الحديث الثامن و الخمسون [1]

سُلَيْمُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
«لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ مَقَالَةً تَتَبَّعُ أُمَّتِي آثَارَ قَدَمَيْكَ فِي التُّرَابِ فَيُقَبِّلُونَهُ»1.

قَالَ أَبَانٌ: فَحَدَّثْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ- وَ هُوَ فِي بَيْتِ أَبِي خَلِيفَةَ- بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سُلَيْمٍ عَنْ سَلْمَانَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: «وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِي عَلِيٍّ حَدِيثَيْنِ مَا حَدَّثْتُ بِهِمَا أَحَداً قَطُّ». فَحَدَّثَ بِتَسْلِيمِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِ وَ حَدِيثِ يَوْمِ أُحُدٍ2، فَوَجَدْتُهُمَا فِي صَحِيفَةِ سُلَيْمٍ بَعْدَ ذَلِكَ يَرْوِيهَا عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ سَمِعَهُمَا مِنْهُ.

قَالَ أَبَانٌ: فَلَمَّا حَدَّثَنَا بِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ خَلَوْتُ بِهِ وَ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ غَيْرِي وَ غَيْرَ أَبِي خَلِيفَةَ، وَ بِتُّ لَيْلَتِي إِذْ ذَاكَ عِنْدَهُ. فَقَالَ الْحَسَنُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ: لَوْ لَا3 رِوَايَةٌ يَرْوِيهَا النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَظَنَنْتُ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ هَلَكُوا مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ غَيْرَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ شِيعَتِهِ.

قُلْتُ: يَا بَا سَعِيدٍ، وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ قَالَ: نَعَمْ.

قُلْتُ: وَ مَا تِلْكَ الرِّوَايَةُ يَا بَا سَعِيدٍ قَالَ: قَوْلُ حُذَيْفَةَ «قَوْمٌ يَنْجُونَ وَ يَهْلِكُ أَتْبَاعُهُمْ». قِيلَ: وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا حُذَيْفَةُ قَالَ: « [قَوْمٌ‏]4 لَهُمْ سَوَابِقُ أَحْدَثُوا أَحْدَاثاً فَتَبِعَهُمْ عَلَى أَحْدَاثِهِمْ قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ سَوَابِقُ. فَنَجَا أُولَئِكَ بِسَوَابِقِهِمْ وَ هَلَكَ الْأَتْبَاعُ بِأَحْدَاثِهِمْ». وَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعُمَرَ- حِينَ اسْتَأْذَنَهُ فِي قَتْلِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ- [فَقَالَ: «وَ مَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ]5،

لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى عُصْبَةِ أَهْلِ بَدْرٍ6 فَأَشْهَدَ مَلَائِكَتَهُ: إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَلْيَعْمَلُوا مَا شَاءُوا»7. وَ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَكَرَ الْمُوجِبَتَيْنِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَعْنِي بِالْمُوجِبَتَيْنِ8

 قَالَ: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَ مَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ». فَلَسْتُ أَرْجُو لِأَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ النَّجَاةَ إِلَّا بِهَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَ السَّلَامَةَ.9

 قُلْتُ: أَ تَجْعَلُ حَدَثَ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ مِثْلَ حَدَثِ عُثْمَانَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ، إِنْ كَانَ الْأَمْرُ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ دُونَهُمْ [مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏]10 

فَقَالَ: يَا أَحْمَقُ، لَا تَقُولَنَّ «إِنْ كَانَ»، هُوَ وَ اللَّهِ لِعَلِيٍّ دُونَهُمْ11، وَ كَيْفَ لَا يَكُونُ لَهُ دُونَهُمْ بَعْدَ الْخِصَالِ الْأَرْبَعِ [وَ لَقَدْ حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الثِّقَاتُ مَا لَا أُحْصِي‏]12.

قُلْتُ: وَ مَا هَذِهِ الْخِصَالُ الْأَرْبَعُ قَالَ: [قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ]13 نَصَبَهُ إِيَّاهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ. وَ قَوْلُهُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ النُّبُوَّةِ»، وَ لَوْ كَانَ غَيْرَ النُّبُوَّةِ لَاسْتَثْنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ قَدْ عَلِمْنَا [يَقِيناً]14 أَنَّ الْخِلَافَةَ غَيْرُ النُّبُوَّةِ.

وَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا لِلنَّاسِ ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَ أَهْلَ بَيْتِي، فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ كَهَاتَيْنِ- وَ جَمَعَ بَيْنَ سَبَّابَتَيْهِ- لَا كَهَاتَيْنِ- وَ جَمَعَ بَيْنَ سَبَّابَتِهِ وَ الْوُسْطَى- لِأَنَّ إِحْدَاهُمَا قُدَّامَ الْأُخْرَى فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَا تَضِلُّوا وَ لَا تُوَلُّوا. لَا تَقَدَّمُوهُمْ فَتَهْلِكُوا15 وَ لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ. وَ لَقَدْ أَمَرَ16 رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ- وَ هُمَا سَابِعَا سَبْعَةٍ17- أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَ لَعَمْرِي لَئِنْ جَازَ لَنَا- يَا أَخَا عَبْدِ الْقَيْسِ18 - أَنْ نَسْتَغْفِرَ لِعُثْمَانَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ- وَ قَدْ بَلَغَ مِنْ حَدَثِهِمْ مَا قَدْ ظَهَرَ لَنَا- إِنَّهُ لَيَسَعُنَا 19 أَنْ نَسْتَغْفِرَ لَهُمَا. فَأَمَّا طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ، فَإِنَّهُمَا بَايَعَا عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَ أَنَا شَاهِدٌ- طَائِعَيْنِ غَيْرَ مُكْرَهَيْنِ،

ثُمَّ نَكَثَا بَيْعَتَهُمَا وَ سَفِكَا الدِّمَاءَ الَّتِي قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ رَغْبَةً فِي الدُّنْيَا وَ حِرْصاً عَلَى الْمُلْكِ، وَ لَيْسَ ذَنْبٌ‏
بَعْدَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ أَعْظَمَ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ. وَ أَمَّا عُثْمَانُ فَأَدْنَى السُّفَهَاءَ وَ بَاعَدَ الْأَتْقِيَاءَ وَ آوَى طَرِيدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَيَّرَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ 20 أَبَا ذَرٍّ وَ قَوْماً صَالِحِينَ وَ جَعَلَ الْمَالَ دُولَةٌ بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ وَ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَ كَانَتْ أَحْدَاثُهُ أَكْثَرَ وَ أَعْظَمَ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَ أَعْظَمُهُمَا [تَحْرِيقُ كِتَابِ اللَّهِ‏] 21.

وَ أَفْظَعُهَا صَلَاتُهُ بِمِنًى أَرْبَعاً خِلَافاً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.22  قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَتَرَحُّمُكَ عَلَيْهِ [وَ تَفْضِيلُكَ إِيَّاهُ 23

 قَالَ: إِنَّمَا أَصْنَعُ24 ذَلِكَ لِيَسْمَعَ بِذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ الطُّغَاةُ25 الْعُتَاةُ الْجَبَابِرَةُ الظَّلَمَةُ، [الْحَجَّاجُ وَ ابْنُ زِيَادٍ قَبْلَهُ وَ أَبُوهُ‏]26 . أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُمْ مَنِ اتَّهَمُوهُ فِي بُغْضِ عُثْمَانَ وَ حُبِّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ نَفَوْهُ وَ مَثَّلُوا بِهِ وَ قَتَلُوهُ27  وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ».

قُلْتُ28 : وَ مَا إِذْلَالُهُ لِنَفْسِهِ‏ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يَقْوَى عَلَيْهِ وَ لَا يَقُومُ بِهِ. وَ قَدْ سَمِعْتُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ يَرْوِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ وَ هُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «إِنَّ التَّقِيَّةَ مِنْ دِينِ اللَّهِ، وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا تَقِيَّةَ لَهُ. وَ اللَّهِ لَوْ لَا التَّقِيَّةُ مَا عُبِدَ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ فِي دَوْلَةِ إِبْلِيسَ». فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَ مَا دَوْلَةُ إِبْلِيسَ قَالَ: «إِذَا وَلِيَ النَّاسَ إِمَامُ ضَلَالَةٍ فَهِيَ دَوْلَةُ إِبْلِيسَ عَلَى آدَمَ، وَ إِذَا وَلِيَهُمْ إِمَامُ هُدًى فَهِيَ دَوْلَةُ آدَمَ عَلَى إِبْلِيسَ»29. ثُمَّ هَمَسَ إِلَى عَمَّارٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ هَمْسَةً وَ أَنَا أَسْمَعُ،

فَقَالَ:
«مَا زِلْتُمْ مُنْذُ قُبِضَ نَبِيُّكُمْ فِي دَوْلَةِ إِبْلِيسَ بِتَرْكِكُمْ إِيَّايَ وَ اتِّبَاعِكُمْ غَيْرِي». [ثُمَّ هَرَبَ مِنَ النَّاسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامِ، فَطَلَبُوهُ فَأَتَوْهُ فِي خُصٍّ30 لِبَنِي النَّجَّارِ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ تَشَاوَرْنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَمَا وَجَدْنَا أَحَداً مِنَ النَّاسِ أَحَقَّ بِهَا مِنْكَ، فَنَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَضِيعَ وَ أَنْ يَلِيَ أَمْرَهَا غَيْرُكَ. فَبَايَعُوهُ وَ كَانَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ، ثُمَّ جَاءَا إِلَى الْبَصْرَةِ يَزْعُمَانِ أَنَّهُمَا بَايَعَا مُكْرَهَيْنِ وَ كَذِبَا]31 .

ثُمَّ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ مَهْرَةَ 32- وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِجَنْبِهِ- فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَ أَنَا أَسْمَعُ-: يَا أَخَا مَهْرَةَ، أَ جِئْتَ لِتُبَايِعَ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: تُبَايِعُنِي عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُبِضَ وَ الْأَمْرُ لِي، فَانْتَزَى عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً، ثُمَّ انْتَزَى عَلَيْنَا بَعْدَهُ عُمَرُ33 

قَالَ: نَعَمْ. فَبَايَعَهُ [عَلَى ذَلِكَ‏]34 طَائِعاً غَيْرَ مَكْرَهٍ.
قَالَ: فَقُلْتُ لِلْحَسَنِ: أَ فَبَايَعَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى هَذَا قَالَ: لَا، إِنَّمَا بَايَعَ مَنْ أَمِنَ وَ وَثِقَ بِهِ عَلَى هَذَا 35 يَا أَخَا عَبْدِ الْقَيْسِ، وَ لَئِنْ جَازَ لَنَا أَنْ نَسْتَغْفِرَ لِعُثْمَانَ وَ قَدْ رَكِبَ [مَا رَكِبَ‏]36 مِنَ الْكَبَائِرِ وَ الْأُمُورِ الْقَبِيحَةِ إِنَّهُ لَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نَسْتَغْفِرَ لَهُمَا وَ قَدْ عُوفِيَا مِنَ الدِّمَاءِ وَ عَفَّا فِي وَلَايَتِهِمَا وَ كَفَّا وَ أَحْسَنَا السِّيرَةَ 37،

وَ لَمْ يَعْمَلَا بِمِثْلِ عَمَلِ عُثْمَانَ مِنَ الْجَوْرِ وَ التَّخْلِيطِ، وَ لَا بِمِثْلِ مَا عَمِلَهُ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ مِنْ نَكْثِهِمَا الْبَيْعَةَ وَ مَا سَفِكَا مِنَ الدِّمَاءِ إِرَادَةَ الدُّنْيَا وَ الْمُلْكِ، وَ قَدْ سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَنْهَى عَمَّا رَكِبَا وَ عَمَّا أَتَيَا فَتَرَكَا أَمْرَ اللَّهِ وَ أَمْرَ رَسُولِهِ [بَعْدَ الْحُجَّةِ وَ الْبَيِّنَةِ اسْتِخْفَافاً بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَمْرِ رَسُولِهِ‏].38 

[وَ لَئِنْ قُلْتَ يَا أَخَا عَبْدِ الْقَيْسِ: «إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ قَدْ سَمِعَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ»، فَلَقَدْ سَمِعَ ذَلِكَ عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ ثُمَّ رَكِبُوا مَا رَكِبُوا مِنَ الْحَرْبِ وَ سَفْكِ الدِّمَاءِ وَ عُوفِيَا مِنْ ذَلِكَ‏].39 وَ لَئِنْ قُلْتَ: «إِنَّهُمَا أَوَّلُ مَنْ فَتَحَ ذَلِكَ وَ سَنَّهُ وَ أَدْخَلَا الْفِتْنَةَ وَ الْبَلَاءَ عَلَى الْأُمَّةِ 40 بانتزائهما 41[بِانْتِزَاعِهِمَا] عَلَى مَا قَدْ عَلِمَا يَقِيناً أَنَّهُ حَقٌّ لَهُمَا فِيهِ وَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ لِغَيْرِهِمَا42 ، وَ أَنَّهُمَا سَلَّمَا عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ قَالا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِينَ أَمَرَهُمَا بِالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ: أَ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ قَالَ: نَعَمْ، مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ» إِنَّ فِي ذَلِكَ لَمَقَالًا43.

لَقَدْ قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ- حِينَ حَدَّثَنِي بِتَسْلِيمِهِمَا عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ [وَ]44 هُوَ وَ الْمِقْدَادُ وَ سَلْمَانُ-: سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ:

«مَا وَلَّتْ أُمَّةٌ قَطُّ أَمْرَهَا رَجُلًا وَ فِيهِمْ [مَنْ هُوَ]45 أَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالًا حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مَا تَرَكُوا».

يَا أَخَا عَبْدِ الْقَيْسِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ جَمِيعَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمْ يَكُونُوا يَشُكُّونَ وَ لَا يَخْتَلِفُونَ وَ لَا يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ أَوَّلَهُمْ إِسْلَاماً46 [وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً] 47 وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً فِي الْجِهَادِ [فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مُبَارَزَةِ الْأَقْرَانِ وَ وِقَايَتِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِنَفْسِهِ‏]48

وَ أَنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شَدِيدَةٌ [وَ لَا كُرْبَةٌ وَ لَا مُبَارَزَةُ قَرْنٍ وَ فَتْحُ حِصْنٍ‏]49 إِلَّا قَدَّمَهُ فِيهَا ثِقَةً بِهِ وَ مَعْرِفَةً بِفَضْلِهِ [وَ]50

 أَنَّهُ أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَنَّهُ أَحَبُّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [وَ أَنَّهُ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏]51، وَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَلْوَةٌ وَ دَخْلَةٌ إِلَيْهِ إِذَا سَأَلَهُ أَعْطَاهُ وَ إِذَا سَكَتَ ابْتَدَأَهُ 52،

وَ أَنَّهُ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عِلْمٍ وَ لَا فِقْهٍ، وَ أَنَّ جَمِيعَهُمْ كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ [وَ هُوَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ]53 وَ أَنَّ لَهُ مِنَ السَّوَابِقِ وَ الْمَنَاقِبِ وَ مَا أُنْزِلَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ مَا لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ، وَ أَنَّهُ كَانَ أَجْوَدَهُمْ كَفّاً وَ أَسْخَاهُمْ نَفْساً وَ أَشْجَعَهُمْ لِقَاءً54 ، وَ مَا خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ لَهُ فِيهَا نَظِيرٌ وَ لَا شَبِيهٌ وَ لَا كُفْوٌ، فِي زُهْدِهِ فِي الدُّنْيَا وَ لَا فِي اجْتِهَادِهِ. فَمِمَّا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ أَنْ أَخَذَ عَلَى النَّاسِ بِالْفَضْلِ الْأَوَّلِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى‏
اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ55، فَلَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَى خَيْرٍ، وَ لَمْ يُؤَمِّرْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَحَداً قَطُّ عَلَيْهِ وَ لَمْ يَتَقَدَّمْ أَمَامَهُ أَحَدٌ فِي صَلَاةٍ قَطُّ56.

[قَالَ أَبَانٌ‏]57 قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَ لَيْسَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقَالَ: أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ يَا أَبَانُ58 إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّاسِ [الَّذِينَ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِمْ‏]59، وَ إِنَّمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يُمَرِّضُهُ وَ يُوصِي إِلَيْهِ وَ يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ. ثُمَّ لَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَخَّرَ أَبَا بَكْرٍ وَ صَلَّى بِالنَّاسِ60. وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

يَقُولُ: فَتَحَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [فِي مَرَضِهِ‏]61 مِفْتَاحَ أَلْفِ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ، كُلُّ بَابٍ يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ62 .

ثُمَّ أَخَذَ 63 بِالْفَصْلِ الْآخَرِ أَنْ صَبَرَ عَلَى الظُّلْمِ، فَلَمَّا وَجَدَ أَعْوَاناً قَاتَلَ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلَ عَلَى تَنْزِيلِهِ64 فَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ [وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ‏ اللَّهِ‏]65 حَتَّى اسْتُشْهِدَ فَلَقِيَ اللَّهَ نَقِيّاً زَكِيّاً [سَعِيداً] 66 شَهِيداً [طَيِّباً مُطَيَّباً] 67 قَدْ قَاتَلَ الَّذِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ بِقِتَالِهِمْ، النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ.

قَالَ أَبَانٌ: قَالَ الْحَسَنُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ [فِي أَوَّلِ عُمُرِهِ‏] 68 فِي أَوَّلِ عَمَلِ الْحَجَّاجِ وَ هُوَ مُتَوَارٍ [فِي بَيْتِ أَبِي خَلِيفَةَ وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الشِّيعَةِ] 69. فَلَمَّا كَبِرَ وَ شُهِرَ [وَ]70 سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا يَقُولُ [فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏]71 خَلَوْتُ بِهِ فَذَكَّرْتُهُ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ.
فَقَالَ: اكْتُمْ عَلَيَّ، فَإِنَّمَا صَنَعْتُ مَا صَنَعْتُ أَحْقُنُ دَمِي72 وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَشَالَتْ بِيَ الْخُشُبُ‏

  • 1. ورد هذا الحديث في موضع آخر من «ج» هكذا: سليم قال: سمعت سلمان يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السلام: «لو لا أن تقول أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالة يتّبع أمّتي آثار قدميك في التراب فيقبّلونه». روى في البحار ج 68 ص 137 بأسناده عن جابر قال: لمّا قدم عليّ عليه السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بفتح خيبر قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «لو لا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلّا أخذوا التراب من تحت رجليك و من فضل طهورك يستشفون به ...». و قد قال صلّى اللّه عليه و آله مثل ذلك بشأن عليّ عليه السلام في غزوة ذات السلاسل كما في البحار: ج 21 ص 79. هذا و قد قال أبو بكر في خطبة له بعد غصبه الخلافة: «ودّ المتمنّون أن لو كانوا تراب ابن أبي طالب ...»!! راجع البحار: ج 8 (طبع قديم) ص 89.
  • 2. روى في البحار ج 39 ص 95 بإسناده عن ابن عبّاس أنّه قال: انتدب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الناس ليلة بدر إلى الماء، فانتدب عليّ عليه السلام فخرج و كانت ليلة باردة ذات ريح و ظلمة. فخرج بقربته، فلمّا كان إلى القليب لم يجد دلوا، فنزل إلى الجبّ تلك الساعة فملأ قربته ثمّ أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتّى مضت، ثمّ قام. ثمّ مرّت به اخرى فجلس حتّى مضت، ثمّ قام. ثمّ مرّت به اخرى فجلس حتّى مضت. فلمّا جاء قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: ما حبسك يا أبا الحسن؟ قال: لقيت ريحا ثمّ ريحا ثمّ ريحا شديدة فأصابتني قشعريرة. فقال: أ تدري ما كان ذلك يا عليّ؟ فقال: لا. فقال: ذاك جبرئيل في ألف من الملائكة و قد سلّم عليك و سلّموا. ثمّ مرّ ميكائيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك و سلّموا. ثمّ مرّ إسرافيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك و سلّموا. و روى في البحار ج 20 ص 85 أنّه في يوم أحد أشار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى قوم انحدروا من الجبل فحمل عليهم عليّ عليه السلام فهزمهم، ثمّ أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم، ثمّ أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم، ثمّ أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم. فجاء جبرئيل: فقال: يا رسول اللّه لقد عجبت الملائكة و عجبنا معها من حسن مواساة عليّ لك بنفسه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و ما يمنعه من هذا و هو منّي و أنا منه. فقال جبرئيل: و أنا منكما. و روى في ص 72 عن ابن مسعود أنّه قال: انهزم الناس يوم أحد إلّا عليّ وحده. فقلت: إنّ ثبوت عليّ عليه السلام في ذلك المقام لعجب! قال: إن تعجّبت منه فقد تعجّبت الملائكة أمّا علمت أنّ جبرئيل قال في ذلك اليوم و هو يعرج إلى السماء: «لا سيف إلّا ذو الفقار و لا فتى إلّا عليّ». و روى في ص 69 أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال يوم الشورى: نشدتكم باللّه، هل فيكم أحد وقفت الملائكة معه يوم أحد حين ذهب الناس غيري؟ قالوا: لا.
  • 3. من هنا إلى آخر الرواية يوجد في «ب» أيضا. و أبو خليفة الحجّاج بن أبي عتاب الديلميّ العبدي البصري هو الّذي آوى إليه عدد ممّن هرب من ظلم الحجاج الثقفي.
  • 4. الزيادة من «ب». و لا يخفى أنّ هذه الرواية من الموضوعات الّتي تمسّك بها الحسن البصري لتوجيه نفاقه.
  • 5. الزيادة من «ب». و حاطب بن أبي بلتعة الخالفي اللخمي المتوفّى سنة 30 قد مرّ قصّته في الحديث 15 الهامش 16.
  • 6. «ج» خ ل: إلى قصة أهل بدر.
  • 7. في «ب» هكذا: لعلّ اللّه قد اطّلع إلى أهل بيت فاشهد ملائكته إنّه قد غفر لهم فليعملوا ما شاءوا.
  • 8. في «ب» و «د»: حدّث جابر أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول و ذكر الموجبتين. فقيل: يا رسول اللّه، و ما الموجبتان؟ قال: ...
  • 9. في «ب» و «د»: فقلت: يا أبا سعيد، فترجو لأبي بكر و عمر و عثمان بهذه الروايات الثلاث؟ قال: نعم.
  • 10. الزيادة من «ج».
  • 11. في «ب» هكذا: يا أخي، لا تقل «إن كان هو ...»، و اللّه إنّه له دونهم.
  • 12. الزيادة من «ج».
  • 13. الزيادة من «ج».
  • 14. الزيادة من «ج».
  • 15. من قوله «أيّها الناس» إلى هنا في «ب» هكذا: أيّها الناس، إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي في أهل بيتي، و هما حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين- و ضمّ إصبعيه المسبّحة و الوسطى- لا تقدّموا عليهم فتهلكوا و لا تخلّفوا عنهم فتمرقوا.
  • 16. «ج»: و بعد أمر ...
  • 17. «ب»: و هما تاسع تسعة.
  • 18. المخاطب به أبان بن أبي عيّاش الّذي كان من موالي بني عبد القيس. راجع ص 213 من مقدّمتنا.
  • 19. «ب»: لا يسعنا.
  • 20. «ب»: وليّ اللّه.
  • 21. الزيادة من «ب».
  • 22. راجع عن تحريق عثمان المصاحف: الهامش 140 من الحديث 11 من هذا الكتاب. و روى العلّامة الأميني في الغدير ج 8 ص 101 عن تاريخ الطبريّ و غيره: أنّه حجّ عثمان بالناس في سنة 29 فضرب بمنى فسطاطا، فكان أوّل فسطاط ضربه عثمان بمنى و أتمّ الصلاة بها و بعرفة. فذكر الواقدي بالأسناد عن ابن عبّاس قال: إنّ أوّل ما تكلّم الناس في عثمان ظاهرا أنّه صلّى بالناس بمنى في ولايته ركعتين حتّى إذا كانت السنة السادسة أتمّها، فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و تكلّم في ذلك من يريد أن يكثر عليه حتّى جاءه عليّ عليه السلام فيمن جاءه فقال: و اللّه ما حدث أمر و لا قدم عهد أولا عهدت نبيّك يصلّي ركعتين ثمّ أبا بكر، ثمّ عمر، و أنت صدرا من ولايتك. فما أدري ما يرجع إليه؟ فقال: رأي رأيته!! و رواه في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 312. راجع عن مثالب عثمان: بحار الأنوار ج 8 (طبع قديم) ص 323- 301، و الغدير: ج 8 ص 387- 9 و ج 9 ص 69- 3.
  • 23. الزيادة من «ج». و في «ج» خ ل: قلت: أصلحك اللّه، فلم ترحّمت عليه و ذكرت فضله؟
  • 24. «ب»: أفعل.
  • 25. «ب»: الطلقاء.
  • 26. الزيادة من «ج».
  • 27. «ج»: قتلوه و مثّلوا به و فتنوه.
  • 28. «ب»: قيل: يا رسول اللّه، و كيف يذلّ نفسه؟ قال: يتعرّض للبلاء ...
  • 29. في «ب» و «د»: إذا ولّى إمام هدى فهي دولة الحقّ على إبليس، و إذا ولّى إمام ضلالة فهي دولة إبليس.
  • 30. الخصّ: البيت من قصب أو شجر. و في «ج» خ ل: حصن.
  • 31. الزيادة من قوله «ثمّ هرب ...» إلى هنا من «ج».
  • 32. «مهرة» بلاد مقفرة في جزيرة العرب تقع بين حضرموت و عمان.
  • 33. في «ج» هكذا: ... و الأمر لنا فانتزى عليه ابن أبي قحافة ... ثمّ انتزى عليه بعده ابن الخطّاب ...
  • 34. الزيادة من «ب».
  • 35. «ب»: إنّما كان يبايع على هذا من يثق به.
  • 36. الزيادة من «ب».
  • 37. في «ب»: ليجوز لنا أن نستغفر لأبي بكر و عمر و قد عفيا من الدنيا و عفّا في ولايتهما و كانا حسني السيرة.
  • 38. الزيادة من «د» و في «ب» التلجلج، مكان «التخليط».
  • 39. الزيادة من «ج».
  • 40. «ب»: أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله.
  • 41. «ب»: بانتزاعهما ما قد علموا ...
  • 42. «ب»: و إنّ اللّه قد جعل عليّا عليه السلام أحقّ به منهما.
  • 43. جواب لقوله «لئن قلت: ...» أي لئن قلت هكذا فهذا كلام في محله. و في «ب» هكذا: «... أ عن أمر اللّه و أمر رسوله؟ قال: نعم، عن أمر اللّه و أمر رسوله، إنّ لك في ذلك مقالا».
  • 44. الزيادة منّا و بعده في «ب»: قالا: سمعنا ... و في «ج» خ ل: قالوا: سمعنا. و في العبارة إغلاق من حيث الضمائر، و المعنى: لقد قال لي أبو ذر- حين حدّثني بتسليم أبي بكر و عمر على عليّ عليه السلام بإمرة المؤمنين و كان هو و المقداد و سلمان أيضا ممّن سلّم بالإمرة- أنّ الثلاثة قالوا: ...
  • 45. الزيادة من «ب».
  • 46. «ب»: ايمانا.
  • 47. الزيادة من «ب».
  • 48. الزيادة من «ج».
  • 49. الزيادة من «ب».
  • 50. الزيادة من «ب».
  • 51. الزيادة من «ج».
  • 52. «ب»: و انّه كان له كلّ يوم خلوة و كلّ ليلة دخلة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا سأل أعطاه و إذا سكت أملاه.
  • 53. الزيادة من «ب».
  • 54. «ب»: قلبا.
  • 55. في «ب» هكذا: ... و لا كفو في الدنيا و لا في جهاد و لا ورع و لا قوّة في أمر اللّه. فممّا خصّه اللّه به من الأخذ بالفضل على الناس الأوّل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
  • 56. «ب»: و لم يؤمر عليه أمير قط و لم يقدّم إمامة إمام قطّ في صلاة.
  • 57. الزيادة من «ب».
  • 58. «ج»: أين ذهبت يا فلان؟
  • 59. الزيادة من «ب». «و أمره صلّى اللّه عليه و آله أبا بكر بالصلاة» ليس بصحيح و هو هنا من كلام الحسن البصري. راجع الهامش 60 من هذا الحديث. و في «د»: مع الناس الذين امر أبو بكر أن يصلّي بهم.
  • 60. في «ب» هكذا: و اللّه لقد خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأخرّ أبا بكر عن المحراب فصلّى بالنّاس. روى في البحار ج 28 ص 110 و ج 8 (طبع قديم) ص 25 عن حذيفة بن اليمان أنّه قال عند ذكر وقائع الأيّام الأخيرة من عمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: كان بلال مؤذّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يؤذّن بالصلاة في كلّ وقت صلاة، فإن قدر على الخروج تحامل و خرج و صلّى بالناس و إن هو لم يقدر على الخروج أمر عليّ بن أبي طالب عليه السلام فصلّى بالناس. و كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام و الفضل بن العبّاس لا يزايلانه في مرضه ذلك. فلمّا أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من ليلته تلك- الّتي قدم فيها القوم الّذين كانوا تحت يد اسامة- أذّن بلال ثمّ أتاه يخبره كعادته، فوجده قد ثقل فمنع من الدخول إليه. فأمرت عائشة صهيبا أن يمضي إلى أبيها فيعلمه: «أنّ رسول اللّه قد ثقل في مرضه و ليس يطيق النهوض إلى المسجد و عليّ بن أبي طالب قد شغل به و بمشاهدته عن الصلاة بالناس، فاخرج أنت إلى المسجد فصلّ بالناس فإنّها حال تهنئك و حجّة لك بعد اليوم»! قال: فلم تشعر الناس- و هم في المسجد ينتظرون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أو عليّا عليه السلام يصلّي بهم كعادته الّتي عرفوها في مرضه- إذ دخل أبو بكر المسجد و قال: «إنّ رسول اللّه قد ثقل و قد أمرني أن اصلّى بالناس»!! فقال له رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و أنّى- - لك ذلك و أنت في جيش أسامة، و لا و اللّه لا أعلم أحدا بعث إليك و لا أمرك بالصلاة. ثمّ نادى الناس بلال، فقال: على رسلكم رحمكم اللّه لأستأذن رسول اللّه في ذلك. ثمّ أسرع حتّى اتى الباب فدقّه دقّا شديدا، فسمعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فقال: ما هذا الدقّ العنيف، فانظروا ما هو؟ قال: فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا بلال. فقال: ما وراءك يا بلال؟ فقال: إنّ أبا بكر قد دخل المسجد و قد تقدّم حتّى وقف في مقام رسول اللّه و زعم أنّ رسول اللّه أمره بذلك. فقال: أو ليس أبو بكر مع جيش أسامة؟ هذا هو و اللّه الشرّ العظيم طرق البارحة المدينة! لقد أخبرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك. و دخل الفضل و أدخل بلالا معه، فقال: ما وراءك يا بلال؟ فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الخبر. فقال: «أقيموني، أقيموني، أخرجوا بي إلى المسجد. و الّذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة و فتنة عظيمة من الفتن». ثمّ خرج معصوب الرّأس يتهادى بين عليّ عليه السلام و الفضل بن العبّاس و رجلاه يجرّان في الأرض حتّى دخل المسجد و أبو بكر قائم في مقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قد أطاف به عمر و أبو عبيدة و سالم و صهيب و النفر الذين دخلوا، و أكثر الناس قد وقفوا عن الصلاة ينتظرون ما يأتي بلال. فلمّا رأى الناس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قد دخل المسجد و هو بتلك الحالة العظيمة من المرض أعظموا ذلك. و تقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فجذب أبا بكر من وراءه فنحاه عن المحراب، و أقبل أبو بكر و النفر الّذين كانوا معه فتواروا خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. و أقبل الناس فصلّوا خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو جالس و بلال يسمع الناس التكبير حتّى قضى صلاته. ثمّ التفت فلم ير أبا بكر، فقال: «يا أيّها الناس، ألا تعجبون من ابن أبي قحافة و أصحابه الّذين أنفذتهم و جعلتهم تحت يدي اسامة و أمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجّهوا إليه فخالفوا ذلك و رجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة؟! ألا و إنّ اللّه قد أركسهم فيها».
  • 61. الزيادة من «ب».
  • 62. «ب»: انفتح من كلّ باب ألف باب.
  • 63. أي عليّ عليه السلام.
  • 64. في «ب» و «د»: ثمّ أخذ على الناس بالفضل، أبى أن يعين على الظلم فكفّ يده و لزم منزله حتّى وجد أعوانا قاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على تنزيله.
  • 65. الزيادة من «ج».
  • 66. الزيادة من «ب».
  • 67. الزيادة من «ج».
  • 68. الزيادة من «ج».
  • 69. الزيادة من «ج».
  • 70. الزيادة من «ج».
  • 71. الزيادة من «ب».
  • 72. «ب»: اكتم عليّ، إنّما أحقن دمي.
منابع: 

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، صص: 891-902