آیه 1 و 2 سوره معارج : مجمع البيان فى تفسير القرآن

مجمع البيان فى تفسير القرآن،  ج‏10 ، ص  529

المعنى‏
«سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ» قيل إن هذا السائل هو الذي قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية و هو النضر بن الحارث بن كلدة فيكون المعنى دعا داع على نفسه بعذاب واقع مستعجلا له و هو واقع بهم لا محالة عن مجاهد و قيل سأل المشركون فقالوا لمن هذا العذاب الذي تذكر يا محمد فجاء جوابه بأنه‏ «لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ» عن الحسن و قيل معناه دعا داع بعذاب على الكافرين و ذلك الداعي هو النبي ص عن الجبائي

و تكون الباء في بعذاب مزيدة على التوكيد كما في قوله‏ وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ و التقدير سأل سائل عذابا واقعا و قيل هي بمعنى عن و عليه تأويل قول الحسن

لأنهم سألوا عن العذاب لمن هو و قيل الباء للتعدي أي بإنزال عذاب و عليه تأويل قول مجاهد و قيل إن معنى سأل سائل على قراءة من قرأ بالألف من سال يسيل سيلا و التقدير سال سيل سائل بعذاب واقع و قيل سائل اسم واد في جهنم سمي به لأنه يسيل بالعذاب عن ابن زيد و
أخبرنا السيد أبو الحمد

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏10، ص 530

قال حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال حدثنا أبو عبد الله الشيرازي قال حدثنا أبو بكر الجرجاني قال حدثنا أبو أحمد البصري قال حدثنا محمد بن سهل قال حدثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصار قال حدثنا محمد بن أيوب الواسطي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه ع قال‏ لما نصب رسول الله ص عليا (ع) يوم غدير خم و قال من كنت مولاه فعلي مولاه طار ذلك في البلاد فقدم على النبي ص النعمان بن الحرث الفهري فقال أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و أمرتنا بالجهاد و الحج و الصوم و الصلاة و الزكاة فقبلناها

ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شي‏ء منك أو أمر من عند الله فقال و الله الذي لا إله إلا هو أن هذا من الله فولى النعمان بن الحرث و هو يقول اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه الله بحجر على رأسه فقتله و أنزل الله تعالى‏ «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ»

مجمع البيان فى تفسير القرآن،  ج‏10، ص  530   

و قوله‏ «لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ» أي ليس لعذاب الله دافع من الله و قيل معناه بعذاب للكافرين واقع من الله أي وقوعه من الله و ذي المعارج صفة الله سبحانه و قيل فيه وجوه (أحدها) أن معناه ذي الفواضل العالية و الدرجات التي يعطيها للأنبياء و الأولياء في الجنة لأنه يعطيهم المنازل الرفيعة و الدرجات العلية و هو معنى قول قتادة و الجبائي (و ثانيها)

نسخه شناسی 

درباره مولف

کتاب شناسی 

منابع: 

طبرسى، فضل بن حسن‏، مجمع البيان فى تفسير القرآن‏، ج 10، تحقيق: محمد جواد بلاغى‏، انتشارات ناصر خسرو، تهران‏، 1372 ش‏، چاپ سوم‏، صص 529- 530