آیه 67، سوره مائده : الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص 155
67- ثم أمر سبحانه نبيّه بالتبليغ، و وعده العصمة و النصرة فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ و هذا نداء تشريف و تعظيم بَلِّغْ أي أوصل إليهم ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ إن اللّه تعالى بعث النبي (ص) برسالة ضاق بها ذرعا و كان يهاب قريشا، فأزال اللّه بهذه الآية تلك الهيبة.
عن ابن عباس، و جابر بن عبد اللّه قالا: أمر اللّه محمدا (ص) أن ينصب عليا (ع) للناس فيخبرهم بولايته فتخوف رسول اللّه (ص) أن يقولوا: حابى ابن عمه، و أن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى اللّه إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم
وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ أي يمنعك من أن ينالوك بسوء إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ المراد: لا يهديهم إلى الجنة و الثواب و في هذه الآية دلالة على صدق النبي (ص) و صحة نبوته أنه وقع مخبره على ما أخبر به فدل ذلك على انه من عند عالم الغيوب و السرائر،
و روي أن النبي (ص) لمّا نزلت هذه الآية قال لحراس من أصحابه كانوا يحرسونه منهم سعد و حذيفة: الحقوا بملاحقكم فإن اللّه تعالى عصمني من الناس.
دخيل على بن محمد على، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1422 ق، چاپ دوم، ص 155