الحديث التاسع و الثلاثون [1]
أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص دَعَا النَّاسَ بِغَدِيرِ خُمٍّ فَأَمَرَ بِمَا كَانَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ مِنَ الشَّوْكِ فَقُمَّ وَ كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ1 ثُمَّ دَعَا النَّاسَ إِلَيْهِ وَ أَخَذَ بِضَبْعِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَرَفَعَهَا حَتَّى نَظَرْتُ2 إِلَى بَيَاضِ إِبْطِ رَسُولِ اللَّهِص فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَلَمْ يَنْزِلْ [عَنِ الْمِنْبَرِ]3 حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً4
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى إِكْمَالِ الدِّينِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَةِ 5 وَ رِضَى الرَّبِّ بِرِسَالَتِي وَ بِوِلَايَةِ عَلِيٍّ مِنْ بَعْدِي فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي لِأَقُولَ فِي عَلِيٍّ ع أَبْيَاتاً فَقَالَ ص قُلْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَقَالَ حَسَّانُ يَا مَشِيخَةَ قُرَيْشٍ اسْمَعُوا قَوْلِي بِشَهَادَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ [ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ]6
أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ7 مُحَمَّداً لَدَى دَوْحِ خُمٍّ حِينَ قَامَ مُنَادِياً
وَ قَدْ جَاءَ [جَاءَهُ] جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ بِأَنَّكَ مَعْصُومٌ فَلَا تَكُ وَانِياً
وَ بَلِّغْهُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ رَبُّهُمْ وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ وَ حَاذَرْتَ بَاغِياً 8 عَلَيْكَ فَمَا بَلَّغْتَهُمْ عَنْ إِلَهِهِمْ
رِسَالَتَهُ إِنْ كُنْتَ9 تَخْشَى الْأَعَادِيَا فَقَامَ بِهِ إِذْ ذَاكَ رَافِعَ كَفِّهِ
بِيُمْنَى يَدَيْهِ مُعْلِنَ الصَّوْتِ عَالِياً فَقَالَ لَهُمْ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ مِنْكُمْ
وَ كَانَ لِقَوْلِي حَافِظاً لَيْسَ نَاسِياً فَمَوْلَاهُ مِنْ بَعْدِي عَلِيٌّ وَ إِنَّنِي
بِهِ لَكُمُ دُونَ الْبَرِيَّةِ رَاضِياً فَيَا رَبِّ مَنْ وَالَى عَلِيّاً فَوَالِهِ
وَ كُنْ لِلَّذِي عَادَى عَلِيّاً مُعَادِياً وَ يَا رَبِّ فَانْصُرْ نَاصِرِيهِ لِنَصْرِهِمْ
إِمَامَ الْهُدَى كَالْبَدْرِ يَجْلُو الدَّيَاجِيَا وَ يَا رَبِّ فَاخْذُلْ خَاذِلِيهِ وَ كُنْ لَهُمْ
إِذَا وَقَفُوا يَوْمَ الْحِسَابِ مُكَافِيَا
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ وَ أَمَرَ بِنَصْبِ خَيْمَةٍ وَ أَمَرَ عَلِيّاً ع أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا وَ أَوَّلُ مَنْ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص هُمَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَلَمْ يَقُومَا إِلَّا بَعْدَ مَا سَأَلَا رَسُولَ اللَّهِ ص هَلْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ هَذِهِ الْبَيْعَةُ فَأَجَابَهُمَا نَعَمْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا وَ اعْلَمَا أَنَّ مَنْ نَقَضَ هَذِهِ الْبَيْعَةَ كَافِرٌ وَ مَنْ لَمْ يُطِعْ عَلِيّاً كَافِرٌ فَإِنَّ قَوْلَ عَلِيٍّ قَوْلِي وَ أَمْرَهُ أَمْرِي فَمَنْ خَالَفَ قَوْلَ عَلِيٍّ وَ أَمْرَهُ فَقَدْ خَالَفَنِي وَ بَعْدَ مَا أَكَّدَ عَلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامَ أَمَرَهُمْ بِالْإِسْرَاعِ فِي الْبَيْعَةِ فَقَامَا وَ دَخَلَا عَلَى عَلِيٍّ ع وَ بَايَعَاهُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَالَ عُمَرُ عِنْدَ الْبَيْعَةِ بَخْ بَخْ لَكَ يَا عَلِيُّ أَصْبَحْتَ مَوْلَايَ وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ بِالْبَيْعَةِ فَقَامَا وَ لَمْ يَقُولَا شَيْئاً ... .
- 1. زاد في «ب» و «د»: يوم عرّفه.
- 2. «ب» و «د»: نظرنا.
- 3. الزيادة من «ب» و «د».
- 4. سورة المائدة: الآية 3.
- 5. «ب» و «د»: على كمال الدين و تمام النعمة.
- 6. الزيادة من «د».
- 7. «ب» و «د»: الرسول.
- 8. «ب»: مخافة باغيا.
- 9. «ب»: إذ كنت.
كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج2، صص: 828-829