آیه 3، سوره مائده: تفسیر الصافى

تفسیر الصافى، ج‏2 ، ص 9

و في معناه أخبار آخر الْيَوْمَ‏ الآن‏ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ‏ انقطع طمعهم من دينكم أن تتركوه و ترجعوا منه إلى الشّرك.
القمّيّ قال ذلك لمّا نزلت و لآية أمير المؤمنين عليه السّلام‏ فَلا تَخْشَوْهُمْ‏ أن يظهروا

تفسير الصافى، ج‏2، ص: 10

على‏ دين الإسلام و يردّوكم عن دينكم‏ وَ اخْشَوْنِ‏ ان خالفتم أمري ان تحلّ بكم عقوبتي‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً

في المجمع عنهما عليهما السّلام: انمّا نزل بعد أن نصب النّبي صلىّ اللَّهُ عليه و آله عليّاً صلوات اللَّه عليهما علماً للأنام يوم غدير خمّ عند منصرفه عن حجّة الوداع‏ قالا (ع): و هي آخر فريضة أنزلها اللَّه ثمّ لم تنزل بعدها فريضة.

و في الكافي عن الباقر: الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى‏ و كان الولاية آخر الفرائض فأنزل اللَّه‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ قال لا أنزل بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض.
و العيّاشيّ و القمّيّ عنه: ما يقرب منه.

أقول: انّما أكملت الفرائض بالولاية لأنّ النّبي صلّى اللَّه عليه و آله أنهى‏ جميع ما استودعه اللَّه من العلم إلى‏ عليّ صلوات اللَّه عليه ثمّ الى‏ ذريّته الأوصياء واحداً بعد واحد فلمّا أقامهم مقامه و تمكّن النَّاس من الرّجوع إليهم في حلالهم و حرامهم و استمّر ذلك بقيام واحد به بعد واحد كمل الدّين و تّمت النّعمة إن شاء اللَّه و قد ورد هذا المعنى‏ بعينه عنهم عليهم السّلام و يأتي ما يقرب منه في خطبة الْغدير فَمَنِ اضْطُرَّ متصل بذكر المحرّمات و ما بينهما اعتراض و المعنى‏ فَمَنِ اضْطُرَّ الى‏ تناول شي‏ء من هذه المحرّمات‏ فِي مَخْمَصَةٍ في مجاعة غَيْرَ مُتَجانِفٍ‏ غير مايل‏ لِإِثْمٍ‏.

و القمّيّ عن الباقر عليه السّلام: غير متعمّد لِإِثْمٍ‏.
أقول: و ذلك بأن يأكلها تلذّذاً أو مجاوزاً حدّ الرخصة و هذا كقوله سبحانه‏ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ.
و قد مضى‏ تفسيرها في سورة البقرة فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ لا يؤاخذه بأكله.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی

 

منابع: 

فيض كاشانى ملا محسن‏، تفسير الصافى، تهران‏، انتشارات الصدر، 1415 ق‏، ج2، صص 9 - 10