آیه 55، سوره مائده : التفسير لكتاب الله المنير

التفسير لكتاب الله المنير، ج‏3 ، ص 61  

لمن القيمومة على العباد و البلاد
انّما للحصر بلا شكّ و الذي أريد حصره هو الولاية بمعنى القيمومة و الأشراف على الأمور لوضوح أن لا قيمومة لغير اللّه و رسوله في عالم التكليف الّا لمن ينصبانه قيّما كالإمام الشرعي و قيمومة الأمام الشرعي على المكلفين كقيمومة منصوب الأب او الجدّ للأب على غير البالغ من أولادهما و الذي له الولاية الشرعية بعد اللّه و الرسول هو الامام الذي يوصى اليه النبىّ و نائب الأمام و هو الحاكم الشرعي اعنى الفقيه الجامع لشروط المرجعية و العدل الثقة الأمين من المؤمنين حيث لا يكون احد من السالفة عناوينهم و قد يكون هذا المعنى هو المشار اليه بقوله تعالى‏ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏.

و قد وردت آثار كثيرة عن العامة و الخاصة ان مورد نزول هذه الآية هو امير المؤمنين علىّ عليه السلام و انّه في حادثة خاصّة تصدّق على مسكين و هو في حال الركوع بخاتمه فنزلت هذه الآية في حقّه، ثم أعرب سبحانه ان كل مكلّف يتخذ اللّه وليّا له مدبرا لشئونه قيّما عليه و هكذا يتخذ رسوله و يتخذ المؤمنين الصادقين في ايمانهم فانه يكون غالبا في دنياه و أخراه قطعا إذ لا انصح و لا اصدق و لا اصحّ علما و عملا من الباري و النبىّ المعصوم و المؤمن القائم بموجبات الايمان فكيف لا يكون متّبع أولئك غالبا لغيره مهيمنا على الحوادث.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی 

منابع: 

كرمى حويزى محمد، التفسير لكتاب الله المنير، قم‏، چاپخانه علميه‏، 1402 ق‏، چاپ اول‏، ج‏3 ، ص 61