آیه 3، سوره مائده : الأصفى فى تفسيرالقرآن

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 260

...الْيَوْمَ‏: آلآن‏ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ‏: انقطع طمعهم من دينكم أن تتركوه، و ترجعوا منه إلي الشّرك. القمّى: ذلك لمّا نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام‏ «5».
فَلا تَخْشَوْهُمْ‏ أن يظهروا على دين الإسلام و يردّوكم عن دينكم‏ وَ اخْشَوْنِ‏ إن خالفتم أمرى أن تحلّ بكم عقوبتي‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً.
قال‏: «الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، و كانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل اللّه: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» قال: «6» لا أنزّل بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرائض»«7»
______________________________
(5) القمّي 1: 162
(6) في المصدر: «قال أبو جعفر عليه السّلام‏: يقول اللّه عزّ و جلّ: لا أنزّل عليكم ...». (7) الكافي 1: 289، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السّلام.

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 261

أقول: و إنّما أكملت الفرائض بالولاية، لأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنهى‏ «1» جميع ما استودعه اللّه من العلم إلى أمير المؤمنين ثمّ إلى ذرّيّته الأوصياء عليهم السّلام، واحدا بعد واحد، فلمّا أقامهم مقامه و تمكّن النّاس من الرّجوع إليهم في حلالهم و حرامهم، و استمرّ ذلك بقيام واحد مقام آخر إلى يوم القيامة، كمل الدّين و تمّت النّعمة. و قد ورد هذا المعنى بعينه عنهم عليهم السّلام‏ «2»، و الحمد للّه على ذلك، و صلّى اللّه على محمّد و أهل بيته الأوصياء و سلّم.
______________________________
(1) الإنهاء: الإبلاغ و الإعلام. يقال: أنهيت الأمر إلى الحاكم: أعلمته به. مجمع البحرين 1: 426 (نها)
(2) راجع: الكافي 1: 290، الحديث: 4؛ و 289، الحديث: 6؛ و 222، الحديث: 6؛ و 223، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النّبيّ و جميع الأنبياء و الأوصياء الّذين من قبلهم.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی

 

منابع: 

فيض كاشانى ملا محسن‏، الأصفى فى تفسيرالقرآن‏، تحقيق: محمدحسين درايتى و محمدرضا نعمتى‏، قم‏، مركز انتشارات دفتر تبليغات اسلامى‏، 1418 ق‏، چاپ اول‏، صص 260-261