آیه 20 سوره سبأ: تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 333

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» أَيْنَ ذَلِكَ مِنَ الْأَرْضِ؟ قَالَ: الْكَعْبَةُ قَالَ: أَ فَتَعْلَمُ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ حِينَ وَضَعَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَهُ كَانَ آمِناً فِيهَا؟ قَالَ: فَسَكَتَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِيُّ: جُعِلْتُ فِدَاكَ الْجَوَابُ فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ؟ فَقَالَ: يَا بَا بَكْرٍ «سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ» فَقَالَ: مَعَ قَائِمِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَ أَمَّا قَوْلُهُ: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» فَمَنْ بَايَعَهُ وَ دَخَلَ مَعَهُ وَ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ وَ دَخَلَ فِي عُقْدَةِ أَصْحَابِهِ كَانَ آمِناً
، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

53- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ حَدِيثٌ طَوِيلٌ يَقُولُ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا بِلَالُ اصْعَدْ أَبَا قُبَيْسٍ فَنَادِ عَلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَرَّمَ الْجِرِّيَ‏  وَ الضَّبَّ وَ الْحُمُرَ الْأَهْلِيَّةَ، أَلَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَأْكُلُوا مِنَ السَّمَكِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ قِشْرٌ، وَ مَعَ الْقِشْرِ فُلُوسٌ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَسَخَ سَبْعَمِائَةِ أُمَّةٍ عَصَوُا الْأَوْصِيَاءَ بَعْدَ الرُّسُلِ، فَأَخَذَ أَرْبَعُمِائَةِ أُمَّةٍ مِنْهُمْ بَرّاً وَ ثَلَاثُمِائَةِ أُمَّةٍ مِنْهُمْ بَحْراً، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَ مَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ‏.

54- فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ وَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ سَبَإٍ، أَ رَجُلٌ هُوَ أَمِ امْرَأَةٌ  الْحَدِيثَ وَ قَدْ تَقَدَّمَ أَوَائِلُ قِصَّةِ سَبَإٍ.

55- فِي رَوْضَةِ الْكَافِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيِّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِيَدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْغَدِيرِ صَرَخَ إِبْلِيسُ فِي جُنُودِهِ صَرْخَةً، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ، فَقَالُوا: يَا سَيِّدَهُمْ وَ مَوْلَاهُمْ‏  مَا ذَا دَهَاكَ فَمَا سَمِعْنَا لَكَ صَرْخَةً أَوْحَشَ مِنَ صَرْخَتِكَ هَذِهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: فَعَلَ‏

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 334

- هَذَا النَّبِيُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَمْ يُعْصَ اللَّهُ أَبَداً، فَقَالُوا: يَا سَيِّدَهُمْ أَنْتَ كُنْتَ لِآدَمَ، فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى وَ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَ مَا تَرَى عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ فِي رَأْسِهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ- يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- صَرَخَ إِبْلِيسُ صَرْخَةً بِطَرَبٍ فَجَمَعَ أَوْلِيَاءَهُ فَقَالَ: أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ لِآدَمَ مِنْ قَبْلُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ لَمْ يَكْفُرْ بِالرَّبِّ، وَ هَؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَ كَفَرُوا بِالرَّسُولِ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَقَامَ النَّاسُ غَيْرَ عَلِيٍّ لَبِسَ إِبْلِيسُ تَاجَ الْمُلْكِ وَ نَصَبَ مِنْبَراً وَ قَعَدَ فِي الزِّينَةِ  وَ جَمَعَ خَيْلَهُ وَ رَجْلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: اطْرَبُوا لَا يُطَاعُ اللَّهُ حَتَّى يَقُومَ إِمَامٌ وَ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ: عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

كَانَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ الظَّنُّ مِنْ إِبْلِيسَ حِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، فَظَنَّ بِهِمْ إِبْلِيسُ ظَنّاً فَصَدَّقُوا ظَنَّهُ.

56- فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يَنْصِبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلنَّاسِ فِي قَوْلِهِ:
«يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ فِي عَلِيٍّ» بِغَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، فَجَاءَ الْأَبَالِسَةُ إِلَى إِبْلِيسَ الْأَكْبَرِ وَ حَثَوُا التُّرَابَ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ عَقَدَ الْيَوْمَ عُقْدَةً لَا يَحُلُّهَا شَيْ‏ءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ: كَلَّا إِنَّ الَّذِينَ حَوْلَهُ قَدْ وَعَدُونِي فِيهِ عِدَةً لَنْ يُخْلِفُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رَسُولِهِ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ» الْآيَةَ.

نسخه شناسی 

درباره مولف

کتاب شناسی