آیه 20 سوره سبأ: البرهان في تفسير القرآن

البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 518

8775/ - مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ. قَالَ: «صَبَّارٌ عَلَى مَوَدَّتِنَا، وَ عَلَى مَا نَزَلَ بِهِ مِنْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ، صَبُورٌ عَلَى الْأَذَى فِينَا، شَكُورٌ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى وَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ».

قوله تعالى:
وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ [20]

8776/ - مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيِّ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: «لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَدِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَوْمَ الْغَدِيرِ، صَرَخَ إِبْلِيسُ فِي جُنُودِهِ صَرْخَةً، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ، فَقَالُوا: يَا سَيِّدَهُمْ وَ مَوْلَاهُمْ، مَاذَا دَهَاكَ، فَمَا سَمِعْنَا لَكَ صَرْخَةً أَوْحَشَ مِنْ صَرْخَتِكَ هَذِهِ؟

فَقَالَ لَهُمْ: فَعَلَ هَذَا النَّبِيُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَمْ يُعْصَ اللَّهُ أَبَداً. فَقَالُوا: يَا سَيِّدَهُمْ، أَنْتَ كُنْتَ لِآدَمَ.
فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، وَ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَ مَا تَرَى عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ فِي رَأْسِهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ، يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، صَرَخَ إِبْلِيسُ صَرْخَةً بِطَرَبٍ، فَجَمَعَ أَوْلِيَاءَهُ، فَقَالَ: أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ لِآدَمَ مِنْ قَبْلُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ لَمْ يَكْفُرْ بِالرَّبِّ، وَ هَؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ، وَ كَفَرُوا بِالرَّسُولِ.
فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ أَقَامَ النَّاسُ غَيْرَ عَلِيٍّ، لَبِسَ إِبْلِيسُ تَاجَ الْمُلْكِ، وَ نَصَبَ مِنْبَراً، وَ قَعَدَ فِي الزِّينَةِ ، وَ جَمَعَ خَيْلَهُ وَ رَجِلَهُ‏ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: اطْرَبُوا، لَا يُطَاعُ اللَّهُ حَتَّى يُقَامَ إِمَامٌ‏ ». وَ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):

وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): «كَانَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ الظَّنُّ مِنْ إِبْلِيسَ، حِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، فَظَنَّ إِبْلِيسُ بِهِمْ ظَنّاً فَصَدَّقُوا ظَنَّهُ».

البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 519

8777/ - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: «لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَنْصِبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِلنَّاسِ فِي قَوْلِهِ: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏  فِي عَلِيٍّ بِغَدِيرِ خُمٍّ، فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، فَجَاءَتِ الْأَبَالِسَةُ إِلَى إِبْلِيسَ الْأَكْبَرِ، وَ حَثَوُا التُّرَابَ عَلَى وُجُوهِهِمْ‏ ، فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ، قَدْ عَقَدَ الْيَوْمَ عُقْدَةً لَا يَحُلُّهَا شَيْ‏ءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ: كَلَّا، إِنَّ الَّذِينَ حَوْلَهُ قَدْ وَعَدُونِي فِيهِ عِدَةً لَنْ يُخْلِفُونِي. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ‏ الْآيَةَ».

8778/ - مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَالِكِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِغَدِيرِ خُمٍّ، فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، كَانَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ حَاضِراً بِعَفَارِيتِهِ، فَقَالَتْ لَهُ- حَيْثُ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ-: وَ اللَّهِ مَا هَكَذَا قُلْتَ لَنَا، لَقَدْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذَا إِذَا مَضَى افْتَرَقَ أَصْحَابُهُ، وَ هَذَا أَمْرٌ مُسْتَقَرٌّ، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ وَاحِدٌ بَدَرَ آخَرُ. فَقَالَ: افْتَرِقُوا، فَإِنَّ أَصْحَابَهُ قَدْ وَعَدُونِي أَنْ لَا يُقِرُّوا لَهُ بِشَيْ‏ءٍ مِمَّا قَالَ. وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏».

8779/ - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ، قَالَ: دَخَلَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏، قَالَ: «لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَنْصِبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِلنَّاسِ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ فِي عَلِيٍ‏ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏  أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَدِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، وَ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، حَثَتِ الْأَبَالِسَةُ التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهَا، فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ الْأَكْبَرُ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: قَدْ عَقَدَ هَذَا الرَّجُلُ الْيَوْمَ عُقْدَةً لَا يَحُلُّهَا إِنْسِيٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ: كَلَّا، إِنَّ الَّذِينَ حَوْلَهُ قَدْ وَعَدُونِي فِيهِ عِدَةً، وَ لَنْ يُخْلِفُونِي فِيهَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْآيَةَ: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ يَعْنِي شِيعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)»

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی