آیه 3، سوره مائده: تفسير القمي
تفسير القمي، ج1، ص 161
و أما قوله حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ- وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ- وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ- وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ فالميتة و الدم و لحم الخنزير معروف، وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ يعني به ما ذبح للأصنام، وَ الْمُنْخَنِقَةُ: فإن المجوس كانوا لا يأكلون الذبائح- و يأكلون الميتة، و كانوا يخنقون البقر و الغنم- فإذا ماتت أكلوها، وَ الْمَوْقُوذَةُ كانوا يشدون عينيها و أرجلها- و يضربونها حتى تموت، فإذا ماتت أكلوها، وَ الْمُتَرَدِّيَةُ: كانوا يشدون عينها و يلقونها من السطح، فإذا ماتت أكلوها، وَ النَّطِيحَةُ: كانوا يتناطحون بالكباش- فإذا مات أحدهما أكلوه وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ: فإنهم كانوا يأكلون ما يأكله الذئب- و الأسد و الدب فحرم الله ذلك، وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ: كانوا يذبحون لبيوت النيران، و قريش كانوا يعبدون الشجر و الصخر فيذبحون لها، وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ: قال كانوا يعمدون إلى الجزور- فيجزونه عشرة أجزاء- ثم يجتمعون عليه فيخرجون السهام- و يدفعونها إلى رجل، و السهام عشرة سبعة لها أنصباء و ثلاثة لا أنصباء لها، فالتي لها أنصباء، الفذ، و التوأم، و المسبل، و النافس، و الحلس [الحليس]، و الرقيب، و المعلى، فالفذ له سهم و التوأم له سهمان- و المسبل له ثلاثة أسهم و النافس له أربعة أسهم- و الحلس له خمسة أسهم- و الرقيب له ستة أسهم- و المعلى
تفسير القمي، ج1، ص: 162
له سبعة أسهم، و التي لا أنصباء لها السفح و المنيح و الوغد، و ثمن الجزور على من لم يخرج له الأنصباء شيئا، و هو القمار فحرمه الله عز و جل- و قوله الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ قال ذلك لما نزلت ولاية أمير المؤمنين ع و أما قوله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ- وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: آخِرُ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ الْوَلَايَةُ- ثُمَّ لَمْ يُنْزِلْ بَعْدَهَا فَرِيضَةً- ثُمَّ أَنْزَلَ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» بِكُرَاعِ الْغَنَمِ «1» فَأَقَامَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْجُحْفَةِ فَلَمْ يُنْزِلْ بَعْدَهَا فَرِيضَةً.
قمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، تحقيق: طيب موسوى جزايرى، قم، دار الكتاب، 1363 ش، چاپ سوم، ج1 ، صص 161- 162