آیه 20 سوره سبأ:

عقود المرجان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 125

[سورة سبإ (34): آية 20]
وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

عن أبي جعفر عليه السّلام قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا قال بغدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، كان إبليس حاضرا بعفاريته فقالت له: ما هكذا قلت لنا. لقد أخبرتنا أنّ هذا إذا مضى، افترق أصحابه. و هذا أمر مستقرّ كلّما أراد أن يذهب واحد، بدر آخر. قال: افترقوا. فإنّ أصحابه قد و عدوني ألّا يقرّوا له بشي‏ء ممّا قال. و هو قوله عزّ و جلّ: «وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ». و هم شيعته. و ذلك الظنّ عند قولهم انّه ينطق عن الهوى و قول أحد المنافقين لصاحبه: أما ترى عينيه تدوران في أمّ رأسه كأنّه مجنون.

يعنون رسول اللّه. و قال عليه السّلام: لمّا قبض رسول اللّه و أقام الناس غير عليّ، لبس إبليس تاج الملك و نصب منبرا و قعد في الثويّة و جمع خيله و رجله ثمّ قال: اطربوا. لا يطاع اللّه حتّى تقوم الساعة. ثمّ تلا عليه السّلام: «وَ لَقَدْ صَدَّقَ»- الآية.

«صَدَّقَ». قرأ يعقوب: «صَدَّقَ» بالتشديد «إِبْلِيسُ» بالنصب‏ «ظَنَّهُ» بالرفع. «عَلَيْهِمْ» الضمير في عليهم يعود إلى أهل سبأ. و قيل: إلى الناس كلّهم إلّا من أطاع اللّه. و المعنى: انّ إبليس كان قد قال: لأغوينّهم و لأضلّنّهم، و ما قال ذلك إلّا ظنّا. فلمّا تابعه أهل الزيغ و الشرك، حقّق ظنّه. «فَاتَّبَعُوهُ» فيما دعاهم إليه. «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ». من للبيان. أي: هم المؤمنون.

و ما كان لإبليس على من أغواه سلطان يتمكّن به من إجبارهم. و إنّما يمكنه الوسوسة فقط؛ كما قال: «وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ» - الآية.

نسخه شناسي

درباره مولف

کتاب شناسی