الحديث الرابع [1]

وَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ قَالَ لَمَّا أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ ص وَ صَنَعَ النَّاسُ مَا صَنَعُوا جَاءَهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ 1فَخَاصَمُوا الْأَنْصَارَ فَخَصَمُوهُمْ بِحُجَّةِ عَلِيٍّ ع فَقَالُوا يَا مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ قُرَيْشٌ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ مِنْكُمْ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مِنْ قُرَيْشٍ وَ الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ مِنْكُمْ لِأَنَّ اللَّهَ بَدَأَ بِهِمْ فِي كِتَابِهِ وَ فَضَّلَهُمْ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ

قَالَ سَلْمَانُ فَأَتَيْتُ عَلِيّاً ع وَ هُوَ يُغَسِّلُ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَوْصَى عَلِيّاً ع أَنْ لَا يَلِيَ غُسْلَهُ‏ غَيْرُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُعِينُنِي عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ جَبْرَائِيلُ فَكَانَ2 عَلِيٌّ ع لَا يُرِيدُ عُضْواً إِلَّا قُلِّبَ لَهُ فَلَمَّا غَسَّلَهُ وَ حَنَّطَهُ وَ كَفَّنَهُ أَدْخَلَنِي وَ أَدْخَلَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع فَتَقَدَّمَ عَلِيٌّ ع وَ صَفَفْنَا خَلْفَهُ وَ صَلَّى عَلَيْهِ وَ عَائِشَةُ فِي الْحُجْرَةِ لَا تَعْلَمُ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ بِبَصَرِهَا ثُمَّ أَدْخَلَ عَشَرَةً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ عَشَرَةً مِنَ الْأَنْصَارِ

فَكَانُوا يَدْخُلُونَ وَ يَدْعُونَ وَ يَخْرُجُونَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ شَهِدَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَأَخْبَرْتُ عَلِيّاً ع وَ هُوَ يُغَسِّلُ رَسُولَ اللَّهِ ص بِمَا صَنَعَ الْقَوْمُ 3 وَ قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ السَّاعَةَ لَعَلَى4 مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا يَرْضَوْنَ يُبَايِعُونَهُ بِيَدٍ وَاحِدَةٍ 5 وَ إِنَّهُمْ لَيُبَايِعُونَهُ بِيَدَيْهِ جَمِيعاً بِيَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع يَا سَلْمَانُ وَ هَلْ تَدْرِي مَنْ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ قُلْتُ لَا إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُهُ فِي ظُلَّةِ بَنِي سَاعِدَةَ حِينَ خَصَمَتِ الْأَنْصَارُ

وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ثُمَّ بَشِيرُ6 بْنُ سَعِيدٍ ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ الْجَرَّاحُ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ ع لَسْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ هَؤُلَاءِ وَ لَكِنْ هَلْ تَدْرِي مَنْ أَوَّلُ مَنْ‏ بَايَعَهُ حِينَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ7 قُلْتُ لَا وَ لَكِنْ رَأَيْتُ شَيْخاً كَبِيراً يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَاهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَجَّادَةٌ شَدِيدَةُ التَّشْمِيرِ صَعِدَ الْمِنْبَرَ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَ [وَ خَرَّ] 8 وَ هُوَ يَبْكِي وَ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى رَأَيْتُكَ فِي هَذَا الْمَكَانِ ابْسُطْ يَدَكَ فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ [ثُمَّ قَالَ يَوْمٌ كَيَوْمِ آدَمَ‏] 9

 ثُمَّ نَزَلَ فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع يَا سَلْمَانُ أَ تَدْرِي مَنْ هُوَ قُلْتُ لَا وَ لَقَدْ سَاءَتْنِي مَقَالَتُهُ كَأَنَّهُ شَامِتٌ بِمَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ عَلِيٌّ ع فَإِنَّ ذَلِكَ إِبْلِيسُ [لَعَنَهُ اللَّهُ‏] 10 [أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص‏]11 أَنَّ إِبْلِيسَ وَ رُؤَسَاءَ أَصْحَابِهِ شَهِدُوا نَصْبَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِيَّايَ [يَوْمَ‏] 12 غَدِيرِ خُمٍّ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَخْبَرَهُمْ 13 بِأَنِّي أَوْلَى بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَأَقْبَلَ إِلَى إِبْلِيسَ أَبَالِسَتُهُ وَ مَرَدَةُ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ مَعْصُومَةٌ فَمَا لَكَ وَ لَا لَنَا عَلَيْهِمْ سَبِيلٌ وَ قَدْ أُعْلِمُوا مَفْزَعَهُمْ وَ إِمَامَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ فَانْطَلَقَ إِبْلِيسُ كَئِيباً 14حَزِيناً قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص [بَعْدَ ذَلِكَ‏]15

... 

قَالَ سَلْمَانُ فَلَمَّا أَنْ كَانَ اللَّيْلُ حَمَلَ عَلِيٌّ ع فَاطِمَةَ ع عَلَى حِمَارٍ وَ أَخَذَ بِيَدَيِ ابْنَيْهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع فَلَمْ يَدَعْ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ لَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ فَذَكَّرَهُمْ حَقَّهُ وَ دَعَاهُمْ إِلَى نُصْرَتِهِ فَمَا اسْتَجَابَ لَهُ مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةٌ وَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُصْبِحُوا [بُكْرَةً]16 مُحَلِّقِينَ‏ رُءُوسَهُمْ مَعَهُمْ سِلَاحُهُمْ لِيُبَايِعُوا عَلَى الْمَوْتِ فَأَصْبَحُوا [فَلَمْ يُوَافِ‏] 17 مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَرْبَعَةٌ فَقُلْتُ لِسَلْمَانَ مَنِ الْأَرْبَعَةُ فَقَالَ أَنَا وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ثُمَّ أَتَاهُمْ عَلِيٌّ ع مِنَ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ فَنَاشَدَهُمْ 18 فَقَالُوا نُصْبِحُكَ19 بُكْرَةً فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ أَتَاهُ غَيْرُنَا ثُمَّ أَتَاهُمُ اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ فَمَا أَتَاهُ غَيْرُنَا فَلَمَّا رَأَى غَدْرَهُمْ وَ قِلَّةَ وَفَائِهِمْ 20 لَهُ لَزِمَ بَيْتَهُ وَ أَقْبَلَ عَلَى الْقُرْآنِ يُؤَلِّفُهُ وَ يَجْمَعُهُ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى جَمَعَهُ وَ كَانَ فِي الصُّحُفِ وَ الشِّظَاظِ 21 وَ الْأَسْيَارِ 22 وَ الرِّقَاعِ 23 

فَلَمَّا جَمَعَهُ كُلَّهُ وَ كَتَبَهُ [بِيَدِهِ‏] 24 عَلَى تَنْزِيلِهِ [وَ تَأْوِيلِهِ‏] 25 وَ النَّاسِخِ مِنْهُ وَ الْمَنْسُوخِ بَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ أَنِ اخْرُجْ فَبَايِعْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ ع إِنِّي لَمَشْغُولٌ وَ قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَمِيناً أَنْ لَا أَرْتَدِيَ رِدَاءً إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّى أُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ وَ أَجْمَعَهُ [فَسَكَتُوا عَنْهُ أَيَّاماً]26 

فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَ خَتَمَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَنَادَى عَلِيٌّ ع بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أَزَلْ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَشْغُولًا بِغُسْلِهِ ثُمَّ بِالْقُرْآنِ حَتَّى جَمَعْتُهُ كُلَّهُ فِي هَذَا الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَلَمْ يُنْزِلِ اللَّهُ عَلَى‏ رَسُولِ اللَّهِ ص آيَةً إِلَّا وَ قَدْ جَمَعْتُهَا وَ لَيْسَتْ مِنْهُ آيَةٌ إِلَّا وَ قَدْ جَمَعْتُهَا وَ لَيْسَتْ مِنْهُ آيَةٌ إِلَّا وَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا 27 [ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ ع لِئَلَّا تَقُولُوا غَداً 28 إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ29 ] ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ ع لِئَلَّا تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ إِلَى نُصْرَتِي وَ لَمْ أُذَكِّرْكُمْ حَقِّي وَ لَمْ أَدْعُكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ فَقَالَ عُمَرُ مَا أَغْنَانَا مَا مَعَنَا مِنَ الْقُرْآنِ عَمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ30 ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ ع‏ بَيْتَهُ

وَ قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ فَلْيُبَايِعْ فَإِنَّا لَسْنَا فِي شَيْ‏ءٍ حَتَّى يُبَايِعَ وَ لَوْ قَدْ بَايَعَ أَمِنَّاهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ أَجِبْ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَسْرَعَ مَا كَذَبْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ [وَ يَعْلَمُ‏] 31 الَّذِينَ حَوْلَهُ أَنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَمْ يَسْتَخْلِفَا غَيْرِي وَ ذَهَبَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ قَالَ اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبَا بَكْرٍ فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ

فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع سُبْحَانَ اللَّهِ مَا وَ اللَّهِ طَالَ الْعَهْدُ فَيَنْسَى فَوَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الِاسْمَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا لِي وَ لَقَدْ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ هُوَ سَابِعُ سَبْعَةٍ فَسَلَّمُوا عَلَيَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَاسْتَفْهَمَ هُوَ وَ صَاحِبُهُ عُمَرُ مِنْ بَيْنِ السَّبْعَةِ فَقَالا أَ حَقٌّ 32 مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص نَعَمْ حَقّاً [حَقّاً] 33 مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِنَّهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ وَ صَاحِبُ لِوَاءِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ يُقْعِدُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ فَيُدْخِلُ أَوْلِيَاءَهُ الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ فَانْطَلَقَ الرَّسُولُ

فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ قَالَ فَسَكَتُوا عَنْهُ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ حَمَلَ عَلِيٌّ ع فَاطِمَةَ ع [عَلَى حِمَارٍ]34 وَ أَخَذَ بِيَدَيِ ابْنَيْهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع فَلَمْ يَدَعْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَّا أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ فَنَاشَدَهُمُ اللَّهَ حَقَّهُ وَ دَعَاهُمْ إِلَى نُصْرَتِهِ فَمَا اسْتَجَابَ مِنْهُمْ رَجُلٌ35 غَيْرُنَا الْأَرْبَعَةِ فَإِنَّا حَلَقْنَا رُءُوسَنَا وَ بَذَلْنَا لَهُ نُصْرَتَنَا وَ كَانَ‏ الزُّبَيْرُ أَشَدَّنَا بَصِيرَةً 36 فِي نُصْرَتِهِ

فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ ع خِذْلَانَ النَّاسِ إِيَّاهُ وَ تَرْكَهُمْ نُصْرَتَهُ وَ اجْتِمَاعَ كَلِمَتِهِمْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَ طَاعَتَهُمْ لَهُ وَ تَعْظِيمَهُمْ إِيَّاهُ لَزِمَ بَيْتَهُ فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَبْعَثَ إِلَيْهِ فَيُبَايِعَ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا وَ قَدْ بَايَعَ غَيْرَهُ وَ غَيْرُ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ37 وَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَرَقَّ الرَّجُلَيْنِ وَ أَرْفَقَهُمَا وَ أَدْهَاهُمَا 38 وَ أَبْعَدَهُمَا غَوْراً وَ الْآخَرُ أَفَظَّهُمَا [وَ أَغْلَظَهُمَا]39 وَ أَجْفَاهُمَا

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ نُرْسِلُ إِلَيْهِ فَقَالَ [عُمَرُ] 40 نُرْسِلُ إِلَيْهِ قُنْفُذاً وَ هُوَ رَجُلٌ فَظٌّ غَلِيظٌ جَافٍ مِنَ الطُّلَقَاءِ41  أَحَدُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَأَرْسَلَهُ وَ أَرْسَلَ مَعَهُ أَعْوَاناً وَ انْطَلَقَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ ع فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فَرَجَعَ أَصْحَابُ قُنْفُذٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ هُمَا [جَالِسَانِ‏] 42 فِي الْمَسْجِدِ وَ النَّاسُ حَوْلَهُمَا فَقَالُوا لَمْ يُؤْذَنْ43 لَنَا فَقَالَ عُمَرُ اذْهَبُوا فَإِنْ أَذِنَ لَكُمْ وَ إِلَّا فَادْخُلُوا [عَلَيْهِ‏] 44 بِغَيْرِ إِذْنٍ فَانْطَلَقُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ع أُحَرِّجُ عَلَيْكُمْ 45 أَنْ تَدْخُلُوا عَلَى بَيْتِي [بِغَيْرِ إِذْنٍ‏] 46 فَرَجَعُوا وَ ثَبَتَ قُنْفُذٌ الْمَلْعُونُ

فَقَالُوا إِنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ كَذَا وَ كَذَا فَتَحَرَّجْنَا 47 أَنْ نَدْخُلَ بَيْتَهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ مَا لَنَا وَ لِلنِّسَاءِ ثُمَّ أَمَرَ أُنَاساً حَوْلَهُ أَنْ يَحْمِلُوا الْحَطَبَ فَحَمَلُوا الْحَطَبَ وَ حَمَلَ مَعَهُمْ عُمَرُ فَجَعَلُوهُ حَوْلَ مَنْزِلِ عَلِيِّ وَ فَاطِمَةَ وَ ابْنَيْهِمَا ع ثُمَّ نَادَى عُمَرُ حَتَّى أَسْمَعَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ع وَ اللَّهِ لَتَخْرُجَنَّ يَا عَلِيُّ وَ لَتُبَايِعَنَّ 48 خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِلَّا أَضْرَمْتُ عَلَيْكَ [بَيْتَكَ النَّارَ]49  فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ع50  يَا عُمَرُ مَا لَنَا وَ لَكَ

فَقَالَ افْتَحِي الْبَابَ وَ إِلَّا أَحْرَقْنَا عَلَيْكُمْ بَيْتَكُمْ فَقَالَتْ يَا عُمَرُ أَ مَا تَتَّقِي اللَّهَ تَدْخُلُ عَلَى بَيْتِي فَأَبَى أَنْ يَنْصَرِفَ وَ دَعَا عُمَرُ بِالنَّارِ فَأَضْرَمَهَا فِي الْبَابِ ثُمَّ دَفَعَهُ فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَتْهُ فَاطِمَةُ ع وَ صَاحَتْ يَا أَبَتَاهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَفَعَ عُمَرُ السَّيْفَ وَ هُوَ فِي غِمْدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنْبَهَا فَصَرَخَتْ يَا أَبَتَاهْ فَرَفَعَ السَّوْطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَنَادَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَبِئْسَ مَا خَلَّفَكَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُفَوَثَبَ عَلِيٌّ ع فَأَخَذَ بِتَلَابِيبِهِ ثُمَّ نَتَرَهُ51 فَصَرَعَهُ وَ وَجَأَ أَنْفَهُ وَ رَقَبَتَهُ وَ هَمَّ بِقَتْلِهِ فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَا أَوْصَاهُ بِهِ فَقَالَ وَ الَّذِي كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ يَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ‏ص لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لَا تَدْخُلُ بَيْتِي

فَأَرْسَلَ عُمَرُ يَسْتَغِيثُ فَأَقْبَلَ النَّاسُ حَتَّى دَخَلُوا الدَّارَ وَ ثَارَ عَلِيٌّ ع إِلَى سَيْفِهِ فَرَجَعَ قُنْفُذٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ يَتَخَوَّفُ أَنْ يَخْرُجَ عَلِيٌّ ع [إِلَيْهِ‏]52 بِسَيْفِهِ لِمَا قَدْ عَرَفَ مِنْ بَأْسِهِ وَ شِدَّتِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِقُنْفُذٍ ارْجِعْ فَإِنْ خَرَجَ وَ إِلَّا فَاقْتَحِمْ 53 عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَإِنِ امْتَنَعَ فَأَضْرِمْ عَلَيْهِمْ بَيْتَهُمُ النَّارَ فَانْطَلَقَ قُنْفُذٌ الْمَلْعُونُ فَاقْتَحَمَ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَ ثَارَ عَلِيٌّ ع إِلَى سَيْفِهِ فَسَبَقُوهُ إِلَيْهِ [وَ كَاثَرُوهُ‏]54 وَ هُمْ كَثِيرُونَ فَتَنَاوَلَ بَعْضُهُمْ سُيُوفَهُمْ فَكَاثَرُوهُ [وَ ضَبَطُوهُ‏] 55

 فَأَلْقَوْا فِي عُنُقِهِ حَبْلًا وَ حَالَتْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهُ فَاطِمَةُ ع عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ فَضَرَبَهَا قُنْفُذٌ الْمَلْعُونُ بِالسَّوْطِ 56 فَمَاتَتْ حِينَ مَاتَتْ وَ إِنَّ فِي عَضُدِهَا كَمِثْلِ الدُّمْلُجِ مِنْ ضَرْبَتِهِ لَعَنَهُ اللَّهُ [وَ لَعَنَ مَنْ بَعَثَ بِهِ‏]57 ثُمَّ انْطُلِقَ بِعَلِيٍّ ع يُعْتَلُ عَتْلًا58 حَتَّى انْتُهِيَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرُ قَائِمٌ بِالسَّيْفِ عَلَى رَأْسِهِ 59 وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَ أُسَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ60 وَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ وَ سَائِرُ النَّاسِ [جُلُوسٌ‏]61 حَوْلَ أَبِي بَكْرٍ عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ

قَالَ 62 قُلْتُ لِسَلْمَانَ أَ دَخَلُوا عَلَى فَاطِمَةَ ع بِغَيْرِ إِذْنٍ قَالَ إِي وَ اللَّهِ وَ مَا عَلَيْهَا مِنْ خِمَارٍ فَنَادَتْ وَا أَبَتَاهْ وَا رَسُولَ اللَّهِ يَا أَبَتَاهْ فَلَبِئْسَ مَا خَلَّفَكَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عَيْنَاكَ لَمْ تَتَفَقَّأْ فِي قَبْرِكَ تُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهَا فَلَقَدْ رَأَيْتُ‏ أَبَا بَكْرٍ وَ مَنْ حَوْلَهُ يَبْكُونَ [وَ يَنْتَحِبُونَ‏] 63 مَا فِيهِمْ إِلَّا بَاكٍ غَيْرَ عُمَرَ وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَ عُمَرُ يَقُولُ إِنَّا لَسْنَا مِنَ النِّسَاءِ وَ رَأْيِهِنَّ فِي شَيْ‏ءٍ قَالَ فَانْتَهَوْا بِعَلِيٍّ ع إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ يَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ وَقَعَ سَيْفِي فِي يَدِي لَعَلِمْتُمْ أَنَّكُمْ لَمْ تَصِلُوا إِلَى هَذَا أَبَداً أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَلُومُ نَفْسِي فِي جِهَادِكُمْ64 وَ لَوْ كُنْتُ اسْتَمْكَنْتُ مِنَ الْأَرْبَعِينَ رَجُلًا لَفَرَّقْتُ جَمَاعَتَكُمْ وَ لَكِنْ لَعَنَ اللَّهُ أَقْوَاماً بَايَعُونِي ثُمَّ خَذَلُونِي [وَ لَمَّا أَنْ بَصُرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ صَاحَ خَلُّوا سَبِيلَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ ع يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَسْرَعَ مَا تَوَثَّبْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِأَيِّ حَقٍّ وَ بِأَيِّ مَنْزِلَةٍ دَعَوْتَ النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِكَ أَ لَمْ تُبَايِعْنِي بِالْأَمْسِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ‏]65 

وَ قَدْ كَانَ قُنْفُذٌ لَعَنَهُ اللَّهُ ضَرَبَ فَاطِمَةَ ع بِالسَّوْطِ حِينَ حَالَتْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ زَوْجِهَا وَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ إِنْ حَالَتْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ فَاطِمَةُ فَاضْرِبْهَا فَأَلْجَأَهَا قُنْفُذٌ لَعَنَهُ اللَّهُ إِلَى عِضَادَةِ بَابِ بَيْتِهَا وَ دَفَعَهَا فَكَسَرَ ضِلْعَهَا مِنْ جَنْبِهَا66 فَأَلْقَتْ جَنِيناً مِنْ بَطْنِهَا فَلَمْ تَزَلْ صَاحِبَةَ فِرَاشٍ حَتَّى مَاتَتْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ شَهِيدَةً قَالَ وَ لَمَّا انْتُهِيَ بِعَلِيٍّ ع إِلَى أَبِي بَكْرٍ انْتَهَرَهُ عُمَرُ وَ قَالَ لَهُ بَايِعْ [وَ دَعْ عَنْكَ هَذِهِ الْأَبَاطِيلَ‏]67 فَقَالَ لَهُ ع فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ فَمَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ قَالُوا نَقْتُلُكَ ذُلًّا وَ صَغَاراً فَقَالَ إِذًا تَقْتُلُونَ عَبْدَ اللَّهِ وَ أَخَا رَسُولِهِ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَنَعَمْ وَ أَمَّا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ فَمَا نُقِرُّ68 بِهَذَا قَالَ أَ تَجْحَدُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص آخَى بَيْنِي وَ بَيْنَهُ قَالَ نَعَمْ فَأَعَادَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ ع فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُهَاجِرِينَ‏ وَ الْأَنْصَارِ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَ سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ كَذَا وَ كَذَا [وَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ كَذَا وَ كَذَا] 69 فَلَمْ يَدَعْ ع شَيْئاً قَالَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَانِيَةً لِلْعَامَّةِ إِلَّا ذَكَّرَهُمْ إِيَّاهُ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَلَمَّا تَخَوَّفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَنْصُرَهُ النَّاسُ وَ أَنْ يَمْنَعُوهُ بَادَرَهُمْ

فَقَالَ [لَهُ‏] 70 كُلُّ مَا قُلْتَ حَقٌّ قَدْ سَمِعْنَاهُ بِآذَانِنَا [وَ عَرَفْنَاهُ‏] 71 وَ وَعَتْهُ قُلُوبُنَا وَ لَكِنْ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ بَعْدَ هَذَا إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اصْطَفَانَا اللَّهُ [وَ أَكْرَمَنَا]72 وَ اخْتَارَ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ النُّبُوَّةَ وَ الْخِلَافَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع هَلْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص شَهِدَ هَذَا مَعَكَ فَقَالَ عُمَرُ صَدَقَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ كَمَا قَالَ وَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ [صَدَقَ‏]73 قَدْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ ع لَقَدْ وَفَيْتُمْ بِصَحِيفَتِكُمُ [الْمَلْعُونَةِ] 74 الَّتِي تَعَاقَدْتُمْ 75عَلَيْهَا فِي الْكَعْبَةِ إِنْ قَتَلَ اللَّهُ مُحَمَّداً أَوْ مَاتَ لَتَزْوُنَّ76 هَذَا الْأَمْرَ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ مَا أَطْلَعْنَاكَ عَلَيْهَا 77 

فَقَالَ ع‏ أَنْتَ يَا زُبَيْرُ وَ أَنْتَ يَا سَلْمَانُ وَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَ أَنْتَ يَا مِقْدَادُ أَسْأَلُكُمْ بِاللَّهِ وَ بِالْإِسْلَامِ [أَ مَا] 78سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ ذَلِكَ وَ أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ إِنَّ فُلَاناً وَ فُلَاناً حَتَّى عَدَّ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةَ 79 قَدْ كَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَاباً وَ تَعَاهَدُوا فِيهِ وَ تَعَاقَدُوا [أَيْمَاناً]80 عَلَى مَا صَنَعُوا [إِنْ قُتِلْتُ أَوْ مِتُ‏]81 فَقَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ ذَلِكَ لَكَ

إِنَّهُمْ قَدْ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا عَلَى مَا صَنَعُوا وَ كَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَاباً إِنْ قُتِلْتُ أَوْ مِتُّ [أَنْ يَتَظَاهَرُوا عَلَيْكَ وَ] 82 أَنْ يَزْوُوا عَنْكَ هَذَا يَا عَلِيُّ قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنِي إِذَا كَانَ ذَلِكَ [أَنْ أَفْعَلَ فَقَالَ لَكَ‏]83 إِنْ وَجَدْتَ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً فَجَاهِدْهُمْ وَ نَابِذْهُمْ وَ إِنْ [أَنْتَ‏]84 لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَبَايِعْ وَ احْقِنْ دَمَكَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أُولَئِكَ الْأَرْبَعِينَ رَجُلًا الَّذِينَ بَايَعُونِي وَفَوْا لِي لَجَاهَدْتُكُمْ فِي اللَّهِ وَ لَكِنْ أَمَا 85 وَ اللَّهِ لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ مِنْ عَقِبِكُمَا86 إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ فِيمَا يُكَذِّبُ87 قَوْلَكُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص

قَوْلُهُ تَعَالَى- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً88 فَالْكِتَابُ النُّبُوَّةُ وَ الْحِكْمَةُ السُّنَّةُ وَ الْمُلْكُ الْخِلَافَةُ وَ نَحْنُ آلُ‏ إِبْرَاهِيمَ فَقَامَ الْمِقْدَادُ فَقَالَ يَا عَلِيُّ بِمَا تَأْمُرُنِي وَ اللَّهِ إِنْ أَمَرْتَنِي لَأَضْرِبَنَّ بِسَيْفِي وَ إِنْ أَمَرْتَنِي كَفَفْتُ فَقَالَ عَلِيٌّ ع كُفَّ يَا مِقْدَادُ وَ اذْكُرْ عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا أَوْصَاكَ بِهِ فَقُمْتُ89

 وَ قُلْتُ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَدْفَعُ ضَيْماً وَ أُعِزُّ لِلَّهِ دِيناً لَوَضَعْتُ سَيْفِي عَلَى عُنُقِي ثُمَّ ضَرَبْتُ بِهِ قُدُماً قُدُماً أَ تَثِبُونَ عَلَى أَخِي رَسُولِ اللَّهِ ص وَ وَصِيِّهِ وَ خَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَ أَبِي وُلْدِهِ فَأَبْشِرُوا بِالْبَلَاءِ وَ اقْنَطُوا مِنَ الرَّخَاءِ وَ قَامَ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُتَحَيِّرَةُ بَعْدَ نَبِيِّهَا الْمَخْذُولَةُ بِعِصْيَانِهَا إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ.

ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ90 وَ آلُ مُحَمَّدٍ الْأَخْلَافُ مِنْ نُوحٍ وَ آلُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَ الصَّفْوَةُ وَ السُّلَالَةُ مِنْ إِسْمَاعِيلَ وَ عِتْرَةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ هُمْ كَالسَّمَاءِ الْمَرْفُوعَةِ وَ الْجِبَالِ الْمَنْصُوبَةِ وَ الْكَعْبَةِ الْمَسْتُورَةِ وَ الْعَيْنِ الصَّافِيَةِ وَ النُّجُومِ الْهَادِيَةِ وَ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ أَضَاءَ نُورُهَا وَ بُورِكَ زَيْتُهَا- مُحَمَّدٌ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ هُوَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ وَ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ وَ وَارِثُ عِلْمِهِ وَ أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ- النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ 91 

فَقَدِّمُوا مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ وَ أَخِّرُوا مَنْ أَخَّرَ اللَّهُ وَ اجْعَلُوا الْوَلَايَةَ وَ الْوِرَاثَةَ 92 لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ جَالِسٌ فَوْقَ الْمِنْبَرِ مَا يُجْلِسُكَ فَوْقَ الْمِنْبَرِ وَ هَذَا جَالِسٌ مُحَارِبٌ لَا يَقُومُ فَيُبَايِعَكَ أَ وَ تَأْمُرُ بِهِ فَنَضْرِبَ عُنُقَهُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع قَائِمَانِ فَلَمَّا سَمِعَا مَقَالَةَ عُمَرَ بَكَيَا فَضَمَّهُمَا ع إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ لَا تَبْكِيَا فَوَ اللَّهِ‏ مَا يَقْدِرَانِ عَلَى قَتْلِ أَبِيكُمَا وَ أَقْبَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَتْ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَسْرَعَ مَا أَبْدَيْتُمْ حَسَدَكُمْ وَ نِفَاقَكُمْ فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ فَأُخْرِجَتْ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ قَالَ مَا لَنَا وَ لِلنِّسَاءِ وَ قَامَ بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ

وَ قَالَ أَ تَثِبُ يَا عُمَرُ عَلَى أَخِي رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَبِي وُلْدِهِ وَ أَنْتَ الَّذِي نَعْرِفُكَ فِي قُرَيْشٍ بِمَا نَعْرِفُكَ أَ لَسْتُمَا قَالَ لَكُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص انْطَلِقَا إِلَى عَلِيٍّ وَ سَلِّمَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُمَا أَ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ أَمْرِ رَسُولِهِ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ قَدْ كَانَ ذَلِكَ وَ لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَجْتَمِعُ لِأَهْلِ بَيْتِيَ النُّبُوَّةُ وَ الْخِلَافَةُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ اللَّهِ لَا سَكَنْتُ فِي بَلْدَةٍ أَنْتَ فِيهَا أَمِيرٌ فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ فَضُرِبَ وَ طُرِدَ ثُمَّ قَالَ قُمْ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَبَايِعْ فَقَالَ ع فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ نَضْرِبُ عُنُقَكَ فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْتَحَ كَفَّهُ فَضَرَبَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ وَ رَضِيَ بِذَلِكَ مِنْهُ فَنَادَى عَلِيٌّ ع قَبْلَ أَنْ يُبَايِعَ وَ الْحَبْلُ فِي عُنُقِهِ يَا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي93 

وَ قِيلَ لِلزُّبَيْرِ بَايِعْ فَأَبَى فَوَثَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي أُنَاسٍ مَعَهُمْ فَانْتَزَعُوا سَيْفَهُ [مِنْ يَدِهِ‏]94 فَضَرَبُوا بِهِ الْأَرْضَ [حَتَّى كَسَرُوهُ ثُمَّ لَبَّبُوهُ‏]95 فَقَالَ الزُّبَيْرُ [وَ عُمَرُ عَلَى صَدْرِهِ‏]96 يَا ابْنَ صُهَاكَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ سَيَفِي فِي يَدِي لَحِدْتَ عَنِّي ثُمَّ بَايَعَ قَالَ سَلْمَانُ ثُمَّ أَخَذُونِي فَوَجَئُوا عُنُقِي حَتَّى تَرَكُوهَا كَالسِّلْعَةِ ثُمَّ أَخَذُوا يَدِي‏ [وَ فَتَلُوهَا]97

 فَبَايَعْتُ مُكْرَهاً 98 ثُمَّ بَايَعَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ مُكْرَهَيْنِ وَ مَا بَايَعَ أَحَدٌ مِنَ الْأُمَّةِ مُكْرَهاً غَيْرُ عَلِيٍّ ع وَ أَرْبَعَتِنَا وَ لَمْ يَكُنْ مِنَّا أَحَدٌ أَشَدَّ قَوْلًا مِنَ الزُّبَيْرِ فَإِنَّهُ لَمَّا بَايَعَ قَالَ يَا ابْنَ صُهَاكَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا هَؤُلَاءِ الطُّغَاةُ99 الَّذِينَ أَعَانُوكَ لَمَا كُنْتَ تَقَدَّمُ عَلَيَّ وَ مَعِي سَيْفِي لِمَا أَعْرِفُ مِنْ جُبْنِكَ100 وَ لُؤْمِكَ وَ لَكِنْ وَجَدْتَ طُغَاةً 101 تَقَوَّى بِهِمْ وَ تَصُولُ فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ أَ تَذْكُرُ صُهَاكَ فَقَالَ [وَ مَنْ صُهَاكُ‏] 102 وَ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذِكْرِهَا وَ قَدْ كَانَتْ صُهَاكُ زَانِيَةً أَ وَ تُنْكِرُ ذَلِكَ أَ وَ لَيْسَ كَانَتْ أَمَةً حَبَشِيَّةً لِجَدِّي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَزَنَى بِهَا جَدُّكَ نُفَيْلٌ فَوَلَدَتْ أَبَاكَ الْخَطَّابَ فَوَهَبَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِجَدِّكَ بَعْدَ مَا زَنَى بِهَا فَوَلَدَتْهُ وَ إِنَّهُ لَعَبْدٌ لِجَدِّي وُلِدَ زِنًى103 

فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمَا أَبُو بَكْرٍ وَ كَفَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ- قَالَ سُلَيْمُ بْنُ قَيْسٍ فَقُلْتُ لِسَلْمَانَ أَ فَبَايَعْتَ أَبَا بَكْرٍ يَا سَلْمَانُ وَ لَمْ تَقُلْ شَيْئاً قَالَ قَدْ قُلْتُ بَعْدَ مَا بَايَعْتُ تَبّاً لَكُمْ سَائِرَ الدَّهْرِ أَ وَ تَدْرُونَ مَا صَنَعْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ أَصَبْتُمْ وَ أَخْطَأْتُمْ أَصَبْتُمْ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْفُرْقَةِ وَ الِاخْتِلَافِ وَ أَخْطَأْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ حَتَّى أَخْرَجْتُمُوهَا مِنْ مَعْدِنِهَا وَ أَهْلِهَا104 فَقَالَ عُمَرُ يَا سَلْمَانُ أَمَّا إِذْ [بَايَعَ صَاحِبُكَ‏] 105 

وَ بَايَعْتَ فَقُلْ مَا شِئْتَ وَ افْعَلْ مَا بَدَا لَكَ وَ لْيَقُلْ صَاحِبُكَ مَا بَدَا لَهُ قَالَ سَلْمَانُ فَقُلْتُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ عَلَيْكَ وَ عَلَى صَاحِبِكَ الَّذِي بَايَعْتُهُ مِثْلَ ذُنُوبِ [جَمِيعِ‏]106 أُمَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ مِثْلَ عَذَابِهِمْ جَمِيعاً فَقَالَ قُلْ مَا شِئْتَ أَ لَيْسَ قَدْ بَايَعْتَ وَ لَمْ يُقِرَّ اللَّهُ عَيْنَيْكَ بِأَنْ يَلِيَهَا صَاحِبُكَ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنِّي قَدْ قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنْزَلَةِ أَنَّكَ بِاسْمِكَ وَ نَسَبِكَ وَ صِفَتِكَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ فَقَالَ لِي قُلْ مَا شِئْتَ أَ لَيْسَ قَدْ أَزَالَهَا 107 اللَّهُ عَنْ أَهْلِ [هَذَا] 108 الْبَيْتِ الَّذِينَ اتَّخَذْتُمُوهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ

فَقُلْتُ لَهُ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ- فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ109 فَأَخْبَرَنِي بِأَنَّكَ أَنْتَ هُوَ فَقَالَ عُمَرُ اسْكُتْ أَسْكَتَ اللَّهُ نَأْمَتَكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ لَمَّا سَكَتَّ فَقَالَ سَلْمَانُ وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ يَأْمُرْنِي عَلِيٌّ ع بِالسُّكُوتِ لَخَبَّرْتُهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ نَزَلَ فِيهِ وَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِيهِ وَ فِي صَاحِبِهِ

فَلَمَّا رَآنِي عُمَرُ قَدْ سَكَتُّ قَالَ لِي إِنَّكَ لَهُ لَمُطِيعٌ مُسَلِّمٌ فَلَمَّا أَنْ بَايَعَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ لَمْ يَقُولَا شَيْئاً قَالَ عُمَرُ يَا سَلْمَانُ أَ لَا تَكُفُّ كَمَا كَفَّ صَاحِبَاكَ وَ اللَّهِ مَا أَنْتَ بِأَشَدَّ حُبّاً لِأَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ مِنْهُمَا وَ لَا أَشَدَّ تَعْظِيماً لِحَقِّهِمْ مِنْهُمَا وَ قَدْ كَفَّا كَمَا تَرَى وَ بَايَعَا فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ يَا عُمَرُ أَ فَتُعَيِّرُنَا بِحُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَعْظِيمِهِمْ لَعَنَ اللَّهُ وَ قَدْ فَعَلَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ وَ افْتَرَى عَلَيْهِمْ وَ ظَلَمَهُمْ حَقَّهُمْ وَ حَمَلَ النَّاسَ عَلَى رِقَابِهِمْ وَ رَدَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ الْقَهْقَرَى عَلَى أَدْبَارِهَا110 فَقَالَ عُمَرُ آمِينَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَهُمْ حَقَّهُمْ لَا وَ اللَّهِ مَا لَهُمْ فِيهَا [مِنْ‏]111 حَقٍّ وَ مَا هُمْ فِيهَا وَ عُرْضُ النَّاسِ إِلَّا سَوَاءً قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَلِمَ خَاصَمْتُمُ الْأَنْصَارَ بِحَقِّهِمْ وَ حُجَّتِهِمْ

فَقَالَ عَلِيٌّ ع لِعُمَرَ يَا ابْنَ صُهَاكَ فَلَيْسَ لَنَا فِيهَا حَقٌّ وَ هِيَ لَكَ وَ لِابْنِ آكِلَةِ الذِّبَّانَ112 فَقَالَ عُمَرُ كُفَّ الْآنَ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِذْ بَايَعْتَ فَإِنَّ الْعَامَّةَ رَضُوا بِصَاحِبِي وَ لَمْ يَرْضَوْا بِكَ فَمَا ذَنْبِي فَقَالَ عَلِيٌّ ع وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ لَمْ يَرْضَيَا إِلَّا بِي فَأَبْشِرْ أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا وَ وَازَرَكُمَا بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَ عَذَابِهِ وَ خِزْيِهِ وَيْلَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ [لَوْ تَرَى مَا ذَا جَنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ‏] 113 لَوْ تَدْرِي مَا مِنْهُ خَرَجْتَ وَ فِيمَا دَخَلْتَ وَ مَا ذَا جَنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَ عَلَى صَاحِبِكَ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا عُمَرُ أَمَّا إِذْ قَدْ بَايَعَنَا وَ أَمِنَّا شَرَّهُ وَ فَتْكَهُ وَ غَائِلَتَهُ فَدَعْهُ يَقُولُ مَا شَاءَ-فَقَالَ عَلِيٌّ ع لَسْتُ بِقَائِلٍ غَيْرَ شَيْ‏ءٍ وَاحِدٍ أُذَكِّرُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّهَا الْأَرْبَعَةُ يَعْنِينِي وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الزُّبَيْرَ وَ الْمِقْدَادَ سَمِعْتُ 114 رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ تَابُوتاً مِنْ نَارٍ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا سِتَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ سِتَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ فِي جُبٍّ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ فِي تَابُوتٍ مُقَفَّلٍ115 عَلَى ذَلِكَ الْجُبِّ صَخْرَةٌ

فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُسَعِّرَ جَهَنَّمَ كَشَفَ تِلْكَ الصَّخْرَةَ عَنْ ذَلِكَ الْجُبِّ فَاسْتَعَرَتْ جَهَنَّمُ مِنْ وَهَجِ ذَلِكَ الْجُبِّ وَ مِنْ حَرِّهِ قَالَ عَلِيٌّ ع فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ أَنْتُمْ شُهُودٌ بِهِ عَنِ الْأَوَّلِينَ فَقَالَ أَمَّا الْأَوَّلُونَ فَابْنُ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ فِرْعَوْنُ الْفَرَاعِنَةِ116 وَ الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ وَ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَدَّلَا كِتَابَهُمْ وَ غَيَّرَا سُنَّتَهُمْ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَهَوَّدَ الْيَهُودَ وَ الْآخَرُ نَصَّرَ النَّصَارَى 117 [وَ إِبْلِيسُ سَادِسُهُمْ‏]118 وَ فِي الْآخِرِينَ الدَّجَّالُ وَ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةُ 119 أَصْحَابُ الصَّحِيفَةِ وَ الْكِتَابِ وَ جِبْتُهُمْ وَ طَاغُوتُهُمُ الَّذِي تَعَاهَدُوا عَلَيْهِ وَ تَعَاقَدُوا عَلَى عَدَاوَتِكَ يَا أَخِي وَ تظاهرون [تَظَاهَرُوا]120 عَلَيْكَ بَعْدِي هَذَا وَ هَذَا حَتَّى سَمَّاهُمْ وَ عَدَّهُمْ لَنَا

قَالَ سَلْمَانُ فَقُلْنَا صَدَقْتَ نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص‏ فَقَالَ عُثْمَانُ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَ مَا عِنْدَكَ وَ عِنْدَ أَصْحَابِكَ هَؤُلَاءِ حَدِيثٌ فِيَّ فَقَالَ عَلِيٌّ ع بَلَى121 سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَلْعَنُكَ [مَرَّتَيْنِ‏]122 ثُمَّ لَمْ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ123 لَكَ بَعْدَ مَا لَعَنَكَ فَغَضِبَ عُثْمَانُ ثُمَّ قَالَ مَا لِي وَ مَا لَكَ وَ لَا تَدَعُنِي عَلَى حَالٍ عَهْدَ النَّبِيِّ وَ لَا بَعْدَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ 124ع [نَعَمْ‏] 125 

فَأَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ فَقَالَ عُثْمَانُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ الزُّبَيْرَ يُقْتَلُ مُرْتَدّاً عَنِ الْإِسْلَامِ قَالَ سَلْمَانُ فَقَالَ عَلِيٌّ ع 126 لِي فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَهُ صَدَقَ عُثْمَانُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ يُبَايِعُنِي بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ وَ يَنْكُثُ بَيْعَتِي فَيُقْتَلُ مُرْتَدّاً قَالَ سَلْمَانُ

فَقَالَ عَلِيٌّ ع إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص غَيْرَ أَرْبَعَةٍ إِنَّ النَّاسَ صَارُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ وَ مَنْ تَبِعَهُ وَ مَنْزِلَةِ الْعِجْلِ وَ مَنْ تَبِعَهُ فَعَلِيٌّ فِي شِبْهِ127 هَارُونَ وَ عَتِيقٌ‏ فِي شِبْهِ الْعِجْلِ وَ عُمَرُ فِي شِبْهِ السَّامِرِيِّ

وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لَيَجِيئَنَّ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِي مِنْ أَهْلِ الْعِلْيَةِ وَ الْمَكَانَةِ مِنِّي لِيَمُرُّوا عَلَى الصِّرَاطِ فَإِذَا رَأَيْتُهُمْ وَ رَأَوْنِي وَ عَرَفْتُهُمْ وَ عَرَفُونِي اخْتَلَجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَالُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ128 حَيْثُ فَارَقْتَهُمْ فَأَقُولُ بُعْداً وَ سُحْقاً وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لَتَرْكَبَنَّ أُمَّتِي سُنَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ [وَ حَذْوَ] 129 الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ شِبْراً بِشِبْرٍ وَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ وَ بَاعاً بِبَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْراً لَدَخَلُوا فِيهِ مَعَهُمْ إِنَّ التَّوْرَاةَ وَ الْقُرْآنَ كَتَبَهُ مَلَكٌ وَاحِدٌ فِي رَقٍّ وَاحِدٍ بِقَلَمِ وَاحِدٍ130  وَ جَرَتِ الْأَمْثَالُ وَ السُّنَنُ سَوَاءً

  • 1. في «د» هكذا: و صنع الناس ما صنعوا- يعني أبا بكر و عمر و أبا عبيدة بن الجرّاح- فخاصموا ...
  • 2. من هنا إلى قوله «إلّا صلّى عليه» في «د» هكذا: فكان عليّ عليه السلام لا يريد عضوا إلّا قلّب له و الفضل بن العباس يصبّ الماء و هو مشدود العينين. فلمّا غسّله و كفّنه أدخلني و أدخل أبا ذر و المقداد و فاطمة و الحسن و الحسين. فتقدّم عليّ عليه السلام و صففنا خلفه صفّا فصلّينا عليه و عائشة في الحجرة لا تعلم، ما صلّى عليه غيرنا من الناس. ثمّ أدخل عشرة من المهاجرين و الأنصار فسلّموا و خرجوا حتّى لم يبق أحد شهد من المهاجرين و الأنصار إلّا فعلوا ذلك ما كان إلّا التسليم و الثناء.
  • 3. «ب»: فأتيت فأخبرته بما صنع الناس. و في الاحتجاج: و قلت لعليّ عليه السلام حين يغسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: انّ القوم فعلوا كذا و كذا و إنّ أبا بكر ...
  • 4. «ب»: قد رقى
  • 5. «ب»: و لم يرضوا بيد واحدة. في «د» و في روضة الكافي: و اللّه ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة.
  • 6. «ب»: بشر. يوجد ضبطه بكلا العنوانين، كما أنّ اسم أبيه قد يذكر بعنوان «سعد».
  • 7. في روضة الكافي: منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
  • 8. الزيادة من «الف» خ ل.
  • 9. الزيادة من «الف».
  • 10. الزيادة من «ب». و في «د» هكذا: قال عليه السلام: فإنّ ذلك إبليس! قلت: و كيف ذاك؟ قال: إنّه شهد هو و مردة أصحابه نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إيّاي للناس بغدير خم و ما أظهر من ولايتي و أنّي أولى بهم من أنفسهم.
  • 11. الزيادة من «الف».
  • 12. الزيادة من «الف».
  • 13. «الف» خ ل: بما أمره اللّه فأخبرهم.
  • 14. «ب»: آيسا.
  • 15. الزيادة من «ب». و في روضة الكافي: و أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه لو قبض أنّ الناس يبايعون أبا بكر ...
  • 16. الزيادة من «الف».
  • 17. «ب» خ ل: فلم يوافقه. و في الاحتجاج: ... معهم سلاحهم و قد بايعوه على الموت فأصبح و لم يوافه منهم أحد إلّا أربعة.
  • 18. «ب»: ثمّ عاودهم ليلا يناشدهم.
  • 19. «ب»: نصحبك.
  • 20. «الف»: وقائهم.
  • 21. «ب»: «و كان المصحف في الفسطاط»، أي في بيت من الشعر.
  • 22. «الف» خ ل: الأكتاف و في «د»: و كان في الصحف و الأبشار و الكتف و الرقاع.
  • 23. الأشظاظ بمعنى العيدان المتفرّقة، و الأسيار جمع السير و هو قدّة من الجلد مستطيلة.
  • 24. الزيادة من «الف».
  • 25. الزيادة من «الف». و في «د» هكذا: فلمّا جمعه كلّه و كتبه على تنزيله و تأويله و ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و وعده و وعيده و ظاهره و باطنه بعث إليه ...
  • 26. الزيادة من «الف».
  • 27. هذه الفقرة في «د» هكذا: أيّها الناس إنّي لم أزل منذ قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مشغولا بغسله و تجهيزه و تكفينه و تحنيطه و دفنه، ثمّ بالقرآن و قد جمعته كلّه في هذا الثوب، فلم ينزل اللّه تبارك و تعالى على رسوله آية إلّا قد جمعتها و كتبتها، و ليس منه آية إلّا و قد أقرأنيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و علّمني تأويلها و تنزيلها و ظهرها و بطنها و عامّها و خاصّها و ناسخها و منسوخها، فهو هذي! لا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ...
  • 28. لعلّه إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 172: أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏
  • 29. الزيادة من «الف».
  • 30. في الاحتجاج: فقالوا: لا حاجة لنا به، عندنا مثله. و بعده في «د» هكذا: فدخل بيته و أغلق بابه. في البحار: أنّه لمّا توفّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جمع عليّ عليه السلام القرآن و جاء به إلى المهاجرين و الأنصار و عرضه عليهم كما قد أوصاه بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم. فوثب عمر و قال: يا علي، أردده فلا حاجة لنا فيه. فأخذه عليّ عليه السلام و انصرف. ثمّ أحضروا زيد بن ثابت و كان قارئا للقرآن، فقال له عمر: إنّ عليّا عليه السلام جاءنا بالقرآن و فيه فضائح المهاجرين و الأنصار، و قد رأينا أن نؤلّف القرآن و نسقط منه ما كان فيه فضيحة و هتك للمهاجرين و الأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك ثمّ قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم و أظهر عليّ القرآن الذي ألّفه أ ليس قد بطل ما قد علمتم؟ قال عمر: فما الحيلة؟ قال: زيد: أنتم أعلم بالحيلة. فقال عمر: ما الحيلة دون ان نقتله و نستريح منه. فدبّر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك ... فلمّا استخلف عمر سأل عليّا عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرّفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتّى نجتمع عليه! فقال عليّ عليه السلام: هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنّما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجّة عليكم و لا تقولوا يوم القيامة: «إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ» أو تقولوا: «ما جئتنا به». إنّ القرآن الّذي عندي لا يمسّه إلّا المطهّرون و الأوصياء من ولدي. فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال عليّ عليه السلام: نعم، إذا قام القائم من ولدي يظهره و يحمل الناس عليه فتجرى السنّة عليه. البحار: ج 92 ص 42 ح 2 عن أبي ذر.
  • 31. الزيادة من «الف».
  • 32. «الف» خ ل: أمر من اللّه. و في «د»: فقالا: أ من اللّه و من رسوله نسلّم على عليّ عليه السلام بإمرة المؤمنين؟ فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: نعم حقّا حقّا عن أمر اللّه و أمر رسوله بأنّه أمير المؤمنين.
  • 33. الزيادة من «ب».
  • 34. الزيادة من «الف».
  • 35. «ب»: فما استجاب له أحد.
  • 36. «ب»: أشدّ نصرة.
  • 37. «د»: فإنّه لم يبق أحد إلّا قد بايع إلّا أهل هذا البيت و هؤلاء الأربعة.
  • 38. «ب»: أبرّهما.
  • 39. الزيادة من «الف». و في «د» أفطنهما مكان «أفظّهما».
  • 40. الزيادة من «ب».
  • 41. «ب»: الطغام. و في الاحتجاج: أحد بني تيم.
  • 42. الزيادة من «الف».
  • 43. «ب»: لم يأذن.
  • 44. الزيادة من «ب».
  • 45. حرّج عليه أي شدّد عليه.
  • 46. الزيادة من «ب».
  • 47. من هنا إلى قوله: «ثم انطلق بعلي عليه السلام ...» (بعد صفحات) وردت العبارات في «د» هكذا: فقالوا: إنّ فاطمة حرّجت علينا فتحرّجنا أن ندخل عليها بيتها بغير إذنها. فغضب عمر و قال: ما لنا و للنساء!! ثمّ أمر اناسا حوله فحملوا حزم الحطب و حمل عمر معهم فجعلوه حول منزله و فيه عليّ و فاطمة و ابناهما. ثمّ نادى عمر: يا عليّ، و اللّه لتخرجنّ فلتبايعنّ خليفة رسول اللّه عليك أو لأضرمنّها عليك نارا! فلم يجبه، فوضع عمر النار بالباب و هو متخوّف أن يخرج عليّ عليه السلام بسيفه لما عرف من بأسه و شدّته حتّى احترق الباب، ثمّ قال لقنفذ: اقتحم عليه فاخرجه! فاقتحم هو و أصحابه و ثار عليّ عليه السلام إلى سيفه فسبقوا إليه و كاثروه فضبطوه و ألقوا في عنقه حبلا. و جاءت فاطمة عليها السلام لتحول بينهم و بينه فضربها قنفذ بسوطه و اضغطت بين الباب فصاحت: يا أبتاه يا رسول اللّه!! و ألقت جنينا ميّتا و أثّر سوط قنفذ في عضدها مثل الدملوج. و في الاحتجاج: فحرّجتنا أن ندخل عليها البيت بغير إذن منها. و «تحرّجنا» أي تجنّبنا الإثم و الحرج.
  • 48. «ب»: ليخرجنّ و ليبايعنّ.
  • 49. الزيادة من «ب». و في الاحتجاج: أو لأضرمنّ عليك بيتك نارا.
  • 50. من هنا إلى قوله «حتّى دخلوا الدار و ثار عليّ عليه السلام بسيفه» ليس في «ب».
  • 51. أي جذبه بشدة.
  • 52. الزيادة من «ب».
  • 53. «ب»: فاهجم.
  • 54. الزيادة من «الف».
  • 55. الزيادة من «ب» خ ل. و في الاحتجاج: فضبطوه و ألقوا في عنقه حبلا أسود!!
  • 56. «ب»: بسوط كان معه. و في الاحتجاج: بالسوط على عضدها فبقى أثره في عضدها من ذلك مثل الدملوج من ضرب قنفذ إيّاها فأرسل أبو بكر إلى قنفذ: «اضربها»!! فألجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها و ألقت جنينا من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت من ذلك شهيدة.
  • 57. الزيادة من «ب». و بعث به أي أرسله مع غيره.
  • 58. أي يجذب جذبا و يجرّ جرّا عنيفا، و في «الف» خ ل: يتلّ مكان يعتلّ و معناهما واحد. و في الاحتجاج: ثمّ انطلقوا بعليّ عليه السلام ملبّبا بحبل حتّى انتهوا به إلى أبي بكر.
  • 59. «ب»: على رأس أبي بكر بالسيف.
  • 60. «الف»: حضير.
  • 61. الزيادة من «ب». و في «د»: قد سلّوا السيوف.
  • 62. في «د» هكذا: فقلت لسلمان: أحرقوا باب فاطمة و دخلوا عليها بغير إذن؟ القائل هو سليم، و قد نظم العلّامة الفقيه السيّد محمّد بن السيّد مهدي القزوينيّ المتوفّى 1335 ه هذا الموضع من كلام سليم في ارجوزته حيث يقول: يا عجبا يستأذن الأمين عليهم و يهجم الخئون‏ قال سليم: قلت يا سلمان هل هجموا و لم يك استيذان‏ فقال: اي و عزّة الجبّار و ما على الزّهراء من خمار لكنّها لاذت وراء الباب رعاية للسّتر و الحجاب‏ فمذ رأوها عصروها عصرة كادت بنفسي أن تموت حسرة تصيح يا فضّة سنّديني فقد و ربّي قتلوا جنيني‏ فأسقطت بنت الهدى وا حزنا جنينها ذاك المسمّى محسنا و لم يرعها كلّما قد فعلوا لكنّها قد خرجت تولول‏ فانبعثت تصيح بين النّاس خلّوه أو لأكشفنّ راسي‏ راجع وفاة الصديقة الطاهرة للمقرّم: ص 49. رياض المدح و الثناء، للشيخ حسين علي آل الشيخ سليمان البلادي البحرانيّ: ص 3.
  • 63. الزيادة من «ب».
  • 64. في الاحتجاج: أما و اللّه لو وقع سيفي بيدي لعلمتم أنّكم لن تصلوا إلى هذا جزاء منّي و باللّه لا ألوم نفسي في جهد.
  • 65. الزيادة من «الف».
  • 66. «د»: ألجأها إلى عضادة بابها فأضغطها فتكسّر ضلعا من أضلاعها.
  • 67. الزيادة من «الف».
  • 68. «ب»: فما نعرفك. و في الاحتجاج: أمّا عبد اللّه فنعم كلّنا عبيد اللّه و أمّا أخو رسوله فلا نقرّ لك به.
  • 69. الزيادة من «ب».
  • 70. الزيادة من «ب». و في «د»: فقال مبادرا: نعم، كلّما قلت حقّ.
  • 71. الزيادة من «ب».
  • 72. الزيادة من «الف».
  • 73. الزيادة من «ب» خ ل.
  • 74. الزيادة من «الف» خ ل. و العبارة في «د» هكذا: فضحك أمير المؤمنين عليه السلام و قال: اللّه أكبر، ما أشدّ ما وفيتم بصحيفتكم الملعونة الّتي تعاهدتم و تعاقدتم عليها في الكعبة.
  • 75. «ب»: تعاهدتم.
  • 76. زوى عنه حقّه: منعه ايّاه.
  • 77. روى في البحار ج 28 ص 111- 96 تفصيل المعاقدة ضد الخلافة و كتابة الصحيفة الملعونة، و محتوى الصحيفة كلّ ذلك نقلا عن حذيفة بن اليمان الذي كان ممّن عايش القضايا و تفحّص عن جزئياتها. و ملخّص ذلك أنّ أوّل من تعاقد على غصب الخلافة هو أبو بكر و عمر و كان الأساس الذي تعاقدوا عليه و ارتكز عليه ساير معاهداتهم هو: «إن مات محمّد أو قتل نزوى هذا الأمر عن أهل بيته فلا يصل أحد منهم الخلافة ما بقينا». ثمّ اتّصل بهما أبو عبيدة الجراح و معاذ بن جبل و أخيرا التحق بهم سالم مولى أبي حذيفة و صاروا خمسة، فاجتمعوا و دخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا: «إن مات محمّد أو قتل ...» و كانت عائشة و حفصة عينين لأبويهما في منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في جميع القضايا. ثمّ إنّ أبا بكر و عمر اجتمعا و أرسلا إلى جماعة الطلقاء و المنافقين و دار الكلام فيما بينهم و أعادوا الخطاب و أجالوا الرأي فاتّفقوا على أن ينفروا بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله ناقته على عقبة هرشى عند منصرفه من حجة الوداع و هي في طريق مكّة قريبة من الجحفة. و كان المتصدّين لنفر الناقة أربعة عشر رجلا و قد كانوا عملوا مثل ذلك في غزوة تبوك. فتقدّم الأمر من اللّه في غدير خم بنصب أمير المؤمنين عليه السلام. و لمّا دنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من عقبة هرشى تقدم القوم فتواروا في ثنية العقبة إلّا انّ اللّه صرف الشرّ عن نبيّه و فضح اولئك الأربعة عشر. فلمّا دخلوا المدينة اجتمعوا جميعا في دار أبي بكر و كتبوا صحيفة بينهم على ذكر ما تعاهدوا عليه في هذا الأمر. و كان أوّل ما في الصحيفة النكث لولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام و أنّ الأمر إلى أبي بكر و عمر و أبي عبيدة و سالم معهم ليس بخارج منهم و شهد بذلك أربعة و ثلاثون رجلا: هؤلاء أصحاب العقبة و عشرون رجلا آخر منهم أبو سفيان، عكرمة بن أبي جهل، صفوان بن اميّة بن خلف، سعيد بن العاص، خالد بن الوليد، عيّاش بن أبي ربيعة، بشير بن سعد، سهيل بن عمرو، حكيم بن حزام، صهيب بن سنان، أبو الأعور الأسلمي، مطيع بن الأسود المدري. و هؤلاء كانوا رؤساء القبائل و أشرافها، و ما من رجل من هؤلاء إلّا و معه من الناس خلق عظيم يسمعون له و يطيعون، و كان الكاتب سعيد بن العاص الأموي فكتب هو الصحيفة باتّفاق منهم في المحرّم سنة عشرة من الهجرة. ثمّ دفعت الصحيفة إلى أبي عبيدة بن الجرّاح فوجّه بها إلى مكّة فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عمر بن الخطّاب فاستخرجها من موضعها.
  • 78. الزيادة من «الف».
  • 79. «ب»: عدّ هؤلاء الأربعة.
  • 80. الزيادة من «ب».
  • 81. الزيادة من «ب». و في «د»: و كتبوا بينهم كتابا: إن هلك محمّد أن يتظاهروا على أهل بيتي حتّى يزيلوا هذا الأمر عنهم
  • 82. الزيادة من «ب».
  • 83. الزيادة من «الف».
  • 84. الزيادة من «الف».
  • 85. «ب»: فقال له عمر، مكان «و لكن أما». و في «د»: أما و اللّه لقد أزلتموها عن أهل بيت نبيّكم و لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة. ثم التفت إلى قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فنادى: يا بن عمّ، إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني، فالمعذرة إلى اللّه ثمّ إليك. ثمّ تناول إلى أبي بكر فبايعه.
  • 86. «ب»: أعقابكم.
  • 87. من هنا إلى قوله «فضرب عليها أبو بكر و رضي بذلك منه» لا يوجد في «ب».
  • 88. سورة النساء: الآية 54.
  • 89. القائل هو سلمان.
  • 90. سورة آل عمران: الآيتان 33 و 34.
  • 91. سورة الأحزاب: الآية 6.
  • 92. «الف»: الوزارة.
  • 93. سورة الأعراف: الآية 150. و في «ب» زاد هنا: «ثمّ تناول يد أبي بكر فبايعه».
  • 94. الزيادة من «ب» خ ل.
  • 95. الزيادة من «الف».
  • 96. الزيادة من «الف». و في «د»: حتّى جلس عمر على صدره.
  • 97. الزيادة من «الف» خ ل.
  • 98. من قوله «ثمّ بايع ...» إلى هنا في «ب» هكذا: فوجئوا في عنقه حتّى تركوه كالسلعة ثمّ أخذوا يده فبايع مكرها.
  • 99. «ب»: الطغام. و في الاحتجاج: الطلقاء.
  • 100. «ب» خ ل: خبثك.
  • 101. «ب»: طغاما.
  • 102. الزيادة من «الف». و زاد في «د» في آخر هذه الفقرة هكذا: و أكثر الزبير من ذلك حتّى قام أبو بكر فاصلح بينهما.
  • 103. روى في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 295: أنّ صهّاك كانت أمة حبشيّة لعبد المطّلب و كانت ترعى له الإبل فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطّاب. ثمّ إنّ الخطّاب لمّا بلغ الحلم رغب في صهّاك فوقع عليها فجاءت بابنة، فلفّقها في خرقة من صوف و رمتها خوفا من مولاها في الطريق. فرآها هاشم بن المغيرة مرميّة فأخذها و ربّاها و سمّاها حنتمة. فلمّا بلغت رآها خطّاب يوما فرغب فيها و خطبها من هاشم فانكحها إيّاه فجاءت بعمر بن الخطّاب. فكان الخطّاب أبا وجدا و خالا لعمر، و كانت حنتمة امّا و أختا و عمّة له.
  • 104. في «د» هكذا: قال: بلى، قد قلت: تبا لكم، أصبتم و أخطأتم، لو تدرون ما صنعتم بأنفسكم. قالوا: و ما الّذي أصبنا و أخطأنا؟! قلت: أصبتم سنّة من كان قبلكم من الفرقة و الضلالة و الاختلاف، و أخطأتم سنّة نبيّكم حين أخرجتموها من معدنها و أهلها.
  • 105. الزيادة من «الف».
  • 106. الزيادة من «ب».
  • 107. «ب»: عدلها. و في الاحتجاج: عزلها.
  • 108. الزيادة من «ب».
  • 109. سورة الفجر: الآيتان 25 و 26.
  • 110. زاد في «ب» خ ل: و قد فعل ذلك بهم.
  • 111. الزيادة من «ب». و في الاحتجاج: «لا و اللّه ما لهم فيها حقّ و ما هم و عرض الناس في هذا الأمر إلّا سواء».
  • 112. «الف»: الذباب. و في «د»: فهي لك و لابن أبي قحافة؟
  • 113. الزيادة من «ب».
  • 114. «الف» خ ل: أسمعتم.
  • 115. «د»: في جبّ في قعر جهنّم، ذلك التابوت في تابوت آخر من نار مقفّل عليه.
  • 116. زاد في «ب» خ ل: ذو الأوتاد. و في الاحتجاج: و فرعون الفراعنة نمرود. و الظاهر أنّه كان هكذا: «و نمرود الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه». و في «د» هكذا: و نمرود صاحب النسور، و فرعون ذو الاوتاد و رجلان من بني إسرائيل بدّلا كتابهم و غيّرا سنن أنبيائهم.
  • 117. في النسخ هكذا: «... و الآخر نصّر النصارى، و عاقر الناقة و قاتل يحيى بن زكريّا»، و إبليس غير مذكور في النسخ الّا في بعض نسخ «ب». و نحن صححناه على ما في كتاب الاحتجاج حيث أورد الحديث بعينه نقلا عن سليم و ذكر إبليس و لم يذكر عاقر الناقة و قاتل يحيى.
  • 118. الزيادة من «ب» خ ل.
  • 119. «ب»: الأربعة. و في «د»: الدجال الأعور.
  • 120. «ب» خ ل: التظاهر. و في «د» هكذا: فهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الّذين تعاهدوا على عداوة أهل بيتي و تظاهروا عليهم، و سمّاهم.
  • 121. «الف»: بل.
  • 122. الزيادة من «ب» خ ل. روى في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 312: انه لما توفى أبو سلمة و عبد اللّه بن حذافة و تزوّج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله امرأتيهما أمّ سلمة و حفصة، قال طلحة و عثمان: أ ينكح محمّد نسائنا إذا متنا و لا ننكح نساءه إذا مات؟! و اللّه لو قد مات لقد أجلنا على نساءه بالسهام! و كان طلحة يريد عائشة و عثمان يريد أمّ سلمة. فأنزل اللّه تعالى: ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً و أنزل: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً.
  • 123. «ب»: و اللّه.
  • 124. «الف» خ ل: فقال الزبير.
  • 125. الزيادة من «الف».
  • 126. في «د»: قال أبان: قال سليم: ثمّ أقبل عليّ سلمان فقال: يا سليم، إنّ الناس كلّهم ارتدّوا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله غير أربعة. في الاحتجاج: قال سليم. ثمّ أقبل عليّ سلمان فقال: إنّ القوم ارتدّوا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلّا من عصمه اللّه بآل محمّد عليهم السلام.
  • 127. في الاحتجاج: «سنّة» في الجمل الثلاث.
  • 128. «ب»: أعقابهم.
  • 129. الزيادة من «الف».
  • 130. «ب»: إنّه كتب التوراة و الإنجيل و الزبور ملك واحد في رقّ واحد. و في «ب» خ ل: إنّه كتب التوراة و الإنجيل و القرآن لملك واحد في رقّ واحد. و في «الف» خ ل: إذ التوراة و القرآن كتبه يد واحدة في رقّ بقلم واحد.
منابع: 

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 577