آیات 1 و 2، سوره معارج : الميزان فى تفسير القرآن
الميزان فى تفسير القرآن، ج20، ص 6
قوله تعالى: «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ» السؤال بمعنى الطلب و الدعاء، و لذا عدي بالباء كما في قوله: «يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ»: الدخان: 55 و قيل: الفعل مضمن معنى الاهتمام و الاعتناء و لذا عدي بالباء، و قيل: الباء زائدة للتأكيد، و مآل الوجوه واحد و هو طلب العذاب من الله كفرا و عتوا.
و قيل: الباء بمعنى عن كما في قوله: «فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً»: الفرقان: 59، و فيه أن كونها في الآية المستشهد بها بمعنى عن ممنوع. على أن سياق الآيات التالية و خاصة قوله:
«فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا» لا يلائم كون السؤال بمعنى الاستفسار و الاستخبار.
فالآية تحكي سؤال العذاب و طلبه عن بعض من كفر طغيانا و كفرا، و قد وصف العذاب المسئول من الأوصاف بما يدل على إجابة الدعاء بنوع من التهكم و التحقير و هو قوله: «واقِعٍ»
الميزان فى تفسير القرآن، ج20، ص 7
و قوله: «لَيْسَ لَهُ دافِعٌ».
و المعنى سأل سائل من الكفار عذابا للكافرين من الله سيصيبهم و يقع عليهم لا محالة و لا دافع له أي أنه واقع عليهم سأل أو لم يسأل ففيه جواب تحقيري و إجابة لمسئوله تهكما.
قوله تعالى: «لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ» للكافرين متعلق بعذاب و صفة له، و كذا قوله: «لَيْسَ لَهُ دافِعٌ» و قد مرت الإشارة إلى معنى الآية.
طباطبايى، سيد محمد حسين، الميزان فى تفسير القرآن، قم، دفتر انتشارات اسلامى جامعهى مدرسين حوزه علميه قم، 1417 ق، چاپ پنجم، ج20، صص 6 - 7