آیه 3، سوره مائده: تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة

تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة،  ج‏2 ، ص  73   

... الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ‏ اشارة الى يوم نصب علىّ (ع) بالخلافة يعنى كان الكافرون و المنافقون يترقّبون‏

تفسير بيان السعاددة فى مقامات العبادة، ج‏2، ص: 74

لموت النّبىّ (ص) أو قتله (ص) و تفرّق كلمتكم و الغلبة على دينكم و بعد نصب أمير لكم يئس الكفّار من الغلبة و تفرّق الكلمة و يئس المنافقون بنصب علىّ (ع) عن الغلبة على دينكم و ترويج باطلهم و إظهار نفاقهم فاذا يئس الكفّار فَلا تَخْشَوْهُمْ‏ و لمّا لم يستكمل ايمانكم فلا تأمنوا من عقوبتي‏ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ‏ يوم نصب علىّ (ع) بغدير خمّ‏ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ الإكمال قد يستعمل في إتمام ذات الشّي‏ء كإكمال النّوع بالفصل و البيت بأركانه و سقفه،

و قد يستعمل في إتمام الشّي‏ء بمحسّناته و متمّماته الزّائدة على ذاته كإكمال الإنسان بمهارته في العلوم و الصّنائع، و البيت بزخرفته و فروشه، و المراد بالدّين هنا هو الإسلام الحاصل بالبيعة العامّة النّبويّة و قبول الأحكام النّبويّة و المراد بالإكمال هو إتمامه في ذاته،

لانّ الإسلام بنى على خمسة أركان و الرّكن الأخير هو الولاية اعنى البيعة مع علىّ (ع) بالامامة لانّ الولاية بمعنى المحبّة أو اعتقاد الولاية لعلىّ (ع) خارجة عن الأعمال القالبيّة الاسلاميّة فلا تكون من أركان الإسلام و متمّمات احكام القالب و إتمامه في خارج ذاته باعتبار،

فانّ الإسلام كالمادّة للولاية بالمعنى الحاصل بالولاية الّتى هي من أركان الإسلام و هو الايمان الدّاخل في القلب و به الحركة و السّير الى اللّه و هو بمنزلة الصّورة للإسلام و الصّورة و ان كانت محصّلة للمادّة و ما به قوام المادّة و بقاؤها لكنّها خارجة عن ذاتها وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‏ فانّ الإسلام نعمة من اللّه لكنّه مركّب من الأركان الخمسة و لا يتمّ المجموع الّا بتمام اجزائه و أيضا هو مادّة للولاية بالمعنى الآخر و لا بقاء و لا قوام للمادّة الّا بالصّورة فبالولاية تتمّ نعمة الإسلام‏ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فانّه لنقصان أركانه و عدم تحصّله كان غير مرضىّ و

عن الصّادقين (ع) انّما نزل بعد ان نصب النّبىّ (ص) عليّا (ع) علما للأنام يوم غدير خمّ عند منصرفه عن حجّة الوداع، قالا: و هي آخر فريضة أنزلها اللّه ثمّ لم تنزل بعدها فريضة
 

نسخه شناسی 

درباره مولف

کتاب شناسی
 

منابع: 

گنابادى سلطان محمد، تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة، بيروت‏، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات،1408 ق‏، چاپ دوم‏، ج2، صص 73 - 74