آیه 1 و 2 سوره معارج : تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة
تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة، ج4 ، ص 202
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ سأل يتعدّى بنفسه و بعن و بالباء الى المفعول الثّانى، و يخفّف الهمزة فيقال: سال يسأل مثل خاف يخاف، و قرئ به أيضا، قيل: نزلت في ابى جهل حين
قال الرّسول (ص) لقريش: انّ اللّه بعثني ان اقتل جميع ملوك الدّنيا و اجرّ الملك إليكم فأجيبونى الى ما أدعوكم اليه تملكوا بها العرب و تدين لكم بها العجم و تكونوا ملوكا في الجنّة ،
فقال ابو جهل: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا الّذى يقول محمّد (ص) هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ حسدا لرسول اللّه (ص)، و قيل: نزلت في الحارث بن عمر الفهري حين قال رسول اللّه (ص) في علىّ (ع) ما قال فقال: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ (الآية) و قد سبق في سورة الأنفال عند قوله:
إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ، بيان لنزول الآية،
و في خبر: لمّا اصطفّت الخيلان يوم بدر رفع ابو جهل يده فقال: اللّهمّ أقطعنا للرّحم و آتانا بما لا نعرفه ففاجئه العذاب، فأنزل اللّه تبارك و تعالى سأل سائل بعذاب واقع لِلْكافِرينَ اللّام للتّبيين أو متعلّق بواقع و اشارة الى انّ الكافر لا حاجة له الى انتظار العذاب بل العذاب واقع له لَيْسَ لَهُ دافِعٌ يدفعه عنهم مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ المعراج و المعرج كمكحل و المعرج بفتح الميم و الرّاء السّلّم،
و اللّه بإضافته الاشراقيّة الّتى هي فعله و غير خالية منه معراج لعباده السّالكين، و له معارج بعدد نفوس السّالكين بل بعدد نفوس الخلق أجمعين، و له أيضا معارج بعدد أنواع الموجودات فهو بوجه معارج، و بوجه ذو معارج،
گنابادى سلطان محمد، تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة ج4، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1408 ق، چاپ دوم، ص 202