آیه 1 و 2 سوره معارج : التسهيل لعلوم التنزيل

التسهيل لعلوم التنزيل، ج‏2 ، ص 409   

سورة المعارج‏
مكية و آياتها 44 نزلت بعد الحاقة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

(سورة المعارج) سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ‏ من قرأ «1» سأل بالهمز احتمل معنيين أحدهما أن يكون بمعنى الدعاء، أي دعا داع بعذاب واقع، و قد تكون الإشارة إلى قول الكفار: أمطر علينا حجارة من السماء،

و كان الذي قالها النضر بن الحرث،

و الآخر أن يكون بمعنى الاستخبار، أي سأل سائل عن عذاب واقع، و الباء على هذا بمعنى عن، و تكون الإشارة إلى قوله متى هذا الوعد؟

و غير ذلك، و أما من قرأ سال بغير همز فيحتمل وجهين. أحدهما: أن يكون مخففا من المهموز، فيكون فيه المعنيان المذكوران، و الثاني أن يكون من سال السيل إذا جرى، و يؤيد ذلك قراءة ابن عباس:

سال سيل، و تكون الباء على هذا كقولك ذهبت بزيد، و إذا كان من السيل احتمل وجهين:
أحدهما أن يكون شبّه العذاب في شدته و سرعة وقوعه بالسيل و ثانيهما أن تكون حقيقة قال زيد بن ثابت: في جهنم واد يقال له سائل، فتلخص من هذا أن في القراءة بالهمز يحتمل معنيين و في القراءة بغير همز أربعة معان‏ لِلْكافِرينَ‏ يحتمل أن يتعلق بواقع و تكون اللام بمعنى على، أو تكون صفة للعذاب،

أو يتعلق بسأل إذا كانت بمعنى دعا، أي دعا للكافرين بعذاب، أو تكون مستأنفا كأنه قال: هو للكافرين‏ مِنَ اللَّهِ‏ يحتمل أن يتعلق بواقع أي واقع من عند اللّه، أو بدافع أي ليس له دافع من عند اللّه، أو يكون صفة للعذاب أو مستأنفا ذِي الْمَعارِجِ‏ جمع معرج و هو المصعد إلى علو كالسلم، و المدارج التي يرتقى بها قال ابن عطية: هي هنا مستعارة في الفضائل و الصفات الحميدة، و قيل: هي المراقي إلى السماء، و هذا أظهر لأنه فسرها بما بعدها من عروج الملائكة.

نسخه شناسی

درباره مولف

کتاب شناسی

منابع: 

ابن جزى، محمد بن احمد، التسهيل لعلوم التنزيل‏، تحقيق: عبدالله خالدى، دار الارقم بن ابي الارقم‏، بيروت‏، 1416 ق‏، چاپ اول‏، ج‏2 ، ص 409