آیه 67، سوره مائده : الأصفى فى تفسيرالقرآن

الأصفى فى تفسيرالقرآن،  ج‏1 ، ص  285   

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏
قال‏: «في عليّ»
«2». كذا نزلت.

وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏: إن تركت تبليغ ما أنزل إليك في ولاية عليّ و كتمته، كنت كأنّك لم تبلّغ شيئا من رسالات ربّك. وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏: يمنعك من أن ينالوك بسوء إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ‏.
و قال في حديث‏: «ثمّ نزلت الولاية و إنّما أتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة، أنزل اللّه تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» «3».

و كان كمال الدّين بولاية عليّ بن أبي طالب- صلوات اللّه عليه-. فقال عند ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أمّتي حديثو عهد بالجاهليّة، و متى أخبرتهم بهذا في ابن عمّي، يقول قائل، و يقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني. فأتتني عزيمة من اللّه بتلة «4» أوعدني إن لم أبلّغ أن يعذّبني. فنزلت: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ» الآية. فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيد عليّ عليه السّلام فقال:

يا أيّها النّاس إنّه لم يكن نبيّ من الأنبياء ممّن كان قبلي إلّا و قد عمّره اللّه ثمّ دعاه فأجابه، فأوشك أن أدعى فأجيب، و أنا مسؤول و أنتم مسؤولون، فما ذا أنتم قائلون؟ فقالوا:
نشهد إنّك قد بلّغت، و نصحت، و أديّت ما عليك، فجزاك اللّه أفضل جزاء المرسلين.
فقال: اللّهمّ أشهد- ثلاث مرّات- ثمّ قال: يا معشر المسلمين هذا وليّكم من بعدي فليبلّغ‏
______________________________
(1) القمّي 1: 171
(2) مجمع البيان 3- 4: 223؛ و العيّاشي 1: 332؛ و القمّي 1: 171؛ و شواهد التّنزيل 1: 188؛ و الدّرّ المنثور 3: 117؛ و الغدير 1: 216
(3) المائدة (5): 3
(4) بتلة: مقطوعة، من البتل و هو القطع. و منه قوله: طلّقها بتّة بتلة. مجمع البحرين 5: 316 (بتل)

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص 286

الشّاهد منكم الغائب»
«1» الحديث.
و
في رواية «فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من مكّة، يريد المدينة حتّى نزل منزلا يقال له.
«غدير خمّ»، و قد علّم النّاس مناسكهم و أوعز إليهم وصيّته إذا نزل عليه هذه الآية:
«يا أَيُّهَا الرَّسُولُ». فقام رسول اللّه فقال: تهديد و وعيد. فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال:
يا أيّها النّاس، هل تعلمون من وليّكم؟ قالوا: نعم، اللّه و رسوله. قال: ألستم تعلمون أنّي أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا بلى. قال: اللّهمّ اشهد، فأعاد ذلك عليهم ثلاثا، كلّ ذلك يقول مثل قوله الأوّل، و يقول النّاس كذلك، و يقول: اللّهمّ اشهد؛ ثمّ أخذ بيد أمير المؤمنين عليه السّلام فرفعها حتّى بدا للنّاس بياض إبطيهما، ثمّ قال: ألا من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، و أحبّ من أحبّه، ثمّ قال: اللّهمّ اشهد عليهم و أنا من الشّاهدين»
«2». و

روت العامّة عن ابن عباس و جابر بن عبد اللّه‏: «إنّ اللّه أمر نبيّه أن ينصب عليّا للنّاس، و يخبرهم بولايته، فتخوّف عليه السّلام‏ «3» أن يقولوا: حابى‏ «4» ابن عمّه، و أن يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه، فنزلت هذه الآية، فأخذ بيده يوم غدير خمّ و قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه»
«5». و قرئ.

الأصفى فى تفسيرالقرآن،  ج‏1 ، ص  286   

______________________________
(1) الكافي 1: 290- 291، الحديث: 6، عن أبي جعفر عليه السلام.
(2) القمي 1: 173- 174
(3) في «ب»: «فتخوف عليهم».
(4) حابى الرجل حباء: نصره و اختصه و مال إليه. «لسان العرب 14: 163- حبا». و في «ب»:
«حامى»- بالميم- و الأنسب ما أثبتناه كما في المصدر.
(5) جوامع الجامع 1: 342 عن جابر بن عبد الله. و الظاهر أن قوله: «و قرئ» زائد هنا لا معنى له، أو حذفت الجملة التي كانت بعده فإنها في المصدر هكذا: «و قرئ: فما بلغت رسالاته».

نسخه شناسی 

درباره مولف

کتاب شناسی

منابع: 

فيض كاشانى ملا محسن‏، الأصفى فى تفسيرالقرآن‏، تحقيق: محمدحسين درايتى و محمدرضا نعمتى، قم‏، مركز انتشارات دفتر تبليغات اسلامى‏، 1418 ق‏، چاپ اول‏، ج‏1 ، صص 285 - 286