الحديث الرابع عشر [1]

قَالَ أَبَانٌ عَنْ سُلَيْمٍ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى حَلْقَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص لَيْسَ فِيهَا إِلَّا هَاشِمِيٌّ غَيْرُ سَلْمَانَ وَ أَبِي ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ ع مَا تَرَى عُمَرَ مَنَعَهُ مِنْ أَنْ يُغْرِمَ قُنْفُذاً كَمَا أَغْرَمَ جَمِيعَ عُمَّالِهِ فَنَظَرَ عَلِيٌّ ع إِلَى مَنْ حَوْلَهُ ثُمَّ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ [بِالدُّمُوعِ‏]1 ثُمَّ قَالَ شَكَرَ لَهُ ضَرْبَةً ضَرَبَهَا فَاطِمَةَ ع 2 بِالسَّوْطِ فَمَاتَتْ وَ فِي عَضُدِهَا 3 أَثَرُهُ كَأَنَّهُ الدُّمْلُجُ‏

ثُمَّ قَالَ ع الْعَجَبُ مِمَّا أُشْرِبَتْ قُلُوبُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ حُبِّ هَذَا الرَّجُلِ وَ صَاحِبِهِ مِنْ قَبْلِهِ وَ التَّسْلِيمِ لَهُ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ أَحْدَثَهُ لَئِنْ كَانَ عُمَّالُهُ خَوَنَةً وَ كَانَ هَذَا الْمَالُ فِي أَيْدِيهِمْ خِيَانَةً مَا [كَانَ‏]4 حَلَّ لَهُ تَرْكُهُ وَ كَانَ لَهُ أَنْ يَأْخُذَهُ كُلَّهُ فَإِنَّهُ فَيْ‏ءُ الْمُسْلِمِينَ فَمَا لَهُ يَأْخُذُ نِصْفَهُ وَ يَتْرُكُ نِصْفَهُ وَ لَئِنْ كَانُوا غَيْرَ خَوَنَةٍ فَمَا حَلَّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ [أَمْوَالَهُمْ وَ لَا شَيْئاً]5  مِنْهُمْ 6 قَلِيلًا [وَ لَا كَثِيراً وَ إِنَّمَا أَخَذَ أَنْصَافَهَا وَ لَوْ كَانَتْ فِي أَيْدِيهِمْ خِيَانَةً ثُمَّ لَمْ يُقِرُّوا بِهَا وَ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِمُ الْبَيِّنَةُ مَا حَلَّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً]7 وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ إِعَادَتُهُ إِيَّاهُمْ إِلَى أَعْمَالِهِمْ لَئِنْ كَانُوا خَوَنَةً مَا حَلَّ لَهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَهُمْ وَ لَئِنْ كَانُوا غَيْرَ خَوَنَةٍ مَا حَلَّتْ لَهُ أَمْوَالُهُمْ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيٌّ ع عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ الْعَجَبُ لِقَوْمٍ يَرَوْنَ سُنَّةَ 8 نَبِيِّهِمْ تَتَبَدَّلُ وَ تَتَغَيَّرُ شَيْئاً شَيْئاً [وَ بَاباً بَاباً]9 ثُمَّ يَرْضَوْنَ وَ لَا يُنْكِرُونَ بَلْ يَغْضَبُونَ لَهُ وَ يَعْتِبُونَ عَلَى مَنْ عَابَ عَلَيْهِ 10 وَ أَنْكَرَهُ ثُمَّ يَجِي‏ءُ قَوْمٌ بَعْدَنَا فَيَتَّبِعُونَ بِدْعَتَهُ وَ جَوْرَهُ وَ أَحْدَاثَهُ وَ يَتَّخِذُونَ أَحْدَاثَهُ سُنَّةً وَ دِيناً يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللَّهِ فِي مِثْلِ تَحْوِيلِهِ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ ع مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ‏ص إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي حَوَّلَهُ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ ص11

وَ فِي تَغْيِيرِهِ صَاعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مُدَّهُ وَ فِيهِمَا فَرِيضَةٌ وَ سُنَّةٌ فَمَا كَانَ زِيَادَتُهُ إِلَّا سُوءاً12 لِأَنَّ الْمَسَاكِينَ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ وَ الظِّهَارِ [بِهِمَا يُعْطَوْنَ مَا يَجِبُ مِنَ الزَّرْعِ‏]13 وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا وَ صَاعِنَا لَا يَحُولُونَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ ذَلِكَ14 لَكِنَّهُمْ رَضُوا وَ قَبِلُوا مَا صَنَعَ وَ قَبْضَهُ وَ صَاحِبِهِ فَدَكَ وَ هِيَ فِي يَدِ فَاطِمَةَ ع مَقْبُوضَةً قَدْ أَكَلَتْ غَلَّتَهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ص فَسَأَلَهَا الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا فِي يَدِهَا وَ لَمْ يُصَدِّقْهَا وَ لَا صَدَّقَ أُمَّ أَيْمَنَ وَ هُوَ يَعْلَمُ يَقِيناً [كَمَا نَعْلَمُ‏]15 أَنَّهَا فِي يَدِهَا وَ لَمْ يَكُنْ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَسْأَلَهَا الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا فِي يَدِهَا وَ لَا أَنْ يَتَّهِمَهَا ثُمَّ اسْتَحْسَنَ النَّاسُ ذَلِكَ وَ حَمِدُوهُ

وَ قَالُوا إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الْوَرَعُ وَ الْفَضْلُ ثُمَّ حَسَّنَ قُبْحَ فِعْلِهِمَا [أَنْ عَدَلَا عَنْهَا]16 فَقَالا نَظُنُّ أَنَّ فَاطِمَةَ لَنْ تَقُولَ إِلَّا حَقّاً وَ أَنَّ عَلِيّاً لَمْ يَشْهَدْ إِلَّا بِحَقٍّ وَ لَوْ كَانَتْ مَعَ أُمِّ أَيْمَنَ امْرَأَةٌ أُخْرَى أَمْضَيْنَاهَا لَهَا فَحَظِيَا17 بِذَلِكَ عِنْدَ الْجُهَّالِ وَ مَا هُمَا وَ مَنْ أَمَرَهُمَا 18 أَنْ يَكُونَا حَاكِمَيْنِ فَيُعْطِيَانِ أَوْ يَمْنَعَانِ وَ لَكِنَّ الْأُمَّةَ ابْتُلُوا بِهِمَا فَأَدْخَلَا أَنْفُسَهُمَا فِيمَا لَا حَقَّ لَهُمَا فِيهِ وَ لَا عِلْمَ لَهُمَا بِهِ وَ قَدْ قَالَتْ فَاطِمَةُ ع حِينَ أَرَادَ انْتِزَاعَهَا وَ هِيَ فِي يَدِهَا أَ لَيْسَتْ فِي يَدِي وَ فِيهَا وَكِيلِي وَ قَدْ أَكَلْتُ غَلَّتَهَا وَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَيٌّ

قَالا بَلَى قَالَتْ فَلِمَ تَسْأَلَانِيَ الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَالا لِأَنَّهَا فَيْ‏ءُ الْمُسْلِمِينَ [فَإِنْ قَامَتْ بَيِّنَةٌ وَ إِلَّا لَمْ نُمْضِهَا قَالَتْ لَهُمَا وَ النَّاسُ حَوْلَهُمَا يَسْمَعُونَ‏]19 أَ فَتُرِيدَانِ أَنْ تَرُدَّا مَا صَنَعَ رَسُولُ‏ اللَّهِ ص وَ تَحْكُمَا فِينَا خَاصَّةً بِمَا لَمْ تَحْكُمَا فِي سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا رَكِبَاهَا 20 أَ رَأَيْتُمَا إِنِ ادَّعَيْتُ مَا فِي أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ أَ تَسْأَلُونَنِي الْبَيِّنَةَ أَمْ تَسْأَلُونَهُمْ

قَالا بَلْ نَسْأَلُكِ قَالَتْ فَإِنِ ادَّعَى جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَ مَا فِي يَدِي تَسْأَلُونَهُمُ الْبَيِّنَةَ أَمْ تَسْأَلُونَنِي فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ إِنَّ هَذَا فَيْ‏ءٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَرْضُهُمْ وَ هِيَ فِي يَدَيْ فَاطِمَةَ تَأْكُلُ غَلَّتَهَا فَإِنْ أَقَامَتْ بَيِّنَةٌ عَلَى مَا ادَّعَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص وَهَبَهَا لَهَا مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ وَ هِيَ فَيْئُهُمْ وَ حَقُّهُمْ نَظَرْنَا فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ حَسْبِي أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ أَ مَا سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ ابْنَتِي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص

قَالَتْ أَ فَسَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَدَّعِي الْبَاطِلَ وَ تَأْخُذُ مَا لَيْسَ لَهَا 21 أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ أَرْبَعَةً شَهِدُوا عَلَيَّ بِفَاحِشَةٍ أَوْ رَجُلَانِ بِسَرِقَةٍ أَ كُنْتُمْ مُصَدِّقِينَ عَلَيَّ فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَسَكَتَ أَمَّا عُمَرُ فَقَالَ نَعَمْ وَ نُوقِعُ عَلَيْكَ الْحَدَّ فَقَالَتْ كَذَبْتَ وَ لَؤُمْتَ إِلَّا أَنْ تُقِرَّ أَنَّكَ لَسْتَ عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ ص إِنَّ الَّذِي يُجِيزُ عَلَى سَيِّدَةِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ شَهَادَةً أَوْ يُقِيمُ عَلَيْهَا حَدّاً لَمَلْعُونٌ كَافِرٌ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص لِأَنَّ مَنْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً لَا تَجُوزُ عَلَيْهِمْ شَهَادَةٌ لِأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ مُطَهَّرُونَ مِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ حَدِّثْنِي يَا عُمَرُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ لَوْ أَنَّ قَوْماً شَهِدُوا عَلَيْهِمْ أَوْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ بِشِرْكٍ أَوْ كُفْرٍ أَوْ فَاحِشَةٍ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَبَرَّءُونَ22 مِنْهُمْ وَ يَحُدُّونَهُمْ

قَالَ نَعَمْ وَ مَا هُمْ وَ سَائِرُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ إِلَّا سَوَاءً قَالَتْ كَذَبْتَ [وَ كَفَرْتَ‏]23 مَا هُمْ وَ سَائِرُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ سَوَاءً لِأَنَّ اللَّهَ‏ [عَصَمَهُمْ وَ]24 نَزَّلَ عِصْمَتَهُمْ وَ تَطْهِيرَهُمْ وَ أَذْهَبَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ فَمَنْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّمَا يُكَذِّبُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا عُمَرُ لَمَّا سَكَتَّ فَلَمَّا أَنْ كَانَ اللَّيْلُ أَرْسَلَا إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالا إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نُسِرَّ إِلَيْكَ أَمْراً وَ نَحْمِلَكَهُ لِثِقَتِنَا [بِكَ‏]25 

فَقَالَ احْمِلَانِي عَلَى مَا شِئْتُمَا فَإِنِّي طَوْعُ أَيْدِيكُمَا فَقَالا لَهُ إِنَّهُ لَا يَنْفَعُنَا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ وَ السُّلْطَانِ مَا دَامَ عَلِيٌّ حَيّاً [أَ مَا سَمِعْتَ مَا قَالَ لَنَا وَ مَا اسْتَقْبَلَنَا بِهِ وَ نَحْنُ‏] 26 لَا نَأْمَنُهُ أَنْ يَدْعُوَ فِي السِّرِّ فَيَسْتَجِيبَ لَهُ قَوْمٌ فَيُنَاهِضَنَا فَإِنَّهُ أَشْجَعُ الْعَرَبِ وَ قَدِ ارْتَكَبْنَا مِنْهُ مَا رَأَيْتَ وَ غَلَبْنَاهُ عَلَى مُلْكِ ابْنِ عَمِّهِ وَ لَا حَقَّ لَنَا فِيهِ وَ انْتَزَعْنَا فَدَكَ مِنِ امْرَأَتِهِ فَإِذَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ فَقُمْ إِلَى جَنْبِهِ وَ لْيَكُنْ سَيْفُكَ مَعَكَ فَإِذَا [صَلَّيْتُ وَ]27 سَلَّمْتُ

فَاضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ عَلِيٌّ ع فَصَلَّى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِجَنْبِي مُتَقَلِّداً السَّيْفَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ وَ جَعَلَ يُؤَامِرُ نَفْسَهُ وَ نَدِمَ وَ أُسْقِطَ فِي يَدِهِ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَطْلُعَ ثُمَّ قَالَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ لَا تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ ثُمَّ سَلَّمَ فَقُلْتُ لِخَالِدٍ وَ مَا ذَاكَ قَالَ كَانَ قَدْ أَمَرَنِي إِذَا سَلَّمَ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَكَ28 «28» قُلْتُ أَ وَ كُنْتَ فَاعِلًا قَالَ إِي وَ رَبِّي إِذاً لَفَعَلْتُ قَالَ سُلَيْمٌ ثُمَّ أَقْبَلَ ع عَلَى الْعَبَّاسِ وَ عَلَى مَنْ حَوْلَهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ حَبْسِهِ وَ حَبْسِ صَاحِبِهِ عَنَّا سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى الَّذِي فَرَضَهُ اللَّهُ لَنَا فِي الْقُرْآنِ وَ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ سَيَظْلِمُونَّاهُ وَ يَنْتَزِعُونَهُ مِنَّا فَقَالَ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى‏ عَبْدِنا- يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ29

وَ الْعَجَبُ لِهَدْمِهِ مَنْزِلَ أَخِي جَعْفَرٍ وَ إِلْحَاقِهِ30 فِي الْمَسْجِدِ وَ لَمْ يُعْطِ بَنِيهِ مِنْ ثَمَنِهِ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً ثُمَّ لَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَ لَمْ يُغَيِّرُوهُ فَكَأَنَّمَا أَخَذَ مَنْزِلَ رَجُلٍ مِنَ الدَّيْلَمِ 31 وَ الْعَجَبُ لِجَهْلِهِ وَ جَهْلِ الْأُمَّةِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى جَمِيعِ عُمَّالِهِ أَنَّ الْجُنُبَ إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ وَ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ [حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ]32

 وَ إِنْ لَمْ يَجِدْهُ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ ثُمَّ قَبِلَ النَّاسُ ذَلِكَ وَ رَضُوا بِهِ وَ قَدْ عَلِمَ وَ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَدْ أَمَرَ عَمَّاراً وَ أَمَرَ أَبَا ذَرٍّ أَنْ يَتَيَمَّمَا مِنَ الْجَنَابَةِ وَ يُصَلِّيَا وَ شَهِدَا بِهِ عِنْدَهُ وَ غَيْرُهُمَا33 فَلَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ وَ لَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً وَ الْعَجَبُ لِمَا خَلَطَ قَضَايَا مُخْتَلِفَةً 34 فِي الْجَدِّ بِغَيْرِ عِلْمٍ تَعَسُّفاً وَ جَهْلًا وَ ادِّعَائِهِمَا مَا لَمْ يَعْلَمَا جُرْأَةً عَلَى اللَّهِ وَ قِلَّةَ وَرَعٍ ادَّعَيَا

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَاتَ وَ لَمْ يَقْضِ فِي الْجَدِّ شَيْئاً [مِنْهُ‏] 35 وَ لَمْ يَدَّعِ أَحَدٌ يَعْلَمُ 36 مَا لِلْجَدِّ مِنَ الْمِيرَاثِ ثُمَّ تَابَعُوهُمَاعَلَى ذَلِكَ [وَ صَدَّقُوهُمَا وَ عِتْقِهِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ فَأَخَذَ النَّاسُ بِقَوْلِهِ‏]37 وَ تَرَكُوا أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَا صَنَعَ بِنَصْرِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَ بِجَعْدَةَ مِنْ سُلَيْمٍ [بِجَعْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ‏] وَ بِابْنِ وَبَرَةَ38 وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا كِنْفٍ الْعَبْدِيَّ أَتَاهُ

فَقَالَ إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَ أَنَا غَائِبٌ فَوَصَلَ إِلَيْهَا الطَّلَاقُ ثُمَّ رَاجَعْتُهَا وَ هِيَ فِي عِدَّتِهَا وَ كَتَبْتُ إِلَيْهَا فَلَمْ يَصِلِ الْكِتَابُ إِلَيْهَا حَتَّى تَزَوَّجَتْ فَكَتَبَ لَهُ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تَزَوَّجَهَا قَدْ دَخَلَ بِهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَ إِنْ كَانَ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فَهِيَ امْرَأَتُكَ وَ كَتَبَ لَهُ ذَلِكَ وَ أَنَا شَاهِدٌ فَلَمْ يُشَاوِرْنِي وَ لَمْ يَسْأَلْنِي يَرَى اسْتِغْنَاءَهُ بِعِلْمِهِ عَنِّي39 فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْهَاهُ ثُمَّ قُلْتُ مَا أُبَالِي أَنْ يَفْضَحَهُ اللَّهُ ثُمَّ لَمْ يَعِبْهُ النَّاسُ بَلِ اسْتَحْسَنُوهُ وَ اتَّخَذُوهُ سُنَّةً [وَ قَبِلُوهُ مِنْهُ‏] 40 

وَ رَأَوْهُ صَوَاباً وَ ذَلِكَ قَضَاءٌ لَوْ قَضَى بِهِ مَجْنُونٌ نَحِيفٌ سَخِيفٌ لَمَا زَادَ 41 ثُمَّ تَرْكِهِ مِنَ الْأَذَانِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ فَاتَّخَذُوهُ سُنَّةً وَ تَابَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ42 وَ قَضِيَّتِهِ فِي الْمَفْقُودِ وَ أَنْ أَجَّلَ امْرَأَتَهُ43 أَرْبَعَ سِنِينَ ثُمَّ تَتَزَوَّجُ فَإِنْ جَاءَ زَوْجُهَا خُيِّرَ بَيْنَ امْرَأَتِهِ وَ بَيْنَ الصَّدَاقِ فَاسْتَحْسَنَهُ النَّاسُ وَ اتَّخَذُوهُ سُنَّةً وَ قَبِلُوهُ مِنْهُ جَهْلًا وَ قِلَّةَ عِلْمٍ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ص وَ إِخْرَاجِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ كُلَّ أَعْجَمِيٍّ44 وَ إِرْسَالِهِ إِلَى عُمَّالِهِ بِالْبَصْرَةِ بِحَبْلٍ [طُولُهُ‏]45 خَمْسَةُ أَشْبَارٍ

وَ قَوْلِهِ مَنْ أَخَذْتُمُوهُ مِنَ الْأَعَاجِمِ فَبَلَغَ طُولَ هَذَا الْحَبْلِ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ وَ رَدِّهِ سَبَايَا تُسْتَرَ 46 وَ هُنَّ حَبَالَى-
وَ إِرْسَالِهِ بِحَبْلٍ فِي صِبْيَانٍ سَرَقُوا بِالْبَصْرَةِ وَ قَوْلِهِ مَنْ بَلَغَ طُولَ هَذَا الْحَبْلِ فَاقْطَعُوهُ 47 وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ كَذَّاباً رُجِمَ بِكِذَابَةٍ فَقَبِلَهَا وَ قَبِلَهَا الْجُهَّالُ فَزَعَمُوا 48 أَنَّ الْمَلَكَ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ وَ يُلَقِّنُهُ وَ اعْتَاقِهِ سَبَايَا أَهْلِ الْيَمَنِ وَ تَخَلُّفِهِ 49 وَ صَاحِبِهِ عَنْ جَيْشِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ مَعَ تَسْلِيمِهِمَا عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ ثُمَّ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ وَ عَلِمَهُ النَّاسُ50 أَنَّهُ الَّذِي صَدَّ رَسُولَ اللَّهِ ص عَنِ الْكَتِفِ الَّذِي دَعَاهُ بِهِ ثُمَّ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ [وَ لَمْ يَنْقُصْهُ‏] 51 

وَ أَنَّهُ صَاحِبُ صَفِيَّةَ حِينَ قَالَ لَهَا مَا قَالَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ حَتَّى قَالَ مَا قَالَ52 [وَ إِنَّهُ 53 وَ صَاحِبَهُ اللَّذَانِ كَفَّا عَنْ قَتْلِ الرَّجُلِ الَّذِي أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِقَتْلِهِ ثُمَّ أَمَرَنِي بَعْدَهُمَا وَ قَالَ النَّبِيُّ ص فِي ذَلِكَ مَا قَالَ وَ أَمَرَ النَّبِيُّ ص أَبَا بَكْرٍ يُنَادِي فِي النَّاسِ أَنَّهُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُوَحِّداً لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ فَرَدَّهُ عُمَرُ وَ أَطَاعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُصِىَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَلَمْ تُنْفَذْ أَمْرُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ فِي ذَلِكَ مَا قَالَ فَمَسَاوِيهِ وَ مَسَاوِي صَاحِبِهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى أَوْ تُعَدُّ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصْهُمْ ذَلِكَ عِنْدَ الْجُهَّالِ وَ الْعَامَّةِ وَ هُمَا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ وَ يُبْغِضُونَ لَهُمَا مَا لَا يُبْغِضُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص‏]54 

قَالَ عَلِيٌّ ع 55 ثُمَّ مَرَرْتُ بِالصُّهَاكِيِّ يَوْماً فَقَالَ لِي مَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كُنَاسَةٍ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فَذَكَرْتُ لَهُ‏ ذَلِكَ فَغَضِبَ النَّبِيُّ وَ خَرَجَ فَأَتَى الْمِنْبَرَ وَ فَزِعَتِ الْأَنْصَارُ فَجَاءَتْ شَاكَةً فِي السِّلَاحٍ لِمَا رَأَتْ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ ص

فَقَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُعَيِّرُونَنِي بِقَرَابَتِي56  وَ قَدْ سَمِعُوا مِنِّي مَا قُلْتُ فِي فَضْلِهِمْ وَ تَفْضِيلِ اللَّهِ57 إِيَّاهُمْ وَ مَا اخْتَصَّهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ إِذْهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ وَ تَطْهِيرِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ 58 وَ قَدْ سَمِعْتُمْ59 مَا قُلْتُ فِي أَفْضَلِ أَهْلِ بَيْتِي وَ خَيْرِهِمْ مِمَّا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ وَ أَكْرَمَهُ وَ فَضَّلَهُ مِنْ سَبْقِهِ فِي الْإِسْلَامِ وَ بَلَائِهِ فِيهِ وَ قَرَابَتِهِ مِنِّي وَ أَنَّهُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ثُمَّ تَزْعُمُونَ أَنَّ مَثَلِي فِي أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كُنَاسَةٍ 60 أَلَا إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فَفَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ ثُمَّ فَرَّقَ الْفِرْقَةَ [ثَلَاثَ فِرَقٍ‏]61 شُعُوباً وَ قَبَائِلَ وَ بُيُوتاً

فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا شَعْباً وَ خَيْرِهَا قَبِيلَةً ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتاً 62فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتاً فَذَلِكَ قَوْلُهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً63 [فَحَصَلْتُ64 فِي أَهْلِ بَيْتِي وَ عِتْرَتِي و أَنَا وَ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏]65 أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ نَظْرَةً فَاخْتَارَنِي مِنْهُمْ ثُمَّ نَظَرَ نَظْرَةً فَاخْتَارَ أَخِي عَلِيّاً وَ وَزِيرِي وَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي

فَبَعَثَنِي رَسُولًا وَ نَبِيّاً وَ دَلِيلًا فَأَوْحَى إِلَيَّ أَنِ اتَّخِذْ عَلِيّاً أَخاً وَ وَلِيّاً وَ وَصِيّاً وَ خَلِيفَةً فِي أُمَّتِي بَعْدِي أَلَا وَ إِنَّهُ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي مَنْ وَالاهُ وَالاهُ اللَّهُ66 وَ مَنْ عَادَاهُ عَادَاهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَهُ اللَّهُ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا يُبْغِضُهُ إِلَّا كَافِرٌ ربّ [زِرُّ] الْأَرْضِ67 بَعْدِي وَ سَكَنُهَا وَ هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ التَّقْوَى وَ عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَى أَ تُرِيدُونَ أَنْ تُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِكُمْ- وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ68- [وَ يُرِيدُ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ أَخِي- وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ69]

يَا أَيُّهَا النَّاسُ لِيُبَلِّغْ مَقَالَتِي شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ [اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ‏] 70 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ نَظْرَةً ثَالِثَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَعْدِي71 اثْنَيْ عَشَرَ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَ هُمْ 72 خِيَارُ أُمَّتِي [مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً بَعْدَ أَخِي‏] 73 وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ كُلَّمَا هَلَكَ وَاحِدٌ قَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ لِأَنَّهُمْ أَئِمَّةٌ هُدَاةٌ مُهْتَدُونَ لَا يَضُرُّهُمْ كَيْدُ مَنْ كَادَهُمْ وَ لَا خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ [بَلْ يُضِرُّ اللَّهُ بِذَلِكَ مَنْ كَادَهُمْ وَ خَذَلَهُمْ‏] 74 

فَهُمْ حُجَّةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللَّهَ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُونَهُ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي أَوَّلُ الْأَئِمَّةِ [أَخِي‏]75 عَلِيٌّ ع خَيْرُهُمْ ثُمَّ ابْنِيَ الْحَسَنُ ثُمَّ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ وَ أُمُّهُمُ ابْنَتِي فَاطِمَةُ ص ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ 76 جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّي [وَ أَخُو أَخِي‏]77 وَ عَمِّي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ [أَلَا إِنِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ‏] 78 أَنَا خَيْرُ الْمُرْسَلِينَ وَ النَّبِيِّينَ [وَ فَاطِمَةُ ابْنَتِي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ]79 وَ عَلِيٌّ وَ بَنُوهُ الْأَوْصِيَاءُ خَيْرُ الْوَصِيِّينَ وَ أَهْلُ بَيْتِي خَيْرُ أَهْلِ بُيُوتَاتِ النَّبِيِّينَ وَ ابْنَايَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَيُّهَا النَّاسُ80 

إِنَّ شَفَاعَتِي لَيَرْجُوهَا رَجَاؤُكُمْ أَ فَيَعْجِزُ عَنْهَا أَهْلُ بَيْتِي مَا مِنْ أَحَدٍ وَلَدَهُ جَدِّي عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَلْقَى اللَّهَ مُوَحِّداً لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً إِلَّا أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَ لَوْ كَانَ فِيهِ مِنَ الذُّنُوبِ عَدَدُ الْحَصَى وَ زَبَدُ الْبَحْرِ [أَيُّهَا النَّاسُ عَظِّمُوا أَهْلَ بَيْتِي فِي حَيَاتِي وَ مِنْ بَعْدِي‏] 81 وَ أَكْرِمُوهُمْ وَ فَضِّلُوهُمْ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِأَهْلِ بَيْتِي إِنِّي لَوْ أَخَذْتُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ ثُمَّ تَجَلَّى لِي رَبِّي تَبَارَكَ وَ تَعَالَى [فَسَجَدْتُ‏]82 وَ أُذِنَ لِي بِالشَّفَاعَةِ لَمْ أُوثِرْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِي أَحَداً 83 أَيُّهَا النَّاسُ84 [انْسُبُونِي‏] 85 مَنْ أَنَا

فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ 86- نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ مِنْ غَضَبِ رَسُولِهِ أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الَّذِي آذَاكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ حَتَّى نَضْرِبَ عُنُقَهُ 87 وَ لْيُبَرْ عِتْرَتُهُ فَقَالَ انْسُبُونِي أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى نِزَارٍ ثُمَّ مَضَى فِي نَسَبِهِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ [بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ 88] ثُمَّ قَالَ إِنِّي وَ أَهْلُ بَيْتِي بِطِيْنَةٍ طَيِّبَةٍ89 مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ إِلَى آدَمَ نِكَاحٌ غَيْرُ سِفَاحٍ [لَمْ يُخَالِطْنَا نِكَاحُ الْجَاهِلِيَّةِ] 90 فَسَلُونِي فَوَ اللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي رَجُلٌ عَنْ أَبِيهِ وَ عَنْ أُمِّهِ وَ عَنْ نَسَبِهِ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ بِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ مَنْ أَبِي91 فَقَالَ ص أَبُوكَ فُلَانٌ الَّذِي تُدْعَى إِلَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ [وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ قَالَ لَوْ نَسَبْتَنِي إِلَى غَيْرِهِ لَرَضِيتُ وَ سَلَّمْتُ‏] 92 ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ [رَجُلٌ‏] 93 آخَرُ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ فُلَانٌ لِغَيْرِ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى إِلَيْهِ فَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ [ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ

فَقَالَ أَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ] 94 ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ أَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ- ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص [وَ هُوَ مُغْضَبٌ‏]95 مَا يَمْنَعُ الَّذِي عَيَّرَ أَفْضَلَ أَهْلِ بَيْتِي وَ أَخِي وَ وَزِيرِي [وَ وَارِثِي وَ وَصِيِّي‏] 96 وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي أَنْ يَقُومَ فَيَسْأَلَنِي مَنْ أَبُوهُ وَ أَيْنَ هُوَ97 أَ فِي الْجَنَّةِ أَمْ فِي النَّارِ

فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ 98 مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَ سَخَطِ رَسُولِهِ اعْفُ عَنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ أَقِلْنَا أَقَالَكَ اللَّهُ اسْتُرْنَا سَتَرَكَ اللَّهُ اصْفَحْ عَنَّا [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ‏] 99 فَاسْتَحَى رَسُولُ اللَّهِ ص فَكَفَّ قَالَ عَلِيٌّ ع وَ هُوَ صَاحِبُ الْعَبَّاسِ الَّذِي100 بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص سَاعِياً [فَرَجَعَ‏] 101 

وَ قَالَ إِنَّ الْعَبَّاسَ قَدْ مَنَعَ صَدَقَةَ مَالِهِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْ شَرِّ102 مَا يُلَطِّخُونَّا بِهِ إِنَّ الْعَبَّاسَ لَمْ يَمْنَعْ صَدَقَةَ مَالِهِ وَ لَكِنَّكَ عَجَّلْتَ عَلَيْهِ [وَ قَدْ عَجَّلَ زَكَاةَ سِنِينَ‏]103 ثُمَّ أَتَانِي بَعْدَ ذَلِكَ يَطْلُبُ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص [شَافِعاً]104 لِيَرْضَى عَنْهُ فَفَعَلْتُ 
وَ هُوَ صَاحِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلُولٍ حِينَ تَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ بِثَوْبِهِ مِنْ وَرَائِهِ [فَمَدَّهُ إِلَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ‏] 105 وَ قَالَ قَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَ لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ 106 فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص [وَيْلَكَ قَدْ آذَيْتَنِي‏] 107 إِنَّمَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ كَرَامَةً لِابْنِهِ108 وَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ بِهِ109 سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَبِيهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ مَا يُدْرِيكَ مَا قُلْتُ إِنَّمَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ 110 

وَ هُوَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ 111 حِينَ كُتِبَ‏ الْقَضِيَّةُ إِذْ قَالَ لَهُ أَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ثُمَّ جَعَلَ يَطُوفُ فِي عَسْكَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص [يُشَكِّكُهُمْ‏]112 وَ يُحَضِّضُهُمْ وَ يَقُولُ أَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا113 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَفْرِجُوا عَنِّي أَ تُرِيدُونَ أَنْ أَغْدِرَ بِذِمَّتِي 114 وَ لَأَفِي لَهُمْ [بِمَا كَتَبْتُ لَهُمْ‏] 115خُذْ يَا سُهَيْلُ بِيَدِ أَبِي جَنْدَلٍ116 فَأَخَذَهُ فَشَدَّهُ وَثَاقاً فِي الْحَدِيدِ ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ عَاقِبَةَ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى الْخَيْرِ وَ الرُّشْدِ وَ الْهُدَى وَ الْعِزَّةِ وَ الْفَضْلِ وَ هُوَ صَاحِبُ 117 يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ إِذْ قَالَ 118 هُوَ وَ صَاحِبُهُ حِينَ نَصَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص لِوَلَايَتِي119 

فَقَالَ مَا يَأْلُو أَنْ يَرْفَعَ خَسِيسَتَهُ 120 [وَ قَالَ الْآخَرُ مَا يَأْلُو رَفْعاً بِضَبْعِ ابْنِ عَمِّهِ‏]121 وَ قَالَ لِصَاحِبِهِ [وَ أَنَا مَنْصُوبٌ‏]122إِنَّ هَذِهِ لَهِيَ الْكَرَامَةُ فَقَطَّبَ [صَاحِبُهُ‏]123 فِي وَجْهِهِ وَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَسْمَعُ لَهُ وَ لَا أُطِيعُ أَبَداً [ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّى وَ انْصَرَفَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ- فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى. ثُمَّ ذَهَبَ إِلى‏ أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ ثُمَّ أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى124‏ وَعِيداً مِنَ اللَّهِ لَهُ وَ انْتِهَاراً] 125

 وَ هُوَ الَّذِي دَخَلَ126 عَلَيَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص يَعُودُنِي فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حِينَ غَمَزَهُ صَاحِبُهُ فَقَامَ وَ قَالَ [يَا رَسُولَ اللَّهِ‏] 127 إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ عَهِدْتَ إِلَيْنَا فِي عَلِيٍّ 128 عَهْداً وَ إِنِّي لَأَرَاهُ لِمَا بِهِ فَإِنْ هَلَكَ فَإِلَى مَنْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اجْلِسْ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ 129 فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ [إِيهِ وَ اللَّهِ‏]130 إِنَّهُ لَا يَمُوتُ فِي مَرَضِهِ هَذَا [وَ اللَّهِ‏]131  لَا يَمُوتُ حَتَّى تَمْلَيَاهُ [غَيْظاً وَ تُوَسِّعَاهُ‏]132 غَدْراً وَ ظُلْماً ثُمَّ تَجِدَاهُ صَابِراً قَوَّاماً 133 [وَ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَلْقَى مِنْكُمَا هَنَاتٍ وَ هَنَاتٍ وَ لَا يَمُوتُ إِلَّا شَهِيداً مَقْتُولًا]134 وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص جَمَعَ ثَمَانِينَ رَجُلًا أَرْبَعِينَ مِنَ الْعَرَبِ وَ أَرْبَعِينَ مِنَ الْعَجَمِ وَ هُمَا فِيهِمْ

فَسَلَّمُوا عَلَيَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّ عَلِيّاً أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَارِثِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَصِيِّي فِي أَهْلِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوا وَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ سَعْدٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَ سَالِمٌ- وَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ رَهْطٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيٌّ ع عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِمَّا أُشْرِبَتْ قُلُوبُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [مِنْ بَلِيَّتِهِمَا وَ فِتْنَتِهِمَا]135 [مِنْ عِجْلِهَا وَ سَامِرِيِّهَا]136 إِنَّهُمْ أَقَرُّوا وَ ادَّعَوْا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص [لَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَداً وَ أَنَّهُ أُمِرَ بِالشُّورَى وَ قَالَ مَنْ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَداً وَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ‏]137 

قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَ الْخِلَافَةِ138  وَ قَدْ قَالَ لِأُولَئِكَ الثَّمَانِينَ رَجُلًا [سَلِّمُوا عَلَى عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ‏]139 وَ أَشْهَدَهُمْ عَلَى مَا أَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ [وَ الْعَجَبُ أَنَّهُمْ أَقَرُّوا ثُمَّ ادَّعَوْا] 140 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَداً وَ أَنَّهُمْ أُمِرُوا 141 بِالشُّورَى ثُمَّ أَقَرُّوا أَنَّهُمْ لَمْ يُشَاوِرُوا فِي أَبِي بَكْرٍ [وَ أَنَّ بَيْعَتَهُ كَانَتْ فَلْتَةً وَ أَيُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنَ الْفَلْتَةِ] 142 

ثُمَّ اسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ وَ لَمْ يَقْتَدِ بِرَسُولِ اللَّهِ ص [فَيَدَعَهُمْ بِغَيْرِ اسْتِخْلَافٍ‏]143 فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَدَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ كَالنَّعْلِ الْخَلَقِ أَدَعُهُمْ بِغَيْرِ أَحَدٍ أَسْتَخْلِفُ عَلَيْهِمْ طَعْناً مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ رَغْبَةً عَنْ رَأْيِهِ- ثُمَّ صَنَعَ عُمَرُ شَيْئاً ثَالِثاً لَمْ يَدَعْهُمْ عَلَى مَا ادَّعَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمْ يَسْتَخْلِفْ [وَ لَا اسْتَخْلَفَ‏]144 كَمَا اسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ وَ جَاءَ بِشَيْ‏ءٍ ثَالِثٍ وَ جَعَلَهَا شُورَى بَيْنَ سِتَّةِ نَفَرٍ وَ أَخْرَجَ مِنْهَا جَمِيعَ الْعَرَبِ ثُمَّ حَظِيَ بِذَلِكَ عِنْدَ الْعَامَّةِ فَجَعَلَهُمْ مَعَ مَا أُشْرِبَتْ قُلُوبُهُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ وَ الضَّلَالَةِ أَقْرَانِي 145 

ثُمَّ بَايَعَ ابْنُ عَوْفٍ عُثْمَانَ [فَبَايَعُوهُ‏]146 وَ قَدْ سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي عُثْمَانَ مَا قَدْ سَمِعُوا مِنْ لَعْنِهِ إِيَّاهُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ147- فَعُثْمَانُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْهُمَا وَ لَقَدْ قَالَ مُنْذُ أَيَّامٍ قَوْلًا وَقَفْتُ لَهُ وَ أَعْجَبَتْنِي مَقَالَتُهُ بَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ إِذْ أَتَتْهُ 148 عَائشَةُ وَ حَفْصَةُ تَطْلُبَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ ضِيَاعِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَمْوَالِهِ الَّتِي بِيَدِهِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا كَرَامَةَ [لَكُمَا وَ لَا نَعِمْتُ عَنْهُ‏]149

 وَ لَكِنْ أُجِيزُ شَهَادَتَكُمَا عَلَى أَنْفُسِكُمَا فَإِنَّكُمَا شَهِدْتُمَا عِنْدَ أَبَوَيْكُمَا أَنَّكُمَا سَمِعْتُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ- النَّبِيُّ لَا يُوَرِّثُ مَا تَرَكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ ثُمَّ لَقَّنْتُمَا أَعْرَابِيّاً جِلْفاً يَبُولُ عَلَى عَقِبَيْهِ يَتَطَهَّرُ بِبَوْلِهِ- مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ فَشَهِدَ مَعَكُمَا 150 وَ لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص [مِنَ الْمُهَاجِرِينَ‏]151 وَ لَا مِنَ الْأَنْصَارِ أَحَدٌ شَهِدَ 152 بِذَلِكَ غَيْرُكُمَا وَ غَيْرُ أَعْرَابِيٍّ أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ‏ ص وَ كَذَبْتُمَا عَلَيْهِ مَعَهُ [وَ لَكِنِّي أُجِيزُ شَهَادَتَكُمَا عَلَى أَنْفُسِكُمَا فَاذْهَبَا فَلَا حَقَّ لَكُمَا]153 

فَانْصَرَفَتَا مِنْ عِنْدِهِ تَلْعَنَانِهِ 154 وَ تَشْتُمَانِهِ فَقَالَ ارْجِعَا أَ لَيْسَ قَدْ شَهِدْتُمَا بِذَلِكَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ155 قَالَتَا نَعَمْ قَالَ فَإِنْ شَهِدْتُمَا بِحَقٍّ فَلَا حَقَّ لَكُمَا وَ إِنْ كُنْتُمَا شَهِدْتُمَا بِبَاطِلٍ فَعَلَيْكُمَا وَ عَلَى مَنْ أَجَازَ شَهَادَتَكُمَا عَلَى أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ156 - لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ قَالَ ع ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَ شَفَيْتُكَ مِنْهُمَا قُلْتُ نَعَمْ وَ اللَّهِ وَ أَبْلَغْتَ157 وَ قُلْتَ حَقّاً [فَلَا يُرْغِمُ اللَّهُ إِلَّا آنَافَهُمَا]158 فَرَقَقْتُ لِعُثْمَانَ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ رِضَايَ وَ أَنَّهُ أَقْرَبُ مِنْهُمَا رُحْماً وَ أَكَفُّ عَنَّا مِنْهُمَا وَ إِنْ كَانَ لَا عُذْرَ لَهُ وَ لَا حُجَّةَ بِتَأْمِيرِهِ عَلَيْنَا وَ ادِّعَائِهِ حَقَّنَا

  • 1. الزيادة من «ب».
  • 2. «الف»: نشكو له ضربه فاطمة عليها السلام.
  • 3. «ب»: فماتت و رئي في عضدها. «د»: فماتت و رمى في عضدها كأنّه الدملج.
  • 4. الزيادة من «الف».
  • 5. الزيادة من «الف».
  • 6. «الف»: منه.
  • 7. الزيادة من «الف».
  • 8. «ب» و «د»: سنن.
  • 9. الزيادة من «الف».
  • 10. «ب»: ... تتغيّر شيئا شيئا فلا يغيرون و لا ينكرون بل يغضبون له و يرضون به و يعيبون على من عاب ذلك.
  • 11. روى في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 287 عن أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام أنّه قال: كان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم عليه السلام عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتّى حوّله أهل الجاهليّة إلى المكان الذي هو فيه اليوم. فلمّا فتح النبيّ صلّى اللّه عليه و آله مكّة ردّه إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم عليه السلام. فلم يزل هناك إلى أن ولّى عمر بن الخطّاب فسأل الناس: من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل: أنا قد كنت اخذت مقداره بنسع فهو عندي. فقال: تأتيني به. فأتاه به، فقاسه ثمّ ردّه إلى ذلك المكان.
  • 12. «ب» و «د»: إلّا شرّا.
  • 13. الزيادة من «الف»، و في «ب» و «د» هكذا: في كفّارة الأيمان و الظهار أضرّ عليهم و قد قال ...
  • 14. أي لا يحول الناس بين عمر و فعله ذلك، بل رضوا به و قبلوه.
  • 15. الزيادة من «الف».
  • 16. الزيادة من «الف».
  • 17. «ب»: فخطب.
  • 18. «ب»: فما لهما من أمرهما.
  • 19. الزيادة من «الف».
  • 20. في «ب» هكذا: أيّها الناس، اسمعوا ما يركبنا به عتيق. و في «الف» خ ل: ما ركب هؤلاء من الإثم.
  • 21. من قوله «فإن أقامت بيّنة» إلى هنا في «ب» و «د» هكذا: و إنّما يجب عليها البيّنة لأنّها قد ادّعت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وهبها إليها من بين المسلمين و هي فيئهم و حقّهم. فقالت: أيّها الناس، نشدتكم به، أسمعتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: «إنّ فاطمة ابنتي سيّدة نساء أهل الجنّة»؟ قالوا: اللّهمّ نعم. قالت: أ سيّدة نساء أهل الجنّة تدّعي الباطل و تأخذ ما ليس لها؟!
  • 22. «ب»: يبرءون.
  • 23. الزيادة من «الف».
  • 24. الزيادة من «الف».
  • 25. الزيادة من «الف». و في «ب» و «د»: أن نشير إليك أمرا.
  • 26. الزيادة من «الف».
  • 27. الزيادة من «الف».
  • 28. «ب»: أمرني أن أقتلك إذا سلّم. و قوله «أسقط في يده» أي تحيّر.
  • 29. سورة الأنفال: الآية 41. و العبارة في إرشاد القلوب هكذا: و أقبل عليه السلام على من كان حوله فقال: أو ليس قد ظهر لكم رأى و حملهم علينا أهل البيت من كلّ جانب و وجه لا يألون به إبعادا و تقاصيا و أخذ حقوقنا؟! أ ليس العجب بحبسه و صاحبه عنّا ...
  • 30. «ب»: دار جعفر أخي و ازدياده. و في إرشاد القلوب: إدخاله في المسجد و لم يعطني منه قليلا و لا كثيرا.
  • 31. «ب» و «د»: و لم يعيّروه فكأنّما أخذ دار رجل من ترك أو كابل. روى في الغدير ج 6 ص 262 عن طبقات ابن سعد: أنّه لمّا كثر المسلمون في عهد عمر ضاق بهم المسجد فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلّا دور العبّاس بن عبد المطّلب و حجرات امّهات المؤمنين.
  • 32. الزيادة من «ب»، و بعده هكذا: و إن لم يجده سنة. و في إرشاد القلوب: قد أمر سلمان و عمّارا و أبا ذر.
  • 33. «ب» و «د»: شهدا به عندهما. روى العلّامة الأميني في الغدير ج 6 ص 83 عن صحيح مسلم: أنّ رجلا أتى عمر فقال: إنّي أجنبت فلم أجد ماء؟ فقال عمر: لا تصلّ. فقال عمّار: أمّا تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا و أنت في سريّة فأجنبنا فلم نجد ماء، فأمّا أنت فلم تصلّ و أمّا أنا فتمعّكت في التراب و صلّيت. فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: إنّما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثمّ تنفخ ثمّ تمسح بهما وجهك و كفّيك؟ فقال عمر: اتّق اللّه يا عمّار! قال: إن شئت لم احدّث به.
  • 34. في إرشاد القلوب: أنصباء مختلفة.
  • 35. الزيادة من «الف»، و قوله «منه» أي من الميراث.
  • 36. «ب»: و لم يعلم أحد. روى العلّامة الأميني في الغدير ج 6 ص 117 عن سنن البيهقيّ عن عبيدة قال: حفظت عن عمر مائة قضيّة في الجدّ. قال: و قال (عمر): إنّي قد قضيت في الجدّ قضايا مختلفة كلّها لا آلو فيه عن الحقّ، و لئن عشت إن شاء اللّه إلى الصيف لأقضينّ فيها بقضيّة تقضي به المرأة و هي على ذيلها. ثمّ إنّ أبا بكر أيضا حكم في الجدّ قضايا مختلفة (راجع الغدير ج 7 ص 120) و لذلك جاء بضمير التثنية في هذا المورد.
  • 37. الزيادة من «الف». و قوله «عتقه امّهات الأولاد» إشارة إلى بدعة عمر حيث حكم بأنّ كلّ أمة حبلى تعتق إذا وضعت حملها.
  • 38. إشارة إلى تغريب نصر بن الحجاج أبي ذويب من المدينة من غير ذنب. روى في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 286: بينا عمر يطوف في بعض سكك المدينة إذ سمع امرأة تهتف من خدرها: «هل من سبيل إلى خمر فأشربها- أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج» إلى آخر الأبيات. فقال: لا أرى معي رجلا تهتف به العواتق في خدورهنّ. عليّ بنصر بن الحجّاج. فاتى به و إذا هو أحسن الناس وجها و عينا و شعرا. فأمر بشعره فجزّ، فخرجت له و جنتان كأنّهما قمر. فأمره أن يعتمّ، فاعتمّ ففتن النساء بعينيه! فقال عمر: لا و اللّه لا تساكنني بأرض أنا بها! فقال: و لم يا أمير المؤمنين؟! قال: هو ما أقول لك! فسيّره إلى البصرة. هذا و قد فعل مثل ذلك بابن عمّ لنصر بن الحجّاج. راجع طبقات ابن سعد ج 3 ص 385. و قوله «بجعدة من سليم» في النسخ «بجعدة بن سليم» و الصحيح ما أوردناه. روى ابن سعد في طبقاته ج 3 ص 285: انّ بريدا قدم على عمر فنثر كنانته فبدرت صحيفة فأخذها فقرأها فإذا فيها: ألا أبلغ أبا حفص رسولا فدى لك من أخي ثقة إزاري‏ قلائصنا- هداك اللّه- إنّا شغلنا عنكم زمن الحصار فما قلص وجدن معقّلات قفا سلع بمختلف البحار قلائص من بني سعد بن بكر و أسلم أو جهينة أو غفار يعقّلهنّ جعدة من سليم معيدا يبتغى سقط العذار فقال (عمر): ادعوا لي جعدة من سليم. قال: فدعوا به، فجلد مائة معقولا، و نهاه أن يدخل على امرأة مغيّبة. و أمّا قوله «بابن وبرة»، فلم أظفر على مصدر يذكر قصّته. و في إرشاد القلوب: و العجب لما صنع بنصر بن الحجّاج و خدعة بن سليمان و ابن زيد. ثمّ إنّ الإشكال في فعل عمر في الموردين من جهة أنّه حكم بما لم يثبت مقتضيه فمجرّد حسن الوجه في نصر بن الحجاج لا يقتضي نفيه عن البلد و مجرّد تلك الأبيات الدالّة على أنّ الرجل كانت تفتن النساء إليه بفعاله مع عدم ثبوته بالبيّنة لا يوجب حدّ الرجل و لا تعزيره.
  • 39. «ب»: و لم يسألني استغناء عنّي بعلمه. و في إرشاد القلوب: يرى استغناؤه بجهله.
  • 40. الزيادة من «الف».
  • 41. «ب»: مجنون يحنق لما زاد. «د»: و في ذلك قضى بما قضى به مجنون يخنق لما زاد. و في إرشاد القلوب: فقضى في ذلك قضاء لو قضى به مجنون لعيب عليه.
  • 42. روى العلّامة الأميني في الغدير ج 6 ص 213 عن الطبريّ عن عمر أنّه قال: ثلاث كنّ على عهد رسول اللّه أنا محرمهنّ و معاقب عليهنّ: متعة الحجّ و متعة النساء و حيّ على خير العمل في الاذان.
  • 43. «ب» و «د»: و قضيّته في زوجة المفقود و انّ أجلها. أورد العلامة الأميني في الغدير ج 8 ص 200 ما رواه مالك أنّ عمر قال: «أيّما امرأة فقدت زوجها فلم تدر أين هو، فإنّها تنتظر أربع سنين. ثمّ تنتظر أربعة أشهر و عشرا ثمّ تحلّ». و انّه إن جاء زوجها و قد تزوّجت خيّر بين امرأته و بين صداقها، فإن اختار الصداق كان على زوجها الآخر، و إن اختار امرأته اعتدّت حتّى تحلّ، ثمّ ترجع إلى زوجها الأوّل و كان لها من زوجها الآخر مهرها بما استحلّ من فرجها!
  • 44. في النسخ: كلّ أعمى، صححناه من إرشاد القلوب. ذكر المسعودي في مروج الذهب: ج 2 ص 320: أنّ عمر كان لا يترك أحدا من العجم يدخل المدينة.
  • 45. في النسخ: بحبل خمسة أشبار، صححناه من إرشاد القلوب.
  • 46. في إرشاد القلوب: سبايا المشركين.
  • 47. أورد العلّامة الأميني في الغدير ج 6 ص 171 عن ابن أبي مليكة: إنّ عمر كتب في غلام من أهل العراق سرق، فكتب: أن اشبروه، فإن وجدتموه ستّة أشبار فاقطعوه. فشبر فوجد ستّة اشبار تنقص أنملة فترك.
  • 48. «ب» و «د»: إنّ كذّابا يعمّ كذبه فزعم الجهّال. و قوله «رجم بكذّابة» أي ألقى كلاما كاذبا رجما بالغيب و هو ادّعائه «أنّ الملك ينطق على لسان عمر». راجع عن هذه المنقبة المختلقة لعمر: الغدير ج 6 ص 331، و راجع الحديث 10 الهامش 110 من هذا الكتاب.
  • 49. روى الفضل بن شاذان في «الإيضاح» ص 463: انّ عمر أعتق سبايا اليمن و هنّ حبالى، و فرّق بينهنّ و بين من اشتراهنّ. روى في البحار: ج 8 (طبع قديم) ص 196 عن تقريب المعارف و الخصال: أنّ عمر قال عند موته: أتوب إلى اللّه من ثلاث: من ردّي سبايا اليمن ...، و في رواية الخصال: من عتقي سبى اليمن. روى في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 245 بطرق كثيرة: انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمر الناس بالتهيّؤ لغزو الروم لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة. فدعا أسامة بن زيد و ولّاه الجيش و أعطاه الراية و لعن المتخلّف عن جيش أسامة و كان ممّن نصّ على أسمائهم أبو بكر و عمر. فرجعا و دخلا المدينة ليلة وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و تهيّئوا لغصب الخلافة و ما جرى في سقيفة بني ساعدة. و قال صلّى اللّه عليه و آله في تلك الليلة: «دخل المدينة الليلة شر عظيم».
  • 50. «ب»: أعلم الناس. و في إرشاد القلوب: و أعجب من ذلك و قد علم و علم الذين معه و حوله ...
  • 51. الزيادة من «الف». راجع عن قصّة الكتف: الحديث 11 الهامش 145، و الحديث 49.
  • 52. روى العلّامة المجلسي في البحار: ج 8 (طبع قديم) ص 200 ب 19 ح 3 عن أبي جعفر عليه السلام: إنّ صفيّة بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطّي قرطك فإنّ قرابتك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا تنفعك شيئا! فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء؟! ثمّ دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأخبرته بذلك فبكت. فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فنادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس، فقال: ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع ...
  • 53. الزيادة من هنا إلى ثمانية أسطر (ما بين المعكوفتين) من «ب» و يوجد الزيادة في إرشاد القلوب للديلميّ أيضا. أورد العلامة الأميني في الغدير: ج 7 ص 216 عن أبي سعيد الخدري: إنّ أبا بكر جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال: يا رسول اللّه إنّي مررت بوادي كذا و كذا فإذا رجل متخشّع حسن الهيئة يصلّي. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اذهب إليه فاقتله. قال: فذهب إليه أبو بكر، فلمّا رآه على تلك الحالة كره أن يقتله فجاء إلى رسول اللّه فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لعمر: اذهب إليه فاقتله. قال: فذهب عمر فرآه على تلك الحالة الّتي رآه أبو بكر فكره أن يقتله. فرجع فقال: يا رسول اللّه، إنّي رأيته متخشّعا فكرهت أن أقتله. فقال: يا علي، اذهب فاقتله. فذهب عليّ عليه السلام فلم يره. فرجع فقال: يا رسول اللّه، إنّي لم أره. فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ هذا و أصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثمّ لا يعودون فيه حتّى يعود السهم في فوقه، فاقتلوهم، هم شرّ البريّة». و روى مثله في البحار: ج 8 (طبع قديم) ص 229.
  • 54. زاد في إرشاد القلوب: و يتورّعون ذكرهما بسوء ما لا يتورّعون عن ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
  • 55. هذه الفقرة في «الف» هكذا: و إنّه الّذي مررت به يوما فقال: «ما مثل محمّد في أهل بيته إلّا كنخلة نبتت في كناسة»! فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فغضب. في غيبة النعمانيّ «كباة» مكان كناسة.
  • 56. في الفضائل: يعيّرون أهل بيتي.
  • 57. «ب»: قد سمعوا مني أقول من تفضيل اللّه. و في «ب» خ ل: و قد سمعوني أقول ما قلت في فضل بني هاشم و خيرهم و ما خصّهم اللّه به و فضل عليّ و إكرامه و سبقه إلى الإسلام ...
  • 58. من هنا الى قوله: «هارون من موسى» في الفضائل هكذا: و فضّل عليّا لإكرامه و سبقه إلى الإسلام و بلائه و انّه مني بمنزلة هارون من موسى.
  • 59. «ب»: قد سمعني «د»: و قد سمعوا.
  • 60. في غيبة النعمانيّ: ثمّ يمرّ به فيزعم أنّ مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة في أهل حشّ.
  • 61. الزيادة من «الف».
  • 62. «ب»: ثمّ جعل القبيلة بيوتا.
  • 63. سورة الأحزاب: الآية 33.
  • 64. أي فحصلت هذه الآية في هذه الأشخاص و في الفضائل بعد قوله «خيرها بيتا» هكذا: حتى حصلت في أهل بيتي و عشيرتي و بني أبي أنا و أخي عليّ بن أبي طالب و في غيبة النعمانيّ: حتّى خلصت ...
  • 65. الزيادة من «الف»، و كان في النسخة: «... و عترتي أنا و أخي ...» صححناه من «الف» خ ل بزيادة الواو و بين «عترتي» و «أنا».
  • 66. «ب» و «د»: من والاه و إلى اللّه و من عاداه عادى اللّه.
  • 67. «ب»: هو زرّ الأرض. و في الفضائل: زين الأرض.
  • 68. «ب»: و لو كره الكافرون.
  • 69. الزيادة من «الف».
  • 70. الزيادة من «الف».
  • 71. و في الفضائل: فاختار منها أحد عشر إماما و هم من أهل بيتي. و في غيبة النعمانيّ: فاختار من أهل بيتي بعدي و هم خيار أمّتي أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد.
  • 72. «ب»: فجعلهم خيار أمّتي.
  • 73. الزيادة من «الف».
  • 74. الزيادة من «الف».
  • 75. الزيادة من «ب».
  • 76. أي ثمّ من بعدهم في الفضل.
  • 77. الزيادة من «الف».
  • 78. الزيادة من «ب».
  • 79. الزيادة من «الف» و «د».
  • 80. هذه الفقرة في الفضائل هكذا: أيّها الناس، أ ترجون شفاعتي لكم و أعجز عن أهل بيتي؟ أيّها الناس ما من أحد غدا يلقى اللّه تعالى مؤمنا لا يشرك به شيئا الّا أجره الجنّة و لو أنّ ذنوبه كتراب الأرض.
  • 81. الزيادة من «الف»، و في «الف» خ ل: أيّها الناس عظّموا أهل بيتي في حياتي و بعد موتي. و في مشارق الأنوار للبرسي: أيّها الناس عظّموا أهل بيتي و حبّوهم و التزموا بهم بعدي فهم الصراط المستقيم.
  • 82. الزيادة من «الف».
  • 83. زاد هنا في «ب»: أيّها الناس، عظّموا أهل بيتي في حياتي و بعد موتي.
  • 84. من هنا إلى آخر الحديث يوجد في «ج» أيضا.
  • 85. الزيادة من «الف».
  • 86. «ب»: فقامت رجال من الأنصار فقالت. و في الفضائل: فقام الأنصار و قد أخذوا بأيديهم السلاح و قالوا.
  • 87. «ب» و «د»: حتّى نقتله.
  • 88. الزيادة من «الف».
  • 89. «الف» و «ب»: لطينة من تحت العرش «د»: إنّي و أهل بيتي لطيّبة من تحت العرش. و في الفضائل: إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل اللّه ثمّ مضى إلى نوح، ثمّ قال: إنّي و أهل بيتي كطينة آدم نكاح غير سفاح.
  • 90. الزيادة من «الف» و «ب». روى في البحار ج 15 ص 104 نسب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى آدم عليه السلام هكذا: محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لويّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن خزيمة بن مدركة بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ابن ادّ بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت حمل بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن سروغ بن هود بن أرفخشذ بن متوشلخ بن سام بن نوح بن لمك بن إدريس بن مهلائيل بن زبارز بن قينان بن أنوش بن شيث و هو هبة اللّه بن آدم.
  • 91. «ب»: من أنا.
  • 92. الزيادة من «الف» و «ج»، و ليس في «ج» قوله: و أثنى عليه.
  • 93. الزيادة من «الف».
  • 94. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 95. الزيادة من «الف» و «ج».
  • 96. الزيادة من «الف» و «ج» و في «ب»: صفيّي.
  • 97. «ج»: من هو و ابن من هو.
  • 98. من قوله «ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ...» إلى هنا في الفضائل هكذا: ثمّ قال- و الغضب ظاهر في وجهه- ما يمنع هذا الرجل الّذي يعيب على أهل بيتي و أهلي و أخي و وزيري و خليفتي من بعدي و وليّ كل مؤمن بعدي أن يقوم فيسألني عن أبيه أين هو؟ في الجنّة أم في النار؟ قال: فعند ذلك خشي الثاني على نفسه أن يذكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يفضحه بين الناس، فقام و قال: نعوذ باللّه ...
  • 99. الزيادة من «الف» و «ب». و في الفضائل هكذا: جعلنا اللّه فداك، فاستحى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سكت، فإنّه كان من أهل الحلم و أهل الكرم و أهل العفو، ثمّ نزل.
  • 100. «ج»: حين بعثه.
  • 101. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 102. «ج»: يعافينا من سوء.
  • 103. الزيادة من «الف» و في «ج» هكذا: ... لم يمنع صدقة ماله و لكنّه قد عجّل لنا زكاة سنتين. و في «ب» و «د» هكذا: و لكنّك عجلت عليه. ثمّ عزله عنها، ثمّ أتاني ...
  • 104. الزيادة من «ج».
  • 105. الزيادة من «ج».
  • 106. في «ج» هكذا: قد و اللّه نهاك اللّه أن تصلّي على أحد منهم مات أبدا و ما تحلّ الصلاة عليه.
  • 107. الزيادة من «ج».
  • 108. «ج»: إكراما لأبيه.
  • 109. «ب»: أن ينجوبه.
  • 110. روى في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 200 أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا رجع إلى المدينة مرض عبد اللّه بن أبيّ (و كان من المنافقين) و كان ابنه عبد اللّه بن عبد اللّه مؤمنا، فجاء إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أبوه يجود بنفسه فقال: يا رسول اللّه بأبي أنت و امّي، إنّك إن لم تأت أبي عائدا كان ذلك عارا علينا. فدخل عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و المنافقون عنده، فقال ابنه عبد اللّه بن عبد اللّه: يا رسول اللّه، استغفر اللّه له. فاستغفر له. فقال عمر: أ لم ينهك اللّه يا رسول اللّه أن تصلّي عليهم أو تستغفر لهم؟ فاعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و أعاد عليه فقال له: ويلك، إنّي خيّرت فاخترت. إنّ اللّه يقول: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ. فلمّا مات عبد اللّه جاء ابنه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه، إن رأيت أن تحضر جنازته؟ فحضره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قام على قبره. فقال له عمر: يا رسول اللّه، أ لم ينهك اللّه أن تصلّى على أحد منهم مات أبدا و أن تقوم على قبره؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ويلك، و هل تدري ما قلت؟ إنّما قلت: «اللّهمّ احش قبره نارا و جوفه نارا و أصله النار». فبدا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما لم يكن يحبّ.
  • 111. روى في البحار ج 20 ص 334 عند ذكر كتاب الصلح الّذي تصالح عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سهيل بن عمرو من جملة ما كتبوه أنّ سهيلا قال: «على أن لا يأتيك منّا رجل و إن كان على دينك إلّا رددته إلينا، و من جاءنا ممّن معك لم نردّه عليك». فقال المسلمون: سبحان اللّه، كيف يردّ إلى المشركين و قد جاء مسلما؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «من جاءهم منّا فأبعده اللّه و من- - جاءنا منهم رددناه إليهم، فلو علم اللّه الإسلام من قلبه جعل له مخرجا» ... فبيناهم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده قد خرج من أسفل مكّة حتّى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين. فقال سهيل: يا محمّد، هذا أوّل ما اقاضيك عليه أن تردّه ... قال أبو جندل بن سهيل: معاشر المسلمين، أردّ إلى المشركين و قد جئت مسلما؟! ألا ترون ما قد لقيت. و كان قد عذّب عذابا شديدا. و زاد في رواية: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا أبا جندل، اصبر و احتسب فإنّ اللّه جاعل لك و لمن معك من المستضعفين فرجا و مخرجا. إنّا قد عقدنا بيننا و بين القوم صلحا و أعطيناهم على ذلك و اعطونا عهد اللّه و إنّا لا نغدر بهم.
  • 112. الزيادة من «ب».
  • 113. في «ج» هكذا: حتّى اجتمعوا حول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقالوا: أ نعطي الدنيّة في ديننا؟
  • 114. «ب» و «د»: أخرجوه عنّي، أ تريد أن أخفر بذمّتي.
  • 115. الزيادة من «الف».
  • 116. «الف»: خذ يا سهيل ابنك جندلا. و في «ج»: خذ باخذك لأبيه سهيل بن عمرو.
  • 117. «ج»: صاحبي.
  • 118. «ج»: حين قال.
  • 119. «ج»: و أعلن بولايتي.
  • 120. «ب»: ما يزال يرفع بخصيصة ابن عمّه. و في «ج»: ما يألو أن يرفع ضبعيه.
  • 121. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 122. الزيادة من «الف».
  • 123. الزيادة من «الف».
  • 124. سورة القيامة: الآيات 35- 31.
  • 125. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 126. «ج»: و هو صاحبي يوم دخل.
  • 127. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 128. «ج»: في هذا الرجل.
  • 129. «ب»: فأعاد ذلك فأقبل.
  • 130. الزيادة من «ج».
  • 131. الزيادة من «ج».
  • 132. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 133. «ج»: صابرا محتسبا.
  • 134. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 135. الزيادة من «الف» و «ج».
  • 136. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 137. الزيادة من «ج» و «د».
  • 138. «الف» و «ب»: لا يجمع اللّه لنا أهل البيت النبوّة و الخلافة.
  • 139. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 140. الزيادة من «ج» و في «الف» و «ب»: ثمّ زعموا.
  • 141. «الف»: أقرّوا.
  • 142. الزيادة من «الف» و «ب».
  • 143. الزيادة من «ج».
  • 144. الزيادة من «ج».
  • 145. هذه الفقرة في «ج» هكذا: ثمّ خطبنا بذلك عند العامّة بجهلهم و مع ما اشربت قلوبهم من الفتنة و الضلالة.
  • 146. الزيادة من «الف» و «ب» و «د».
  • 147. راجع عن لعن عثمان الحديث 4 الهامش 130 من هذا الكتاب
  • 148. «ج»: إنّي لقاعد عنده في بيته إذ جاءت.
  • 149. الزيادة من «ج».
  • 150. «ب» و «د»: ثمّ لقيتنّ أعرابيّا من قيس حافيا يبول على رجليه فشهد معكنّ. و في «ج» هكذا: ثمّ لفّقتما معكما جلفا جافيا يتطهّر ببوله مالك بن أوس بن الحدثان فشهد معكما. و في «الف»: مالك بن الحرث بن الحدثان. و الصحيح ما في المتن و هو النصري المدني.
  • 151. الزيادة من «ج».
  • 152. «ج»: سمع.
  • 153. الزيادة من «ب» و «ج».
  • 154. «الف» و «ب» و «د»: تبكيان.
  • 155. «ج»: عند أبويكما.
  • 156. «ج»: على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
  • 157. «ج»: قلت: قد و اللّه وفّقت.
  • 158. الزيادة من «الف» و «ج».
منابع: 

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، صص: 675-