أَبَانٌ عَنْ سُلَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ1 كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ وَ مَعَنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ [وَ عِنْدَهُ] 2 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ [وَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ]3 فَالْتَفَتَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ مَا أَشَدَّ تَعْظِيمَكَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ [اللَّهِ]4 مَا هُمَا بِخَيْرٍ مِنْكَ وَ لَا أَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ وَ لَوْ لَا أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ [أُمُّهُمَا] 5 لَقُلْتُ مَا أُمُّكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ دُونَهَا [فَغَضِبْتُ مِنْ مَقَالَتِهِ وَ أَخَذَنِي مَا لَمْ أَمْلِكْ مَعَهُ نَفْسِي]6 فَقُلْتُ [وَ اللَّهِ] 7 إِنَّكَ لَقَلِيلُ الْمَعْرِفَةِ8 بِهِمَا وَ بِأَبِيهِمَا وَ بِأُمِّهِمَا بَلْ وَ اللَّهِ9 لَهُمَا خَيْرٌ مِنِّي وَ لَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْ أَبِي وَ لَأُمُّهُمَا خَيْرٌ مِنْ أُمِّي يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّكَ لَغَافِلٌ عَمَّا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ فِيهِمَا وَ فِي أَبِيهِمَا وَ فِي أُمِّهِمَا قَدْ حَفِظْتُهُ وَ وَعَيْتُهُ وَ رَوَيْتُهُ 10
قَالَ مُعَاوِيَةُ هَاتِ مَا سَمِعْتَ 11 [وَ فِي مَجْلِسِهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَ ابْنُ أَبِي لَهَبٍ]12 فَوَ اللَّهِ مَا أَنْتَ13 بِكَذَّابٍ وَ لَا مُتَّهَمٍ فَقُلْتُ إِنَّهُ أَعْظَمُ مِمَّا فِي نَفْسِكَ قَالَ وَ إِنْ كَانَ أَعْظَمَ مِنْ أُحُدٍ وَ حِرَاءَ [جَمِيعاً فَلَسْتُ أُبَالِي]14 [إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْمَجْلِسِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ]15 وَ إِذْ قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ16 وَ فَرَّقَ جَمْعَكُمْ17 وَ صَارَ الْأَمْرُ فِي أَهْلِهِ [وَ مَعْدِنِهِ]18 فَحَدِّثْنَا فَإِنَّا لَا نُبَالِي مَا قُلْتُمْ وَ لَا مَا ادَّعَيْتُمْ19 قُلْتُ 20 سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ- وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ21
فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ يَصْعَدُونَ [مِنْبَرِي]22 وَ يَنْزِلُونَ يَرُدُّونَ أُمَّتِي عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى فِيهِمْ رَجُلَانِ [مِنْ حَيَّيْنِ] 23 مِنْ قُرَيْشٍ مُخْتَلِفَيْنِ [تَيْمٍ وَ عَدِيٍ]24 وَ ثَلَاثَةٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ25 وَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ بَنِي أَبِي الْعَاصِ إِذَا بَلَغُوا ثَلَاثِينَ رَجُلًا26 جَعَلُوا كِتَابَ اللَّهِ دَخَلًا27 «27» وَ عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا وَ مَالَ اللَّهِ دُوَلًا
يَا مُعَاوِيَةُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ [وَ هُوَ]28 عَلَى الْمِنْبَرِ وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ 29 وَ هُوَ يَقُولُ30 أَ لَسْتُ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ31
فَقُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ [قَالَ أَ لَيْسَ أَزْوَاجِي أُمَّهَاتِكُمْ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ]32
قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ33 وَ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبِ عَلِيٍّ ع اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ 34 أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مَعِي أَمْرٌ وَ عَلِيٌّ مِنْ بَعْدِي أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ 35 لَيْسَ لَهُمْ مَعَهُ أَمْرٌ ثُمَّ ابْنِيَ الْحَسَنُ [مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ]36 أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مَعَهُ أَمْرٌ ثُمَّ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ37 مِنْ بَعْدِ أَخِيهِ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مَعَهُ أَمْرٌ ثُمَّ عَادَ ص
فَقَالَ38 [أَيُّهَا النَّاسُ إِذَا أَنَا اسْتُشْهِدْتُ فَعَلِيٌّ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ39 فَإِذَا اسْتُشْهِدَ عَلِيٌّ فَابْنِيَ الْحَسَنُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ فَإِذَا اسْتُشْهِدَ ابْنِيَ الْحَسَنُ فَابْنِيَ الْحُسَيْنُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ]40 فَإِذَا اسْتُشْهِدَ [ابْنِيَ] 41 الْحُسَيْنُ فَابْنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ42 أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مَعَهُ أَمْرٌ43 ثُمَّ 44 أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ ع
فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّكَ سَتُدْرِكُهُ فَأَقْرِئْهُ عَنِّي السَّلَامَ45 فَإِذَا اسْتُشْهِدَ فَابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَوْلَى46 بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَ سَتُدْرِكُهُ أَنْتَ يَا حُسَيْنُ47 فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ثُمَّ يَكُونُ فِي عَقِبِ 48 مُحَمَّدٍ رِجَالٌ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ [وَ لَيْسَ لَهُمْ مَعَهُمْ أَمْرٌ ثُمَّ أَعَادَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ]49
وَ لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ [مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مَعَهُ أَمْرٌ كُلُّهُمْ]50 هَادُونَ مُهْتَدُونَ [تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ] 51 فَقَامَ 52 إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ص وَ هُوَ يَبْكِي فَقَالَ [بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي]53
يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَ تُقْتَلُ قَالَ نَعَمْ أَهْلِكُ شَهِيداً بِالسَّمِّ وَ تُقْتَلُ أَنْتَ بِالسَّيْفِ وَ تُخْضَبُ لِحْيَتُكَ مِنْ دَمِ رَأْسِكَ وَ يُقْتَلُ ابْنِيَ الْحَسَنُ بِالسَّمِّ وَ يُقْتَلُ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ بِالسَّيْفِ يَقْتُلُهُ طَاغِي بْنُ طَاغي دَعِيُّ بْنُ دَعِيٍّ [مُنَافِقُ بْنُ مُنَافِقٍ] 54
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا ابْنَ جَعْفَرٍ [لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِعَظِيمٍ]55 وَ لَئِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقّاً [لَقَدْ هَلَكْتُ وَ هَلَكَ الثَّلَاثَةُ قَبْلِي وَ جَمِيعُ مَنْ تَوَلَّاهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ]56 لَقَدْ هَلَكَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ [وَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ]57 مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ غَيْرَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ أَوْلِيَائِكُمْ وَ أَنْصَارِكُمْ 58
فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّ الَّذِي قُلْتُ حَقٌّ سَمِعْتُهُ59 مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا حَسَنُ وَ يَا حُسَيْنُ وَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا يَقُولُ ابْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنْ لَا تُؤْمِنْ بِالَّذِي قَالَ فَأَرْسِلْ إِلَى الَّذِينَ سَمَّاهُمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَ إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَسَأَلَهُمَا فَشَهِدَا أَنَّ الَّذِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص كَمَا سَمِعَهُ60 [وَ كَانَ هَذَا بِالْمَدِينَةِ أَوَّلَ سَنَةٍ جُمِعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ سُلَيْمٌ وَ سَمِعْتُ ابْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ]61
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا ابْنَ جَعْفَرٍ قَدْ سَمِعْنَاهُ فِي الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ فِي أَبِيهِمَا فَمَا سَمِعْتَ فِي أُمِّهِمَا وَ مُعَاوِيَةُ كَالْمُسْتَهْزِئِ وَ الْمُنْكِرِ62
فَقُلْتُ [بَلَى] 63 قَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ لَيْسَ فِي جَنَّةِ عَدَنٍ مَنْزِلٌ [أَشْرَفَ وَ لَا]64 أَفْضَلَ وَ لَا أَقْرَبَ إِلَى عَرْشِ رَبِّي65 مِنْ مَنْزِلِي نَحْنُ فِيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ إِنْسَاناً أَنَا وَ أَخِي عَلِيٌّ وَ هُوَ خَيْرُهُمْ وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ وَ فَاطِمَةُ وَ هِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ فَنَحْنُ فِيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ إِنْسَاناً فِي مَنْزِلٍ وَاحِدٍ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنَّا الرِّجْسَ وَ طَهَّرَنَا تَطْهِيراً66 هُدَاةً مَهْدِيِّينَ
أَنَا الْمُبَلِّغُ عَنِ اللَّهِ وَ هُمُ الْمُبَلِّغُونَ عَنِّي [وَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ]67 وَ هُمْ حُجَجُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ فِي أَرْضِهِ [وَ خُزَّانُهُ عَلَى عِلْمِهِ وَ مَعَادِنُ حِكَمِهِ] 68
مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللَّهَ لَا تَبْقَى الْأَرْضُ طَرْفَةَ عَيْنٍ إِلَّا بِبَقَائِهِمْ69 وَ لَا تَصْلُحُ [الْأَرْضُ]70 إِلَّا بِهِمْ يُخْبِرُونَ الْأُمَّةَ بِأَمْرِ دِينِهِمْ وَ بِحَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ [يَدُلُّونَهُمْ عَلَى رِضَى رَبِّهِمْ وَ يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ سَخَطِهِ بِأَمْرٍ وَاحِدٍ وَ نَهْيٍ وَاحِدٍ لَيْسَ فِيهِمُ اخْتِلَافٌ وَ لَا فُرْقَةٌ وَ لَا تَنَازُعٌ71 يَأْخُذُ آخِرُهُمْ عَنْ أَوَّلِهِمْ إِمْلَائِي وَ خَطَّ أَخِي عَلِيٍّ بِيَدِهِ يَتَوَارَثُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ فِي غَمْرَةٍ وَ غَفْلَةٍ وَ تَيْهٍ وَ حَيْرَةٍ غَيْرَهُمْ وَ غَيْرَ شِيعَتِهِمْ وَ أَوْلِيَائِهِمْ] 72 لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْأُمَّةِ [فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ]73 وَ الْأُمَّةُ تَحْتَاجُ74 إِلَيْهِمْ وَ هُمُ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ 75 وَ قَرَنَ طَاعَتَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ
فَقَالَ- أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ76 [قَالَ]77 فَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ
فَقَالَ كُلُّكُمْ عَلَى مَا قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فَقَالُوا نَعَمْ قَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّكُمْ لَتَدَّعُونَ [أَمْراً]78 عَظِيماً وَ تَحْتَجُّونَ بِحُجَجٍ79 قَوِيَّةٍ إِنْ كَانَتْ حَقّاً وَ إِنَّكُمْ لَتُضْمِرُونَ80 عَلَى أَمْرٍ تُسِرُّونَهُ وَ النَّاسُ عَنْهُ فِي غَفْلَةٍ عَمْيَاءَ81 وَ لَئِنْ كَانَ مَا تَقُولُونَ [حَقّاً] 82 لَقَدْ هَلَكَتِ الْأُمَّةُ وَ ارْتَدَّتْ عَنْ دِينِهَا [وَ تَرَكَتْ عَهْدَ نَبِيِّنَا]83 غَيْرَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ مَنْ قَالَ بِقَوْلِكُمْ فَأُولَئِكَ فِي النَّاسِ قَلِيلٌ84
فَأَقْبَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ85 [فِي كِتَابِهِ]86 وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ87 وَ يَقُولُ وَ ما أَكْثَرُ النَّاسِ وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ88 وَ يَقُولُ 89 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ90 [وَ يَقُولُ لِنَوْحٍ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ 91] وَ تَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ أَعْجَبُ مِنْ أَمْرِنَا أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّ السَّحَرَةَ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ92 فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ93* فَآمَنُوا بِمُوسَى وَ صَدَّقُوهُ وَ اتَّبَعُوهُ فَسَارَ بِهِمْ وَ بِمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَقْطَعَهُمُ الْبَحْرَ وَ أَرَاهُمُ الْأَعَاجِيبَ وَ هُمْ يُصَدِّقُونَ بِهِ وَ بِالتَّوْرَاةِ يُقِرُّونَ لَهُ بِدِينِهِ فَمَرَّ بِهِمْ عَلَى قَوْمٍ يَعْبُدُونَ أَصْنَاماً لَهُمْ94
فَقَالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ95 ... ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ فَعَكَفُوا عَلَيْهِ جَمِيعاً غَيْرَ هَارُونَ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ قَالَ لَهُمُ السَّامِرِيُّ96 هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى97 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ- ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ98
فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِمْ مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ99 حَتَّى قَالَ مُوسَى رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ100
ثُمَّ قَالَ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ101 فَاحْتَذَتْ102 هَذِهِ الْأُمَّةُ ذَلِكَ الْمِثَالَ سَوَاءً وَ قَدْ كَانَتْ لَهُمْ فَضَائِلُ103 وَ سَوَابِقُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَنَازِلُ مِنْهُ قَرِيبَةٌ وَ مُقِرِّينَ بِدِينِ مُحَمَّدٍ وَ الْقُرْآنِ حَتَّى فَارَقَهُمْ نَبِيُّهُمْ فَاخْتَلَفُوا وَ تَفَرَّقُوا وَ تَحَاسَدُوا وَ خَالَفُوا إِمَامَهُمْ وَ وَلِيَّهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ عَلَى مَا عَاهَدُوا عَلَيْهِ نَبِيَّهُمْ غَيْرَ صَاحِبِنَا الَّذِي هُوَ مِنْ نَبِيِّنَا بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ نَفَرٍ قَلِيلٍ لَقُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى دِينِهِمْ وَ إِيمَانِهِمْ وَ رَجَعَ الْآخَرُونَ الْقَهْقَرَى عَلَى أَدْبَارِهِمْ كَمَا فَعَلَ أَصْحَابُ مُوسَى ع بِاتِّخَاذِهِمُ الْعِجْلَ وَ عِبَادَتِهِمْ إِيَّاهُ وَ زَعْمِهِمْ أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَ إِجْمَاعِهِمْ عَلَيْهِ غَيْرَ هَارُونَ وَ وُلْدِهِ104
وَ نَفَرٍ قَلِيلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ نَبِيُّنَا ص قَدْ نَصَبَ لِأُمَّتِهِ أَفْضَلَ النَّاسِ وَ أَوْلَاهُمْ وَ خَيْرَهُمْ بِغَدِيرِ خُمٍّ وَ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ وَ احْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِهِ وَ أَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ أَنَّهُ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدَهُ وَ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ هُوَ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ وَ مَنْ كَانَ هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَعَلِيٌّ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَنَّهُ خَلِيفَتُهُ فِيهِمْ وَ وَصِيُّهُ وَ أَنَّ مَنْ أَطَاعَهُ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَى اللَّهَ وَ مَنْ وَالاهُ وَالَى اللَّهَ وَ مَنْ عَادَاهُ عَادَى اللَّهَ
فَأَنْكَرُوهُ وَ جَهِلُوهُ وَ تَوَلَّوْا غَيْرَهُ يَا مُعَاوِيَةُ 105 أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص حِينَ بَعَثَ إِلَى مُؤْتَةَ أَمَّرَ عَلَيْهِمْ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ قَالَ إِنْ هَلَكَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَإِنْ هَلَكَ زَيْدٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَ لَمْ يَرْضَ لَهُمْ أَنْ يَخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ أَ فَكَانَ يَتْرُكُ أُمَّتَهُ لَا يُبَيِّنُ لَهُمْ خَلِيفَتَهُ فِيهِمْ بَلَى وَ اللَّهِ مَا تَرَكَهُمْ فِي عَمْيَاءَ وَ لَا شُبْهَةٍ بَلْ رَكِبَ الْقَوْمُ مَا رَكِبُوا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ 106 وَ كَذَبُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَهَلَكُوا وَ هَلَكَ مَنْ شَايَعَهُمْ107 وَ ضَلُّوا وَ ضَلَّ مَنْ تَابَعَهُمْ- فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّكَ لَتَتَفَوَّهُ بِعَظِيمٍ108 وَ الِاجْتِمَاعُ عِنْدَنَا خَيْرٌ مِنَ الِاخْتِلَافِ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ الْأُمَّةَ لَمْ تَسْتَقِمْ عَلَى صَاحِبِكَ-
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا وَ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ اجْتَمَعَتْ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ لَيْسَ بَيْنَهَا اخْتِلَافٌ وَ لَا مُنَازَعَةٌ وَ لَا فُرْقَةٌ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ [وَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ]109 وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجِّ الْبَيْتِ وَ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ اجْتَمَعُوا عَلَى تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَ الزِّنَا 110 وَ السَّرِقَةِ وَ قَطْعِ الْأَرْحَامِ111 وَ الْكَذِبِ وَ الْخِيَانَةِ [وَ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ]112
وَ اخْتَلَفَتْ فِي113 شَيْئَيْنِ أَحَدُهُمَا اقْتَتَلَتْ عَلَيْهِ وَ تَفَرَّقَتْ فِيهِ وَ صَارَتْ فِرَقاً يَلْعَنُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ يَبْرَأُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَ الثَّانِي لَمْ تَقْتَتِلْ عَلَيْهِ وَ لَمْ تَتَفَرَّقْ فِيهِ وَ وَسَّعَ بَعْضُهُمْ فِيهِ لِبَعْضٍ وَ هُوَ كِتَابُ اللَّهِ وَ سُنَّةُ نَبِيِّهِ وَ مَا يَحْدُثُ زَعَمَتْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا سُنَّةِ نَبِيِّهِ114 وَ أَمَّا الَّذِي اخْتَلَفَتْ فِيهِ وَ تَفَرَّقَتْ وَ تَبَرَّأَتْ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ فَالْمُلْكُ وَ الْخِلَافَةُ زَعَمَتْ أَنَّهَا أَحَقُّ بِهِمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّ اللَّهِ ص فَمَنْ أَخَذَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ 115 اخْتِلَافٌ وَ رَدَّ عِلْمَ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ إِلَى اللَّهِ فَقَدْ سَلِمَ [وَ نَجَا مِنَ النَّارِ]116
وَ لَمْ يَسْأَلْهُ اللَّهُ عَمَّا أَشْكَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَصْلَتَيْنِ اللَّتَيْنِ اخْتَلَفَتْ فِيهِمَا117 وَ مَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ وَ مَنَّ عَلَيْهِ وَ نَوَّرَ قَلْبَهُ وَ عَرَّفَهُ وُلَاةَ الْأَمْرِ وَ مَعْدِنَ الْعِلْمِ أَيْنَ هُوَ فَعَرَفَ ذَلِكَ كَانَ سَعِيداً وَ لِلَّهِ وَلِيّاً وَ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ ص يَقُولُ118 رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ حَقّاً فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ119 فَالْأَئِمَّةُ120 مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنِ الرِّسَالَةِ وَ مُنْزَلِ الْكِتَابِ وَ مَهْبِطِ الْوَحْيِ وَ مُخْتَلَفِ الْمَلَائِكَةِ لَا تَصْلُحُ إِلَّا فِيهَا لِأَنَّ اللَّهَ خَصَّهَا وَ جَعَلَهَا أَهْلًا فِي كِتَابِهِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ص فَالْعِلْمُ فِيهِمْ وَ هُمْ أَهْلُهُ وَ هُوَ عِنْدَهُمْ كُلُّهُ بِحَذَافِيرِهِ بَاطِنُهُ وَ ظَاهِرُهُ وَ مُحْكَمُهُ وَ مُتَشَابِهُهُ وَ نَاسِخُهُ وَ مَنْسُوخُهُ
يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْسَلَنِي فِي إِمَارَتِهِ121 إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ الْقُرْآنَ فِي مُصْحَفٍ فَابْعَثْ إِلَيْنَا مَا كَتَبْتَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ ع122 تَضْرِبُ وَ اللَّهِ عُنُقِي قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ فَقُلْتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ123 يَعْنِي لَا يَنَالُهُ كُلَّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ إِيَّانَا عَنَى نَحْنُ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنَّا الرِّجْسَ وَ طَهَّرَنَا تَطْهِيراً وَ قَالَ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا124
فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ وَ نَحْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ لَنَا ضُرِبَتِ الْأَمْثَالُ وَ عَلَيْنَا نَزَلَ الْوَحْيُ [قَالَ]125 فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ يَحْسَبُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمٌ غَيْرَهُ فَمَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئاً فَلْيَأْتِنَا [بِهِ]126
فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَجُلٌ بِقُرْآنٍ فَقَرَأَهُ وَ مَعَهُ آخَرُ127 كَتَبَهُ وَ إِلَّا لَمْ يَكْتُبْهُ فَمَنْ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّهُ ضَاعَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ فَقَدْ كَذَبَ هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ مَجْمُوعٌ [مَحْفُوظٌ]128 ثُمَّ أَمَرَ عُمَرُ قُضَاتَهُ وَ وُلَاتَهُ فَقَالَ اجْتَهِدُوا رَأْيَكُمْ وَ اتَّبِعُوا مَا تَرَوْنَ أَنَّهُ الْحَقُّ فَلَمْ يَزَلْ هُوَ وَ بَعْضُ وُلَاتِهِ وَ قَدْ وَقَعُوا فِي عَظِيمَةٍ فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يُخْبِرُهُمْ بِمَا يَحْتَجُّ بِهِ عَلَيْهِمْ وَ كَانَ عُمَّالُهُ وَ قُضَاتُهُ يَحْكُمُونَ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ بِقَضَايَا مُخْتَلِفَةٍ
فَيُجِيزُهَا لَهُمْ لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يُؤْتِهِ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ وَ زَعَمَ كُلُّ صِنْفٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَنَّهُمْ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ الْخِلَافَةِ دُونَهُمْ فَبِاللَّهِ نَسْتَعِينُ عَلَى مَنْ جَحَدَهُمْ حَقَّهُمْ وَ سَنَّ لِلنَّاسِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مِثْلُكَ عَلَيْهِمْ129 [حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ130] إِنَّمَا النَّاسُ ثَلَاثَةٌ مُؤْمِنٌ يَعْرِفُ حَقَّنَا وَ يُسَلِّمُ لَنَا وَ يَأْتَمُّ بِنَا فَذَلِكَ نَاجٍ نَجِيبٌ131 لِلَّهِ وَلِيٌّ وَ نَاصِبٌ لَنَا الْعَدَاوَةَ يَتَبَرَّأُ مِنَّا وَ يَلْعَنُنَا وَ يَسْتَحِلُّ دِمَاءَنَا وَ يَجْحَدُ حَقَّنَا وَ يَدِينُ بِالْبَرَاءَةِ مِنَّا فَهَذَا كَافِرٌ بِهِ مُشْرِكٌ مَلْعُونٌ132 وَ رَجُلٌ آخِذٌ بِمَا لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ رَدَّ عِلْمَ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ وَلَايَتِنَا وَ لَمْ يُعَادِنَا فَنَحْنُ نَرْجُو لَهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ133 فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ أَمَرَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ134