لسان العرب
معاني كلمه وصي(و ص ي)/لسان العرب
وصي: أَوْصى الرجلَ و وَصَّاه: عَهِدَ إِليه؛ قال رؤبة:
وَصَّانيَ العجاجُ فيما وَصَّني
أَراد: فيما وَصَّاني، فحذف اللام للقافية. و أَوْصَيْتُ له بشيءٍ و أَوْصَيْتُ إِليه إِذا جعلتَه وَصِيَّكَ. و أَوْصَيْتُه و وَصَّيْته إِيصاء و تَوْصِيةً بمعنى. و تَواصي القومُ أَي أَوْصى بعضهم بعضاً. و في الحديث:
اسْتَوْصُوا بالنساءِ خيراً فإِنَّهن عندكم عَوانٍ
، و الاسم الوَصاةُ و الوَصايةُ و الوِصايةُ. و الوصِيَّةُ أَيضاً: ما أَوْصَيْتَ به. و الوَصِيُّ: الذي يُوصي و الذي يُوصى له، و هو من الأَضداد. ابن سيدة: الوَصِيُّ المُوصي و المُوصى، و الأُنثى وَصِيٌّ، و جمعُهما جميعاً أَوْصِياء، و من العرب من لا يُثني الوَصِيَّ و لا يجمعه. الليث: الوَصاة كالوَصِيَّة؛ و أَنشد:
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَني يَزيداً وَصاةً مِنْ أَخي ثِقةٍ وَدُودِ
يقال: وَصِيٌّ بَيِّنُ الوَصاية. و الوَصِيَّةُ: ما أَوْصَيْتَ به، و سميت وَصِيَّةً لاتصالها بأَمر الميت، و قيل لعلي، عليه السلام، وصِيٌّ لاتصال نَسَبِه و سَبَبه و سَمْته بنسب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه و سلم، و سَبَبه و سَمْته؛ قلت: كرَّم الله وجه أَمير المؤمنين عليّ و سلَّم عليه، هذه صفاته عند السلف الصالح، رضي الله عنهم، و يقول فيه غيرهم: لو لا دُعابةٌ فيه؛ و قول كثير:
تُخَبِّرُ مَنْ لاقَيْتَ أَنك عائذٌ، بلِ العائذُ المَحْبُوسُ في سِجْنِ عارِمِ
وصِيُّ النبيِّ المصطَفى و ابنُ عَمِّهِ، و فَكَّاكُ أَغْلالٍ و قاضي مَغارِمِ
إِنما أَراد ابنَ وَصِيِّ النبي و ابنَ ابنِ عمه، و هو الحسن بن علي أَو الحسين بن علي، رضي الله عنهم، فأَقام الوَصِيَّ مُقامَهما، أَ لا ترى أَن عليّاً، رضي الله عنه، لم يكن في سِجْن عارم و لا سُجِنَ قط؟ قال ابن سيدة: أَنبأَنا بذلك أَبو العلاءِ عن أَبي علي الفارسي و الأَشهر أَنه محمد بن الحنفية، رضي الله عنه، حبَسه عبدُ الله بن الزبير في سجن عارم، و القصيدة في شعر كثير مشهورة، و الممدوح بها محمد بن الحنفية، قال:
لسان العرب، ج15، ص: 395
و مثله قول الآخر:
صَبَّحْنَ من كاظِمة الحِصْنَ الخَرِبْ، يَحْمِلْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبْ
إِنما أَراد: يحملن ابن عباس، و يروى: الخُصَّ الخَرِبْ. و قوله عز و جل: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ
؛ معناه يَفْرِضُ عليكم لأَن الوَصِيَّةَ من الله إِنما هي فَرْض، و الدليل على ذلك قوله تعالى: وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
؛ و هذا من الفرض المحكم علينا. و قوله تعالى: أَ تَواصَوْا بِهِ
؛ قال أَبو منصور: أَي أَوْصى أَوَّلُهم آخرَهم، و الأَلف أَلف استفهام، و معناها التوبيخ. و تَواصَوْا: أَوْصى بعضهم بعضاً. و وصَى الرجلَ وَصْياً: وصَلَه. و وَصَى الشيءَ بغيره وَصْياً: وصَلَه. أَبو عبيد: وصَيْتُ الشيءَ و وَصَلْته سواء؛ قال ذو الرمة:
نَصِي الليلَ بالأَيَّامِ، حتى صَلاتُنا مُقاسَمةٌ يَشْتَقُّ أَنْصافَها السَّفْرُ
يقول: رجع صلاتُنا من أَربعة إِلى اثنين في أَسفارنا لحال السفر. و فلاةٌ واصيةٌ: تتصل بفَلاة أُخرى؛ قال ذو الرمة:
بَيْنَ الرَّجا و الرَّجا مِنْ جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماء، خابطُها بالخَوْفِ مَعْكومُ
قال الأَصمعي: وَصَى الشيءُ يَصي إِذا اتصل، و وَصاه غيره يَصِيه: وصَله. ابن الأَعرابي: الوَصِيُّ النبات المُلْتَفُّ، و إِذا أَطاع المَرْتَعُ للسائمة فأَصابته رَغَداً قيل أَوْصى لها المرتع يَصي وَصْياً. و أَرض واصيةٌ: متصلة النبات إِذا اتَّصل نَبْتها، و ربما قالوا تَواصى النبتُ إِذا اتصل، و هو نبت واصٍ؛ و أَنشد ابن بري للراجز:
يا رُبَّ شاةٍ شاصِ في رَبْرَبٍ خِماصِ
يأْكُلنَ من قُرّاصِ، و حَمَصِيصٍ واصِ
و أَنشد آخر:
لها مُوفِدٌ وَفَّاهُ واصٍ كأَنه زَرابِيُّ قَيْلٍ، قد تُحوميَ، مُبْهَم
المُوفِدُ: السَّنامُ، و القَيْلُ: المَلِكُ؛ و قال طرفة:
يَرْعَيْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه، فانْطَلَقَ اللوْنُ و دَقَّ الكُشُوحْ
يقال منه: أَوْصَيْتُ أَي دخلت في الواصي. و وَصَتِ الأَرضُ وَصْياً و وُصِيّاً و وَصاءً و وَصاةً؛ الأَخيرة نادرة حكاها أَبو حنيفة، كلُّ ذلك: اتصل نباتُها بعضُه ببعض، و هي واصِيةٌ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
أَهْلُ الغِنَى و الجُرْدِ و الدِّلاصِ و الجُودِ، وصَّاهمْ بذاكَ الواصي
أَراد: الجُودِ الواصي أَي المُتَّصِل؛ يقول: الجُودُ وصّاهم بأَن يُدِيموه أَي الجُود الواصي وصَّاهم بذلك؛ قال ابن سيدة: و قد يكون الواصي هنا اسم الفاعل من أَوْصى، على حذف الزائد أَو على النسب، فيكون مَرْفوعَ الموضع بأَوْصَى «1» لا مَجرُورَه على أَن يكون نعتاً للجود، كما يكون في القول الأَول. و وَصَيْتُ الشيءَ بكذا و كذا إِذا وصلته به؛ و أَنشد بيت ذي الرمة:
نَصِي الليلَ بالأَيام
و الوَصى و الوَصيُّ جميعاً: جَرائد النخل التي يُحْزَمُ بها، و قيل: هي من الفَسِيل خاصة، و واحدتها وَصاةٌ و وَصِيَّةٌ.
لسان العرب، ج15، ص: 396
و يَوَصَّى: طائر قيل هو الباشَقُ، و قيل: هو الحُرُّ، عراقية ليست من أَبنية العرب.