آیه 3، سوره مائده: الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين
الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين، ج2 ، ص 141
قوله تعالى الْيَوْمَ لم يرد به يوما بعينه، بل أريد الحاضر و ما بعده من الزمان، و قيل: يوم نزولها، و هو يوم الجمعة عرفة حجة الوداع.
قوله تعالى يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ من ارتدادكم عنه، بتحليل ما حرّم او غيره، او من أن يغلبوه. القمي: قال: ذلك لما نزلت ولاية امير المؤمنين. و عن الباقر (ع) يوم يقوم القائم ييأس بنوا أميّة، فهم الذين كفروا يئسوا من آل محمد (ص).
قوله تعالى فَلا تَخْشَوْهُمْ ان يظهروا على دين الإسلام، و يردوكم عن دينكم.
قوله تعالى وَ اخْشَوْنِ ان خالفتم امري، أن تحلّ لكم عقوبتي.
قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً نزلت بعد ان نصب النبي (ص) عليا (ع) علما للأنام، يوم غدير خم، عند منصرفه عن حجة الوداع. و الاخبار في ذلك من طرق العامة و الخاصة متظافرة. و عن ابي سعيد الخدري: ان رسول اللّه (ص) دعا الناس الى علي (ع) يوم غدير خم، و امر بقطع ما تحت الشجر من الشوك، و قام فدعا عليا (ع) فأخذ بضبعيه، حتى نظر الناس الى ابطيه، و قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل
الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين، ج2، ص: 142
من خذله» و لم يفترقا حتى انزل اللّه «عزّ و جلّ»: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» فقام النبي (ص) و قال: الله اكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة، و رضى الرب برسالتي و بولاية علي (ع).
شبر سيد عبد الله، الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين، تحقيق: سيد محمد بحرالعلوم، كويت، مكتبة الألفين، 1407 ق، چاپ اول، ج2، صص 141-142