وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ
رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنَ الْمَدِينَةِ وَ قَدْ بَلَّغَ جَمِيعَ الشَّرَائِعِ قَوْمَهُ مَا خَلَا الْحَجَّ وَ الْوَلَايَةَ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي لَمْ أَقْبِضْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِي وَ رُسُلِي إِلَّا بَعْدَ إِكْمَالِ دِينِي وَ تَكْثِيرِ حُجَّتِي وَ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ فَرِيضَتَانِ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ تُبَلِّغَهُمَا قَوْمَكَ فَرِيضَةُ الْحَجِّ وَ فَرِيضَةُ الْوَلَايَةِ وَ الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنِّي لَمْ أُخْلِ أَرْضِي مِنْ حُجَّةٍ وَ لَمْ أُخْلِها أَبَداً وَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُبَلِّغَ قَوْمَكَ الْحَجَّ تَحُجُّ وَ يَحُجُّ مَعَكَ كُلُّ مَنِ اسْتَطَاعَ السَّبِيلَ مِنْ أَهْلِ الْحَضَرِ وَ أَهْلِ الْأَطْرَافِ وَ الْأَعْرَابِ وَ تُعَلِّمَهُمْ مِنْ حَجِّهِمْ مِثْلَ مَا عَلَّمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَ زَكَاتِهِمْ وَ صِيَامِهِمْ وَ تُوقِفَهُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مِثَالِ الَّذِي أَوْقَفْتَهُمْ عَلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ مَا بَلَّغْتَهُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ ص فِي النَّاسِ أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يُرِيدُ الْحَجَّ وَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي عَلَّمَكُمْ مِنْ شَرَائِعِ دِينِكُمْ وَ يُوقِفَكُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا أَوْقَفَكُمْ عَلَيْهِ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ خَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ وَ أَصْغَوْا إِلَيْهِ لِيَنْظُرُوا مَا يَصْنَعُ فَيَصْنَعُوا مِثْلَهُ فَحَجَّ بِهِمْ فَبَلَّغَ مَنْ حَجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ الْأَطْرَافِ وَ الْأَعْرَابِ سَبْعِينَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ يَزِيدُونَ عَلَى نَحْوِ عَدَدِ أَصْحَابِ مُوسَى ع السَّبْعِينَ الْأَلْفَ الَّذِينَ أَخَذَ عَلَيْهِمْ بَيْعَةَ هَارُونَ ع فَاتَّصَلَتِ التَّلْبِيَةُ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَلَمَّا وَقَفَ الْمَوْقِفَ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنَّهُ قَدْ دَنَا أَجَلُكَ وَ مُدَّتُكَ وَ إِنِّي أَسْتَقْدِمُكَ عَلَى مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ لَا مَحِيصَ عَنْهُ فَاعْهَدْ عَهْدَكَ وَ تَقَدَّمْ وَصِيَّتَكَ وَ اعْمِدْ إِلَى مَا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ مِيرَاثِ عُلُومِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ وَ السِّلَاحِ وَ التَّابُوتِ وَ جَمِيعِ مَا عِنْدَكَ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ فَسَلِّمْهَا إِلَى وَصِيِّكَ وَ خَلِيفَتِكَ مِنْ بَعْدِكَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةِ عَلَى خَلْقِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَقِمْهُ لِلنَّاسِ وَ خُذْ عَهْدَهُ وَ مِيثَاقَهُ وَ بَيْعَتَهُ وَ ذَكِّرْهُمْ مَا أَخَذْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْعَتِي وَ مِيثَاقِيَ الَّذِي وَاثَقْتَهُمْ بِهِ وَ عَهْدِيَ الَّذِي عَهِدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ وَلَايَةِ وَلِيِّي وَ مَوْلَاهُمْ وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنِّي لَمْ أَقْبِضْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِي إِلَّا بَعْدَ إِكْمَالِ دِينِي وَ إِتْمَامِ نِعْمَتِي بِوَلَايَةِ أَوْلِيَائِي وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِي وَ ذَلِكَ تَمَامُ كَمَالِ تَوْحِيدِي وَ دِينِي وَ إِتْمَامُ نِعْمَتِي عَلَى خَلْقِي بِاتِّبَاعِ وَلِيِّي وَ طَاعَتِهِ وَ إِنِّي لَا أَتْرُكُ أَرْضِي بِغَيْرِ قَيِّمٍ لِيَكُونَ حُجَّةً عَلَى خَلْقِي فَ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً عَلِيٌّ وَلِيِّي وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيٌّ عَبْدِي وَ وَصِيُّ نَبِيِّي وَ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةُ عَلَى خَلْقِي مَقْرُونٌ طَاعَتُهُ مَعَ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّي وَ مَقْرُونٌ طَاعَةُ مُحَمَّدٍ بِطَاعَتِي مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِي جَعَلْتُهُ عَلَماً بَيْنِي وَ بَيْنَ خَلْقِي فَمَنْ عَرَفَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ أَنْكَرَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ أَشْرَكَ بِبَيْعَتِهِ كَانَ مُشْرِكاً وَ مَنْ لَقِيَنِي بِوَلَايَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ لَقِيَنِي بِعَدَاوَتِهِ دَخَلَ النَّارَ فَأَقِمْ يَا مُحَمَّدُ عَلِيّاً عَلَماً وَ خُذْ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ وَ خُذْ عَهْدِي وَ مِيثَاقِي بِالَّذِي وَاثَقْتَهُمْ عَلَيْهِ فَإِنِّي قَابِضُكَ إِلَيَّ وَ مُسْتَقْدِمُكَ فَخَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَوْمَهُ وَ أَهْلَ النِّفَاقِ وَ الشِّقَاقِ أَنْ يَتَفَرَّقُوا وَ يَرْجِعُوا جَاهِلِيَّةً لِمَا عَرَفَ مِنْ عَدَاوَتِهِمْ وَ مَا يُبَطِّنُوَن عَلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ لِعَلِيٍّ ع مِنَ الْبَغْضَاءِ وَ سَأَلَ جَبْرَئِيلَ ع أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ الْعِصْمَةَ مِنَ النَّاسِ وَ انْتَظَرَ أَنْ يَأْتِيَهُ جَبْرَئِيلُ بِالْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأُخِّرَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَسْجِدَ الْخَيْفِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْهَدَ عَهْدَهُ وَ يُقِيمَ عَلِيّاً لِلنَّاسِ وَ لَمْ يَأْتِهِ الْعِصْمَةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِالَّذِي أَرَادَ حَتَّى أَتَى كُرَاعَ الْغَمِيمِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ وَ أَمَرَهُ بِالَّذِي أَمَرَ بِهِ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَأْتِهِ بِالْعِصْمَةِ فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ إِنِّي لَأَخْشَى قَوْمِي أَنْ يُكَذِّبُونِي وَ لَا يَقْبَلُوا قَوْلِي فِي عَلِيٍّ فَرَحَلَ فَلَمَّا بَلَغَ غَدِيرَ خُمٍّ قَبْلَ الْجُحْفَةِ بِثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع عَلَى خَمْسِ سَاعَاتٍ مَضَتْ مِنَ النَّهَارِ بِالزَّجْرِ وَ الِانْتِهَار وَ الْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فِي عَلِيٍ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَكَانَ أَوَّلُهُمْ بَلَغَ قُرْبَ الْجُحْفَةِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرُدَّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَ حَبَسَ مَنْ تَأَخَّرَ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ لِيُقِيمَ عَلِيّاً لِلنَّاسِ وَ يُبَلِّغَهُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي عَلِيٍّ ع وَ أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ عَصَمَهُ مِنَ النَّاسِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص عِنْدَ مَا جَاءَتْهُ الْعِصْمَةُ مُنَادِياً فَنَادَى فِي النَّاسِ بِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ تَنَحَّى عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ إِلَى جَنْبِ مَسْجِدِ الْغَدِيرِ أَمَرَهُ بِذَلِكَ جَبْرَئِيلُ ع عَنِ اللَّهِ تَعَالَى وَ فِي الْمَوْضِعِ سَلَمَاتٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يقيم [يُقَمَ] مَا تَحْتَهُنَّ وَ يُنْصَبَ لَهُ أَحْجَارٌ كَهَيْئَةِ الْمِنْبَرِ لِيُشْرِفَ عَلَى النَّاسِ فَتَرَاجَعَ النَّاسُ وَ احْتُبِسَ أَوَاخِرُهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ لَا يَزَالُونَ وَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَوْقَ تِلْكَ الْأَحْجَارِ وَ قَالَ ص الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا بِتَوْحِيدِهِ وَ دَنَا فِي تَفْرِيدِهِ وَ جَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وَ عَظُمَ فِي أَرْكَانِهِ وَ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ فِي مَكَانِهِ... مَعَاشِرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَهُوَ مُبَيِّنٌ لَكُمْ نُوراً وَاحِداً وَ لَا يُوَضِّحُ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إِلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعِدُهُ إِلَيَّ وَ شَائِلٌ بِعَضُدِهِ وَ مُعْلِمُكُمْ أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ مُوَالاتُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْزَلَهَا عَلَيَّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي هُمُ الثَّقَلُ الْأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنُ الثَّقَلُ الْأَكْبَرُ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُبَيِّنٌ عَنْ صَاحِبِهِ مُوَافِقٌ لَهُ لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ بِأَمْرِ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ بِحُكْمِهِ فِي أَرْضِهِ أَلَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ أَلَا وَ قَدْ بَلَّغْتُ أَلَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ أَلَا وَ قَدْ أَوْضَحْتُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ أَنَا قُلْتُهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى أَلَا إِنَّهُ لَيْسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أَخِي هَذَا وَ لَا تَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدِي لِأَحَدٍ غَيْرِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى عَضُدِ عَلِيٍّ فَرَفَعَهُ فَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُنْذُ أَوَّلِ مَا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَدْ شَالَ عَلِيّاً حَتَّى صَارَتْ رجليه [رِجْلَاهُ] مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ الرَّاعِي بَعْدِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي وَ عَلَى تَفْسِيرِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الدَّاعِي إِلَيْهِ وَ الْعَامِلُ بِمَا يُرْضِيهِ وَ الْمُحَارِبُ لِأَعْدَائِهِ وَ الْمُوَالِي عَلَى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْإِمَامُ الْهَادِي بِأَمْرِ اللَّهِ أَقُولُ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيْهِ بِأَمْرِ رَبِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ الْعَنْ مَنْ أَنْكَرَهُ وَ اغْضَبْ عَلَى مَنْ جَحَدَهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ أَنْزَلْتَ الْإِمَامَةَ لِعَلِيٍّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تَبْيِينِ ذَلِكَ بِتَفْضِيلِكَ إِيَّاهُ بِمَا أَكْمَلْتَ لِعِبَادِكَ مِنْ دِينِهِمْ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَتِكَ وَ رَضِيتَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَقُلْتَ وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّمَا أَكْمَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دِينَكُمْ بِإِمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ كَانَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا أَنْصَرُكُمْ لِي وَ أَحَقُّ النَّاسِ بِي وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَا عَنْهُ رَاضِيَانِ وَ مَا أُنْزِلَتْ آيَةُ رِضًى إِلَّا فِيهِ وَ مَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا بَدَأَ بِهِ وَ لَا نَزَلَتْ آيَةُ مَدْحٍ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِيهِ وَ لَا شَهِدَ اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فِي هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ إِلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فِي سِوَاهُ وَ لَا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا نَاصِرُ دِينِ اللَّهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهَادِي الْمُهْتَدِي نَبِيُّكُمْ خَيْرُ نَبِيٍّ وَ وَصِيُّكُمْ خَيْرُ وَصِيٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ إِبْلِيسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فَإِنَّ آدَمَ ع أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ بِخَطِيئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ تَعَالَى فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَ إِنْ زَلَلْتُمْ وَ أَنْتُمْ عِبَادُ اللَّهِ مَا يُبْغِضُ عَلِيّاً إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يَتَوَالَى عَلِيّاً إِلَّا تَقِيٌّ وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ وَ فِي عَلِيٍّ أَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةَ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدْ أَشْهَدْتُ اللَّهَ وَ بَلَّغْتُكُمُ الرِّسَالَةَ وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِالنُّورِ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها (عَلى) أَدْبارِها مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِيَّ ثُمَّ مَسْلُوكٌ فِي عَلِيٍّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى الْمُقَصِّرِينَ وَ الْغَادِرِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ الْآثِمِينَ وَ الظَّالِمِينَ عَنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّي رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ إِنْ تَنْقَلِبُوا فَلَنْ تَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ الصَّابِرِينَ أَلَا إِنَّ عَلِيّاً الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِي وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ بِإِسْلَامِكُمْ فَيَسْخَطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَيُصِيبَكُمْ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ
مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُم ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة)
نويسنده: فتال نيشابورى، محمد بن احمد ، تاريخ وفات مؤلف: 508 ق
محقق / مصحح: ندارد
موضوع: گوناگون
زبان: عربى
تعداد جلد: 2
ناشر: انتشارات رضى
مكان چاپ: ايران؛ قم
سال چاپ: 1375 ش
نوبت چاپ: اول
حَدَّثَنِي السَّيِّدُ الْعَالِمُ الْعَابِدُ أَبُو جَعْفَرٍ مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي حَرْبٍ الْحُسَيْنِيُّ الْمَرْعَشِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الشَّيْخِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ السَّعِيدُ الْوَالِدُ أَبُو جَعْفَرٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ قَالَ أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ عَن أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ السُّورِيُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُ مِنْ وُلْدِ الْأَفْطَسِ وَ كَانَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهَمْدَانِيُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ وَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ جَمِيعاً عَنْ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنَ الْمَدِينَةِ وَ قَدْ بَلَّغَ جَمِيعَ الشَّرَائِعِ قَوْمَهُ غَيْرَ الْحَجِّ وَ الْوَلَايَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي لَمْ أَقْبِضْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِي وَ لَا رَسُولًا مِنْ رُسُلِي إِلَّا بَعْدَ إِكْمَالِ دِينِي وَ تَأْكِيدِ حُجَّتِي وَ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ ذَاكَ فَرِيضَتَانِ مِمَّا تَحْتَاجُ أَنْ تُبَلِّغَهُمَا قَوْمَكَ فَرِيضَةُ الْحَجِّ وَ فَرِيضَةُ الْوَلَايَةِ وَ الْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنِّي لَمْ أُخَلِّ أَرْضِي مِنْ حُجَّةٍ وَ لَنْ أُخَلِّيَهَا أَبَداً فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَأْمُرُكَ أَنْ تُبَلِّغَ قَوْمَكَ الْحَجَّ وَ تَحُجَّ وَ يَحُجَّ مَعَكَ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا مِنْ أَهْلِ الْحَضَرِ وَ الْأَطْرَافِ وَ الْأَعْرَابِ وَ تُعَلِّمَهُمْ مِنْ مَعَالِمِ حَجِّهِمْ مِثْلَ مَا عَلَّمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَ زَكَاتِهِمْ وَ صِيَامِهِمْ وَ تُوقِفَهُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مِثَالِ الَّذِي أَوْقَفْتَهُمْ عَلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ مَا بَلَّغْتَهُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ص فِي النَّاسِ أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يُرِيدُ الْحَجَّ وَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي عَلَّمَكُمْ مِنْ شَرَائِعِ دِينِكُمْ وَ يُوقِفَكُمْ مِنْ ذَاكَ عَلَى مَا أَوْقَفَكُمْ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ فَخَرَجَ ص وَ خَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ وَ أَصْغَوْا إِلَيْهِ لِيَنْظُرُوا مَا يَصْنَعُ فَيَصْنَعُوا مِثْلَهُ فَحَجَّ بِهِمْ وَ بَلَّغَ مَنْ حَجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ أَهْلِ الْأَطْرَافِ وَ الْأَعْرَابِ سَبْعِينَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ يَزِيدُونَ عَلَى نَحْوِ عَدَدِ أَصْحَابِ مُوسَى السَّبْعِينَ أَلْفَ الَّذِينَ أَخَذَ عَلَيْهِمْ بَيْعَةَ هَارُونَ فَنَكَثُوا وَ اتَّبَعُوا الْعِجْلَ وَ السَّامِرِيَّ وَ كَذَلِكَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْبَيْعَةَ لِعَلِيٍّ بِالْخِلَافَةِ عَلَى عَدَدِ أَصْحَابِ مُوسَى فَنَكَثُوا الْبَيْعَةَ وَ اتَّبَعُوا الْعِجْلَ وَ السَّامِرِيَّ سُنَّةً بِسُنَّةٍ وَ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَ اتَّصَلَتِ التَّلْبِيَةُ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَلَمَّا وَقَفَ بِالْمَوْقِفِ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنَّهُ قَدْ دَنَا أَجَلُكَ وَ مُدَّتُكَ وَ أَنَا مُسْتَقْدِمُكَ عَلَى مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ لَا عَنْهُ مَحِيصٌ فَاعْهَدْ عَهْدَكَ وَ قَدِّمْ وَصِيَّتَكَ- وَ اعْمِدْ إِلَى مَا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ مِيرَاثِ عُلُومِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ وَ السِّلَاحِ وَ التَّابُوتِ وَ جَمِيعِ مَا عِنْدَكَ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ فَسَلِّمْهُ إِلَى وَصِيِّكَ وَ خَلِيفَتِكَ مِنْ بَعْدِكَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةِ عَلَى خَلْقِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَقِمْهُ لِلنَّاسِ عَلَماً وَ جَدِّدْ عَهْدَهُ وَ مِيثَاقَهُ وَ بَيْعَتَهُ وَ ذَكِّرْهُمْ مَا أَخَذْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْعَتِي وَ مِيثَاقِيَ الَّذِي وَاثَقْتُهُمْ وَ عَهْدِيَ الَّذِي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ مِنْ وَلَايَةِ وَلِيِّي وَ مَوْلَاهُمْ وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنِّي لَمْ أَقْبِضْ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِكْمَالِ دِينِي وَ حُجَّتِي وَ إِتْمَامِ نِعْمَتِي بِوَلَايَةِ أَوْلِيَائِي وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِي وَ ذَلِكَ كَمَالُ تَوْحِيدِي وَ دِينِي وَ إِتْمَامُ نِعْمَتِي عَلَى خَلْقِي بِاتِّبَاعِ وَلِيِّي وَ طَاعَتِهِ وَ ذَلِكَ أَنِّي لَا أَتْرُكُ أَرْضِي بِغَيْرِ وَلِيٍّ وَ لَا قَيِّمٍ لِيَكُونَ حُجَّةً لِي عَلَى خَلْقِي فَ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً بِوَلَايَةِ وَلِيِّي وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيٍّ عَبْدِي وَ وَصِيِّ نَبِيِّي وَ الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةِ عَلَى خَلْقِي- مَقْرُونٌ طَاعَتُهُ بِطَاعَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّي وَ مَقْرُونٌ طَاعَتُهُ مَعَ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ بِطَاعَتِي مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِي جَعَلْتُهُ عَلَماً بَيْنِي وَ بَيْنَ خَلْقِي مَنْ عَرَفَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ أَنْكَرَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ أَشْرَكَ بَيْعَتَهُ كَانَ مُشْرِكاً وَ مَنْ لَقِيَنِي بِوَلَايَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ لَقِيَنِي بِعَدَاوَتِهِ دَخَلَ النَّارَ فَأَقِمْ يَا مُحَمَّدُ عَلِيّاً عَلَماً وَ خُذْ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ وَ جَدِّدْ عَهْدِي وَ مِيثَاقِي لَهُمُ الَّذِي وَاثَقْتُهُمْ عَلَيْهِ فَإِنِّي قَابِضُكَ إِلَيَّ وَ مُسْتَقْدِمُكَ عَلَيَّ فَخَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ قَوْمِهِ وَ أَهْلِ النِّفَاقِ وَ الشِّقَاقِ أَنْ يَتَفَرَّقُوا وَ يَرْجِعُوا إِلَى الْجَاهِلِيَّةِ لِمَا عَرَفَ مِنْ عَدَاوَتِهِمْ وَ لِمَا يَنْطَوِي عَلَيْهِ أَنْفُسُهُمْ لِعَلِيٍّ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ وَ سَأَلَ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ الْعِصْمَةَ مِنَ النَّاسِ وَ انْتَظَرَ أَنْ يَأْتِيَهُ جَبْرَئِيلُ بِالْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ عَنِ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ فَأَخَّرَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَسْجِدَ الْخَيْفِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَأَمَرَهُ بِأَنْ يَعْهَدَ عَهْدَهُ وَ يُقِيمَ عَلِيّاً عَلَماً لِلنَّاسِ يَهْتَدُونَ بِهِ وَ لَمْ يَأْتِهِ بِالْعِصْمَةِ مِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ بِالَّذِي أَرَادَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ وَ أَمَرَهُ بِالَّذِي أَتَاهُ فِيهِ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَ لَمْ يَأْتِهِ بِالْعِصْمَةِ فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ إِنِّي أَخْشَى قَوْمِي أَنْ يُكَذِّبُونِي وَ لَا يَقْبَلُوا قَوْلِي فِي عَلِيٍّ ع فَرَحَلَ فَلَمَّا بَلَغَ غَدِيرَ خُمٍ قَبْلَ الْجُحْفَةِ بِثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع عَلَى خَمْسِ سَاعَاتٍ مَضَتْ مِنَ النَّهَارِ بِالزَّجْرِ وَ الِانْتِهَارِ وَ الْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فِي عَلِيٍ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وَ كَانَ أَوَائِلُهُمْ قَرِيبٌ مِنَ الْجُحْفَةِ فَأَمَرَ بِأَنْ يُرَدَّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَ يُحْبَسَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ لِيُقِيمَ عَلِيّاً عَلَماً لِلنَّاسِ وَ يُبَلِّغَهُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي عَلِيٍّ وَ أَخْبَرَهُ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ عَصَمَهُ مِنَ النَّاسِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ عِنْدَ مَا جَاءَتْهُ الْعِصْمَةُ مُنَادِياً يُنَادِي فِي النَّاسِ بِالصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ يُرَدُّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَ يُحْبَسُ مَنْ تَأَخَّرَ وَ تَنَحَّى عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ إِلَى جَنْبِ مَسْجِدِ الْغَدِيرِ أَمَرَهُ بِذَلِكَ جَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ فِي الْمَوْضِعِ سَلَمَاتٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يُقَمَّ مَا تَحْتَهُنَ وَ يُنْصَبَ لَهُ حِجَارَةٌ كَهَيْئَةِ الْمِنْبَرِ لِيُشْرِفَ عَلَى النَّاسِ فَتَرَاجَعَ النَّاسُ وَ احْتُبِسَ أَوَاخِرُهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ لَا يَزَالُونَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَوْقَ تِلْكَ الْأَحْجَارِ ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَ أَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي تَوَحُّدِهِ وَ دَنَا فِي تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فِي سُلْطَانِهِ ... مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَنْصَرُكُمْ لِي وَ أَحَقُّكُمْ بِي وَ أَقْرَبُكُمْ إِلَيَّ وَ أَعَزُّكُمْ عَلَيَّ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَا عَنْهُ رَاضِيَانِ وَ مَا نَزَلَتْ آيَةُ رِضًى إِلَّا فِيهِ وَ مَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا* إِلَّا بَدَأَ بِهِ وَ لَا نَزَلَتْ آيَةُ مَدْحٍ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِيهِ وَ لَا شَهِدَ بِالْجَنَّةِ فِي هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إِلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فِي سِوَاهُ وَ لَا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ نَاصِرُ دِينِ اللَّهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ نَبِيُّكُمْ خَيْرُ نَبِيٍّ وَ وَصِيُّكُمْ خَيْرُ وَصِيٍّ وَ بَنُوهُ خَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ إِبْلِيسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فَإِنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ لِخَطِيئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَيْفَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ مِنْكُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُبْغِضُ عَلِيّاً إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يَتَوَالَى عَلِيّاً إِلَّا تَقِيٌّ وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ وَ فِي عَلِيٍّ وَ اللَّهِ نَزَلَتْ سُورَةُ وَ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَى آخِرِهَا مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدِ اسْتَشْهَدْتُ اللَّهَ وَ بَلَّغْتُكُمْ رِسَالَتِي وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ* مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ- وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِيَّ مَسْلُوكٌ ثُمَّ فِي عَلِيٍّ- ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِ اللَّهِ وَ بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَنَا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى الْمُقَصِّرِينَ وَ الْمُعَانِدِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ الْآثِمِينَ وَ الظَّالِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ أُنْذِرُكُمْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِيَ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ أَلَا وَ إِنَّ عَلِيّاً هُوَ الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ إِسْلَامَكُمْ فَيَسْخَطَ عَلَيْكُمْ وَ يُصِيبَكُمْ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَبِالْمِرْصَادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُم ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: الإحتجاج على أهل اللجاج( للطبرسي)
نويسنده: طبرسى، احمد بن على ، تاريخ وفات مؤلف: 588 ق
محقق / مصحح: خرسان، محمد باقر
موضوع: كلام
زبان: عربى
تعداد جلد: 2
ناشر: نشر مرتضى
مكان چاپ: مشهد
سال چاپ: 1403 ق
نوبت چاپ: اول
في التهاب نيران الأحزان (14- 18) في خطبة طويلة للنبي صلّى اللّه عليه و آله في يوم الغدير، قال
فيها: و قد أنزل اللّه إليّ في الكتاب العزيز إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ، و عليّ بن أبي طالب أقام الصلاة، و آتى الزكاة و هو راكع، يريد بذلك رضى اللّه على كلّ حال، و سألت جبرئيل أن يستعفيني عن تبليغ ذلك إليكم، لعلمي فيكم بقلّة المؤمنين، و حيل المستهزئين بالإسلام ... و كثر أذاهم فيّ و في عترتي، حتّى سمّوني أذنا، و زعموا أنّي كنت كذلك لكثرة ملازمته إيّاي و إقبالي عليه، حتّى أنزل اللّه في ذلك وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ
و لو شئت أن أسمّي بأسمائهم لسمّيت، و أن أومئ بأعيانهم لأوميت، و لكنّي و اللّه في أمورهم قد تكرّمت، و كان اللّه لا يرضى منّي إلّا أن أبلّغ ما أنزل في عليّ ... معاشر الناس، سيكون من بعدي أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ، معاشر الناس، إنّ اللّه و أنا منهم بريئان، معاشر الناس، إنّهم و أشياعهم و أتباعهم و أنصارهم لفي الدرك الأسفل من النار، و لبئس مثوى المتكبّرين، ألا إنّهم أصحاب الصحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته ....
معرفی کتاب:
نام كتاب: طرف من الأنباء و المناقب
نويسنده: ابن طاووس، على بن موسى ، تاريخ وفات مؤلف: 664 ق
محقق / مصحح: عطار، قيس
موضوع: مناقب
زبان: عربى
تعداد جلد: 1
ناشر: تاسوعا
مكان چاپ: مشهد
سال چاپ: 1420 ق
نوبت چاپ: اول
و في كتاب اليقين (354- 355) في حديث طويل فيه خطبة النبي صلّى اللّه عليه و آله يوم الغدير، نقله عن أحمد بن محمّد الطبريّ المعروف بالخليلي، بهذا السند: حدّثنا أحمد بن محمّد الطبري، قال: أخبرني محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: حدّثني الحسن بن عليّ أبو محمّد الدينوريّ، قال: حدّثنا محمّد بن موسى الهمدانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسي، قال: حدّثنا سيف بن عميرة، عن عقبة بن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام، قال: ... فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فوق الأحجار، فقال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الّذي علا بتوحيده ... معاشر الناس، سيكون من بعدي أئمّة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون، معاشر الناس، إنّ اللّه و أنا بريئان منهم و من أشياعهم و أنصارهم، و جميعهم في الدرك الأسفل من النار، و بئس مثوى المتكبرين، ألا إنّهم أصحاب الصحيفة، معاشر الناس، فلينظر أحدكم في صحيفته، قال عليه السّلام: فذهب على الناس- إلّا شرذمة منهم- أمر الصحيفة ... انظر هذا الخبر في الاحتجاج (62) و التهاب نيران الأحزان (18).
معرفی کتاب:
نام كتاب: طرف من الأنباء و المناقب
نويسنده: ابن طاووس، على بن موسى ، تاريخ وفات مؤلف: 664 ق
محقق / مصحح: عطار، قيس
موضوع: مناقب
زبان: عربى
تعداد جلد: 1
ناشر: تاسوعا
مكان چاپ: مشهد
سال چاپ: 1420 ق
نوبت چاپ: اول
أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ وَ هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ السِّكِّينِ الْبَلَدِيُّ قَالا حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مُبَشِّرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ امْرَأَةٍ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ:
لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ جَاءَ حَتَّى نَزَلَ بِغَدِيرِ خُمٍّ بِالْجُحْفَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ أَمَرَ بِالدَّوْحَاتِ بِضم [بِقَمِ] مَا تَحْتَهُنَّ مِنْ شَوْكٍ ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً فَخَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَ إِنَّ مِنَّا [مَنْ] يَضَعُ رِدَاءَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَ الرَّمْضَاءِ وَ مِنَّا مَنْ يَضَعُهُ فَوْقَ رَأْسِهِ فَصَلَّى بِنَا ص ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي تَوْحِيدِهِ وَ دَنَا فِي تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وَ عَظُمَ فِي أَرْكَانِهِ وَ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ فِي مَكَانِهِ وَ قَهَرَ جَمِيعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَ بُرْهَانِهِ. ... مَعَاشِرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَبْتَغُوا مُتَشَابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لَنْ يُوضِحَ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إِلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعِدَهُ إِلَيَّ وَ شَائِلٌ عَضُدَهُ وَ رَافِعُهَا بِيَدِي وَ مُعْلِمُكُمْ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهُوَ مَوْلَاهُ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ نَزَّلَهُ عَلَيَّ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ هُمُ الثَّقَلُ الْأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنَ الثَّقَلُ الْأَكْبَرُ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَبْنِيٌّ عَلَى صَاحِبِهِ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ حُكْمِهِ فِي أَرْضِهِ أَلَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ أَلَا وَ قَدْ بَلَّغْتُ أَلَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ أَلَا وَ قَدْ نَصَحْتُ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ وَ أَنَا قُلْتُ عَنِ اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا أَمِيرَ لِلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أَخِي هَذَا أَلَا وَ لَا يَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدِي لِأَحَدٍ غَيْرِهِ.
ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مُنْذُ أَوَّلِ مَا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْبَرَهُ عَلَى دَرَجَةٍ دُونَ مَقَامِهِ مُتَيَامِناً عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ص كَأَنَّهُمَا فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَدِهِ وَ بَسَطَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَ شَالَ عَلِيّاً ع حَتَّى صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ:
مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَاعِي عِلْمِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى مَنْ آمَنَ بِي وَ عَلَى تَفْسِيرِ كِتَابِ رَبِّي وَ الدُّعَاءِ إِلَيْهِ وَ الْعَمَلِ بِمَا يَرْضَاهُ وَ الْمُحَارَبَةِ لِأَعْدَائِهِ وَ الدَّالُّ عَلَى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْإِمَامُ وَ الْهَادِي مِنَ اللَّهِ بِأَمْرِ اللَّهِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ بِأَمْرِكَ أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ الْعَنْ مَنْ أَنْكَرَهُ وَ اغْضِبْ عَلَى مَنْ جَحَدَهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ الْآيَةَ فِي عَلِيٍّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تبين [تِبْيَانِي] ذَلِكَ وَ نَصْبِكَ إِيَّاهُ لِهَذَا الْيَوْمِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً.
وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً. فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّمَا أَكْمَلَ اللَّهُ لَكُمْ دِينَكُمْ بِإِمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ كَانَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ لَا يُخَفَّفُ الْعَذَابُ عَنْهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا أَنْصَرُكُمْ لِي وَ أَحَقُّ النَّاسِ بِي وَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَنَا رَاضِيَانِ وَ مَا أُنْزِلَتْ آيَةُ رِضًا إِلَّا فِيهِ وَ لَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا بَدَأَ بِهِ وَ مَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ فِي مَدْحٍ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِيهِ وَ لَا سأل اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فِي هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إِلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فِي سِوَاهُ وَ لَا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ يُؤَدِّي دَيْنَ اللَّهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ نَبِيُّهُ خَيْرُ نَبِيٍّ وَ وَصِيُّهُ خَيْرُ وَصِيُ مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ إِبْلِيسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ أَهْبَطَ آدَمَ بِخَطِيئَتِهِ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ فَكَيْفَ أَنْتُمْ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَأَنْتُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ مَا يُبْغِضُ [عَلِيّاً] إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يُوَالِي عَلِيّاً إِلَّا تَقِيٌّ وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ.
فِي عَلِيٍّ وَ اللَّهِ نَزَلَ سُورَةُ وَ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا عَلِيٌّ الَّذِي آمَنَ وَ رَضِيَ بِالْحَقِّ وَ الصَّبْرِ مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ وَ أَبْلَغْتُكُمْ وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّورُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِيَّ ثُمَّ مَسْلُوكٌ فِي عَلِيٍّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقٍ وَ بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَنَا بِقَتْلِ الْمُقَصِّرِينَ وَ الْغَادِرِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ الْآثِمِينَ وَ الظَّالِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّي أُنْذِرُ لَكُمْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِيَ الرُّسُلُ فَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ أَلَا إِنَّ عَلِيّاً الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ فِينَا مَا لَا يُعْطِيَكُمُ اللَّهُ وَ يَسْخَطُ عَلَيْكُمْ وَ يَبْتَلِيكُمْ بِسَوْطِ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكُمْ لَبِالْمِرْصادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُم ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: التحصين لأسرار ما زاد من كتاب اليقين
نويسنده: ابن طاووس، على بن موسى ، تاريخ وفات مؤلف: 664 ق
محقق / مصحح: انصارى زنجانى خوئينى، اسماعيل
موضوع: مناقب
زبان: عربى
تعداد جلد: 1
ناشر: مؤسسة دار الكتاب
مكان چاپ: ايران؛ قم
سال چاپ: 1413 ق
نوبت چاپ: اول
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنَ الْمَدِينَةِ وَ قَدْ بَلَّغَ جَمِيعَ الشَّرَائِعِ قَوْمَهُ غَيْرَ الْحَجِّ وَ الْوَلَايَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي لَمْ أَقْبِضْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِي وَ رَسُولًا مِنْ رُسُلِي إِلَّا مِنْ بَعْدِ كَمَالِ دِينِي وَ تَمَامِ حُجَّتِي وَ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ فَرِيضَتَانِ مِمَّا يَحْتَاجُ أَنْ تُبَلِّغَ قَوْمَكَ فَرِيضَةُ الْحَجِّ وَ فَرِيضَةُ الْوَلَايَةِ وَ الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنِّي لَمْ أُخْلِ أَرْضِي مِنْ حُجَّةٍ وَ لَنْ أُخْلِيَهَا أَبَداً وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُبَلِّغَ قَوْمَكَ الْحَجَّ وَ لْيَحُجَّ مَعَكَ مَنِ اسْتَطَاعَ السَّبِيلَ مِنْ أَهْلِ الْحَضَرِ وَ الْأَطْرَافِ وَ الْأَعْرَابِ فَتُعَلِّمَهُمْ مِنْ حَجِّهِمْ مِثْلَ مَا عَلَّمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَ زَكَاتِهِمْ وَ صِيَامِهِمْ وَ تُوقِفَهُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مِثْلِ الَّذِي أَوْقَفْتَهُمْ عَلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ مَا بَلَّغْتَهُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يُرِيدُ الْحَجَّ وَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي عَلَّمَكُمْ مِنْ شَرَائِعِ دِينِكُمْ وَ يُوقِفَكُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مِثْلِ مَا أَوْقَفَكُمْ قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ خَرَجَ مَعَهُ نَاسٌ وَ صَفُّوا لَهُ لِيَنْظُرُوا مَا يَصْنَعُ وَ كَانَ جَمِيعُ مَنْ حَجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ الْأَعْرَابِ سَبْعِينَ أَلْفاً أَوْ يَزِيدُونَ عَلَى نَحْوِ عَدَدِ أَصْحَابِ مُوسَى السَّبْعِينَ أَلْفاً الَّذِينَ أَخَذَ عَلَيْهِمْ بِيعَةَ هَارُونَ فَنَكَثُوا أَوِ اتَّبَعُوا السَّامِرِيَّ وَ الْعِجْلَ وَ كَذَلِكَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْبَيْعَةَ لِعَلِيٍّ ع بِالْخِلَافَةِ عَلَى نَحْوِ عَدَدِ أَصْحَابِ مُوسَى ع سَبْعِينَ أَلْفاً فَنَكَثُوا الْبَيْعَةَ وَ اتَّبَعُوا الْعِجْلَ سُنَّةً بِسُنَّةٍ وَ مِثْلًا بِمِثْلٍ لَمْ يَخْرِمْ مِنْهُ شَيْءٌ وَ اتَّصَلَتِ التَّلْبِيَةُ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَلَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْمَوْقِفِ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع عَنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنَّهُ قَدْ دَنَا أَجَلُكَ وَ مُدَّتُكَ وَ إِنِّي أَسْتَقِدُمَك عَلَى مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ لَا عَنْهُ مَحِيصٌ اعْهَدْ عَهْدَكَ وَ تَقَدَّمْ فِي وَصِيَّتِكَ وَ اعْهَدْ إِلَى مَا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ مِيرَاثِ عُلُومِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ وَ السِّلَاحِ وَ التَّابُوتِ وَ جَمِيعِ مَا عِنْدَكَ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ فَسَلِّمْهُ إِلَى وَصِيِّكَ وَ خَلِيفَتِكَ مِنْ بَعْدِكَ حُجَّتِي الْبَالِغَةِ عَلَى خَلْقِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَقِمْهُ لِلنَّاسِ وَ جَدِّدْ عَهْدَكَ وَ مِيثَاقَكَ وَ بَيْعَتَهُ وَ ذَكِّرْهُمْ مَا فِي الذَّرِّ مِنْ بَيْعَتِي وَ مِيثَاقِي الَّذِي أَوْثَقْتُهُمْ بِهِ وَ عَهْدِي الَّذِي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْوَلَايَةِ لِمَوْلَاهُمْ وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنِّي لَمْ أَقْبِضْ نَبِيّاً إِلَّا بَعْدَ إِكْمَالِ دِينِي وَ تَمَامِ نِعْمَتِي بِوَلَايَةِ أَوْلِيَائِي وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِي وَ ذَلِكَ كَمَالُ تَوْحِيدِي وَ تَمَامُ نِعْمَتِي عَلَى خَلْقِي بِاتِّبَاعِ وَلِيِّي وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِي وَ ذَلِكَ أَنِّي لَا أَتْرُكُ أَرْضِي بِغَيْرِ قَيِّمٍ لِيَكُونَ حُجَّةً لِي عَلَى خَلْقِي فَ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً بِوَلِيِّي وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيٍّ عَبْدِي وَ وَصِيِّ نَبِيِّي وَ الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ وَ حُجَّتِي الْبَالِغَةِ عَلَى خَلْقِي مَقْرُونٍ طَاعَتُهُ بِطَاعَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّي وَ مَقْرُونٍ طَاعَتُهُ مَعَ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ بِطَاعَتِي مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِي وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَانِي جَعَلْتُهُ عَلَماً بَيْنِي وَ بَيْنَ خَلْقِي مَنْ عَرَفَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ أَنْكَرَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ أَشْرَكَ مَعَهُ كَانَ مُشْرِكاً مَنْ لَقِيَنِي بِوَلَايَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ لَقِيَنِي بِعَدَاوَتِهِ دَخَلَ النَّارَ فَأَقِمْ يَا مُحَمَّدُ عَلِيّاً وَ خُذْ عَلَيْهِ الْبَيْعَةَ وَ جَدِّدْ عَهْدِي وَ مِيثَاقِي لَهُمْ الَّذِي أَوْثَقْتُهُمْ عَلَيْهِ فَإِنِّي قَابِضُكَ إِلَيَّ وَ مُسْتَقْدِمُكَ قَالَ فَخَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَوْمَهُ وَ أَهْلَ النِّفَاقِ وَ الشِّقَاقِ بِأَنْ يَتَفَرَّقُوا أَوْ يَرْجِعُوا جَاهِلِيَّةً لِمَا عَرَفَ مِنْ عَدَاوَتِهِمْ وَ مَا تَنْطَوِي عَلَى ذَلِكَ أَنْفُسُهُمْ لِعَلِيٍّ ع مِنْ الْبَغْضَاءَ وَ سَأَلَ جَبْرَئِيلَ ع أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ الْعِصْمَةَ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَسْجِدَ الْخَيْفِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْهَدَ عَهْدَهُ وَ يُقِيمَ عَلِيّاً ع لِلنَّاسِ وَلِيّاً وَ أَوْعَدَهُ بِالْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ بِالَّذِي أَرَادَ حَتَّى إِذَا أَتَى كُرَاعَ الْغَمِيمِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَأَمَرَهُ بِالَّذِي أَتَاهُ بِهِ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَأْتِهِ بِالْعِصْمَةِ فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ إِنِّي أَخْشَى قَوْمِي يُكَذِّبُونِي وَ لَا يَقْبَلُونَ قَوْلِي فِي عَلِيٍّ فدفع [فَرَحَلَ] حَتَّى بَلَغَ غَدِيرَ خُمٍّ قَبْلَ الْجُحْفَةِ بِثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عَلَى خَمْسِ سَاعَاتٍ مَضَتْ مِنَ النَّهَارِ بِالزَّجْرِ وَ الِانْتِهَارِ وَ الْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ فَكَانَ أَوَّلُهُمْ قُرْبَ الْجُحْفَةِ فَأَمَرَ أَنْ يَرُدَّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَ يَحْبِسَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ وَ أَنْ يُقِيمَهُ لِلنَّاسِ وَ يُبَلِّغَهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ فِي عَلِيٍّ ع وَ أَخْبَرَهُ أَنْ قَدْ عَصَمَهُ اللَّهُ مِنَ النَّاسِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص مُنَادِيَهُ يُنَادِي فِي النَّاسِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ تَنَحَّى إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ فِيهِ سَلَمَاتٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يُقَمَ مَا تَحْتَهُنَّ وَ أَنْ يُنْصَبَ لَهُ أَحْجَارٌ كَهَيْئَةِ مِنْبَرٍ يُشْرِفُ عَلَى النَّاسِ فَرَجَعَ أَوَائِلُ النَّاسِ وَ احْتَبَسَ أَوَاخِرُهُمْ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَوْقَ تِلْكَ الْأَحْجَارِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا بِتَوْحِيدِهِ وَ دَنَا بِتَفْرِيدِهِ وَ جَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وَ عَظُمَ فِي بُرْهَانِهِ ... أُقِرُّ لَهُ عَلَى نَفْسِي بِالْعُبُودِيَّةِ وَ أَشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ أُؤَدِّي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ بِهِ حَذَراً أَنْ لَا أَفْعَلَ فَتَحِلَّ بِي قَارِعَةٌ لَا يَدْفَعُهَا عَنِّي أَحَدٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ وَ صِفَةُ حِيلَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لِأَنَّهُ أَعْلَمَنِي عَزَّ وَ جَلَّ أَنِّي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيَّ فِي حَقِّ عَلِيٍّ فَمَا بَلَّغْتُ رِسَالَتَهُ وَ قَدْ ضَمِنَ لِي الْعِصْمَةَ مِنَ النَّاسِ وَ هُوَ اللَّهُ الْكَافِي الْكَرِيمُ وَ أَوْحَى إِلَيَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فِي عَلِيٍ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا قَصَّرْتُ فِي تَبْلِيغِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيَّ وَ أَنَا أُبَيِّنُ لَكُمْ سَبَبَ هَذِهِ الْآيَةِ إِنَّ جَبْرَئِيلَ هَبَطَ عَلَيَّ مِرَاراً ثَلَاثاً يَأْمُرُنِي عَنِ السَّلَامِ رَبِّ السَّلَامِ أَنْ أَقُومَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَ أَسْوَدَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي وَ الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِي مَحَلُّهُ مِنِّي مَحَلُّ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ هُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِكَ آيَةً هِيَ فِي كِتَابِهِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فَعَلَيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ آتَى الزَّكَاةَ وَ هُوَ رَاكِعٌ يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ يُرِيدُهُ اللَّهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَسَأَلْتُ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَسْتَعْفِيَ لِيَ السَّلَامَ عَنْ تَبْلِيغِ ذَلِكَ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ لِعِلْمِي بِقِلَّةِ الْمُتَّقِينَ وَ كَثْرَةِ الْمُنَافِقِينَ وَ ادِّعَاءِ اللَّائِمِينَ وَ حِيَلِ الْمُسْتَهْزِءِينَ بِالْإِسْلَامِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ يَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَ كَثْرَةِ أَذَاهُمْ لِي غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى سَمَّوْنِي أُذُناً وَ زَعَمُوا أَنِّي كَذَلِكَ لِكَثْرَةِ مُلَازَمَتِهِ إِيَّايَ وَ إِقْبَالِي عَلَيْهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ قُرْآناً فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْقَائِلِينَ بِذَلِكَ بِأَسْمَائِهِمْ لَسَمَّيْتُ وَ أَنْ أُومِيَ إِلَى أَعْيَانِهِمْ لَأَوْمَأْتُ وَ أَنْ أَدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلْتُ وَ لَكِنِّي وَ اللَّهِ فِي أُمُورِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ وَ كُلَّ ذَلِكَ لَا يَرْضَى اللَّهُ مِنِّي إِلَّا أَنْ أُبَلِّغَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيَّ فِي حَقِّ عَلِيٍّ ثُمَّ تَلَا ص يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فِي حَقِّ عَلِيٍ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَاعْلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ ذَلِكَ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَ إِمَاماً مَفْرُوضاً طَاعَتُهُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ عَلَى التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَ عَلَى الْبَادِي وَ الْحَاضِرِ وَ عَلَى الْأَعْجَمِيِّ وَ الْعَرَبِيِّ وَ الْحُرِّ وَ الْعَبْدِ وَ الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ وَ عَلَى الْأَبْيَضِ وَ الْأَسْوَدِ وَ عَلَى كُلِّ مُوَحِّدٍ مَاضٍ حُكْمُهُ جَائِزٌ قَوْلُهُ نَافِذٌ أَمْرُهُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ مَأْجُورٌ مَنْ تَبِعَهُ وَ مَنْ صَدَّقَهُ وَ أَطَاعَهُ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ لِمَنْ سَمِعَ وَ أَطَاعَ لَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ آخِرُ مَقَامٍ أَقُومُهُ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ فَاسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ انْقَادُوا لِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاكُمْ ثُمَّ رَسُولُهُ الْمُخَاطِبُ لَكُمْ ثُمَ عَلِيٌّ بَعْدِي وَلِيُّكُمْ وَ إِمَامُكُمْ بِأَمْرِ رَبِّكُمْ وَ الْإِمَامَةُ فِي ذُرِّيَّتِي مِنْ وُلْدِهِ إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَا حَلَالَ إِلَّا مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ هُمْ وَ لَا حَرَامَ إِلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ هُمْ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَّفَنِيَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ أَنَا عَرَّفْتُ عَلِيّاً مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إِلَّا وَ قَدْ أَحْصَاهُ اللَّهُ فِيَّ وَ كُلُّ عِلْمٍ عَلَّمَنِيهِ قَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيّاً وَ الْمُتَّقِينَ مِنْ وُلْدِهِ وَ هُوَ الْإِمَامُ الْمُبِينُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي سُورَةِ يس وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَلَا تَضِلُّوا عَنْهُ وَ لَا تَنْفِرُوا مِنْهُ وَ لَا تَسْتَنْكِفُوا مِنْ وَلَايَتِهِ فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يُزْهِقُ الْبَاطِلَ وَ يَنْهَى عَنْهُ وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى الْإِيمَانِ بِي أَحَدٌ وَ الَّذِي فَدَا رَسُولَ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَا أَحَدَ يَعْبُدُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الرِّجَالِ غَيْرُهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ بُعِثَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوَّلُ النَّاسِ صَلَاةً وَ أَوَّلُ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ مَعِي أَمَرْتُهُ عَنِ اللَّهِ أَنْ يَنَامَ فِي مَضْجَعِي فَفَعَلَ فَادِياً لِي بِنَفْسِهِ فَفَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللَّهُ وَ اقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللَّهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إِمَامُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ أَنْكَرَ وَلَايَتَهُ وَ لَا يَغْفِرُ لَهُ حَتْماً عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ أَنْ يُعَذِّبَ مَنْ يَجْحَدُهُ وَ يُعَانِدُهُ مَعِي عَذاباً نُكْراً أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ وَ احْذَرُوا أَنْ تُخَالِفُوهُ فَتَصْلَوْا بِنَارٍ وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ بِي وَ اللَّهِ بَشَّرَ الْأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْحُجَّةُ عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَهْلِ لسَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ فَمَنْ شَكَّ فِي ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ كُفْرَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَ مَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ قَوْلِي هَذَا فَقَدْ شَكَّ فِي كُلِّ مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ وَ مَنْ شَكَّ فِي وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَقَدْ شَكَّ فِي الْكُلِّ مِنْهُمْ وَ الشَّاكُّ فِينَا فِي النَّارِ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَبَانِي بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ مِنَّةً عَلَيَّ وَ إِحْسَاناً مِنْهُ إِلَيَّ فَلَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ هُوَ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدِي مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مَا أُنْزِلَ الرِّزْقُ وَ بَقِيَ وَاحِدٌ مِنَ الْخَلْقِ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَ قَوْلِي هَذَا وَ لَمْ يُوَافِقْهُ أَلَا إِنَّ جَبْرَئِيلَ يُخْبِرُنِي عَنِ اللَّهِ بِذَلِكَ وَ يَقُولُ مَنْ عَادَى عَلِيّاً وَ لَمْ يَتَوَالاهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي وَ غَضَبِي فَلْتَنْظُرْ كُلُّ نَفْسٍ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ أَنْ تَزِلَ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ جَنْبُ اللَّهِ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ فَقَالَ تَعَالَى مُخْبِراً عَمَّنْ يُخَالِفُهُ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ الْآيَةَ مَعَاشِرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ انْظُرُوا فِي مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لَا يُوَضِّحُ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إِلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ شَائِلٌ بِعَضُدِهِ وَ رَافِعُهُ بِيَدِي وَ مُعْلِمُكُمْ أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ هُوَ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ مُوَالاتُهُ مِنَ اللَّهِ أَنْزَلَهَا عَلَيَّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِيّاً وَ الطَّاهِرِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِي وَ وُلْدِي وَ وُلْدَهُ هُمُ الثِّقْلُ الْأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنُ الثِّقْلُ الْأَكْبَرُ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُنْبِئٌ عَنْ صَاحِبِهِ وَ مُوَافِقٌ لَهُ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أَلَا إِنَّهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ حُكَّامُهُ فِي أَرْضِهِ أَلَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ أَلَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ أَلَا وَ قَدْ بَلَّغْتُ أَلَا وَ قَدْ أَوْضَحْتُ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ وَ إِنِّي أَقُولُ عَنِ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أَخِي وَ لَا تَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ لِأَحَدٍ بَعْدِي غَيْرِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى عَضُدِ عَلِيٍّ ع فَرَفَعَهَا وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُذْ أَوَّلِ مَا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى دَرَجَةٍ دُونَ مَقَامِهِ فَبَسَطَ يَدَهُ نَحْوَ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ص بِيَدِهِ حَتَّى اسْتَكْمَلَ بَسْطَهُمَا إِلَى السَّمَاءِ وَ شَالَ عَلِيّاً ع حَتَّى صَارَتْ رِجْلَاهُ مَعَ رُكْبَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَاعِي عِلْمِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي عَلَى مَنْ آمَنَ بِي أَلَا إِنَّ تَنْزِيلَ الْقُرْآنِ عَلَيَّ وَ تَأْوِيلَهُ وَ تَفْسِيرَهُ بَعْدِي عَلَيْهِ وَ الْعَمَلُ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ وَ مُحَارَبَةُ أَعْدَائِهِ وَ الدَّالُّ عَلَى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ إِنَّهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْإِمَامُ الْهَادِي وَ قَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ أَقُولُ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ بِأَمْرِكَ يَا رَبِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ الْعَنْ مَنْ أَنْكَرَهُ وَ اغْضَبْ عَلَى مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ عَلَيَّ أَنَّ الْإِمَامَةَ لِعَلِيٍّ وَ أَنَّكَ عِنْدَ بَيَانِي ذَلِكَ وَ نَصْبِي إِيَّاهُ لَمَّا أَكْمَلْتَ لَهُمْ دِينَهُمْ وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ وَ رَضِيتَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً وَ قُلْتَ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَ قُلْتَ وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ قَدْ أَكْمَلَ اللَّهُ دِينَكُمْ بِإِمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ يَقُومُ بِوُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَنْصَرُكُمْ لِي وَ أَحَقُّكُمْ وَ أَقْرَبُكُمْ وَ أَعَزَّكُمْ عَلَيَّ وَ اللَّهُ وَ أَنَا عَنْهُ رَاضِيَانِ وَ مَا نَزَلَتْ آيَةُ رِضًى فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِيهِ وَ لَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا بَدَأَ بِهِ وَ لَا شَهِدَ اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فِي هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إِلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فِي سِوَاهُ وَ لَا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ قَاضِي دَيْنِي وَ الْمُجَادِلُ عَنِّي وَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ نَبِيُّهُ خَيْرُ الْأَنْبِيَاءِ وَ هُوَ خَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فَإِنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ بِذَنْبِهِ وَ خَطِيئَتِهِ وَ إِنَّ الْمَلْعُونَ حَسَدَهُ عَلَى الشَّجَرَةِ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ فَكَيْفَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ قَدْ كَثُرَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا يُبْغِضُ عَلِيّاً إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يَتَوَلَّاهُ إِلَّا تَقِيٌّ وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ فِيهِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ السُّورَةَ مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدْ أَشْهَدْتُ اللَّهَ وَ بَلَّغْتُكُمْ رِسَالَتِي وَ مَا عَلَيَّ إِلَّا الْبَلَاغُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ بِاللَّهِ مَا عَنَى بِهَذِهِ الْآيَةِ إِلَّا قَوْماً مِنْ أَصْحَابِي أَعْرِفُهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ قَدْ أُمِرْتُ بِالصَّفْحِ عَنْهُمْ فَلْيَعْمَلْ كُلُّ امْرِئٍ عَلَى مَا يَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْحُبِّ وَ الْبُغْضِ مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّورُ مِنَ اللَّهِ مَسْبُوكٌ فِيَّ ثُمَّ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَنَا أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى الْمُعَانِدِينَ وَ عَلَى الْمُقَصِّرِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ الْآثِمِينَ وَ الظَّالِمِينَ وَ الْغَاصِبِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ أُنْذِرُكُمْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِيَ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ أَلَا وَ إِنَّ عَلِيّاً الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ فِي وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ بِإِسْلَامِكُمْ بَلْ لَا تَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ فَيَحْبَطَ عَمَلُكُمْ وَ يَسْخَطَ عَلَيْكُمْ وَ يَبْتَلِيَكُمْ بِشُوَاظٍ مِنْ نَارٍ وَ نُحَاسٍ إِنَّ رَبَّكُمْ لَبِالْمِرْصادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُم ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: اليقين باختصاص مولانا عليّ عليه السلام بإمرة المؤمنين
نويسنده: ابن طاووس، على بن موسى ، تاريخ وفات مؤلف: 664 ق
محقق / مصحح: انصارى زنجانى خوئينى، اسماعيل
موضوع: مناقب
زبان: عربى
تعداد جلد: 1
ناشر: دار الكتاب
مكان چاپ: ايران؛ قم
سال چاپ: 1413 ق
نوبت چاپ: اول
رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ جَاءَ حَتَّى نَزَلَ بِغَدِيرِ خُمٍّ بِالْجُحْفَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ أَمَرَ بِالدَّوْحَاتِ فَقُمَّ مَا تَحْتَهُنَّ مِنْ شَوْكٍ ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً فَخَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَ إِنَّ مِنَّا مَنْ يَضَعُ رِدَاءَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَ الرَّمْضَاءِ وَ مِنَّا مَنْ يَضَعُهُ فَوْقَ رَأْسِهِ فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي تَوَحُّدِهِ وَ دَنَا فِي تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وَ عَظُمَ فِي أَرْكَانِهِ وَ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَ هُوَ فِي مَكَانِهِ ... أُقِرُّ لَهُ عَلَى نَفْسِي بِالْعُبُودِيَّةِ وَ أَشْهَدَ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ أُؤَدِّي مَا أَوْحَى بِهِ إِلَيَّ حَذَاراً مِنْ [أَنْ] لَا أَفْعَلَ فَتَحِلَّ بِي مِنْهُ قَارِعَةٌ لَا يَدْفَعُهَا عَنِّي أَحَدٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ وَ صَفَتْ خَلَّتُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لِأَنَّهُ قَدْ أَعْلَمَنِي أَنِّي إِذَا لَمْ أُبَلِّغْ مَا أَنْزَلَ إِلَيَّ فَمَا بَلَّغْتُ رِسَالَتَهُ وَ قَدْ ضَمِنَ لِيَ الْعِصْمَةَ وَ هُوَ اللَّهُ الْكَافِي الْكَرِيمُ أَوْحَى إِلَيَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ مَعَاشِرَ النَّاسِ وَ مَا قَصَّرْتُ فِيمَا بَلَّغْتُ وَ لَا قَعَدْتُ عَنْ تَبْلِيغِ مَا أَنْزَلَهُ وَ أَنَا أُبَيِّنُ لَكُمْ سَبَبَ هَذِهِ الْآيَةِ إِنَّ جَبْرَئِيلَ ع هَبَطَ إِلَيَّ مِرَاراً ثَلَاثاً يَأْمُرُنِي عَنِ السَّلَامِ رب [رَبِّي وَ هُوَ] السَّلَامُ أَنْ أَقُومَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ وَ أُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَ أَسْوَدَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي وَ الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِي الَّذِي مَحَلُّهُ مِنِّي مَحَلُّ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ هُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ نَزَّلَ اللَّهُ بِذَلِكَ آيَةً هِيَ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ آتَى الزَّكَاةَ وَ هُوَ رَاكِعٌ يُرِيدُ اللَّهَ فِي كُلِّ حَالٍ فَسَأَلْتُ جَبْرَئِيلَ ع أَنْ يستغفر [يَسْتَعْفِيَ] لِيَ السَّلَامُ مِنْ تَبْلِيغِ ذَلِكَ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ لِعِلْمِي بِقِلَّةِ الْمُتَّقِينَ وَ كَثْرَةِ الْمُنَافِقِينَ وَ لِإِعْذَالِ اللَّائِمِينَ وَ حِيَلِ الْمُسْتَسِرِّينَ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَ كَثْرَةِ أَذَاهُمْ لِي حَتَّى سَمَّوْنِي أُذُناً وَ زَعَمُوا أَنِّي هُوَ لِكَثْرَةِ مُلَازَمَتِهِ إِيَّايَ وَ إِقْبَالِي عَلَيْهِ وَ قَبُولِهِ مِنِّي حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ- الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَ لَوْ شِئْتُ [أَنْ] أُسَمِّيَ الْقَائِلِينَ بِذَلِكَ بِأَسْمَائِهِمْ سَمَّيْتُ وَ أَنْ أُومِئَ إِلَيْهِمْ بِأَعْيَانِهِمْ لَأَوْمَأْتُ وَ أَنْ أَدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلْتُ وَ لَكِنَّنِي وَ اللَّهِ بِسِرِّهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ وَ كُلَّ ذَلِكَ لَا يَرْضَى اللَّهُ مِنِّي إِلَّا أَنْ أُبَلِّغَ مَا أَنْزَلَ إِلَيَّ- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَاعْلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ ذَلِكَ وَ افْهَمُوهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَبَ لَكُمْ وَلِيّاً وَ إِمَاماً وَ فَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ عَلَى التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَ عَلَى الْبَادِي وَ الْحَاضِرِ وَ عَلَى الْعَجَمِيِّ وَ الْعَرَبِيِّ وَ عَلَى الْحُرِّ وَ الْمَمْلُوكِ وَ الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ وَ عَلَى الْأَبْيَضِ وَ الْأَسْوَدِ وَ عَلَى كُلِّ مَوْجُودٍ مَاضٍ حُكْمُهُ وَ جَائِزٌ قَوْلُهُ وَ نَافِذٌ أَمْرُهُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ وَ مَرْحُومٌ مَنْ صَدَّقَهُ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمَنْ سَمِعَ وَ أَطَاعَ لَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ آخِرُ مَقَامٍ أَقُومُهُ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ فَاسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ انْقَادُوا لِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاكُمْ وَ إِلَهُكُمْ ثُمَّ مِنْ دُونِهِ نَبِيُّهُ وَ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ الْقَائِمُ الْمُخَاطَبُ لَكُمْ وَ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ وَلِيُّكُمْ وَ إِمَامُكُمْ ثُمَّ الْإِمَامَةُ فِي وُلْدِي وَ هُمُ الَّذِينَ مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ يَوْمَ يَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَا حَلَالٌ إِلَّا مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَ هُوَ لَكُمْ وَ لَا حَرَامٌ إِلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَ هُوَ وَ اللَّهِ عَرَّفَنِي الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ أَنَا وضيت [أَفْضَيْتُ] بِعِلْمِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إِلَّا وَ قَدْ أَحْصَاهُ اللَّهُ فِي كُلِّ عِلْمٍ عَلِمْتُهُ فَقَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيّاً وَ هُوَ الْمُبَيِّنُ لَكُمْ بَعْدِي مَعَاشِرَ النَّاسِ فَلَا تَضِلُّوا عَنْهُ وَ لَا تَفْتُرُوا وَ لَا تَسْتَنْكِفُوا عَنْ وَلَايَتِهِ فَهُوَ الَّذِي يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يُزْهِقُ الْبَاطِلَ وَ يَنْهَى عَنْهُ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الَّذِي فَدَى رَسُولَ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَا أَحَدَ يَعْبُدُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِهِ غَيْرُهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللَّهُ وَ اقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللَّهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إِمَامٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ أَنْكَرَهُ وَ لَنْ يَغْفِرَ لَهُ حَتْماً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَ أَنْ يُعَذِّبَهُ عَذَاباً نُكْراً أَبَدَ الْآبَادِ وَ دَهْرَ الدُّهُورِ فَاحْذَرُوا أَنْ تُخَالِفُوا فَتَضِلُّوا بِنَارٍ وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ بِي وَ اللَّهِ بَشَّرَ الْأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ أَنَا وَ اللَّهِ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْحُجَّةُ عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ مَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ قَوْلِي فَقَدْ شَكَّ فِي الْكُلِّ مِنْهُ وَ الشَّاكُّ فِي ذَلِكَ فِي النَّارِ مَعَاشِرَ النَّاسِ حَبَانِيَ اللَّهُ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَيَّ وَ إِحْسَاناً مِنْهُ إِلَيَّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ مِنِّي أَبَدَ الْأَبَدِ وَ دَهْرَ الدَّهْرِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوا عَلِيّاً فَهُوَ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدِي مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى بِنَا نَزَلَ الرِّزْقُ وَ بَقِيَ الْخَلْقُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ قَوْلِي عَنْ جَبْرَئِيلَ وَ قَوْلُ جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ أَنْ تُخَالِفُوهُ- إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لَنْ يُوَضِّحَ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إِلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعِدُهُ إِلَيَّ وَ شَائِلٌ بِعَضُدِهِ وَ رَافِعُهَا بِيَدِي وَ مُعْلِمُكُمْ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهُوَ مَوْلَاهُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ مُوَالاتُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَزَلَ عَلَيَّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ وَ هُوَ الثِّقْلُ الْأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنُ هُوَ الثِّقْلُ الْأَكْبَرُ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُنْبِئٌ عَنْ صَاحِبِهِ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ حُكَمَاؤُهُ فِي أَرْضِهِ أَلَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ أَلَا وَ قَدْ بَلَّغْتُ أَلَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ أَلَا وَ قَدْ أَوْضَحْتُ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ وَ أَنَا قُلْتُ عَنِ اللَّهِ أَلَا إِنَّهُ لَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أَخِي هَذَا أَلَا وَ لَا تَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ بَعْدِي ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وَ كَانَ مُنْذُ أَوَّلِ مَا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْبَرَهُ عَلَى دَرَجَةٍ دُونَ مَقَامِهِ مُتَيَامِناً عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ص كَأَنَّهُمَا فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَدِهِ وَ بَسَطَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَ شَالَ عَلِيّاً حَتَّى صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَاعِي عِلْمِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى مَنْ آمَنَ بِي وَ عَلَى تَفْسِيرِ كِتَابِ اللَّهِ رَبِّي وَ الدَّاعِي إِلَيْهِ وَ الْعَامِلُ بِمَا يَرْضَاهُ وَ الْمُحَارِبُ لِأَعْدَائِهِ وَ الدَّالُّ عَلَى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْإِمَامُ الْهَادِي مِنَ اللَّهِ بِأَمْرِ اللَّهِ أَقُولُ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ بِأَمْرِ رَبِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ الْعَنْ مَنْ أَنْكَرَهُ وَ اغْضِبْ عَلَى مَنْ جَحَدَهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِي عَلِيٍّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تَبْيِينَ ذَلِكَ وَ نَصْبِكَ إِيَّاهُ لَهَا- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللَّهُمَّ أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّمَا أَكْمَلَ اللَّهُ لَكُمْ دِينَكُمْ بِإِمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ كَانَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ لَا يُخَفِّفُ اللَّهُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَنْصَرُكُمْ لِي وَ أَحَقُّكُمْ بِي وَ اللَّهُ وَ أَنَا عَنْهُ رَاضِيَانِ وَ مَا نَزَلَتْ آيَةُ رِضًى إِلَّا فِيهِ وَ لَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا بَدَأَ بِهِ وَ مَا أُنْزِلَتْ آيَةُ مَدْحٍ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِيهِ وَ لَا شَهِدَ اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فِي هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إِلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فِي سِوَاهُ وَ لَا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ وَ هُوَ مُؤَدِّي دَيْنِ اللَّهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ نَبِيُّكُمْ خَيْرُ نَبِيٍّ وَ هُوَ خَيْرُ وَصِيٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ إِبْلِيسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ أَهْبَطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ بِخَطِيئَةٍ فَكَيْفَ أَنْتُمْ فَإِنْ أَبَيْتُمْ وَ أَنْتُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ مَا يُبْغِضُ عَلِيّاً إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يُوَالِي عَلِيّاً إِلَّا تَقِيٌّ وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ فِي عَلِيٍّ وَ اللَّهِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا عَلِيّاً الَّذِي آمَنَ وَ رَضِيَ بِالْحَقِّ وَ الصَّبْرِ مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدْ أَشْهَدَنِيَ اللَّهُ وَ أَبْلَغْتُكُمْ- وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّورُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِيَّ ثُمَّ مَسْلُوكٌ فِي عَلِيٍّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَنَا [لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَنَا] حُجَّةً عَلَى الْمُقَصِّرِينَ وَ الْقَادِرِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ الْآثِمِينَ وَ الظَّالِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّي أَنْذَرْتُكُمْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِيَ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ أَلَا إِنَّ عَلِيّاً [هُوَ] الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ فِينَا مَا لَا يُطِيعُكُمُ اللَّهُ وَ يَسْخَطُ عَلَيْكُمْ وَ يَبْتَلِيكُمْ بِسَوْطِ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكُمْ لَبِالْمِرْصادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُمْ ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: العدد القويّة لدفع المخاوف اليومية
نويسنده: حلى، رضى الدين على بن يوسف بن المطهر( برادر علامه حلى) ، تاريخ وفات مؤلف: 703 ق
محقق / مصحح: رجائى، مهدى و مرعشى، محمود
موضوع: ادعيه و زيارات
زبان: عربى
تعداد جلد: 1
ناشر: كتابخانه آية الله مرعشى نجفى
مكان چاپ: قم
سال چاپ: 1408 ق
نوبت چاپ: اول
منها بإسناده إلى زيد بن أرقم لما نزل النبي ص بغدير خم في حر شديد أمر بالدوحات فقممت و نادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال إن الله تعالى أنزل إلي بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ و قد أمرني جبرائيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد و أعلم كل أبيض و أسود أن علي بن أبي طالب أخي و وصيي و خليفتي و الإمام بعدي فسألت جبرائيل أن يستعفيني من ربي لعلمي بقلة المتقين و كثرة المؤذين لي و اللائمين لكثرة ملازمتي لعلي و شدة إقبالي عليه حتى سموني أذنا فقال تعالى فيهم الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ و لو شئت أن أسميهم و أدل عليهم لفعلت و لكني بسترهم قد تكرمت فلم يرض الله إلا بتبليغي فيه فاعلموا معاشر الناس ذلك فإن الله قد نصبه لكم إماما و فرض طاعته على كل أحد ماض حكمه جائز قوله ملعون من خالفه مرحوم من صدقه اسمعوا و أطيعوا فإن الله مولاكم و علي إمامكم ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة لا حلال إلا ما حلله الله و هم و لا حرام إلا ما حرمه الله و هم فصلوه فما من علم إلا و قد أحصاه الله في و نقلته إليه لا تضلوا عنه و لا تستنكفوا منه فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به لن يتوب الله على أحد أنكره و لن يغفر له حتم على الله أن يفعل ذلك و أن يعذبه عَذاباً نُكْراً أبد الآبدين فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق و بقي الخلق ملعون من خالفه قولي عن جبرائيل عن الله وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ افهموا محكم القرآن و لا تتبعوا متشابهه و لن يفسر لكم ذلك إلا من أنا آخذ بيده شائل بعضده ألا و قد أديت ألا و قد بلغت ألا و قد أسمعت ألا و قد أوضحت إن الله قال و أنا قلت عنه لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره ثم رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبته ص و قال معاشر الناس هذا أخي و وصيي و واعي علمي و خليفتي على من آمن بي و على تفسير كتاب ربي اللهم إنك أنزلت عند تبيين ذلك في علي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بإمامته فمن لم يأتم به و بمن كان من ولدي من صلبه إلى القيامة ف أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ إن إبليس أخرج آدم من الجنة مع كونه صفوة الله بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم في علي نزلت سورة وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا و وصى بالحق و الصبر معاشر الناس آمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزل معه مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ النور من الله في ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي معاشر الناس سيكون من بعدي أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ و إن الله و أنا بريئان منهم ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم
نويسنده: عاملى نباطى، على من محمد بن على بن محمد بن يونس ، تاريخ وفات مؤلف: 877 ق
محقق / مصحح: رمضان، ميخائيل
موضوع: كلام
زبان: عربى
تعداد جلد: 3
ناشر: المكتبة الحيدرية
مكان چاپ: نجف
سال چاپ: 1384 ق
نوبت چاپ: اول
و ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير من خمسة و سبعين طريقا في كتاب الولاية.
و روى ابن عقدة بمائة و خمسة طرق.
و روى أحمد بن محمد الطبري من ثقاتهم المشهور بالخليلي في كتاب المناقب قال: (خطبة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم) أخبرني محمد بن أبي بكر عبد الرحمن:
قال: حدثني الحسن بن علي أبو محمد الدينوري: قال: حدثنا محمد بن الهمداني قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنا سيف بن عميرة، عن عقبة بن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: حج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج و الولاية فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي و رسولا من رسلي إلا من بعد كمال ديني و تمام حجتي و قد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغ قومك، فريضة الحج، و فريضة الولاية و الخليفة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أخليها أبدا، و إن الله عز و جل يأمرك أن تبلغ قومك الحج و ليحج معك من استطاع السبيل من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب فتعلمهم من حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم، و زكاتهم، و صيامهم و توقفهم من ذلك على مثل الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يريد الحج و أن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم و يوقفكم من ذلك على مثل ما أوقفكم قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و خرج معه ناس و صفوا له لينظروا ما يصنع؟ و كان جميع من حج مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أهل المدينة و الأطراف و الأعراب سبعين ألفا أو يزيدون (على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفا الذين أخذ عليهم ببيعة هارون فنكثوا و اتبعوا السامري و العجل، و كذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على نحو عدد موسى عليه السلام سبعين ألفا فنكثوا البيعة و اتبعوا العجل سنة سيئة مثلا بمثل) لم يخرم (أي لم يقطع) منه شيء و اتصلت التلبية ما بين مكة و المدينة.
فلما وقف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالموقف أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام و يقول لك إنه قد دنا أجلك و مدتك و إني أستقدمك على ما لا بد منه، و لا عنه محيص، أعهد عهدك و تقدم في قضيتك، و أعهد إلى ما عندك من العلم، و ميراث علوم الأنبياء من قبلك، و السلاح، و التابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلمه إلى وصيك و خليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي، علي بن أبي طالب فأقمه للناس و جدد عهدك و ميثاقك و بيعته و ذكرهم ما في الذر من بيعتي و ميثاقي الذي و ثقتهم به و عهدي الذي عهدت إليهم من الولاية لمولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة، علي بن أبي طالب فإني لم أقبض نبيا إلا من بعد إكمال ديني، و تمام نعمتي بولاية أوليائي، و معاداة أعدائي و ذلك تمام كمال توحيدي و تمام نعمتي على خلقي باتباع وليي و طاعته، و ذلك إني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي فاليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا بوليي و مولى كل مؤمن و مؤمنة على عهدي و وصي نبيي. و الخليفة و حجتي البالغة على خلقي، مقرون طاعته بطاعتي كما هو مقرون طاعة محمد صلى الله عليه و آله و سلم بطاعتي، فمن أطاعه أطاعني، و من عصاه عصاني، جعلته علما بيني و بين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، و من أنكره كان كافرا، و من أشرك معه كان مشركا من لقيني بولايته دخل الجنة، و من لقيني بعداوته دخل النار.
فأقم يا محمد عليا و خذ عليه البيعة و جدد عهدي و ميثاقي لهم الذي أوثقتهم عليه فإني قابضك إلى و مستقدمك.
قال: فخشي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قومه أهل إنفاق و الشقاق أن يتفرقوا أو يرجعوا جاهلية لما عرف و عهد من عداوتهم و ما ينطوي على ذلك أنفسهم لعلي عليه السلام من البغضاء و سأل صلى الله عليه و آله جبرئيل عليه السلام أن يسأل ربه العصمة من الناس إلى أن بلغ مسجد الخيف فأمره أن يعهد عهده و يقيم عليا للناس و لم يأته بالعصمة من الناس بالذي أراد حتى إذا أتى كراع الغمم بين مكة و المدينة أتاه جبرئيل عليه السلام فأمره بالذي أتاه قبل و لم يأته بالعصمة فقال: يا جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني و لا يقبلون قولي في علي عليه السلام فرفع حتى بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على خمس ساعات من النهار بالزجر، و الانتهار. و العصمة فكان أولهم قرب الجحفة.
فأمر أن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، و أن يقيمه للناس، و يبلغهم ما أنزل إليه في علي عليه السلام و أخبره أن الله قد عصمه من الناس فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مناديه ينادي في الناس: الصلاة جامعة و تنحى إلى ذلك الموضع و فيه سلمات فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن تقم ما تحتهن و أن ينصب له أحجار كهيئة منبر يشرف على الناس فرجع أوائل الناس و احتبس أواخرهم.
فقام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فوق تلك الأحجار فقال: الحمد لله الذي علا بتوحيده و دنا بتفريده، و جل في سلطانه، ... ، أقر له على نفسي بالعبودية، و أشهد له بالربوبية، و أؤدي ما أوحى إلى به حذرا أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد و إن عظمت حيلته وصفت جبلته.
لا إله إلا هو لأنه قد أعلمني عز و جل أني إن لم أبلغ ما أنزل إلى فما بلغت رسالته، و قد ضمن لي العصمة و هو الله الكافي، الكريم، و أوحى إلى: بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس .
معاشر الناس و ما قصرت في تبليغ ما أنزله، و أنا أبين لكم هذه الآية إن جبرئيل هبط إلى مرارا ثلاثا يأمرني- عن السلام رب السلام- أن أقوم في هذا المشهد فاعلم كل أبيض و أسود أن علي بن أبي طالب أخي، و وصيي، و خليفتي، و الإمام من بعدي، محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و هو وليكم بعد الله و رسوله أنزل الله عز و جل علي بذلك آية هي في كتابه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) . فعلي بن أبي طالب عليه السلام الذي أقام الصلاة و آتى الزكاة، و هو راكع يؤيده الله في كل حال فسألت جبرئيل عليه السلام أن يستعفي لي السلام عن تبليغ ذلك إليكم.
أيها الناس لعلمي بقلة المتقين و كثرة المنافقين و ادعاء اللائمين و حيل المستترين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه، بأنهم (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ و يحسبونه هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) و كثرة إذا هم لي غير مرة حتى سموني أذنا و زعموا أني كذلك لكثرة ملازمتهم إياي و قبولي عليهم حتى أنزل الله في ذلك- لا إله إلا هو- (الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ: هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
و لو شئت أن أسمي القائلين بذلك بأسمائهم لسميت، و أن أومئ إلى أعيانهم لأومأت، و أن أدل عليهم لدللت، و لكني و الله في أمورهم قد تكرمت، و كل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل علي.
ثمَّ تلا صلى الله عليه و آله و سلم (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) - فاعلموا معاشر الناس ذلك فيه فإن الله قد نصب لكم عليا وليا، و إماما مفروضا طاعته على المهاجرين و الأنصار، و على التابعين بإحسان، و على البادي و الحاضر، و على الأعجمي و العربي، و الحر و العبد، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كل موحد ماض حكمه، جائز قوله، نافذ أمره، ملعون من يخالفه، مأجور من تبعه، و من صدقه فقد غفر الله له و لمن سمع و أطاع له، معاشر الناس: أنه آخر مقام أقومه المشهد فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لأمر الله ربكم فإن الله هو موليكم، ثمَّ رسوله المخاطب لكم، ثمَّ علي بعدي وليكم و إمامكم، و الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله و رسوله لا حلال إلا ما أحله الله و رسوله و هم (عليهم السلام)، و لا حرام إلا ما حرمه الله و رسوله و هم (عليهم السلام) و الله عز و جل عرفني الحلال و الحرام و أنا عرفت عليا. معاشر الناس فلا تضلوا عنه و لا تفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته فإنه يهدي إلى الحق، و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه لا تأخذه في الله لومة لائم لأنه أول من آمن بالله و رسوله لم يسبقه إلى الإيمان مذ، (كي- خ) بعثت ملك مقرب، و لا نبي مرسل، أول الناس صلاة، و أول من عبد الله معي أمرته عن الله أن ينام في مضجعي ففعل فاديا لي بنفسه ففضلوه فقد فضله الله و اقبلوه فقد نصبه الله.
معاشر الناس أنه إمامكم بأمر الله لا يتوب الله على من يكرهه، و لا يغفر له حتما على الله تبارك اسمه أن يعذب من يجحده و يعانده عذابا نكرا أبد الآبدين و دهر الداهرين، و احذروا أن تخالفوه فتصلوا بنار وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين معاشر الناس، بي و الله بشر الأولون من النبيين و المرسلين و أنا خاتم النبيين و المرسلين، و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين، فمن شك في ذلك فقد كفر كفر الجاهلية الأولى، و من شك في شيء من قولي فقد شك في كل ما أنزل على، و من شك في واحد من الأئمة فقد شك في الكل منهم و الشاك فينا في النار. معاشر الناس: إن الله عز و جل جاءني بهذه الفضيلة منة على و إحسانه منه إلى، فالحمد لله الذي لا إله إلا هو أبد الآبدين و دهر الداهرين و على كل حال. معاشر الناس: إن الله قد فضل علي بن أبي طالب على الناس كلهم و هو أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى ما أنزل الرزق و بقي واحد من الخلق، ملعون ملعون من خالف قولي هذا و لم يوافقه، إلا إن جبرئيل يخبرني عن الله بذلك و يقول: من عادى عليا عليه السلام و لم يتوالاه فعليه لعنتي و غضبي (وَ لْتَنْظُرْ (كل- خ) نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ أن تزل بعد ثبوتها إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ أنه جنب الله الذي ذكر في كتابه (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ الآية) .
معاشر الناس تدبروا القرآن و افهموا آياته و انظروا في محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لن يبين لكم زواجره و لا تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده، و شائل بعضده و رافعه بيدي و معلمكم أن من كنت مولاه فعلي مولاه أخي و وصيي موالاة من الله أنزلها علي.
معاشر الناس: إن عليا و الطاهرين من ذريتي عليه السلام ولدي و ولده هم الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر و كل واحد منهما منبئ عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا أنهم أمناء الله في خلقه و حكامه في أرضه ألا و قد أديت ألا و قد أسمعت ألا و قد بلغت. ألا و قد أوضحت ألا و إني أقول عن الله إنه لا أمير للمؤمنين غير أخي، و لا يحل لأحد بعدي غيره.
ثمَّ ضرب بيده إلى عضده فرفعها و كان أمير المؤمنين عليه السلام مذاول ما صعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم منبره على درجة دون مقامه فبسط يده نحو وجه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بيده حتى استكمل بسطهما إلى السماء و شال عليا عليه السلام حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
ثمَّ قال: معاشر الناس هذا أخي علي وصيي و واعي علمي، و خليفتي في أمتي على من آمن بي، ألا إن تنزيل القرآن على و تأويله و تفسيره بعدي عليه، و العمل بما يرضى الله و محاربة أعدائه، و الدال على طاعته و الناهي عن معصيته أنه خليفة رسول الله و أمير المؤمنين و الإمام الهادي و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله أقول ما يبدل القول لدي بأمرك يا ربي أقول: اللهم فوال من والاه و عاد من عاداه و العن من أنكره و أغضب على من جحد حقه اللهم إنك أنزلت علي: إن الإمامة لعلي و إنك عند بياني ذلك و نصبي إياه لما أكملت لهم دينهم و أتممت عليهم نعمتك و رضيت لهم الْإِسْلامَ دِيناً وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللهم إني أشهدك أني قد بلغت. معاشر الناس أنه قد أكمل الله لكم دينكم بإمامته فمن لم يأتم به و بمن يقوم بعده بولدي من صلبه إلى يوم العرض على الله فأولئك الذين حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ- وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ- فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ. معاشر الناس هذا أنصركم لي و أحقكم و أقربكم إلى و أعزكم على و الله عنه و أنا راضيان، و ما نزلت آية رضى في القرآن إلا فيه و لا خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به و لا شهد الله بالجنة في هل أتى على الإنسان إلا له و لا أنزلها في سواه و لا مدح بها غيره معاشر الناس هو قاضي ديني و المجادل عني و التقي، النقي، الهادي، المهدي، نبيه خير الأنبياء، و هو خير الأوصياء .
معاشر الناس: إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم فإن آدم أهبط إلى الأرض بذنبه و خطيئته و إن الملعون حسده على الشجرة و هو صفوة الله فكيف بكم و أنتم أنتم و قد كثر أعداء الله ألا و إنه لا يبغض عليا إلا شقي و لا يتوالاه إلا تقي و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص فيه نزلت سورة العصر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ، معاشر الناس قد أشهدت الله و بلغتكم و ما علي إلا البلاغ معاشر الناس (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، آمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزل معه ، آمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزل مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ بالله ما عنى بهذه الآية إلا قوما من أصحابي أعرفهم بأسمائهم و أنسابهم، و قد أمرت بالصفح عنهم فليعمل كل امرئ على ما يجد لعلي في قلبه من الحب و البغض. معاشر الناس: النور من الله مسبوك في، ثمَّ في علي بن أبي طالب عليه السلام، ثمَّ في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله و بكل حق هو لنا على المقصرين و المعاندين، و المخالفين، و الخائنين، و الآثمين، و الظالمين، و الغاصبين من جميع العالمين. معاشر الناس: أنذركم إني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أ فإن مت أو قتلت انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ، ألا إن عليا الموصوف بالصبر و الشكر، ثمَّ من بعده في ولدي من صلبه. معاشر الناس لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ، بل لا تمنوا على الله فينا بما لا يعطيكم و يسخط عليكم و يبتليكم بشواظ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ إن ربكم لَبِالْمِرْصادِ. معاشر الناس: سيكون من بعدي أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ- الله و أنا بريئان منهم و من أشياعهم و أنصارهم، و جميعهم فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ- فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ، ألا أنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة.
معاشر الناس: إني أدعها إمامة و وراثة و قد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر و غائب، و على من شهد و لم يشهد فليبلغ حاضركم غائبكم إلى يوم القيمة، و سيجعلون الإمامة بعدي ملكا و اغتصابا، إلا لعن الله الغاصبين و المغتصبين عند ما يفرغ لكم أيها الثقلان من يفرغ فينزل عليكم شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ. ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة)
نويسنده: فتال نيشابورى، محمد بن احمد ، تاريخ وفات مؤلف: 508 ق
محقق / مصحح: ندارد
موضوع: گوناگون
زبان: عربى
تعداد جلد: 2
ناشر: انتشارات رضى
مكان چاپ: ايران؛ قم
سال چاپ: 1375 ش
نوبت چاپ: اول
و في الاحتجاج عنه عليه السلام أنه قال قد حج رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم من المدينة و قد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج و الولاية فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له «يا محمد إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقرؤك السّلام و يقول لَكَ إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي و لا رسولًا من رسلي إلا بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي و قد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغهما قومك: فريضة الحجّ، و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أُخليها أبداً فإنّ اللَّه يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ تحجّ و يحجّ معك كلّ من استطاع إليه سبيلًا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب و تعلّمهم من حجّهم مثل ما علّمتهم من صلواتهم و زكوتهم و صيامهم و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرايع».
فنادى مناد من رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم في النّاس ألا إنّ رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم يريد الحجّ و أن يعلّمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم و يوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم و خرج معه النّاس و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحجّ بهم و بلغ من حجّ مع رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى سبعين ألفاً ... فلمّا وقف بالموقوفِ أتاه جبرئيل عن اللَّه تعالى فقال: يا محمد صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم إنّ اللَّه تعالى يقرؤك السلام و يقول لك انّه قد دنا أجل و مدتك و أنا مستقدمك على ما لا بدّ منه و لا عنه محيص فاعهد عهدك و قدّم وصيتك و اعمد الى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياءِ من قبلك و السّلاح و التّابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياءِ فسلّمها الى وصيّك و خَليفتك من بعدك حجّتي البالغة على خلقي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأقمه للنّاس علماً و جدّد عهده و ميثاقه و بيعته و ذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليّ و مولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة عليّ بن أبي طالب عليه السلام فانّي لم أقبض نبيّاً من الأنبياء إلّا من بعد إكمال ديني و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي و ذلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي و طاعته و ذلك أنّي لا أترك أرضي بلا قيّم ليكون حجّة لي على خلقي ف الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية بولاية وليي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة عليّ عبدي و وصي نبيّ و الخليفة من بعده و حجتي البالغة على خلقي مقرون طاعته بطاعة محمّد صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم نبيّي و مقرون طاعته مع طاعة محمّد صلىّ اللَّه عليه و اله و سلم بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني جعلته علماً بيني و بين خلقي من عرفه كان مؤمناً و من أنكره كان كافراً و من أشرك بيعته كان مشركاً و من لقيني بولايته دخل الجنة و من لقيني بعداوته دخل النار فأقم يا محمّد عليّاً صلوات اللَّه عليهما عليماً و خذ عليهم البيعة و جدّد عليهم عهدي و ميثاقي لهم الّذي واثقتهم عليه فانّي قابضك إليّ و مستقدمك علي.
فخشي رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم قومه و أهل النِّفاق و الشّقاق أن يتفرقوا و يرجعُوا جاهليّةً لما عرف من عداوتهم و لما ينطوي عليه أنفسهم لعليّ عليه السلام من البغضة و سأل جبرئيل أن يسأل ربّه العصمة من النّاس و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من النّاس من اللَّه جلّ اسمه فأخّر ذلك الى أن بلغ مسجد الخَيْف فأتاه جبرئيل في مسجد الخَيْف فأمره أن يعهد عهده و يقيم عليّاً صلوات اللَّه عليه للنّاس و لم يأته بالعصمة من اللَّه جلّ جلاله الذي أراد حتى أتى كُراعَ الغميم بين مكّة و المدينة فأتاه جبرئيل عليه السلام و أمره بالذي أتاه به من قبل اللَّه و لم يأته بالعصمة من اللَّه جلّ جلاله الذي أراد فقال يا جبرئيل إنّي أخشى قومي أن يكذّبوني و لا يقبلوا قولي في عليّ عليه السلام فرَحَل فلما بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس فقال يا محمّد إنَّ اللَّه تعالى يقرءوك السّلام و يقول لك يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في عليّ صلوات اللَّه و سلامه عليه وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ و كان أوايلهم قربت من الجحفة فأمره بأن يُرَّدَ من تقدم منهم و يحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليّاً عليه السلام للنّاس و يبلّغهم ما أَنزل اللَّه تعالى في عليّ عليه السلام و أخبره بأنّ اللَّه عزّ و جلّ قد عصمه من النّاس.
فأمر رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم عند ما جاءته العصمة منادياً ينادي في النّاس بالصّلوة جامعةً و يردّ من تقدم منهم و يحبس من تأخّر فتنحّى عن يمينَ الطّريق الى جنب مسجد الغدير و أمره بذلك جبرئيل عن اللَّه عزّ و جلّ و في الموضع سلمات فأمر رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم أن يقم ما تحتهنّ و ينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس فتراجع النّاس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون فقام رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم فوق تلك الأحجار ثُمَّ حمد اللَّه تعالى و أثنى عليه فقال صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فيِ تَوَحُّدِهِ وَدَنَا فيِ تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فيِ سَلْطَنَتِهِ وَ عَظُمَ فيِ أَرْكَانِهِ ... أُقرُّ عَلَى نَفْسِي بِالْعُبُودِيَّةِ وَ أشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ أُؤَدِّي مَا أَوْحَى إِليَّ حَذَراً مِنْ أَنْ لَا أَفْعَلَ فَيَحِلَّ بِي مِنْهُ قَارِعَةٌ لَا يَدْفَعُهَا عَنِّي أَحَدٌ وَ إنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لِإنَّهُ قَدْ أعْلَمَنِي أَنّي إنْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أنْزَلَ إلَيَّ فَمَا بَلّغَتُ رِسَالَتَهُ فَقَدْ ضَمِنَ ليِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْعِصْمَةَ وَ هُوَ اللَّهُ الْكَافيِ الكَرِيمُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ بسم الله الرحمن الرحيم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فيِ عَليِ صَلَواتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا قَصَّرْتُ فيِ تَبْلِيغِ مَا أنْزَلَهُ وَ أَنَا مُبَيِّنٌ لَكُمْ سَبَبَ هذِهِ الآيَةِ إنَّ جَبْرِئِيلَ هَبَطَ الَيَّ مِرَاراً يَاْمُرُني عَنِ السَّلَامِ رَبِّي وَ هُوَ السَّلامَ انْ أَقُومَ فيِ هذَا الْمَشْهَدِ فَاعْلِمَ كُلَّ ابْيضَ وَ أسْوَدَ أَنَّ عَليَّ بِنْ أبي طالِبٍ عليه السلام أخِي وَ وَصِيّي وَ خَلِيفَتي وَ الإمَامُ مِنْ بَعْدِي الَّذِي مَحَلَّهُ مِنّي مَحَلُّ هرُونَ مِنْ مُوسَى إلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ هُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَدْ أنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى عَلَيَّ بِذلِكَ آيَةً مِنْ كِتَابِهِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ عَليُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلام أقَامَ الصَّلوةَ وَ آتَى الزَّكْوَة وَ هُوَ رَاكِعٌ يُرِيدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فيِ كُلِّ حَالٍ وَ سَألتُ جَبْرَئيلَ عليه السلام أَنْ يَسْتَعفِي ليِ عَنْ تَبْلِيغِ ذلِكَ إلَيْكُمْ أَيُّهَا النّاسُ لِعِلْمي بِقِلَّةِ الْمُتَّقِينَ وَ كِثْرَةِ المُنَافِقِينَ وَ أدغَالِ اْلآثِمينَ وَ خَتَل المُسْتَهزِئِينَ بِالإسْلامِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالى في كِتَابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَ كَثْرَةِ إذا هُمْ ليِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتّى سَمُّوني أُذُناً وَ زَعَمُوا أنّي كَذلِكَ لِكَثْرَةِ مَلَازِمَتِهِ إيَّايَ وَ إقبالي عَلَيْهِ حَتّى أنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فيِ ذلِكَ وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ اذُنٌ عَلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ الآية وَ لَوْ شِئْتَ أنْ أُسمِيَّ بِأَسْمائِهِمْ لَسَمَّيْتُ وَ أنْ أُومِيَ إلَيْهِمْ بِأَعْيَانِهِمْ لأَوْمَأتُ وَ أنْ أدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلَتُ وَ لكِنّي وَ اللَّهِ فيِ أُمُورِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ وَ كُلُّ ذلِكَ لَا يَرضى اللَّهُ مِنّي إلّا أنْ أُبَلِّغَ مَا أنْزلَ إلىَّ ثُمَّ تَلَا يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فيِ عَلي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فاعْلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَ إمَاماً مُفْتَرَضاً طَاعَتُهُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ اْلأنْصَارِ وَ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ وَ عَلَى البَادِي وَ الحَاضِرِ وَ عَلَى الأَعْجَمِيّ وَ الْعَرَبِيّ و الْحُرِّ وَ المَمْلُوكِ و الصَّغِيرِ وَ الكَبِيرِ وَ عَلَى اْلأَبْيَضِ وَ اْلأَسْوَدِ وَ عَلَى كلِّ مُوَحِّدٍ مَاضٍ حُكْمُهُ جَايِزٌ قَوْلُهُ نَافِذٌ أَمْرُهُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ مَرْحُومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَ مَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ لِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَ أطَاعَ لَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّهُ آخِرُ مَقامٍ أقُومُهُ فيِ هذا الْمَشْهَدِ فَاسْمَعُوا وَ أطِيعُوا وَ انْقادُوا لِأَمْرِ رَبِّكُمْ فَإنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ رَبُّكُمْ وَ وَلِيُّكُمْ وَ إلهكُمْ ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَيّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَم وَلِيُّكُمْ الْقَآئِمُ الْمُخَاطِبُ لَكُمْ ثُمَّ مِنْ بَعْدي عَليُّ صَلَواتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ وَلِيُّكُمْ وَ إمَامُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّكُمْ ثُمَّ اْلإِمَامَةُ فيِ ذُرِّيَتِي مِنْ وُلْدِهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَوْمَ يَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَا حَلَالَ إلَا مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَ لَا حَرَامَ إلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَرَّفَنِي الحَلَالَ و الحَرَامَ وَ أنَا أفْضَيْتُ بِمَا عَلَّمَنِيِ رَبّي مِنْ كِتَابِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ إلَيْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إلَّا وَ قَدْ أحْصَاهُ اللَّهُ فيِ كُلّ عِلْمٍ عَلِمْتُهُ فَقَدْ أحْصَيْتُهُ فيِ عَليِّ إمَامِ الْمُتَّقِينَ وَ مَا مِنْ عِلْمٍ إلَّا وَ قَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيَّاً وَ هُوَ الإمَامُ الْمُبِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَضِلُّوا عَنْهُ وَ لَا تَنْفِرُوا مِنْهُ وَ لَا تَسْتنْكفُوا مِنْ وِلَايَتِهِ فَهُوَ الَّذِي يَهْدِي إلىَ الْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يزْهَقُ الْبَاطِلَ وَ يَنْهَى عَنْهُ وَ لَا تَأَخُذُهُ في اللَّهِ لَوْمَةُ لآئِمٍ ثُمَّ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الَّذِي فَدَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَىّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ بِنَفْسِهِ وَ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَىّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ وَ لَا أحَدَ يَعْبُدُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجَالِ غَيْرُهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللَّهُ وَ اقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللَّه مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إمَامٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ أنْكَرَ وَلايَتَهُ وَ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ حَتْماً علَى اللَّهِ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ ممَّنْ خَالَفَ أمْرَهُ فِيهِ وَ أنْ يُعَذِّبَهُ عَذَاباً نُكْراً أبَدَ الآبَادِ وَ دَهْرَ الدُّهُورِ فَاحْذَرُوا أنْ تُخَالِفُوهُ فَتُصْلَوْا ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ أَيُّهَا النَّاسِ بِي وَ اللَّهِ بُشِّرَ الأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ أنَا خَاتِمُ الأنْبياء وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْحُجّةُ عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَواتِ وَ اْلأَرضِينَ فَمَنْ شَكَّ فيِ ذلِكَ فَهُوَ كَافِر كُفْرَ الْجَاهِلِيَّةَ اْلأُولى وَ مَنْ شَكَّ فيِ شَيْءٍ مِنْ قَوْليِ هذَا فَقَدْ شَكَّ فيِ الْكُلِّ مِنْهُ وَ الشَّاكُّ فيِ الْكُلِّ فَلَهُ النَّارُ مَعَاشرَ النَّاس حَبانِيَ اللَّهُ بِهذِهِ الْفَضِيلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَيَّ وَ إحْسَاناً مِنْهُ إلَيَّ وَ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ مِنّي أبَدَ اْلآبِدِينَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، مَعَاشرَ النَّاس فَضِّلُوا عَلِيّاً فَإنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدِي مِنْ ذَكَر وَ أُنْثَى بِنَا أَنْزَلَ اللَّهُ الرِّزْقَ وَ بَقِي الْخَلْقُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ قَوْليِ هذَا وَ إنْ لَمْ يُوَافِقْهُ إلَّا إنَّ جَبْرِئِيلَ خَبَّرَنِي عَنْ اللَّهِ تَعَالَى بِذلِكَ وَ يَقُولُ مَنْ عَادَى عَلِيّاً وَ لَمْ يَتَوَلَّهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتي وَ غَضَبِي وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ أَنْ تُخَالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مَعَاشرَ النَّاسِ إِنَّهُ جَنْبُ اللَّهِ نَزَلَ فيِ كِتَابِهِ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ مَعَاشرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْانَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ انْظرُوا إلَى مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لَا يُوضِحُ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعَدُهُ إلَيَّ وَ شَائِلٌ بِعَضُدِهِ وَ مُعَلِّمُكُمْ أَنَّ مَنْ كُنْتَ مَوْلَاهُ فَهذَا عَلَيٌّ مَوْلَاهُ وَ هُوَ عَليُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِ السَّلَامْ أَخِي وَ وَصيي وَ مُوَالاتُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَهَا عَلَيَّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ هُوَ الثِّقْلُ اْلأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنُ هُوَ الثِّقْلُ اْلأَكْبَرُ فَكُلُّ وَاحِدٍ مُنْبئٌ عَنْ صَاحِبِهِ وَ مُوَافِقٌ لَهُ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أُمَنآءُ اللَّهِ فيِ خَلْقِهِ وَ حُكَّامُهُ فيِ أَرْضِهِ أَلَّا وَ قَدْ بَلَّغْتُ ألَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ ألَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ ألَّا وَ قَدْ أوْضَحْتُ ألَا وَ إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ أنَا قُلْتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ألَا إنَّهُ لَيْسَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ غَيْرَ أخي هذَا وَ لَا تَحِلُّ إمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ لأَحَدٍ غَيْرِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إلَى عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وَ كَانَ مُنْذُ أوَّلِ مَا صَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَىْ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ شَالَ عَلِيّاً حَتّى صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ ثُمَّ قَالَ مَعَاشرَ النَّاسِ هذَا عَليٌّ أخي وَ وَصِيّي وَ وَاعي عِلْمي وَ خَلِيفَتي عَلَى أُمَّتِي وَ عَلى تَفْسِيِر كتَابِ اللَّهِ وَ الدَّاعِي إِلَيْهِ وَ الْعَامِلُ بِمَا يَرْضَاهُ وَ الْمُحَارِبُ لأَعْدَائِهِ وَ الْمُوَاليِ عَلى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلْيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الإِمَامُ الهَادِي وَ قَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمارِقِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ أَقُولُ مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لدَيَّ بِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ الْعَنْ مَنْ أنْكَرَهُ وَ اغْضَب عَلَى مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ اللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَ عَلَيَّ أَنَّ اْلإِمَامَةَ لِعَليِّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تِبْياني ذلِكَ وَ نَصبْي إيَّاهُ عَلَماً بِمَا أَكْمَلْتَ لِعِبَادِكَ مِنْ دِينِهِمْ وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ وَ رَضِيتَ لَهُمُ اْلإِسْلَامَ دِيناً فَقُلْتَ وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أنّي قَدْ بَلّغْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أكْمَلَ دِينَكُمْ بِإمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ لَا يُخَفِّفُ اللَّهُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَ لَا هُمْ يُنْظَرُونَ. مَعَاشِرَ النَّاسِ هذَا عَليٌّ أَنْصَرَكُمْ لِي وَ أَحَقُّكُمْ بِي وَ أَقْرَبُكُمْ إليَّ وَ أَعَزُّكُمْ عَلَيَّ و اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أنَا عَنْهُ رَاضِيانِ وَ مَا نَزَلَتْ آيةُ رِضَىً إلَّا فِيهِ وَ مَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إلَّا بَدَأَ بِهِ وَ لَا نَزَلَتْ آيَةُ مَدْحٍ فيِ الْقُرْآنِ إلَّا فِيهِ وَ لَا شَهِدَ اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فيِ هَلْ أَتى عَلَى اْلإِنْسَانِ إلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فيِ سِوَاهُ وَ لا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ. مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ نَاصرُ دِينِ اللَّهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَىّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ وَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهادي المُهْدي نَبِيُّكُمْ خَيْرُ نَبِيِّ وَ وَصِيُّكُمْ خَيْرُ وَصِيِّ وَ بَنُوهُ خَيْرُ الأَوْصِياءِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيّةُ كُلِّ نَبِيِّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَتِي مِنْ صُلْبِ عَليِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ إبْلِيسَ أَخْرَجَ آدمَ عَلَيْهِ السَّلامْ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبِطَ أَعْمَالَكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فَإنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إلَى اْلأَرْضِ بِخَطيئةٍ وَاحِدَةٍ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَيْفَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ مِنْكُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ ألَّا إنَّهُ لَا يُبْعِضُ عَلِيّاً إلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يَتَوَلَّى عَلِيّاً إلَّا تَقِيٌّ وَ لا يُؤْمِنُ بِهِ إلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ وَ فِي عَليِ وَ اللَّهِ أُنْزِلَ سُوَرَةُ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إلَى آخِرِهِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدِ اسْتَشْهَدْتُ اللَّهَ وَ بَلَّغْتُكُمْ رِسَالَتِي وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّوُرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فيَّ ثُمَّ مَسْلُوكٌ فيِ عَليِّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إلى القَائِمِ الْمَهْدِيّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِكُلِّ حَقّ هُوَ لَنَا لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى الْمُقُصِرِّينَ وَ الْمُعَانِدِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ اْلآثِمينَ وَ الظَّالِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إنّي أُنْذِرُكُمْ أَنّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْليِ الرُّسُلُ أَفَإنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ألا و إنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلامْ الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَمُنُّوا عَلىَ اللَّهِ تَعَالَى إسْلَامَكُمْ فَيُسْخِطَ عَلَيْكُمْ وَ يُصيبَكُمْ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَبِالْمِرْصَادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونَ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصِرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ اللَّهَ وَ أَنَا بَرِيئانِ مِنْهُمْ.
مَعَاشرَ النَّاسِ إنَّهُمْ وَ أَشْيَاعَهُمُ وَ اتَبْاعَهُمْ وَ أنْصَارَهُمْ فيِ الدَّرْكِ اْلأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَبِئْسَ مَثْوى الْمُتَكَبِّرينَ ألا إنَّهُمْ أَصْحَابُ الصَّحيفَةِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ فيِ صَحِيفَتِهِ قَالَ فَذَهَبَ عَلَى النَّاسِ الا شرذمة منهم أمر الصحيفة مَعَاشرَ النَّاسِ انِّي أدَعُهَا أَمَانَةً وَ وِرَاثَةً فيِ عَقِبِي إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ بَلَّغْتُ مَا أُمِرْتُ بِتَبْلِيغِهِ حُجَّةً عَلَى كُلِّ حَاضِرٍ وَ غَائِبٍ وَ عَلى كُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَو لَمْ يَشْهَدْ وُلِد أَو لَمْ يُولَدْ فَلْيُبلِغُ الْحَاضرُ الْغَائِبَ وَ الْوَالِدُ الْوَلَدَ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ سَيَجْعَلُونَهَا مِلْكاً اغْتِصَاباً أَلا لَعنَ اللَّهُ الْغَاصِبِينَ وَ الْمُغْتَصِبِين ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: تفسير الصافي
نويسنده: فيض كاشانى، محمد بن شاه مرتضى ، تاريخ وفات مؤلف: 1091 ق
محقق / مصحح: اعلمى، حسين
موضوع: تقسير
زبان: عربى
تعداد جلد: 5
ناشر: مكتبه الصدر
مكان چاپ: تهران
سال چاپ: 1415 ق
نوبت چاپ: دوم
و بإسناد يأتي في النصوص على أمير المؤمنين عليه السّلام عن علقمة عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث طويل أنه قال في خطبة الغدير: معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد؛ و ذكر النص على علي عليه السّلام و قال: إنه قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين. معاشر الناس؛ إنه يكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون، معاشر الناس إن اللّه و أنا منهم بريئان، معاشر الناس إنما أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة و سيجعلونها ملكا و اغتصابا؛ ألا لعن اللّه الغاصبين و المغتصبين .
معرفی کتاب:
نام كتاب: إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات
نويسنده: شيخ حر عاملى، محمد بن حسن ، تاريخ وفات مؤلف: 1104 ق
محقق / مصحح: ندارد
موضوع: كلام
زبان: عربى
تعداد جلد: 5
ناشر: اعلمى
مكان چاپ: بيروت
سال چاپ: 1425 ق
نوبت چاپ: اول
و روى أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج بإسناد يأتي في النصوص على أمير المؤمنين عليه السلام عن علقمة بن محمد عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال في خطبته يوم الغدير: معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لأمر ربكم، فإن اللّه هو مولاكم و إلهكم، ثم من دونه محمد وليكم المخاطب لكم، ثم من بعده علي وليكم و إمامكم بأمر اللّه ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون اللّه و رسوله.
معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولده عليهم السّلام هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الأكبر، و كل واحد منهما منبئ عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، أمناء اللّه في خلقه و حكامه في أرضه.
معاشر الناس! إنما أكمل اللّه دينكم بإمامته، فمن لم يأتمّ به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك الذين حبطت أعمالهم؛ نبيكم خير نبي و وصيكم خير وصي و بنوه خير الأوصياء.
معاشر الناس! النور من اللّه فيّ، ثم في عليّ؛ ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق اللّه و بكل حق هو لنا، لأن اللّه قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين.
معاشر الناس! إنه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون، معاشر الناس! إن اللّه و أنا منهم بريئان.
معاشر الناس! إني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة، و سيجعلونها ملكا و اغتصابا، ألا لعن اللّه الغاصبين و المغتصبين!.
معرفی کتاب:
نام كتاب: إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات
نويسنده: شيخ حر عاملى، محمد بن حسن ، تاريخ وفات مؤلف: 1104 ق
محقق / مصحح: ندارد
موضوع: كلام
زبان: عربى
تعداد جلد: 5
ناشر: اعلمى
مكان چاپ: بيروت
سال چاپ: 1425 ق
نوبت چاپ: اول
و روى محمد بن أحمد الفتال في روضة الواعظين عن أبي جعفر عليه السلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث طويل أنه قال يوم الغدير: علي وليكم و إمامكم بأمر اللّه ربكم، ثم الأئمة الذين من صلبه إلى يوم تلقون اللّه و رسوله.
معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولده هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الأكبر.
معاشر الناس! إنما أكمل اللّه دينكم بإمامته، فمن لم يأتمّ به و بمن كان من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك حبطت أعمالهم و في النار هم خالدون.
معاشر الناس! النور فيّ ثم مسلوك في علي، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق اللّه و بحق كل مؤمن لأن اللّه قد جعلنا حجة.
معاشر الناس! سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون.
معاشر الناس! إن اللّه و أنا بريئان منهم.
معاشر الناس! إني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة، و سيجعلونها ملكا و اغتصابا، أنا صراط اللّه المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون.
معاشر الناس! أنا نبي و علي وصيي، ألا إن خاتمة الأئمة منا القائم المهدي، ألا إنه الظاهر على الدين؛ و أمرت أن آخذ البيعة عليكم بقبول ما جئت به عن اللّه في علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده، الذين هم مني و منه أمة قائمة فيهم خاتمها المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق.
معاشر الناس! القرآن يعرّفكم أن الأئمة من بعده ولده، و عرفتكم أنهم مني حيث يقول اللّه عز و جل: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ و أمرني اللّه أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقد لعلي أمير المؤمنين، و من جاء بعده من الأئمة مني و منه، فقولوا: إنا سامعون مطيعون لما بلغته من أمر ربي و أمر علي أمير المؤمنين، و من ولده من صلبه من الأئمة، ثم ذكر أنهم أقرّوا بذلك.
ثم قال: أيها الناس! اتقوا اللّه و تابعوا عليا أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و الأئمة كلمة باقية.
معاشر الناس! من يطع اللّه و رسوله و عليا و الأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا مبينا .
معرفی کتاب:
نام كتاب: إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات
نويسنده: شيخ حر عاملى، محمد بن حسن ، تاريخ وفات مؤلف: 1104 ق
محقق / مصحح: ندارد
موضوع: كلام
زبان: عربى
تعداد جلد: 5
ناشر: اعلمى
مكان چاپ: بيروت
سال چاپ: 1425 ق
نوبت چاپ: اول
و روى علي بن موسى بن طاوس من علمائنا في كتاب اليقين في اختصاص علي بإمرة المؤمنين نقلا من فضائل علي لمحمد بن أحمد الطبري، بإسناد ذكره عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث طويل بعد النص على علي و الأئمة عليهم السّلام، قال: معاشر الناس سيكون بعدي أئمة يدعون إلى النار، و يوم القيامة لا ينصرون، اللّه و أنا بريئان منهم و من أشياعهم و أنصارهم، و جميعهم في الدرك الأسفل من النار، ألا و إنهم أصحاب الصحيفة، معاشر الناس إني أدعها إمامة و وراثة، و سيجعلون الإمامة بعدي ملكا و اغتصابا، ألا لعن اللّه الغاصبين و المتغصبين .
معرفی کتاب:
نام كتاب: إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات
نويسنده: شيخ حر عاملى، محمد بن حسن ، تاريخ وفات مؤلف: 1104 ق
محقق / مصحح: ندارد
موضوع: كلام
زبان: عربى
تعداد جلد: 5
ناشر: اعلمى
مكان چاپ: بيروت
سال چاپ: 1425 ق
نوبت چاپ: اول
و رواه الشيخ الفاضل المتكلم الفقيه العالم الزاهد الورع أبو علي محمد بن أحمد بن علي الفتال- المعروف بابن الفارسي- و هو من أجلاء قدماء الإمامية من علمائها و متكلميها، روى في كتابه المعروف ب (روضة الواعظين) عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: «حج رسول الله (صلى الله عليه و آله) من المدينة، و قد بلغ جميع الشرائع قومه ما خلا الحج و الولاية، فأتاه جبرئيل (عليه السلام)، فقال له: يا محمد، إن الله عز و جل يقرئك السلام، و يقول لك:
إني لم أقبض نبيا من أنبيائي و رسلي إلا بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي، و قد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغهما قومك: فريضة الحج، و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك، فإني لم أخل الأرض من حجة، و لن أخليها أبدا، و إن الله يأمرك أن تبلغ قومك الحج، تحج و يحج معك كل من استطاع السبيل من أهل الحضر و أهل الأطراف و الأعراب، و تعلمهم من حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم و زكاتهم و صيامهم، و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع.
فنادى منادي رسول الله (صلى الله عليه و آله) في الناس: ألا إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) يريد الحج و أن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم، و يوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه. و خرج رسول الله (صلى الله عليه و آله)
و خرج معه الناس، و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحج بهم فبلغ من حج مع رسول الله (صلى الله عليه و آله) من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون ، على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون (عليه السلام) فنكثوا و اتبعوا العجل و السامري، و كذلك أخذ رسول الله (صلى الله عليه و آله) البيعة لعلي (عليه السلام) بالخلافة- على عدد أصحاب موسى- فنكثوا البيعة و اتبعوا العجل و السامري سنة بسنة، و مثلا بمثل، و اتصلت التلبية ما بين مكة و المدينة، فلما توقف بالموقف أتاه جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا محمد، إن الله عز و جل يقرئك السلام، و يقول لك، إنه قد دنا أجلك و مدتك، و إني أستقدمك على ما لا بد منه و لا محيص عنه، فاعهد عهدك، و قدم وصيتك، و اعمد إلى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك، و السلاح و التابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء من قبلك، فسلمها إلى وصيك و خليفتك من بعدك، حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب، فأقمه للناس و خذ عهده و ميثاقه و بيعته، و ذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به، و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي، و مولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة، علي بن أبي طالب. فإني لم أقبض نبيا من أنبيائي إلا بعد إكمال حجتي و ديني، و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي، و ذلك كمال توحيدي و ديني، و تمام نعمتي على خلقي باتباع وليي و إطاعته، و ذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة على خلقي، فاليوم أكملت لكم دينكم، و أتممت عليكم نعمتي، و رضيت لكم الإسلام دينا علي وليي و مولى كل مؤمن و مؤمنة، علي عبدي و وصي نبيي و الخليفة من بعده، و حجتي البالغة على خلقي، مقرون طاعته مع طاعة محمد نبيي، و مقرون طاعة محمد بطاعتي، من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني و بين خلقي، فمن عرفه كان مؤمنا، و من أنكره كان كافرا، و من أشرك ببيعته كان مشركا، و من لقيني بولايته دخل الجنة، و من لقيني بعداوته دخل النار. فأقم يا محمد عليا علما، و خذ عليهم البيعة، و خذ عهدي و ميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه فإني قابضك إلي، و مستقدمك.
فخشي رسول الله (صلى الله عليه و آله) قومه و أهل النفاق و الشقاق أن يتفرقوا و يرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم، و ما يبطنون عليه أنفسهم لعلي (عليه السلام) من البغضاء، و سأل جبرئيل (عليه السلام) أن يسأل ربه العصمة من الناس و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس من الله عز و جل، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) و أمره أن يعهد عهده و يقيم حجته عليا للناس ، و لم يأته بالعصمة من الله عز و جل بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم- بين مكة و المدينة- فأتاه جبرئيل و أمره بالذي امر به من قبل و لم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرئيل، إني لأخشى قومي أن يكذبوني، و لا يقبلوا قولي في علي. فرحل، فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال، أتاه جبرئيل (عليه السلام) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس، فقال: يا محمد، إن الله عز و جل يقرئك السلام، و يقول لك: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فكان أولهم بلغ قرب الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم، و يحبس من تأخر منهم في ذلك المكان، ليقيم عليا (عليه السلام) للناس، و يبلغهم ما أنزل الله عز و جل في علي (عليه السلام) و أخبره أن الله تعالى قد عصمه من الناس.
فأمر رسول الله (صلى الله عليه و آله) عند ما جاءته العصمة مناديا ينادي، فنادى في الناس بالصلاة جامعة، و تنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرئيل (عليه السلام) عن الله تعالى، و في الموضع سلمات فأمر رسول الله (صلى الله عليه و آله) أن يقم ما تحتهن، و ينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون، و قام رسول الله (صلى الله عليه و آله) فوق تلك الأحجار، و قال (صلى الله عليه و آله): الحمد لله الذي علا بتوحيده، و دنا في تفريده، و جل في سلطانه، و عظم في أركانه، و أحاط بكل شيء علما و هو في مكانه ، ... أقر له على نفسي بالعبودية، و أشهد له بالربوبية، و أؤدي ما أوحى إلي به خوفا و حذرا من أن تحل بي قارعة لا يدفعها عني أحد، و إن عظمت منته، و صفت خلته، لأنه لا إله إلا هو قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته، و قد ضمن لي العصمة، و هو الله الكافي الكريم، و أوحى إلي: بسم الله الرحمن الرحيم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
معاشر الناس، ما قصرت عن تبليغ ما أنزله تعالى، و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية: إن جبرئيل (عليه السلام) هبط إلي مرارا ثلاثا، يأمرني عن السلام ربي، و هو السلام، أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أحمر و أسود أن علي بن أبي طالب أخي و وصيي و خليفتي، و هو الإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، و هو وليكم بعد الله و رسوله، و قد أنزل الله تبارك و تعالى علي بذلك آية من كتابه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و علي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل في كل حال.
و سألت جبرئيل (عليه السلام) أن يستعفي لي من تبليغ ذلك إليكم- أيها الناس- لعلمي بقلة المتقين، و كثرة المنافقين، و إدغال الآثمين، و ختل المستهزئين، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ و يحسبونه هينا، و هو عند الله عظيم، لكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني أذنا و زعموا أنه كذلك، لكثرة ملازمتي إياه و إقبالي عليه حتى أنزل الله في ذلك الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ فقال قُلْ أُذُنُ على الذين يزعمون أنه أذن خَيْرٍ لَكُمْ إلى آخر الآية، و لو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لسميت و أومأت إليهم بأعيانهم، و لو شئت أن أدل عليهم لدللت، و لكني في أمرهم قد تكرمت، و كل ذلك لا يرضى الله عني إلا أن ابلغ ما أنزل إلي، فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ الآية.
فاعلموا- معاشر الناس- و افهموه، و اعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا و إماما، مفترضة طاعته على المهاجرين و الأنصار، و على التابعين لهم بإحسان، و على البادي و الحاضر، و الأعجمي و العربي، و الحر و المملوك، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، مؤمن من صدقه، قد غفر الله لمن سمع و أطاع له.
معاشر الناس، إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لأمر ربكم، فإن الله عز و جل هو مولاكم و إلهكم، ثم من دونه رسوله محمد وليكم القائم المخاطب لكم ، ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بأمر من الله ربكم، ثم الإمامة في الذين من صلبه إلى يوم يلقون الله و رسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، و لا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني الحلال و الحرام، و أنا قضيت مما علمني ربي من كتابه و حلاله و حرامه إليه.
معاشر الناس، ما من علم إلا و قد أحصاه الله في، و كل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين ، ما من علم إلا علمته عليا و هو الإمام المبين.
معاشر الناس، لا تضلوا عنه، و لا تنفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به، و يزهق الباطل و ينهى عنه، و لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنه أول من آمن بالله و رسوله و الذي فدى رسول الله بنفسه، و الذي كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره. معاشر الناس، فضلوه فقد فضله الله، و اقبلوه فقد نصبه الله.
معاشر الناس، إنه إمام من الله، و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، و لن يغفر الله له، حقا على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، و أن يعذبه عذابا نكرا أبدا الآبدين و دهر الداهرين، فاحذروا أن تخالفوني فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين.
أيها الناس، بي- و الله- بشر الأولون من النبيين و المرسلين، و أنا خاتم النبيين و المرسلين، و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر، كفر الجاهلية الاولى، و من شك في قولي هذا فقد شك في الكل منه، و الشك في ذلك فهو في النار.
معاشر الناس، حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي، و إحسانا منه إلي، و لا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الآبدين و دهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس، فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى، بنا أنزل الله الرزق و بقي الخلق. ملعون ملعون، مغضوب مغضوب على من رد علي قولي هذا. ألا إن جبرئيل خبرني عن الله بذلك، و يقول: من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتي و غضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله أن تخالفوا فتزل قدم بعد ثبوتها، إن الله خبير ما تعملون.
معاشر الناس، تدبروا القرآن، و افهموا آياته و محكماته، و لا تتبعوا متشابهه، فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده، و مصعده إلي و شائل بعضده، و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، و هو علي بن أبي طالب أخي و وصيي، و موالاته من الله تعالى، أنزلها علي.
معاشر الناس، إنه جنب الله الذي ذكر في كتابه يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ . معاشر الناس، إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، و القرآن هو الثقل الأكبر، و كل واحد منهما منبئ عن صاحبه، موافق له، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، أمناء لله في خلقه، و حكماؤه في أرضه، ألا و إن الله عز و جل قال، و أنا قلته عن الله عز و جل، ألا و قد أديت، ألا و قد بلغت، ألا و قد أسمعت، ألا و قد أوضحت، ألا و إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثم ضرب بيده على عضد علي فرفعه، و كان أمير المؤمنين (عليه السلام) منذ أول ما صعد رسول الله (صلى الله عليه و آله) قد شال عليا (عليه السلام) حتى صارت رجلاه مع ركبة رسول الله (صلوات الله عليهما) ثم قال:
معاشر الناس، هذا علي أخي و وصيي، و واعي علمي ، و خليفتي على امتي، و على تفسير كتاب الله عز و جل، و الداعي إليه، و العامل بما يرضاه، و المحارب لأعدائه و الموالي على طاعته، و الناهي عن معصيته، خليفة رسول الله، و أمير المؤمنين و الإمام الهادي بأمر الله، و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله.
أقول: مما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و العن من أنكره و جحد حقه، و اغضب على من جحده.
اللهم إنك أنت أنزلت الإمامة لعلي وليك عند تبيين ذلك بتفضيلك إياه بما أكملت لعبادك من دينهم، و أتممت عليهم نعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا، فقلت: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللهم إني أشهدك أني قد بلغت.
معاشر الناس، إنما أكمل الله عز و جل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به و بمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على الله تعالى، فأولئك حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ .
معاشر الناس، هذا علي، أنصركم لي، و أحق الناس بي، و أقربكم إلي، و أعزكم علي، و الله عز و جل و أنا عنه راضيان، و ما أنزلت آية رضا إلا فيه، و ما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به، و لا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه، و لا شهد الله بالجنة في هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إلا له، و لا أنزلها في سواه، و لا مدح بها غيره. معاشر الناس، هو ناصر دين الله، و المجادل عن الله ، و هو التقي النقي الهادي المهدي، نبيكم خير نبي، و وصيكم خير وصي، و بنوه خير الأوصياء.
معاشر الناس، ذرية كل نبي من صلبه، و ذريتي من صلب علي. معاشر الناس، إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه، فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم، فإن آدم (عليه السلام) اهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة، و هو صفوة الله تعالى، فكيف أنتم إن زللتم و أنتم عباد الله! ما يبغض عليا إلا شقي، و لا يتولى عليا إلا تقي، و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، في علي و الله أنزلت سورة العصر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ .
معاشر الناس، قد أشهدت الله و بلغتكم الرسالة، وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ . معاشر الناس، اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . معاشر الناس، آمنوا بالله و رسوله و النور الذي انزل معه مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها .
معاشر الناس، النور من الله عز و جل في، ثم مسلوك في علي، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله و بحق كل مؤمن، لأن الله عز و جل قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين من جميع العالمين.
معاشر الناس، إني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أ فإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين الصابرين ألا إن عليا الموصوف بالصبر و الشكر ثم من بعده ولدي من صلبه.
معاشر الناس، لا تمنوا علي بإسلامكم فيسخط الله عليكم، فيصيبكم بعذاب من عنده، إن ربك لبالمرصاد.
معاشر الناس، سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار، و يوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس، إن الله و أنا بريئان منهم.
معاشر الناس، إنهم و أنصارهم و أشياعهم و أتباعهم في الدرك الأسفل من النار، و لبئس مثوى المتكبرين .
معاشر الناس، إني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة، و قد بلغت ما بلغت حجة على كل حاضر و غائب، و على كل أحد ممن شهد أو لم يشهد، و ولد أو لم يولد، فليبلغ الحاضر الغائب، و الوالد الولد إلى يوم القيامة، و سيجعلونها ملكا و اغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين و المغتصبين، و عندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران .
معاشر الناس، إن الله عز و جل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، و ما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس، إنه ما من قرية إلا و الله مهلكها بتكذيبها، و كذلك يهلك القرى و هي ظالمة كما ذكر الله عز و جل، و هذا إمامكم و وليكم و هو مواعد الله و الله يصدق وعده. ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: البرهان في تفسير القرآن
نويسنده: بحرانى، سيد هاشم بن سليمان ، تاريخ وفات مؤلف: 1107 ق
محقق / مصحح: قسم الدراسات الإسلامية مؤسسة البعثة
موضوع: تفسير
زبان: عربى
تعداد جلد: 5
ناشر: مؤسسه بعثه
مكان چاپ: قم
سال چاپ: 1374 ش
نوبت چاپ: اول
ج، الإحتجاج حَدَّثَنِي السَّيِّدُ الْعَالِمُ الْعَابِدُ أَبُو جَعْفَرٍ مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي حَرْبٍ الْحُسَيْنِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الشَّيْخِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ السَّعِيدُ الْوَالِدُ أَبُو جَعْفَرٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ قَالَ أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ السُّورِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ مِنْ وُلْدِ الْأَفْطَسِ وَ كَانَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهَمَدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ وَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ جَمِيعاً عَنْ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنَ الْمَدِينَةِ وَ قَدْ بَلَّغَ جَمِيعَ الشَّرَائِعِ قَوْمَهُ غَيْرَ الْحَجِّ وَ الْوَلَايَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي لَمْ أَقْبَضْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِي وَ لَا رَسُولًا مِنْ رُسُلِي إِلَّا بَعْدَ إِكْمَالِ دِينِي وَ تَأْكِيدِ حُجَّتِي وَ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ فَرِيضَتَانِ مِمَّا يَحْتَاجُ أَنْ تُبَلِّغَهُمَا قَوْمَكَ فَرِيضَةُ الْحَجِّ وَ فَرِيضَةُ الْوَلَايَةِ وَ الْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنِّي لَمْ أُخْلِ أَرْضِي مِنْ حُجَّةٍ وَ لَنْ أُخْلِيَهَا أَبَداً فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَأْمُرُكَ أَنْ تُبَلِّغَ قَوْمَكَ الْحَجَ وَ تَحُجَّ وَ يَحُجَّ مَعَكَ كُلُّ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا مِنْ أَهْلِ الْحَضَرِ وَ الْأَطْرَافِ وَ الْأَعْرَابِ وَ تُعَلِّمَهُمْ مِنْ حَجِّهِمْ مِثْلَ مَا عَلَّمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَ زَكَاتِهِمْ وَ صِيَامِهِمْ وَ تُوقِفَهُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مِثَالِ الَّذِي أَوْقَفْتَهُمْ عَلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ مَا بَلَّغْتَهُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ص فِي النَّاسِ أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يُرِيدُ الْحَجَّ وَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي عَلَّمَكُمْ مِنْ شَرَائِعِ دِينِكُمْ وَ يُوقِفَكُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مِثْلِ الَّذِي أَوْقَفَكُمْ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ خَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ وَ أَصْغَوْا إِلَيْهِ لِيَنْظُرُوا مَا يَصْنَعُ فَيَصْنَعُوا مِثْلَهُ فَحَجَّ بِهِمْ وَ بَلَغَ مَنْ حَجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ أَهْلِ الْأَطْرَافِ وَ الْأَعْرَابِ سَبْعِينَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ يَزِيدُونَ عَلَى نَحْوِ عَدَدِ أَصْحَابِ مُوسَى ع السَّبْعِينَ أَلْفاً الَّذِينَ أَخَذَ عَلَيْهِمْ بَيْعَةَ هَارُونَ ع فَنَكَثُوا وَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ وَ السَّامِرِيَّ وَ كَذَلِكَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْبَيْعَةَ لِعَلِيٍّ ع بِالْخِلَافَةِ عَلَى نَحْوِ عَدَدِ أَصْحَابِ مُوسَى فَنَكَثُوا الْبَيْعَةَ وَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ وَ السَّامِرِيَّ سُنَّةً بِسُنَّةٍ وَ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَ اتَّصَلَتِ التَّلْبِيَةُ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَلَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْمَوْقِفِ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنَّهُ قَدْ دَنَا أَجَلُكَ وَ مُدَّتُكَ وَ أَنَا مُسْتَقْدِمُكَ عَلَى مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ لَا عَنْهُ مَحِيصٌ فَاعْهَدْ عَهْدَكَ وَ قَدِّمْ وَصِيَّتَكَ وَ اعْمِدْ إِلَى مَا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ مِيرَاثِ عُلُومِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ وَ السِّلَاحِ وَ التَّابُوتِ وَ جَمِيعِ مَا عِنْدَكَ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ فَسَلِّمْهَا إِلَى وَصِيِّكَ وَ خَلِيفَتِكَ مِنْ بَعْدِكَ حُجَّتِي الْبَالِغَةِ عَلَى خَلْقِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَقِمْهُ لِلنَّاسِ عَلَماً وَ جَدِّدْ عَهْدَهُ وَ مِيثَاقَهُ وَ بَيْعَتَهُ وَ ذَكِّرْهُمْ مَا أَخَذْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْعَتِي وَ مِيثَاقِي الَّذِي وَاثَقْتَهُمْ بِهِ وَ عَهْدِي الَّتِي عَاهَدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ وَلَايَةِ وَلِيِّي وَ مَوْلَاهُمْ وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنِّي لَمْ أَقْبَضْ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا بَعْدَ إِكْمَالِ دِينِي وَ إِتْمَامِ نِعْمَتِي بِوَلَايَةِ أَوْلِيَائِي وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِي وَ ذَلِكَ كَمَالُ تَوْحِيدِي وَ دِينِي وَ إِتْمَامُ نِعْمَتِي عَلَى خَلْقِي بِاتِّبَاعِ وَلِيِّي وَ طَاعَتِهِ وَ ذَلِكَ أَنِّي لَا أَتْرُكُ أَرْضِي بِغَيْرِ قَيِّمٍ لِيَكُونَ حُجَّةً لِي عَلَى خَلْقِي فَالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً بِوَلِيِّي وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيٍّ عَبْدِي وَ وَصِيِّ نَبِيِّي وَ الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةِ عَلَى خَلْقِي مَقْرُونٍ طَاعَتُهُ بِطَاعَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّي وَ مَقْرُونٍ طَاعَتُهُ مَعَ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ بِطَاعَتِي مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِي جَعَلْتُهُ عَلَماً بَيْنِي وَ بَيْنَ خَلْقِي مَنْ عَرَفَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ أَنْكَرَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ أَشْرَكَ بَيْعَتَهُ كَانَ مُشْرِكاً وَ مَنْ لَقِيَنِي بِوَلَايَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ لَقِيَنِي بِعَدَاوَتِهِ دَخَلَ النَّارَ فَأَقِمْ يَا مُحَمَّدُ عَلِيّاً عَلَماً وَ خُذْ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ وَ جَدِّدْ عَهْدِي وَ مِيثَاقِي لَهُمُ الَّذِي وَاثَقْتَهُمْ عَلَيْهِ فَإِنِّي قَابِضُكَ إِلَيَّ وَ مُسْتَقْدِمُكَ عَلَيَّ فَخَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَوْمَهُ وَ أَهْلَ النِّفَاقِ وَ الشِّقَاقِ أَنْ يَتَفَرَّقُوا وَ يَرْجِعُوا إِلَى جَاهِلِيَّةٍ لِمَا عَرَفَ مِنْ عَدَاوَتِهِمْ وَ لِمَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ أَنْفُسُهُمْ لِعَلِيٍّ ع مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ وَ سَأَلَ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ الْعِصْمَةَ مِنَ النَّاسِ وَ انْتَظَرَ أَنْ يَأْتِيَهُ جَبْرَئِيلُ ع بِالْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ فَأَخَّرَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَسْجِدَ الْخَيْفِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ع فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَأَمَرَهُ بِأَنْ يَعْهَدَ عَهْدَهُ وَ يُقِيمَ عَلِيّاً عَلَماً لِلنَّاسِ وَ لَمْ يَأْتِهِ بِالْعِصْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالَّذِي أَرَادَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَأَمَرَهُ بِالَّذِي أَتَاهُ فِيهِ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَ لَمْ يَأْتِهِ بِالْعِصْمَةِ فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ إِنِّي أَخْشَى قَوْمِي أَنْ يُكَذِّبُونِي وَ لَا يَقْبَلُوا قَوْلِي فِي عَلِيٍّ فَرَحَلَ فَلَمَّا بَلَغَ غَدِيرَ خُمٍّ قَبْلَ الْجُحْفَةِ بِثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عَلَى خَمْسِ سَاعَاتٍ مَضَتْ مِنَ النَّهَارِ بِالزَّجْرِ وَ الِانْتِهَارِ وَ الْعِصْمَةِ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فِي عَلِيٍ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وَ كَانَ أَوَائِلُهُمْ قَرِيباً مِنَ الْجُحْفَةِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرُدَّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَ يَحْبِسَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ لِيُقِيمَ عَلِيّاً عَلَماً لِلنَّاسِ وَ يُبَلِّغَهُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي عَلِيٍّ ع وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ عَصَمَهُ مِنَ النَّاسِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص عِنْدَ مَا جَاءَتِ الْعِصْمَةُ مُنَادِياً يُنَادِي فِي النَّاسِ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً وَ يَرُدُّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَ يَحْبِسُ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُمْ وَ تَنَحَّى عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ إِلَى جَنْبِ مَسْجِدِ الْغَدِيرِ أَمَرَهُ بِذَلِكَ جَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ اسْمُهُ وَ فِي الْمَوْضِعِ سَلَمَاتٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يُقَمَّ مَا تَحْتَهُنَّ وَ يُنْصَبَ لَهُ أَحْجَارٌ كَهَيْئَةِ الْمِنْبَرِ لِيُشْرِفَ عَلَى النَّاسِ فَتَرَاجَعَ النَّاسُ وَ احْتُبِسَ أَوَاخِرُهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ لَا يَزَالُونَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَوْقَ تِلْكَ الْأَحْجَارِ ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ: فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي تَوَحُّدِهِ وَ دَنَا فِي تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وَ عَظُمَ فِي أَرْكَانِهِ وَ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَ هُوَ فِي مَكَانِهِ ... أُقِرُّ لَهُ عَلَى نَفْسِي بِالْعُبُودِيَّةِ وَ أُشْهِدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ أُؤَدِّي مَا أَوْحَى إِلَيَّ حَذَراً مِنْ أَنْ لَا أَفْعَلَ فَتَحِلَّ بِي مِنْهُ قَارِعَةٌ لَا يَدْفَعُهَا عَنِّي أَحَدٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لِأَنَّهُ قَدْ أَعْلَمَنِي أَنِّي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أَنْزَلَ إِلَيَّ فَمَا بَلَّغْتُ رِسَالَتَهُ وَ قَدْ ضَمِنَ لِي تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْعِصْمَةَ وَ هُوَ اللَّهُ الْكَافِي الْكَرِيمُ فَأَوْحَى إِلَيَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا قَصَّرْتُ فِي تَبْلِيغِ مَا أَنْزَلَهُ إِلَيَّ وَ أَنَا مُبَيِّنٌ لَكُمْ سَبَبَ هَذِهِ الْآيَةِ إِنَّ جَبْرَئِيلَ هَبَطَ إِلَيَّ مِرَاراً ثَلَاثاً يَأْمُرُنِي عَنِ السَّلَامِ رَبِّي وَ هُوَ السَّلَامُ أَنْ أَقُومَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَ أَسْوَدَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي وَ الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِي الَّذِي مَحَلُّهُ مِنِّي مَحَلُّ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ هُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَيَّ بِذَلِكَ آيَةً مِنْ كِتَابِهِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ آتَى الزَّكَاةَ وَ هُوَ رَاكِعٌ يُرِيدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كُلِّ حَالٍ وَ سَأَلْتُ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَسْتَعْفِيَ لِي عَنْ تَبْلِيغِ ذَلِكَ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ لِعِلْمِي بِقِلَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَثْرَةِ الْمُنَافِقِينَ وَ أَدْغَالِ الْآثِمِينَ وَ خَتْلِ الْمُسْتَهْزِءِينَ بِالْإِسْلَامِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ يَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَ كَثْرَةِ أَذَاهُمْ لِي غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى سَمَّوْنِي أُذُناً وَ زَعَمُوا أَنِّي كَذَلِكَ لِكَثْرَةِ مُلَازَمَتِهِ إِيَّايَ وَ إِقْبَالِي عَلَيْهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي ذَلِكَ وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنٌ عَلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ الْآيَةَ وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْقَائِلِينَ بِذَلِكَ بِأَسْمَائِهِمْ لَسَمَّيْتُ وَ أَنْ أُومِئَ إِلَيْهِمْ بِأَعْيَانِهِمْ لَأَوْمَأْتُ وَ أَنْ أَدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلْتُ وَ لَكِنِّي وَ اللَّهِ فِي أُمُورِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ وَ كُلَّ ذَلِكَ لَا يَرْضَى اللَّهُ مِنِّي إِلَّا أَنْ أُبَلِّغَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيَ ثُمَّ تَلَا ص يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فِي عَلِيٍ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَاعْلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَ إِمَاماً مُفْتَرَضَةً طَاعَتُهُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ عَلَى التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَ عَلَى الْبَادِي وَ الْحَاضِرِ وَ عَلَى الْأَعْجَمِيِّ وَ الْعَرَبِيِّ وَ الْحُرِّ وَ الْمَمْلُوكِ وَ الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ وَ عَلَى الْأَبْيَضِ وَ الْأَسْوَدِ وَ عَلَى كُلِّ مُوَحِّدٍ مَاضٍ حُكْمُهُ جَائِزٌ قَوْلُهُ نَافِذٌ أَمْرُهُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ مَرْحُومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَ مَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ لِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَ أَطَاعَ لَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ آخِرُ مَقَامٍ أَقُومُهُ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ فَاسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ انْقَادُوا لِأَمْرِ رَبِّكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ وَلِيُّكُمْ وَ إِلَهُكُمْ ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولُكُمْ مُحَمَّدٌ وَلِيُّكُمْ وَ الْقَائِمُ الْمُخَاطِبُ لَكُمْ ثُمَّ مِنْ بَعْدِي عَلِيٌّ وَلِيُّكُمْ وَ إِمَامُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّكُمْ ثُمَ الْإِمَامَةُ فِي ذُرِّيَّتِي مِنْ وُلْدِهِ إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ وَ رَسُولَهُ لَا حَلَالَ إِلَّا مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَ لَا حَرَامَ إِلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَرَّفَنِيَ اللَّهُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ أَنَا أَفْضَيْتُ بِمَا عَلَّمَنِي رَبِّي مِنْ كِتَابِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ إِلَيْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إِلَّا وَ قَدْ أَحْصَاهُ اللَّهُ فِيَّ وَ كُلَّ عِلْمٍ عَلِمْتُهُ فَقَدْ أَحْصَيْتُهُ فِي إِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَ مَا مِنْ عِلْمٍ إِلَّا وَ قَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيّاً وَ هُوَ الْإِمَامُ الْمُبِينُ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَضِلُّوا عَنْهُ وَ لَا تَنْفِرُوا مِنْهُ وَ لَا تَسْتَنْكِفُوا مِنْ وَلَايَتِهِ فَهُوَ الَّذِي يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يُزْهِقُ الْبَاطِلَ وَ يَنْهَى عَنْهُ وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ثُمَّ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الَّذِي فَدَى رَسُولَ اللَّهِ ص بِنَفْسِهِ وَ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَا أَحَدَ يَعْبُدُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الرِّجَالِ غَيْرُهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللَّهُ وَ اقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللَّهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إِمَامٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ أَنْكَرَ وَلَايَتَهُ وَ لَنْ يَغْفِرَ لَهُ حَتْماً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ بِمَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ فِيهِ وَ أَنْ يُعَذِّبَهُ عَذَاباً نُكْراً أَبَدَ الْأَبَدِ وَ دَهْرَ الدُّهُورِ فَاحْذَرُوا أَنْ تُخَالِفُوا فَتَصِلُوا نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ أَيُّهَا النَّاسُ بِي وَ اللَّهِ بَشَّرَ الْأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ أَنَا خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْحُجَّةُ عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ فَمَنْ شَكَّ فِي ذَلِكَ فَهُوَ كَافِرٌ كُفْرَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَ مَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ قَوْلِي هَذَا فَقَدْ شَكَّ فِي الْكُلِّ مِنْهُ وَ الشَّاكُّ فِي ذَلِكَ فَلَهُ النَّارُ مَعَاشِرَ النَّاسِ حَبَانِيَ اللَّهُ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَيَّ وَ إِحْسَاناً مِنْهُ إِلَيَّ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ مِنِّي أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوا عَلِيّاً فَإِنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدِي مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى بِنَا أَنْزَلَ اللَّهُ الرِّزْقَ وَ بَقِيَ الْخَلْقُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ قَوْلِي هَذَا وَ لَمْ يُوَافِقْهُ إِلَّا أَنَّ جَبْرَئِيلَ خَبَّرَنِي عَنِ اللَّهِ تَعَالَى بِذَلِكَ وَ يَقُولُ مَنْ عَادَى عَلِيّاً وَ لَمْ يَتَوَلَّهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي وَ غَضَبِي فَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ أَنْ تُخَالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ جَنْبُ اللَّهِ الَّذِي نَزَلَ فِي كِتَابِهِ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ انْظُرُوا إِلَى مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لَا يُوَضِّحُ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إِلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعِدُهُ إِلَيَّ وَ شَائِلٌ بِعَضُدِهِ وَ مُعْلِمُكُمْ أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ مُوَالاتُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَهَا عَلَيَّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي هُمُ الثِّقْلُ الْأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنُ هُوَ الثِّقْلُ الْأَكْبَرُ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مُنْبِئٌ عَنْ صَاحِبِهِ وَ مُوَافِقٌ لَهُ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أَلَا إِنَّهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ حُكَمَاؤُهُ فِي أَرْضِهِ أَلَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ أَلَا وَ قَدْ بَلَّغْتُ أَلَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ أَلَا وَ قَدْ أَوْضَحْتُ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ أَنَا قُلْتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَا إِنَّهُ لَيْسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أَخِي هَذَا وَ لَا تَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدِي لِأَحَدٍ غَيْرِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وَ كَانَ مُنْذُ أَوَّلِ مَا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص دَرَجَةً دُونَ مَقَامِهِ فَبَسَطَ يَدَهُ نَحْوَ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ شَالَ عَلِيّاً حَتَّى صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَاعِي عِلْمِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي وَ عَلَى تَفْسِيرِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الدَّاعِي إِلَيْهِ وَ الْعَامِلُ بِمَا يَرْضَاهُ وَ الْمُحَارِبُ لِأَعْدَائِهِ وَ الْمُوَالِي عَلَى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْإِمَامُ الْهَادِي وَ قَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ أَقُولُ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ بِأَمْرِ رَبِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ الْعَنْ مَنْ أَنْكَرَهُ وَ اغْضَبْ عَلَى مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ عَلَيَّ أَنَّ الْإِمَامَةَ لِعَلِيٍ وَلِيِّكَ عِنْدَ تِبْيَانِي ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ نَصْبِي إِيَّاهُ بِمَا أَكْمَلْتَ لِعِبَادِكَ مِنْ دِينِهِمْ وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ وَ رَضِيتَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَقُلْتَ وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّمَا أَكْمَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دِينَكُمْ بِإِمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَنْصَرُكُمْ لِي وَ أَحَقُّكُمْ بِي وَ أَقْرَبُكُمْ إِلَيَّ وَ أَعَزُّكُمْ عَلَيَّ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَا عَنْهُ رَاضِيَانِ وَ مَا نَزَلَتْ آيَةُ رِضًى إِلَّا فِيهِ وَ مَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا بَدَأَ بِهِ وَ لَا نَزَلَتْ آيَةُ مَدْحٍ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِيهِ وَ لَا شَهِدَ اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فِي هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إِلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فِي سِوَاهُ وَ لَا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ نَاصِرُ دِينِ اللَّهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ وَ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ نَبِيُّكُمْ خَيْرُ نَبِيٍّ وَ وَصِيُّكُمْ خَيْرُ وَصِيٍّ وَ بَنُوهُ خَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ إِبْلِيسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فَإِنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ بِخَطِيئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَيْفَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ مِنْكُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَلَا إِنَّهُ لَا يُبْغِضُ عَلِيّاً إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يَتَوَالَى عَلِيّاً إِلَّا تَقِيٌّ وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ فِي عَلِيٍّ وَ اللَّهِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِلَى آخِرِهَا مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدْ أَشْهَدْتُ اللَّهَ وَ بَلَّغَتْكُمْ رِسَالَتِي وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِيَّ مَسْلُوكٌ ثُمَّ فِي عَلِيٍّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَنَا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى الْمُقَصِّرِينَ وَ الْمُعَانِدِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ الْآثِمِينَ وَ الظَّالِمِينَ وَ الْغَاصِبِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ% مَعَاشِرَ النَّاسِ أُنْذِرُكُمْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِيَ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ أَلَا وَ إِنَّ عَلِيّاً هُوَ الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ إِسْلَامَكُمْ فَيَسْخَطَ عَلَيْكُمْ فَيُصِيبَكُمْ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَبِالْمِرْصادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُم ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: بحار الأنوار( ط- بيروت)
نويسنده: مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى ، تاريخ وفات مؤلف: 1110 ق
محقق / مصحح: جمعى از محققان
موضوع: جوامع روايى
زبان: عربى
تعداد جلد: 111
ناشر: دار إحياء التراث العربي
مكان چاپ: بيروت
سال چاپ: 1403 ق
نوبت چاپ: دوم
في كتاب الاحتجاج على عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حديث طويل و فيه يقول عليه السلام معاشر الناس سيكون من بعدي أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ معاشر الناس ان الله و انا بريئان منهم، معاشر الناس انهم و أنصارهم و أشياعهم و اتباعهم في الدرك
معرفی کتاب:
نام كتاب: تفسير نور الثقلين
نويسنده: العروسى الحويزى، عبد على بن جمعة ، تاريخ وفات مؤلف: 1112 ق
محقق / مصحح: رسولى محلاتى، هاشم
موضوع: تفسير
زبان: عربى
تعداد جلد: 5
ناشر: اسماعيليان
مكان چاپ: قم
سال چاپ: 1415 ق
نوبت چاپ: چهارم
و في كتاب الاحتجاج ، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- حديث طويل، و فيه يقول- عليه السّلام-: معاشر النّاس، سيكون من بعدي أئمّة يدعون إلى النّار و يوم القيامة لا ينصرون. معاشر النّاس، إنّ اللّه و أنا بريئان منهم. معاشر النّاس، إنّهم و أنصارهم و أشياعهم و أتباعهم في الدّرك الأسفل من النّار و لبئس مثوى المتكبّرين.
معرفی کتاب:
نام كتاب: تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب
نويسنده: قمي مشهدي، محمد بن محمدرضا ، تاريخ وفات مؤلف: 1125
محقق / مصحح: درگاهى، حسين
موضوع: تفسير
زبان: عربى
تعداد جلد: 14
ناشر: وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامى، سازمان چاپ و انتشارات
مكان چاپ: تهران
سال چاپ: 1368 ش
نوبت چاپ: اول
و في كتاب الاحتجاج [للطّبرسيّ- رحمه اللّه- بإسناده إلى محمّد بن عليّ الباقر-] عليه السّلام- أنّه قال: حجّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- من المدينة، و قد بلّغ جميع الشّرائع قومه غير الحجّ و الولاية. فأتاه جبرئيل- عليه السّلام- فقال له: يا محمّد، إنّ اللّه- عزّ و جلّ- يقرئك السّلام و يقول لك: إنّي لم أقبض نبيّا من أنبيائي و لا رسولا من رسلي، إلّا بعد إكمال ديني و تأكيد حجّتي، و قد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا يحتاج أن تبلّغهما قومك: فريضة الحجّ و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك. فإنّي لم أخل أرضي من حجّة و لن أخليها أبدا. فإنّ اللّه يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ، تحجّ و يحجّ معك كلّ من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب، و تعلّمهم من معالم حجتهم مثل ما علّمتهم من صلاتهم و زكاتهم و صيامهم، و توقفهم من ذلك على مثال الّذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشّرائع.
فنادى منادي رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في النّاس: ألا إنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يريد الحجّ، و أن يعلّمكم من ذلك مثل الّذي علّمكم من شرائع دينكم، و يوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره. فخرج [رسول اللّه] - صلّى اللّه عليه و آله- و خرج معه النّاس، و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحجّ بهم. و بلغ من حجّ مع رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب، سبعين ألف إنسان أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى- عليه السّلام- السّبعين ألف الّذين أخذ عليهم بيعة هارون- عليه السّلام- فنكثوا و اتّبعوا العجل و السّامريّ. و كذلك [أخذ] رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- البيعة لعليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- بالخلافة على عدد أصحاب موسى- عليه السّلام- فنكثوا البيعة و اتّبعوا العجل [السّامريّ] سنّة بسنّة، و مثلا بمثل. و اتّصلت التّلبية ما بين مكّة و المدينة.
فلمّا وقف بالموقف أتاه جبرئيل- عليه السّلام- عن اللّه- تعالى- فقال:
يا محمّد إنّ اللّه- عزّ و جلّ- يقرئك السّلام، و يقول لك: إنّه قد دنا أجلك و مدّتك و أنا مستقدمك على ما لا بدّ منه و لا عنه محيص. فاعهد عهدك، و قدّم وصيّتك، و اعمد إلى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك و السّلاح و التّابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء- عليهم السّلام- فسلّمها إلى وصيّك و خليفتك من بعدك حجّتي البالغة على خلقي عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-. فأقمه للنّاس علما. و جدّد عهده و ميثاقه و بيعته. و ذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الّذي واثقتهم به و عهدي الّذي
عهدت إليهم من ولاية وليّي و مولاهم و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-. فإنّي لم أقبض نبيّا من الأنبياء، إلّا من بعد إكمال ديني و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي. و ذلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي، باتّباع وليّي و طاعته. و ذلك أنّي لا أترك أرضي بغير [وليّ و لا] قيّم، ليكون حجّة لي على خلقي. ف الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (الآية) بولاية وليّي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة. عليّ عبدي، و وصي نّبييّ، و الخليفة من بعده، و حجّتي البالغة على خلقي مقرون طاعته بطاعة محمّد نبيّي و مقرون طاعته مع طاعة محمّد بطاعتي. من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني. جعلته علما بيني و بين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، و من أنكره كان كافرا، و من أشرك ببيعته كان مشركا، و من لقيني بولايته دخل الجنّة، و من لقيني بعداوته دخل النّار. فأقم يا محمّد عليّا علما، و خذ عليهم البيعة، و جدد عليهم عهدي و ميثاقي لهم الّذي واثقتهم عليه. فإنّي قابضك إليّ و مستقدمك عليّ.
فخشي رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- قومه و أهل النّفاق و الشّقاق، أن يتفرّقوا و يرجعوا جاهليّة لما عرف من عداوتهم و لما تنطوي عليه أنفسهم لعليّ- عليه السّلام- من العداوة و البغضاء . و سأل جبرئيل- عليه السّلام- أن يسأل ربّه العصمة من النّاس، و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من النّاس عن اللّه- جلّ اسمه- فأخّر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف. فأتاه جبرئيل- عليه السّلام- في مسجد الخيف. فأمره أن يعهد عهده، و يقيم عليّا [علما] للنّاس [يهتدون به.] و لم يأته بالعصمة من اللّه- جلّ جلاله- بالذي أراد، حتّى بلغ كراع الغميم بين مكّة و المدينة. فأتاه جبرئيل- عليه
السلام- و أمره بالّذي أتاه به من قبل اللّه ، و لم يأته بالعصمة.
فقال: يا جبرئيل، إنّي أخشى قومي أن يكذّبوني، و لا يقبلوا قولي في علي .
فرحل، فلمّا بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبريل- عليه السّلام- على خمس ساعات مضت من النّهار بالزّجر و الانتهار و العصمة من الناس.
فقال: يا محمّد، إنّ اللّه- عزّ و جلّ- يقرئك السّلام، و يقول لك: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في عليّ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
و كان أوائلهم قريب من الجحفة. فأمر بأن يردّ من تقدّم منهم، و يحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان، ليقيم عليا للنّاس ، و يبلّغهم ما أنزل اللّه- تعالى- في عليّ- عليه السّلام- و أخبره بأنّ اللّه- عزّ و جلّ- قد عصمه من النّاس.
فأمر رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- عند ما جاءته العصمة مناديا ينادي في النّاس بالصّلاة جامعة، و يرد من تقدّم منهم، و يحبس من تأخّر. فتنحّى عن يمين الطّريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرئيل- عليه السّلام- عن اللّه- عزّ و جلّ- و [كان] في الموضع سلمات، فأمر رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أن يقمّ ما تحتهنّ و ينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على النّاس. فتراجع النّاس، و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون.
فقام رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فوق تلك الأحجار. ثمّ حمد اللّه- تعالى- و أثنى عليه. فقال: الحمد للّه الّذي علا في توحّده، و دنا في تفرّده، و جلّ في سلطانه،
و يحيي، و يفقر و يغني، و يضحك و يبكي [و يدني و يقصي] و يمنع و يؤتي. له الملك و له الحمد، بيده الخير، و هو على كلّ شيء قدير. يولج اللّيل في النّهار، و يولج النّهار في اللّيل. لا إله إلّا هو العزيز الغفّار. مجيب الدّعاء ، و مجزل العطاء. محصي الأنفاس، و ربّ الجنّة و النّاس. لا يشتكل عليه شيء، و لا يضجره صراخ المستصرخين، و لا يبرمه إلحاح الملحّين. العاصم للصّالحين، و الموفّق للمفلحين، و مولى العالمين. الّذي استحقّ من كلّ [من] خلق أن يشكره و يحمده.
[أحمده] على السّرّاء و الضّرّاء و الشّدّة و الرّخاء. و أؤمن به و بملائكته و كتبه و رسله. أسمع أمره. و أطيع و أبادر إلى كلّ ما يرضاه، و أستسلم لقضائه رغبة في طاعته و خوفا من عقوبته لأنّه اللّه الّذي لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره. [و] أقرّ له على نفسي بالعبوديّة، و أشهد له بالرّبوبيّة. و أؤدّي ما أوحي إليّ، حذرا من أن أفعل فتحلّ بي منه قارعة، لا يدفعها عنّي أحد و إن عظمت حيلته. لا إله إلّا هو، لأنّه قد أعلمني أنّي إن لم أبلّغ ما أنزل إليّ فما بلّغت رسالته. و قد ضمن لي- تبارك و تعالى- العصمة. و هو [اللّه] الكافي الكريم. فأوحى إليّ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
معاشر النّاس، ما قصّرت في تبليغ ما أنزل اللّه- تعالى- إلي . و أنا مبيّن لكم سبب نزول هذه الآية: إنّ جبرئيل- عليه السّلام- هبط إليّ مرارا ثلاثا يأمرني عن السّلام ربّي و هو السّلام، أن أقوم في هذا المشهد، فأعلم كلّ أبيض و أسود، أنّ عليّ بن أبي طالب أخي و وصيّي و خليفتي و الإمام من بعدي، الّذي محلّه منّي محلّ هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، و هو وليّكم بعد اللّه و رسوله. و قد أنزل اللّه- تبارك و تعالى- و عظم في أركانه، و أحاط بكلّ شيء علما و هو في مكانه، و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه، مجيدا لم يزل محمودا، لا يزال بارئ المسموكات، و داحي المدحوّات، و جبّار الأرضين و السّموات. سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الرّوح. متفضّل على جميع من برأه، متطوّل على من أنشأه. يلحظ كلّ عين، و العيون لا تراه. كريم حليم ذو أناة. قد وسع كلّ شيء برحمته ، و منّ عليهم بنعمته. لا يعجل بانتقامه، و لا يبادر إليهم بما استحقّوا من عذابه. قد فهم السّرائر، و علم الضّمائر، و لم تخف عليه المكنونات، و لا اشتبهت عليه الخفيّات. له الإحاطة بكلّ شيء، و الغلبة على كلّ شيء، و القوّة في كلّ شيء، و القدرة على كلّ شيء. ليس مثله شيء، و هو منشئ الشيء حين لا شيء. دائم قائم بالقسط، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم. جلّ عن أن تدركه الأبصار، و هو يدرك الأبصار، و هو اللّطيف الخبير. لا يلحق أحد وصفه من معاينة، و لا يجد أحد كيف هو من سرّ و علانية إلّا بما دلّ- عزّ و جلّ- على نفسه.
و أشهد أنّه اللّه الّذي ملأ الدّهر قدسه، و الّذي يغشى الأبد نوره، و الّذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك في تقدير و لا تفاوت في تدبير. صوّر ما أبدع على غير مثال، و خلق ما خلق بلا معونة من أحد و لا تكلّف و لا احتيال. أنشأها فكانت، و برأها فبانت. فهو اللّه الّذي لا إله إلّا هو، المتقن الصّنعة، الحسن الصّنيعة، العدل الّذي لا يجور، و الأكرم الّذي ترجع إليه الأمور.
و أشهد أنّه الّذي تواضع كلّ شيء لقدرته، و خضع كلّ شيء لهيبته. مالك الأملاك ، و مفلك الأفلاك، و مسخّر الشّمس و القمر كلّ يجري لأجل مسمّى. يكوّر اللّيل على النّهار و يكوّر النّهار على اللّيل، يطلبه حثيثا. قاصم كلّ جبّار عنيد، و مهلك كلّ شيطان مريد. لم يكن معه ضدّ و لا ندّ. أحد صمد، لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد. إله واحد، و ربّ ماجد. يشاء فيمضي، و يريد فيقضي، و يعلم فيحصي، و يميت عليّ بذلك آية من كتابه : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و عليّ بن أبي طالب أقام الصّلاة و آتى الزّكاة و هو راكع، يريد اللّه- عزّ و جلّ- في كلّ حال.
و سألت جبرئيل- عليه السّلام- أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم- أيّها النّاس- لعلمي بقلّة المتّقين، و كثرة المنافقين، و إدغال الآثمين، و ختل المستهزئين بالإسلام. الّذين وصفهم اللَّه في كتابه، بأنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم و يحسبونه هيّنا و هو عند اللّه عظيم. و كثرة أذاهم لي في غير مرّة حتّى سمّوني: أذنا.
و زعموا أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي و إقبالي عليه، حتّى أنزل اللّه- عزّ و جلّ- في ذلك قرآنا : وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ على الّذين يزعمون أنّه أذن خَيْرٌ لَكُمْ. (الآية) و لو شئت أن أسمّي بأسمائهم لسمّيت، و أن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت، و أن أدلّ عليهم لدللت. و لكنّي- و اللّه- في أمورهم قد تكرّمت. و كلّ ذلك لا يرضى اللّه منّي إلّا أن أبلغ ما أنزل إليّ. ثمّ تلا- عليه السّلام-: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- في علي- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
فاعلموا معاشر النّاس، أنّ اللّه قد نصّبه لكم وليّا و إماما. مفترضا طاعته، على المهاجرين و الأنصار، و على التّابعين لهم بإحسان، و على البادي و الحاضر، و على الأعجميّ و العربيّ و الحر و المملوك و الصّغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كلّ موحّد ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره. ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه. و من صدّقه فقد غفر اللّه له و لمن سمع منه و أطاع له.
معاشر النّاس، إنّه آخر مقام أقومه في هذا المشهد. فاسمعوا و أطيعوا، و انقادوا لأمر ربّكم. فإنّ اللّه- عزّ و جلّ- هو ربّكم و وليّكم و إلهكم، ثمّ من دونه محمّد وليكم القائم المخاطب لكم، ثمّ من بعدي عليّ وليّكم و إمامكم بأمر اللّه ربّكم، ثم الإمامة في ذريّتي من ولده إلى يوم [القيامة، يوم] تلقون اللّه و رسوله. لا حلال إلّا ما أحلّه اللّه، و لا حرام إلّا ما حرّمه اللّه. عرّفني الحلال و الحرام، و أنا أمضيت بما علّمني ربّي من كتابه و حلاله و حرامه إليه.
معاشر النّاس، ما من علم إلّا و قد أحصاه اللّه فيّ، و كلّ علم علمته فقد أحصيته في علي إمام المتّقين. ما من علم، إلّا [و قد] علّمته عليّا. و هو الإمام المبين.
معاشر النّاس، لا تضلّوا عنه، و لا تنفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته. فهو الّذي يهدي إلى الحقّ و يعمل به، و يزهق الباطل و ينهى عنه، و لا تأخذه في اللّه لومة لائم. ثمّ أنّه أوّل من آمن باللّه و رسوله، و [هو] الذي فدى رسول اللّه بنفسه، و [هو] الّذي كان مع رسول اللّه و لا أحد يعبد اللّه مع رسوله من الرّجال غيره.
معاشر النّاس، فضّلوه فقد فضّله اللّه، و اقبلوه فقد نصّبه اللّه.
معاشر النّاس، إنّه إمام من اللّه. و لن يتوب اللّه على أحد أنكر ولايته، و لن يغفر اللّه له حتما، على اللّه أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، و أن يعذبه عذابا نكرا أبد الآباد و دهر الدّهور «فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة اعدّت للكافرين». أيّها النّاس، بي- و اللّه- بشّر الأوّلون من النّبيّين و المرسلين. و أنا خاتم الأنبياء و المرسلين، و الحجّة على جميع المخلوقين من أهل السّماوات و الأرضين. فمن شكّ في ذلك فهو كافر، كفر الجاهليّة الأولى. و من شكّ في شيء من قولي هذا فقد شك في الكلّ منه، و الشّاكّ في الكلّ فله النّار.
[معاشر النّاس، حباني اللّه بهذه الفضيلة منّا منه عليّ، و إحسانا منه إليّ. و لا إله إلّا هو له الحمد منّي أبد الآبدين و دهر الدّاهرين على كلّ حال.] .
معاشر النّاس، فضّلوا عليّا، فإنّه أفضل النّاس بعدي من ذكر و أنثى، بنا أنزل اللّه الرّزق و بقي الخلق، ملعون ملعون، مغضوب مغضوب من ردّ قولي هذا و لم يوافقه. ألا إنّ جبرئيل خبّرني عن اللّه- تعالى- بذلك و يقول: من عادى عليّا و لم يتولّه، فعليه لعنتي و غضبي وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ و اتّقوا اللّه أن تخالفوه، فتزلّ قدم بعد ثبوتها، إنّ اللّه خبير بما تعلمون.
معاشر النّاس، إنّه جنب اللّه الّذي نزل في كتابه [فقال تعالى : أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ] يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ.. معاشر النّاس، تدبّروا القرآن، و افهموا آياته، و انظروا إلى محكماته، و لا تتّبعوا متشابهه. فو اللّه لن يبيّن لكم زواجره و لا يوضّح لكم تفسيره، إلّا الّذي أنا آخذ بيده و مصعده إليّ و شائل بعضده و معلمكم: ألا من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه. و هو عليّ بن أبي طالب أخي و وصيّي. و موالاته من اللّه- عزّ و جلّ- أنزلها عليّ.
معاشر النّاس، إنّ عليّا و الطّيّبين من ولدي هم الثّقل الأصغر، و القرآن هو الثّقل الأكبر: فكلّ واحد منبئ عن صاحبه و موافق له. لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. هم أمناء اللّه في خلقه، و حكّامه في أرضه. [ألا و قد أدّيت، ألا و قد بلّغت،] ألا و قد أسمعت، ألا و قد أوضحت، ألا و إنّ اللّه- عزّ و جلّ- قال و أنا قلت عن اللّه- عزّ و جلّ- ألا إنّه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، و لا تحلّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثمّ ضرب بيده إلى عضده، فرفعه. و كان منذ أوّل ما صعد رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- مثال عليّا حتّى صارت رجله مع ركبة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
ثمّ قال: معاشر النّاس، هذا عليّ أخي و وصيّي و واعي علمي، و خليفتي على أمّتي و على تفسير كتاب اللّه- عزّ و جلّ- و الدّاعي إليه، و العامل بما يرضاه، و المحارب لأعدائه، و الموالي على طاعته، و النّاهي عن معصيته. خليفة رسول اللّه، و أمير المؤمنين، و الإمام الهادي، و قاتل النّاكثين و القاسطين و المارقين بأمر اللّه. أقول: ما يبدّل القول لديّ [بأمر اللّه ربّي. أقول: اللّهمّ، وال من والاه، و عاد من عاداه، و العن من أنكره، و اغضب] على من جحد حقّه. اللّهمّ، إنّك أنزلت عليّ أنّ الإمامة [بعدي] لعليّ وليّك، عند تبياني ذلك و نصبي إيّاه، بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم نعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا، فقلت : وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ. اللّهمّ إنّي أشهدك [و كفى بك شهيدا] أنّي قد بلّغت.
معاشر النّاس، إنّما أكمل اللّه- عزّ و جلّ- دينكم بإمامته. فمن لم يأتمّ به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على اللّه- عزّ و جلّ- فأولئك الّذين حبطت أعمالهم و في النّار هم [فيها] خالدون لا يخفّف اللّه عنهم العذاب و لا هم ينظرون.
معاشر النّاس، هذا عليّ أنصركم لي، و أحقّكم بي، و أقربكم إليّ، و أعزّكم عليّ. و اللّه- عزّ و جلّ- و أنا عنه راضيان. و ما نزلت آية رضى إلّا فيه، و ما خاطب اللّه الّذين آمنوا إلّا بدأ به، و لا نزلت آية مدح في القرآن إلّا فيه. و لا شهد اللّه بالجنّة في هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ. إلّا له، و لا أنزلها في سواه [، و لا مدح بها غيره.
معاشر النّاس، هو ناصر دين اللّه، و المجادل عن رسول اللّه، و هو التّقي النّقي الهادي المهديّ] نبيّكم خير نبيّ، و وصيّكم خير وصيّ، و بنوه خير الأوصياء.
معاشر النّاس، ذرّيّة كلّ نبيّ من صلبه، و ذرّيّتي من صلب عليّ.
معاشر النّاس، إنّ إبليس أخرج آدم من الجنّة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزلّ أقدامكم. فإنّ آدم- عليه السّلام- أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة اللّه- عزّ و جلّ- فكيف بكم و أنتم أنتم؟ و منكم أعداء اللّه. ألا إنّه لا يبعض عليّا إلّا شقي، و لا يتولّى عليّا إلّا نقيّ، و لا يؤمن به إلّا مؤمن مخلص. و في عليّ- و اللّه- أنزلت سورة العصر: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَ الْعَصْرِ إلى آخره.
معاشر النّاس، قد استشهدت اللّه و بلّغتكم رسالتي وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ..
معاشر النّاس، اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ..
معاشر النّاس، «آمنوا باللّه و رسوله و النّور الّذي أنزل معه ». «من قبل أن نطمس وجوها فنردّها على أدبارها ».
معاشر النّاس، النّور من اللّه- عزّ و جلّ- فيّ، ثمّ مسلوك في عليّ- عليه السّلام- ثمّ في النّسل منه إلى القائم المهديّ، الّذي يأخذ بحقّ اللّه و بكلّ حقّ هو لنا. لأنّ اللّه- عزّ و جلّ- قد جعلنا حجّة على المقصّرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظّالمين من جميع العالمين.
معاشر النّاس، إنّي أنذركم «أنّي رسول اللّه إليكم قد خلت من قبلي الرّسل أ فإن متّ أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئا و سيجزي اللّه الشّاكرين .» ألا و إنّ عليّا [هو] الموصوف بالصّبر و الشّكر، ثمّ من بعده ولدي من صلبه.
معاشر النّاس، «لا تمنّوا على اللّه تعالى إسلامكم » فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده «إنّه لبالمرصاد ».
معاشر النّاس، [، إنّه] سيكون من بعدي أئمّة يدعون إلى النّار، و يوم القيامة لا ينصرون.
معاشر النّاس، إنّ اللّه و أنا بريئان منهم.
معاشر النّاس، إنّهم و أشياعهم و أتباعهم و أنصارهم في الدّرك الأسفل من النّار، و لبئس مثوى المتكبّرين. ألا إنّهم أصحاب الصّحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته.
قال: فذهب على النّاس- إلّا شر ذمة منهم- أمر الصّحيفة.
معاشر النّاس، إنّي أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة. و قد بلّغت ما أمرت بتبليغه حجّة على كلّ حاضر و غائب، و على كلّ أحد، و ممّن شهد أو لم يشهد، ولد أو لم يولد. فليبلّغ الحاضر الغائب، و الوالد الولد إلى يوم القيامة. و سيجعلونها ملكا و اغتصابا. ألا لعن اللّه الغاصبين و المغتصبين. و عندها سنفرغ لكم أيّها الثّقلان فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران. ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب
نويسنده: قمي مشهدي، محمد بن محمدرضا ، تاريخ وفات مؤلف: 1125
محقق / مصحح: درگاهى، حسين
موضوع: تفسير
زبان: عربى
تعداد جلد: 14
ناشر: وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامى، سازمان چاپ و انتشارات
مكان چاپ: تهران
سال چاپ: 1368 ش
نوبت چاپ: اول
الاحتجاج: حدّثني السيّد العالم العابد أبو جعفر مهديّ بن أبي حرب الحسينيّ المرعشي رضي اللّه عنه قال: أخبرنا الشيخ أبو عليّ الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضي اللّه عنه، قال:
أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قدس اللّه روحه، قال: أخبرني جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، قال: أخبرنا أبو علي محمّد بن همام ، قال: أخبرنا عليّ السوري، قال: أخبرنا أبو محمّد العلوي من ولد الأفطس- و كان من عباد اللّه الصالحين- قال: حدّثنا محمّد بن موسى الهمداني ، قال:
حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسي ، قال: حدّثنا سيف بن عميرة ؛ و صالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام، أنّه قال: حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من المدينة و قد بلّغ جميع الشرائع قومه غير الحجّ و الولاية.
فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا محمّد! إنّ اللّه جلّ اسمه يقرئك السلام و يقول لك: إنّي لم أقبض نبيّا من أنبيائي، و لا رسولا من رسلي إلّا بعد إكمال ديني و تأكيد حجّتي، و قد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلّغهما قومك:
فريضة الحجّ، و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك، فإنّي لم أخل أرضي من حجّة و لن اخليها أبدا. و إنّ اللّه جلّ ثناؤه يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ، و تحجّ و يحجّ معك [كلّ] من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب، و تعلّمهم من معالم حجّهم مثل ما علّمتهم من صلاتهم، و زكاتهم، و صيامهم، و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرائع؛ فنادى منادي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في الناس:
ألا إنّ رسول اللّه يريد الحجّ، و أن يعلّمكم من ذلك مثل الّذي علّمكم من شرائع دينكم، و يوقفكم من ذاك على [مثل] ما أوقفكم عليه من غيره.
فخرج صلّى اللّه عليه و آله و خرج معه الناس، و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحجّ بهم، و بلغ من حجّ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف انسان أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون، فنكثوا و اتّبعوا العجل و السامري؛ و كذلك أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله البيعة لعليّ بالخلافة على [نحو] عدد أصحاب موسى، فنكثوا البيعة و اتّبعوا العجل و السامريّ سنّة بسنّة، و مثلا بمثل [لم يخرم منه شيء] و اتّصلت التلبية ما بين مكّة و المدينة؛ فلمّا وقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالموقف، أتاه جبرئيل عليه السلام عن اللّه عزّ و جل فقال: يا محمّد! إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرئك السلام و يقول لك:
إنّه قد دنا أجلك و مدّتك، و أنا مستقدمك على ما لا بدّ منه و لا عنه محيص، فاعهد عهدك، و قدّم وصيّتك، و اعمد إلى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك، و السلاح و التابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلّمها إلى وصيّك و خليفتك من بعدك، حجّتي البالغة على خلقي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فأقمه للناس علما، و جدّد عهده و ميثاقه و بيعته، و ذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الّذي واثقتهم به، و عهدي الّذي عهدت إليهم من ولاية وليّي و مولاهم و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فإنّي لم أقبض نبيّا من الأنبياء إلّا من بعد إكمال ديني [و حجّتي] و إتمام نعمتي بولاية أوليائي، و معاداة أعدائي؛ و ذلك كمال توحيدي و ديني، و إتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي و طاعته؛ و ذلك أنّي لا أترك أرضي بغير [وليّ، و لا] قيّم، ليكون حجّة لي على خلقي، ف الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً بولاية وليّي ، و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة «عليّ» عبدي و وصيّ نبيّي، و الخليفة من بعده، و حجّتي البالغة على خلقي، مقرون طاعته بطاعة محمّد نبيّي، و مقرون طاعته مع طاعة محمّد بطاعتي، من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني؛ جعلته علما بيني و بين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، و من أنكره كان كافرا، و من أشرك بيعته كان مشركا، و من لقيني بولايته دخل الجنّة، و من لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمّد عليّا علما و خذ عليهم البيعة، و جدّد عهدي و ميثاقي [لهم] الّذي واثقتهم عليه، فإنّي قابضك إليّ و مستقدمك عليّ.
فخشي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [من] قومه و أهل النفاق و الشقاق أن يتفرّقوا و يرجعوا إلى جاهلية، لما عرف من عداوتهم، و لما تنطوي عليه أنفسهم لعليّ عليه السلام من العداوة و البغضاء، و سأل جبرئيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس، و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن اللّه جلّ اسمه.
فأخّر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرئيل عليه السلام في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده، و يقيم عليّا علما للناس [يهتدون به]، و لم يأته بالعصمة من اللّه جلّ جلاله بالّذي أراد، حتى بلغ كراع الغميم- بين مكّة و المدينة- فأتاه جبرئيل و أمره بالّذي أتاه فيه من قبل اللّه، و لم يأته بالعصمة.
فقال: يا جبرئيل! إنّي أخشى قومي أن يكذّبوني و لا يقبلوا قولي في عليّ.
[فسأل جبرئيل كما سأل بنزول آية العصمة، فأخّره ذلك] فرحل.
فلمّا بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال، أتاه جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس.
فقال: يا محمّد! إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرئك السلام و يقول لك:
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- في عليّ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
و كان أوائلهم قريب من الجحفة، فأمر بأن يردّ من تقدّم منهم، و يحبس [من] تأخّر عنهم في ذلك المكان، ليقيم عليّا علما للناس، و يبلّغهم ما أنزل اللّه تعالى في عليّ، و أخبره بأنّ اللّه عزّ و جلّ قد عصمه من الناس؛ فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله- عند ما جاءته العصمة- مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة، و يردّ من تقدّم منهم، و يحبس من تأخّر، و تنحّى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرئيل عن اللّه عزّ و جلّ، و كان في الموضع سلمات ، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يقمّ ما تحتهنّ، و ينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون؛ فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فوق تلك الأحجار، ثم حمد اللّه تعالى و أثنى عليه فقال: الحمد للّه الذي علا في توحّده، و دنا في تفرّده، و جلّ في سلطانه، و عظم في أركانه ،... و اقرّ له على نفسي بالعبوديّة، و أشهد له بالربوبيّة، و اؤدّي ما أوحى [به] إليّ حذرا من أن لا أفعل فتحلّ بي منه قارعة لا يدفعها عنّي أحد و إن عظمت حيلته؛ لا إله إلّا هو، لأنّه قد أعلمني أنّي إن لم ابلّغ ما أنزل إليّ فما بلّغت رسالته، و قد ضمن لي تبارك و تعالى العصمة، و هو اللّه الكافي الكريم، فأوحى إليّ:
بسم اللّه الرحمن الرحيم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- في عليّ يعني في الخلافة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
معاشر الناس ! ما قصّرت في تبليغ ما أنزل [اللّه تعالى] إليّ؛ و أنا مبيّن لكم سبب [نزول] هذه الآية:
إنّ جبرئيل عليه السلام هبط إليّ مرارا- ثلاثا- يأمرني عن السلام ربّي و هو السلام ، أن أقوم في هذا المشهد فاعلم كلّ أبيض و أسود: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أخي، و وصيّي، و خليفتي، و الإمام من بعدي، الّذي محلّه منّي محلّ هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، و هو وليّكم [من] بعد اللّه و رسوله، و قد أنزل اللّه تبارك و تعالى عليّ بذلك آية من كتابه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و عليّ بن أبي طالب عليه السلام [الّذي] أقام الصلاة، و آتى الزكاة و هو راكع يريد اللّه عزّ و جلّ في كلّ حال.
و سألت جبرئيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيّها النّاس، لعلمي بقلّة المتّقين و كثرة المنافقين، و أدغال الآثمين، و ختل المستهزئين بالإسلام، الّذين وصفهم اللّه في كتابه بأنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، و يحسبونه هيّنا و هو عند اللّه عظيم، و كثرة أذاهم لي في غير مرّة حتّى سمّوني اذنا ، و زعموا أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي و إقبالي عليه، حتّى أنزل اللّه عزّ و جلّ في ذلك [قرآنا]: وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ- على الّذين يزعمون أنّه اذن- خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ الآية .
و لو شئت أن اسمّي [القائلين بذلك] بأسمائهم لسمّيت، و أن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت، و أن أدلّ عليهم لدللت، و لكنّي- و اللّه- في امورهم قد تكرّمت، و كلّ ذلك لا يرضي اللّه منّي إلّا أن ابلّغ ما أنزل إليّ، ثم تلا صلّى اللّه عليه و آله: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- في عليّ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
فاعلموا معاشر الناس أنّ اللّه قد نصبه لكم وليّا و إماما، مفترضة طاعته على المهاجرين و الأنصار و على التابعين لهم بإحسان، و على البادي و الحاضر، و على الأعجميّ و العربيّ، و الحرّ و المملوك، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كلّ موحّد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه (مؤمن من) صدّقه، فقد غفر اللّه له و لمن سمع منه و أطاع له.
معاشر الناس! إنّه آخر مقام أقومه في هذا المشهد ، فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لأمر ربّكم، فإنّ اللّه عزّ و جلّ هو مولاكم و إلهكم، ثمّ من دونه [رسولكم] محمّد صلّى اللّه عليه و آله وليّكم القائم المخاطب لكم، ثمّ من بعدي عليّ وليّكم و إمامكم بأمر [اللّه] ربّكم، ثمّ الإمامة في ذريّتي من ولده إلى يوم تلقون اللّه و رسوله.
لا حلال إلّا ما أحلّه اللّه [و رسوله و هم] و لا حرام إلّا ما حرّمه اللّه [و رسوله و هم] عرّفني الحلال و الحرام، و أنا أفضيت بما علّمني ربّي من كتابه و حلاله و حرامه إليه.
معاشر الناس! ما من علم إلّا و قد أحصاه اللّه فيّ، و كلّ علم علمت فقد أحصيته في إمام المتّقين، و ما من علم إلّا و قد علّمته عليّا، و هو الإمام المبين.
معاشر الناس! لا تضلّوا عنه، و لا تنفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته فهو الّذي يهدي إلى الحقّ و يعمل به، و يزهق الباطل و ينهى عنه، و لا تأخذه في اللّه لومة لائم.
ثم إنّه أوّل من آمن باللّه و رسوله، و هو الّذي فدى رسوله بنفسه، و هو الّذي كان مع رسول اللّه و لا أحد يعبد اللّه مع رسوله من الرجال غيره.
معاشر الناس! فضّلوه فقد فضّله اللّه، و اقبلوه فقد نصبه اللّه. معاشر الناس! إنّه إمام من اللّه و لن يتوب اللّه على أحد أنكر ولايته و لن يغفر له حتما على اللّه أن يفعل ذلك بمن خالف أمره [فيه]، و أن يعذّبه عذابا [شديدا] نكرا أبد الآباد و دهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة اعدّت للكافرين.
أيّها الناس! بي- و اللّه- بشّر الأوّلون من النبيّين و المرسلين، و أنا خاتم الأنبياء و المرسلين، و الحجّة على جميع المخلوقين، من أهل السماوات و الأرضين؛ فمن شكّ في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الاولى، و من شكّ في شيء من قولي هذا فقد شكّ في الكلّ منه، و الشاكّ في ذلك فله النار.
معاشر الناس! حباني اللّه بهذه الفضيلة منّا منه عليّ، و إحسانا منه إليّ، و لا إله إلّا هو، له الحمد منّي أبد الآبدين و دهر الداهرين على كلّ حال.
معاشر الناس! فضّلوا عليّا فإنّه أفضل الناس بعدي من ذكر و انثى، بنا أنزل اللّه الرزق و بقي الخلق. ملعون ملعون، مغضوب مغضوب من ردّ عليّ قولي هذا و لم يوافقه، ألا إنّ جبرئيل خبّرني عن اللّه تعالى بذلك و يقول:
«من عادى عليّا و لم يتولّه فعليه لعنتي و غضبي».
وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ- أن تخالفوه فتزلّ قدم بعد ثبوتها- إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ .
معاشر الناس! إنّه جنب اللّه الّذي ذكر في كتابه، فقال تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ .
معاشر الناس! تدبّروا القرآن، و افهموا آياته، و انظروا إلى محكماته، و لا تتّبعوا متشابهه، فو اللّه لن يبيّن لكم زواجره، و لا يوضّح لكم تفسيره إلّا الّذي أنا آخذ بيده و مصعّده إليّ و شائل بعضده، و معلمكم: أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه و هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام أخي و وصيّي، و موالاته من اللّه عزّ و جلّ أنزلها عليّ.
بن أبي طالب عليه السلام أخي و وصيّي، و موالاته من اللّه عزّ و جلّ أنزلها عليّ.
معاشر الناس! إنّ عليّا و الطيّبين من ولدي [و ولده] هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الأكبر، فكلّ واحد منبئ عن صاحبه، و موافق له لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، هم امناء اللّه في خلقه، و حكماؤه في أرضه؛ ألا و قد أدّيت، ألا و قد بلّغت [ألا و قد أسمعت] ألا و قد أوضحت، ألا و إنّ اللّه عزّ و جلّ قال و أنا قلت عن اللّه عزّ و جلّ، ألا إنّه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، و لا تحلّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره.
ثمّ ضرب بيده إلى عضده فرفعه، و كان منذ أوّل ما صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله شال عليّا حتى صارت رجله مع ركبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثم قال:
معاشر الناس! هذا عليّ أخي، و وصيّي، و واعي علمي، و خليفتي على أمّتي، و على تفسير كتاب اللّه عزّ و جلّ، و الداعي إليه، و العامل بما يرضاه، و المحارب لأعدائه، و الموالي على طاعته، و الناهي عن معصيته، خليفة رسول اللّه، و أمير المؤمنين، و الإمام الهادي، و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر اللّه.
أقول: ما يبدّل القول لديّ بأمر ربّي.
أقول: اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و العن من أنكره، و اغضب على من جحد حقّه.
اللّهمّ إنّك أنزلت عليّ أنّ الإمامة [بعدي] لعليّ وليّك عند تبياني ذلك و نصبي إيّاه بما أكملت لعبادك من دينهم، و أتممت عليهم بنعمتك ، و رضيت لهم الإسلام دينا، فقلت: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللّهمّ إنّي اشهدك [و كفى بك شهيدا] أنّي قد بلّغت.
معاشر الناس: إنّما اكمل اللّه عزّ و جلّ دينكم بإمامته؛ فمن لم يأتمّ به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على اللّه عزّ و جلّ، فاولئك [الذين] حبطت أعمالهم و في النار هم فيها خالدون، لا يخفّف عنهم العذاب و لا هم ينظرون.
معاشر الناس! هذا عليّ أنصركم لي، و أحقّكم بي، و أقربكم إليّ، و أعزّكم عليّ، و اللّه عزّ و جلّ و أنا عنه راضيان.
و ما نزلت آية رضا إلّا فيه، و ما خاطب اللّه الّذين آمنوا إلّا بدأ به. و لا نزلت آية مدح في القرآن إلّا فيه.
و لا شهد [اللّه] بالجنّة في هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إلّا له، و لا أنزلها في سواه، و لا مدح بها غيره.
معاشر الناس! هو ناصر دين اللّه، و المجادل عن رسول اللّه، و هو التقيّ النقيّ الهادي المهدي، نبيّكم خير نبيّ، و وصيّكم خير وصيّ، و بنوه خير الأوصياء.
معاشر الناس! ذريّة كلّ نبيّ من صلبه، و ذريّتي من صلب عليّ عليه السلام.
معاشر الناس! إنّ إبليس أخرج آدم من الجنّة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزلّ أقدامكم، فإنّ آدم اهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة، و هو صفوة اللّه عزّ و جلّ، و كيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء اللّه، ألا إنّه لا يبغض عليّا إلّا شقيّ، و لا يتوالى عليّا إلّا تقيّ، و لا يؤمن به إلّا مؤمن مخلص.
و في عليّ- و اللّه- نزلت سورة العصر: بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ الْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إلى آخرها.
معاشر الناس! قد استشهدت اللّه و بلّغتكم رسالتي، و ما على الرسول إلّا البلاغ المبين.
معاشر الناس! اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
معاشر الناس! آمنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزل معه مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها [أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ ؛ ما عنى بهذه الآية إلّا قوما من أصحابي أعرفهم بأسمائهم و أنسابهم و قد امرت بالصفح عنهم، فليعمل كلّ امرئ على ما يجد لعليّ في قلبه من الحبّ و البغض].
معاشر الناس! النور من اللّه عزّ و جلّ فيّ مسلوك، ثمّ في عليّ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحقّ اللّه و بكلّ حقّ هو لنا، لأنّ اللّه عزّ و جلّ قد جعلنا حجّة على المقصّرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين [و الغاصبين] من جميع العالمين.
معاشر الناس! انذركم أنّي رسول اللّه قد خلت من قبلي الرسل، أ فإن متّ أو قتلت انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ .
ألا و إنّ عليّا هو الموصوف بالصبر و الشكر، ثمّ من بعده ولدي من صلبه.
معاشر الناس! لا تمنّوا على اللّه إسلامكم فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده إنّه لبالمرصاد.
معاشر الناس! [إنّه] سيكون من بعدي أئمّة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون.
معاشر الناس! إنّ اللّه و أنا بريئان منهم. ... ))
معرفی کتاب:
نام كتاب: عوالم العلوم و المعارف والأحوال- الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام
نويسنده: بحرانى اصفهانى، عبد الله بن نور الله ، تاريخ وفات مؤلف: قرن 12
محقق / مصحح: موحد ابطحى اصفهانى، محمد باقر
موضوع: كلام
زبان: عربى
تعداد جلد: 2
ناشر: مؤسسة الإمام المهدى عجّل الله تعالى فرجه الشريف
مكان چاپ: ايران؛ قم
سال چاپ: 1382 ش
نوبت چاپ: دوم