الحديث السادس [1]

وَ قَالَ سُلَيْمٌ وَ حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ عَلِيٍّ ع قَالُوا إِنَّ رَجُلًا فَاخَرَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص [لِعَلِيٍّ ع‏]1 أَيْ أَخِي فَاخِرِ الْعَرَبَ فَأَنْتَ [أَكْرَمُهُمْ ابْنَ عَمٍ‏]2 وَ أَكْرَمُهُمْ أَباً وَ أَكْرَمُهُمْ أَخاً وَ أَكْرَمُهُمْ نَفْساً وَ أَكْرَمُهُمُ نَسَباً وَ أَكْرَمُهُمْ زَوْجَةً وَ أَكْرَمُهُمْ وَلَداً وَ أَكْرَمُهُمْ عَمّاً وَ أَعْظَمُهُمْ عَنَاءً3 بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ أَتَّمُهُمْ4 حِلْماً [وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً]5 وَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَنْتَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِسُنَنِ اللَّهِ 6وَ أَشْجَعُهُمْ قَلْباً [فِي لِقَاءِ يَوْمِ الْهَيْجِ‏] 7 وَ أَجْوَدُهُمْ كَفّاً وَ أَزْهَدُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ أَشَدُّهُمُ اجْتِهَاداً وَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ أَصْدَقُهُمْ لِسَاناً وَ أَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيَ‏ وَ سَتَبْقَى بَعْدِي ثَلَاثِينَ سَنَةً تَعْبُدُ اللَّهَ وَ تَصْبِرُ8 عَلَى ظُلْمِ قُرَيْشٍ ثُمَّ تُجَاهِدُ [هُمْ‏] 9 فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا وَجَدْتَ أَعْوَاناً تُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتَ [مَعِي‏] 10 عَلَى تَنْزِيلِهِ [النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ-]11 ثُمَّ تُقْتَلُ شَهِيداً تُخْضَبُ لِحْيَتُكَ مِنْ دَمِ رَأْسِكَ قَاتِلُكَ يَعْدِلُ عَاقِرَ النَّاقَةِ فِي الْبُغْضِ [إِلَى اللَّهِ‏]12 وَ الْبُعْدِ مِنَ اللَّهِ [وَ مِنِّي‏]13 وَ يَعْدِلُ قَاتِلَ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا وَ فِرْعَوْنَ ذَا الْأَوْتَادِ14

قال أبان و حدثت بهذا الحديث الحسن البصري عن أبي ذر فقال صدق سليم15 و صدق أبو ذر- لعلي بن أبي طالب السابقة في الدين و العلم و الحكمة 16 و الفقه و في الرأي و الصحبة17 [و في الفضل في البسطة و في العشيرة و في الصهر]18  و في النجدة19 في الحرب- [و في الجود و في الماعون و في العلم بالقضاء]20 و في القرابة [للرسول و العلم بالقضاء و الفضل‏] 21 و في [حسن‏] 22البلاء [في الإسلام‏]23 إن عليا في كل أمر أمره علي24 

فرحم اللّه عليا و صلى عليه [ثم بكى حتّى بل لحيته-]25 [قال‏]26 فقلت له يا أبا سعيد أ تقول لأحد غير النبيّ ص27 إذا ذكرته فقال ترحم على المسلمين إذا ذكرتهم و صل على محمد و آل محمّد و إن عليا خير آل محمد فقلت يا أبا سعيد خير من حمزة و من جعفر و من فاطمة و من الحسن و الحسين فقال إي و اللّه إنّه لخير منهم و من يشك أنّه خير منهم فقلت له بما ذا قال [إنّه لم يجر عليه اسم شرك و لا كفر و لا عبادة صنم و لا شرب خمر و علي خير منهم‏] 28 بالسبق إلى الإسلام و العلم بكتاب اللّه و سنة نبيه و إن رسول اللّه‏ص قال لفاطمة ع زوجتك خير أمتي

فلو كان في الأمة خير منه لاستثناه و إن رسول اللّه ص آخى بين أصحابه و آخى بين علي و نفسه29 فرسول اللّه خيرهم نفسا و خيرهم أخا و نصبه يوم غدير خم30 و أوجب له من الولاية على الناس مثل ما أوجب لنفسه [فقال من كنت مولاه فعلي مولاه‏]31  و قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى و لم يقل ذلك لأحد من أهل بيته و لا لأحد من أمته غيره و له32 سوابق كثيرة [و مناقب‏] 33 ليس لأحد من‏ الناس مثلها قال فقلت له من خير هذه الأمة بعد علي ع قال زوجته و ابناه

قلت ثمّ من قال ثمّ جعفر و حمزة إن خير الناس أصحاب الكساء34 الذين35  نزلت فيهم آية التطهير ضم فيه رسول اللّه ص نفسه و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ثم قال هؤلاء ثقتي36 و عترتي في أهل بيتي فأذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا 37 فقالت أم سلمة أدخلني معك [و معهم‏]38  في الكساء فقال لها يا أم سلمة أنت بخير و إلى خير و إنّما نزلت [هذه‏]39  الآية في و في هؤلاء [خاصّة]40 فقلت [اللّه‏]41  يا أبا سعيد ما ترويه في علي ع و ما سمعتك تقول فيه قال يا أخي42 أحقن بذلك دمي من [هؤلاء]43 الجبابرة الظلمة [لعنهم اللّه‏] 44 يا أخي لو لا ذلك لقد شالت بي الخشب و لكني أقول ما سمعت فيبلغهم ذلك فيكفون عني و إنّما أعني ببغض علي غير عليّ بن أبي طالب ع فيحسبون أني لهم ولي قال اللّه جل و عز- ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ 45 يعني التقية

  • 1. الزيادة من «الف». و في الاحتجاج: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لما سمع به لعليّ بن أبي طالب عليه السلام.
  • 2. الزيادة من «الف». و في الفضائل: يا علي فاخر أهل الشرق و الغرب و العجم و العرب فأنت أكرمهم و ابن عمّ رسول اللّه و أكرمهم زواجا ...
  • 3. «ب»: غنى. «الف» خ ل: غناء.
  • 4. «ب»: أعظمهم.
  • 5. الزيادة من «ب».
  • 6. «ب»: بسرّ اللّه.
  • 7. الزيادة من «ج»، و في الفضائل: في لقاء الحرب.
  • 8. «الف»: تبصر.
  • 9. الزيادة من «ب» خ ل.
  • 10. الزيادة من «ب» خ ل.
  • 11. الزيادة من «الف».
  • 12. الزيادة من «ب». و في الفضائل: في البغضاء للّه.
  • 13. الزيادة من «ب».
  • 14. زاد في الفضائل: «يا علي، إنّك من بعدي في كل أمر غالب مغلوب مغصوب، تصبر على الأذى في اللّه و في رسوله محتسبا أجرك غير ضائع عند اللّه، فجزاك اللّه بعدي عن الإسلام خيرا».
  • 15. «ب»: سلمان. «ج» خ ل: و حدّث بهذا الحديث الحسن البصري عن ابي ذر و سليم بن قيس و هما صادقان.
  • 16. «ب»: الحكم.
  • 17. «الف»: الصحة.
  • 18. الزيادة من «الف».
  • 19. أي الشجاعة و الغلبة.
  • 20. الزيادة من «الف».
  • 21. الزيادة من «ب»، و الظاهر: «الفصل».
  • 22. الزيادة من «ب».
  • 23. الزيادة من «ب».
  • 24. «ب»: إنّ عليّا كان في كلّ فنّ عالما.
  • 25. الزيادة من «الف».
  • 26. الزيادة من «ب»، و القائل أبان يخاطب الحسن البصري.
  • 27. هذا اليق بالسياق، و في النسخ «صلّى اللّه عليه و آله و سلّم» و الظاهر أنّه من اشتباه الناسخين بعد كلمة «النبيّ». و في «الف» خ ل: أ تقول ذلك لأحد غير النّبي إذا ذكرته؟
  • 28. الزيادة من «الف». و في «د» مكان «و عليّ خير منهم» هكذا: ثمّ العلم بكتاب اللّه و سنّة نبيّ اللّه.
  • 29. «ب»: بينه و بينه.
  • 30. «ب»: بغدير خم للناس. و في «د»: و رضيه للناس بغدير خمّ.
  • 31. الزيادة من «ج».
  • 32. «ب»: مع.
  • 33. الزيادة من «ب».
  • 34. «الف» و «ب»: ثمّ جعفر و حمزة خير الناس، و أصحاب الكساء ... الخ.
  • 35. «ب»: حين.
  • 36. «ب»: آلي. «الف» خ ل: ثقلي.
  • 37. «ب»: اللّهمّ فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا.
  • 38. الزيادة من «ب».
  • 39. الزيادة من «الف».
  • 40. الزيادة من «ب» و «ج».
  • 41. الزيادة من «الف».
  • 42. «ج»: يا أحمق!
  • 43. الزيادة من «ب».
  • 44. الزيادة من «ب». و في «ج» خ ل بعده هكذا: لقد شالت بالخشب رأسي.
  • 45. سورة المؤمنون: الآية 96.
منابع: 

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، صص: 601 - 604