آیه 1 و 2 سوره معارج : تفسير اطفيش

الكتاب: تفسير اطفيش

المؤلف: أطفيش - إباضي

مصدر الكتاب: موقع التفاسير

 

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . سَأَل } جرى { سَائِلٌ } واد سائل { بِعَذَابٍ } كما تقول سال الوادى بالماء ، وذلك استعارة شبه تتابع العذاب بسيلان الماء ، أو كناية عن ثرة الهلاك وذلك عذاب يوم بدر أو عذاب جهنم . وعن زيد بن ثابت سائل واد فى جهنم ، والماضى لتحقق الوقوع وذلك من السيلان كما قرأ بن عباس سال سيل والسيل الماء الجارى ،

ويجوز أن يكون الأَصل سأَل بالهمزة بمعنى دعا فقلبت ألفاً ، أو على لغة من يقول سأَل يسأَل بمعنى دعا بالأَلف فى الماضى والمضارع منقلبة عن ياء مكسورة فى الماضى مفتوحة فى المضارع قلبت ألفاً فيهما ، وقيل عن واو من ذلك قول حسان إِذ سأَلت هذيل رسول الله -صلى الله عليه ولم- أن يبيح لها الزنى :

سأَلت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما قالت ولم تصب

والمشهور فى معنى الدعاء سأَل بالهمزة كما قرأ بها الجمهور ، يقال سأَل بالطعام أى دعا به أن يؤتى به كقوله تعالى { يدعون فيها بفاكهة } وقد قيل أصله التعدى بنفسه كما هو الظاهر ولكن قرن بالباء لتضمن معنى الاهتمام أو مجاز عن المعنى الاهتمام المتسبب للدعاء الملزوم له ، وقد قيل الباء زائدة فى المفعول به ، أى طلب عذاباً يقع ،

وقيل بمعنى عن ، والسائل النضر بن الحارث إِذ قال اللهم إِن كان هذا هو الحق من عندك فأَمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فرماه الله بحجر على دماغه فخرج من دبره فمات ، ولكن الموجود فى السير أنه قال ذلك لعلى فى غدير خم فى أواخر سنى عمره فلا تكون السورة مكية مع أنها مكية إِجماعاً كما قال الطبرى إِلا { والذين فى أموالهم حق معلوم }

وقيل أبو جهل إِذ قالك فأسقط علينا كسفا من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، وقيل نوح إِذ سأَل عذاب قومه ، وقيل هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعجل عذاب قومه ، وتنكير سائل للتعظيم على القولين ، والقول بأَنه واد وللتحقير على ما قيل أنه النضر أو أبو جهل أو الحارث .

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی