آیه 55، سوره مائده : الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين
الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين، ج2 ، ص 188
قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ الاولى بكم و المتولي أموركم.
قوله تعالى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا لما نهى تعالى عن موالاة الكفرة، ذكر عقيبة من هو حقيق بها و لم يقل اولياؤكم للتنبيه على ان الولاية للّه و للرسول و للمؤمنين واحدة.
قوله تعالى الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ صفة الذين
______________________________
(1) أي و في قوله تعالى: (لومة)
الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين، ج2، ص 189
آمنوا لأنه جرى مجرى الأسماء او بدل منه، و يجوز رفعه و نصبه على المدح.
قوله تعالى وَ هُمْ راكِعُونَ حال من فاعل يؤتون اي يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصا على الإحسان و مسارعة اليه، و قد أطبق المفسرون و تواترت الاخبار من الخاصة على نزول الآية في علي (ع) حين سأل سائل و هو راكع في صلاته، فاومى اليه بخنصره فأخذ خاتمه و رواه الجمهور مستفيضا،
و الآية نص في إمامته و نفي امامة من تقدمه لحصر الولاية في اللّه و رسوله و من وصف و لم يتصف بذلك احد سواه اجماعا، و عبّر عنه بالجمع تعظيما،
و الحصر بالنسبة الى زمانه او الى من عدا الائمة من ولده (ع) او لوقوع هذا الفعل من كل منهم (ع) و ظاهر الآية و ان كان ثبوت الولاية للّه و لرسوله و له بالفعل في الحال، لكن امتناع تصرف النائب و المنوب عادة و عرفا، صرف عنه في حقه (ع) فحملت على ولايته في المآل، او على كمال استعداده لها في الحال، و ترتب آثارها عليها في المآل و حصرها بمن له الصفات يأبى حملها على النّصرة لعمومها لكل المؤمنين، و المؤمنون و المؤمنات بعضهم اولياء بعض فلا عبرة بمناسبتها لما قبل و ما بعد.
شبر سيد عبد الله، الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين، تحقيق: سيد محمد بحرالعلوم، كويت، مكتبة الألفين، 1407 ق، چاپ اول، ج2 ، صص 188 - 189