آیات 1 - 4 سوره عنکبوت : تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏10، ص: 120

و في شرح الآيات الباهرة : قال عليّ بن إبراهيم- رحمه اللَّه-: حدّثني محمّد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن- عليه السّلام- عن قول اللَّه- عزّ و جلّ-: الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏.
قال: صار العبّاس إلى أمير المؤمنين- عليه السّلام- فقال: امش حتّى يبايع لك النّاس.
فقال له: أ تراهم فاعلين؟
قال نعم.
قال: فأين قول اللَّه- عزّ و جلّ-: الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏.

و قال محمّد بن العبّاس- رحمه اللَّه- : حدّثنا أحمد بن محمّد، عن سعيد، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن عبيد اللَّه بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن أبيه- صلوات اللَّه عليهم- قال: لمّا نزلت‏ الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏. قال: قلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الفتنة؟
قال: يا عليّ، إنّك مبتلى بك. و إنّك مخاصم قاعدّ  للخصومة.

و قال‏ - أيضا-: حدّثنا أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن حمّاد، عن سماعة بن مهران قال: رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم‏- كان ذات ليلة في المسجد فلمّا كان قريب‏  الصّبح، دخل أمير المؤمنين- عليه السّلام- فناداه رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- فقال: يا عليّ.
قال: لبيّك.
قال: هلّم إليّ. فلمّا دنا منه قال: يا عليّ، بت الليلة حيث تراني. فقد سألت ربّي‏
______________________________
(1) تأويل الآيات الباهرة، مخطوط، ص 154.
(2) نفس المصدر و الموضع.
(3) هكذا في م و س و المصدر. و في سائر النسخ:
فأعدّ.
(4) نفس المصدر و الموضع.
(5) هكذا في المصدر، و أ. و في سائر النسخ:
قرب.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏10، ص: 121

ألف حاجة، فقضاها لي. و سألت لك مثلها، فقضاها. و سألت لك ربّي، أن يجمع لك أمّتي من بعدي فأبى عليّ ربّي. فقال: الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏.

و في إرشاد المفيد : الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا- عليه السّلام- قال: لا يكون ما تمدّون إليه أعناقكم حتّى تميّزوا و تمحّصوا.
و لا يبقى منكم إلّا القليل. ثمّ قرأ: الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏. ثمّ قال: إنّ من علامات الفرج، حدث يكون بين المسجدين و يقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب.
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ‏ (3):

قيل‏ : فليتعلّقنّ علمه بالامتحان تعلّقا حاليّا، ليتميّز به الّذين صدقوا في الإيمان و الّذين كذبوا فيه و ينوط بهم ثوابهم و عقابهم. و لذلك قيل المعنى: و ليميّزنّ. أو ليجازين.
و يجوز أن يكون المعنى: ليصير معلومه موجودا من صدق جماعة و كذب آخرين. بناء على أنّ المراد، و هو العلم التّفصيليّ. الّذي هو عين المعلوم. الّذي هو الموجود الخارجيّ.

و قرئ: «و ليعلمنّ» من الإعلام، أي: و ليعرّفنّهم، كبياض الوجوه و سوادها . و في مجمع البيان‏ : و هو المرويّ عن جعفر بن محمّد، و محمّد بن عبد اللَّه بن الحسن.
الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏
و في تفسير عليّ بن إبراهيم:  حدّثني أبي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن- عليه السّلام- قال: جاء العبّاس إلى أمير المؤمنين- صلوات اللَّه عليه- فقال:
انطلق نبايع لك النّاس.
فقال له أمير المؤمنين- صلوات اللَّه عليه-: أو تراهم فاعلين؟
قال: نعم.

قال: فأين قوله عزّ و جلّ: الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏، أي: اختبرناهم.
______________________________
(1) الإرشاد/ 360.
(2) أنوار التنزيل 2/ 204.
(3) نفس المصدر و الموضع. و فيه: و قرئ: «و ليعلمن» من «الاعلام»، أي: و ليعرفنهم الله الناس أو يسمنهم بسمة يعرفون بها يوم القيامة، كبياض الوجوه و سوادها.
(4) مجمع البيان 4/ 271.
(5) تفسير القمي 2/ 148.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏10، ص: 122

فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ‏.
و في مجمع البيان‏ : عند قوله. أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً و في تفسير الكلبيّ: أنّه لمّا نزلت هذه الآية قام النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- فتوضّأ و أسبغ وضوءه. ثمّ قال فصلّى فأحسن صلاته. ثمّ سأل اللَّه- سبحانه- أن لا يبعث عذابا من فوقهم، أو من تحت أرجلهم، و لا يلبسهم شيعا، و لا يذيق بعضهم بأس بعض. فنزل جبرائيل- عليه السّلام- [فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه- تعالى- سمع مقالتك. و أنّه قد أجارهم من خصلتين، و لم يجرهم من خصلتين.

أجارهم من أن يبعث عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم.]  و لم يجرهم من الخصلتين الأخيرتين.
فقال- عليه السّلام-: يا جبرائيل، ما بقاء أمّتي مع قتل بعضهم بعضا. فقام و عاد إلى الدّعاء، فنزل‏ الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏. (الآيتين) فقال: لا بدّ من فتنة تبتلي بها الأمّة بعد نبيّها، ليتعيّن‏  الصّادق من الكاذب. لأنّ الوحي انقطع و بقي السّيف و افتراق الكلمة إلى يوم القيامة.
و في تفسير العيّاشيّ‏ : عن جابر قال: قلت لأبي جعفر- عليه السّلام- [: قوله‏  لنبيّه:]  لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ فسّره لي.

قال: فقال أبو جعفر- عليه السّلام-: يا جابر، إنّ رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- كان حريصا على أن يكون عليّ- عليه السّلام- من بعده على النّاس. و كان عند اللَّه خلاف ما أراد رسول اللَّه.
قال: قلت: فما معنى ذلك؟

قال: نعم، عنى بذلك قول اللَّه لرسوله- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم-: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ يا محمّد في عليّ. الأمر إليّ في عليّ و في غيره. ألم أنزل‏  عليك يا محمّد فيما أنزلت من كتابي إليك‏ الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏. إلى قوله: وَ لَيَعْلَمَنَ‏ قال: فوّض رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- الأمر إليه.
______________________________
(1) مجمع البيان 2/ 315.
(2) من المصدر.
(3) المصدر: ليتبيّن.
(4) تفسير العياشي 1/ 197- 198، ح 140.
(5) آل عمران/ 128.
(6) من المصدر.
(7) المصدر: ألم أتل (أنزل خ. ل.)

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏10، ص: 123

و في إرشاد المفيد- رحمه اللَّه-  و قد جاءت الرّواية: أنّه لمّا تمّ لأبي بكر ما تمّ و بايعه من بايع، جاء رجل إلى أمير المؤمنين- عليه السّلام- و هو يسوّي قبر رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- بمسحاة في يده، و قال له: إنّ القوم قد بايعوا أبا بكر، و وقعت الخذلة في الأنصار  لاختلافهم، و بدر الطّلقاء للعقد  للرّجل خوفا من إدراككم الأمر. فوضع طرف المسحاة على الأرض‏  و يده عليها، ثمّ قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ* أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ‏.

و في الكافي‏ : روي أنّ أمير المؤمنين- عليه السّلام- قال في خطبة له: و لو أراد اللَّه- سبحانه- بأنبيائه- حيث بعثهم- أن يفتح لهم كنوز الذّهبان و معادن البلدان‏  و مغارس الجنان و أن يحشر طير السّماء و وحش الأرض معهم، لفعل. و لو فعل لسقط البلاء و اضمحلّ الجزاء  و بطل الابتلاء  و لما وجب للقائلين‏  أجر المبتلين‏  و لا لحق المؤمنين ثواب المحسنين. و لا لزمت الأسماء أهاليها على معنى مبيّن. و لذلك لو أنزل اللَّه‏ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ‏.  و لو فعل لسقط البلوى عن النّاس أجمعين. و لكنّ اللَّه- جلّ ثناؤه- جعل رسله أولي قوّة في عزائم نيّاتهم، و ضعفه فيما ترى الأعين من حالاتهم. من قناعة تملأ القلوب و العيون غناؤه، و خصاصة تملأ الأسماع و الأبصار أداؤه.

و لو كانت الأنبياء أهل قوّة لا ترام و عزّة لا تضام و ملك يمدّ نحوه أعناق الرّجال و يشدّ إليه عقد الرّجال، لكان أهون على الخلق في الاختبار و أبعد لهم في الاستكبار. و لأمنوا عن رهبة  قاهرة لهم أو رغبة  مائلة بهم. فكانت النّيّات‏  مشتركة و الحسنات مقتسمة.

و لكنّ اللَّه أراد أن يكون الاتّباع لرسله و التّصديق بكتبه و الخشوع لوجهه و الاستكانة لأمره‏
______________________________
(1) الإرشاد/ 101- 102.
(2) المصدر: للأنصار.
(3) المصدر: بالعقد.
(4) هكذا في المصدر. و في النسخ: في الأرض.
(5) الكافي 4/ 198- 201، ح 2.
(6) المصدر: معادن العقيان.
(7) المصدر و ن: بطل الجزاء.
(8) المصدر: اضمحلّت الأنباء و في ن: اضمحلّ الابتلاء.
(9) «القائلين» من القيلولة، يعني: لو لم يكن ابتلاء لكانوا مستريحين، فلا ينالون أجور المبتلين.
(10) أجور المبتلين.
(11) الشعراء/ 4.
(12) هكذا في المصدر. و في النسخ: رغبة.
(13) هكذا في المصدر. و في النسخ: رهبة.
(14) ن: السيئات.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏10، ص: 124

و الاستسلام إليه‏ ، أمورا خاصّة لا يشوبها من غيرها مشائبة. و كلّما كانت البلوى و الاختبار أعظم، كانت المثوبة و الجزاء أجزل.
ألا ترون أنّ اللَّه- جلّ ثناؤه- اختبر الأوّلين من لدن آدم إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار ما تضرّ و لا تنفع و لا تبصر و لا تسمع فجعلها بيته الحرام، الّذي جعله للنّاس قياما.

ثمّ جعله بأوعر بقاع الأرض حجرا، و أقل نتائق الدّنيا مدرا، و أضيق بطون الأودية معاشا، و أغلظ محالّ المسلمين [مياها. بين جبال خشنة، و رمال دمثة، و عيون و شلة، و قرئ منقطعة، و أثر من مواضع قطر السّماء و اثر ليس يزكو به خفّ و لا ظلف‏]  و لا حافر. ثمّ أمر آدم و ولده أن يثنوا أعطافهم نحوه. فصار مثابة لمنتجع أسفارهم، و غاية لملقى رحالهم، و تهوي إليه ثمار الأفئدة في مغاوز قفار متّصلة و جزائر بحار منقطعة و مهاوي فجاج عميقة. حتّى يهزّوا مناكبهم ذللا. يهلّلون اللَّه‏  حوله. و يرملون على أقدامهم شعثا غبرا له. قد نبذوا القنع و السّراويل وراء ظهورهم و حسروا بالصعود  حلقا عن رؤوسهم، ابتلاء عظيما و اختيارا كبيرا و امتحانا شويدا و بليغا و قنوتا مبينا. جعله اللَّه سببا لرحمته، و وصلة  [و وسيلة]  جنّته، و علّة لمغفرته، و ابتلاء للخلق برحمته.

فلو كان اللَّه- تعالى- وضع بيته الحرام و مشاعره العظام بين جنّات و أنهار و سهل و قرار جمّ الأشجار داني الثّمار ملتفّ النبات متّصل القرى من برّة سمراء و روضة خضراء و أرياف محدقة و عراض‏  مغدقة و زروع ناضرة و طرق عامرة و حدائق كثيرة، لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلاء. ثمّ لو كانت الأساس المحمول عليها أو الأحجار المرفوع بها بين زمرّدة خضراء و ياقوتة حمراء و نور و ضياء، لخفّف مصارعة الشّك‏  في الصّدور و لوضع مجاهدة إبليس عن القلوب و لنفي معتلج الرّيب من النّاس. و لكنّ اللَّه- عزّ و جلّ- يختبر عبيده بأنواع الشّدائد و يتعبّدهم بألوان المجاهدة. و يبتليهم بضروب المكاره، إخراجا للتّكبّر من‏
______________________________
(1) المصدر: لطاعته.
(2) ليس في أ.
(3) هكذا في المصدر. و في النسخ: «اللَّه» بدل «يهللون للَّه.»
(4) ن، و المصدر: بالشعور.
(5) ليس في المصدر.
(6) من ن و المصدر.
(7) المصدر: أعراض.
(8) هكذا في المصدر، و ن. و في سائر النسخ:
الشكر.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏10، ص: 125

قلوبهم و إسكانا للتّذلّل في أنفسهم. و ليجعل ذلك أبوابا [فتّحا]  إلى فضله، و أسبابا ذللا لعفوه، و فتنة. كما قال: الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ‏.

و في شرح الآيات الباهرة : و قال- أيضا- حدّثنا جعفر بن محمّد الحسيني‏ ، عن إدريس بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: قلت له: فسّر لي قوله‏ - عزّ و جلّ- لنبيّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم-: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ فقال: إنّ رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- كان حريصا على أن يكون عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- من بعده على النّاس. و كان عند اللَّه خلاف ذلك. فقال:
و عني بذلك قوله- عزّ و جلّ-: الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ‏ قال: فرضي رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- بأمر اللَّه- عزّ و جلّ-.

و في جوامع الجامع‏ : و في الحديث: كان من قبلكم يؤخذ، فيوضع المنشار على رأسه فيفرّق فرقتين، ما يصرفه ذلك عن دينه. و يمشّط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم و عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی