تفسير القرآن العظيم، ج6، ص1842
حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح قوله:
وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ قال: مصير الكافر إلى النار، قال ابن أبي نجيح: سمعته من عكرمة فعرضته على مجاهد فلم ينكره.
قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا.
[10222]
حدثنا أبو زرعة ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن أنس بن مالك قال: سمع زيد بن أرقم رجلا من المنافقين يقول: و النبي- صلى الله عليه و سلم- يخطب لئن كان هذا
تفسير القرآن العظيم، ج6، ص: 1843
صادقا، لنحن أشر من الحمير ثم رفع ذلك إلى النبي- صلى الله عليه و سلم- فجحد القائل فأنزل الله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ فكان ما أنزل من هذه الآية تصديقا لقول زيد.
قوله تعالى: وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ.
[10401]
حدثنا أبي ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن إدريس قال: ابن إسحاق:
فحدثني الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده كعب قال: لما نزل القرآن فيه ذكر المنافقين و ما قال رسول الله- صلي الله عليه و سلم-، قال الجلاس: و الله لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن أشر من الحمير، قال: فسمعها عمير بن سعد فقال: و الله يا جلاس، إنك لأحب الناس إلى، أحسنهم عندي أثرا أو أعزهم على أن يدخل عليه شيء يكرهه، و لقد قلت: مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك، و لئن سكت عنها لتهلكني، و لأحدهما أشر علي من الأخرى، فمشى إلى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فذكر له ما قال الجلاس، فحلف بالله ما قال عمير، و لقد كذب علىّ، فأنزل الله: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ
قوله تعالى: وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ.
[الوجه الأول]
[10402]
حدثنا محمد بن يحيى أنبا محمد بن عمرو زنيج أنبا سلمة قال: قال محمد بن إسحاق: فيما ثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان الجلاس بن سويد بن الصامت ممن تخلف عن رسول الله- صلى الله عليه و سلم- في غزوة تبوك، و قال: لئن كان هذا الرجل صادقا؛ لنحن أشهر من الحمر، فرفع عمير بن سعد إلى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- بالله لقد كذب علي عمير و ما قلت: ما قال عمير بن سعد، فأنزل الله تعالي فيه يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا فزعموا أنه تاب و حسنت توبته، حتى عرف منه الإسلام و الخير.
و الوجه الثاني:
[10403]
حدثنا محمد بن يحيي أنبا العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قوله: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ إلى قوله: وَ ما لَهُمْ
تفسير القرآن العظيم، ج6، ص: 1844
فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ قال: ذكر لنا أن رجلين اقتتلا، أحدهما من جهينة، و الآخر من غفار، و كانت جهينة حلفاء الأنصار فظهر الغفاري علي الجهني فنادى عبد الله بن أبي: يا بني أوس، انصروا أخاكم، و قال: و الله ما مثلنا و مثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، و قال: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ فسعى بها رجل من المسلمين إلى رسول الله- صلي الله عليه و سلم- فأرسل نبي الله- صلى الله عليه و سلم- فسأله فحلف بالله ما قالوا؛ فأنزل الله في ذلك القرآن يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا.
و الوجه الثالث:
[10111]
ذكره أحمد بن محمد بن أبي أسلم ثنا إسحاق بن راهوية أنبا محمد بن ...
يرصدون إذا قدم أبو عامر أن يصلي فيه و كان قد خرج من المدينة محاربا لله- ق إ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ و هم الذين أرادوا أن يدفعوا النبي- صلى الله عليه و سلم- ليلة العقبة و كانوا قوما قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و هم معه في بعض أسفاره؛ فجعلوا يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة فتقدم بعضهم و تأخر بعضهم و ذلك ليلا، قالوا: إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي، فسمع حذيفة و هو يسوق بالنبي- صلى الله عليه و سلم- فكان قائده تلك الليلة عمار بن ياسر، و سائقه حذيفة بن اليمان فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل، فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين، فقال: إليكم إليكم يا أعداء الله فأمسكوا، و مضى النبي- صلى الله عليه و سلم- حتى نزل منزله الذي أراد فلما أصبح أرسل إليهم كلهم، فقال: أردتم كذا و كذا، فحلفوا بالله ما قالوا، و لا أرادوا الذي سألهم عنه فذلك قوله: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا.
قوله تعالى: وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا.
[الوجه الأول]
[10000]
حدثنا محمد بن عبادة بن البختري الواسطي ثنا يزيد ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أنزل الله وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا قال: و كان الجلاس اشترى فرسا؛ ليقتل النبي- صلى الله عليه و سلم-.
تفسير القرآن العظيم، ج6، ص: 1845
و الوجه الثاني:
[10002]
حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن علي بن حمزة ثنا يحيي بن عبد الله بن المبارك عن شريك عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا قال: هم رجل يقال له: الأسود بقتل محمد- صلى الله عليه و سلم-.
و الوجه الثالث:
[10003]
بدالر حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبى نجيح عن مجاهد، قوله: كَلِمَةَ الْكُفْرِ قال أحدهم: لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن أشر من الحمير، فقال له رجل من المؤمنين: فو الله إنما يقول الحق، و لأنت أشر من حمار، فهم بقتله المنافق، فذلك همهم بِما لَمْ يَنالُوا.
و الوجه الرابع:
[10004]
حدثنا علي بن الحسين ثنا إسماعيل بن إبراهيم الواسطي ثنا محمد بن يزيد عن إسماعيل عن السدى وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا قال: أرادوا أن يتوجوا عبد الله بن أبى، قالوا: و إن لم يرض محمد- صلى الله عليه و سلم-.
قوله تعالى: وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ
[الوجه الأول]
[10005]
حدثنا أحمد بن الحسن البغدادي ثنا محمد بن سنان ثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي- صلى الله عليه و سلم- جعل الدية اثنى عشر ألفا و ذلك قوله: وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ قال: بأخذهم الدية.
[10400]
حدثنا أبي ثنا يسرة بن صفوان ثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار قال: سمعت عكرمة يقول: قتل رجل من بني عدي بن كعب رجلا من الأنصار، فقضى النبي- صلي الله عليه و سلم- في ديته باثنى عشر ألف درهم، قال: فقال الله- عز و جل- وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ يعني: ما أخذوا من الدية.
تفسير القرآن العظيم، ج6، ص: 1846
[10401]
حدثنا محمد بن يحيي أنبا العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قوله: وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ قال: كانت لعبد الله بن أبى دية فأخرجها رسول الله- صلى الله عليه و سلم- له.
و الوجه الثاني:
[10402]
حدثنا أبي ثنا الحكم بن موسى ثنا عباد بن عباد المهلبي عن هشام بن عروة عن أبيه وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ قال: كان جلاس تحمل حمالة أو كان عليه دين، فأدى عنه رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فذلك قوله: وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ (وَ رَسُولُهُ) مِنْ فَضْلِهِ.
قوله تعالى: فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ
[10403]
حدثنا أبي، ثنا الحكم بن موسى ثنا عباد بن عباد المهلبي عن هشام بن عروة عن أبيه فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ و قد كان جلاس بن سويد الأنصاري قال صدق عمير بن سعد و الله يا رسول الله، يعني: فيما كان أدى عنه إلى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- من قوله: إن كان الذي يقول محمد حقا فإنه أشر من الحمار،- و ما كان حلف إنه لم يقله-، فقال: قد قلت يا رسول الله، و قد عرض الله عليّ التوبة، و إني أتوب إلى الله و أستغفره من قولي فقال رسول الله- صلي الله عليه و سلم- لعمير: وفت أذنك، و صدقك ربك.
نسخه شناسی [1]
درباره مولف [2]
کتاب شناسی [3]
Links:
[1] http://ghadir.ahlolbait.com/content/%D9%86%D8%B3%D8%AE%D9%87-%D8%B4%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D8%AA%D9%85
[2] http://ghadir.ahlolbait.com/content/%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D8%AA%D9%85%E2%80%8F-1
[3] http://ghadir.ahlolbait.com/content/%DA%A9%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D9%86%D8%A7%D8%B3%DB%8C-%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A5%D8%A8%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D8%AA%D9%85-0