آیه 1 و 2 سوره معارج : مقتنيات الدرر و ملتقطات الثمر

مقتنيات الدرر و ملتقطات الثمر،  ج‏11 ، ص 240

السؤال بمعنى الدعاء و الطلب و اختلف أنّ هذا السائل من هو قيل: القائل هو الّذي قال: «اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك‏ «1»» الآية، هو النضر بن الحارث العبدريّ‏ «2» فالمعنى دعا داع على نفسه بعذاب واقع مستعجلا له و قيل: معنى الآية سأل بعض المشركين من النبيّ فقالوا:

لمن هذا العذاب الّذي تذكر؟ جوابه بأنّه‏ [لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ‏] و قيل: معناه دعا داع بعذاب على الكافرين و ذلك الداعي هو النبيّ فحينئذ الباء زائدة للتأكيد كما في قوله: «و هزّي إليك بجزع النخلة» و قرئ «سال سائل بعذاب واقع» على قراءة الألف من سال يسيل سيلا و التقدير سال سيل سائل بعذاب واقع.

و أخبرنا «3» السيّد أبو الحمد قال: حدّثنا الحاكم أبو القاسم الحسكانيّ قال:
حدّثنا أبو عبد اللّه الشيرازيّ قال، حدّثنا أبو بكر الجرجانيّ قال: حدّثنا أبو أحمد البصريّ قال: حدّثنا محمّد بن سهل قال: حدّثنا زيد بن أبي إسماعيل مولى الأنصار قال: حدّثنا محمّد بن أيّوب الواسطيّ قال حدّثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد الصادق عن آبائه عليه السّلام قال: لمّا نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليّا يوم غدير خمّ و قال: من كنت مولاه فعليّ‏
______________________________
(1) الأنفال: 8.
(2) منسوب الى عبد الدار.
(3) نقله عن مجمع البيان.

مقتنيات الدرر و ملتقطات الثمر، ج‏11، ص 241

مولاه انتشر ذلك في البلاد فقدم على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النعمان بن الحرث الفهريّ فقال: أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه و أمرتنا بالجهاد و الحجّ و الصوم و الصلاة فقبلناها ثمّ لم ترض حتّى نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه فهذا شي‏ء منك أو أمر من عند اللّه؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و اللّه الّذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من اللّه فولّى النعمان بن الحرث و هو يقول: «اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء» فرماه بحجر على رأسه فقتله و أنزل اللّه تعالى «سأل سائل بعذاب واقع ليس له دافع من اللّه» إذا جاء وقته و أوجبت الحكمة وقوعه.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی

منابع: 

حائرى تهرانى مير سيد على‏، مقتنيات الدرر و ملتقطات الثمر، ج11، دار الكتب الاسلاميه، تهران‏، 1377 ش‏، چاپ اول‏، صص 240 - 241