الحديث الخامس و العشرون [1]

أَبَانٌ عَنْ سُلَيْمٍ وَ زَعَمَ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ 1 أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ2 أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَعَا أَبَا الدَّرْدَاءِ3 وَ نَحْنُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع بِصِفِّينَ وَ دَعَا أَبَا هُرَيْرَةَ 4 فَقَالَ لَهُمَا انْطَلِقَا إِلَى عَلِيٍّ فَأَقْرِءَاهُ مِنِّي السَّلَامَ وَ قُولَا لَهُ‏
وَ اللَّهِ [إِنِّي لَأَعْلَمُ‏] 5 أَنَّكَ أَوْلَى [النَّاسِ‏]6 بِالْخِلَافَةِ وَ أَحَقُّ بِهَا مِنِّي لِأَنَّكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ [الْأَوَّلِينَ‏]7 وَ أَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ وَ لَيْسَ لِي مِثْلُ سَابِقَتِكَ فِي الْإِسْلَامِ وَ قَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ عِلْمِكَ8 بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ وَ لَقَدْ بَايَعَكَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ بَعْدَ مَا تَشَاوَرُوا فِيكَ [قَبْلَ‏]9 ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ أَتَوْكَ

فَبَايَعُوكَ طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ وَ كَانَ أَوَّلُ 10 مَنْ بَايَعَكَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ ثُمَّ نَكَثَا بَيْعَتَكَ وَ ظَلَمَاكَ [وَ طَلَبَا]11 مَا لَيْسَ لَهُمَا [وَ أَنَا ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ وَ الطَّالِبُ بِدَمِهِ‏]12 وَ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَعْتَذِرُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ وَ تَتَبَرَّأُ مِنْ دَمِهِ وَ تَزْعُمُ أَنَّهُ قُتِلَ وَ أَنْتَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِكَ وَ أَنَّكَ قُلْتَ حِينَ قُتِلَ [وَ اسْتَرْجَعْتَ‏]13 اللَّهُمَّ لَمْ أَرْضَ وَ لَمْ أُمَالِئْ14 وَ قُلْتَ يَوْمَ الْجَمَلِ حِينَ نَادَوْا يَا لَثَارَاتِ عُثْمَانَ [حِينَ ثَارَ مَنْ حَوْلَ الْجَمَلِ‏]15

 قُلْتَ كُبَّ قَتَلَةُ عُثْمَانَ الْيَوْمَ لِوُجُوهِهِمْ إِلَى النَّارِ أَ نَحْنُ قَتَلْنَاهُ وَ إِنَّمَا قَتَلَهُ هُمَا وَ صَاحِبَتُهُمَا وَ أَمَرُوا بِقَتْلِهِ وَ أَنَا قَاعِدٌ فِي بَيْتِي16 [وَ أَنَا ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ وَ وَلِيُّهُ وَ الطَّالِبُ بِدَمِهِ‏]17 فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا قُلْتَ فَأَمْكِنَّا مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ وَ ادْفَعْهُمْ إِلَيْنَا نَقْتُلْهُمْ [بِابْنِ عَمِّنَا]18 وَ نُبَايِعْكَ وَ نُسَلِّمْ إِلَيْكَ الْأَمْرَ [هَذِهِ وَاحِدَةٌ وَ أَمَّا الثَّانِيَةُ]19 فَقَدْ أَنْبَأَتْنِي عُيُونِي20  وَ أَتَتْنِي الْكُتُبُ مِنْ أَوْلِيَاءِ عُثْمَانَ مِمَّنْ هُوَ مَعَكَ21 يُقَاتِلُ وَ تَحْسَبُ أَنَّهُ عَلَى رَأْيِكَ22 وَ رَاضٍ بِأَمْرِكَ وَ هَوَاهُ مَعَنَا وَ قَلْبُهُ عِنْدَنَا وَ جَسَدُهُ مَعَكَ أَنَّكَ تُظْهِرُ وَلَايَةَ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِمَا وَ تَكُفُّ عَنْ عُثْمَانَ وَ لَا تَذْكُرُهُ وَ لَا تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَ لَا تَلْعَنُهُ23

وَ بَلَغَنِي [عَنْكَ‏]24 أَنَّكَ إِذَا خَلَوْتَ بِبِطَانَتِكَ الْخَبِيثَةِ وَ شِيعَتِكَ وَ خَاصَّتِكَ الضَّالَّةِ [الْمُغِيرَةِ] 25 الْكَاذِبَةِ تَبَرَّأْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ لَعَنْتَهُمْ وَ ادَّعَيْتَ أَنَّكَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي أُمَّتِهِ وَ وَصِيُّهُ فِيهِمْ وَ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ طَاعَتَكَ وَ أَمَرَ بِوَلَايَتِكَ فِي كِتَابِهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ‏أَمَرَ مُحَمَّداً أَنْ يَقُومَ بِذَلِكَ فِي أُمَّتِهِ وَ أَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ26  فَجَمَعَ أُمَّتَهُ بِغَدِيرِ خُمٍّ27

فَبَلَّغَ مَا أَمَرَ بِهِ فِيكَ عَنِ اللَّهِ وَ أَمَرَ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ وَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّكَ أَوْلَى بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَنَّكَ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ بَلَغَنِي [عَنْكَ‏]28 أَنَّكَ لَا تَخْطُبُ النَّاسَ خُطْبَةً إِلَّا قُلْتَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ عَنْ مِنْبَرِكَ وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ وَ مَا زِلْتُ مَظْلُوماً مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ [مِنْ ذَلِكَ‏] 29 حَقّاً فَلَظُلْمُ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ إِيَّاكَ أَعْظَمُ‏ مِنْ ظُلْمِ عُثْمَانَ [لِأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ‏]30

 لَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ نَحْنُ شُهُودٌ فَانْطَلَقَ عُمَرُ وَ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ [وَ مَا اسْتَأْمَرَكَ وَ لَا شَاوَرَكَ‏]31 وَ لَقَدْ خَاصَمَ الرَّجُلَانِ الْأَنْصَارَ بِحَقِّكَ وَ حُجَّتِكَ وَ قَرَابَتِكَ [مِنْ رَسُولِ اللَّهِ‏]32 وَ لَوْ سَلَّمَا لَكَ وَ بَايَعَاكَ لَكَانَ عُثْمَانُ أَسْرَعَ النَّاسِ إِلَى ذَلِكَ لِقَرَابَتِكَ مِنْهُ وَ حَقِّكَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ ابْنُ عَمِّكَ وَ ابْنُ عَمَّتِكَ ثُمَّ عَمَدَ أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّهَا إِلَى عُمَرَ عِنْدَ مَوْتِهِ مَا شَاوَرَكَ وَ لَا اسْتَأْمَرَكَ حِينَ اسْتَخْلَفَهُ وَ بَايَعَ لَهُ ثُمَّ جَعَلَكَ عُمَرُ فِي الشُّورَى بَيْنَ سِتَّةٍ مِنْكُمْ وَ أَخْرَجَ33 مِنْهَا جَمِيعَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَيْرَهُمْ 34

 فَوَلَّيْتُمُ ابْنَ عَوْفٍ أَمْرَكُمْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حِينَ رَأَيْتُمُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا وَ اخْتَرَطُوا سُيُوفَهُمْ وَ حَلَفُوا بِاللَّهِ لَئِنْ غَابَتِ35 الشَّمْسُ [وَ لَمْ تَخْتَارُوا أَحَدَكُمْ‏]36 لَيَضْرِبُنَّ أَعْنَاقَكُمْ وَ لَيُنْفِذُنَّ فِيكُمْ أَمْرَ عُمَرَ [وَ وَصِيَّتَهُ‏] 37 فَوَلَّيْتُمْ أَمْرَكُمْ ابْنَ عَوْفٍ [فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ‏] 38

 فَبَايَعَ عُثْمَانَ فَبَايَعْتُمُوهُ ثُمَّ حُوصِرَ عُثْمَانُ فَاسْتَنْصَرَكُمْ فَلَمْ تَنْصُرُوهُ وَ دَعَاكُمْ فَلَمْ تُجِيبُوهُ وَ بَيْعَتُهُ فِي أَعْنَاقِكُمْ وَ أَنْتُمْ يَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ [حُضُورٌ] 39شُهُودٌ فَخَلَّيْتُمْ عَنْ أَهْلِ مِصْرَ حَتَّى قَتَلُوهُ وَ أَعَانَهُمْ طَوَائِفُ مِنْكُمْ عَلَى قَتْلِهِ وَ خَذَلَهُ عَامَّتُكُمْ فَصِرْتُمْ 40 فِي أَمْرِهِ بَيْنَ قَاتِلٍ [وَ آمِرٍ]41  وَ خَاذِلٍ‏

ثُمَّ بَايَعَكَ النَّاسُ وَ أَنْتَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنِّي فَأَمْكِنِّي مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ حَتَّى أَقْتُلَهُمْ وَ أُسَلِّمَ الْأَمْرَ لَكَ وَ أُبَايِعَكَ أَنَا وَ جَمِيعُ مَنْ قِبَلِي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَلَمَّا قَرَأَ عَلِيٌّ ع كِتَابَ مُعَاوِيَةَ وَ أَبْلَغَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ42 وَ أَبُو هُرَيْرَةَ رِسَالَتَهُ وَ مَقَالَتَهُ قَالَ عَلِيٌّ ع [لِأَبِي الدَّرْدَاءِ] 43 قَدْ أَبْلَغْتُمَانِي مَا أَرْسَلَكُمَا بِهِ مُعَاوِيَةُ فَاسْمَعَا44 مِنِّي ثُمَّ أَبْلِغَاهُ عَنِّي [كَمَا أَبْلَغْتُمَانِي عَنْهُ‏]45

 وَ قُولَا لَهُ إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ لَا يَعْدُو أَنْ يَكُونَ أَحَدَ رَجُلَيْنِ إِمَّا إِمَامَ هُدًى حَرَامَ الدَّمِ وَاجِبَ النُّصْرَةِ لَا تَحِلُّ مَعْصِيَتُهُ وَ لَا يَسَعُ الْأُمَّةَ خِذْلَانُهُ أَوْ إِمَامَ ضَلَالَةٍ حَلَالَ الدَّمِ لَا تَحِلُّ وَلَايَتُهُ وَ لَا نُصْرَتُهُ [فَلَا يَخْلُو مِنْ إِحْدَى الْخَصْلَتَيْنِ‏]46 وَ الْوَاجِبُ فِي حُكْمِ اللَّهِ وَ حُكْمِ الْإِسْلَامِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ مَا يَمُوتُ إِمَامُهُمْ أَوْ يُقْتَلُ ضَالًّا كَانَ أَوْ مُهْتَدِياً مَظْلُوماً كَانَ أَوْ ظَالِماً حَلَالَ الدَّمِ أَوْ حَرَامَ الدَّمِ أَنْ لَا يَعْمَلُوا عَمَلًا وَ لَا يُحْدِثُوا حَدَثاً وَ لَا يُقَدِّمُوا يَداً وَ لَا رِجْلًا وَ لَا يَبْدَءُوا بِشَيْ‏ءٍ قَبْلَ أَنْ يَخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ إِمَاماً47 عَفِيفاً عَالِماً وَرِعاً عَارِفاً بِالْقَضَاءِ وَ السُّنَّةِ يَجْمَعُ أَمْرَهُمْ

وَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ وَ يَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ حَقَّهُ وَ يَحْفَظُ أَطْرَافَهُمْ وَ يَجْبِي فَيْئَهُمْ وَ يُقِيمُ حِجَّتَهُمْ وَ جُمْعَتَهُمْ وَ يَجْبِي صَدَقَاتِهِمْ ثُمَّ يَحْتَكِمُونَ إِلَيْهِ فِي إِمَامِهِمُ الْمَقْتُولِ ظُلْماً [وَ يُحَاكِمُونَ قَتَلَتَهُ إِلَيْهِ‏]48 لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ فَإِنْ كَانَ إِمَامُهُمْ قُتِلَ مَظْلُوماً حَكَمَ لِأَوْلِيَائِهِ بِدَمِهِ وَ إِنْ كَانَ قُتِلَ ظَالِماً نَظَرَ كَيْفَ الْحُكْمُ فِي ذَلِكَ هَذَا أَوَّلُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلُوهُ أَنْ يَخْتَارُوا إِمَاماً يَجْمَعُ أَمْرَهُمْ إِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لَهُمْ وَ يُتَابِعُوهُ وَ يُطِيعُوهُ 49

وَ إِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى رَسُولِهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاهُمُ النَّظَرَ فِي ذَلِكَ وَ الِاخْتِيَارَ [وَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَدْ رَضِيَ لَهُمْ إِمَاماً وَ أَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِهِ‏] 50 وَ قَدْ بَايَعَنِي النَّاسُ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ وَ بَايَعَنِي الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ بَعْدَ مَا تَشَاوَرُوا فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَ هُمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ عَقَدُوا إِمَامَتَهُمْ 51 وَلِيَ ذَلِكَ أَهْلُ بَدْرٍ وَ السَّابِقَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ غَيْرَ أَنَّهُمْ بَايَعُوهُمْ قَبْلِي عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ 52 مِنَ الْعَامَّةِ [وَ إِنَّ بَيْعَتِي كَانَتْ بِمَشُورَةٍ مِنَ الْعَامَّةِ] 53

فَإِنْ كَانَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ جَعَلَ الِاخْتِيَارَ54 إِلَى الْأُمَّةِ وَ هُمُ الَّذِينَ يَخْتَارُونَ وَ يَنْظُرُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَ اخْتِيَارُهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ وَ نَظَرُهُمْ لَهَا خَيْرٌ لَهُمْ مِنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لَهُمْ وَ كَانَ مَنِ اخْتَارُوهُ وَ بَايَعُوهُ بَيْعَتُهُ بَيْعَةُ هُدًى55 وَ كَانَ إِمَاماً وَاجِباً عَلَى النَّاسِ طَاعَتُهُ وَ نُصْرَتُهُ فَقَدْ تَشَاوَرُوا فِيَّ وَ اخْتَارُونِي بِإِجْمَاعٍ مِنْهُمْ وَ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ الَّذِي [يَخْتَارُ لَهُ الْخِيَرَةَ فَقَدِ] 56 اخْتَارَنِي لِلْأُمَّةِ وَ اسْتَخْلَفَنِي عَلَيْهِمْ وَ أَمَرَهُمْ بِطَاعَتِي وَ نُصْرَتِي فِي كِتَابِهِ الْمُنْزَلِ وَ سُنَّةِ57 نَبِيِّهِ ص فَذَلِكَ أَقْوَى لِحُجَّتِي وَ أَوْجَبُ لِحَقِّي58

وَ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ كَانَ لِمُعَاوِيَةَ قِتَالُهُمَا وَ الْخُرُوجُ عَلَيْهِمَا لِلطَّلَبِ59 قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَا قَالَ عَلِيٌّ ع فَكَذَلِكَ أَنَا فَإِنْ قَالَ مُعَاوِيَةُ نَعَمْ فَقُولَا إِذاً يَجُوزُ لِكُلِّ مَنْ ظُلِمَ بِمَظْلِمَةٍ أَوْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ أَنْ يَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ وَ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَهُمْ وَ يَدْعُوَ إِلَى نَفْسِهِ مَعَ أَنَّ وُلْدَ عُثْمَانَ أَوْلَى بِطَلَبِ دَمِ أَبِيهِمْ مِنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ فَسَكَتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَ قَالا لَقَدْ أَنْصَفْتَ مِنْ نَفْسِكَ

قَالَ عَلِيٌّ ع وَ لَعَمْرِي لَقَدْ أَنْصَفَنِي مُعَاوِيَةُ إِنْ تَمَّ عَلَيَّ قَوْلُهُ60 وَ صَدَقَ مَا أَعْطَانِي فَهَؤُلَاءِ بَنُو عُثْمَانَ [رِجَالٌ‏] 61 قَدْ أَدْرَكُوا لَيْسُوا بِأَطْفَالٍ وَ لَا مُوَلًّى عَلَيْهِمْ فَلْيَأْتُوا أَجْمَعُ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ قَتَلَةِ أَبِيهِمْ فَإِنْ عَجَزُوا عَنْ حُجَّتِهِمْ فَلْيَشْهَدُوا62 لِمُعَاوِيَةَ بِأَنَّهُ [وَلِيُّهُمْ وَ]63 وَكِيلُهُمْ وَ حَرْبُهُمْ64  فِي خُصُومَتِهِمْ وَ لْيَقْعُدُوا هُمْ وَ خُصَمَاؤُهُمْ [بَيْنَ يَدَيَ‏] 65 مَقْعَدَ الْخُصُومِ إِلَى الْإِمَامِ وَ الْوَالِي الَّذِي يُقِرُّونَ 66 بِحُكْمِهِ وَ يُنْفِذُونَ قَضَاءَهُ وَ أَنْظُرُ فِي حُجَّتِهِمْ وَ حُجَّةِ خُصَمَائِهِمْ فَإِنْ كَانَ أَبُوهُمْ قُتِلَ ظَالِماً وَ كَانَ حَلَالَ الدَّمِ أَبْطَلْتُ دَمَهُ 67

وَ إِنْ كَانَ مَظْلُوماً حَرَامَ الدَّمِ أَقَدْتُهُمْ مِنْ قَاتِلِ أَبِيهِمْ فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوهُ وَ إِنْ شَاءُوا عَفَوْا وَ إِنْ شَاءُوا قَبِلُوا الدِّيَةَ وَ هَؤُلَاءِ قَتَلَةُ عُثْمَانَ فِي عَسْكَرِي يُقِرُّونَ بِقَتْلِهِ وَ يَرْضَوْنَ بِحُكْمِي عَلَيْهِمْ [وَ لَهُمْ‏]68 فَلْيَأْتِنِي وُلْدُ عُثْمَانَ أَوْ مُعَاوِيَةُ [إِنْ كَانَ وَلِيَّهُمْ وَ وَكِيلَهُمْ فَلْيُخَاصِمُوا قَتَلَتَهُ‏] 69 وَ لْيُحَاكِمُوهُمْ حَتَّى أَحْكُمَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهُمْ 70 بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ص [وَ إِنْ كَانَ مُعَاوِيَةُ إِنَّمَا يَتَجَنَّى وَ يَطْلُبُ الْأَعَالِيلَ وَ الْأَبَاطِيلَ فَلْيَتَجَنَّ مَا بَدَا لَهُ فَسَوْفَ يُعِينُ اللَّهُ عَلَيْهِ‏]71

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ72 وَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَدْ وَ اللَّهِ أَنْصَفْتَ [مِنْ نَفْسِكَ‏]73 وَ زِدْتَ عَلَى النَّصَفَةِ [وَ أَزَحْتَ عِلَّتَهُ‏] 74 وَ قَطَعْتَ حُجَّتَهُ [وَ جِئْتَ بِحُجَّةٍ قَوِيَّةٍ صَادِقَةٍ مَا عَلَيْهَا لَوْمٌ‏]75 ثُمَّ خَرَجَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَ أَبُو الدَّرْدَاءِ76 فَإِذَا نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مُقَنَّعِينَ بِالْحَدِيدِ77

فَقَالُوا نَحْنُ قَتَلَةُ عُثْمَانَ وَ نَحْنُ مُقِرُّونَ [رَاضُونَ‏] 78 بِحُكْمِ عَلِيٍّ ع عَلَيْنَا وَ لَنَا فَلْيَأْتِنَا أَوْلِيَاءُ عُثْمَانَ فَلْيُحَاكِمُونَا79  إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي دَمِ أَبِيهِمْ فَإِنْ وَجَبَ عَلَيْنَا الْقَوَدُ أَوِ الدِّيَةُ اصْطَبَرْنَا [لِحُكْمِهِ‏] 80 وَ سَلَّمْنَا81 فَقَالا قَدْ أَنْصَفْتُمْ وَ لَا يَحِلُّ لِعَلِيٍّ ع دَفْعُكُمْ وَ لَا قَتْلُكُمْ حَتَّى يُحَاكِمُوكُمْ إِلَيْهِ فَيَحْكُمَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ صَاحِبِكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صلّى اللّه عليه و آله‏

فَانْطَلَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ82 وَ أَبُو هُرَيْرَةَ [حَتَّى قَدِمَا عَلَى مُعَاوِيَةَ]83 فَأَخْبَرَاهُ بِمَا قَالَ عَلِيٌّ ع وَ مَا قَالَ قَتَلَةُ عُثْمَانَ [وَ مَا قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ بْنُ ضَمَانٍ‏]84 فَقَالَ لَهُمَا مُعَاوِيَةُ فَمَا رَدَّ عَلَيْكُمَا فِي تَرَحُّمِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ كَفِّهِ عَنِ التَّرَحُّمِ عَلَى عُثْمَانَ وَ بَرَاءَتِهِ 85 مِنْهُ فِي السِّرِّ وَ مَا يَدَّعِي مِنِ اسْتِخْلَافِ86 رَسُولِ اللَّهِ ص [إِيَّاهُ وَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مَظْلُوماً مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏] 87

قَالا بَلَى88 قَدْ تَرَحَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ عِنْدَنَا وَ نَحْنُ نَسْمَعُ ثُمَّ قَالَ89 لَنَا فِيمَا يَقُولُ إِنْ كَانَ اللَّهُ جَعَلَ الْخِيَارَ إِلَى الْأُمَّةِ فَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ يَخْتَارُونَ وَ يَنْظُرُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَ كَانَ اخْتِيَارُهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ وَ نَظَرُهُمْ لَهَا خَيْراً لَهُمْ وَ أَرْشَدَ مِنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ وَ اخْتِيَارِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَدِ اخْتَارُونِي وَ بَايَعُونِي فَبَيْعَتِي بَيْعَةُ هُدًى وَ أَنَا إِمَامٌ وَاجِبٌ عَلَى النَّاسِ [طَاعَتِي‏] 90 وَ نُصْرَتِي لِأَنَّهُمْ قَدْ تَشَاوَرُوا فِيَّ وَ اخْتَارُونِي وَ إِنْ كَانَ اخْتِيَارُ اللَّهِ وَ اخْتِيَارُ رَسُولِ اللَّهِ ص خَيْراً لَهُمْ وَ أَرْشَدَ مِنِ اخْتِيَارِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ وَ نَظَرِهِمْ لَهَا فَقَدِ اخْتَارَنِي اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لِلْأُمَّةِ وَ اسْتَخْلَفَانِي عَلَيْهِمْ وَ أَمَرَاهُمْ بِنُصْرَتِي وَ طَاعَتِي فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ الْمُرْسَلِ وَ ذَلِكَ أَقْوَى لِحُجَّتِي وَ أَوْجَبُ لِحَقِّي91

ثُمَّ صَعِدَ92 ع الْمِنْبَرَ فِي عَسْكَرِهِ وَ جَمَعَ النَّاسَ وَ مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ النَّوَاحِي وَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ93 ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ مَنَاقِبِي أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى أَوْ تُعَدُّ94 مَا أُنْزِلَ فِي كِتَابِهِ مِنْ ذَلِكَ وَ مَا قَالَ فِيَّ رَسُولُ اللَّهِ ص [أَكْتَفِي بِهَا عَنْ جَمِيعِ مَنَاقِبِي وَ فَضْلِي أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ فَضَّلَ فِي كِتَابِهِ النَّاطِقِ السَّابِقَ إِلَى الْإِسْلَامِ فِي غَيْرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ عَلَى الْمَسْبُوقِ وَ أَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْنِي إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ أَحَدٌ مِنَ الْأُمَّةِ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ‏]95

قَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ قَوْلِهِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ96 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَ أَوْصِيَائِهِمْ وَ أَنَا أَفْضَلُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ 97 [وَ أَخِي‏]98 وَ وَصِيِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَفْضَلُ الْأَوْصِيَاءِ فَقَامَ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ بَدْرِيّاً جُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ بَقِيَّتُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ99 مِنْهُمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ وَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ وَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ [وَ غَيْرُهُ‏]100 فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا قَدْ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ ذَلِكَ‏

قَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ فِي قَوْلِ اللَّهِ 101- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ102 وَ قَوْلِهِ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ103 ثُمَّ قَالَ وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً104

 فَقَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ خَاصٌّ لِبَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْ عَامٌّ لِجَمِيعِهِمْ105 فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ أَنْ يُعْلِمَهُمْ [فِيمَنْ نَزَلَتِ الْآيَاتُ‏]106 وَ أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمْ مِنَ الْوَلَايَةِ مَا فَسَّرَ لَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَ صِيَامِهِمْ107 وَ زَكَاتِهِمْ وَ حَجِّهِمْ

فَنَصَبَنِي بِغَدِيرِ خُمٍّ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي108 بِرِسَالَةٍ ضَاقَ بِهَا صَدْرِي وَ ظَنَنْتُ أَنَّ النَّاسَ مكذبوني [مُكَذِّبُويَ‏] فَأَوْعَدَنِي لَأُبَلِّغَنَّهَا أَوْ يُعَذِّبَنِي قُمْ يَا عَلِيُّ ثُمَّ نَادَى بِالصَّلَاةَ جَامِعَةً فَصَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ109

 ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ مَوْلَايَ وَ أَنَا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَوْلَى بِهِمْ 110 مِنْ أَنْفُسِهِمْ [أَلَا] 111 مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَاؤُهُ كَمَا ذَا فَقَالَ [وَلَاؤُهُ كَوَلَايَتِي‏] 112 مَنْ‏ كُنْتُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَعَلِيٌّ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً 113

فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِي عَلِيٍّ خَاصَّةً فَقَالَ [رَسُولُ اللَّهِ ص بَلْ‏]114 فِيهِ وَ فِي أَوْصِيَائِي115 إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا سَلْمَانُ اشْهَدْ أَنْتَ وَ مَنْ حَضَرَكَ بِذَلِكَ وَ لْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ‏] 116

 فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيِّنْهُمْ117 لَنَا فَقَالَ عَلِيٌّ أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَصِيِّي [وَ وَارِثِي‏] 118 وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي وَ أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِهِ [أَوَّلُهُمُ ابْنِيَ‏]119 الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ وَ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ لَا يُفَارِقُونَهُ120 حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ كَمَا قُلْتَ سَوَاءً لَمْ تَزِدْ فِيهِ وَ لَمْ تَنْقُصْ حَرْفاً [وَ أَشْهَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى ذَلِكَ‏] 121 وَ قَالَ بَقِيَّةُ السَّبْعِينَ قَدْ سَمِعْنَا ذَلِكَ وَ لَمْ نَحْفَظْ كُلَّهُ وَ هَؤُلَاءِ الِاثْنَا عَشَرَ خِيَارُنَا وَ أَفْضَلُنَا فَقَالَ ع صَدَقْتُمْ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَحْفَظُ بَعْضُهُمْ أَحْفَظُ مِنْ بَعْضٍ122

فَقَامَ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ أَرْبَعَةٌ123 أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ وَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ124 وَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ [رَحِمَهُمُ اللَّهُ‏]125 فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا قَدْ سَمِعْنَا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ حَفِظْنَاهُ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَئِذٍ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ عَلِيٌّ قَائِمٌ إِلَى جَنْبِهِ126

 ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَنْصِبَ لَكُمْ إِمَاماً وَ وَصِيّاً يَكُونُ وَصِيَّ نَبِيِّكُمْ فِيكُمْ وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ فِي أَهْلِ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي وَ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِهِ طَاعَتَهُ وَ أَمَرَكُمْ فِيهِ بِوَلَايَتِهِ فَرَاجَعْتُ رَبِّي خَشْيَةَ طَعْنِ أَهْلِ النِّفَاقِ وَ تَكْذِيبِهِمْ فَأَوْعَدَنِي لَأُبَلِّغُهَا أَوْ لَيُعَذِّبَنِّي127

 [ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏]128 أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ أَمَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ بِالصَّلَاةِ وَ قَدْ بَيَّنْتُهَا لَكُمْ وَ سَنَنْتُهَا وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ فَبَيَّنْتُهَا وَ فَسَّرْتُهَا لَكُمْ وَ أَمَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ بِالْوَلَايَةِ 129 وَ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّهَا خَاصَّةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي وَ وُلْدِ أَخِي وَ وَصِيِّي- عَلِيٌّ أَوَّلُهُمْ ثُمَّ الْحَسَنُ130

 ثُمَّ الْحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ابْنِي لَا يُفَارِقُونَ الْكِتَابَ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعَكُمْ131 وَ إِمَامَكُمْ بَعْدِي وَ دَلِيلَكُمْ 132 وَ هَادِيَكُمْ وَ هُوَ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ فِيكُمْ بِمَنْزِلَتِي فِيكُمْ‏

فَقَلِّدُوهُ دِينَكُمْ وَ أَطِيعُوهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِكُمْ فَإِنَّ عِنْدَهُ جَمِيعَ مَا عَلَّمَنِيَ اللَّهُ وَ أَمَرَنِيَ اللَّهُ أَنْ أُعَلِّمَهُ إِيَّاهُ وَ أُعْلِمُكُمْ133 أَنَّهُ عِنْدَهُ فَاسْأَلُوهُ وَ تَعَلَّمُوا مِنْهُ وَ مِنْ أَوْصِيَائِهِ بَعْدَهُ وَ لَا تُعَلِّمُوهُمْ وَ لَا تَتَقَدَّمُوهُمْ وَ لَا تَتَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُمْ لَا يُزَايِلُونَهُ وَ لَا يُزَايِلُهُمْ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ ع [لِأَبِي الدَّرْدَاءِ وَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ مَنْ حَوْلَهُ‏]134

 أَيُّهَا النَّاسُ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ- إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً135

 فَجَمَعَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ مَعَهُ فِي كِسَائِهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ عِتْرَتِي وَ خَاصَّتِي وَ أَهْلُ بَيْتِي136 فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ137 وَ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِيَّ وَ فِي أَخِي عَلِيٍّ وَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَ فِي ابْنَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ فِي تِسْعَةِ أَئِمَّةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ابْنِي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ خَاصَّةً لَيْسَ مَعَنَا غَيْرُنَا 138

 فَقَامَ كُلُّهُمْ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْنَا بِذَلِكَ 139 فَسَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَحَدَّثَنَا بِهِ كَمَا حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ بِهِ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ ع أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ أَنْزَلَ [فِي كِتَابِهِ‏]140 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ141

 فَقَالَ‏ سَلْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ عَامَّةٌ هِيَ أَمْ خَاصَّةٌ فَقَالَ أَمَّا الْمَأْمُورُونَ142 فَعَامَّةٌ [لِأَنَّ جَمَاعَةَ]143 الْمُؤْمِنِينَ أُمِرُوا بِذَلِكَ وَ أَمَّا الصَّادِقُونَ فَخَاصَّةٌ [لِأَخِي‏]144 عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَوْصِيَائِي مِنْ بَعْدِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ عَلِيٌّ ع وَ قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ خَلَّفْتَنِي فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الْمَدِينَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا بِي أَوْ بِكَ وَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا النُّبُوَّةَ فَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي145

 فَقَامَ رِجَالٌ [مِمَّنْ مَعَهُ‏]146 مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ فِي سُورَةِ الْحَجِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى‏ وَ نِعْمَ النَّصِيرُ147

 فَقَامَ سَلْمَانُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْتَ عَلَيْهِمْ شَهِيدٌ وَ هُمْ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ اجْتَبَاهُمُ اللَّهُ وَ مَا جَعَلَ عَلَيْهِمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ إِنْسَاناً أَنَا وَ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي148 [وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ كُلُّهُمْ أَئِمَّةٌ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ وَ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ لَا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَ‏ الْحَوْضَ‏] 149

قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ150 قَالَ عَلِيٌّ ع أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَامَ خَطِيباً وَ لَمْ يَخْطُبْ بَعْدَهَا 151 وَ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَ [عِتْرَتِي‏]152 أَهْلَ بَيْتِي فَإِنَّهُ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَقَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ شَهِدْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص [فَقَالَ ع حَسْبِيَ اللَّهُ‏]153

فَقَامَ الِاثْنَا عَشَرَ [مِنَ الْجَمَاعَةِ الْبَدْرِيِّينَ‏]154 فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ‏ص حِينَ خَطَبَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ شِبْهَ الْمُغْضَبِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كُلَّ أَهْلِ بَيْتِكَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنَّ أَوْصِيَائِي أَخِي مِنهُمْ155 وَ وَزِيرِي وَ وَارِثِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي [وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ‏]156 هَذَا أَوَّلُهُمْ وَ خَيْرُهُمْ ثُمَّ ابْنَايَ هَذَانِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ

ثُمَّ وَصِيُّ ابْنِي يُسَمَّى بِاسْمِ أَخِي عَلِيٍّ وَ هُوَ ابْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ وَصِيُّ عَلِيٍّ وَ هُوَ وَلَدُهُ وَ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مَهْدِيُّ الْأُمَّةِ اسْمُهُ كَاسْمِي وَ طِينَتُهُ كَطِينَتِي يَأْمُرُ بِأَمْرِي وَ يَنْهَى بِنَهْيِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً يَتْلُو بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ 157 حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَجُهُ عَلَى خَلْقِهِ مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللَّهَ فَقَامَ [باقي‏]158 السَّبْعُونَ الْبَدْرِيُّونَ وَ مِثْلُهُمْ مِنَ الْآخِرِينَ فَقَالُوا ذَكَّرْتَنَا 159 مَا كُنَّا نَسِينَا نَشْهَدُ أَنَّا قَدْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص [ثُمَّ عَادَ ع إِلَى السُّؤَالِ‏]160

 فَلَمْ يَدَعْ شَيْئاً [مِمَّا سَأَلَ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ‏]161 إِلَّا نَاشَدَهُمْ فِيهِ حَتَّى أَتَى ع عَلَى آخِرِ مَنَاقِبِهِ وَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِيهِ كُلَّ ذَلِكَ يُصَدِّقُونَهُ وَ يَشْهَدُونَ أَنَّهُ حَقٌّ [سَمِعُوهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص‏]162

فَلَمَّا حَدَّثَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَ أَبُو هُرَيْرَةَ مُعَاوِيَةَ بِكُلِّ ذَلِكَ وَ بِمَا رَدَّ عَلَيْهِ النَّاسُ وَجَمَ مِنْ ذَلِكَ 163 [وَ قَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ وَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَئِنْ كَانَ مَا تُحَدِّثَانِّي عَنْهُ حَقّاً لَقَدْ هَلَكَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ غَيْرَهُ وَ غَيْرَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ شِيعَتِهِ‏]164

ثُمَّ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لَئِنْ كَانَ مَا قُلْتَ وَ ادَّعَيْتَ وَ اسْتَشْهَدْتَ عَلَيْهِ 165 أَصْحَابَكَ حَقّاً لَقَدْ هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ جَمِيعُ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ غَيْرَكَ وَ غَيْرَ أَهْلِ بَيْتِكَ وَ شِيعَتِكَ وَ قَدْ بَلَغَنِي تَرَحُّمُكَ عَلَيْهِمْ وَ اسْتِغْفَارُكَ لَهُمْ وَ إِنَّهُ لَعَلَى وَجْهَيْنِ 166 مَا لَهُمَا ثَالِثٌ‏ إِمَّا تَقِيَّةٌ إِنْ أَنْتَ تَبَرَّأْتَ مِنْهُمْ خِفْتَ أَنْ يَتَفَرَّقَ عَنْكَ أَهْلُ عَسْكَرِكَ الَّذِينَ تُقَاتِلُنِي بِهِمْ أَوْ إِنَّ الَّذِي ادَّعَيْتَ بَاطِلٌ وَ كَذِبٌ

وَ قَدْ بَلَغَنِي وَ جَاءَنِي بَعْضُ167 مَنْ تَثِقُ بِهِ168 مِنْ خَاصَّتِكَ بِأَنَّكَ تَقُولُ لِشِيعَتِكَ [الضَّالَّةِ] 169 وَ بِطَانَتِكَ بِطَانَةِ السَّوْءِ170  إِنِّي قَدْ سَمَّيْتُ ثَلَاثَةً؟؟ بَيَّنَ لِي [مِنْ بَنِيَ‏] أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ171 فَإِذَا سَمِعْتُمُونِي أَتَرَحَّمُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ فَإِنِّي أَعْنِي بِذَلِكَ بَنِيَّ وَ الدَّلِيلُ عَلَى صِدْقِ مَا أَتَوْنِي بِهِ وَ رَقَوْهُ إِلَيَّ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَاكَ بِأَعْيُنِنَا فَلَا نَحْتَاجُ أَنْ نَسْأَلَ مِنْ ذَلِكَ غَيْرَنَا 172 رَأَيْتُكَ173 حَمَلْتَ امْرَأَتَكَ فَاطِمَةَ [عَلَى حِمَارٍ]174 وَ أَخَذْتَ بِيَدِ ابْنَيْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ إِذْ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَدَعْ175 أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ أَهْلِ السَّابِقَةِ إِلَّا دَعَوْتَهُمْ وَ اسْتَنْصَرْتَهُمْ عَلَيْهِ فَلَمْ تَجِدْ مِنْهُمْ إِنْسَاناً غَيْرَ أَرْبَعَةٍ سَلْمَانَ وَ أبو [أَبِي‏] ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ وَ الزُّبَيْرِ لَعَمْرِي176 لَوْ كُنْتَ مُحِقّاً لَأَجَابُوكَ وَ سَاعَدُوكَ وَ نَصَرُوكَ وَ لَكِنِ ادَّعَيْتَ بَاطِلًا وَ مَا لَا يُقِرُّونَ بِهِ 177 وَ سَمِعَتْكَ أُذُنَايَ 178 وَ أَنْتَ تَقُولُ لِأَبِي سُفْيَانَ حِينَ

قَالَ لَكَ غُلِبْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى سُلْطَانِ ابْنِ عَمِّكَ وَ مَنْ غَلَبَكَ عَلَيْهِ أَذَلُّ أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ تَيْمٌ وَ عَدِيٌ‏ وَ دَعَاكَ إِلَى أَنْ يَنْصُرَكَ 179 فَقُلْتَ لَوْ وَجَدْتُ [أَعْوَاناً] 180 أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَهْلِ السَّابِقَةِ لَنَاهَضْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَلَمَّا لَمْ تَجِدْ غَيْرَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ بَايَعْتَ مُكْرَهاً 181

 قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع [بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 182] أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ فَكَثُرَ تَعَجُّبِي مِمَّا خَطَّتْ فِيهِ يَدُكَ وَ أَطْنَبْتَ [فِيهِ مِنْ كَلَامِكَ‏]183 وَ مِنَ الْبَلَاءِ الْعَظِيمِ وَ الْخَطْبِ الْجَلِيلِ184 عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنْ يَكُونَ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ أَوْ يَنْظُرُ فِي عَامَّةِ أَمْرِهِمْ أَوْ خَاصَّتِهِ وَ أَنْتَ مَنْ تَعْلَمُ وَ ابْنُ مَنْ تَعْلَمُ وَ أَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ [وَ ابْنُ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ‏]185 وَ سَأُجِيبُكَ فِيمَا قَدْ كَتَبْتَ بِجَوَابٍ لَا أَظُنُّكَ تَعْقِلُهُ أَنْتَ وَ لَا وَزِيرُكَ ابْنُ النَّابِغَةِ عَمْرٌو الْمُوَافِقُ لَكَ كَمَا «وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ»

فَإِنَّهُ 186 هُوَ الَّذِي أَمَرَكَ 187 بِهَذَا الْكِتَابِ وَ زَيَّنَهُ لَكَ وَ حَضَرَكُمَا فِيهِ إِبْلِيسُ وَ مَرَدَةُ أَصْحَابِهِ188  وَ اللَّهِ لَقَدْ أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص وَ عَرَّفَنِي189 أَنَّهُ رَأَى عَلَى مِنْبَرِهِ‏ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا أَئِمَّةَ ضَلَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَصْعَدُونَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ يَنْزِلُونَ عَلَى صُورَةِ الْقُرُودِ يَرُدُّونَ190 أُمَّتَهُ عَلَى أَدْبَارِهُمْ عَنِ الصِّرَاطِ [الْمُسْتَقِيمِ‏]191

 قَدْ خَبَّرَنِي بِأَسْمَائِهِمْ رَجُلًا رَجُلًا وَ كَمْ يَمْلِكُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَاحِدٌ بَعْدَ192 وَاحِدٍ عَشَرَةٌ 193 مِنْهُمْ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ رَجُلَانِ مِنْ حَيَّيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِمَا مِثْلُ أَوْزَارِ الْأُمَّةِ جَمِيعاً194 إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ مِثْلُ جَمِيعِ عَذَابِهِمْ فَلَيْسَ مِنْ دَمٍ يُهَرَاقُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ 195 وَ لَا فَرْجٍ يُغْشَى حَرَاماً وَ لَا حُكْمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا كَانَ196 عَلَيْهِمَا وِزْرُهُ [وَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ بَنِي الْعَاصِ إِذَا بَلَغُوا ثَلَاثِينَ رَجُلًا جَعَلُوا كِتَابَ اللَّهِ دَخَلًا 197 وَ عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا وَ مَالَ اللَّهِ دُوَلًا]198

وَ قَالَ199 رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَخِي إِنَّكَ لَسْتَ كَمِثْلِي إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَصْدَعَ بِالْحَقِّ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يَعْصِمُنِي مِنَ النَّاسِ وَ أَمَرَنِي أَنْ أُجَاهِدَ وَ لَوْ بِنَفْسِي فَقَالَ جَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ200

وَ قَالَ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ201 [فَكُنْتُ أَنَا وَ أَنْتَ الْمُجَاهِدَيْنِ‏]202 وَ قَدْ مَكَثْتُ بِمَكَّةَ مَا مَكَثْتُ لَمْ أُومَرْ بِقِتَالٍ ثُمَّ أَمَرَنِي اللَّهُ بِالْقِتَالِ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ الدِّينُ إِلَّا بِي وَ لَا الشَّرَائِعُ وَ لَا السُّنَنُ وَ الْأَحْكَامُ وَ الْحُدُودُ وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ إِنَّ النَّاسَ يَدَعُونَ بَعْدِي مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ مَا أَمَرْتُهُمْ فِيكَ مِنْ وَلَايَتِكَ وَ مَا أَظْهَرْتُ مِنْ حُجَّتِكَ203 مُتَعَمِّدِينَ غَيْرَ جَاهِلِينَ [وَ لَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ فِيهِ وَ لَا سِيَّمَا لَمَّا أَتَوْكَ قَبْلَ‏]204 مُخَالَفَةِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ

فَإِنْ وَجَدْتَ أَعْوَاناً عَلَيْهِمْ فَجَاهِدْهُمْ وَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَاكْفُفْ يَدَكَ وَ احْقُنْ دَمَكَ [فَإِنَّكَ إِنْ نَابَذْتَهُمْ قَتَلُوكَ وَ إِنْ تَبِعُوكَ وَ أَطَاعُوكَ فَاحْمِلْهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَ إِلَّا فَدَعْ وَ إِنِ اسْتَجَابُوا لَكَ وَ نَابَذُوكَ فَنَابِذْهُمْ وَ جَاهِدْهُمْ وَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَكُفَّ يَدَكَ وَ احْقُنْ دَمَكَ‏]205 وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ دَعَوْتَهُمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَلَا تَدَعَنَّ أَنْ تَجْعَلَ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ إِنَّكَ يَا أَخِي لَسْتَ مِثْلِي إِنِّي قَدْ أَقَمْتُ حُجَّتَكَ وَ أَظْهَرْتُ لَهُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَ إِنَّهُ لَمْ يُعْلَمْ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ حَقِّي206  وَ طَاعَتِي وَاجِبَانِ حَتَّى أَظْهَرْتُ لك [ذَلِكَ‏]

فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ أَظْهَرْتُ حُجَّتَكَ وَ قُمْتُ بِأَمْرِكَ فَإِنْ سَكَتَّ عَنْهُمْ لَمْ تَأْثَمْ [وَ إِنْ حَكَمْتَ وَ دَعَوْتَ لَمْ تَأْثَمْ‏]207 غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَهُمْ وَ إِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ وَ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْكَ وَ يَتَظَاهَرُ208 عَلَيْكَ ظَلَمَةُ قُرَيْشٍ فَإِنِّي أَخَافُ209عَلَيْكَ إِنْ نَاهَضْتَ الْقَوْمَ وَ نَابَذْتَهُمْ وَ جَاهَدْتَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِئَةٌ [أَعْوَانٌ‏]210 «210» تَقْوَى بِهِمْ أَنْ يَقْتُلُوكَ [فَيُطْفَأَ نُورُ اللَّهِ وَ لَا يُعْبَدَ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ‏]211 وَ التَّقِيَّةُ مِنْ دِينِ اللَّهِ وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا تَقِيَّةَ لَهُ212

وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ قَضَى213 الْفُرْقَةَ وَ الِاخْتِلَافَ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَوْ شَاءَ لَجَمَعَهُمْ‏ عَلَى الْهُدى‏ وَ لَمْ يَخْتَلِفْ اثْنَانِ مِنْهُمَا214  وَ لَا مِنْ خَلْقِهِ وَ لَمْ يُتَنَازَعْ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِهِ وَ لَمْ يَجْحَدِ [الْمَفْضُولُ‏]215 ذَا الْفَضْلِ فَضْلَهُ وَ لَوْ شَاءَ عَجَّلَ مِنْهُمُ النَّقِمَةَ وَ كَانَ مِنْهُ التَّغْيِيرُ حَتَّى يُكَذَّبَ الظَّالِمُ وَ يُعْلَمَ الْحَقُّ أَيْنَ مَصِيرُهُ وَ اللَّهُ جَعَلَ الدُّنْيَا 216 دَارَ الْأَعْمَالِ وَ جَعَلَ الْآخِرَةَ دَارَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ217 - لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى218

فَقُلْتُ شُكْراً لِلَّهِ عَلَى نَعْمَائِهِ وَ صَبْراً عَلَى بَلَائِهِ وَ تَسْلِيماً وَ رِضًى بِقَضَائِهِ ثُمَّ قَالَ ص يَا أَخِي أَبْشِرْ فَإِنَّ حَيَاتَكَ وَ مَوْتَكَ مَعِي وَ أَنْتَ أَخِي وَ أَنْتَ وَصِيِّي وَ أَنْتَ وَزِيرِي وَ أَنْتَ وَارِثِي وَ أَنْتَ تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي وَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ لَكَ بِهَارُونَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ إِذِ اسْتَضْعَفَهُ أَهْلُهُ وَ تَظَاهَرُوا عَلَيْهِ وَ كَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ فَاصْبِرْ لِظُلْمِ قُرَيْشٍ إِيَّاكَ وَ تَظَاهُرِهِمْ عَلَيْكَ

فَإِنَّهَا ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ قَوْمٍ أَحْقَادُ بَدْرٍ وَ تِرَاتُ أُحُدٍ وَ إِنَّ مُوسَى أَمَرَ هَارُونَ حِينَ اسْتَخْلَفَهُ فِي قَوْمِهِ إِنْ ضَلُّوا فَوَجَدَ أَعْوَاناً أَنْ يُجَاهِدَهُمْ بِهِمْ وَ إِنْ لَمْ يَجِدْ أَعْوَاناً أَنْ يَكُفَّ يَدَهُ وَ يَحْقُنَ دَمَهُ وَ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ فَافْعَلْ أَنْتَ كَذَلِكَ إِنْ وَجَدْتَ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً فَجَاهِدْهُمْ وَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَاكْفُفْ يَدَكَ وَ احْقُنْ دَمَكَ فَإِنَّكَ إِنْ نَابَذْتَهُمْ قَتَلُوكَ [وَ إِنْ تَبِعُوكَ وَ أَطَاعُوكَ فَاحْمِلْهُمْ عَلَى الْحَقِ‏] 219

وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُفَّ يَدَكَ وَ تَحْقُنْ دَمَكَ إِذاً لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ 220 وَ الْجُحُودِ بِأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ [فَاسْتَظْهِرِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ وَ ادْعُهُمْ‏]221 لِيَهْلِكَ النَّاصِبُونَ لَكَ222 وَ الْبَاغُونَ عَلَيْكَ وَ يَسْلَمَ الْعَامَّةُ [وَ الْخَاصَّةُ]223 فَإِذَا وَجَدْتَ [يَوْماً]224 أَعْوَاناً عَلَى إِقَامَةِ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ فَقَاتِلْ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتَ عَلَى تَنْزِيلِهِ فَإِنَّمَا يَهْلِكُ مِنَ الْأُمَّةِ مَنْ نَصَبَ [نَفْسَهُ‏]225 لَكَ أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْصِيَائِكَ [بِالْعَدَاوَةِ]226 وَ عَادَى وَ جَحَدَ وَ دَانَ بِخِلَافِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ 227

وَ لَعَمْرِي يَا مُعَاوِيَةُ لَوْ تَرَحَّمْتُ عَلَيْكَ وَ عَلَى طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ مَا كَانَ تَرَحُّمِي عَلَيْكُمْ وَ اسْتِغْفَارِي لَكُمْ لِيُحِقَّ بَاطِلًا بَلْ يَجْعَلُ اللَّهُ تَرَحُّمِي عَلَيْكُمْ وَ اسْتِغْفَارِي لَكُمْ لَعْنَةً وَ عَذَاباً228 وَ مَا أَنْتَ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ بِأَحْقَرَ جُرْماً229 وَ لَا أَصْغَرَ ذَنْباً وَ لَا أَهْوَنَ بِدْعَةً وَ ضَلَالَةً مِمَّنْ اسْتَنَّا [أَسَّسَا] لَكَ230 وَ لِصَاحِبِكَ الَّذِي تَطْلُبُ بِدَمِهِ وَ وَطَّئَا لَكُمْ ظُلْمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ حَمَلَاكُمْ عَلَى رِقَابِنَا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ- أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى‏ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً. أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً. أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ231  فَنَحْنُ النَّاسُ وَ نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى‏ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً232 فَالْمُلْكُ الْعَظِيمُ أَنْ جَعَلَ اللَّهُ فِيهِمْ أَئِمَّةً مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللَّهَ [وَ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ النُّبُوَّةَ] 233 فَلِمَ تُقِرُّونَ بِذَلِكَ فِي آلِ‏ إِبْرَاهِيمَ وَ تُنْكِرُونَهُ فِي آلِ مُحَمَّدٍ يَا مُعَاوِيَةُ فَإِنْ تَكْفُرْ بِهَا أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ234 وَ مَنْ قِبَلَكَ مِنْ طُغَاةِ الشَّامِ [وَ الْيَمَنِ وَ الْأَعْرَابِ أَعْرَابِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ جُفَاةِ الْأُمَّةِ]235

 فَقَدْ وَكَّلَ اللَّهُ بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ وَ نُورٌ وَ هُدًى وَ رَحْمَةٌ وَ شِفَاءٌ لِلْمُؤْمِنِينَ236 - وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ لَمْ يَدَعْ صِنْفاً مِنْ أَصْنَافِ الضَّلَالَةِ وَ الدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ إِلَّا وَ قَدْ رَدَّ عَلَيْهِمْ وَ احْتَجَّ عَلَيْهِمْ فِي الْقُرْآنِ وَ نَهَى [فِيهِ‏]237 عَنِ اتِّبَاعِهِمْ وَ أَنْزَلَ فِيهِمْ قُرْآناً قَاطِعاً نَاطِقاً عَلَيْهِمْ قَدْ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ

وَ إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَ لَهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ وَ مَا مِنْهُ حَرْفٌ إِلَّا وَ إن لَهُ تَأْوِيلٌ238 - وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ 239 الرَّاسِخُونَ نَحْنُ آلُ مُحَمَّدٍ وَ أَمَرَ اللَّهُ سَائِرَ الْأُمَّةِ240  أَنْ يَقُولُوا- آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ241 وَ أَنْ يُسَلِّمُوا لَنَا [وَ يَرُدُّوا عِلْمَهُ إِلَيْنَا]242

 وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ- وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ243 هُمُ الَّذِينَ يَسْأَلُونَ عَنْهُ وَ يَطْلُبُونَهُ وَ لَعَمْرِي لَوْ أَنَّ النَّاسَ حِينَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَلَّمُوا لَنَا وَ اتَّبَعُونَا244

 وَ قَلَّدُونَا أُمُورَهُمْ- لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَ لَمَا طَمِعْتَ [فِيهَا] 245 أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ [فَمَا فَاتَهُمْ مِنَّا أَكْثَرُ مِمَّا فَاتَنَا مِنْهُمْ‏]246 وَ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيَّ وَ فِيكَ خَاصَّةً آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ تَتْلُوهَا أَنْتَ وَ نُظَرَاؤُكَ عَلَى ظَاهِرِهَا وَ لَا يعلمون [تَعْلَمُونَ‏] تَأْوِيلَهَا وَ بَاطِنَهَا247 وَ هِيَ فِي سُورَةِ الْحَاقَّةِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً إِلَى قَوْلِهِ وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ 248 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ يُدْعَى بِكُلِّ إِمَامِ ضَلَالَةٍ وَ إِمَامِ هُدًى وَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ [الَّذِينَ بَايَعُوهُ‏] 249

 فَيُدْعَى بِي وَ يُدْعَى بِكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ أَنْتَ صَاحِبُ السِّلْسِلَةِ الَّذِي يَقُولُ250 - يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ إِلَى آخِرِ الْقَصَصِ251 وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ‏ص يَقُولُهُ فِيكَ وَ كَذَلِكَ كُلُّ إِمَامِ ضَلَالَةٍ كَانَ قَبْلَكَ وَ يَكُونُ بَعْدَكَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ مِنْ خِزْيِ اللَّهِ وَ عَذَابِهِ وَ نَزَلَ فِيكُمْ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ252 -

وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ253 وَ ذَلِكَ حِينَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ص اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ [عَلَى مِنْبَرِهِ‏] 254 يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى رَجُلَانِ مِنْ [حَيَّيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ مِنْ‏] 255 قُرَيْشٍ وَ عَشَرَةٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ256 أَوَّلُ الْعَشَرَةِ صَاحِبُكَ الَّذِي تَطْلُبُ بِدَمِهِ257 وَ أَنْتَ وَ ابْنُكَ وَ سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَوَّلُهُمْ مَرْوَانُ وَ قَدْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ طَرَدَهُ [وَ مَا وَلَدَ]258

 حِينَ اسْتَمَعَ لِنِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ص يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَ لَمْ يَرْضَ لَنَا الدُّنْيَا ثَوَاباً وَ قَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص أَنْتَ وَ وَزِيرُكَ وَ صُوَيْحِبُكَ يَقُولُ إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا اتَّخَذُوا كِتَابَ اللَّهِ دَخَلًا وَ عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا وَ مَالَ اللَّهِ دُوَلًا يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ زَكَرِيَّا نُشِرَ بِالْمِنْشَارِ وَ يَحْيَى ذُبِحَ وَ قَتَلَهُ قَوْمُهُ وَ هُوَ يَدْعُوهُمْ‏

إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ 259 وَ ذَلِكَ لِهَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ إِنَّ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ قَدِيماً حَارَبُوا260 أَوْلِيَاءَ الرَّحْمَنِ قَالَ اللَّهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ261 يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتَهُ سَيَخْضِبُونَ لِحْيَتِي مِنْ دَمِ رَأْسِي وَ أَنِّي مُسْتَشْهَدٌ وَ سَتَلِي الْأُمَّةَ مِنْ بَعْدِي وَ أَنَّكَ سَتَقْتُلُ ابْنِيَ الْحَسَنَ غَدْراً [بِالسَّمِ‏] 262 وَ أَنَّ ابْنَكَ يَزِيدَ [لَعَنَهُ اللَّهُ‏] 263 سَيَقْتُلُ ابْنِيَ الْحُسَيْنَ [يَلِي ذَلِكَ مِنْهُ ابْنُ زَانِيَةٍ]264

 وَ أَنَّ الْأُمَّةَ سَيَلِيهَا مِنْ بَعْدِكَ سَبْعَةٌ مِنْ [وُلْدِ أَبِي الْعَاصِ وَ]265 وُلْدِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَ خَمْسَةٌ مِنْ وُلْدِهِ تَكْمِلَةُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً قَدْ رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص [يَتَوَاثَبُونَ‏]266 عَلَى مِنْبَرِهِ [تَوَاثُبَ الْقِرَدَةِ] 267 يَرُدُّونَ أُمَّتَهُ عَنْ دِينِ اللَّهِ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى وَ أَنَّهُمْ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَ أَنَّ اللَّهَ سَيُخْرِجُ الْخِلَافَةَ مِنْهُمْ بِرَايَاتٍ سُودٍ تُقْبِلَ مِنَ الشَّرْقِ يُذِلُّهُمُ اللَّهُ بِهِمْ وَ يَقْتُلُهُمْ تَحْتَ كُلِّ حَجَرٍ وَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ وُلْدِكَ مَشُومٌ مَلْعُونٌ جِلْفٌ جَافٍ مَنْكُوسُ الْقَلْبِ فَظٌّ غَلِيظٌ قَدْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ الرَّأْفَةَ وَ الرَّحْمَةَ أَخْوَالُهُ مِنْ كَلْبٍ268 كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ لَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُهُ وَ وَصَفْتُهُ وَ ابْنُ كَمْ هُوَ فَيَبْعَثُ جَيْشاً إِلَى الْمَدِينَةِ فَيَدْخُلُونَهَا

فَيُسْرِفُونَ فِيهَا فِي‏ الْقَتْلِ وَ الْفَوَاحِشِ وَ يَهْرُبُ مِنْهُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي زَكِيٌّ نَقِيٌّ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ إِنِّي لَأَعْرِفُ اسْمَهُ وَ ابْنُ كَمْ هُوَ يَوْمَئِذٍ وَ عَلَامَتَهُ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ ابْنِيَ الْحُسَيْنِ الَّذِي يَقْتُلُهُ ابْنُكَ يَزِيدُ وَ هُوَ الثَّائِرُ 269 بِدَمِ أَبِيهِ فَيَهْرُبُ إِلَى مَكَّةَ وَ يَقْتُلُ صَاحِبُ ذَلِكَ الْجَيْشِ رَجُلًا مِنْ وُلْدِي زَكِيّاً بَرِيّاً عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ ثُمَّ يَسِيرُ ذَلِكَ الْجَيْشُ إِلَى مَكَّةَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ وَ عِدَّتَهُمْ وَ أَسْمَاءَهُمْ وَ سِمَاتِ خُيُولِهِمْ270

فَإِذَا دَخَلُوا الْبَيْدَاءَ وَ اسْتَوَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ خَسَفَ اللَّهُ بِهِمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَوْ تَرى‏ إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ271 [قَالَ‏] 272 مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِكُمْ فَلَا يَبْقَى مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ أَحَدٌ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ يُقَلِّبُ اللَّهُ وَجْهَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ 273 وَ يَبْعَثُ اللَّهُ لِلْمَهْدِيِّ أَقْوَاماً يَجْتَمِعُونَ مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ [قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِيفِ‏]274

 وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ [أَسْمَاءَهُمْ وَ]275 اسْمَ أَمِيرِهِمْ وَ مُنَاخَ رِكَابِهِمْ فَيَدْخُلُ الْمَهْدِيُّ الْكَعْبَةَ وَ يَبْكِي وَ يَتَضَرَّعُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ276 هَذَا لَنَا خَاصَّةً أَهْلَ الْبَيْتِ أَمَا وَ اللَّهِ يَا مُعَاوِيَةُ لَقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ هَذَا الْكِتَابَ277 وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَنْتَفِعُ بِهِ وَ أَنَّكَ سَتَفْرَحُ

إِذَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ سَتَلِي الْأَمْرَ278 وَ ابْنُكَ بَعْدَكَ لِأَنَّ الْآخِرَةَ لَيْسَتْ مِنْ بَالِكَ وَ إِنَّكَ 279 بِالْآخِرَةِ لَمِنَ الْكَافِرِينَ وَ سَتَنْدَمُ كَمَا نَدِمَ مَنْ أَسَّسَ هَذَا الْأَمْرَ لَكَ280 وَ حَمَلَكَ عَلَى رِقَابِنَا حِينَ لَمْ تَنْفَعْهُ النَّدَامَةُ وَ مِمَّا دَعَانِي إِلَى الْكِتَابِ [إِلَيْكَ‏]281  بِمَا كَتَبْتُ بِهِ أَنِّي أَمَرْتُ كَاتِبِي أَنْ يَنْسَخَ ذَلِكَ لِشِيعَتِي وَ رُءُوسِ أَصْحَابِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِذَلِكَ أَوْ يَقْرَأَهُ وَاحِدٌ مِمَّنْ قِبَلَكَ فَيُخْرِجَهُ اللَّهُ بِهِ وَ بِنَا مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى282 وَ مِنْ ظُلْمِكَ وَ ظُلْمِ أَصْحَابِكَ وَ فِتْنَتِهِمْ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَحْتَجَّ عَلَيْكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ هَنِيئاً لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ تَمْلِكُ الْآخِرَةَ وَ هَنِيئاً لَنَا نَمْلِكُ الدُّنْيَا                      

  • 1. في النسخ «أبو هريرة» و هو غلط صححناه من غيبة النعمانيّ و هو عمارة بن جويرة (جوين)، مات سنة 134.
  • 2. «ب» و «د»: و عنه عن أبان عن سليم قال: سمعت عمر بن أبي سلمة. و في «الف» خ ل: عنه بالإسناد عن أبان عنه قال: و حدّثني أيضا عمر بن أبي سلمة عن سليم.
  • 3. «ج»: أبا مسلم الخولاني. و كذا في ساير موارد الحديث جاء هذا الاسم مكان أبي الدرداء. و أبو الدرداء هو عويمر بن عامر بن زيد الخزرجي الأنصاري المدني الصحابيّ.
  • 4. «ب»: دعا معاوية أبا الدرداء و أبا هريرة و نحن جلوس مع أمير المؤمنين عليه السلام بصفين.
  • 5. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 6. الزيادة من «الف».
  • 7. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 8. «ب» و «د»: عملك.
  • 9. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 10. «ب» و «د»: أعلم انّ أوّل ...
  • 11. الزيادة من «الف» و «ج» و «د».
  • 12. الزيادة من «ج».
  • 13. الزيادة من «ج».
  • 14. «ب» و «د»: لم اماكر. و «ج»: لم ابال. و قوله «لم امالئ» أي لم اساعد.
  • 15. الزيادة من «ج».
  • 16. «ب» و «د»: كبّ اللّه قتلة عثمان لوجوههم إلى النار. و في «ج»: كب اللّه وجوه قتلة عثمان في النار، أ نحن قتلناه؟ و إنّما قتله هي و صاحباها- يعني طلحة و الزبير- و أمروا بقتله و أنا قاعد في بيته.
  • 17. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 18. الزيادة من «الف» و «ب»، و في «الف»: يا بن عمّنا.
  • 19. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 20. «ج»: فقد أتتني عيون الأخبار.
  • 21. «ب» و «د»: تبعك.
  • 22. «ج»: دينك. «د»: ولائك.
  • 23. «ب» و «د»: لا تذكره و لا تترحّم عليه و لا تسبّه و لا تتبرأ منه. و في «ج»: لا تذكره و تلعنه و تبرأ منه.
  • 24. الزيادة من «ج».
  • 25. الزيادة من «الف» و في «ج»: الصغيرة.
  • 26. سورة المائدة: الآية 67.
  • 27. «الف»: فجمع قريشا و الأنصار و بني أميّة بغدير خم.
  • 28. الزيادة من «ج».
  • 29. الزيادة من «ب» و «ج».
  • 30. الزيادة من «الف». و في «ج» هكذا: ... و ما زلت مظلوما، لقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ...
  • 31. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 32. الزيادة من «الف» و بعده في «د»: و لو سلّما لك الأمر.
  • 33. «ج»: ثمّ جعلكم عمر ستّة و أخرج ...
  • 34. «ج»: ... و الأنصار غيركم.
  • 35. «ج»: زالت.
  • 36. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 37. الزيادة من «الف» و «ج».
  • 38. الزيادة من «ج».
  • 39. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 40. «ج»: فكنتم.
  • 41. الزيادة من «الف» و «ج».
  • 42. «ج»: لأبي مسلم.
  • 43. الزيادة من «الف»، و في «ج»: لأبي مسلم، قيل: إنّه أبو الدرداء كان و أبو هريرة.
  • 44. «ج»: قد أبلغتماني رسالته فاسمعا ...
  • 45. الزيادة من «ج».
  • 46. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 47. «ب» و «د»: أن يعملوا عملا و يحدثوا حدثا أولى من أن يبايعوا إماما.
  • 48. الزيادة من «ب» و «د». و في النسخ: قتلتهم.
  • 49. من قوله «و الواجب في حكم اللّه ...» إلى هنا في «ج» هكذا: و لا يحلّ للمسلمين بعد ما يموت إمامهم أو يقتل أن يعملوا عملا و لا يقدّموا يدا و لا رجلا حتّى يبايعوا إماما يجمع لهم أمرهم و يحكم بينهم و يأخذ حقّ مظلومهم من ظالمهم. أو يحلّ لهم إذا قتل إمامهم أو مات- ضالا كان أو مهديّا، مظلوما كان أو غير مظلوم و حلال الدم كان أو حرام الدم- أن يبدءوا بشي‏ء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماما يجمع بينهم أمرهم يبايعونه و يطيعونه.
  • 50. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 51. من هنا إلى قوله «أقوى لحجّتي و أوجب لحقّي» ليس في «ب».
  • 52. «ج»: من غير شورى.
  • 53. الزيادة من «الف».
  • 54. «ج»: الخيار.
  • 55. «ج»: و كانت بيعته بيعة هدى.
  • 56. الزيادة من «الف».
  • 57. «ج»: على لسان.
  • 58. «ج»: أقوى لحقّي و أوجب له.
  • 59. «ب»: لطلبه. «د»: لطلبه دمه.
  • 60. «ب» و «د»: و آخر انّي قد أنصفني معاوية من نفسه إن تمّ قوله.
  • 61. الزيادة من «ب» و «ج» و «د». و بعده في «د»: قد أدركوا ليسوا بسفهاء.
  • 62. «ب» و «د»: فليقرّوا.
  • 63. الزيادة من «الف».
  • 64. «ج»: حزبهم.
  • 65. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 66. «ج»: يقتدون.
  • 67. «الف» خ ل و «د»: أهدرت دمه.
  • 68. الزيادة من «ج».
  • 69. الزيادة من «الف» و «ج»، و في «ج»: قتلة عثمان.
  • 70. «الف» و «ب»: أحكم بينكم.
  • 71. الزيادة من «الف» و «ب». و في «د»: فسوف يغني اللّه. و قوله «يتجنّي» أي يرمي بإثم لم نفعله.
  • 72. «ج»: أبو مسلم.
  • 73. الزيادة من «الف».
  • 74. الزيادة من «الف» و في «ج»: رجحت.
  • 75. الزيادة من «الف». و في «ج»: ... بحجّة قويّة بارّة عليها نور.
  • 76. «ج»: أبو مسلم.
  • 77. «ج»: مجتمعين في الحديد.
  • 78. الزيادة من «الف» و «ب» و «د» و في «د» ينادون مكان «فقالوا».
  • 79. «ج»: فليخاصمونا.
  • 80. الزيادة من «الف».
  • 81. في «ج» هكذا: و إن رأى أمير المؤمنين عليه السلام قودا أودية صبرنا و سلّمنا.
  • 82. «ج»: أبو مسلم.
  • 83. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 84. الزيادة من «الف». و لم نعرف الرجل و لا وجه ذكر اسمه هنا. و لعلّه تكلّم نيابة عن العشرين ألف المسمّين لأنفسهم بقتلة عثمان.
  • 85. «ج»: تبرّيه.
  • 86. «ج»: ... في السر فانّه يبيح باستخلاف ...
  • 87. الزيادة من «الف» و «ج».
  • 88. «ج»: بل.
  • 89. من هنا إلى قوله «و ذلك أقوى لحجّتي و أوجب لحقي» ليس في «ج».
  • 90. الزيادة من «ب» و «د».
  • 91. «الف»: و واجب حقّي. و من قوله «ثمّ قال لنا فيما يقول ...» إلى هنا ليس في «ج».
  • 92. من هنا إلى آخر خطبته عليه السلام بعد صفحات حيث قال «وجم من ذلك» لا يوجد في «ب» و «د».
  • 93. «ج»: جمع الناس و بحضرته المهاجرون و الأنصار.
  • 94. «الف»: من أن تحصى بعد ما أنزل.
  • 95. الزيادة من «الف».
  • 96. سورة الواقعة: الآيتان 10 و 11.
  • 97. «الف»: الأنبياء و رسله.
  • 98. الزيادة من «ج».
  • 99. «ج»: سبعين رجلا من أهل بدر من خاصّة المهاجرين و الأنصار.
  • 100. الزيادة من «ج».
  • 101. «ج»: فانشدكم اللّه أ لستم تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه ...
  • 102. سورة النساء: الآية 59.
  • 103. سورة المائدة: الآية 55.
  • 104. سورة التوبة: الآية 16.
  • 105. «ج»: فقال الناس لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أ هذا خاصّ لبعض المؤمنين أم هو عامّ لجميع المؤمنين.
  • 106. الزيادة من «ج».
  • 107. «ج»: أن يفسّر لهم لمن الموالاة كما فسّر لهم أمر صلاتهم و صومهم.
  • 108. «ج»: أرسل إليّ.
  • 109. في «ج» هكذا: «... و ظننت أنّ النّاس مكذّبي، فأمرني بتبليغها و أنزل في ذلك قرآنا فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فنصبني ثمّ نادى با على صوته بعد ما أمر بالصلاة جامعة فهجر بهم الظهر.
  • 110. «ج»: و أنا أولى بالمؤمنين.
  • 111. الزيادة من «ج».
  • 112. الزيادة من «الف».
  • 113. سورة المائدة: الآية 3.
  • 114. الزيادة من «ج».
  • 115. «ج»: في الأوصياء من ولده.
  • 116. الزيادة من «ج».
  • 117. «ج»: سمّهم.
  • 118. الزيادة من «الف».
  • 119. الزيادة من «ج».
  • 120. «ج»: لا يفترقون.
  • 121. الزيادة من «ج».
  • 122. «ج»: و قال: بقيّة السبعين رجلا: قد حفظنا ما قلت و قد حفظنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أكثره غير انّ هؤلاء الاثني عشر رجلا من كبار أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أفضلهم و قد حفظوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما قلت و سمعنا أيضا نحن و ليس كلّ الناس يحفظه لأنّ بعضهم أحفظ من بعض. و في «الف» خ ل هكذا: و قال بقيّة البدريّين الّذين شهدوا مع عليّ عليه السلام صفّين: قد حفظنا جلّ ما قلت و لم نحفظ كلّه ...
  • 123. «ج»: فقام من الاثني عشر رجلا أربعة رجال هم ...
  • 124. زاد في «الف» خ ل: حذيفة. و الظاهر عدم صحّته لأنّ حذيفة مات قبل وقعة صفّين.
  • 125. الزيادة من «ج».
  • 126. «ج»: نشهد باللّه لقد حفظنا ذلك من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو يومئذ قائم و عليّ عليه السلام قائم على جانبه.
  • 127. «ج»: أيّها الناس، إنّ اللّه قد أمرني أن أنصب لكم إماما و هو وصيّي فيكم و خليفتي من أهل بيتي بعدي في أمّتي و الّذي افترض اللّه على المؤمنين في كتابه طاعته ... فقلت: يا ربّ إنّي أخشى طعن أهل النفاق و تكذيبهم إيّاي، فأنزل اللّه عليّ: «لتبلغنّ و إلّا عاقبتك».
  • 128. الزيادة من «ج».
  • 129. «ج»: بولاية عليّ عليه السلام.
  • 130. في «ج» هكذا: ... إنّها لخاصّة لهذا أخي عليّ بن أبي طالب و لولده، ولدي الحسن ثمّ ...
  • 131. «ج»: و قد أعلمتكم المقدّم بعدي.
  • 132. «ج»: وليّكم.
  • 133. «ج»: و لقد أعلمتكم.
  • 134. الزيادة من «الف».
  • 135. سورة الأحزاب: الآية 33.
  • 136. «ج»: هؤلاء حامّتي و عترتي و خلفي و ذرّيتي و أهل بيتي.
  • 137. «ج»: أنت إلى خير.
  • 138. «ج»: ليس يشاركنا فيها أحد.
  • 139. في «ج» هكذا: فقام إليه رجل من أصحابه فقال: أشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتني بذلك. فنهض بعده جماعة من المهاجرين و الأنصار فقالوا: نشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك.
  • 140. الزيادة من «ج».
  • 141. سورة التوبة: الآية 119.
  • 142. «الف»: المؤمنون.
  • 143. الزيادة من «الف».
  • 144. الزيادة من «ج».
  • 145. «ج»: إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
  • 146. الزيادة من «الف».
  • 147. سورة الحجّ: الآيتان 77، 78.
  • 148. «ج»: من ولد عليّ عليه السلام.
  • 149. الزيادة من «ج».
  • 150. «ج»: فقال جمع من الناس: اللّهمّ نعم، اللّهمّ إنّا نشهد أنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
  • 151. «ج»: و لم يخطب بعد ذلك حتّى قبض.
  • 152. الزيادة من «ج».
  • 153. الزيادة من «الف».
  • 154. الزيادة من «ج».
  • 155. «ج»: و لكن الأوصياء، منهم عليّ أخي.
  • 156. الزيادة من «ج».
  • 157. هذه الفقرات في «الف» هكذا: ثمّ وصيّي ابني هذا- و أشار إلى الحسن- ثمّ وصيّه هذا- و أشار إلى الحسين- ثمّ وصيّي ابني سمي أخي، ثمّ وصيّه سميّي ثمّ سبعة من ولده واحدا بعد واحد ...
  • 158. الزيادة من «ج».
  • 159. «الف»: أدركنا.
  • 160. الزيادة من «ج».
  • 161. الزيادة من «ج». راجع عمّا قاله عليه السلام في خلافة عثمان: الحديث 11 من كتاب سليم هذا.
  • 162. الزيادة من «ج».
  • 163. «ج»: فانطلق أبو مسلم و أبو هريرة فحدّثا معاوية بكلّ ما قال عليّ عليه السلام و ما شهد له الناس به أنّهم سمعوه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
  • 164. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 165. «ج»: شهد عليه.
  • 166. «ج»: و إنّ ترحّمك عليهم لعلى وجهين. «د»: و ما ذاك إلّا من وجهين.
  • 167. «الف»: و إن كان الذي ادّعيت باطلا و كذبا فقد جاءني بعض.
  • 168. «ب» و «د»: أثق به.
  • 169. الزيادة من «ب» و «د».
  • 170. «ج»: بظهر السرّ.
  • 171. «ج»: انّك قد سمّيت ثلاثة بنين لك كنّيت أحدهم أبا بكر و سمّيت الاثنين عمر و عثمان.
  • 172. «ب» و «د»: ورقوه اليّ ما قد رأيت بعيني فلا أحتاج أسأل غيرك.
  • 173. «الف»: و إلّا فلم حملت ...
  • 174. الزيادة من «ب» و «د».
  • 175. «ج»: فلم تبق.
  • 176. «ج»: الّا دعوتهم إلى نصرتك و استنهضتهم معك فلم يجبك أحد منهم. لعمري ... «د»: دعوتهم إلى نفسك.
  • 177. «ب»: و ما لا يعرفون، «ج»: و ما لا نعرفه.
  • 178. «ج»: بأذنيّ.
  • 179. «ب» و «د»: أذلّ احياء قريش: «حيّ تيم و حيّ بني كعب» و دعاك إلى نصرتك و في «ج»: ... أذلّ قريش حيّا بني تيم و بني عديّ، و دعوت إلى نصرتك.
  • 180. الزيادة من «الف».
  • 181. «ب» و «د»: فلمّا لم أجد غير أربعة و في «ج»: فلم تجد غير أربعة رجال حتّى بايعت مكرها.
  • 182. الزيادة من «ج».
  • 183. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 184. «ج»: الجسيم.
  • 185. الزيادة من «الف» و «ج» و «د».
  • 186. «ج»: و ساخبرك بجواب لا تصله و لا وزيرك ابن النابغة عمرو بن العاص فإنّه ... و قوله «و افق شنّ طبقة» مثل يضرب للشيئين يتّفقان.
  • 187. «ب» و «د»: أشار إليك.
  • 188. «ب» و «د»: إبليس الملعون و مردة أبالسته.
  • 189. «الف» و «ب» و «د»: و انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قد كان أخبرني ...
  • 190. «ج»: ثلاثة عشر رجلا من قريش يردّون امّته.
  • 191. الزيادة من «الف» و «ب» و «د». و زاد في الثلاثة بعد الزيادة قوله «اللّهمّ»، و لم نعرف وجهه.
  • 192. «ب» و «د»: كلّ رجل منهم.
  • 193. «ج»: أحد عشر.
  • 194. «ج»: جميع الامّة.
  • 195. «ج»: بغير حقّ.
  • 196. «ب»: و لا حكم يغيّر إلّا كان ... «د»: و لا حكم يتغيّر.
  • 197. «ب» و «د»: دغلا.
  • 198. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 199. من هنا إلى قوله بعد صفحة «و انّ اللّه قد قضى الفرقة و الاختلاف ...» ليس في «ب» و «د».
  • 200. سورة النساء: الآية 84، و في المصحف هكذا: فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ....
  • 201. سورة الأنفال: الآية 65.
  • 202. الزيادة من «ج».
  • 203. «الف»: محبّتك.
  • 204. الزيادة من «ج». و في العبارة إغلاق، و لعلّ المراد من قوله «لما أتوك» أنّ لهم سابقة سوء معك في حياتي قبل غصب حقّك بعد مماتي.
  • 205. الزيادة من «ج». و المراد من قوله «إن استجابوا لك و نابذوك فنابذهم ...» إن استجابوا لك ثمّ خالفوك فقم في وجوههم و ذلك مثل أصحاب الجمل و النهروان.
  • 206. «ج»: و أنّه ليس أحد الّا و هو يعلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: انّ حقّي ...
  • 207. الزيادة من «ج».
  • 208. «الف»: تظاهرت.
  • 209. «ج»: أتخوّف.
  • 210. الزيادة من «ج».
  • 211. الزيادة من «ج».
  • 212. من قوله: «و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ...» إلى هنا ليس في «ب» و «د».
  • 213. «ج»: قد علم.
  • 214. في النسخ: منهما. و في «ب» و «د»: حتّى لم يختلف.
  • 215. الزيادة من «الف» و «ج».
  • 216. «ب» و «د»: و لكنّه جعل.
  • 217. «ب»: و القرار. «د»: دار البوار و القرار.
  • 218. سورة النجم: الآية 31.
  • 219. الزيادة من «الف» و «د».
  • 220. «ب» و «د»: إلى الفرقة و الاختلاف و عبادة الأوثان.
  • 221. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 222. «ج»: فإنّما يهلك العاصون لك.
  • 223. الزيادة من «الف».
  • 224. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 225. الزيادة من «ج».
  • 226. الزيادة من «ج».
  • 227. «ج»: ... بالعداوة و ألحد و ردّ الكلام الّذي أنتم عليه و تسلم العامّة و الجماعة.
  • 228. «ج» و «د»: و ما كان ترحّمي عليكم و استغفاري لكم إلّا لعنة عليكم و عذابا.
  • 229. «ب» و «د»: بأعظم جرما. «ج»: بأعظم رحما.
  • 230. «ج»: ممّن أسّس لك.
  • 231. سورة النساء: الآيات 54- 51.
  • 232. سورة النساء: الآيتان 54 و 55.
  • 233. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 234. «ج»: صويحبك.
  • 235. الزيادة من «ب» و «ج»، و في «ج»: من الطغام من أهل اليمن من الأعراب، ربيعة و مضر الجفاة.
  • 236. «ج»: إنّ القرآن حرز و نور و هدى و رحمة و شفاء للّذين آمنوا.
  • 237. الزيادة من «ب» و «د».
  • 238. «ب» و «د»: و ما منه حرف إلّا له حدّ مطلع على ظهر القرآن و بطنه و تأويله. و في «ج»: و ما منه حرف إلّا له حدّ و لكلّ حدّ مطلع على ظهر القرآن و بطنه و تأويله.
  • 239. سورة آل عمران: الآية 7.
  • 240. «ج»: أمر اللّه عزّ و جلّ نبيّه و الامّة.
  • 241. سورة آل عمران: الآية 7.
  • 242. الزيادة من «ج». و في «ب» و «د»: أولو الألباب الّذين يردون علمه إلينا.
  • 243. سورة النساء: الآية 83.
  • 244. «ج»: سلّموا إلينا و بايعونا.
  • 245. الزيادة من «ب»، و لما قمت فيها يا معاوية.
  • 246. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 247. في «الف» و «ب» هكذا: و لقد أنزل اللّه فيّ و فيك سورة خاصّة، الامّة يؤوّلونها على الظاهر و لا يعلمون ما الباطن. و في «د» هكذا: و لقد أنزل اللّه فيّ و في خاصّة ما الامّة يتأوّلونها على الظاهر و لا يعلمون تأويلها في الباطن.
  • 248. سورة الحاقّة: الآيات 37- 19، و تمام الآيات هكذا: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ قُطُوفُها دانِيَةٌ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى‏ عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ ....
  • 249. الزيادة من «الف» و «ب». و في «د»: الّذين تابعوه.
  • 250. «ج»: و انّك يا معاوية صاحب السلسلة فتقول لي.
  • 251. سورة الحاقة: الآيات 29- 25. و قوله «أنت صاحب السلسلة» إشارة إلى قوله تعالى في الآية 32 من هذه السورة: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ.
  • 252. «ج»: و قد قال اللّه عزّ و جلّ في كتابه لنبيّه.
  • 253. سورة الأسراء: الآية 60.
  • 254. الزيادة من «الف» و «ب». و في «ج» هكذا: ثلاثة عشر رجلا من أئمّة الضلالة كلّهم يردّون ...
  • 255. الزيادة من «ج» و «د».
  • 256. «ب» و «د»: عشرة من أهل بيتك. و في «ج»: أحد عشر رجلا من بني أميّة.
  • 257. هنا آخر الحديث في النوع «ج» من النسخ، و بقي الحديث ناقصا فيه.
  • 258. الزيادة من «الف». روى العلامة الأميني في الغدير ج 8 ص 243 عن البلاذري انّ الحكم بن أبي العاص كان جارا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في الجاهليّة و كان أشدّ جيرانه أذى له في الإسلام. و كان قدومه المدينة بعد فتح مكّة و كان مغموصا عليه في دينه. فكان يمرّ خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيغمز به و يحكيه و يخلج بأنفه و فمه، و إذا صلّى قام خلفه فأشار بإصبعه. فبقي على تخليجه و أصابته خبلة. و اطّلع على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذات يوم و هو في بعض حجر نساءه فعرفه و خرج إليه بعنزة و قال: من عذيري من هذه الوزغة اللعين؟ ثمّ قال: لا يساكنني و لا ولده. فغرّبهم جميعا إلى الطائف. فلمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كلّم عثمان أبا بكر فيهم و سأله ردّهم فأبى ذلك و قال: ما كنت لآوى طرداء رسول اللّه. ثمّ لمّا استخلف عمر كلّمه فيهم فقال مثل قول أبي بكر. فلمّا استخلف عثمان أدخلهم المدينة.
  • 259. «ب» و «د»: و يحيى ذبح كما تذبح الشاة و هما يدعوان إلى اللّه عزّ و جلّ. و قوله «كتاب اللّه دخلا» أي يتّخذون كتاب اللّه خديعة و عباد اللّه عبيدا و إماء و يتداولون مال اللّه بينهم.
  • 260. «الف»: قد حاربوا.
  • 261. سورة آل عمران: الآية 21.
  • 262. الزيادة من «الف». و قوله «إنّ امّته ...»، في بعض النسخ: إنّ بني أميّة.
  • 263. الزيادة من «الف».
  • 264. الزيادة من «الف».
  • 265. الزيادة من «الف».
  • 266. الزيادة من «الف». و قوله «خمسة من ولده» يعني: إنّ خمسة من السبعة يكونون من ولد مروان.
  • 267. الزيادة من «الف». و بعده في «د» هكذا: يردّون امّته عن دين اللّه هم أشدّ الامّة عذابا يوم القيامة، و إنّ اللّه سينزعها منهم برايات سود ...
  • 268. «ب»: إخوانه كلب.
  • 269. «ب» و «د»: و إنّي لأعرف اسمه و صفته و هو الثائر ...
  • 270. «ب» و «د»: لأعرف أميرهم و عدّتهم و أسمائهم و سباب خيولهم.
  • 271. سورة سبأ: الآية 51.
  • 272. الزيادة من «الف» و في «د»: من تحت أقدامهم.
  • 273. «ب» و «د»: إلى قفاه.
  • 274. الزيادة من «الف».
  • 275. الزيادة من «الف».
  • 276. سورة النمل: الآية 62.
  • 277. «ب»: كتبت بهذا الكتاب.
  • 278. «ب» و «د»: الامّة.
  • 279. «ب»: بل إنّك. «د»: بل أنت.
  • 280. «ب» و «د»: استنّ لك الأمر.
  • 281. الزيادة من «ب» و «د».
  • 282. زاد في «ب» بعد قوله إلى الهدى: «و السلام». و يتمّ الحديث هنا في «ب» و «د».
منابع: 

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، صص: 748-776