آیه 3، سوره مائده: من هدى القرآن

من هدى القرآن، ج‏2 ، ص  296   

الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً الإسلام هنا بمعناه اللغوي الذي استخدمه القرآن في سائر الآيات بمعنى التسليم للَّه و لمناهجه و انه دين اللَّه الذي ارتضاه لنا و يتجسد في تقوى اللَّه، و اتباع مناهجه، و في طاعة رسول اللَّه و أولي الأمر من بعده الذين يشكلون الامتداد الرسالي و الطبيعي لخط اللَّه و الرسول.

و بما ان سورة المائدة جاءت بعد سور القرآن كلها، فان قضية تكميل الدين طرحت فيها، و بالطبع تكون قضية القيادة الاسلامية هي أبرز و أهم القضايا المعلقة التي كمل بها الدين بعد نزول سورة المائدة، و عرف الناس ان الائمة المعصومين عليهم السلام هم القادة الرساليون للأمة سواء حكموا البلاد سياسيا أم لا ... و سواء قاموا بمصالح الأمة العليا أم لم يقوموا.

بيد أن القيادة لا تعني شيئا في منطق الإسلام لو لم تنفصل عن رواسب/ 263 الجاهلية، بل لو لم تتحد الجاهلية بشجاعة و من دون خشية، و تطبق تعاليم الإسلام.

من هدى القرآن، ج‏2، ص 297

لذلك جاءت الاشارة الى القيادة ضمن الحديث عن طائفة من عادات الجاهلية التي نسفها الإسلام ليعطي للقيادة بعدها الرسالي بحيث يجعلها لا تنفصل عن مناهج الدين، فلا يعترف الإسلام بقيادة لا تطبق هذه المناهج و ان اختفت تحت غطاء كثيف من الكلمات الدينية و الشعارات الرسالية.

فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ أي إن الحالة الواحدة التي يجوز فيها الاكل من البهائم الميتة المحرمة هي حالة الاضطرار، حين تعم المجاعة البلاد، فيجوز الاكل منها بقدر الاضطرار بحيث لا يجوز ان يميل الى أكل الميتة ميلا نفسيا، بل يظل يعرف ان الاضطرار هو السبب في أكل الميتة فمتى رفع الاضطرار استطاع بسهولة ان يقلع عن أكلها الميتة، لأنه لم يتعود (لا أقل نفسيا) عليها.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی
 

منابع: 

مدرسى سيد محمد تقى، من هدى القرآن‏، تهران‏، محبى الحسين‏، 1419 ق‏، چاپ اول‏، ج 2، صص 296 - 297