آیه 1 و 2 سوره معارج : مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد، ج‏2، ص 561

سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ‏ أي طلب طالب عذابا هو واقع بالكافرين في الدنيا و الآخرة ليس لذلك العذاب من يدفعه عنهم من جهة اللّه تعالى، لأنه إذا أوجبت الحكمة وقوعه امتنع أن لا يفعله اللّه.

قال ابن عباس: هو النضر بن الحارث حيث قال إنكارا و استهزاء: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فقتل يوم بدر صبرا هو و عقبة ابن أبي معيط. و قال الربيع: هو أبو جهل حيث قال: أسقط علينا كسفا من السماء.

و قيل: و هو الحارث بن النعمان الفهري و ذلك أنه لما بلغه قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في علي رضي اللّه عنه: «من كنت مولاه فعلي مولاه» «1»، قال: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء، فما لبث حتى رماه اللّه تعالى بحجر، فوقع على دماغه، فخرج من دبره، فمات من ساعته، فنزلت هذه الآية.

و قال الحسن و قتادة: لما بعث اللّه محمدا و خوف المشركين بالعذاب قال المشركون بعضهم لبعض: سلوا محمد لمن هذا العذاب، و بمن يقع؟ فأخبره اللّه عنهم بقوله: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ‏ أي عن عذاب، فعلى هذا فقوله تعالى: سَأَلَ سائِلٌ‏ حكاية لسؤالهم المعتاد على طريقه قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ* [الأعراف: 187] و قوله تعالى: وَ يَقُولُونَ مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ* [يس: 48].

نسخه شناسی

کتاب شناسی

درباره مولف

منابع: 

نووى جاوى محمد بن عمر، مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد، ج‏2، تحقيق: محمد أمين الصناوى‏، دار الكتب العلميه‏، بيروت‏، 1417 ق‏، چاپ اول‏، ص 561