الحديث العشرون [1]

سُلَيْمُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ 1 شَهِدْتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ حِينَ سَيَّرَهُ عُثْمَانُ2 وَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ ع فِي أَهْلِهِ [وَ مَالِهِ‏]3 فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ لَوْ كُنْتَ أَوْصَيْتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ فَقَالَ قَدْ أَوْصَيْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً 4- أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع سَلَّمْنَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص [بِأَمْرِ اللَّهِ‏] 5 [قَالَ لَنَا سَلِّمُوا عَلَى أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَارِثِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ زِرُّ الْأَرْضِ الَّذِي تَسْكُنُ إِلَيْهِ وَ لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُوهُ‏ أَنْكَرْتُمُ الْأَرْضَ وَ أَهْلَهَا] 6

 فَرَأَيْتُ7 عِجْلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ سَامِرِيَّهَا رَاجَعَا رَسُولَ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالا حَقٌّ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ حَقٌّ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ أَمَرَنِي اللَّهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا سَلَّمْنَا عَلَيْهِ أَقْبَلَا عَلَى أَصْحَابِهِمَا- مُعَاذٍ وَ سَالِمٍ وَ أَبِي عُبَيْدَةَ حِينَ خَرَجَا مِنْ بَيْتِ عَلِيٍّ ع مِنْ بَعْدِ مَا سَلَّمْنَا8 عَلَيْهِ فَقَالا لَهُمْ مَا بَالُ هَذَا الرَّجُلِ مَا زَالَ يَرْفَعُ خَسِيسَةَ ابْنِ عَمِّهِ وَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنَّهُ لَيُحْسِنُ أَمْرَ ابْنِ عَمِّهِ وَ قَالَ الْجَمِيعُ مَا لَنَا عِنْدَهُ خَيْرٌ مَا بَقِيَ عَلِيٌّ قَالَ فَقُلْتُ يَا أَبَا ذَرٍّ هَذَا التَّسْلِيمُ بَعْدَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ أَوْ قَبْلَهَا فَقَالَ أَمَّا التَّسْلِيمَةُ الْأُولَى فَقَبْلَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَ أَمَّا التَّسْلِيمَةُ الْأُخْرَى فَبَعْدَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ قُلْتُ فَمُعَاقَدَةُ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ مَتَى كَانَتْ

قَالَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ قُلْتُ أَخْبِرْنِي أَصْلَحَكَ اللَّهُ عَنِ الِاثْنَيْ عَشَرَ- أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الْمُتَلَثِّمِينَ9 الَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَنْفِرُوا بِرَسُولِ اللَّهِ ص النَّاقَةَ وَ مَتَى كَانَ ذَلِكَ قَالَ بِغَدِيرِ خُمٍّ مُقْبَلَ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ تَعْرِفُهُمْ قَالَ إِي وَ اللَّهِ كُلَّهُمْ قُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُهُمْ وَ قَدْ أَسَرَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى حُذَيْفَةَ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ كَانَ قَائِداً وَ حُذَيْفَةُ كَانَ سَائِقاً

فَأَمَرَ حُذَيْفَةَ بِالْكِتْمَانِ وَ لَمْ يَأْمُرْ بِذَلِكَ عَمَّاراً قُلْتُ تُسَمِّيهِمْ لِي قَالَ خَمْسَةٌ أَصْحَابُ الصَّحِيفَةِ وَ خَمْسَةٌ أَصْحَابُ الشُّورَى وَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَ مُعَاوِيَةُ10  قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ كَيْفَ تَرَدَّدَ عَمَّارٌ وَ حُذَيْفَةُ فِي أَمْرِهِمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ‏ص حِينَ رَأَيَاهُمْ 11 قَالَ إِنَّهُمْ أَظْهَرُوا التَّوْبَةَ وَ النَّدَامَةَ [بَعْدَ ذَلِكَ‏] 12 وَ ادَّعَى عِجْلُهُمْ 13 مَنْزِلَةً وَ شَهِدَ لَهُمْ سَامِرِيُّهُمْ وَ الثَّلَاثَةُ مَعَهُمْ بِأَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ ذَلِكَ

فَقَالُوا لَعَلَّ [هَذَا] 14 أَمْرٌ حَدَثَ بَعْدَ الْأَوَّلِ فَشَكَّا فِيمَنْ شَكَّ مِنْهُمْ إِلَّا أَنَّهُمَا تَابَا وَ عَرَفَا وَ سَلَّمَا قَالَ سُلَيْمُ بْنُ قَيْسٍ فَلَقِيتُ عَمَّاراً فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُو ذَرٍّ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ صَدَقَ أَخِي [أَبُو ذَرٍّ]15 [إِنَّهُ لَأَبَرُّ وَ أَصْدَقُ مِنْ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْ عَمَّارٍ بِمَا لَا يَسْمَعُ مِنْهُ فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ بِمَا تُصَدِّقُ أَبَا ذَرٍّ قَالَ أَشْهَدُ لَقَدْ] 16 سَمِعْتُ17 رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ وَ لَا أَبَرَّ [قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَ لَا أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ إِنَّمَا أَعْنِي غَيْرَهُمْ مِنَ النَّاسِ‏] 18 ثُمَّ لَقِيتُ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ رَحَلْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ فَذَكَرْتُ لَهُ 19مَا قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَبُو ذَرٍّ أَصْدَقُ وَ أَبَرُّ مِنْ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص بِغَيْرِ مَا قَالَ20

  • 1. «ب»: قال أبان: قال سليم. و في «ب» خ ل و «د»: قال أبان: حدّثني سليم.
  • 2. روى في البحار ج 8 (طبع قديم) ص 305 ما ملخّصه: انّ عثمان قال لأبي ذر: قد كثر أذاك لي و تولّعك بأصحابي، الحق بالشام. فأخرجه إليها. فكان أبو ذرّ ينكر على معاوية أشياء يفعلها فكتب معاوية الى عثمان فيه. فكتب عثمان إلى معاوية: «أمّا بعد فاحمل جندبا على أغلظ مركب و أوعره». فوجّه به مع من سار به الليل و النهار و حمله على شارف ليس عليها إلّا قتب حتّى قدم به المدينة و قد سقط لحم فخذيه من الجهد. فلمّا قدم أبو ذرّ المدينة بعث إليه عثمان: أن الحق بأيّ أرض شئت. قال: بمكّة؟ قال: لا. قال: فبيت المقدّس؟ قال: لا. قال: فبأحد المصرين؟ قال: لا، و لكنّي مسيّرك إلى الربذة، فسيّره إليها فلم يزل بها حتّى مات.
  • 3. الزيادة من «الف».
  • 4. «ب»: الحق.
  • 5. الزيادة من «ب» و «د».
  • 6. الزيادة من «الف».
  • 7. «ب» و «د»: ثمّ رأينا.
  • 8. «ب»: سلّما.
  • 9. «ب»: أ من الثمانين الذين أرادوا ... «د»: من الاثنى عشر أصحاب العقبة أم من الثمانين الّذين أرادوا.
  • 10. فهم: أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح و معاذ بن جبل و سالم مولى أبي حذيفة، و عثمان و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص و طلحة و الزبير و معاوية و عمرو بن العاص. راجع الهامش 85 من الحديث 4 في هذا الكتاب.
  • 11. «ب»: فكيف نزل عمّار و حذيفة في أمرهم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتّى تولّيا؟
  • 12. الزيادة من «الف».
  • 13. «ب»: عجزتهم.
  • 14. الزيادة من «د».
  • 15. الزيادة من «ب» و «د».
  • 16. الزيادة من «الف».
  • 17. «ب» و «د»: أما أنّي سمعت.
  • 18. الزيادة من «الف» و «د».
  • 19. «ب»: ثمّ تلقّيت إلى حذيفة فدخلت عليه فذكرت له.
  • 20. «ب»: أخي أصدق و أبرّ من أن يحدّث عن عمّار بما لم يسمع منه.
منابع: 

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، صص: 729-731