آیه 1 و 2 سوره معارج : أنوار التنزيل و أسرار التأويل
أنوار التنزيل و أسرار التأويل، ج5، ص 244
[سورة المعارج (70): الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2)
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ أي دعا داع به بمعنى استدعاه و لذلك عدي الفعل بالباء و السائل هو النضر ابن الحرث فإنه قال إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ الآية؛
أو أبو جهل فإنه قال فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ سأله استهزاء أو الرسول عليه الصلاة و السلام استعجل بعذابهم و قرأ نافع و ابن عامر سَأَلَ و هو إما من السؤال على لغة قريش قال:
سالت هذيل رسول اللّه فاحشة | ضلت هذيل بما سالت و لم تصب |
أو من السيلان و يؤيده أنه قرئ «سال سيل» على أن السيل مصدر بمعنى السائل كالغور و المعنى سال واد بعذاب و مضى الفعل لتحقق وقوعه إما في الدنيا و هو قتل بدر أو في الآخرة و هو عذاب النار.
لِلْكافِرينَ صفة أخرى لعذاب أو صلة ل واقِعٍ و إن صح أن السؤال كان عمن يقع به العذاب كان جوابا و الباء على هذا لتضمن سَأَلَ معنى اهتم. لَيْسَ لَهُ دافِعٌ يرده.
بيضاوى، عبد الله بن عمر، أنوار التنزيل و أسرار التأويل، ج 5، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلى، دار احياء التراث العربى، بيروت، 1418 ق، چاپ اول، ص 244