آیه 1 -4 سوره عنکبوت : تفسیر السمرقندی المسمی بحر العلوم

نکته: در این تفسیر به این نکته اشاره شده است که خداوند بعد از قبض روح انبیاء از بین امت خویش، امت آن پیامبر را دچار ابتلا می کند.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏
الم (1) أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3)

قوله سبحانه و تعالى: الم‏ أَ حَسِبَ النَّاسُ‏ يعني: أظنّ الناس‏ أَنْ يُتْرَكُوا يعني: أن يمهلوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا أي: صدقنا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏ يعني: لا يبتلون. قال في رواية الكلبي:

لما نزلت هذه الآية قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى‏ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ‏ [الأنعام: 65] فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «يا جبريل ما بقاء أمّتي على هذا» فقال له جبريل عليه السلام: فادع اللّه لأمتك، فقام فتوضأ، ثم صلى ركعتين، ثم سأل ربه عز و جل أن لا يبعث عليهم العذاب. قال: فنزل جبريل عليه السلام،

فقال: يا محمد إن اللّه عز و جل قد أجار أمتك من خصلتين، و ألزمهم خصلتين، فعاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فتوضأ ثم صلى، فأحسن الصلاة، ثم سأل ربه عز و جل لأمته أن لا يلبسهم شيعا، و لا يذيق بعضهم بأس بعض، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد قد سمع اللّه عز و جل مقالتك، فإنه يقول: و لقد أرسلنا رسلا من قبلك، فصدقهم مصدقون، و كذبهم مكذبون، ثم لم يمنعنا أن نبتليهم بعد قبض أنبيائهم ببلاء يعرف فيه الصادق من الكاذب، ثم نزل قوله عز و جل‏ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون الآية.

قال مقاتل: نزلت في مهجع بن عبد اللّه مولى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، أول قتيل قتل من المسلمين يوم بدر، و هو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة، فجزع أبواه و امرأته و قد كان اللّه بيّن للمسلمين أنه لا بد لهم من البلاء و المشقة في ذات اللّه عز و جل فنزل‏ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا.

و قال بعضهم: لما أصيب المسلمون يوم أحد، و كانت الكرة عليهم، فعيرهم اليهود و النصارى و المشركون، فشقّ ذلك على المسلمين، فنزلت هذه الآية. و يقال: نزلت في عيّاش بن أبي ربيعة، و في نفر معه أخذهم المشركون و عذبوهم على الإسلام، فنزلت هذه الآية. و يقال: نزلت في جميع المسلمين. و معناه: أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا ثم لا يفرض عليهم الفرائض. و قال الزجاج: هذا اللفظ لفظ الاستخبار، و المعنى به تقرير و توبيخ،

بحر العلوم، ج‏2، ص 625

يعني: أحسب الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا: آمنا فقط، و لا يختبروا. و يقال: أن لا يعذبوا في الدنيا.
ثم قال عز و جل: وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏ يعني: اختبرنا الذين كانوا من قبل هذه الأمة و ابتليناهم ببلايا فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا يعني: إنما يبتليهم ليبين الذين صدقوا من المؤمنين في إيمانهم‏ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ‏ منهم فشكوا عند البلاء. و يقال: معناه ليبين صدق الصادق، و كذب الكاذب بوقوع صدقه، و وقوع كذبه. و قال القتبي: يعني: ليميزنّ اللّه الذين صدقوا، و يميز الكاذبين.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی