التحصين لأسرار ما زاد من كتاب اليقين، النص، ص: 578

أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ وَ هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ السِّكِّينِ الْبَلَدِيُّ قَالا حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مُبَشِّرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ امْرَأَةٍ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ‏:
لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ جَاءَ حَتَّى نَزَلَ بِغَدِيرِ خُمٍّ بِالْجُحْفَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ أَمَرَ بِالدَّوْحَاتِ بِضم [بِقَمِ‏] مَا تَحْتَهُنَّ مِنْ شَوْكٍ ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً فَخَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَ إِنَّ مِنَّا [مَنْ‏]  يَضَعُ رِدَاءَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَ الرَّمْضَاءِ  وَ مِنَّا مَنْ يَضَعُهُ فَوْقَ رَأْسِهِ فَصَلَّى بِنَا ص ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي تَوْحِيدِهِ وَ دَنَا فِي تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وَ عَظُمَ فِي أَرْكَانِهِ وَ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُوَ فِي مَكَانِهِ وَ قَهَرَ جَمِيعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَ بُرْهَانِهِ. ... مَعَاشِرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَبْتَغُوا مُتَشَابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لَنْ يُوضِحَ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إِلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعِدَهُ إِلَيَّ وَ شَائِلٌ عَضُدَهُ وَ رَافِعُهَا بِيَدِي وَ مُعْلِمُكُمْ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهُوَ مَوْلَاهُ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ نَزَّلَهُ عَلَيَّ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ هُمُ الثَّقَلُ الْأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنَ الثَّقَلُ الْأَكْبَرُ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَبْنِيٌّ عَلَى صَاحِبِهِ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ حُكْمِهِ فِي أَرْضِهِ أَلَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ أَلَا وَ قَدْ بَلَّغْتُ أَلَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ أَلَا وَ قَدْ نَصَحْتُ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ وَ أَنَا قُلْتُ عَنِ اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا أَمِيرَ لِلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أَخِي هَذَا أَلَا وَ لَا يَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدِي لِأَحَدٍ غَيْرِهِ.
ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مُنْذُ أَوَّلِ مَا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْبَرَهُ عَلَى دَرَجَةٍ دُونَ مَقَامِهِ مُتَيَامِناً  عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ص كَأَنَّهُمَا فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ  فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَدِهِ وَ بَسَطَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَ شَالَ عَلِيّاً ع‏  حَتَّى صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ:
مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَاعِي عِلْمِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى مَنْ آمَنَ بِي وَ عَلَى تَفْسِيرِ كِتَابِ رَبِّي وَ الدُّعَاءِ إِلَيْهِ وَ الْعَمَلِ بِمَا يَرْضَاهُ وَ الْمُحَارَبَةِ لِأَعْدَائِهِ وَ الدَّالُّ عَلَى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْإِمَامُ وَ الْهَادِي مِنَ اللَّهِ بِأَمْرِ اللَّهِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ‏  بِأَمْرِكَ أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ الْعَنْ مَنْ أَنْكَرَهُ وَ اغْضِبْ عَلَى مَنْ جَحَدَهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ الْآيَةَ فِي عَلِيٍّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تبين [تِبْيَانِي‏] ذَلِكَ وَ نَصْبِكَ إِيَّاهُ لِهَذَا الْيَوْمِ‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً.
وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً. فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏  اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّمَا أَكْمَلَ اللَّهُ لَكُمْ دِينَكُمْ بِإِمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ كَانَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ‏ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ‏  لَا يُخَفَّفُ الْعَذَابُ عَنْهُمْ‏ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ‏.
مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا أَنْصَرُكُمْ لِي وَ أَحَقُّ النَّاسِ بِي وَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَنَا رَاضِيَانِ وَ مَا أُنْزِلَتْ آيَةُ رِضًا إِلَّا فِيهِ وَ لَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا بَدَأَ بِهِ وَ مَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ فِي مَدْحٍ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِيهِ وَ لَا سأل‏  اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فِي‏ هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ‏  إِلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فِي سِوَاهُ وَ لَا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ يُؤَدِّي دَيْنَ اللَّهِ‏  وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ نَبِيُّهُ خَيْرُ نَبِيٍّ وَ وَصِيُّهُ خَيْرُ وَصِيُ‏  مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ إِبْلِيسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ أَهْبَطَ آدَمَ بِخَطِيئَتِهِ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ فَكَيْفَ أَنْتُمْ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَأَنْتُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ مَا يُبْغِضُ [عَلِيّاً]  إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يُوَالِي عَلِيّاً إِلَّا تَقِيٌّ وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ.
فِي عَلِيٍّ وَ اللَّهِ نَزَلَ سُورَةُ وَ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا عَلِيٌّ الَّذِي آمَنَ وَ رَضِيَ بِالْحَقِّ وَ الصَّبْرِ  مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ وَ أَبْلَغْتُكُمْ‏ وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ‏  مَعَاشِرَ النَّاسِ‏ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏  مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ‏  مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى‏ أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ‏  مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّورُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِيَّ ثُمَّ مَسْلُوكٌ فِي عَلِيٍّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقٍ‏  وَ بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَنَا بِقَتْلِ الْمُقَصِّرِينَ وَ الْغَادِرِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ الْآثِمِينَ وَ الظَّالِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّي أُنْذِرُ لَكُمْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِيَ الرُّسُلُ‏ فَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ‏ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏  أَلَا إِنَّ عَلِيّاً الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ فِينَا مَا لَا يُعْطِيَكُمُ اللَّهُ وَ يَسْخَطُ عَلَيْكُمْ وَ يَبْتَلِيكُمْ بِسَوْطِ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكُمْ‏ لَبِالْمِرْصادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ‏ إِلَى‏ النَّارِ وَ يَوْمَ‏ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ‏ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُم‏ ... ))
 

معرفی کتاب:

نام كتاب: التحصين لأسرار ما زاد من كتاب اليقين‏

نويسنده: ابن طاووس، على بن موسى‏ ، تاريخ وفات مؤلف: 664 ق‏

محقق / مصحح: انصارى زنجانى خوئينى، اسماعيل‏

موضوع: مناقب‏

زبان: عربى‏

تعداد جلد: 1

ناشر: مؤسسة دار الكتاب‏

مكان چاپ: ايران؛ قم‏

سال چاپ: 1413 ق‏

نوبت چاپ: اول‏