آیه 1 و 2 سوره معارج : تفسير الوسيط(زحيلى)
تفسير الوسيط، ج3 ، ص 2733
التهديد بالعذاب الأخروي
المشركون قوم حمقى، فإنهم طالبوا بإنزال العذاب في الدنيا، و استعجال العذاب الأخروي تحدّيا و استهزاء و عنادا، على الرغم من إخبار القرآن بتعذيب من قبلهم ممن هو أشد منهم قوة و جحودا و ثراء و زعامة، فجاءهم إنذار آخر من السماء يهددهم بعذاب واقع،
مع وصف مرعب ليوم القيامة و ما فيه من شدائد و أهوال و تغيرات غريبة تباين المألوف، مما يزيد في الخوف أو الذّعر، و ذلك في مطلع سورة المعارج المكّية بالإجماع في هذه الآيات:
أخرج النّسائي و ابن أبي حاتم عن ابن عباس، في قوله تعالى: سَأَلَ سائِلٌ قال:
هو النّضر بن الحارث، قال: «اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء».
دعا داع و طلب طالب بإنزال عذاب واقعي، كائن للكافرين، نازل بهم، لا يمنع ذلك العذاب الواقع أحد إذا أراده اللّه تعالى. و قوله: لِلْكافِرينَ بمعنى: على الكافرين، فاللام بمعنى على هنا، أو كأن قائلا قال: لمن هذا العذاب؟ فقيل:
للكافرين. و سؤال العذاب من طالبه للاستهزاء و التعنّت. و السائل كما تقدّم: هو النضر بن الحارث أو غيره.
زحيلى وهبة بن مصطفى، تفسير الوسيط، ج3 ، دار الفكر، دمشق، 1422 ق، چاپ اول، ص 2733