آیه 67، سوره مائده: التفسير الموضوعى للقرآن الكريم

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 77

طليعة الدولة الاسلامية هامة الخلافة الاسلامية و تبليغها آية التبليغ و حديث الغدير:
«يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» «1»:

آية التبليغ هذه هي من معتركات الآراء بين الفريقين المسلمَين، هل هي تبليغ ما أنزل إلى الرسول صلى الله عليه و آله ككل؟ أم كبعض مما أنزل إليه ونحن لا نعرفه؟ أم هي تحمل أمر التبليغ لولاية الأمر بعد الرسول صلى الله عليه و آله‏ «2».

وهذه الآية نفسها، ودون النظر إلى ملابسات نزولها- العدة- تدلنا إلى المعنيِّ منها صارحة صارخة، حين تكون النظرة مجردة عن ملابسات متعوَّدة وقضايا مذهبية وزوايا العصبية، فكما اللَّه مستقل بذاته في ألوهيته، كذلك كتابه مستقل في دلالته في دعوته.

فترى ماذا يُعنى هنا من‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» وهي من أخريات ما نزلت في المائدة وقد نفض الرسول صلى الله عليه و آله يديه عن تبليغ الرسالة الإسلامية بكل أصولها وفروعها، فلم يبق إلَّا أن يرتحل إلى جوار رحمة ربه، نافضاً يديه عن كل ما كان عليه؟ اللهم إلَّا ...

عناية كل‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» برمُتها تحوِّل الآية إلى تهديد السلب بالسلب: «وإن لم تبلغ ما أنزل إليك فما بلغت ما أنزل إليك» توضيح فضيح للواضح وضْحَ النهار، أن كل تارك لشي‏ء تارك له! ذلك، ولم يسبق لذلك التعبير من نظير لهذا البشير النذير.

ثم وتراه أمر بتبليغ كل ما أنزل إليه دفعة واحدة؟ ولم ينزل إليه دفعة واحدة حتى يبلغها دفعة واحدة! كيف وقد نزل ما نزل إليه نجوماً تدريجية: «وَ قُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى‏
______________________________
(1). سورة المائدة، الآية: 67
(2). ذكر الفخر الرازي وجوهاً عشرة عاشرها الذي لم يرض بها تماماً هو انها نزلت بحق الامام علي عليه السلام رغم أن الوجوه التسعة قبلها لا تناسب دلالة الكتاب والسنة، بل هي وجوه مخترعة لتسد عن الوجه الوجيه لمَنزِل الآية

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 78

النَّاسِ عَلى‏ مُكْثٍ وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا» «1»- «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا» «2».

ومن ثم فما هو الحكم النازل عليه منذ بزوغ رسالته حتى الآن لم يبلغه؟ والأحكام القرآنية معروفة، كلما نزلت آية أو آيات كان يقرءها مباشرة ودون مُكث، فلم يكن مُكثة إلَّا حسب مكث نزولها ليس إلَّا وكما أمر دون أي تباطُى‏ءٍ.

إذاً فهو بعض ما أنزل إليه، فما هو ذلك البعض الذي لو لم يبلغه لم يبلغ شيئاً من رسالته؟ فإن‏ «رِسالَتَهُ» تعني كلها دون البعض منها وإلَّا لكانت العبارة «لم تبلغ ما أنزل إليك» أو «لم تبلغه» والنص‏ «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» ككلٍّ، فقد كانت رسالته هذه مربوطة النياط بتبليغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» وهو النازل الخاص إليه الذي يضمن في حضنه كل النازل عليه من رسالة اللَّه من حيث المحتد والمنزلة.
فما هو «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» الذي‏ «إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» وهو تعبير منقطع النظير في سائر القرآن

يحمل حكماً منقطع النظير يبلغه ذلك البشير النذير تحقيقاً لبلاغ رسالة اللَّه هذه الخالدة إلى يوم الدين؟.
ومن سمات‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» هنا المسماة تلويحاً فوق كل تصريح أنه‏ «مِنْ رَبِّكَ» دون «الله» أو «رب العالمين» مما يلمح صارحاً صارخاً أن‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» يجمع في حِضنه كل‏الربوبية الربانية الخاصة بهذه الرسالة السامية! فهو في وحدته يحمل كل رسالات اللَّه! ف «إِنْ لَمْ تَفْعَلْ» تبليغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» وأنت في حالة الإرتحال إلى ربك بين آونة وأخرى‏ «فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» المتمثلة فيما ربّاك به ربك رسولية ورسالية.

ذلك، لأن‏ «مِنْ رَبِّكَ» تجمع تلك التربية الرسولية والرسالية القمة المنقطعة النظير عن كل بشير ونذير، وهي الشرعة الخالدة القرآنية بمن ينذر بها ويبشر إلى يوم الدين كما
______________________________
(1)). 17: 106
(2). 25: 32

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 79

«فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ».
أتراها بعدُ أنها التوحيد؟ وقد بزغت به الرسالة وحتى النفس الأخير، أم هو من سائر الأصول الاسلامية؟ فكذلك الأمر! فضلًا عن فرع من الفروع أم وسائر الفروع! إضافة إلى أن الفروع غير مترابطة لحد لا يصح بعض دون أخرى وهكذا الأصول.

هنا نتأكد أن‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» ليس لا من هذه الأصول ولا من هذه الفروع، حيث الرسول صلى الله عليه و آله عاش حياته الرسالية بلاغاً لها كلها فورَ نزول كلٍّ منها دونما أي إبطاء، ثم‏ «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» حيث نجدها هنا ولمرة يتيمة في القرآن كله، هذه لا تناسب أهم الأصول وهو التوحيد وقد أعلنه منذ البداية حتى النهاية إعلاناً وإعلاماً دائماً دونما تخوُّف من جوِّ الإشراك، ولا الرسالة الجديدة الجادَّة التي كانت تحاربها الشرعة الكتابية مع سائر الطوائف ملحدين ومشركين، فضلًا عن الفروع الأحكامية المخاطَب بها المؤمنون بهذه الرسالة!.

وهذه عساكر من البراهين المجنَّدة لتبيين أن‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» لا تعني الوجوه غير الوجيهة المسرودة في بعض الكتابات التفسيرية المشككة، إنما هي نفس الرسالة المحمدية باستمراريتها إلى يوم الدين، فهي هي الخلافة العاصمة لها المعصومة كنفس الرسالة، لأنها استمرارية صالحة لهذه الرسالة السامية، فمهما صرح القرآن بخلوده- في آيات عدة- كقانون، كان مكان التصريح بالقيادة المعصومة الحاكمة بالقرآن خالياً.

وترى‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» هو النازل عليه بلغة القرآن أم بلغة السنة؟ علَّه بلغة القرآن وعلى ضوءه السنة في آيات الولاية الرسالية «1» ورواياتها، حيث الأهمية الكبرى‏
______________________________
(1)). وتلكم الآيات امثال آية: 5- التطهير 2- والمباهلة و 3- آية الولاية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ» وآية: 4- الطاعة: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» وآيات 5- المودة في القربى وآية: 6- ميراث الكتاب‏ «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ» مكية 7- وأولوا الأرحام، وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل، 8- وآية «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي ...» 9- ويوم يعض الظالم 10- واني جاعلك للناس إماماً 11- ويتلوه شاهد منه 12- ومن عنده علم الكتاب و 13- آية النصب‏ «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» وهي بين مكيات ومدنيات تدل بمختلف الدلالات على خلافة العصمة بعد الرسول صلى الله عليه و آله ومن الأحاديث حديث الثقلين والوزارة والباب والأخوة.
والمصرحة من هذه الآيات هي آية الولاية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ...» النازلة هي نفس المائدة وآية الطاعة وآية الميراث وآية النصب، ثم من بينها آية الولاية تبييناً لمعناها انها الأولوية وكما يظهر من «أ لست أولى بكم من أنفسكم ...».
فآية التبليغ تحمل واجب البلاغ العام الجماهيري ببيان واضح ناصح عن هذه الخلافة المعصومة حيث الأفضلية الروحية قد لا تكفي سداً لثغر الإغتصاب فقد يقال إن القيادة الزمنية أمر غير القيادة الروحية وهما وإن إجتمعا في شخص الرسول صلى الله عليه و آله ولكنهما بعده قد يقتسمان، ولكن الولاية بمعنى الأولوية الطليقة الشرعية الشاملة للقيادة الزمنية والروحية تكفي بياناً عن هذه المهمة الكبرى، فآية ميراث الكتاب والعض وذا القربى مكيات وبقية الثلاث عشر مدنيات‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 80

لمادة ذلك البلاغ تقتضي أن تذكر في القرآن والسنة بصيغ مختلفة، ولكنها لمَّا تبلَّغ بصورة رسمية واضحة لا تقبل التأويل، فللجمع بين نصوص الولاية بتفسير بليغ في ذلك الحشد العام الهائم أهميته المنقطعة النظير لهذا البشر النذير.

ولذلك نرى في خطبة البلاغ تركيزاً بارزاً على هذه الآيات وتلكم الروايات، تبليغاً بليغاً فائق التصور، بالغ التصديق الحقيق، وأهم الآيات في مادة البلاغ هي آية النصب في الانشراح وآية الولاية في نفس المائدة، فان سائر الآيات إنما تثبت الأفضلية الروحية، وقد يذب عنها بأن القيادة الزمنية قد تنفصل عن الروحية، وبلاغ آية الولاية تبيين لمعناها الأولوية كما الرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم‏ «1».

إذاً ف «بَلِّغْ» أمر ببلاغ ما أنزل عليه في العهدين: المكي والمدني كتاباً وسنّة، فمن المكي‏
______________________________
(1). وهذا أهم الوجوه التي اعتمد عليها الرازي في تفسيره بين الوجوه العشرة، حيث رفض وجه ولاية الأمر واختار البقية وركز على مخافة أهل الكتاب لاحتفاف الآية بآيتي التنديد بهم قائلًا: واعلم أن هذه الروايات- التي تعني نزول الآية بشأن الغدير- وإن كثرت إلَّا أن الأولى حملها على أنه تعالى آمنه من مكر اليهود والنصارى!.
وبقة الوجوه كالتالية: 1- انها نزلت في قصة الرجم والقصاص! وهل كان يخاف اليهود وهم كانوا تحت ذمته؟ 2- نزلت في عيب اليهود واستهزاءهم بالدين والنبي سكت عنهم فنزلت! ومتى كان يسكت عن ذلك ولم يكن يسكت عن هزء المشركين في العهد المكي؟ 3- لما نزلت آية التخيير «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ» فلم يعرضها عليهن خوفاً من اختيارهن الدنيا فنزلت! ولا خوف عن قراءة آية التخيير إذ لم تكن مهمته المقام معهن وهن يردن الحياة الدنيا! 4- انها نزلت في امر زيد وزينب؟ ولم يكتم الرسول صلى الله عليه و آله كتم شيئاً من الوحي فقد اعظم الفرية على اللَّه واللَّه تعالى يقول: «بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» ولو كتم رسول اللَّه شيئاً من الوحي لكتم قوله‏ «وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ». 5- انها نزلت في الجهاد فان المنافقين كانوا يكرهونه فكان يمسك احياناً عن حثهم على الجهاد! وكيف هابهم ولم يكن يهاب المشركين الرسميين أن بقاتلهم؟ 6- لما نزل قوله تعالى: «وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ» سكت الرسول صلى الله عليه و آله عن عيب آلهتهم فنزلت هذه الآية! وهل نزلت بسبهم وعصمه عن ان يسبوا اللَّه عدواً بغير علم؟ 7- نزلت في حقوق المسلمين وذلك لأنه قال في حجة الوداع لما بين الشرايع والمناسك هل بلغت؟ قالوا: نعم قال صلى الله عليه و آله اللهم اشهد! وهلا بيَّن الشرائع حتى بينها في حجة الوداع وما هي الشرائع التي لما يبنيها؟ 8- روى انه صلى الله عليه و آله نزلت تحت شجرة في بعض اسفاره وعلق سيفه عليها فأتاه اعرابي وهو نائم فأخذ سيفه واخترطه وقال يا محمد من يمنعك مني؟ فقال: اللَّه فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف من يده وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه؟ وترى ما هو الذي أنزل اليه ولم يبلغها حتى حصل ما حصل وهكذا يضطرب مثل الرازي كالأرشية في الطوى البعيدة ويرجح ما لا يناسب تخوفه عن بلاغ ما انزل إليه، فان هذه الأمور هي كلها ادنى تخوفاً بكثير من اصل الدعوة التوحيدية في جموع المشركين وهذا القوم اللد!

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 81

«فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَ إِلى‏ رَبِّكَ فَارْغَبْ» ومن المدني آية الولاية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ...» وكما نسمع الرسول صلى الله عليه و آله في تبليغه الهام يوم الغدير يجمع بين هامتها ما نزل عليه في العهدين، شارحاً لها كما يجب بشأن الأولوية الزمنية والروحية لأئمة أهل البيت عليهم السلام.

فليس ذلك لأن آيات الولاية ورواياتها لم تكن لتدل على هذه الهامة الرسالية، فقد دلت واضحة وَضْحَ النهار! ولكن‏ «بَلِّغْ» تعني بُعدي الإيضاح البارع الذي لا يقبل أي تأويل، والإفصاح على رؤوس الأشهاد في حشد عامٍّ هامٍّ تمد إليه الأعناق، ويعرف هامة بلاغه خاص وعام، ولا يقدر على إخفاءه أصلًا ودلالة أي مسلم، خلافَ النصوص الخاصة من السنة التي قد تخفي، أم آيات قد تؤول، اللهم إلَّا آية الولاية في نفس السورة، وقد أمر بتبليغها تفسيراً لها يوم الغدير.

لذلك نراه صميماً على كتابة الوصية بذلك البلاغ حتى يتم اللفظ إلى الكَتْب، ولكنه حصل ما حصل!.
فلقد حصحص الحق المعنيُّ من‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» أنها البلاغ الذي لولاه فكأنما لم يكن الرسول مبلغاً لرسالة اللَّه، فسواء ألم يبلغ رسالة اللَّه بأسرها أم بلغها ولم يبلغ إستمراريتها فيمن يمثلها رسولًا ورسالة.
فكما أن القانون الصالح دون من يطبِّقه صالحاً هو غير صالح، والقانون غير الصالح مع يطبقه من الصالحين غير صالح، فلا بدَّ لإصلاح المجتمع من صالح القانون وصالح من يطبقه ويحكم به.
كذلك القرآن حيث يحمل الشرعة الأخيرة الخالدة لا يصلح شرعة أبدية لولا الرسول صلى الله عليه و آله ومن يحذو محذاه وينحو منحاه بعده دعوةً به وتطبيقاً له.

فدور الرسول صلى الله عليه و آله زمن حياته هو دور الوحي قرآنياً وبسنته كأصل وضابطة، وأما التفسير الصالح المعصوم لذلك القانون المعصوم، بياناً لكل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة، فو بحاجة إلى دور الخلافة المعصومة طوال قرونها الظاهرة حتى تنضم كامل التبصرة إلى كمال القانون، ومن ثم- في زمن الغيبة- فالنواب العامون من الرعيل الأعلى‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 82

من ربانيِّ الأمة في شوراآتهم الصالحة، هم مُدَراء الشرعة الذين يحق لهم أن يحكموا بالكتاب والسنة، ثم وفي دولة صاحب الأمر عجّل اللَّه تعالى فرجه يرجع دور الحكم إلى مدار العصمة كما كانت زمن الرسول صلى الله عليه و آله والأحد عشر الأئمة قبله عليهم السلام.

وهذه الأدوار المتتالية التي رسمها يوم الغدير ببلاغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» هي التي تكمِّل الدين وتتم النعمة حيث‏ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» وهي التي تؤِيس الذين كفروا من نقض أو انتقاص ذلك الدين المتين.

فلا يعني يوم الغدير- فقط- يو تأمير الأمير عليه السلام فإنما هو كنقطة بداية وانطلاق لتثبيت الإستمرارية الرسولية والرسالية فيمن يحملها وما يحملها من القرآن المعصوم والقوَّاد المعصومين عليهم السلام.
فحقاً يقال دونما مجازفة أو مبالغة «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» فحق الرسالة وحاقُّها كما استمراريتها بمن يمثِّل الرسول المعصوم صلى الله عليه و آله دعوةً بالكتاب المعصوم.

وهنا يحق القول‏ «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».

ذلك، وكلما كان الدين والقوانين أتم وأبقى، كانت الخلافة المعصومة للحفاظ عليه أوجب وأحرى، فكيف يُظن برسولنا الأعظم صلى الله عليه و آله أن يُهمل الأمة بعده بلا راعٍ يرعاها حق رعايتها رسولياً ورسالياً.
فلقد كان صلى الله عليه و آله إذا يخرج في غزوة أو غيرها يخلِّف مكانه وبمكانته رجلًا يدير رحى المجتمع الإسلامي حتى يرجع، كما خلف علياً عليه السلام قائلًا: «إن المدينة لا تصلح إلَّا بي أو بك».
فمن كان هذا دينه وهاتيك قوانينه وسيرته في حياته الرسولية المحدودة فما تظن به يفعل في حياته الرسالية بعده وإلى يوم القيامة؟ فهل تظنه يُهمل الأمة حيارى بعد إرتحاله تعصف بهم عواصف الضلالة دون ممثل له يمثله في قيادتهم الروحية والزمنية، مع أن‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 83

الضرورة إلى ذلك أشد والحاجة إليه آكد!.

ذلك، وترى العصمة المضمونة للرسول صلى الله عليه و آله حتى يبلغ ما أنزل إليه هي العصمة عن بأس المشركين وقد فتحت عاصمة التوحيد من ذي قبل واستسلمت جموع الإشراك أمامه طوعاً أو كرهاً؟!.
أو ترى أن ضمان العصمة هو- فقط- عن بأس أهل الكتاب؟ وقد أسست دولة الاسلام في المدينة والرسول صلى الله عليه و آله يعيش قمة قوتها وشوكتها وهو في أخريات أيام حياته الرسولية؟!.

وما احتفاف الآية بعصمتها بآيتي التنديد بأهل الكتاب- ولا سيما في ترتيب التأليف الذي قد يختلف عن ترتيب التنزيل- ليس إحتفاقها هكذا مما يبرهن على أنه كان يخاف منهم في ذلك البلاغ، فإن دل ذلك على شي‏ء فإنما هو إنباءهم أن هذه الرسالة خالدة بكتابها ومن يبشر بها من القمة العليا العاصمة المعصومة ف «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».

فمهما لم يكن ترتيب التنزيل قاصداً أحياناً حيث ينزل حسب الحاجات والطلبات غير المترابطة أحياناً، فترتيب التأليف قاصدٌ دون ريب، وعلينا التدبر للحصول على تلك القصود الربانية في ترتيب التأليف، وهو هنا كما بينا من بين الرباط بينها وبين الآيتين، وما أبلغه رباطاً وأفصحه ترتيباً.
ذلك، وكيف يَخاف أهلَ الكتاب في أخريات أيامه وهو في قمة القوة والشوكة التي كان يهابها الملوك والرؤساء، ولم يكن يخاف المشركين الذين هم ألدّ منهم وأخطر منذ بزوغ رسالته.
وما ذلك الإحتفاف الخاص بآيتي أهل الكتاب إلَّا لأنهم هم الذين كانوا يأملون ختام هذه الرسالة بختام حياة الرسول صلى الله عليه و آله ويعملون لإنهاءها بحِيل كتابية أكثر مما يحتاله المشركون.

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 84

ذلك، فالعصمة الموعودة هنا ليست إلَّا عن هؤلاء الناس الناقمين من ولي الأمر بعده صلى الله عليه و آله مهما شملت عصمته عن كل المخاوف بصورة طليقة ما كانت من ذي قبل كما ورد في أسباب النزول.
إذاً فماذا تراه كان يخافه الرسول صلى الله عليه و آله إن بلغ هاتيك الرسالة ببلاغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» إلَّا الخلافة المرموقة الممدودة، إليها أعناق جموع نعرفهم.

فليس الناس في‏ «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» إلَّا هؤلاء النسناس الناقمين ممن تحق له ولاية الأمر والإمرة بعد الرسول صلى الله عليه و آله حيث كان يخاف تهريجهم على أصل الرسالة تكذيباً له صلى الله عليه و آله وهو بين ظهرانيهم، ولا يعني الكفر هنا إلَّا الكفر بذلك البلاغ الرسالي الخاص.

أجل، إن الرسول صلى الله عليه و آله ما كان يخاف أن يُقتل في يوم من أيام رسالته، ولا في العهد المكي الهرِج المرِج الحرِج، فهل كان يخاف في قمة القوة والسيادة أواخر العهد المدني!.

ف «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَ يَخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً» «1» تسلب كل مخافة في الدعوة الرسالية عن كل الرسل، فضلًا عن سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل الخلق اجمعين، وفي قمة الشوكة والسلطة الروحية والزمنية!.

وحتى إن كان يخشى الناس أحياناً لم يكن يخشاهم على حياته، بل كان يخشاهم على رسالته أن تهتك أو يفتك بها كما في قصة زواجه بزوجة زيد بعد أن قضى منها وطراً، لأنه خلاف سنة جاهلية عريقة، ولكنه طبَّق أمر اللَّه على خشيته تلك التي هي في الحق خشية على رسالة اللَّه.

وأما هنا فقد استمهل- دون إمهالٍ- أمر ذلك البلاغ نِظَرة أمر جديد جادٍّ أو طمأنةٍ عن بأس الناس حتى نزلت‏ «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فقام يوم الغدير بذلك البلاغ، إنه كان يخاف إن بلغ هاتيك الرسالة الهامة المرموقة الممدودة إليها الأعناق أن يكذبه نفر ممن آمن به جهاراً متهمين إياه إستغلاله في بلاغ الخلافة فتنفصم بها عرى دعوته الرسالية فيكفرون ويكفر معهم آخرون، فيتزلزل أركان رسالته العالمية الخالدة بينما هو يغادرهم‏
______________________________
(1)). 33: 39

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 85

إلى جوار رحمة ربه.
لذلك، ولأن الأمر: «بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» ما كان محدداً بوقت، كان يرى ترجيحاً مؤقتاً لأهم الأمرين أن يبطى‏ءَ تأجيلًا لذلك البلاغ نظِرَة أمر يتلوا لعل اللَّه يحدث بعد ذلك أمراً لا يكون هكذا إمراً، ويبدله من بعد عسره يسراً حتى نزلت آية البلاغ مرة ثالثة بهذه التآكيد القيمة الحادَّة الجادَّة، مُطمئِنة إياه عصمته عن بأس الناس فقد نزلت في الأولى: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» وزيد عليها في الثانية «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» ثم في الثالثة «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» «1».

ذلك، ولقد اصفقت الأمة الاسلامية بأسرها من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن المفسرين وسائر المؤلفين على نزول هذه الآية بشأن بلاغ الأمر لعلي أمير المؤمنين عليه السلام لحد نسمع ابن مسعود «2» ينقل قراءتها بزيادة- أن علياً مولى المؤمنين- مما خيل إلى بعض البسطاء أنها كانت في الآية فأسقطت ولم تسقط إلَّا عقليته الإسلامية!.
______________________________
(1). ابن الفتال الشيرازي في روضة الواعظين عن الامام الباقر في حديث مفصل قال اللَّه لرسوله: فأقم يا محمد صلى الله عليه و آله علياً علماً وخذ عليهم البيعة وجدد عهدي وميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه فإني قابضك إلي فخشي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من قومه وأهل النفاق والشقاق ان يتفرقوا ويرجعوا إلى الجاهلية لما عرف من عداوتهم ولما ينطوي عليه انفسهم لعلي من العداوة والبغضاء وسئل جبرائيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرائيل بالعصمة من الناس من اللَّه عز وجل فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرائيل وأمره ان يعهد عهده ويقيم حجته علياً للناس ولم يأته بالعصمة من اللَّه عزَّ وجلَّ الذي اراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة فأتاه جبرائيل وأمره بالذي أمر به من قبل ولم يأته بالعصمة فقال يا جبرائيل اني لأخشى قومي أن يكذبوني

ولا يقبلوا قولي في علي فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاث أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس فقال يا محمد: ان اللَّه عزَّ وجل يقرئك السلام ويقول لك: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عندما جاءته العصمة- وذكر قصة البلاغ يوم الغدير على تفصيله إلى أن قال صلى الله عليه و آله في خطبة الغدير: معاشر الناس ما قصرت عن تبليغ ما أنزله اللَّه تعالى إلي وأنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية:

ان جبرائيل هبط إليّ مراراً ثلاثة يأمرني عن السلام ربي وهو السلام ان أقوم في هذا المشهد فأعلم كل ابيض واسود ان علي بن ابي طالب اخي ووصيي وخليفتي وهو الامام بعدي الذي مني محل هارون من موسى إلَّا أنه لا نبي بعدي، هو وليكم بعد اللَّه ورسوله- إلى آخر الخطبة الطويلة وقد طالت في الرمضا. زهاء ساعتين في ذلك الملإ العام من المسلمين‏

(2)). الحافظ ابن مردويه ص 108 اخرج باسناده ابن مسعود انه قال: كنا نقراً على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا أيها الرسول بلغ‏ما انزل اليك من ربك- إن علياً مولى المؤمنين- وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللَّه يعصمك من الناس، وقد رواه في الدر المنثور 3: 298 والشوكاني في فتح القدير والأربلي في كشف الغمة عنه عن زر عن ابن مسعود

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 86

ولقد ورد نزولها فيه عليه السلام بشأن قصة الغدير عن ثلاثين مصدراً من اخواننا «1» ورواته من الصحابة مائة وعشرون صحابياً ومن التابعين اربع وثمانون تابعياً وطبقات رواته من أئمة
______________________________
(1)). يذكرها لمغفور له العلامة الاميني في 1: 214- 223 هكذا:
نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة حجة الوداع (10 ه) لما بلغ النبي صلى الله عليه و آله غدير خم فأتاه جبرائيل بها على خمس ساعات مضت من النهار فقال: يا محمد صلى الله عليه و آله إن اللَّه يقرءك السلام ويقول لك: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» في علي‏ «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ..» وكان اوائل القوم- وهم مائة الف أو يزيدون- قريباً من الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان وان يقيم علياً عليه السلام عَلماً للناس ويبلغهم ما انزل اللَّه فيه وأخبره بان اللَّه عزَّ وجل قد عصمه من الناس، وما ذكرناه من المتسالم عليه عند اصحابنا الامامية غير انا نحتجَّ في المقام بأحاديث أهل السنة في ذلك فاليك البيان:

1- الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الولاية عن زيد بن ارقم قال: لما نزل النبي صلى الله عليه و آله بغدير خم في رجوعهعن حجة الوداع وكان في وقت الضحى وحرٍّ شديد أمر بالدوحات فقمَّت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال: إن اللَّه تعالى انزل إلي: «بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» وقد أمرني جبرائيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل ابيض وأسود ان علي بن ابي طالب اخي ووصيي وخليفتي والامام بعدي فسألت جبرائيل ان يستعفي لي ربي لعلمي بقلة المتقين وكثرة المؤذين لي واللائمين لكثرة ملازمتي لعلي وشدة إقبالي عليه حتى سموني أذناً فقال تعالى:

«وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ» ولو شئت ان اسميهم وأدل عليهم لفعلت ولكني بسترهم قد تكرمت فلم يرضى اللَّه إلا بتبليغي فيه فاعلموا معاشر الناس ذلك، فان اللَّه قد نصبه لكم ولياً وإماماً وفرض طاعته على كل احد ماض حكمه جائز قوله،

ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه، اسمعوا واطيعوا فان اللَّه مولاكم وعلي إمامكم، ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة لا حلال إلَّا ما احله اللَّه ورسوله ولا حرام إلَّا ما حرمه اللَّه ورسوله وهم فما من علم إلَّا وقد حصاه اللَّه فيَّ ونقلته إليه فلا تضلوا عنه ولا تستنكفوا منه فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، لن يتوب اللَّه على أحد انكره ولن يغفر له، حتماً على اللَّه ان يفعل ذلك أن يعذبه عذاباً نكراً ابد الآبدين فهو افضل الناس بعدي‏ ما نزل الرزق وبقي الخلق، ملعون من خالفه، قولي عن جبرائيل عن اللَّه فلتنظر نفس ما قدمت لغد.

افهموا محكم القرآن ولا تتبعوا متشابهه، ولن يفسر ذلك لكم إلَّا من أنا آخذ بيده وشائل بعضده، ومعلمكم: ان من كنت مولاه فهذا علي مولاه وموالاته من اللَّه عزَّ وجلَّ انها انزلها علي، ألا وقد اديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد اسمعت،

ألا وقد أوضحت، لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره، ثم رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبي صلى الله عليه و آله وقال: معاشر الناس! هذا أخي ووصي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربي، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه،

اللهم إنك انزلت عند تبيين ذلك في علي: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» بإمامته فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون، ان ابليس أخرج آدم عليه السلام من الجنة مع كونه صفوة اللَّه بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، في علي نزلت سورة «وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ».

معاشر الناس! آمنوا باللَّه ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل ان نطمس وجوهاً فنردها على ادبارهم أو نلعنهم كما لعنّا اصحاب السبت، النور من اللَّه فيَّ ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي عليه السلام معاشر الناس سيكون من بعدي ائمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون، وان اللَّه وأنا بريآن منهم، انهم وانصارهم واتباعهم في الدرك الأسفل من النار وسيجعلونها ملكاً اغتصاباً فعندها يفرغ لكم ايها الثقلان ويرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران- الحديث، ثم نقل قصة الغدير هذه عن بقية الثلاثين مصدراً

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 87

الحديث وحفاظه مأتان وستون نسمة والمؤلفون فيه من الفريقين ستة وعشرون، مما يجعل نزول هذه الآية بشأن غدير الأمير عليه السلام من قمة المتواترات الإسلامية، فلا محيد عن القول به إلَّا لمن يكفر بهذه الآية و «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» ولقد بلغت من عصمته تعالى رسولَه صلى الله عليه و آله من بأس الناس في ذلك البلاغ المبين إلى أن هنّأ الإمام علياً عليه السلام في ولايته الشيخان وهما أرأس الرؤوس في النقمة من إمرته عليه السلام يذكرها إخواننا عن ستين مصدراً ولا ينبيك مثل خبير إذ قالا له: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة «1».

تهنئة الشيخين عليا بامرة المؤمنين:
بخ بخ لك يا علي! اصحبت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة
______________________________
(1) لقد روى حديث التهنئة فيمن رواه الحافظ أبو بكر عبداللَّه بن محمد بن أبي شيبه بإسناده عن البراء بن عازب، والامام احمد في مسنده 4/ 281 عنه والحافظ أبو العباس الشيباني بالاسناد عنه والحافظ أبو يعلى عنه والحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره 3: 428 بالإسناد عن ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي والحافظ احمد بن عقدة في كتاب الولاية بالاسناد عن سعد بن ابي وقاص والحافظ أبو عبداللَّه المرزباني عن ابي سعيد الخدري والدارقطني

وابن بطة عن البراء بن عازب والباقلاني في التمهيد في اصول الدين 171 والخركوشي النيسابوري في شرف المصطفى عنه وابن مردويه في تفسيره عن ابي سعيد الخدري والثعلبي في تفسيره وابن سمان الرازي عن ابن عازب والبيهقي عنه والخطيب البغدادي بسندين صحيحين عن ابي هريرة 232- 233 وابن المغازلي في المناقب والعاصي في زين الفتى والسمعاني في فضائل الصحابة عن ابن عازب والغزالي في سر العالمين 9 والشهرستاني في الملل والنحل والخوارزمي في مناقبه 94 وابن الجوزي عن ابن عازب

وفخر الدين الرازي في تفسيره الكبير وإبن الأثير الشيباني في النهاية 4: 246 والتظنزي في الخصائص العلوية وابن الأثير والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 16 وسبط بن الجوزي وعمر بن محمد الملا في وسيلة المتعبدين والطبري في الرياض النضرة والحمويني في فرائد السمطين و 9 النيسابوري وولي الدين الخطيب في مشكاة المصابيح 557 وابن كثير في البداية والنهاية 5: 209- 210 والمقريزي المصري في الخطط 3: 223

وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة والقاضي نجم الدين الأذرعي في بديع المعاني 75 والميبدي في شرح الديوان والسيوطي في جمع الجوامع والسهمودي في وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى 3: 173 والقسطلاني في المواهب اللدنية 3: 13 في معنى المولى والبخاري وابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة 26 والسيد علي بن شهاب الدين الهمداني في مودة القربى والسيد محمود الشيخاني القادري في الصراط السوي في مناقب آل النبي والمناوي في فيض القدير 6: 218 وباكثير المكي في وسيلة المآل في عد مناقب الآل والزرقاني المالكي في شرح المواهب 7: 13 وحسام الدين بن محمد بايزيد السهارنيوري في مرافض الرافض

والبدخشاني في كتابية مفتاح النجا في مناقب آل العباد ونزل الأبرار بما صح في أهل البيت الأطهار والشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى والعمري الدهلوي والسيد محمد الصنعاني في الروضة الندية شرح التحفة العلوية والكهنوي في مرآت المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين ومحمد محبوب العالم في تفسير شاهي والسيد احمد زيني دحلان في الفتوحات اللاسلامية 3: 306 والشيخ محمد حبيب اللَّه الشنقيطي المدني في حياة علي بن أبي طالب 28 عن ابن عازب‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 88

فما أظلمه من ينكر نزول آية التبليغ بشأن تأمير الأمير عليه السلام يوم الغدير وقد أصفقت الآية نفسها بمتواتر الرواية بشأن نزولها على ذلك، أوليس نكرانه كفراً بكتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟! و «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ».

لقد طالت المحاولات الناقمة من الإمام علي عليه السلام أن تجمد دلالة الآية والولاية المصرح بها في رواية الغدير عن دلالتها الواضحة على الأولوية الطليقة للإمام علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، ولكنها في حقل البرهان جامدة خامدة لا ترجع إلَّا بفضْح محاوليها والمحتالين فيها.

وكيف ينكر أو يتجاهل ما أصفقت الأمة الإسلامية بنقله من المؤرخين‏ «1» والمحدثين‏ «2» والمفرسين‏ «3» والمتكلمين واللغويين.

ذلك ورواة الغدير من الصحابة مائة وعشر «4» و من‏
______________________________
(1) فمن المؤرخين البلاذري في أنساب الأشراف وابن قتيبة في المعارف والامامة والسياسة والطبري في كتاب مفرد وابن زلاق الليثي في تأليفه والخطيب البغدادي في تاريخه وابن عبدالبر في الاستيعاب والشهرستاني في الملل والنحل وابن عساكر في تاريخه وياقوت الحموي في معجم الأدباء 18: 84 وابن الأثير في أسد الغابة وابن ابي الحديد في شرح النهج وابن خلكان في تاريخه واليافعي من مرآت الجنان وابن الشيخ البلوي في ألف باء وابن كثير في البداية والنهاية وابن خلدون في مقدمة تاريخه والذهبي في تذكرة الحفاظ والنويري في نهاية الأرب في فنون الأدب والعسقلاني في الاصابة وتهذيب التهذيب وابن الصباغ في الفصول المهمة والمقريزي في الخطط والسيوطي في جمع من كتبه والقرماني في أخبار الدول ونور الدين الحلبي في السيرة الحلبية وغيرهم‏

(2) ومن المحدثين الكبار الامام الشافعي كما في نهاية ابن الأثير والامام احمد بن حنبل في مسنده ومناقبه وابن ماجه في سننه والترمذي في صحيحه والنسائي في الخصائص وأبو يعلي الموصلي في مسنده والبغوي في السنن والدولابي في الكنى والأسماء والطلحاوي في مشكل الآثار والحاكم في المستدرك وابن المغازلي في المناقب وابن مندة الأصبهاني بعدة طرق في تأليفه والخطيب الخوارزمي في المناقب ومقتل الامام السبط عليه السلام والكنجي في كفاية الطالب ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة وذخائر العقبى والحمويني في فرائد السمطين والهيثمي في مجمع الزوائد والذهبي في التلخيص والجزري في أسنى المطالب والسقطلاني في المواهب اللدنية والمتقي الهندي في كنز العمال والهروي القاري في المرقاة في شرح المشكاة وتاج الدين المناوي في كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق وفيض القدير والشيخاني القادري في الصراط المستقيم في مناقب آل النبي وباكثير المكي في وسيلة المآل في مناقب الإل والزرقاني في شرح المواهب وابن حمزة الدمشقي في كتاب البيان والتعريف وغيرهم‏

(3). ومن أئمة التفسير الطبري والثعلبي والواحدي في أسباب النزول والقرطبي وأبو السعود والفخر الرازي وابن كثير والنيشابوري وجلال الدين السيوطي والخطيب الشربيني والآلوسي وكثير غيرهم‏

(4) وأولئك هم حسب حروف الهجاء: 1- أبو هريرة 2- أ ليلى الأنصاري 3- أبو زينب بن عوف الأنصاري 4- أبو

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 89

التابعين أربعة و ثمانون‏ «5» و من العلماء
______________________________
فضالة الأنصاري 5- أبو قدامة الأنصاري 6- ابو عمرةبن عمرو بن محصن الأنصاري 7- أبو الهيثم بن التيهان 8- أبو رافع القبطي 9- أبو ذويب خويلد بن خالد بن محرث الهذلي 10- أبو بكر بن أبي قحافة 11- أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي 12- أبي بن كعب الأنصاري 13- أسعد بن زرارة الأنصاري 14- أسماء بنت عميس الخثعمية 15- أم سلمة 16- أم هاني بنت ابي طالب 17- أبو حمزة انس بن مالك الأنصاري 18- براء بن عازب الأنصاري الأوسي 19- بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي 20- أبو سعيد ثابت بن وديعة الأنصاري

21- جابر بن سمرة بن جنادة أبو سليمان السوائي 22- جابر بن عبداللَّه الأنصاري 23- جبلة بن عمرو الأنصاري 24- جبير بن مطعم بن عدي القرشي 25- جرير بن عبداللَّه بن جابر البجلي 26- أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري 27- أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن الأنصاري 28- حبة بن جوني أبو قدامة العُرَني 29- حُبش بن جنادة السلولي 30- حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي 31- حذيفة بن أسيد أبو شريحة الغفاري 32- حذيفة بن اليمان 33- حسان بن ثابت 34- الامام الحسن المجتبي عليه السلام 35- الامام الحسين الشهيد عليه السلام

36- أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري 37- أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي 38- خزيمة بن ثابت الأنصاري 39- أبو شريح خويله ابن عمر الخزاعي 40- رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري 41- زبير بن العوام 42- زيد بن أرقم الأنصاري 43- ابو سعيد زيد بن ثابت 44- زيد بن يزيد بن شراحيل الأنصاري 45- زيد بن عبداللَّه الأنصاري 46- أبو اسحاق سعد بن أبي وقاص 47- سعد بن جنادة العوفي 48- سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي 49- أبو سعيد الخدري 50- سعيد بن زيد القرشي 51- سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري

52- أبو عبداللَّه سلمان الفارسي 53- أبو مسلم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي 54- أبو سليمان سمرة بن جندب الفزاري حليف الأنصار 55- سهل بن حنيف الأنصاري 56- أبو العباس سهل بن سعد الأنصاري 57- أبو أمامة الأنصاري 58- ضميرة الأسدي 59- طلحة بن عبيداللَّه التميمي 60- عامر بن عمير النميري 61- عامر بن ليلى بن حمزة 62- عامر بن ليلى الغفاري 63- أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي 64- عائشة بنت أبي بكر

65- عباس بن عبدالمطلب 66- عبدالرحمن بن عبد رب الأنصاري 67- أبو محمد عبدالرحمن بن عوف 68- عبدالحرمن بن يعمر الديلمي 69- عبداللَّه بن ابي عبدالأسد المخزومي 70- عبداللَّه بن بديل بن ورقاء 71 عبداللَّه بن بشير 72- عبداللَّه بن ثاب الأنصاري 73- عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي 74- عبداللَّه بن حنطب القرشي المخزومي 75- عبداللَّه بن ربيعة 76- عبداللَّه بن عباس 77- عبداللَّه بن ابي اوفى علقمة الأسلمي 78- أبو عبداللَّه الرحمن عبداللَّه بن عمر بن الخطاب العدوي 79- عبداللَّه بن مسعود 80- عبداللَّه بن ياميل 81- عثمان بن عفان 82- عبيد بن عازب الأنصاري 83- عدي بن حاتم 84- عطية بن بسر المازني

85- عقبة بن عامر الجهني 86- علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام 87- عمار بن ياسر 88- عمارة الخزرجي الأنصاري 89- عمر بن ابي سلمة بن عبدالأسد 90- عمر بن الخطاب 91- عمران بن حصين الخزاعي 92- عمرو بن الحمق الخزاعي 93- عمرو بن شراحبيل 94- عمرو بن العاص 95- عمرو بن مرة الجهني 96- الصديقة الطاهرة عليها السلام 97- فاطمة بنت حمزة 98- قيس بن ثابت الأنصاري

99- قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري 100- كعب بن عجرة الأنصاري 101- مالك بن الحويرث الليثي 102- المقداد بن عمرو الكندي 103- ناجية بن عمرو الخزاعي 104- أبو برزة فضلة بن عتبة الأسلمي 105- نعمان بن عجلان الأنصاري 106- هاشم المرقال ابن عتبة بن ابي وقاص الزهري 107- أبو وسمة وحشي بن حرب الحبشي الحمصي 108- وهب بن حمزة 109- أبو جحيفة وهب بن عبداللَّه الموائي 110- أبو مُرازم يعلى بن مرة بن وهب الثقفي. فهؤلاء مائة وعشرة من اعاظم الصحابة الذين وجدنا روايتهم لحديث الغدير ولعل هؤلاء الذين ما وجدناهم اكثر بكثير كما هو قضية جمع الغدير الكثير الكثير
(5) التابعون حسب حروف التهجي: 1- أبو راشد الجراني 2- أبو سلمة 3- أبو سليمان المؤذن 4- أبو صالح السمان‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 90

الروات عن الصحابة والتابعين من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر (360) شخصاً «1»
______________________________
ذكوان 5- أبو عنفوانة المازني 6- أبو عبدالرحيم الكندي 7- ابو القاسم اصبع بن نباتة 8- أبو ليلى الكندي 9- إياس بن نُذير 10- جميل بن عمارة 11- حارثة بن نصر 12- حبيب بن ابي ثابت 13- الحرث بن مالك 14- الحسين بن مالك بن الحويرث 15- حكم بن عتيبة الكوفي 16- حميد بن عمارة الخزرجي 17- حميد الطويل 18- خيثمة بن عبدالرحمن الجعفي 19- ربيعة الجرشي 20- أبو المثنى رياح بن الحارث النخعي 21- أبو عمر زاذان بن عمر الكندي

22- أبو مريم زِرّ بن حبيش 23- زياد بن ابي 24- زيد بن يثيع الهمداني 25- سالم بن عبداللَّه بن عمر بن الخطاب 26- سعيد بن جبير الأسدي 27- سعيد بن أبي حدان 28- سعيد بن المسيب 29- سعيد بن وهب 30- أبو يحيى سلمة بن كهيل 31- سليم بن قيس الهلالي 32- سليمان بن مهران 33- سهم بن الحصين الأسدي 34- شهر بن حوشب

235- الضحاك بن مزاحم 36- طاووس بن كيسان 37- طلحة بن المصرف الأيامي 38- عامر بن سعد بن أبي وصاق 39- عائشة بنت سعد 40- عبدالحميد بن المنذر 41- عبد بن خير 42- عبد الرحمن بن أبي ليلى 43- عبد الرحمن بن سابط 44- عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة 45- عبداللَّه بن شريك 46- عبداللَّه بن زياد الأسدي 47- عبداللَّه بن محمد بن عقيل 48- عبداللَّه بن يعلى بن مرة 49- عدي بن ثابت الأنصاري 50- عطية بن سعد بن خبادة 51- علي بن زيد بن جدعان 52- عمارة بن جوين العبدي 53- عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي

54- عمر بن عبد الغفار 55- عمر بن علي امير المؤمنين عليه السلام 56- عمرو بن جعدة بن هبيرة 57- عمرو بن مرة الكوفي 58- عمرو بن عبداللَّه السبيعي 59- عمرو بن ميمون 60- عميرة بن سعد 61- عميرة بنت سعد بن مالك 62- عيسى بن طلحة 63- فطر بن خليفة المخزومي 64- قبيضة بن ذئيب 65- أبو مريم قيس الثقفي 66- محمد بن عمر بن علي أمير المؤمنين عليه السلام 67- مسلم بن صبيح 68- مسلم الملائي

69- مصعب بن سعد بن أبي وقاص 70- مطلب بن عبداللَّه القرشي المخزومي 71- مطرق الدراق 72- معروف بن خُربوذ 73- منصور بن ربعي 74- موسى بن اكتل 75- مهاجر بن مسمار 76- ميمون البصري 77- نذير الضبي 78- هاني بن هاني 79- أبو بلج يحى بن مسلم الفزاري 80- يحيى بن جعدة 81- يزيد بن أبي زياد 82- يزيد بن حيان التيمي 83- يزيد بن عبدالرحمن بن الأودي 84- أبو نجيح يسار الثقفي، نذكرهم حسب ترتيب وفياتهم‏

(1) فمن القرن الثاني: 1- عمر بن دينار (115) 2- محمد بن مسلم بن عبيداللَّه القرشي الزهري (124) 3- عبدالرحمن‏التيمي (126) 4- بكر بن سوادة (128) 5- عبداللَّه بن ابي نجيح (131) 6- مغيرة بن مقسم (133) 7- خالد بن زيد الجمحي (139) 8- الحسن بن الحكم النخعي (140) 9- ادريس بن زيد الأودي لا 10- يحيى بن سعيد بن حيان التيمي (145) 11- عبدالملك بن أبي سليمان العرزمي (145) 12- أوف بن أبي جميلة العبدي (146)

13- عبيداللَّه بن عمر بن حفص (147) 14- نعيم بن الحكيم (148) 15- طلحة بن يحيى (148) 16- كثير بن زيد (150) 17- محمد بن اسحاق (151) 18- معمر بن راشد (153) 19- مسعر بن كِدام (153) 20- الحكم بن ابان (154) 21- عبداللَّه بن شوذب (157) 22- شعبة بن الحجاج (160) 23- كامل بن العلا (160) 24- سفيان بن سعيد الثوري (161) 25- اسماعيل بن يونس (162) 26- جعفر بن زياد (165) 27- مسلم بن سالم النهدي 28- قيس بن الربيع (165) 29- حماد بن سلمة (167) 30- عبداللَّه بن لهيعة (174)

31- الوضاح بن عبداللَّه (175) 32- شريك بن عبداللَّه (177) 33- عبيداللَّه بن عبدالرحمن 34- نوح بن قيس الحدَّاني 35- المطلب بن زياد (185) 36- حسان بن ابراهيم الغزي (186) 37- جرير بن عبدالحميد (188) 38- الفضل بن موسى (192) 39- محمد بن جعفر المدني (193) 40- اسماعيل بن علية (193) 41- محمد بن إبراهيم السلمي (194) 42- محمد بن خازم العزير (195) 43- محمدبن فضيل (195) 44- الوكيع بن الجراح (194) 45- سفيان بن عيينة (198) 46- عبداللَّه بن نمير (199) 47- خنش بن الحرث 48- موسى بن يعقوب

49- العلاء بن سالم العطار 50- الأزرق بن علي بن مسلم 51- هاني بن أيوب 52- فضيل بن مرزوق الأغر (160) 53- سعد بن عُبيدة 54- موسى بن‏
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 91
______________________________
مسلم الحزامي 55- يعقوب بن جعفر بن ابي كثير الأنصاري 56- عثمان بن سعد. من القرن الثالث: 57- ضمرة بن ربيعة (202) 58- محمد بن عبداللَّه الزبيري (203) 59- مصعب بن المقدام (203) 60- يحيى بن آدم (203) 61- زيد بن الحباب الخراساني (203) 62- محمد بن ادريس الشافعي (204) 63- أبو عمرو شبابة بن سوار الفزاري (206) 64- محمد بن خالد الحنفي 65- خلف بن تميم الكوفي (306) 66- أسود بن عامر شاذان (208) 67- حسين بن الحسن الأشقر الفزاري (208) 68- حفص بن عبداللَّه بن راشد (209)

69- عبد الرزاق بن همام الصنعاني (211) 70- الحسن بن عطية (213) 71- عبيداللَّه بن موسى العبسي (313) 72- حسين بن محمد بن بهرام (213) 73- عبيداللَّه بن موسى العبسي (312) 74- علي بن قادم الخزاعي (213) 75- محمد بن سليمان الحراني (213) 76- عبداللَّه بن داود (213) 77- أبو عبدالرحمن بن دينار العبدي (2151) 78- يحيى بن حماد الشيباني (215) 79- حجاج بن منهال السلمي (217) 80- الفضل بن دكين (218)

81- عفان بن مسلم (219) 82- علي بن عياش الألهاني (219) 83- مالك بن اسماعيل بن درهم النهدي (219) 84- قاسم بن سلام الهروي (223) 85- محمد بن كثير (223) 86- موسى بن اسماعيل المنقري (223) 87- قيس بن حفص بن القعقاع (227) 88- سعيد بن منصور (227) 89- يحيى بن عبدالحميد الحمّاني (228) 90- ابراهيم بن الحجاج السامي (231) 91- علي بن حكيم بن ذيبان (231) 92- خلف بن سالم المهبلي (231) 93- علي بن محمد الطنافسي (233) 94- هدبة بن خالد القيسي (235) 95- عبداللَّه بن محمد العبسي (235) 96- عبيداللَّه بن عمر الجشمي (235) 97- احمد بن عمر بن حفص الجلاب (235) 98- ابراهيم بن المنذر الحزامي (236) 99- يحيى بن سليمان الكوفي (237) 100- ابن راهويه الحنظلي (237) 101- عثمان بن محمد العبسي (239) 102- الحسن بن حماد سجادة (241) 106- هارون بن عبداللَّه (243)

107- حسين بن حريث المروزي (244) 108- هلال بن بشر الأحدب (346) 109- أبو الجوزاء احمد بن عثمان (246) 110- محمد بن العلاء (248) 115- يوسيف بن عيسى بن دينار المروزي (249) 112- نصر بن علي بن نصر الجهضمي (251) 113- محمد بن بشار الشهير ب (بندار) (252) 114- محمد بن المثنى العَنَزي (252) 115- يوسف بن موسى القطان (253) 116- محمد بن عبدالرحيم صاعقة (255) 117- محمد بن عبداللَّه العدوي المقري (256) 118- محمد بن اسماعيل البخاري (256) صاحب الصحيح 119- الحسن بن عرفة (357)

12- عبداللَّه بن سعيد الكندي (257) 121- محمد بن يحيى النيسابوري الدهلي (258) 122- حجاج بن يوسف الثقفي (259) 123- عثمان بن حكيم الأودي (361) 124- عمر بن شبَّه (362) 125- حمدان احمد بن يوسف السلمي (364) 126- عبيداللَّه بن عبدالكريم المخزومي (364) 127- احمد بن منصور بن سيار أبو بكر البغدادي صاحب المسند (265) 128- اسماعيل بن عبداللَّه بن مسعود العبدي (267) 129- الحسن بن علي بن عفان (270) 130- حمد بن عوف الطائق الحمصي (272) 131- سليمان بن سيف الطائي الحراني 132- محمد بن يزيد القزويني (273) 133- عبداللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (276) 134- عبدالملك بن محمد ابو قلابة الرقاشي (276) 135- احمد بن حازم الغفاري (276) 136- محمد بن عيسى الترمذي (279)

137- احمد بن يحيى البلاذري (279) 138- ابراهيم بن الحسن الكسائي (280) 139- احمد بن عمرو ابو بكر الشيباني (287) 140- زكريا بن يحيى السجزي (289) 141- عبداللَّه بن احمد بن حنبل (290) 142- احمد بن عمرو ابو بكر البزار (292) 143- ابراهيم بن عبداللَّه الكجي صاحب السنن (292) 144- صالح بن محمد جرزة (293) 145- احمد بن عثمان العبسي (297) 146- القاضي علي بن محمد المصِّيصي (293) 147- ابراهيم بن يونس المؤدب حَرَمي 148- أبو هريرة محمد بن ايوب الواسطي. القرن الرابع: 149- عبداللَّه بن الصفر السكري (302) 150- احمد بن شعيب النسائي صاحب السنن (303) 151- بن الحسن بن سفيان النسوي البالوزي صاحب المسند الكبير (303) 152- احمد بن علي الموصلي صاحب المسند الكبير

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 92

______________________________
(307) 153- احمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ (310) 154- احمد بن محمد الضبعي الأحول (311) 155- محمد بن جمعة القهستاني صاحب المسند الكبير (313) 156- عبداللَّه بن محمد البغوي (317) 157- محمد بن احمد الدولابي (320) 158- احمد بن عبداللَّه المعروف بابن النيري (320) 159- أبو جعفر احمد بن محمد الازدي الطحاوي (321)

160- ابراهيم بن عبدالصمد الهامشي (325) 161- محمد بن علي الترمذي 163- احمد بن عبد ربه القرطبي (328) 164- الفقيه أبو عبداللَّه الحسين بن اسماعيل المحاملي (330) 165- حبشون بن موسى الخلال (331) 166- أبو العباس أحمد بن عقدة (333) 167- محمد بن علي بن خلف العطار 168- الهيثم بن كليب ابو سعيد الشاشي (335) 169- محمد بن صالح بن هاني الوراق النيسابوري (340) 170- محمد بن يعقوب (344)

171- يحيى بن محمد الغبري البغياني (344) 172- المسعودي علي بن الحسين البغدادي (364) 173- محمد بن احمد بن تميم الخياط القنطري (340) 174- جعفر بن محمد بن نصير (347) 175- محمد بن علي الشيباني 176- دعلج بن احمد السجستاني (341) 177- محمد بن الحسن بن محمد النقاش المفسر الموصلي (351) 178- محمد بن عبداللَّه الشافعي البزاز (354) 179- محمد بن حبان التيمي البستي (354) 180- سليمان بن احمد بن ايوب اللخمي الطبراني (360) 181- احمد بن حنبل صاحب المسند الكبير (365) 182- احمد بن جعفر القطيعي (367) 183- الزبير بن عبداللَّه التوزي (370) 184- محمد بن احمد بن بالويه النيسابوري

(374) 185- علي بن عمر بن أحمد الدارقطني (385) 186- الحسن بن ابراهيم بن رولاق (387) 188- محمد بن عبدالرحمن الذهبي (388) 189- احمد بن سهل الفقيه البخاري (190) النسائي 191- يحيى بن محمد الأخباري. القرن الخامس: 192- أبو بكر الباقلاني (403) 193- محمد بن عبداللَّه ابن اليشع النيسابوري (405) 194- احمد بن محمد بن موسى (405) 195- الخركوشي (407) 196- احمد بن عبدالرحمن الشيرازي (407)

197- محمد بن احمد بن محمد (412) 198- ابن مردويه الأصبهاني (416) 199- احمد بن محمد بن يعقوب مسكويه (421) 200- القاضي احمد بن الحسين ابن السماك (424) 201- الثعلبي النيسابوري المفسر الشهير (427) 202- عبداللَّه بن علي بن محمد بن بشران (429) 203- الثعالبي النيسابوري (429) 204- أبو نعيم الأصبهاني (430) 205- الحسن بن علي بن محمد التيمي ابن المذهَّب (444) 206- ابن السمان (445) 207- البيهقي (458) 208- القرطبي (463) صاحب الاستيعاب 209- الخطيب البغدادي (463) 210- الواحدي النيسابوري (468) 211- مسعود بن ناصر بن عبداللَّه السجزي (477) 212- ابن المغازلي (483)

231- علي بن الحسن القاضي الخلعي (492) 214- ابن الحداد الحسكاني (490) 215- احمد بن محمد بن علي العاصمي. القرن السادس: 216- حجة الاسلام الغزالي (505) 217- محمد بن علي الكوفي الرسبي (510) 218- ابن منده (512) 219- البغوي (516) 220- عبدالواحد الشيباني (525) 221- علي بن عبداللَّه بن نصر بن السرى الزاغوني (527) 222- رزين بن معاوية العبدري الأندلسي (535) 223- جار اللَّه محمود بن عمر الزمخشري (538)

224- القاضي عياض اليحصبي السبتي (544) 225- الشهرستاني الشافعي (548) 226- النطنزي 227- السمعاني الشافعي (562) 228- يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي (567) صاحب التفسير الكبير 229- موفق بن احمد ابن المؤيد اخطب الخطباء الخوارزمي (568) 230- الأربيلي المعروف بملَّا 231- علي بن الحسن بن هبة اللَّه أبو القاسم الدمشقي ثقة الدين الشهير بابن عساكر (571) صاحب التاريخ الكبير 232- محمد بن أبي بكر عمر بن ابي عيسى الاصبهاني (581) 233- أبو بكر الحازمي (584) 234- ابن الجوزي البكري (597) 235 الفقيه اسعد بن ابي الفضائل محمود بن خلف العجلي أبو الفتوح (600)

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 93

______________________________
. القرن السابع: 236- فخر الدين الرازي (606) صاحب التفسير الكبير 237- ابن الأثير الشيباني الجرزي (606) 238- أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المالكي الشهير بابن الشيخ (605) 239- تاج الدين زيد بن الحسن بن زيد الكندي (613) 240- الشيخ علي بن حميه القرشي (621) 241- أبو عبداللَّه ياقوت الحموي (626) 242- علي بن محمد الشيباني المعروف بابن الأثير الجرزي (630) صاحب التاريخ الكامل واسد الغابة 243- حنبل بن عبداللَّه بن الفرج البغدادي الرصافي (640) 244- ضياء الدين محمد بن عبدالواحد المقدسي (643) 245- محمد بن طلحة القرشي النصيبي 246- أبو المظفر يوسف الأمير حسام الدين قزأ وغلي (654)

247- ابن أبي الحديد المعتزلي (655) 248- الكنجي الشافعي (658) صاحب كفاية الطالب 249- عبدالرزاق بن عبداللَّه بن ابي بكر عزالدين الرسغي (661) 250- فضل اللَّه بن ابي سعيد الحسن الشافعي النوربشتي 251- يحيى الدين يحيى بن شرف النووي (676) 252- الشيخ مجدالدين عبداللَّه بن محمود بن مورود الحنفي الموصلي (683) 253- القاضي ناصر الدين عبداللَّه عمر ابو الخير البيضاوي (685) صاحب الطوالع والمصباح في أصول الدين ومختصر الكشاف في التفسير وتأليفات اخرى 254- احمد بن عبداللَّه فقيه الحرم محب الدين أبو العباس الطبري (694) 255- ابراهيم بن عبداللَّه الرصابي اليمني 256- محمد بن احمد الرغاني (700).

القرن الثامن: 257- شيخ الاسلام ابو اسحاق ابراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤبد الحمويه (722) 258- علاء الدين احمد بن محمد بن احمد السمناني (736) 259- يوسف بن عبدالرحمن الدمشقي المزّي 260- شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي الشافعي (748) 261- نظام الدين النيسابوري صاحب التفسير الكبير 262- ولي الدين محمد بن عبداللَّه الخطيب العمري التبريزي صاحب مشكاة المصابيح 263- ابو محمد القيس الحنفي النحوي (749) 264- ابن الوردي (749) 365- جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي (750)

266- القاضي عبدالرحمن بن احمد الأيجي (756) 267- الكازروني (758) 268- أبو السعادات عبداللَّه بن اسعد بن علي اليافعي الشافعي (768) 269- عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير القيسي (774) 270- عمر بن حسن بن مزيد بن أميله المراغي (778) 271- شمس الدين أبو عبداللَّه محمد بن احمد بن علي الهواري ابن جابر الأندلسي (780) 272- السيد علي شهاب بن محمد الهمداني (786) 273- المقدسي المعروف بالصامت (789) 274- سعد الدين مسعود بن عمر بن عبداللَّه الهروي (791). القرن التاسع: 375- علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبو الحسن الهيثمي (807) 276- ابن خلدون الحضرمي الأشبيلي المالكي (808)

277- السيد الشيف الجرجاني (618) 278- خواجة پارسا (822) 279- محمد بن خليفة الوشتاني المالكي (827) 280- محمد بن محمد بن محمد ابو الخير الدمشقي المقري المعروف بابن الجوزي (833) 281- المقريزي الحنفي (845) 282- الدولت آبادي (849) 283- العسقلاني (825) 284- ابن الصباغ المالكي (855) 285- العيني الحنفي (885) 286- ابن عجلون (876) 287- القوشجي صاحب شرح التجريد 288- الأيجي الشافعي 289- السنوسي التلمساني (895) 290- ابن روزبهان الشيرازي خواجه ملّا.

القرن العاشر: 291- الميبدي شارح الديوان المنسوب الى امير المؤمنين عليه السلام (870) 292- السيوطي (911) 293- السهودي الشافعي (911) 294- القسطلاني المصري (926) 295- السيد عبدالوهاب بن محمد رفيع الدين احمد الحسيي البخاري (932) 296- ابن الدبيع الشيباني (944) 297- ابن حجر الهيثمي (974) 298- المتقي الهندي (975) 299- الشربيني القاهري (977) 300- ضياء الدين أبو محمد احمد بن محمد الوتري (980) 301- ملك المحدثين الهندي الفتني (986) 302- ميرزا مخدوم بن عبدالباقي (995) 303- الصفوري الشافعي مؤلف نزهة المجالس 304- الشيرازي صاحب الأربعين (1000).

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 94

والمؤلفون حول الغدير (36) من الأعاظم‏ «1» وصدَّق صحته وتواتره القاطع ثلاثة وأربعون‏
______________________________
القرن الحادي عشر: 305- الهروي المعروف بالقاري الحنفي (1014) 306- ابن سان القرماني (1019) 307- المناوي القاهري (1031) 308- الفقيه شيخ عبداللَّه العيدروس الحسيني (1041) 309- الشيخاني القادري 310- علي بن ابراهيم صاحب السيرة النبوية (1044) 311- ابن باكثير المكي (1047) 312- الحسين بن الامام المنصور باللَّه القاسم بن محمد بن علي اليمني (1050) 313- شهاب الدين الخفاجي (1069) 314- عبدالحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري (1052) 315- محمد بن محمد المصري 316- محمد بن محبوب صاحب تفسير الشاهي.

القرن الثاني عشر: 317- البزرنجي الشافعي (1103) 318- الشيرخيتي المصري (1106) 319- الصنعاني (1108) 320- ابن حمزة الحراني (1120) 321- الزرقاني المصري (1122) 322- السهارينوري صاحب مرافض الروافض 323- ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشي 324- محمد صدر العالم 325- العمادي (1171) 326- العمري الدهلوي (1176) 327- محمد بن سالم بن احمد المصري الحنفي (1181)

328- الصنعاني الحسيني (1182) 329- شهاب الدين احمد بن عبد القادر الحفظي احد شعراء الغدير. القرن الثالث عشر: 330- الزبيدي الحنفي (1205) مؤلف تاج العروس 331- الشيخ محمد بن علي الصبّان الشافعي (1206) 332- رشيد الدين خان الدهلوي 333- المولوي محمد مبين اللكهنودي 334- المولوي محمد سالم البخاري الدهولي 335- المولوي ولي اللَّه الكهنودي 336- المولوي حيدر علي الفيض آبادي 337- الشوكاني الصنعاني (1250)

338- الآلوسي (1270) 339- الشيخ محمد بن درويش الحوت البيروتي (1276) 340- خواجه كلان (1293) 341- السيد احمد بن مصطفى القادين خاني. القرن الرابع عشر: 342- السيد احمد زيني دحلان (1304) 343- الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني مؤلف منتخب الصحيحين من كلام سيد الكونين 344- السيد مؤمن ابن حسن مؤمن الشبلنجي 345- الشيخ محمد عبده (1323) مفتي الديار المصرية 346- السيد عبدالحميد بن السيد محمود الآلوسي الضرير (1324) 347- الشيخ محمد حبيب اللَّه بن عبداللَّه اليوسفي 348- القاضي بهلول بهجت قاضي رنكة زور 349- الكاتب الشهير عبدالمسيح الأنطاكي 530- الدكتور احمد فريد رفاعي 351- الأستاذ احمد زكي العدوي 352- الأستاذ احمد نسيم المصري 353- الأستاذ حسين علي الأعظمي البغدادي

354- السيد علي جلال الدين الحسيني المصري 355- الأستاذ محمد محمود الرافعي المصري 356- الأستاذ محمد شاكر الخياط النابلسي الأزهري المصري 357- الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود المصري 358- الأستاذ الشيخ محمد سعيد دحدوح 359- الأستاذ صفا خلوص 360- العالم المجتهد ناصر السنة شهاب الدين أبي الفيض احمد بن محمد بن الصديق. كل هؤلاء نقلنا اسماءهم عن «الغدير» للمغفور له العلامة الأمينين ج 1: 73- 151 بصورة مختصرة والتفصيل راجع إليه‏
(1). وهم: 1- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الآملي 2- أبو العباس احمد بن محمد المعروف بابن عقدة 3- الواسطي 4- الجعابي (355) 5- ابو غالب الرازي (368) 6- محمد بن عبداللَّه الشيباني (372) 7- علي بن عمر الدارقطني (385) 8- الشيخ محسن بن الحسين النيسابوري 9- علي بن عبدالرحمن القناتي (413) 10- الحسين بن عبيداللَّه الغضائري (411)

11- ابو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني (477) 12- أبو الفتح الكراجكي (449) 13- علي بن بلال 14- الشيخ منصور اللائي الرازي 15- الشيخ علي بن الحسن الطاطري 16- عبيداللَّه بن عبداللَّه الحسكاني 17- محمد بن احمد الذهبي (748) 18- محمد بن محمد الجرزي (833) 19- عبداللَّه بن شاه منصور القزويني 20- السيد سبط الحسن الجايسي 21- السيد مير حامد حسين (1306) صاحب العقبات 22- السيد مهدي بن السيد علي الغريفي (1343) 23- الحاج الشيخ عباس القمي (1359) 24- السيد مرتضى حسين الخطيب فتحيوري الهندي 25- الشيخ محمد رضا بن الشيخ طاهر آل فرج اللَّه النجفي 26- الحاج السيد مرتضى الخسروشاهي التبريزي المعاصر

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 95

من العلماء.
وكما أن آية التبليغ بالغة الدلالة على قصة الغدير، كذلك حديث الغدير «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» حيث فرَّعه الرسول صلى الله عليه و آله على «أ لست أولى من أنفسكم قالوا بلى، قال: فمن كنت مولاه ...» فالولاية العلوية المتفرعة على الأولوية المحمدية صلى الله عليه و آله لا شك وأنها هيه دون مجرد المحبة التي هي الولاية بين المؤمنين حيث‏ «الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ».

ولقد ناشد الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير مناوئين لإمرته‏ «1» كما ناشد آخرون، منهم فاطمة الصديقة الطاهرة عليها السلام في حديث الفواطم عنها «2» والإمام الحسن عليه السلام‏ «3» والإمام الحسين عليه السلام‏ «4» وغيرهم عليهم السلام‏ «5» ومنهم الخليفة عمر بن عبدالعزيز «6» والخليفة مأمون‏
______________________________
(1) منها مناشدته يوم الشورى سنة 23 ه كما عن ابي الطفيل وأيام عثمان ويوم الرحبة ويوم الجمل وفي حديث الركبان ويوم صفين، اخرجها عنه عليه السلام جماعة من الكبار

(2). كما اخرج شمس الدين أبو الخير الجزري في كتابه اسنى المطالب في مناقب علي بن ابي طالب عليه السلام من قوله عليه السلام: أنسيتم قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوم غدير خم: من كنت‏مولاه فعلي مولاه؟ وهكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المدايني في كتابه المسلسل بالأسماء وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه وهو ان كل واحدة من الفواطم تروي عن عمة لها فهو رواية خمس بنات اخ كل واحدة منهن عن عمتها هكذا في اخراج شمس الدين حدثنا به شيخنا ... الى قوله- حدثنا بكر بن احمد القعري حدثتنا فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد العملاق حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي عن ام كلثوم بنت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و آله عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قالت: انسيتم ..

(3). كما أخرجه الحافظ ابن عقدة ان الحسن بن علي عليهما السلام لما اجتمع على صلح معاوية قام خطيباً واحتج لخلافة علي عليه السلام بحجج منها: «وقد رأوه وسمعوه حين اخذ بيد ابي بغدير خم وقال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم امرهم ان يبلغ الشاهد الغائب»

(4). كما أخرجه سليم بن قيس الهلالي في كتابه جملًا ضافية ان الامام الحسين عليه السلام حج مع جماعد واجتمع عليه بمنى من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله والتابعين اكثر من سبعمائة فقام فيهم فحمد اللَّه واثنى عليه وقال فيما قال: أما بعد فان هذا الطاغية- يعني معاوية وهو قبل سنتين من موته- قد صنع بنا وبشيعتنا ما علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم واني اريد أن أسألكم عن شي فإن صدقت فصدقوني

وإن كذبت فكذبوني واسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى امصاركم وقبائلكم ومن ائتمنتموه من الناس ووثقتم به فادعوه إلى ما تعلمون من حقنا فانا نخاف أن يدرس هذا الحق ويذهب ويُغلب واللَّه متم نوره ولو كره الكافرون وما ترك شيئاً مما انزل اللَّه في القرآن فيهم إلَّا تلاه وفسره ولا شيئاً مما قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في أبيه وأمه ونفسه وأهل بيته إلَّا رواه وكل ذلك يقولون اللهم نعم قد سمعنا وشهدنا ويقول التابعون اللهم نعم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة- إلى أن قال- قال: انشدكم اللَّه اتعلمون ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية وقال: ليبلغ الشاهد الغائب؟ قالوا: اللهم نعم- وفيه طرف مما تواترت اسانيده من فضائل امير المؤمنين عليه السلام فراجع‏

(5). منها احتجاج عبداللَّه بن جعفر على معاوية واحتجاج عمرو بن العاص على معاوية واحتجاج برد على عمرو واحتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على عمرو بن العاص واحتجاج اصبع بن نباتة في مجلس معاوية ومناشدة شابٍ أبا هريرة بحديث الغدير بمسجد الكوفة واحتجاج قيس بن سعد على معاوية واحتجاج دارمية الحجونية عليه واحتجاج عمرو الأودي على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام‏

(6). ومن احتجاج عمر بن عبدالعزيز ما رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 5: 364 عن ابي بكر محمد التستري عن يعقوب وعن عمرو بن محمد السرى عن ابن أبي داود قالا حدثنا عمر بن شبه عن عيسى عن يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبدالعزيز يعطي الناس فتقدمت اليه فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من قريش، قال: من أي قريش؟

قلت: من بني هاشم، قال: فسكت فقال: من أي بني هاشم؟ قلت: مولى علي، قال: من علىُّ؟ فسكتُّ قال: فوضع يده على صدره فقال: وأنا واللَّه مولى علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه ثم قال: حدثني عدة انهم سمعوا النبي صلى الله عليه و آله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ثم قال: يا مزاحم كم تعطي امثاله؟ قال: مائة أو مأتي درهم، قال: اعطه خمسين ديناراً وقال ابن ابي داود ستين ديناراً لولايته علي بن ابي طالب ثم قال: الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك، واخرجه أبو الفرج في الأغاني وابن عساكر في تاريخه والحمويني في فرائد السمطين والزرندي في نظم در السمطين والسهمودي في جواهر العقدين‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 96

الرشيد «1».
______________________________
(1) روى ابو عمر ابن عبد ربه في العقد الفريد 3: 42 عن إسحاق بن إبراهيم بن اسماعيل بن حماد بن زيد قال بعث إلى يحيى ابن اكثم والى عدة من اصحابي وهو يومئذٍ قاضي القضاة فقال ان امير المؤمنين أمرني ان أحضر معي غداً مع الفجر اربعين رجلًا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب امير المؤمنين فسمَّينا له عدة

وذكر هو عدة حتى تم العدد الذي اراد وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر وبعث من يحضر فأمره بذلك فغدونا عليه قبل طلوع الفجر فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا فركب وركبنا معه حتى صرنا الى الباب فإذا بخادم واقف فلما نظر الينا قال يا أبا محمد؟ أمير المؤمنين ينتظر فأدخلنا فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها فلم نستتمها حتى خرج الرسول فقال: ادخلوا فدخلنا فإذا امير المؤمنين جالسٌ على فراشه- الى أن قال-: ثم قال: إني لم أبعث فيكم لهذا

ولكنني أحببت ان ابسطكم ان امير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين اللَّه به. قلنا فليفعل امير المؤمنين وفقه اللَّه فقال: ان امير المؤمنين يدين اللَّه على ان علي بن ابي طالب خير خلق اللَّه بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأولى الناس بالخلافة له، قال إسحاق فقلت يا امير المؤمنين إن فينا من لا يعرف فاذكر امير المؤمنين في علي وقد دعانا امير المؤمنين للمناظرة فقال يا إسحاق اختر إن شئت سألتك اسأل وإن شئت ان تسأل فقل، قال إسحاق: فاغتنمتها منه فقلت بل اسألك يا أمير المؤمنين،

قال: سل، قلت: من أين قال امير المؤمنين ان علي ابي طالب افضل الناس بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله واحقهم بالخلافة بعده؟ قال: يا إسحاق خبَّرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال: فلان افضل من فلان؟ قلت: بالأعمال الصالحة قال: صدقت، قال: فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثم ان المفضول ان عمل بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أيلحق به؟

قال: فأطرقت فقال لي: يا إسحاق؟ لا تقل: نعم، فانك إن قلت نعم اوجدتك في دهرنا هذا من هو اكثر منه جهاداً وحجاً وصياماً وصلاةً وصدقة، فقلت: أجل يا أمير المؤمنين لا يلحق المفضول على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الفاضل أبداً، قال: يا إسحاق! هل تروي حديث الولاية؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين،

قال: اروه، ففعلت، قال يا إسحاق أرأيت هذا الحديث هل اوجب على ابي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟ قلت: إن الناس ذكروا ان الحديث هل اوجب على ابي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟ قلت: إن الناس ذكروا ان الحديث انما كان بسبب زيد بن حارثة لشي‏ء جرى بينه وبين علي وانكر ولاية علي فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: في أي موضع قال هذا؟

أليس بعد منصرفه من حجة الوداع؟ قلت: اجل، قال: فانّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير كيف رضيت لنفسك بهذا، اخبرني لو رأيت ابناً لك قد اتت عليه خمسة عشر سنة يقول: مولاي مولى ابن عمي ايها الناس فاعلموا ذلك، اكنت منكراً ذلك عليه تعريفه للناس ما لا ينكرون ولا يجهلون؟ فقلت: اللهم نعم، قال: يا إسحاق أفتنزه ابنك عما لا تنزه عنه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ويحكم لا تجعلوا فقهاءكم اربابكم ان اللَّه جلَّ ذكره قال في كتابه: اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباباً من دون اللَّه، ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا لهم ارباب ولكن امروهم فأطاعوا امرهم‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 97

ذلك هو الغدير في الكتاب والسند وقد غرق فيه عالم كثير ونجى الكثير ممن وفى لرعاية الحق حيث ركبوا سفينة نجاة الولاية الكبرى المحمدية صلى الله عليه و آله لعلي أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين.
وما النقاش في المعنيِّ من ولايته إلَّا كنقش على الماء والهواء فإنه هباءٌ وخواءٌ واللَّه منه براء.
فتلكما آيتا الغدير من التبليغ وتكميل الدين، وهاتيك روايات الغدير، فتراهما تعنيان ذلك الحشد الكبير في بلاغ منقطع النظير ما تشترك فيه كافة المؤمنين أم جماعة منهم خصوصٌ؟ وليس في الدور إلَّا علي أمير المؤمنين وولده المعصومين عليهم السلام؟.

فلا دور- إذاً- للبحث اللغوي حول المولى تشكيكاً في المعني منها، فحتى لو لم نعرف معنى المولى، فأمر المولى نبيه هكذا، وسؤال النبي «أ لست أولى بكم من أنفسكم» تقرران معنى الأولى للمولى دونما ريب.
فمهما كان للمولى معاني عدة «1» كل يُعنى حسب ما يُعنى بقرائنها، فهنا القرائن القاطعة متصلة ومنفصلة «2» دالة على الأولوية الرسالية التي كانت للرسول نفسه صلى الله عليه و آله وكل معاني‏
______________________________
(1). وهي حسب موارد استعمالها سبعة وعشرون: الرب- العم- ابن العم- الابن- ابن الأخت- المعتِق- المعتَق- العبد- المالك- التابع- المنعَم عليه- الشريك- الحليف- الصاحب- الجار- النزيل- الصهر- القريب- المنعِم- الفقير- الولي- الأولى بالشي‏ء- السيد غير المالك والمعتِق- المحب- الناصر- المتصرف في الأمر- المتولي في الأمر- وعناية هذه المعاني إلَّا الأولى هنا في المولى بين كفر وكذب وغلط وتوضيح واضح‏

(2)). هنا بعد القرينة الأولى تفريعاً ل «هذا علي مولاه» على «أ لست أولى بكم من انفسكم» قرائن أخرى حالية كحشدالغدير وتأكيد آية البلاغ، ومقالية كالتالية:

1- قول الشيخين في تهنيتهما له عليه السلام بخ بخ لك اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

2- قوله صلى الله عليه و آله عقيب لفظ الحديث: اللَّه اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن ابي طالب عليه السلام.

3- قوله صلى الله عليه و آله بعد بيان الولاية لعلي عليه السلام هنئوني هنئوني ان اللَّه تعالى خصني بالنبوة وخص اهل بيتي بالامامة.

4- قوله صلى الله عليه و آله بعد ذلك «فليبلغ الشاهد الغائب».

5- قوله صلى الله عليه و آله ان اللَّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني، وتراه ولاية الحب والنصرة فقط وهي عامة للمؤمنين كلهم!

6- في لفظ عمربن الخطاب: نصب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علياً علماً، وفي لفظ علي عليه السلام: أمر اللَّه نبيه ان ينصبني للناس، و: نصبني علماً، وفي لفظ الامام الحسن عليه السلام: أتعلمون ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نصبه يوم غدير خم وامثالها.

7- احتجاجات مضت بحديث الغدير لولا المولي فيها هو الأولى لما صحت هذه الاحتجاجات وقوبلت بالاعتراض أو التشكيك وإلى غير هذه من قرائن متصلة ومنفصلة

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 98

المولى مختصرة محتصرة في ثلاثة هي الحب والنصرة والأولوية فاعلة ومفعولة.
ذلك، وهذا المقطع من خطبة الغدير ينقله أربع وستون من علماء الفريقين: «أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه» «1» مما يختص المولى بالأولى كما الرسول صلى الله عليه و آله دون ريب.

ونكران معنى الأولى للمولى نكران لرأس الزاوية من معانيها اللغوية الثلاثة، وإستنكار لإستعمالها فيها في القرآن كراراً عدة «2» نقمة لاغية من اللغة، بغيةَ النقمة من صاحب الولاية الكبرى بعد الرسول صلى الله عليه و آله مهما اقتضت لاغية القول من اللَّه ومن الرسول صلى الله عليه و آله!.
______________________________
(1)). وهم احمد بن حنبل- ابن ماجة- النسائي- الشيباني- أبو يعلي- الطبري- الترمذي- الطحاوي- ابن عقدة- العنبري- أبو حاتم- الطبراني- القطيعي- ابن بطة- الدارقطني- الذهبي- الحاكم- الثعلبي- أبو نعيم- ابن السمان- البيهقي- الخطيب- السجستاني- ابن المغازلي- الحسكاني- العاصمي- الخلعي- السمعاني- الخوارزمي- البيضاوي- الملّا- ابن عساكر- أبو موسى- أبو الفرج- ابن الأثير- ضياء الدين- قزاوغلي- الكنجي- التفتازاني- محب الدين- الرصابي- الحمويني- الإيجي- ولي الدين- الزرندي- ابن كثير- الشريف- شهاب الدين- الجزري- المقريزي- ابن الصباغ- الهيثمي- الميبدي- ابن حجر- اصيل الدين- السهمودي- كمال الدين- البدخشي- الشيخاني- السيوطي- الحلبي- ابن باكثير- السهارنيوري- ابن حجر المكي‏

(2)). جاء لفظ الولي والمولي في آيات عدة بمعنى الأولى منها قوله تعالى: «فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» (5: 55) حيث المولى هنا لا تتحمل المحب والمحبوب- أو الناصر والمنصور، انما هي الأولى بهم وكما نص عليه من المفسرين والأدباء جمع غفير، فسبعة وعشرون منهم حصر معناها هنا بالأولى، وخمسة عشر منهم جعلها المعنى الأولى، ومنها «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» حيث الحصر دليل حصر الولاية في الأولوية لأن الحب والنصر غير محصورين في شخص أو اشخاص خصوص، ومنها «وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‏ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ» (3: 205) فانها دون ريب تولى القيادة الزمنية، ومنها «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» (47: 22) ومنها «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» (2: 257) حيث الاخراج هنا هو إخراج السلطة الربانية، ومنها «قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» (6: 14) ومنها «أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا» (7: 155) ومنها «أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ» (2: 282). ذلك وهكذا لفظة المولى مثل‏ «يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى‏ وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ» (22: 13) و «اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى‏ وَ نِعْمَ النَّصِيرُ» (22: 78) و «بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ» (3: 150) «أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ وَ هُوَ كَلٌّ عَلى‏ مَوْلاهُ» (16: 76)

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏7، ص 99

هذه عساكر القرائن القطعية متصلة ومنفصلة، وإليكم تفسير النبي صلى الله عليه و آله نفسه لمعنى المولى حين سئل عن معنى قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» قال: اللَّه مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي ومن كنت أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلى مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه» «1»: «ولاء كولائي» «2» «من كان اللَّه وأنا مولاه فهذا علي مولاه يأمركم وينهاكم مالكم عليه من أمر ولا نهي» «3» ولقد صدق هذه الأولوية المعنية من المولى هنا صراحاً جمع كثير منهم أربعة عشر من الأعلام‏ «4».
______________________________
(1)). اخرجه القرشي علي بن حميد في شمس الأخبار ص (38) نقلًا عن سلوة العارفين للموفق باللَّه الحسين بن اسماعيل‏الجرجاني باسناده عن النبي صلى الله عليه و آله ... وفي حديث احتجاج عبداللَّه بن جعفر على معاوية قوله: يا معاوية اني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن ابي سلمة واسلمة بن زيد وسعد بن ابي وقاص وسلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام وهو يقول: الست اولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلنا: بلى يا رسول اللَّه؟ قال: اليس ازواجي امهاتكم؟ قلنا: بلى يا رسول اللَّه؟ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه أولى به من نفسه وضرب بيده على منكب على فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه أيها الناس انا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي امر وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه امر.

(2)). وفي احتجاج امير المؤمنين عليه السلام أيام عثمان كما أخرجه شيخ الإسلام الحمويني قوله: ثم خطب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: أيها الناس اتعلمون ان اللَّه عزَّ وجلَّ مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا اولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: قم يا علي فقمت فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ... فقال سلمان يا رسول اللَّه ولاءً كماذا؟ قال: ولا كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه وهكذا في مناشدته عليه السلام يوم صفين «ولاء كولائي» وروى الحافظ العاصمي في زين الفتى قال سئل علي عليه السلام عن قول النبي صلى الله عليه و آله «من كنت مولاه فعلي مولاه» فقال: نصبني علماً إذ أنا قمت فمن خالفني فهو ضال‏

(3)). وروى السيد الهمداني في مودة القربى: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله معاشر الناس اليس اللَّه أولى بي من نفسي يأمرني‏وينهاني مالي على اللَّه أمر ولا نهي؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه؟ قال: من كان اللَّه وأنا مولاه فهذا علي مولاه يأمركم وينهاكم ما لكم عليه من امر ولا نهي‏

(4). هم:

1- ابن زولاق الحسن بن ابراهيم ابو محمد المصري (387) في تاريخ مصر ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عهد الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب فيه واستخلفه «وحكاه عنه المقريزي في الخطط 3: 222.

2- الإمام أبو الحسن الواحدي (468) بعد ذكر حديث الغدير

3- حجة الاسلام أبو حامد الغزالي (505) في سر العالمين بعد ذكر الخلاف في معنى المولى ... لكن اسفرت الحجة وجهها واجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته يوم الغدير باتفاق الجميع وهو يقول «من كنت مولاه فعلي مولاه» فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن؟ لقد اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة وحمل عمود الخلافة وعقود البنود وخفقان الهوى في قعقعة الرايات واشتباك ازدهام الخيول وفتح الأمصار سقاهم كأس الهوى فعادوا الى الخلاف الأول‏ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ»

4- قال شمس الدين سبط ابن الجوزي (654) والمراد من الحديث الطاعة المحضة وهو الأولى ومعناه: من كنت أولى به من نفسه فعلي اولى به وقد صرح بهذا المعنى الحافظ يحيى بن سعد الثقفي في مرج البحرين

5- وقال كمال الدين ابن طلحة الشافعي (654) في مطالب السئول ص 16 ... وهذا صريح في تخصيصه لعلي عليه السلام بهذه المنقبة العلمية وجعل لغيره كنفسه بالنسبة الى من دخلت عليهم كلمة «من» التي هي للعموم بما لا يجعله لغيره وليعلم أن هذا الحديث هو من اسرار قوله تعالى في آية المباهلة .. والمراد نفس علي

6- وقال صدر الحفاظ الكنجي في كفاية الطالب حديث غدير خم دليل على التولية وهي الاستخلاف

7- وقال سعيد الدين الفرغاني ... كان هذا البيان بالتأويل بالعلم الحاصل بالوصية من جملة الفضائل التي لا تحصى خصه بها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله

8- وقال علاء الدين أبو المكارم السمعاني (736) في العروة الوثقى: ... فصار- علي عليه السلام- سيد الأولياء وكان قلبه على قلب محمد صلى الله عليه و آله

9- وقال الطيبي حسن بن محمد (743) في الكاشف ... ولذا هنأ عمر بقوله: يا بن ابي طالب اصحبت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة

10- وقال شهاب الدين دولت أبادي (1049) في هداية السدراء مثله

11- ابو شكور السالمي

12- ابن باكثير المكي

13- السيد الامير محمد اليمني (1182)

14- الشيخ احمد العجيلي في ذخيرة المآل.

أقول: كل هذه المسانيد نقلناها عن كتاب الغدير للمغفور له العلامة الأميني ج 1 بكامله‏

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی 

منابع: 

صادقى تهرانى، محمد، التفسير الموضوعى للقرآن الكريم‏، قم‏، دفتر مولف‏، چاپ اول‏، ج 7، صص 77 - 99