آیه 67، سوره مائده : البرهان فى تفسير القرآن

البرهان فى تفسير القرآن،  ج‏2 ، ص  334   

قوله تعالى:
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ [67]

3214/ «1»- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، و محمد بن الحسين، جميعا، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «فرض الله عز و جل على العباد خمسا، أخذوا أربعا و تركوا واحدة».

قلت: أ تسميهن لي، جعلت فداك؟ فقال: «الصلاة، و كان الناس لا يدرون كيف يصلون‏ «3»، فنزل جبرئيل (عليه السلام) و قال: يا محمد، أخبرهم بمواقيت صلاتهم. ثم نزلت الزكاة، فقال: يا محمد، أخبرهم من زكاتهم، مثل ما أخبرتهم من صلاتهم. ثم نزل الصوم فكان رسول الله (صلى الله عليه و آله) إذا كان يوم عاشوراء بعث إلى من‏ «4» حوله من القرى، فصاموا ذلك اليوم، فنزل [صوم‏] شهر رمضان بين شعبان و شوال. ثم نزل الحج، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: أخبرهم من حجهم مثل ما أخبرتهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم. ثم نزلت الولاية،

و إنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‏ «5» و كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام). فقال عند ذلك رسول الله (صلى الله عليه و آله): إن امتي حديثو عهد بالجاهلية، و متى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل و يقول قائل، فقلت في نفسي، من غير أن ينطق به لساني،
______________________________
(1)- الكافي 1: 229/ 6.
(1) المائدة 5: 65.
(2) الأعراف 7: 181.
(3) في «س» و «ط»: يعملون.
(4) في «س»: ما.
(5) المائدة 5: 3.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص 335

فأتتني عزيمة من الله عز و جل بتلة «1» أوعدني إن لم أبلغ، أن يعذبني فنزلت‏ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ‏ فأخذ رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيد علي (عليه السلام) فقال: يا أيها الناس، إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي، إلا و قد عمره الله تعالى ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن أدعى فأجيب، و أنا مسئول و أنتم مسئولون، فما ذا أنتم قائلون؟

فقالوا: نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك، فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين. فقال: اللهم اشهد. ثلاث مرات. ثم قال: يا معشر المسلمين، هذا وليكم من بعدي، فليبلغ الشاهد منكم الغائب».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «كان- و الله‏ «2»- أمين الله على خلقه غيبه و علمه و دينه‏ «3» الذي ارتضاه لنفسه. ثم إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) حضره الذي حضره، فدعا عليا، فقال: يا علي إني أريد أن أئتمنك على ما ائتمنني الله عليه من غيبه و علمه، و من خلقه، و من دينه الذي ارتضاه لنفسه. فلم يشرك- و الله فيها يا زياد- أحدا من الخلق.

ثم إن عليا (عليه السلام) حضره الذي حضره، فدعا ولده، و كانوا اثني عشرة ذكرا، فقال لهم: يا بني، إن الله عز و جل قد أبى إلا أن يجعل في سنة من يعقوب، و إن يعقوب دعا ولده، و كانوا اثني عشر ذكرا، فأخبرهم بصاحبهم، ألا و إني أخبركم بصاحبكم، ألا إن هذين ابنا رسول الله (صلى الله عليه و آله)- الحسن و الحسين (عليهما السلام)- فاسمعوا لهما، و أطيعوا، و وازروهما، فإني قد ائتمنتهما على ما ائتمنني عليه رسول الله (صلى الله عليه و آله)، مما ائتمنه الله عليه، من خلقه، و من غيبه،

و من دينه الذي ارتضاه لنفسه. فأوجب الله لهما من علي (عليه السلام) ما أوجب لعلي (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فلم يكن لأحد منهما فضل على صاحبه، إلا بكبره. و إن الحسين كان إذا حضر الحسن (عليه السلام) لم ينطق في ذلك المسجد حتى يقوم، ثم إن الحسن (عليه السلام) حضره الذي حضره، فسلم ذلك إلى الحسين، ثم إن حسينا (عليه السلام) حضره الذي حضره، فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) فدفع إليها كتابا ملفوفا، و وصية ظاهرة، و كان علي بن الحسين (عليه السلام) مبطونا لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السلام) ثم صار و الله ذلك الكتاب إلينا».

3215/ «2»- ابن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد البرقي‏ «4»، قال: حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي، قال: حدثنا محمد بن منصور، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن الفيض بن المختار، عن أبيه، عن أبي‏
______________________________
(2)- الأمالي: 399/ 13.
(1) أي جازمة مقطوع بها.
(2) زاد في المصدر: علي (عليه السّلام)
(3) في المصدر: و غيبه و دينه، و في «ط»: و عيبة علمه و دينه.
(4) في «س» و «ط»: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد البرقي، و الصواب ما في المتن، و هو من مشايخ الصدوق، روى عن أبيه، عن جدّه- أي جدّ أبيه- أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد البرقي. راجع معجم الرجال 7: 288، و معجم رجال الحديث 2: 34 و 11: 252.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص 336

جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «خرج رسول الله (صلى الله عليه و آله) ذات يوم و هو راكب، و خرج علي (عليه السلام) و هو يمشي، فقال: يا أبا الحسن، إما أن تركب، و إما أن تنصرف، فإن الله عز و جل أمرني أن تركب إذا ركبت، و تمشي إذا مشيت، و تجلس إذا جلست، إلا أن يكون حد من حدود الله لا بد لك من القيام [و القعود فيه‏]، و ما أكرمني الله بكرامة إلا و قد أكرمك بمثلها، و خصني الله بالنبوة و الرسالة، و جعلك وليي في ذلك، تقوم في حدوده، و في أصعب‏ «1» أموره.

و الذي بعث محمدا بالحق نبيا، ما آمن بي من أنكرك، و لا أقر بي من جحدك، و لا آمن بالله‏ «2» من كفر بك، و إن فضلك لمن فضلي، و إن فضلي‏ «3» لفضل الله، و هو قول الله عز و جل: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏ «4» يعني فضل الله: نبوة نبيكم، و رحمته: ولاية علي بن أبي طالب‏ فَبِذلِكَ‏ قال: بالنبوة و الولاية فَلْيَفْرَحُوا يعني الشيعة هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏ يعني مخالفيهم من الأهل و المال و الولد في دار الدنيا.

و الله- يا علي- ما خلقت إلا ليعبد «5» ربك، و ليعرف بك معالم الدين، و يصلح بك دارس السبيل، و لقد ضل من ضل عنك، و لن يهتدي إلى الله عز و جل من لم يهتد إليك و إلى ولايتك، و هو قول ربي عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏ «6» يعني إلى ولايتك.

و لقد أمرني ربي تبارك و تعالى أن أفترض من حقك ما أفترضه من حقي، و إن حقك لمفروض على من آمن بي‏ «7»، و لولاك لم يعرف حزب الله، و بك يعرف عدو الله، و من لم يلقه بولايتك لم يلقه بشي‏ء، و لقد أنزل الله عز و جل إلي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ يعني في ولايتك يا علي‏ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏ و لو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، و من لقي الله عز و جل بغير ولايتك فقد حبط عمله، وعد ينجز لي. و ما أقول إلا قول ربي تبارك و تعالى، و إن الذي أقول لمن الله عز و جل، أنزله فيك».

3216/ «3»- سعد بن عبد الله: عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏، قال: «هي الولاية».
______________________________
(3)- مختصر بصائر الدرجات: 64.
(1) في المصدر: صعب.
(2) في «س» و «ط»: و لا آمن بي.
(3) زاد في المصدر: لك.
(4) يونس 10: 58.
(5) في «ط»: لتعبد.
(6) طه 20: 82.
(7) (بي) ليس في المصدر.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص 337

3217/ «4»- العياشي: عن أبي صالح، عن ابن عباس، و جابر بن عبد الله، قالا: أمر الله تعالى نبيه محمدا (صلى الله عليه و آله) أن ينصب عليا (عليه السلام) علما للناس ليخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله (صلى الله عليه و آله) أن يقولوا حابى‏ «1» ابن عمه، و أن يطعنوا «2» في ذلك عليه، فأوحى الله إليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏، فقام رسول الله (صلى الله عليه و آله) بولايته يوم غدير خم».

3218/ «5»- عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «لما نزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه و آله) في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ إلى آخر الآية، قال: فمكث النبي (صلى الله عليه و آله) ثلاثا حتى أتى الجحفة، فلم يأخذ بيده فرقا من الناس.

فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له مهيعة «3» نادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فقال النبي (صلى الله عليه و آله): من أولى بكم من أنفسكم؟ قال: فجهروا، فقالوا: الله و رسوله. ثم قال لهم الثانية، فقالوا: الله و رسوله. ثم قال لهم الثالثة، فقالوا: الله و رسوله. فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، فإنه مني و أنا منه، و هو مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي».

3219/ «6»- عن عمر بن يزيد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ابتداء منه: «العجب- يا أبا حفص- لما لقي علي ابن أبي طالب (عليه السلام) أنه كان له عشرة آلاف شاهد، لم يقدر على أخذ حقه، و الرجل يأخذ حقه بشاهدين إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) خرج من المدينة حاجا، و تبعه‏ «4» خمسة آلاف، و رجع من مكة، و قد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة، فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي (عليه السلام)،

و قد كانت نزلت ولايته بمنى، و امتنع رسول الله (صلى الله عليه و آله) من القيام بها لمكان الناس، فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏ مما كرهت بمنى، فأمر رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقمت السمرات، فقال رجل من الناس: أما و الله، ليأتينكم بداهية» فقلت لعمر «5»: من الرجل؟ فقال: الحبشي.
______________________________
(4)- تفسير العيّاشي 1: 331/ 152، شواهد التنزيل 1: 192/ 249.
(5)- تفسير العيّاشي 1: 332/ 153.
(6)- تفسير العيّاشي 1: 332/ 154.
(1) في المصدر: حامى.
(2) في المصدر: تطغوا، و في «ط» نسخة بدل: يطغوا.
(3) مهيعة: هو الاسم القديم للجحفة، فلمّا جاءها السيل فاجتحفها سمّيت الجحفة، و هي تبعد عن غدير خمّ ثلاثة أميال. انظر «معجم ما استعجم 2: 368».
(4) في المصدر: و معه.
(5) أي عمر بن يزيد راوي الحديث.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص 338

3220/ «7»- عن زياد بن المنذر، أبي الجارود، صاحب الزيدية «1»، قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) بالأبطح، و هو يحدث الناس، فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري، فقال: يا بن رسول الله، جعلت فداك، إن الحسن البصري يحدثنا حديثا يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل، و لا يخبرنا من الرجل، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏ تفسيرها: أ تخشى الناس و الله يعصمك من الناس؟

فقال أبو جعفر (عليه السلام): «ما له لا قضى الله دينه- يعني صلاته- أما أن لو شاء أن يخبر به أخبر به، إن جبرئيل (عليه السلام) هبط على رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقال له: إن ربك تبارك و تعالى، يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم. فدله على الصلاة، و احتج بها عليه، فدل رسول الله (صلى الله عليه و آله) أمته عليها، و احتج بها عليهم. ثم أتاه فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك في زكاتهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم، فدله على الزكاة، و احتج بها عليه فدل رسول الله (صلى الله عليه و آله) أمته على الزكاة، و احتج بها عليهم.

ثم أتاه فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك في صيامهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم، شهر رمضان بين شعبان و شوال، يؤتى فيه كذا، و يجتنب فيه كذا. فدله على الصيام، و احتج به عليه، فدل رسول الله (صلى الله عليه و آله) أمته على الصيام و احتج به عليهم. ثم أتاه فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك في حجهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم و صيامهم. فدله على الحج، و احتج به عليه، فدل رسول الله (صلى الله عليه و آله) أمته على الحج، و احتج به عليهم. ثم أتاه فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك من وليهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم و صيامهم و حجهم».

قال: «فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): رب، امتي حديثو عهد بجاهلية. فأنزل الله: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏ تفسيرها: أ تخشى الناس، فالله يعصمك من الناس. فقام رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، و أحب من أحبه، و أبغض من أبغضه».

3221/ «8»- عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «لما أنزل الله على نبيه‏ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ‏ أخذ رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيد علي (عليه السلام) فقال: يا أيها الناس، إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي، إلا و قد عمر، ثم دعاه [الله‏] فأجابه، و أوشك أن ادعى فأجيب، و أنا مسئول و أنتم مسئولون، فما أنتم قائلون؟

قالوا: نشهد أنك قد بلغت، و نصحت، و أديت ما عليك، فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين.
فقال: اللهم اشهد. ثم قال: يا معشر المسلمين، ليبلغ الشاهد الغائب، أوصي من آمن بي و صدقني بولاية
______________________________
(7)- تفسير العيّاشي 1: 333/ 154، شواهد التنزيل 1: 191/ 248.
(8)- تفسير العيّاشي 1: 334/ 155.
(1) في المصدر: أبي الجارود صاحب الدمدمة الجارودية، لعلها تصحيف: الزيدية الجارودية.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص 339

علي، ألا إن ولاية علي ولايتي [و ولايتي ولاية ربي‏]، عهدا عهده إلي ربي، و أمرني أن أبلغكموه. ثم قال: هل سمعتم؟ ثلاث مرات يقولها، فقال قائل: قد سمعنا، يا رسول الله».

3222/ «9»- ابن شهر آشوب، عن تفسير الثعلبي، قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي. هكذا أنزلت، فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي (صلى الله عليه و آله) بيد علي (عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه».

3223/ «10»- و عنه، بإسناده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس‏، في هذه الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أمر الله النبي (صلى الله عليه و آله) أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيد علي (عليه السلام) فقال:
«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه».

3224/ «11»- ثم قال: تفسير ابن جريج، و عطاء، و الثوري، و الثعلبي، أنها نزلت في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام).

3225/ «12»- إبراهيم الثقفي، بإسناده عن الخدري، و بريدة الأسلمي، و محمد بن علي‏، «أنها نزلت يوم الغدير في علي (عليه السلام)».

3226/ «13»- و من (تفسير الثعلبي) في معنى الآية، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) محمد بن علي‏ «1»: «معناه بلغ ما انزل إليك من ربك في فضل علي (عليه السلام)».
و قد تقدمت روايات في ذلك في قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ «2» الآية، و في قوله تعالى:
إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏ «3»
و الروايات في معنى الآية في ذلك لا تحصى من طرق الخاصة و العامة.

3227/ «14»- علي بن عيسى في (كشف الغمة): عن زر «4» بن عبد الله، قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله (صلى الله عليه و آله) يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ أن عليا مولى المؤمنين‏ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏.
______________________________
(9)- لم يرد هذا الحديث في المناقب، و رواه عن الثعلبي ابن البطريق في العمدة: 99/ 132 و خصائص الوحي المبين: 54/ 22.
(10)- المناقب 3: 21، و العمدة: 100/ 134 عن الثعلبي.
(11)- المناقب 3: 21، النور المشتعل: 86/ 16، شواهد التنزيل 1: 188/ 244، خصائص الوحي المبين: 53/ 21، الفصول المهمّة لابن صباغ: 42.
(12)- المناقب 3: 21.
(13)- المناقب 3: 21، العمدة 99/ 132 عن الثعلبي.
(14)- كشف الغمة 1: 319.
(1) في المصدر: قال: جعفر بن محمّد.
(2) تقدّم في تفسير الآية (3) من سورة المائدة.
(3) تقدّم في تفسير الآية (55) من سورة المائدة.
(4) في «س» و «ط»: رزين، تصحيف، راجع اسد الغابة 2: 200، الإصابة 1: 549.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی
 

منابع: 

بحرانى، هاشم بن سليمان‏، البرهان فى تفسير القرآن‏، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية موسسة البعثة- قم‏، تهران‏، بنياد بعثت‏، 1416 ق‏، چاپ اول‏، ج 2، صص 334 - 339