الحديث الأول [1]

[ما وجد من كتاب سليم في النسخة الأولى‏]
الحديث الأول [1]

قَالَ سُلَيْمٌ سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ كُنْتُ جَالِساً بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَدَخَلَتْ فَاطِمَةُ ع فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ ص مِنَ الضَّعْفِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّى جَرَتْ دُمُوعُهَا عَلَى خَدَّيْهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَا بُنَيَّةِ مَا يُبْكِيكِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْشَى عَلَى نَفْسِي وَ وُلْدِيَ الضَّيْعَةَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ يَا فَاطِمَةُ أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَ أَنَّهُ حَتَمَ الْفَنَاءَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَنِي مِنْهُمْ فَجَعَلَنِي نَبِيّاً1 

ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ ثَانِيَةً فَاخْتَارَ بَعْلَكِ وَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكِ إِيَّاهُ وَ أَنْ أَتَّخِذَهُ أَخاً 2 وَ وَزِيراً وَ وَصِيّاً وَ أَنْ أَجْعَلَهُ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي فَأَبُوكِ خَيْرُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ بَعْلُكِ خَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ وَ الْوُزَرَاءِ وَ أَنْتِ أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِي ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً ثَالِثَةً فَاخْتَارَكِ وَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ وُلْدِكِ وَ وُلْدِ أَخِي بَعْلِكِ مِنْكِ فَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ ابْنَاكِ [الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ 3] سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَنَا وَ أَخِي وَ الْأَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً أَوْصِيَائِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ 4 كُلُّهُمْ هَادُونَ‏مَهْدِيُّونَ أَوَّلُ الْأَوْصِيَاءِ بَعْدَ أَخِي الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ ثُمَّ [تِسْعَةٌ مِنْ‏]5 وُلْدِ الْحُسَيْنِ فِي مَنْزِلٍ وَاحِدٍ فِي الْجَنَّةِ وَ لَيْسَ مَنْزِلٌ أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ مِنْ [مَنْزِلِي ثمّ‏] 6 [وَ] مَنْزِلِ إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ أَ مَا تَعْلَمِينَ

يَا بُنَيَّةِ أَنَّ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ إِيَّاكِ أَنْ زَوَّجَكِ خَيْرَ أُمَّتِي وَ خَيْرَ أَهْلِ بَيْتِي أَقْدَمَهُمْ سِلْماً 7وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَكْرَمَهُمْ نَفْساً وَ أَصْدَقَهُمْ لِسَاناً وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَ أَجْوَدَهُمْ كَفّاً وَ أَزْهَدَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ أَشَدَّهُمُ اجْتِهَاداً فَاسْتَبْشَرَتْ فَاطِمَةُ ع بِمَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ فَرِحَتْ ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ثَمَانِيَةَ أَضْرَاسٍ ثَوَاقِبَ نَوَافِذَ وَ مَنَاقِبَ لَيْسَتْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِيمَانُهُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي وَ عِلْمُهُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّتِي وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي يَعْلَمُ جَمِيعَ عِلْمِي غَيْرُ بَعْلِكِ لِأَنَّ اللَّهَ عَلَّمَنِي8 عِلْماً لَا يَعْلَمُهُ غَيْرِي [وَ غَيْرُهُ‏]9 وَ لَمْ يُعَلِّمْ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ وَ إِنَّمَا عَلَّمَهُ إِيَّايَ10 

وَ أَمَرَنِي اللَّهُ أَنْ أُعَلِّمَهُ عَلِيّاً فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي يَعْلَمُ جَمِيعَ عِلْمِي وَ فَهْمِي وَ فِقْهِي11 كُلَّهُ غَيْرُهُ وَ إِنَّكِ يَا بُنَيَّةِ زَوْجَتُهُ وَ إِنَّ ابْنَيْهِ 12 سِبْطَايَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ هُمَا سِبْطَا أُمَّتِي وَ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهْيُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَّمَهُ 13 الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ يَا بُنَيَّةِ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ أَعْطَانَا اللَّهُ سَبْعَ خِصَالٍ لَمْ يُعْطِهَا أَحَداً مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ لَاأَحَداً مِنَ الْآخِرِينَ غَيْرَنَا أَنَا14 سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ خَيْرُهُمْ وَ وَصِيِّي خَيْرُ الْوَصِيِّينَ وَ وَزِيرِي بَعْدِي خَيْرُ الْوُزَرَاءِ 15وَ شَهِيدُنَا خَيْرُ الشُّهَدَاءِ [أَعْنِي حَمْزَةَ عَمِّي‏]16 

قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَكَ قَالَ لَا بَلْ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ مَا خَلَا الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَوْصِيَاءَ 17 وَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [ذُو الْهِجْرَتَيْنِ وَ]18 ذُو الْجَنَاحَيْنِ [الْمُضَرَّجَيْنِ‏] 19 يَطِيرُ 20 بِهِمَا مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِي الْجَنَّةِ 21 وَ ابْنَاكِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ سِبْطَا أُمَّتِي [وَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ22] وَ مِنَّا 23 وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَهْدِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِي يَمْلَأُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً قَالَتْ فَاطِمَةُ ع يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّيْتَ أَفْضَلُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَخِي عَلِيٌّ أَفْضَلُ أُمَّتِي وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ هَذَانِ أَفْضَلُ أُمَّتِي بَعْدَ عَلِيٍّ وَ بَعْدَكِ وَ بَعْدَ ابْنَيَّ وَ سِبْطَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ بَعْدَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِ ابْنِي هَذَا وَ أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ ص [بِيَدِهِ‏] 24 إِلَى الْحُسَيْنِ ع‏ مِنْهُمُ الْمَهْدِيُّ [وَ الَّذِي قَبْلَهُ أَفْضَلُ مِنْهُ الْأَوَّلُ خَيْرٌ مِنَ الْآخِرِ لِأَنَّهُ إِمَامُهُ وَ الْآخِرُ وَصِيُّ الْأَوَّلِ‏] 25 إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى فَاطِمَةَ وَ إِلَى بَعْلِهَا وَ إِلَى ابْنَيْهَا فَقَالَ يَا سَلْمَانُ أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ أَمَا إِنَّهُمْ مَعِي فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ أَقْبَلَ النَّبِيُّ ص عَلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ يَا عَلِيُّ26 إِنَّكَ سَتَلْقَى [بَعْدِي‏] 27 مِنْ قُرَيْشٍ شِدَّةً مِنْ تَظَاهُرِهِمْ عَلَيْكَ وَ ظُلْمِهِمْ لَكَ فَإِنْ وَجَدْتَ أَعْوَاناً [عَلَيْهِمْ‏]28 فَجَاهِدْهُمْ وَ قَاتِلْ مَنْ خَالَفَكَ بِمَنْ وَافَقَكَ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَاصْبِرْ وَ كُفَّ يَدَكَ وَ لَا تُلْقِ بِيَدِكَ إِلَى التَّهْلُكَةِ فَإِنَّكَ [مِنِّي‏]29 بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ لَكَ بِهَارُونَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ إِنَّهُ قَالَ لِأَخِيهِ مُوسَى30 إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي31

  • 1. «ب»: رسولا. و في «د»: فاختارني و جعلني رسولا و نبيّا و اصطفاني لنبوّته و رسالته. و في كمال الدين: اختارني من خلقه فجعلني نبيّا.
  • 2. «الف» خ ل: وليّا.
  • 3. الزيادة من «ب».
  • 4. في كمال الدين: و أبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة.
  • 5. الزيادة من «الف». و في كمال الدين: أول الأوصياء بعدي أخي عليّ ثمّ حسن ...
  • 6. الزيادة من «الف»، و في كمال الدين: ليس في الجنّة درجة أقرب إلى اللّه من درجتي و درجة أبي إبراهيم.
  • 7. «ب» خ ل: إسلاما.
  • 8. «ب»: يعلم جميع علمي أعلم منه ذلك و انّ اللّه عزّ و جلّ علّمني ...
  • 9. الزيادة من «ب».
  • 10. «الف»: و علّم ملائكته و رسله علما فانا أعلمه. و في كمال الدين: و علّم ملائكته و رسله علما فكلّما علّمه ملائكته و رسله فأنا أعلمه.
  • 11. «ب»: حكمي. و في كمال الدين: حكمتي.
  • 12. «الف»: ابنيّ.
  • 13. «ب»: آتاه.
  • 14. «ب»: أبوك. و في «د»: نبيّنا سيّد الأنبياء و المرسلين و هو أبوك و وصيّنا سيّد الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا سيّد الشهداء و هو حمزة بن عبد المطلب عمّ أبيك. و هكذا في كمال الدين.
  • 15. «الف»: وزيري بعلك.
  • 16. الزيادة من «ب»
  • 17. «ب»: ما خلا النبيّين و الوصيّين و بيان ذلك ان الأنبياء و الأوصياء لا يقاسوا بغيرهم و خاصّة المعصومين الأربعة عشر صلوات اللّه عليهم و قد تواترت الروايات بأنّ أبا عبد اللّه الحسين بن عليّ عليه السلام هو سيّد الشهداء من الأوّلين و الآخرين.
  • 18. الزيادة من «الف».
  • 19. الزيادة من «ب» و معناه الملطّخ بالدّم، و في بعض النسخ «المصرحين» بمعنى ظاهرين.
  • 20. «الف»: يصير. و في كمال الدين: الطيّار.
  • 21. ذكر حمزة و جعفر قبل أصحاب الكساء إنّما هو للتقدّم الزماني أو أنّ الكلام في بيان خير الشهداء كما ترى بيانه بعد ذلك بأسطر.
  • 22. الزيادة من «الف».
  • 23. «ب»: منهما.
  • 24. الزيادة من «ب».
  • 25. الزيادة من «الف».
  • 26. «ب»: يا أخي.
  • 27. الزيادة من «ب». و في «د»: يا أخي، إنّك ستبقى بعدي و ستلقى من قريش شدّة. و مثله في كمال الدين.
  • 28. الزيادة من «ب» خ ل.
  • 29. الزيادة من «الف».
  • 30. سورة الأعراف: الآية 150، و تمام الآية هكذا: وَ لَمَّا رَجَعَ مُوسى‏ إِلى‏ قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَ أَلْقَى الْأَلْواحَ وَ أَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَ لا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ».
  • 31. في «د» و في كمال الدين زيادة في آخر هذا الحديث و هي بعينها موجودة في أواخر الحديث الآتي. فهو من خلط الحديثين سهوا أو للجمع بينهما في المفهوم.
منابع: 

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، صص: 565 - 568