تفسير الصافي، ج‏2، ص: 52

و في الاحتجاج عنه عليه السلام أنه قال قد حج رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم من المدينة و قد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج و الولاية فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له «يا محمد إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقرؤك السّلام و يقول لَكَ إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي و لا رسولًا من رسلي إلا بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي و قد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغهما قومك: فريضة الحجّ، و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أُخليها أبداً فإنّ اللَّه يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ تحجّ و يحجّ معك كلّ من استطاع إليه سبيلًا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب و تعلّمهم من حجّهم مثل ما علّمتهم من صلواتهم و زكوتهم و صيامهم و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرايع».
فنادى‏ مناد من رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم في النّاس ألا إنّ رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم يريد الحجّ و أن يعلّمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم و يوقفكم من ذلك على‏ ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم و خرج معه النّاس و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحجّ بهم و بلغ من حجّ مع رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى سبعين ألفاً ... فلمّا وقف بالموقوفِ أتاه جبرئيل عن اللَّه تعالى‏ فقال: يا محمد صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم إنّ اللَّه تعالى يقرؤك السلام و يقول لك انّه قد دنا أجل و مدتك و أنا مستقدمك على‏ ما لا بدّ منه و لا عنه محيص فاعهد عهدك‏  و قدّم وصيتك و اعمد الى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياءِ من قبلك و السّلاح و التّابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياءِ فسلّمها الى وصيّك و خَليفتك من بعدك حجّتي البالغة على‏ خلقي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأقمه للنّاس علماً و جدّد عهده و ميثاقه و بيعته و ذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليّ و مولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة عليّ بن أبي طالب عليه السلام فانّي لم أقبض نبيّاً من الأنبياء إلّا من بعد إكمال ديني و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي و ذلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي و طاعته و ذلك أنّي لا أترك أرضي بلا قيّم ليكون حجّة لي على خلقي ف الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ الآية بولاية وليي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة عليّ عبدي و وصي نبيّ و الخليفة من بعده و حجتي البالغة على‏ خلقي مقرون طاعته بطاعة محمّد صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم نبيّي و مقرون طاعته مع طاعة محمّد صلىّ اللَّه عليه و اله و سلم بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني جعلته علماً بيني و بين خلقي من عرفه كان مؤمناً و من أنكره كان كافراً و من أشرك بيعته كان مشركاً و من لقيني بولايته دخل الجنة و من لقيني بعداوته دخل النار فأقم يا محمّد عليّاً صلوات اللَّه عليهما عليماً و خذ عليهم البيعة و جدّد عليهم عهدي و ميثاقي لهم الّذي واثقتهم عليه فانّي قابضك إليّ و مستقدمك علي.
فخشي رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم قومه و أهل النِّفاق و الشّقاق أن يتفرقوا و يرجعُوا جاهليّةً لما عرف من عداوتهم و لما ينطوي عليه أنفسهم لعليّ عليه السلام من‏ البغضة  و سأل جبرئيل أن يسأل ربّه العصمة من النّاس و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من النّاس من اللَّه جلّ اسمه فأخّر ذلك الى أن بلغ مسجد الخَيْف‏  فأتاه جبرئيل في مسجد الخَيْف فأمره أن يعهد عهده و يقيم عليّاً صلوات اللَّه عليه للنّاس و لم يأته بالعصمة من اللَّه جلّ جلاله الذي أراد حتى أتى كُراعَ الغميم بين مكّة و المدينة فأتاه جبرئيل عليه السلام و أمره بالذي أتاه به من قبل اللَّه و لم يأته بالعصمة من اللَّه جلّ جلاله الذي أراد فقال يا جبرئيل إنّي أخشى قومي أن يكذّبوني و لا يقبلوا قولي في عليّ عليه السلام فرَحَل فلما بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار  و العصمة من الناس فقال يا محمّد إنَّ اللَّه تعالى‏ يقرءوك السّلام و يقول لك‏ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ في عليّ صلوات اللَّه و سلامه عليه‏ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏ و كان أوايلهم قربت من الجحفة  فأمره بأن يُرَّدَ من تقدم منهم و يحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليّاً عليه السلام للنّاس و يبلّغهم ما أَنزل اللَّه تعالى‏ في عليّ عليه السلام و أخبره بأنّ اللَّه عزّ و جلّ قد عصمه من النّاس.
فأمر رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم عند ما جاءته العصمة منادياً ينادي في النّاس بالصّلوة جامعةً و يردّ من تقدم منهم و يحبس من تأخّر فتنحّى‏ عن يمينَ الطّريق الى جنب مسجد الغدير و أمره بذلك جبرئيل عن اللَّه عزّ و جلّ و في الموضع سلمات‏  فأمر رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم أن يقم‏  ما تحتهنّ و ينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس فتراجع النّاس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون فقام رسول اللَّه صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم فوق تلك الأحجار ثُمَّ حمد اللَّه تعالى‏ و أثنى‏ عليه فقال صلىّ اللَّه عليه و آله و سلم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فيِ تَوَحُّدِهِ وَدَنَا فيِ تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فيِ سَلْطَنَتِهِ وَ عَظُمَ فيِ أَرْكَانِهِ ... أُقرُّ عَلَى‏ نَفْسِي بِالْعُبُودِيَّةِ وَ أشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ أُؤَدِّي مَا أَوْحَى‏ إِليَّ حَذَراً مِنْ أَنْ لَا أَفْعَلَ فَيَحِلَّ بِي مِنْهُ قَارِعَةٌ لَا يَدْفَعُهَا عَنِّي أَحَدٌ وَ إنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لِإنَّهُ قَدْ أعْلَمَنِي أَنّي إنْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أنْزَلَ إلَيَّ فَمَا بَلّغَتُ رِسَالَتَهُ فَقَدْ ضَمِنَ ليِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏ الْعِصْمَةَ وَ هُوَ اللَّهُ الْكَافيِ الكَرِيمُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ بسم الله الرحمن الرحيم‏ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ فيِ عَليِ صَلَواتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ‏ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا قَصَّرْتُ فيِ تَبْلِيغِ مَا أنْزَلَهُ وَ أَنَا مُبَيِّنٌ لَكُمْ سَبَبَ هذِهِ الآيَةِ إنَّ جَبْرِئِيلَ هَبَطَ الَيَّ مِرَاراً يَاْمُرُني عَنِ السَّلَامِ رَبِّي وَ هُوَ السَّلامَ انْ أَقُومَ فيِ هذَا الْمَشْهَدِ فَاعْلِمَ كُلَّ ابْيضَ وَ أسْوَدَ أَنَّ عَليَّ بِنْ أبي طالِبٍ عليه السلام أخِي وَ وَصِيّي وَ خَلِيفَتي وَ الإمَامُ مِنْ بَعْدِي الَّذِي مَحَلَّهُ مِنّي مَحَلُّ هرُونَ مِنْ مُوسَى‏ إلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ هُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَدْ أنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ عَلَيَّ بِذلِكَ آيَةً مِنْ كِتَابِهِ‏ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏ وَ عَليُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلام أقَامَ الصَّلوةَ وَ آتَى‏ الزَّكْوَة وَ هُوَ رَاكِعٌ يُرِيدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فيِ كُلِّ حَالٍ وَ سَألتُ جَبْرَئيلَ عليه السلام أَنْ يَسْتَعفِي ليِ عَنْ تَبْلِيغِ ذلِكَ إلَيْكُمْ أَيُّهَا النّاسُ لِعِلْمي بِقِلَّةِ الْمُتَّقِينَ وَ كِثْرَةِ المُنَافِقِينَ وَ أدغَالِ‏  اْلآثِمينَ وَ خَتَل‏  المُسْتَهزِئِينَ بِالإسْلامِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالى‏ في كِتَابِهِ بِأَنَّهُمْ‏ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ‏ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ‏ وَ كَثْرَةِ إذا هُمْ ليِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتّى سَمُّوني أُذُناً وَ زَعَمُوا أنّي كَذلِكَ لِكَثْرَةِ مَلَازِمَتِهِ إيَّايَ وَ إقبالي عَلَيْهِ حَتّى‏ أنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فيِ ذلِكَ‏ وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ‏ اذُنٌ عَلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ‏ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ‏ الآية وَ لَوْ شِئْتَ أنْ أُسمِيَّ بِأَسْمائِهِمْ لَسَمَّيْتُ وَ أنْ أُومِيَ إلَيْهِمْ بِأَعْيَانِهِمْ لأَوْمَأتُ وَ أنْ أدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلَتُ وَ لكِنّي وَ اللَّهِ فيِ أُمُورِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ وَ كُلُّ ذلِكَ لَا يَرضى‏ اللَّهُ مِنّي إلّا أنْ أُبَلِّغَ مَا أنْزلَ إلىَّ ثُمَّ تَلَا يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ فيِ عَلي‏ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏ فاعْلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَ إمَاماً مُفْتَرَضاً طَاعَتُهُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ اْلأنْصَارِ وَ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ وَ عَلَى البَادِي وَ الحَاضِرِ وَ عَلَى الأَعْجَمِيّ وَ الْعَرَبِيّ و الْحُرِّ وَ المَمْلُوكِ و الصَّغِيرِ وَ الكَبِيرِ وَ عَلَى اْلأَبْيَضِ وَ اْلأَسْوَدِ وَ عَلَى‏ كلِّ مُوَحِّدٍ مَاضٍ حُكْمُهُ جَايِزٌ قَوْلُهُ نَافِذٌ أَمْرُهُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ مَرْحُومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَ مَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ لِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَ أطَاعَ لَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّهُ آخِرُ مَقامٍ أقُومُهُ فيِ هذا الْمَشْهَدِ فَاسْمَعُوا وَ أطِيعُوا وَ انْقادُوا لِأَمْرِ رَبِّكُمْ فَإنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ رَبُّكُمْ وَ وَلِيُّكُمْ وَ إلهكُمْ ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَيّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَم وَلِيُّكُمْ الْقَآئِمُ الْمُخَاطِبُ لَكُمْ ثُمَّ مِنْ بَعْدي عَليُّ صَلَواتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ‏ وَلِيُّكُمْ وَ إمَامُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّكُمْ ثُمَّ اْلإِمَامَةُ فيِ ذُرِّيَتِي مِنْ وُلْدِهِ إلَى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَوْمَ يَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَا حَلَالَ إلَا مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَ لَا حَرَامَ إلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَرَّفَنِي الحَلَالَ و الحَرَامَ وَ أنَا أفْضَيْتُ‏  بِمَا عَلَّمَنِيِ رَبّي مِنْ كِتَابِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ إلَيْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إلَّا وَ قَدْ أحْصَاهُ اللَّهُ فيِ كُلّ عِلْمٍ عَلِمْتُهُ فَقَدْ أحْصَيْتُهُ فيِ عَليِّ إمَامِ الْمُتَّقِينَ وَ مَا مِنْ عِلْمٍ إلَّا وَ قَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيَّاً وَ هُوَ الإمَامُ الْمُبِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَضِلُّوا عَنْهُ وَ لَا تَنْفِرُوا مِنْهُ وَ لَا تَسْتنْكفُوا مِنْ وِلَايَتِهِ فَهُوَ الَّذِي يَهْدِي إلىَ الْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يزْهَقُ الْبَاطِلَ وَ يَنْهَى‏ عَنْهُ وَ لَا تَأَخُذُهُ في اللَّهِ لَوْمَةُ لآئِمٍ ثُمَّ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الَّذِي فَدَى‏ رَسُولَ اللَّهِ صَلَىّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ بِنَفْسِهِ وَ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَىّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ وَ لَا أحَدَ يَعْبُدُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجَالِ غَيْرُهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللَّهُ وَ اقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللَّه مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إمَامٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى‏ أَحَدٍ أنْكَرَ وَلايَتَهُ وَ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ حَتْماً علَى اللَّهِ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ ممَّنْ خَالَفَ أمْرَهُ فِيهِ وَ أنْ يُعَذِّبَهُ عَذَاباً نُكْراً أبَدَ الآبَادِ وَ دَهْرَ الدُّهُورِ فَاحْذَرُوا أنْ تُخَالِفُوهُ فَتُصْلَوْا ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ‏ أَيُّهَا النَّاسِ بِي وَ اللَّهِ بُشِّرَ الأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ أنَا خَاتِمُ الأنْبياء وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْحُجّةُ عَلَى‏ جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَواتِ وَ اْلأَرضِينَ فَمَنْ شَكَّ فيِ ذلِكَ فَهُوَ كَافِر كُفْرَ الْجَاهِلِيَّةَ اْلأُولى وَ مَنْ شَكَّ فيِ شَيْ‏ءٍ مِنْ قَوْليِ هذَا فَقَدْ شَكَّ فيِ الْكُلِّ مِنْهُ وَ الشَّاكُّ فيِ الْكُلِّ فَلَهُ النَّارُ مَعَاشرَ النَّاس حَبانِيَ‏  اللَّهُ بِهذِهِ الْفَضِيلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَيَّ وَ إحْسَاناً مِنْهُ إلَيَّ وَ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ مِنّي أبَدَ اْلآبِدِينَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ عَلَى‏ كُلِّ حَالٍ، مَعَاشرَ النَّاس فَضِّلُوا عَلِيّاً فَإنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدِي مِنْ ذَكَر وَ أُنْثَى‏ بِنَا أَنْزَلَ اللَّهُ الرِّزْقَ وَ بَقِي الْخَلْقُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ قَوْليِ هذَا وَ إنْ لَمْ يُوَافِقْهُ إلَّا إنَّ جَبْرِئِيلَ خَبَّرَنِي عَنْ اللَّهِ تَعَالَى‏ بِذلِكَ وَ يَقُولُ مَنْ عَادَى عَلِيّاً وَ لَمْ يَتَوَلَّهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتي وَ غَضَبِي‏ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ أَنْ تُخَالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ‏ بَعْدَ ثُبُوتِهَا إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مَعَاشرَ النَّاسِ إِنَّهُ جَنْبُ اللَّهِ نَزَلَ فيِ كِتَابِهِ‏ يا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ‏ مَعَاشرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْانَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ انْظرُوا إلَى‏ مُحْكَمَاتِهِ وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشابِهَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لَا يُوضِحُ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعَدُهُ إلَيَّ وَ شَائِلٌ‏  بِعَضُدِهِ وَ مُعَلِّمُكُمْ أَنَّ مَنْ كُنْتَ مَوْلَاهُ فَهذَا عَلَيٌّ مَوْلَاهُ وَ هُوَ عَليُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِ السَّلَامْ أَخِي وَ وَصيي وَ مُوَالاتُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَهَا عَلَيَّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ هُوَ الثِّقْلُ اْلأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنُ هُوَ الثِّقْلُ اْلأَكْبَرُ فَكُلُّ وَاحِدٍ مُنْبئٌ عَنْ صَاحِبِهِ وَ مُوَافِقٌ لَهُ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتّى‏ يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أُمَنآءُ اللَّهِ فيِ خَلْقِهِ وَ حُكَّامُهُ فيِ أَرْضِهِ أَلَّا وَ قَدْ بَلَّغْتُ ألَا وَ قَدْ أَدَّيْتُ ألَا وَ قَدْ أَسْمَعْتُ ألَّا وَ قَدْ أوْضَحْتُ ألَا وَ إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ أنَا قُلْتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ألَا إنَّهُ لَيْسَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ غَيْرَ أخي هذَا وَ لَا تَحِلُّ إمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ لأَحَدٍ غَيْرِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إلَى‏ عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وَ كَانَ مُنْذُ أوَّلِ مَا صَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَىْ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ شَالَ عَلِيّاً حَتّى‏ صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى‏ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ ثُمَّ قَالَ مَعَاشرَ النَّاسِ هذَا عَليٌّ أخي وَ وَصِيّي وَ وَاعي عِلْمي وَ خَلِيفَتي عَلَى‏ أُمَّتِي وَ عَلى‏ تَفْسِيِر كتَابِ اللَّهِ وَ الدَّاعِي إِلَيْهِ وَ الْعَامِلُ بِمَا يَرْضَاهُ وَ الْمُحَارِبُ لأَعْدَائِهِ وَ الْمُوَاليِ عَلى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلْيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الإِمَامُ الهَادِي وَ قَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمارِقِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ أَقُولُ مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لدَيَّ بِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ الْعَنْ مَنْ أنْكَرَهُ وَ اغْضَب عَلَى‏ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ اللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَ عَلَيَّ أَنَّ اْلإِمَامَةَ لِعَليِّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تِبْياني ذلِكَ وَ نَصبْي إيَّاهُ عَلَماً بِمَا أَكْمَلْتَ لِعِبَادِكَ مِنْ دِينِهِمْ وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ وَ رَضِيتَ لَهُمُ اْلإِسْلَامَ دِيناً فَقُلْتَ‏ وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أنّي قَدْ بَلّغْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أكْمَلَ دِينَكُمْ بِإمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إلى يَوْمِ‏ القِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ‏ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ‏ لَا يُخَفِّفُ اللَّهُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَ لَا هُمْ يُنْظَرُونَ. مَعَاشِرَ النَّاسِ هذَا عَليٌّ أَنْصَرَكُمْ لِي وَ أَحَقُّكُمْ بِي وَ أَقْرَبُكُمْ إليَّ وَ أَعَزُّكُمْ عَلَيَّ و اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أنَا عَنْهُ رَاضِيانِ وَ مَا نَزَلَتْ آيةُ رِضَىً إلَّا فِيهِ وَ مَا خَاطَبَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إلَّا بَدَأَ بِهِ وَ لَا نَزَلَتْ آيَةُ مَدْحٍ فيِ الْقُرْآنِ إلَّا فِيهِ وَ لَا شَهِدَ اللَّهُ بِالْجَنَّةِ فيِ هَلْ أَتى عَلَى‏ اْلإِنْسَانِ إلَّا لَهُ وَ لَا أَنْزَلَهَا فيِ سِوَاهُ وَ لا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ. مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ نَاصرُ دِينِ اللَّهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَىّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ وَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهادي المُهْدي نَبِيُّكُمْ خَيْرُ نَبِيِّ وَ وَصِيُّكُمْ خَيْرُ وَصِيِّ وَ بَنُوهُ خَيْرُ الأَوْصِياءِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيّةُ كُلِّ نَبِيِّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَتِي مِنْ صُلْبِ عَليِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ إبْلِيسَ أَخْرَجَ آدمَ عَلَيْهِ السَّلامْ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلَا تَحْسُدُوهُ فَتَحْبِطَ أَعْمَالَكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فَإنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إلَى اْلأَرْضِ بِخَطيئةٍ وَاحِدَةٍ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَيْفَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ مِنْكُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ ألَّا إنَّهُ لَا يُبْعِضُ عَلِيّاً إلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يَتَوَلَّى‏ عَلِيّاً إلَّا تَقِيٌّ وَ لا يُؤْمِنُ بِهِ إلَّا مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ وَ فِي عَليِ وَ اللَّهِ أُنْزِلَ سُوَرَةُ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إلَى‏ آخِرِهِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدِ اسْتَشْهَدْتُ اللَّهَ وَ بَلَّغْتُكُمْ رِسَالَتِي‏ وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ‏ مَعَاشِرَ النَّاسِ‏ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏ مَعَاشِرَ النَّاسِ‏ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ وَ النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ‏ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى‏ أَدْبارِها مَعَاشِرَ النَّاسِ النُّوُرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فيَّ ثُمَّ مَسْلُوكٌ فيِ عَليِّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إلى القَائِمِ الْمَهْدِيّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِكُلِّ حَقّ هُوَ لَنَا لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى‏ الْمُقُصِرِّينَ وَ الْمُعَانِدِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ اْلآثِمينَ وَ الظَّالِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إنّي أُنْذِرُكُمْ أَنّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْليِ الرُّسُلُ أَفَإنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ‏ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏ ألا و إنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلامْ الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَمُنُّوا عَلىَ اللَّهِ تَعَالَى‏ إسْلَامَكُمْ فَيُسْخِطَ عَلَيْكُمْ وَ يُصيبَكُمْ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَبِالْمِرْصَادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونَ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ‏ إلَى‏ النَّارِ وَ يَوْمَ‏ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصِرُونَ‏ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ اللَّهَ وَ أَنَا بَرِيئانِ مِنْهُمْ.
مَعَاشرَ النَّاسِ إنَّهُمْ وَ أَشْيَاعَهُمُ وَ اتَبْاعَهُمْ وَ أنْصَارَهُمْ فيِ الدَّرْكِ اْلأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَبِئْسَ مَثْوى الْمُتَكَبِّرينَ ألا إنَّهُمْ‏  أَصْحَابُ الصَّحيفَةِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ فيِ صَحِيفَتِهِ قَالَ فَذَهَبَ عَلَى النَّاسِ الا شرذمة منهم أمر الصحيفة مَعَاشرَ النَّاسِ انِّي أدَعُهَا أَمَانَةً وَ وِرَاثَةً فيِ عَقِبِي إلَى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ بَلَّغْتُ مَا أُمِرْتُ بِتَبْلِيغِهِ حُجَّةً عَلَى‏ كُلِّ حَاضِرٍ وَ غَائِبٍ وَ عَلى‏ كُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَو لَمْ يَشْهَدْ وُلِد أَو لَمْ يُولَدْ فَلْيُبلِغُ الْحَاضرُ الْغَائِبَ وَ الْوَالِدُ الْوَلَدَ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ سَيَجْعَلُونَهَا مِلْكاً اغْتِصَاباً أَلا لَعنَ اللَّهُ الْغَاصِبِينَ وَ الْمُغْتَصِبِين‏ ... ))
 

معرفی کتاب:

نام كتاب: تفسير الصافي‏

نويسنده: فيض كاشانى، محمد بن شاه مرتضى‏ ، تاريخ وفات مؤلف: 1091 ق‏

محقق / مصحح: اعلمى، حسين‏

موضوع: تقسير

زبان: عربى‏

تعداد جلد: 5

ناشر: مكتبه الصدر

مكان چاپ: تهران‏

سال چاپ: 1415 ق‏

نوبت چاپ: دوم‏