آیه 1و 2 سوره معارج: حاشية الصاوى على تفسير الجلالين
حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج4 ، ص 258
قوله: سَأَلَ بالهمزة و الألف قراءتان سبعيتان، فالهمز هو الأصل من السؤال و هو الدعاء، و أما قراءة الألف فيحتمل أنها بمعنى قراءة الهمزة، غير أنه خففت بقلب الهمزة ألفا، و الألف منقلبة عن واو، كخاف يخاف، و الواو منقلبة عن الهمزة أو من السيلان، فالألف منقلبة عن ياء،
و المعنى سال سائل، أي واد في جهنم، و أما سائل فبالهمز لا غير، لأن العين إذا أعلت في الفعل، تعل في اسم الفاعل أيضا، و قد أعلت بالقلب همزة كقائل و بائع و خائف، و اعلم أن مادة السؤال تتعدى لمفعولين، يجوز الاقتصار على أحدهما، و يجوز تعديته بحرف الجر،
و حينئذ فيكون التقدير هنا: سأل اللّه أو النبي عذابا واقعا. قوله: (دعا داع) أشار بذلك إلى أن سَأَلَ من السؤال و هو الدعاء، و لما ضمن معناه تعدى تعديته، و يصح أن الباء زائدة للتوكيد كقوله تعالى: وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ و يصح أن الباء بمعنى عن.
قوله: واقِعٍ لِلْكافِرينَ أي سيقع، و عبر بذلك اشارة لتحقق وقوعه، إما في الدنيا و هو عذاب يوم بدر، فإن النضر قتل يوم بدر صبرا، و إما في الآخرة و هو عذاب النار.
قوله: لِلْكافِرينَ اللام للتعليل، و التقدير نازل من أجل الكافرين، أو بمعنى على أي واقع؟ على الكافرين.
قوله: لَيْسَ لَهُ دافِعٌ إما نعت آخر لعذاب، أو حال منه، أو مستأنف.
قوله: (هو النضر بن الحرث) هذا قول ابن عباس، و قيل: هو الحرث بن النعمان، و ذلك أنه لما بلغه قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «يا علي من كنت مولاه فعلي مولاه». ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال: يا محمد أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه، فقبلناه منك، و أن نحج فقبلناه منك
نسخه شناسی
درباره مولف
کتاب شناسی
صاوى، احمد بن محمد، حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج4 ، دار الكتب العلمية، بيروت، 1427 ق، چاپ چهارم، ص 258