْأَكْبَرُ لَعَنَهُ اللَّهُ مَا لَكُمْ قَالُوا قَدْ عَقَدَ هَذَا الرَّجُلُ الْيَوْمَ عُقْدَةً لَا يُحِلُّهَا شَيْ‏ءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ كَلَّا إِنَّ الَّذِينَ حَوْلَهُ قَدْ وَعَدُونِي فِيهِ عِدَّةٍ وَ لَنْ يَخْلُفُونِي فِيهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْآيَةَ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ يَعْنِي شِيعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏.
صلوات الله عليه و على ذريته الطيبين.

وَ يَعْضُدُهُ مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيِّ عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ‏ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَدِ عَلِيٍّ ع يَوْمَ الْغَدِيرِ صَرَخَ إِبْلِيسُ فِي [أَبَالِسَتِهِ‏] جُنُودِهِ صَرْخَةً فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ فَقَالُوا يَا سَيِّدَهُمْ وَ مَوْلَاهُمْ‏ مَا ذَا دَهَاكَ‏ فَمَا سَمِعْنَا لَكَ صَرْخَةً أَوْحَشَ‏ مِنْ صَرْخَتِكَ هَذِهِ فَقَالَ لَهُمْ فَعَلَ هَذَا النَّبِيُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَهُ لَمْ يُعْصَ اللَّهُ أَبَداً فَقَالُوا يَا سَيِّدَهُمْ أَنْتَ كُنْتَ لِآدَمَ مِنْ قَبْلُ فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 465

الْهَوَى وَ قَالَ أَحَدُهُمْ‏  لِصَاحِبِهِ أَ مَا تَرَى عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ فِي رَأْسِهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ ص صَرَخَ إِبْلِيسُ صَرْخَةً بِطَرَبٍ فَجَمَعَ أَوْلِيَاءَهُ ثُمَّ قَالَ أَ مَا عَلِمَ أَنِّي كُنْتُ لِآدَمَ مِنْ قَبْلُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَمَّا آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ لَمْ يُكَفِّرِ الرَّبَّ وَ هَؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَ كَفَرُوا بِالرَّسُولِ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَقَامَ النَّاسُ غَيْرَ عَلِيٍّ ع لَبَسَ إِبْلِيسُ تَاجَ الْمُلْكِ وَ نَصَبَ مِنْبَراً وَ قَعَدَ فِي الثُّوَيَّةِ  وَ جَمَعَ خَيْلَهُ وَ رَجِلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ اطْرَبُوا لَا يُطَاعُ اللَّهُ حَتَّى يَقُومَ إِمَامٌ‏  ثُمَّ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ ع‏ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع كَانَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الظَّنُّ مِنْ إِبْلِيسَ حِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ص إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى فَظَنَّ بِهِمْ ظَنّاً فَصَدَّقُوا ظَنَّهُ‏ .

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی