آیه 3، سوره مائده: مختصر مجمع البيان

مختصر مجمع البيان،  ج‏1 ، ص  374   

ثم أشار سبحانه إلى ثبات الدين الإسلامي و يأس الكفار من بطلان دينكم، أو يئس الكفار منكم بالرجوع عن دينكم فلا تخشوهم و لا تخافوا من الكفار أن يظهروا على دين الإسلام، و ليكن بعدها خوفكم و خشيتكم من اللّه بعدم مخالفة أوامره أو التقرب لمعاصيه.
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»: قيل فيه أقوال؛ و أهمّها كما ذكره جل‏

مختصر مجمع البيان، ج‏1، ص 375

المفسرين و ذهب إليه جمع من العلماء و عموم الإمامية و هو المروي عن أهل البيت عليهم السلام. فقد روي عن الإمامين أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع) أنه إنّما أنزل بعد أن نصب النبي (ص) عليا (ع) علما للأنام يوم غدير خم عند رجوعه من حجّة الوداع و هو آخر فريضة أنزلها اللّه تعالى و لم ينزل بعدها فريضة.

و روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه (ص) لما نزلت هذه الآية قال (ص): اللّه أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب من بعدي. و قال (ص): من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله. «وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي»: بأنه تعالى أتمّ النعمة على المسلمين بإظهارهم على المشركين، أو أنه تعالى أعطاهم من العلم و الحكمة ما لم يعط قبلهم.

«وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»: أي رضيت لكم التسليم لأمري و الانقياد لطاعتي على ما شرعت من حدود و فرائض. «فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ»: أي فمن دعته الضرورة في مجاعة إلى أكل الميتة و من عموم ما عدد اللّه سبحانه دون استحلال لأحكام اللّه فقد أبيح له تناول ما يمسك به رمقه بلا زيادة عليه، فإن اللّه غفور لذنوبه ساترا عليه أكله و لا يؤاخذ به ما دام غير متعد و لا مستحل و لا مختار.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی

منابع: 

طبرسى، فضل بن حسن، محمد باقر ناصرى‏، مختصر مجمع البيان‏، قم‏، دفتر انتشارات اسلامى جامعه‏ى مدرسين حوزه علميه قم‏، 1413 ق‏، چاپ دوم‏، صص 374 - 375