آیه 55، سوره مائده : الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص 153
55- 56- ثمّ بيّن تعالى من له الولاية على الخلق، و القيام بأمورهم، و تجب طاعته عليهم فقال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أي الذي يتولى مصالحكم، و يتحقق تدبيركم هو اللّه تعالى، و رسوله يفعله بأمر اللّه وَ الَّذِينَ آمَنُوا ثم وصف الذين آمنوا فقال: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ بشرائطها وَ يُؤْتُونَ أي و يعطون الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ أي في حال الركوع. و هذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي عليه السلام بعد النبي بلا فصل، و الوجه فيه: انه إذا ثبت ان لفظة وليكم تفيد من هو أولى بتدبير أموركم،
و يجب طاعته عليكم، و ثبت أن المراد بالذين آمنوا عليّ عليه السلام ثبت النص عليه بالإمامة و وضح، فالمعني بالذين آمنوا هو عليّ بدلالة الرواية الواردة من طريق العامة و الخاصة بنزول الآية فيه لما تصدق بخاتمه في حال الركوع و قد تقدّم ذكرها وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ بالقيام بطاعته وَ رَسُولَهُ باتباع أمره وَ الَّذِينَ آمَنُوا بالموالاة و النصرة فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ أي جند اللّه و قيل:
أنصار اللّه هُمُ الْغالِبُونَ الظاهرون على أعدائهم، الظافرون بهم.
دخيل على بن محمد على، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1422 ق، چاپ دوم، ص 153