آیه 1 و 2 سوره معارج : زاد المسير فى علم التفسير

زاد المسير فى علم التفسير ، ج‏4 ، ص 335   

قوله عزّ و جلّ: سَأَلَ سائِلٌ‏، قال المفسّرون:
(1486) نزلت في النّضر بن الحارث حين قال: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ «1»، و هذا مذهب الجمهور، منهم ابن عباس، و مجاهد. و قال الرّبيع بن أنس: هو أبو جهل. قرأ أبو جعفر، و نافع، و ابن عامر: «سال» بغير همز. و الباقون: بالهمز. فمن قرأ:

«سأل» بالهمز ففيه ثلاثة أقوال: أحدها: دعا داع على نفسه بعذاب واقع. و الثاني: سأل سائل عن عذاب واقع لمن هو؟ و على من ينزل؟ و متى يكون؟ و ذلك على سبيل الاستهزاء، فتكون الباء بمعنى «عن»، و أنشدوا:
فإن تسألوني بالنّساء فإنّني‏  خبير بأدواء النّساء طبيب‏ «2»
 

(1486) حسن. أخرجه النسائي في «التفسير» 640 عن ابن عباس و إسناده على شرط البخاري، فيه المنهال صدوق ربما و هم و قد أخرجه له البخاري. و أخرجه الحاكم 2/ 502 عن الأعمش عن سعيد بن جبير قوله، و قال: صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، و رمز له الذهبي في «التلخيص» أنه على شرط البخاري و زاد السيوطي نسبته في «الدر» 6/ 415 للفريابي و عبد بن حميد و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس. و تقدم في الأنفال.
______________________________
(1) الأنفال: 32.
(2) البيت لعلقمة بن عبدة، و هو في ديوانه 11 و «أدب الكاتب» 505.

زاد المسير فى علم التفسير، ج‏4، ص 336

و الثالث: سأل سائل عذابا واقعا، و الباء زائدة.
و من قرأ بلا همز ففيه قولان: أحدهما: أنه من السّؤال أيضا، و إنما ليّن الهمزة، يقال: سأل، و سال، و أنشد الفرّاء:

تعالوا فسألوا يعلم النّاس أيّنا لصاحبه في أوّل الدّهر نافع‏

و الثاني: المعنى: سال واد في جهنّم بالعذاب للكافرين، و هذا قول زيد بن ثابت، و زيد بن أسلم، و ابنه عبد الرّحمن. و كان ابن عباس في آخرين يقرءون «سال سيل» بفتح السين، و سكون الياء من غير ألف و لا همز. و إذا قلنا: إنه من السؤال، فقوله عزّ و جلّ: «للكافرين» جواب للسؤال، كأنه لمّا سأل: لمن هذا العذاب؟ قيل:

للكافرين. و الواقع: الكائن. و المعنى: أنّ العذاب الذي سأله هذا الكافر كائن لا محالة في الآخرة لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ‏ قال الزّجّاج: المعنى: ذلك العذاب واقع من اللّه للكافرين.

نسخه شناسی 

درباره مولف 

کتاب شناسی 

منابع: 

ابن جوزى، عبدالرحمن بن على‏ ، زاد المسير فى علم التفسير، ج‏4، تحقيق: عبدالرزاق المهدي، دار الكتاب العربي‏، بيروت‏، 1422 ق‏، چاپ اول‏، صص 335 - 336