آیه 1 و 2 سوره معارج : تفسير القرآن العظيم (ابن کثیر)
تفسير القرآن العظيم، ج8 ، ص 235
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ فيه تضمين دل عليه حرف الباء كأنه مقدر استعجل سائل بعذاب واقع كقوله تعالى: وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ [الحج: 47] أي و عذابه واقع لا محالة. قال النسائي:
حدثنا بشر بن خالد، حدثنا أبو أسامة حدثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى:
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ قال النضر بن الحارث بن كلدة
و قال العوفي عن ابن عباس سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ قال: «ذلك سؤال الكفار عن عذاب اللّه» و هو واقع بهم، و قال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى:
سَأَلَ سائِلٌ دعا داع بعذاب واقع يقع في الآخرة قال و هو قولهم اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ [الأنفال: 32] و قال ابن زيد و غيره سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ أي واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب و هذا القول ضعيف بعيد عن المراد، و الصحيح الأول لدلالة السياق عليه.
و قوله تعالى: واقِعٍ لِلْكافِرينَ أي مرصد معد للكافرين، و قال ابن عباس: واقع جاء لَيْسَ لَهُ دافِعٌ أي لا دافع له إذا أراد اللّه كونه . نام كتاب: تفسير القرآن العظيم.
نويسنده: ابن كثير، اسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، ج8 ، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1419 ق، چاپ اول، ص 235