آیه 1 و 2 سوره معارج : نهج البيان عن كشف معانى القرآن
نهج البيان عن كشف معانى القرآن، ج5 ، ص 238
قوله- تعالى-: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1): [أي: من عذاب واقع] «2» و هو النّضر بن الحارث بن كلدة، رئيس بني عبد الدّار، حين قال النّبيّ- عليه السّلام- لرؤساء قريش: إن آمنتم بما جئت به إليكم و دخلتم تحت طاعتي، كان فيكم الملك إلى آخر الدّهر.
فقال النّضر [بن الحارث] «3»: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ «4».
ثمّ قال عقيب ذلك: غفرانك، اللّهم. فسلم و سلموا من العذاب في تلك الحال.
قال اللّه- تعالى-: وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ
______________________________
(1) ما أثبتناه فى المتن هو الصواب و لكن فى النسخ ثمانية و ثمانون.
(2) ليس في أ.
(3) ليس في م.
(4) الأنفال (8)/ 32.
يَسْتَغْفِرُونَ «1» ثمّ أهلكهم اللّه- تعالى- ببدر «2».
و روي من طريق أبي جعفر و أبي عبد اللّه- عليهما السّلام-: إنّ السائل كان النّعمان بن قيس الفهريّ «3»، قال للنّبيّ- عليه السّلام- حيث دعاهم فأخبرهم بما أخبرهم، فقال: «اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم» ثمّ ركب ناقته و ولّى. فلما صار بالأبطح، أرسل اللّه عليه جبرئيل- عليه السّلام- فرماه بحجر فوقع على «4» رأسه فخرج من دبره، فخرّ ميّتا «5».
قوله- تعالى-: لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2)
شيبانى محمد بن حسن، نهج البيان عن كشف معانى القرآن، ج5 ، تحقيق: حسين درگاهى، بنياد دايرة المعارف اسلامى، تهران، 1413 ق، چاپ اول، ص 238