آیه 67، سوره مائده : الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 95

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (67):

آية التبليغ هذه هي من معتركات الآراء بين الفريقين المسلمين، هل هي تبليغ ما أنزل إلى الرسول (ص) ككل؟ أم كبعض مما أنزل إليه و نحن لا نعرفه؟ أم هي تحمل أمر التبليغ لولاية الأمر بعد الرسول (ص) «1».

و هذه الآية نفسها، و دون النظر إلى ملابسات نزولها- العدة- تدلنا إلى المعنيّ منها صارحة صارخة، حين تكون النظرة مجردة عن ملابسات متعوّدة و قضايا مذهبية و زوايا العصبية، فكما اللَّه مستقل بذاته في ألوهيته، كذلك كتابه مستقل في دلالته في دعوته.

فترى ماذا يعنى هنا من‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» و هي من أخريات ما نزلت في المائدة و قد نفض الرسول (ص) يديه عن تبليغ الرسالة الإسلامية بكل أصولها و فروعها، فلم يبق إلّا أن يرتحل إلى جوار رحمة ربه، نافضا يديه عن كل ما كان عليه؟ اللهم إلّا ..

عناية كل‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» برمتها تحوّل الآية إلى تهديد السلب بالسلب: «و إن لم تبلغ ما أنزل إليك فما بلغت ما أنزل إليك» توضيح‏
______________________________
(1). ذكر الفخر الرازي وجوها عشرة عاشرها الذي لم يرض بها تماما هو انها نزلت بحق الامام علي (ع) رغم أن الوجوه التسعة قبلها لا تناسب دلالة الكتاب و السنة، بل هي وجوه مخترعة لتسد عن الوجه الوجيه لمنزل الآية.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 96

فضيح للواضح وضح النهار، أن كل تارك لشي‏ء تارك له! ذلك، و لم يسبق لذلك التعبير من نظير لهذا البشير النذير.

ثم و تراه أمر بتبليغ كل ما أنزل إليه دفعة واحدة؟ و لم ينزل إليه دفعة واحدة حتى يبلغها دفعة واحدة! كيف و قد نزل ما نزل إليه نجوما تدريجية: «وَ قُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى‏ مُكْثٍ وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا» (17: 106)- «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا» (25: 32).

و من ثم فما هو الحكم النازل عليه منذ بزوغ رسالته حتى الآن لم يبلغه؟ و الأحكام القرآنية معروفة، كلما نزلت آية أو آيات كان يقرءها مباشرة و دون مكث، فلم يكن مكثه إلّا حسب مكث نزولها ليس إلّا و كما أمر دون أي تباطئ.

إذا فهو بعض ما أنزل إليه، فما هو ذلك البعض الذي لو لم يبلغه لم يبلغ شيئا من رسالته؟ فإن «رسالته» تعني كلها دون البعض منها و إلّا لكانت العبارة «لم تبلغ ما أنزل إليك» أو «لم تبلغه» و النص‏ «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» ككلّ، فقد كانت رسالته هذه مربوطة النياط بتبليغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» و هو النازل الخاص إليه الذي يضمن في حضنه كل النازل عليه من رسالة اللَّه من حيث المحتد و المنزلة.
فما هو «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» الذي‏ «إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ»

و هو تعبير منقطع النظير في سائر القرآن يحمل حكما منقطع النظير يبلغه ذلك البشير النذير تحقيقا لبلاغ رسالة اللَّه هذه الخالدة إلى يوم الدين؟.
و من سمات‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» هنا المسماة تلويحا فوق كل تصريح أنه «من ربك» دون «اللَّه» أو «رَبِّ الْعالَمِينَ» مما يلمح صارحا صارخا أن‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» يجمع في حضنه كل الربوبية الربانية الخاصة بهذه الرسالة

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 97

السامية! فهو في وحدته يحمل كل رسالات اللَّه! ف «إِنْ لَمْ تَفْعَلْ» تبليغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» و أنت في حالة الارتحال إلى ربك بين آونة و أخرى‏ «فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» المتمثلة فيما ربّاك به ربك رسولية و رسالية.
ذلك، لأن «من ربك» تجمع تلك التربية الرسولية و الرسالية القمة المنقطعة النظير عن كل بشير و نذير، و هي الشرعة الخالدة القرآنية بمن ينذر بها و يبشر إلى يوم الدين كما «فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ».

أ تراها بعد أنها التوحيد؟ و قد بزغت به الرسالة و حتى النفس الأخير، أم هو من سائر الأصول الاسلامية؟ فكذلك الأمر! فضلا عن فرع من الفروع أم و سائر الفروع! إضافة إلى أن الفروع غير مترابطة لحد لا يصح بعض دون أخرى و هكذا الأصول.

هنا نتأكد أن‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» ليس لا من هذه الأصول و لا من هذه الفروع، حيث الرسول (ص) عاش حياته الرسالية بلاغا لها كلها فور نزول كلّ منها دونما أي إبطاء، ثم‏ «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» حيث نجد ها هنا و لمرة يتيمة في القرآن كله، هذه لا تناسب أهم الأصول و هو التوحيد و قد أعلنه منذ البداية حتى النهاية إعلانا و إعلاما دائما دونما تخوّف من جوّ الإشراك، و لا الرسالة الجديدة الجادّة التي كانت تحاربها الشرعة الكتابية مع سائر الطوائف ملحدين و مشركين، فضلا عن الفروع الأحكامية المخاطب بها المؤمنون بهذه الرسالة!.

و هذه عساكر من البراهين المجنّدة لتبيين أن‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» لا تعني الوجوه غير الوجيهة المسرودة في بعض الكتابات التفسيرية المشككة، إنما هي نفس الرسالة المحمدية باستمراريتها إلى يوم الدين، فهي هي الخلافة العاصمة لها المعصومة كنفس الرسالة، لأنها استمرارية صالحة لهذه الرسالة السامية، فمهما صرح القرآن بخلوده- في آيات عدة- كقانون، كان مكان التصريح بالقيادة المعصومة الحاكمة بالقرآن خاليا.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 98

و ترى‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» هو النازل عليه بلغة القرآن أم بلغة السنة؟ علّة بلغة القرآن و على ضوءه السنة في آيات الولاية الرسالية «1» و رواياتها حيث الأهمية الكبرى لمادة ذلك البلاغ تقتضي أن تذكر في القرآن و السنة بصيغ مختلفة، و لكنها لمّا تبلّغ بصورة رسمية واضحة لا تقبل التأويل، فللجمع بين نصوص الولاية بتفسير بليغ في ذلك الحشد العام الهائم أهميته المنقطعة النظير لهذا البشر النذير.

و لذلك نرى في خطبة البلاغ تركيزا بارزا على هذه الآيات و تلكم الروايات، تبليغا بليغا فائق التصور، بالغ التصديق الحقيق، و أهم الآيات‏
______________________________
(1). و تلكم الآيات أمثال آية: 5- التطهير 2- و المباهلة و 3-: آية الولاية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ» و آية: 4- الطاعة: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» و آيات 5- المودة في القربى و آية: 6- ميراث الكتاب‏ «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ» مكية 7- و أولوا الأرحام، و آت ذا القربى حقه و المسكين و ابن السبيل، 8- و آية «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي ..» 9- و يوم يعض الظالم 10- و اني جاعلك للناس اماما 11- و يتلوه شاهد منه 12- و من عنده علم الكتاب و 13- آية النصب‏ «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» و هي بين مكيات و مدنيات تدل بمختلف الدلالات على خلافة العصمة بعد الرسول (ص) و من الأحاديث حديث الثقلين و الوزارة و الباب و الأخوة.

و المصرحة من هذه الآيات هي آية الولاية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ..» النازلة في نفس المائدة و آية الطاعة و آية الميراث و آية النصب، ثم من بينها آية الولاية تبيينا لمعناها انها الأولوية و كما يظهر من «أ لست أولى بكم من أنفسكم ..».

فآية التبليغ تحمل واجب البلاغ العام الجماهيري ببيان واضح ناصح عن هذه الخلافة المعصومة حيث الأفضلية الروحية قد لا تكفي سدا لثغر الاغتصاب فقد يقال إن القيادة الزمنية أمر غير القيادة الروحية و هما و إن اجتمعا في شخص الرسول (ص) و لكنهما بعده قد يقتسمان، و لكن الولاية بمعنى الأولوية الطليقة الشرعية الشاملة للقيادة الزمنية و الروحية تكفي بيانا عن هذه المهمة الكبرى، فآية ميراث الكتاب و العض و ذا القربى مكيات و بقية الثلاث عشر مدنيات.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 99

في مادة البلاغ هي آية النصب في الانشراح و آية الولاية في نفس المائدة، فان سائر الآيات إنما تثبت الأفضلية الروحية، و قد يذب عنها بأن القيادة الزمنية قد تنفصل عن الروحية، و بلاغ آية الولاية تبيين لمعناها الأولوية كما الرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم‏ «1».
______________________________
(1). و هذا أهم الوجوه التي اعتمد عليها الرازي في تفسيره بين الوجوه العشرة، حيث رفض وجه ولاية الأمر و اختار البقية و ركز على مخافة أهل الكتاب لاحتفاف الآية بآيتي التنديد بهم قائلا: و اعلم أن هذه الروايات- التي تعني نزول الآية بشأن الغدير- و إن كثرت إلّا أن الأولى حملها على أنه تعالى آمنه من مكر اليهود و النصارى!.

و بقية الوجوه كالتالية:

1- انها نزلت في قصة الرجم و القصاص! و هل كان يخاف اليهود و هم كانوا تحت ذمته؟

2- نزلت في عيب اليهود و استهزاءهم بالدين و النبي سكت عنهم فنزلت! و متى كان يسكت عن ذلك و لم يكن يسكت عن هزء المشركين في العهد المكي؟

3- لما نزلت آية التخيير «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ» فلم يعرضها عليهن خوفا من اختيارهن الدنيا فنزلت! و لا خوف عن قراءة آية التخيير إذ لم تكن مهمته المقام معهن و هن يردن الحياة الدنيا!

4- انها نزلت في امر زيد و زينب؟ و لم يكتم الرسول (ص) اصل زواجه بها اللهم إلّا هواه فيها كما امر اللَّه و قالت عائشة من زعم ان رسول اللَّه (ص) كتم شيئا من الوحي فقد أعظم الفردية على اللَّه و اللَّه تعالى يقول: «بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» و لو كتم رسول اللَّه شيئا من الوحي لكتم قوله‏ «وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ».

5- انها نزلت في الجهاد فان المنافقين كانوا يكرهونه فكان يمسك أحيانا عن حثهم على الجهاد! و كيف هابهم و لم يكن يهاب المشركين الرسميين أن بقاتلهم؟

6- لما نزل قوله تعالى: «وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ» سكت الرسول (ص) عن عيب

آلهتهم فنزلت هذه الآية! و هل نزلت بسبهم و عصمه عن ان يسبوا اللَّه عدوا بغير علم؟

7-نزلت في حقوق المسلمين و ذلك لأنه قال في حجة الوداع لما بين الشرايع و المناسك هل بلغت؟ قالوا: نعم قال (ص) اللهم اشهد! و هلا بيّن الشرائع حتى بينها في حجة الوداع و ما هي الشرائع التي لما يبنيها؟

8- روى‏ انه (ص) نزلت تحت شجرة في بعض أسفاره و علق سيفه عليها فأتاه اعرابي و هو نائم فأخذ سيفه و اخترطه و قال يا محمد من يمنعك مني؟ فقال: اللَّه فرعدت‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 100

إذا ف «بلغ» أمر ببلاغ ما أنزل عليه في العهدين: المكي و المدني كتابا و سنّة، فمن المكي‏ «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَ إِلى‏ رَبِّكَ فَارْغَبْ» و من المدني آية الولاية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ...» و كما نسمع الرسول (ص) في تبليغه الهام يوم الغدير يجمع بين هامتها ما نزل عليه في العهدين، شارحا لها كما يجب بشأن الأولوية الزمنية و الروحية لأئمة أهل البيت عليهم السلام.
فليس ذلك لأن آيات الولاية و رواياتها لم تكن لتدل على هذه الهامة الرسالية، فقد دلت واضحة وضح النهار! و لكن «بلغ» تعني بعدي الإيضاح البارع الذي لا يقبل أي تأويل، و الإفصاح على رؤوس الأشهاد في حشد عامّ هامّ تمد إليه الأعناق، و يعرف هامة بلاغه خاص و عام، و لا يقدر على إخفاءه أصلا و دلالة أي مسلم، خلاف النصوص الخاصة من السنة التي قد تخفي، أم آيات قد تؤول، اللهم إلّا آية الولاية في نفس السورة، و قد أمر بتبليغها تفسيرا لها يوم الغدير.
لذلك نراه صميما على كتابة الوصية بذلك البلاغ حتى يتم اللفظ إلى الكتب، و لكنه حصل ما حصل!.
فلقد حصحص الحق المعنيّ من‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» أنها البلاغ الذي لولاه فكأنما لم يكن الرسول مبلغا لرسالة اللَّه، فسواء ألم يبلغ رسالة اللَّه بأسرها أم بلغها و لم يبلغ استمراريتها فيمن يمثلها رسولا و رسالة.
______________________________
يد الأعرابي و سقط السيف من يده و ضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه؟ و ترى ما هو الذي أنزل اليه و لم يبلغها حتى حصل ما حصل و هكذا يضطرب مثل الرازي كالأرشية في الطوى البعيدة و يرجح ما لا يناسب تخوفه عن بلاغ ما انزل إليه، فان هذه الأمور هي كلها ادنى تخوفا بكثير من اصل الدعوة التوحيدية في جموع المشركين و هذا القوم اللد!

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 101

فكما أن القانون الصالح دون من يطبّقه صالحا هو غير صالح، و القانون غير الصالح مع يطبقه من الصالحين غير صالح، فلا بدّ لإصلاح المجتمع من صالح القانون و صالح من يطبقه و يحكم به.
كذلك القرآن حيث يحمل الشرعة الأخيرة الخالدة لا يصلح شرعة أبدية لو لا الرسول (ص) و من يحذو محذاه و ينحو منحاه بعده دعوة به و تطبيقا له.

فدور الرسول (ص) زمن حياته هو دور الوحي قرآنيا و بسنته كأصل و ضابطة، و أما التفسير الصالح المعصوم لذلك القانون المعصوم، بيانا لكل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة، فهو بحاجة إلى دور الخلافة المعصومة طوال قرونها الظاهرة حتى تنضم كامل التبصرة إلى كمال القانون،

و من ثم- في زمن الغيبة- فالنواب العامون من الرعيل الأعلى من ربانيّ الأمة في شوراتهم الصالحة، هم مدراء الشرعة الذين يحق لهم أن يحكموا بالكتاب و السنة، ثم و في دولة صاحب الأمر عجّل اللَّه تعالى فرجه يرجع دور الحكم إلى مدار العصمة كما كانت زمن الرسول (ص) و الأحد عشر الأئمة قبله عليهم السلام.

و هذه الأدوار المتتالية التي رسمها يوم الغدير ببلاغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» هي التي تكمّل الدين و تتم النعمة حيث‏ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً». و هي التي تؤيس الذين كفروا من نقض أو انتقاص ذلك الدين المتين.

فلا يعني يوم الغدير- فقط- يو تأمير الأمير (ع) فإنما هو كنقطة بداية و انطلاق لتثبيت الاستمرارية الرسولية و الرسالية فيمن يحملها و ما يحملها من القرآن المعصوم و القوّاد المعصومين عليهم السلام.
فحقا يقال دونما مجازفة أو مبالغة «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ»

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 102

فحق الرسالة و حاقّها كما استمراريتها بمن يمثّل الرسول المعصوم (ص) دعوة بالكتاب المعصوم.
و هنا يحق القول‏ «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».

ذلك، و كلما كان الدين و القوانين أتم و أبقى، كانت الخلافة المعصومة للحفاظ عليه أوجب و أحرى، فكيف يظن برسولنا الأعظم (ص) أن يهمل الأمة بعده بلا راع يرعاها حق رعايتها رسوليا و رساليا.
فلقد كان (ص) إذا يخرج في غزوة أو غيرها يخلّف مكانه و بمكانته رجلا يدير رحى المجتمع الإسلامي حتى يرجع، كما خلف عليا (ع) قائلا: «إن المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك».

فمن كان هذا دينه و هاتيك قوانينه و سيرته في حياته الرسولية المحدودة فما تظن به يفعل في حياته الرسالية بعده و إلى يوم القيامة؟ فهل تظنه يهمل الأمة حيارى بعد ارتحاله تعصف بهم عواصف الضلالة دون ممثل له يمثله في قيادتهم الروحية و الزمنية، مع أن الضرورة إلى ذلك أشد و الحاجة إليه آكد!.

ذلك، و ترى العصمة المضمونة للرسول (ص) حتى يبلغ ما أنزل إليه هي العصمة عن بأس المشركين و قد فتحت عاصمة التوحيد من ذي قبل و استسلمت جموع الإشراك أمامه طوعا أو كرها؟!.
أو ترى أن ضمان العصمة هو- فقط- عن بأس أهل الكتاب؟ و قد أسست دولة الإسلام في المدينة و الرسول (ص) يعيش قمة قوتها و شوكتها و هو في أخريات أيام حياته الرسولية؟! و ما احتفاف الآية بعصمتها بآيتي التنديد بأهل الكتاب- و لا سيما في‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 103

ترتيب التأليف الذي قد يختلف عن ترتيب التنزيل- ليس احتفاقها هكذا مما يبرهن على أنه كان يخاف منهم في ذلك البلاغ، فإن دل ذلك على شي‏ء فإنما هو إنباءهم أن هذه الرسالة خالدة بكتابها و من يبشر بها من القمة العليا العاصمة المعصومة ف «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».

فمهما لم يكن ترتيب التنزيل قاصدا أحيانا حيث ينزل حسب الحاجات و الطلبات غير المترابطة أحيانا، فترتيب التأليف قاصد دون ريب، و علينا التدبر للحصول على تلك القصود الربانية في ترتيب التأليف، و هو هنا كما بينا من بين الرباط بينها و بين الآيتين، و ما أبلغه رباطا و أفصحه ترتيبا.

ذلك، و كيف يخاف أهل الكتاب في أخريات أيامه و هو في قمة القوة و الشوكة التي كان يهابها الملوك و الرؤساء، و لم يكن يخاف المشركين الذين هم ألدّ منهم و أخطر منذ بزوغ رسالته.

و ما ذلك الاحتفاف الخاص بآيتي أهل الكتاب إلّا لأنهم هم الذين كانوا يأملون ختام هذه الرسالة بختام حياة الرسول (ص) و يعملون لإنهائها بحيل كتابية أكثر مما يحتاله المشركون.

ذلك، فالعصمة الموعودة هنا ليست إلّا عن هؤلاء الناس الناقمين من ولي الأمر بعده (ص) مهما شملت عصمته عن كل المخاوف بصورة طليقة ما كانت من ذي قبل كما ورد في أسباب النزول.
إذا فما ذا تراه كان يخافه الرسول (ص) إن بلغ هاتيك الرسالة ببلاغ‏ «ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» إلّا الخلافة المرموقة الممدودة إليها أعناق جموع نعرفهم.
فليس الناس في‏ «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» إلّا هؤلاء النسناس‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 104

الناقمين ممن تحق له ولاية الأمر و الإمرة بعد الرسول (ص) حيث كان يخاف تهريجهم و تحريجهم على أصل الرسالة تكذيبا له (ص) و هو بين ظهرانيهم، و لا يعنى الكفر هنا إلّا الكفر بذلك البلاغ الرسالي الخاص.

أجل، إن الرسول (ص) ما كان يخاف أن يقتل في يوم من أيام رسالته، و لا في العهد المكي الهرج المرج الحرج، فهل كان يخاف في قمة القوة و السيادة أواخر العهد المدني!.

ف «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَ يَخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً» (33: 39) تسلب كل مخافة في الدعوة الرسالية عن كل الرسل، فضلا عن سيد المرسلين و خاتم النبيين و أفضل الخلق أجمعين، و في قمة الشوكة و السلطة الروحية و الزمنية!.

و حتى إن كان يخشى الناس أحيانا لم يكن يخشاهم على حياته، بل كان يخشاهم على رسالته أن تهتك أو يفتك بها كما في قصة زواجه بزوجة زيد بعد أن قضى منها وطرا، لأنه خلاف سنة جاهلية عريقة، و لكنه طبّق أمر اللَّه على خشيته تلك التي هي في الحق خشية على رسالة اللَّه.

و أما هنا فقد استمهل- دون إهمال- أمر ذلك البلاغ نظرة أمر جديد جادّ أو طمأنة عن بأس الناس حتى نزلت‏ «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فقام يوم الغدير بذلك البلاغ، إنه كان يخاف إن بلغ هاتيك الرسالة الهامة المرموقة الممدودة إليها الأعناق أن يكذبه نفر ممن آمن به جهارا متهمين إياه استغلاله في بلاغ الخلافة فتنفصم بها عرى دعوته الرسالية فيكفرون و يكفر معهم آخرون، فيتزلزل أركان رسالته العالمية الخالدة بينما هو يغادرهم إلى جوار رحمة ربه.

لذلك، و لأن الأمر: «بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» ما كان محددا بوقت، كان يرى ترجيحا مؤقتا لأهم الأمرين أن يبطي تأجيلا لذلك البلاغ‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 105

نظرة أمر يتلو لعل اللَّه يحدث بعد ذلك أمرا لا يكون هكذا إمرا، و يبدله من بعد عسره يسرا حتى نزلت آية البلاغ مرة ثالثة بهذه التآكيد القيمة الحادّة الجادّة، مطمئنة إياه عصمته عن بأس الناس فقد نزلت في الأولى: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» و زيد عليها في الثانية «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» ثم في الثالثة «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» «1».
______________________________
(1). ابن الفتال الشيرازي في روضة الواعظين عن الامام الباقر في حديث مفصل‏ قال اللَّه لرسوله: فأقم يا محمد (ص) عليا علما و خذ عليهم البيعة و جدد عهدي و ميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه فإني قابضك إلي فخشي رسول اللَّه (ص) من قومه و أهل النفاق و الشقاق ان يتفرقوا و يرجعوا إلى الجاهلية لما عرف من عداوتهم

و لما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة و البغضاء و سئل جبرائيل أن يسأل ربه العصمة من الناس و انتظر أن يأتيه جبرائيل بالعصمة من الناس من اللَّه عز و جل فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرائيل و أمره ان يعهد عهده و يقيم حجته عليا للناس و لم يأته بالعصمة من اللَّه عزّ و جلّ الذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة و المدينة فأتاه جبرائيل و أمره بالذي أمر به من قبل و لم يأته بالعصمة فقال يا جبرائيل اني لأخشى قومي أن يكذبوني و لا يقبلوا قولي في علي فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاث أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس فقال يا محمد: ان اللَّه عزّ و جل يقرئك السلام

و يقول لك: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فأمر رسول اللَّه (ص) عند ما جاءته العصمة- و ذكر قصة البلاغ يوم الغدير على تفصيله إلى أن قال (ص) في خطبة الغدير: معاشر الناس ما قصرت عن تبليغ ما أنزله اللَّه تعالى إلي و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية: ان جبرائيل هبط إليّ مرارا ثلاثة يأمرني عن السلام ربي و هو السلام ان أقوم في هذا المشهد فأعلم كل ابيض و اسود ان علي بن أبي طالب اخي و وصيي و خليفتي و هو الامام بعدي الذي مني محل هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي، هو وليكم بعد اللَّه و رسوله- إلى آخر الخطبة الطويلة و قد طالت في الرمضاء زهاء ساعتين في ذلك الملإ العام من المسلمين.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 106

ذلك، و لقد اصفقت الأمة الاسلامية بأسرها من الصحابة و التابعين و تابعي التابعين و من المفسرين و سائر المؤلفين على نزول هذه الآية بشأن بلاغ الأمر لعلي أمير المؤمنين (ع) لحد نسمع ابن مسعود «1» ينقل قراءتها بزيادة- ان عليا مولى المؤمنين- مما خيل إلى بعض البسطاء أنها كانت في الآية فأسقطت و لم تسقط إلّا عقليته الإسلامية!.

و لقد ورد نزولها فيه (ع) بشأن قصة الغدير عن ثلاثين مصدرا من إخواننا «2» و رواته من الصحابة مائة و عشرون صحابيا و من التابعين اربع‏
______________________________
(1). الحافظ ابن مردويه ص 108 اخرج باسناده ابن مسعود انه قال: كنا نقرأ على عهد رسول اللَّه (ص): يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك- إن عليا مولى المؤمنين- و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و اللَّه يعصمك من الناس، و قد رواه في الدر المنثور 3: 298 و الشوكاني في فتح القدير و الأربلي في كشف الغمة عنه عن زر عن ابن مسعود.

(2) يذكرها المغفور له العلامة الاميني في 1: 214- 223 هكذا: نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة حجة الوداع (10 ه) لما بلغ النبي (ص) غدير خم فأتاه جبرائيل بها على خمس ساعات مضت من النهار فقال:

يا محمد (ص) إن اللَّه يقرؤك السلام و يقول لك: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» في علي‏ «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ..» و كان أوائل القوم- و هم مائة الف أو يزيدون- قريبا من الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان و ان يقيم عليا (ع) علما للناس و يبلغهم ما انزل اللَّه فيه و أخبره بان اللَّه عزّ و جل قد عصمه من الناس،

و ما ذكرناه من المتسالم عليه عند أصحابنا الامامية غير انا نحتجّ في المقام بأحاديث أهل السنة في ذلك فإليك البيان:
1- الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الولاية عن زيد بن أرقم قال: لما نزل النبي (ص) بغدير خم في رجوعه عن حجة الوداع و كان في وقت الضحى و حرّ شديد أمر بالدوحات فقمّت و نادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال:
إن اللَّه تعالى انزل إلي: «بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ ... وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 107

______________________________
و قد أمرني جبرائيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد و أعلم كل ابيض و أسود ان علي بن أبي طالب اخي و وصيي و خليفتي و الامام بعدي فسألت جبرائيل ان يستعفي لي ربي لعلمي بقلة المتقين و كثرة المؤذين لي و اللائمين لكثرة ملازمتي لعلي و شدة إقبالي عليه حتى سموني أذنا فقال تعالى: «وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ» و لو شئت ان اسميهم و أدل عليهم لفعلت و لكني بسترهم قد تكرمت فلم يرضى اللَّه إلا بتبليغي فيه فاعلموا معاشر الناس ذلك، فان اللَّه قد نصبه لكم وليا و إماما و فرض طاعته على كل احد ماض حكمه جائز قوله،

ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه، اسمعوا و أطيعوا فان اللَّه مولاكم و علي إمامكم، ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة لا حلال إلّا ما أحله اللَّه و رسوله و لا حرام إلّا ما حرمه اللَّه و رسوله و هم فما من علم إلّا و قد أحصاه اللَّه فيّ و نقلته إليه فلا تضلوا عنه و لا تستنكفوا منه فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به، لن يتوب اللَّه على أحد أنكره و لن يغفر له، حتما على اللَّه ان يفعل ذلك أن يعذبه عذابا نكرا ابد الآبدين فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق و بقي الخلق، ملعون من خالفه، قولي عن جبرائيل عن اللَّه فلتنظر نفس ما قدمت لغد.

افهموا محكم القرآن و لا تتبعوا متشابهه، و لن يفسر ذلك لكم إلّا من أنا آخذ بيده و شائل بعضده، و معلمكم: ان من كنت مولاه فهذا علي مولاه و موالاته من اللَّه عزّ و جلّ انها أنزلها علي، ألا و قد أديت، ألا و قد بلغت، ألا و قد أسمعت، ألا و قد أوضحت، لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره، ثم رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبي (ص)

و قال: معاشر الناس! هذا أخي و وصيي و واعي علمي و خليفتي على من آمن بي و على تفسير كتاب ربي، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنزلت عند تبيين ذلك في علي: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» بإمامته فمن لم يأتم به و بمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك حبطت اعمالهم و في النار هم خالدون، ان إبليس أخرج آدم (ع) من الجنة مع كونه صفوة اللَّه بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم، في علي نزلت سورة «وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ».

معاشر الناس! آمنوا باللَّه و رسوله و النور الذي أنزل معه من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارهم أو نلعنهم كما لعنّا اصحاب السبت، النور من اللَّه فيّ ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي (ع) معاشر الناس سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 108

و ثمانون تابعيا و طبقات رواته من أئمة الحديث و حفاظه مائتان و ستون نسمة و المؤلفون فيه من الفريقين ستة و عشرون، مما يجعل نزول هذه الآية بشأن غدير الأمير (ع) من قمة المتواترات الإسلامية، فلا محيد عن القول به إلّا لمن يكفر بهذه الآية و «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» و لقد بلغت من عصمته تعالى رسوله (ص) من بأس الناس في ذلك البلاغ المبين إلى أن هنأ الامام عليا (ع) في ولايته الشيخان و هما أرأس الرؤوس في النقمة من إمرته (ع) يذكرها إخواننا عن ستين مصدرا و لا ينبيك مثل خبير إذ قالا له:
بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة «1».
______________________________
النار و يوم القيامة لا ينصرون، و ان اللَّه و أنا بريئان منهم، انهم و أنصارهم و اتباعهم في الدرك الأسفل من النار و سيجعلونها ملكا اغتصابا فعندها يفرغ لكم ايها الثقلان و يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران- الحديث، ثم نقل قصة الغدير هذه عن بقية الثلاثين مصدرا.

(1). لقد روى حديث التهنئة فيمن رواه الحافظ أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة بإسناده عن البراء بن عازب، و الامام احمد في مسنده 4: 281 عنه و الحافظ أبو العباس الشيباني بالإسناد عنه و الحافظ أبو يعلى عنه و الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره 3: 428 بالإسناد عن ابن عباس و البراء بن عازب و محمد بن علي و الحافظ احمد بن عقدة في كتاب الولاية بالإسناد عن سعد بن أبي وقاص و الحافظ أبو عبد اللَّه المرزباني عن أبي سعيد الخدري و الدار قطني و ابن بطة عن البراء بن عازب و الباقلاني في التمهيد في اصول الدين 171 و الخركوشي النيسابوري في شرف المصطفى عنه و ابن مردويه في تفسيره عن أبي سعيد الخدري و الثعلبي في تفسيره و ابن سمان الرازي عن ابن عازب و البيهقي عنه و الخطيب البغدادي بسندين صحيحين عن أبي هريرة 232- 233 و ابن المغازلي في المناقب و العاصي في زين الفتى و السمعاني في فضائل الصحابة عن ابن عازب و الغزالي في سر العالمين 9 و الشهرستاني في الملل و النحل و الخوارزمي في مناقبه 94 و ابن الجوزي عن ابن عازب و فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير و ابن الأثير الشيباني في النهاية 4: 246 و النطنزي في الخصائص العلوية
الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 109
فما أظلمه من ينكر نزول آية التبليغ بشأن تأمير الأمير (ع) يوم الغدير و قد أضفقت الآية نفسها بمتواتر الرواية بشأن نزولها على ذلك، أو ليس نكرانه كفرا بكتاب اللَّه و سنة رسول اللَّه (ص)؟ و «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ».
لقد طالت المحاولات الناقمة من الامام علي (ع) أن تجمد دلالة الآية و الولاية المصرح بها في رواية الغدير عن دلالتها الواضحة على الأولوية الطليقة للإمام علي (ع) بإمرة المؤمنين، و لكنها في حقل البرهان جامدة خامدة لا ترجع إلّا بفضح محاوليها و المحتالين فيها.
______________________________
و ابن الأثير و الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 16 و سبط بن الجوزي و عمر بن محمد الملا في وسيلة المتعبدين و الطبري في الرياض النضرة و الحمويني في فرائد السمطين و 9 النيسابوري و ولي الدين الخطيب في مشكاة المصابيح 557 و ابن كثير في البداية و النهاية 5: 209- 210 و المقريزي المصري في الخطط 3: 223 و ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة و القاضي نجم الدين الأذرعي في بديع المعاني 75 و الميبدي في شرح الديوان و السيوطي في جمع الجوامع و السهمودي في وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى 3: 173

و القسطلاني في المواهب اللدنية 3: 13 في معنى المولى و البخاري و ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة 26 و السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في مودة القربى و السيد محمود الشيخاني القادري في الصراط السوي في مناقب آل النبي و المناوي في فيض القدير 6: 218 و با كثير المكي في وسيلة المآل في عد مناقب الآل و الزرقاني المالكي في شرح المواهب 7: 13 و حسام الدين بن محمد با يزيد السهارنيوري في مرافض الرافض و البدخشاني في كتابيه مفتاح النجا في مناقب آل العباد و نزل الأبرار بما صح في أهل البيت الأطهار

و الشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى و العمري الدهلوي و السيد محمد الصنعاني في الروضة الندية شرح التحفة العلوية و الكهنوي في مرآت المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين و محمد محبوب العالم في تفسير شاهي و السيد احمد زيني حلان في الفتوحات الإسلامية 3: 306 و الشيخ محمد حبيب اللَّه الشنقيطي المدني في حياة علي بن أبي طالب 28 عن ابن عازب.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 110

و كيف ينكر أو يتجاهل ما أصفقت الأمة الإسلامية بنقله من المؤرخين‏ «1» و المحدثين‏ «2» و المفسرين‏ «3» و المتكلمين و اللغويين.
______________________________
(1). فمن المؤرخين البلاذري في أنساب الأشراف و ابن قتيبة في المعارف و الامامة و السياسة و الطبري في كتاب مفرد و ابن زلاق الليثي في تأليفه و الخطيب البغدادي في تاريخه و ابن عبد البر في الاستيعاب و الشهرستاني في المل و النحل و ابن عساكر في تاريخه و ياقوت الحموي في معجم الأدباء 18: 84 و ابن الأثير في أسد الغابة و ابن أبي الحديد في شرح النهج و ابن خلكان في تاريخه و اليافعي في مرآت الجنان و ابن الشيخ البلوي في ألف باء و ابن كثير في البداية و النهاية و ابن خلدون في مقدمة تاريخه و الذهبي في تذكرة الحفاظ و النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب و العسقلاني في الاصابة و تهذيب التهذيب و ابن الصباغ في الفصول المهمة و المقريزي في الخطط و السيوطي في جمع من كتبه و القرماني في أخبار الدول و نور الدين الحلبي في السيرة الحلبية و غيرهم.

(2) و من المحدثين الكبار الامام الشافعي كما في نهاية ابن الأثير و الامام احمد بن حنبل في مسنده و مناقبه و ابن ماجه في سننه و الترمذي في صحيحه و النسائي في الخصائص و أبو يعلي الموصلي في مسنده و البغوي في السنن و الدولابي في الكنى و الأسماء و الطحاوي في مشكل الآثار و الحاكم في المستدرك و ابن المغازلي في المناقب و ابن مندة الأصبهاني بعدة طرق في تأليفه و الخطيب الخوارزمي في المناقب و مقتل الامام السبط (ع) و الكنجي في كفاية الطالب و محب الدين الطبري في الرياض النضرة و ذخائر العقبى و الحمويني في فرائد السمطين و الهيثمي في مجمع الزوائد و الذهبي في التلخيص و الجزري في أسنى المطالب و القسطلاني في المواهب اللدنية و المتقي الهندي في كنز العمال و الهروي القاري في المرقاة في شرح المشكاة و تاج الدين المناوي في كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق و فيض القدير و الشيخاني القادري في الصراط المستقيم في مناقب آل النبي و با كثير المكي في وسيلة المآل في مناقب الآل و الزرقاني في شرح المواهب و ابن حمزة الدمشقي في كتاب البيان و التعريف و غيرهم.
(3) و من أئمة التفسير الطبري و الثعلبي و الواحدي في أسباب النزول و القرطبي و أبو السعود و الفخر الرازي و ابن كثير و النيشابوري و جلال الدين السيوطي و الخطيب الشربيني و الآلوسي و كثير غيرهم.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 111

ذلك و رواة الغدير من الصحابة مائة و عشر «1» و من التابعين أربعة
______________________________
(1). و أولئك هم حسب حروف الهجاء: 1- أبو هريرة 2- أبو ليلى الأنصاري 3- أبو زينب بن عوف الأنصاري 4- أبو فضالة الأنصاري 5- أبو قدامة الأنصاري 6- ابو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري 7- أبو الهيثم بن التيهان 8- أبو رافع القبطي 9- ابو ذويب خويلد بن خالد بن محرث الهذلي 10- أبو بكر بن أبي قحافة 11- أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي 12- أبي بن كعب الأنصاري 13- أسعد بن زرارة الأنصاري 14- أسماء بنت عميس الخثعمية 15- أم سلمة 16- أم هاني بنت أبي طالب 17- أبو حمزة انس بن مالك الأنصاري 18- براء بن عازب الأنصاري الأوسي 19- بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي 20- أبو سعيد ثابت بن وديعة الأنصاري 21- جابر بن سمرة بن جنادة أبو سليمان السوائي 22- جابر بن عبد اللّه الأنصاري 23- جبلة بن عمرو الأنصاري 24- جبير بن مطعم بن عدي القرشي 25- جرير بن عبد اللَّه بن جابر البجلي 26- أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري 27- أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن الأنصاري 28- حبة بن جوني أبو قدامة العرني 29- حبش بن جنادة السلولي 30- حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي 31- حذيفة بن أسيد أبو شريحة الغفاري 32- حذيفة بن اليمان 33- حسان بن ثابت 34- الامام الحسن المجتبى (ع) 35- الامام الحسين الشهيد (ع) 36- أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري 37- أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي 38- خزيمة بن ثابت الأنصاري 39- أبو شريح خويلة ابن عمر الخزاعي 40- رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري 41- زبير بن العوام 42- زيد بن أرقم الأنصاري 43- ابو سعيد زيد بن ثابت 44- زيد بن يزيد بن شراحيل الأنصاري 45- زيد بن عبد اللَّه الأنصاري 46- أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص 47- سعد بن جنادة العوفي 48- سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي 49- أبو سعيد الخدري 50- سعيد بن زيد القرشي 51- سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري 52- ابو عبد اللَّه سلمان الفارسي 53- أبو مسلم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي 54- أبو سليمان سمرة بن جندب الفزاري حليف الأنصار 55- سهل بن حنيف الأنصاري 56- أبو العباس سهل بن سعد الأنصاري 57- أبو أمامة الأنصاري 58- ضميرة الأسدي 59- طلحة بن عبيد اللَّه التميمي 60- عامر بن عمير النميري 61- عامر بن ليلى بن حمزة 62- عامر بن ليلى الغفاري 63- أبو الطفيل عامر بن واثلة

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 112

و ثمانون‏ «1» و من العلماء الرواة عن الصحابة و التابعين من القرن الثاني‏
______________________________
الليثي 64- عائشة بنت أبي بكر 65- عباس بن عبد المطلب 66- عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري 67- أبو محمد عبد الرحمن بن عوف 68- عبد الرحمن بن يعمر الديلمي 69- عبد اللَّه بن أبي عبد الأسد المخزومي 70- عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء 71- عبد اللَّه بن بشير 72- عبد اللَّه بن ثاب الأنصاري 73- عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي 74- عبد اللَّه بن حنطب القرشي المخزومي 75- عبد اللَّه بن ربيعة 76- عبد اللَّه بن عباس 77- عبد اللَّه بن أبي اوفى علقمة الأسلمي 78- أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب العدوي 79- عبد اللَّه بن مسعود 80- عبد اللَّه بن ياميل 81- عثمان بن عفان 82- عبيد بن عازب الأنصاري 83- عدي بن حاتم 84- عطية بن بسر المازني 85- عقبة بن عامر الجهني 86- علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) 87- عمار بن ياسر 88- عمارة الخزرجي الأنصاري 89- عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد 90- عمر بن الخطاب 91- عمران بن حصين الخزاعي 92- عمرو بن الحمق الخزاعي 93- عمرو بن شراحبيل 94- عمرو بن العاص 95- عمرو بن مرة الجهني 96- الصديقة الطاهرة عليها السلام 97- فاطمة بنت حمزة 98- قيس بن ثابت الأنصاري 99- قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري 100- كعب بن عجرة الأنصاري 101- مالك بن الحويرث الليثي 102- المقداد بن عمرو الكندي 103- ناجية بن عمرو الخزاعي 104- أبو برزة فضلة بن عتبة الأسلمي 105- نعمان بن عجلان الأنصاري 106- هاشم المرقال ابن عتبة بن أبي وقاص الزهري 107- أبو وسمة وحشي بن حرب الحبشي الحمصي 108- وهب بن حمزة 109- أبو جحيفة وهب بن عبد اللَّه الموائي 110- أبو مرازم يعلى بن مرة بن وهب الثقفي.

فهؤلاء مائة و عشرة من أعاظم الصحابة الذين وجدنا روايتهم لحديث الغدير و لعل هؤلاء الذين ما وجدناهم اكثر بكثير كما هو قضية جمع الغدير الكثير الكثير.

(1). التابعون حسب حروف التهجي: 1- أبو راشد الجراني 2- أبو سلمة 3- أبو سليمان المؤذن 4- أبو صالح السمان ذكوان 5- أبو عنفوانة المازني 6- أبو عبد الرحيم الكندي 7- ابو القاسم إصبع بن نباتة 8- أبو ليلى الكندي 9- إياس بن نذير 10- جميل بن عمارة 11- حارثة بن نصر 12- حبيب بن أبي ثابت 13- الحرث بن مالك 14- الحسين بن مالك بن الحويرث 15- حكم بن عتيبة الكوفي 16- حميد بن عمارة
الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 113

إلى القرن الرابع عشر (360) شخصا «1» و المؤلفون حول الغدير (36) من‏
______________________________
الخزرجي 17- حميد الطويل 18- خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي 19- ربيعة الجرشي 20- أبو المثنى رياح بن الحارث النخعي 21- أبو عمرو زاذان بن عمر الكندي 22- أبو مريم زرّ بن حبيش 23- زياد بن أبي 24- زيد بن يثيع الهمداني 25- سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب 26- سعيد بن جبير الأسدي 27- سعيد بن أبي حدان 28- سعيد بن المسيب 29- سعيد بن وهب 30- أبو يحيى سلمة بن كهيل 31- سليم بن قيس الهلالي 32- سليمان بن مهران 33- سهم بن الحصين الأسدي 34- شهر بن حوشب 35- الضحاك بن مزاحم 36- طاووس بن كيسان 37- طلحة بن المصرف الأيامي 38- عامر بن سعد بن أبي وقاص 39- عائشة بنت سعد 40- عبد الحميد بن المنذر 41- عبد بن خير 42- عبد الرحمن بن أبي ليلى 43- عبد الرحمن بن سابط 44- عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة 45- عبد اللَّه بن شريك 46- عبد اللَّه بن زياد الأسدي 47- عبد اللَّه بن محمد بن عقيل 48- عبد اللَّه بن يعلى بن مرة 49- عدي بن ثابت الأنصاري 50- عطية بن سعد بن جنادة 51- علي بن زيد بن جدعان 52- عمارة بن جوين العبدي 53- عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي 54- عمر بن عبد الغفار 55- عمر بن علي امير المؤمنين (ع) 56- عمرو بن جعدة بن هبيرة 57- عمرو بن مرة الكوفي 58- عمرو بن عبد اللَّه السبيعي 59- عمرو بن ميمون 60- عميرة بن سعد 61- عميرة بنت سعد بن مالك 62- عيسى بن طلحة 63- فطر بن خليفة المخزومي 64- قبيضة بن ذئيب 65- أبو مريم قيس الثقفي 66- محمد بن عمر بن علي أمير المؤمنين (ع) 67- مسلم بن صبيح 68- مسلم الملائي 60- مصعب بن سعد بن أبي وقاص 70- مطلب بن عبد اللَّه القرشي المخزومي 71- مطرق الدراق 72- معروف بن خربوذ 73- منصور بن ربعي 74- موسى بن اكتل 75- مهاجر بن مسمار 76- ميمون البصري 77- نذير الضبي 78- هاني بن هاني 79- أبو بلج يحيى بن مسلم الفزاري 80- يحيى بن جعدة 81- يزيد بن أبي زياد 82- يزيد بن حيان التيمي 83- يزيد بن عبد الرحمن بن الأودي 84- أبو نجيح يسار الثقفي، نذكرهم حسب ترتيب وفياتهم.

(1). فمن القرن الثاني:- عمرو بن دينار (115) 2- محمد بن مسلم بن عبيد اللَّه القرشي‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 114

______________________________
الزهري (124) 3- عبد الرحمن التيمي (126) 4- بكر بن سوادة (128) 5- عبد اللَّه بن أبي نجيح (131)- مغيرة بن مقسم (133) 7- خالد بن زيد الجمحي (139) 8- الحسن بن الحكم النخعي (140) 9- إدريس بن يزيد الأودي لا 10- يحيى بن سعيد بن حيان التيمي (145) 11- عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي (145) 12- أوف بن أبي جميلة العبدي (146) 13- عبيد اللَّه بن عمر بن حفص (147) 14- نعيم بن الحكيم (148) 15- طلحة بن يحيى (148) 16- كثير بن زيد (150) 17- محمد بن إسحاق (151) 18- معمر بن راشد (153) 19- مسعر بن كدام (153) 20- الحكم بن ابان (154) 21- عبد اللَّه بن شوذب (157) 22- شعبة بن الحجاج (160) 23- كامل بن العلا (160) 24- سفيان بن سعيد الثوري (161) 45- إسماعيل بن يونس (162) 2- جعفر بن زياد (165) 27- مسلم بن سالم النهدي 28- قيس بن الربيع (165) 29- حماد بن سلمة (167) 30- عبد اللَّه بن لهيعة (174) 3- الوضاح بن عبد اللَّه (175) 32- شريك بن عبد اللَّه (177) 33- عبيد اللَّه بن عبد الرحمن (182) 34- نوح بن قيس الحدّاني (183) 35- المطلب بن زياد (185) 36- حسان بن ابراهيم الغزي (186) 37- جرير بن عبد الحميد (188) 38- الفضل بن موسى (192) 39- محمد بن جعفر المدني (193) 40- إسماعيل بن علية (193) 41- محمد بن إبراهيم السلمي (194) 42- محمد بن خازم العزير (195) 43- محمد بن فضيل (195) 44- الوكيع بن الجراح (196) 45- سفيان بن عيينة (198) 46- عبد اللَّه بن نمير (199) 47- خنش بن الحرث 48- موسى بن يعقوب 49- العلاء بن سالم العطار 50- الأزرق بن علي بن مسلم 51- هاني بن أيوب 52- فضيل بن مرزوق الأغر (160) 53- سعد بن عبيدة 54- موسى بن مسلم الحزامي 55- يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري 56- عثمان بن سعد.

من القرن الثالث: 57- ضمرة بن ربيعة (202) 58- محمد بن عبد اللَّه الزبيري (203) 59- مصعب بن المقدام (203) 60- يحيى بن آدم (203) 61- زيد بن الحباب الخراساني (203) 62- محمد بن إدريس الشافعي (204) 63- أبو عمرو شبابة بن سوار الفزاري (206) 64- محمد بن خالد الحنفي 65- خلف بن تميم الكوفي (306) 66- أسود بن عامر شاذان (208) 67- حسين بن‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 115

______________________________
الحسن الأشقر الفزاري (208) 68- حفص بن عبد اللَّه بن راشد (209) 69- عبد الرزاق بن همام الصنعاني (211) 70- الحسن بن عطية (213) 71- عبد اللَّه بن يزيد العدوي (313) 72- حسين بن محمد بن بهرام (213) 73- عبيد اللَّه بن موسى العبسي (312) 74- علي بن قادم الخزاعي (213) 75- محمد بن سليمان الحراني (213) 76- عبد اللَّه بن داود (213) 77- أبو عبد الرحمن بن دينار العبدي (2151) 78- يحيى بن حماد الشيباني (215) 79- حجاج بن منهال السلمي (217) 80- الفضل بن دكين (218) 81- عفان بن مسلم (219) 82- علي بن عياش الألهاني (219) 83- مالك بن إسماعيل بن درهم النهدي (219) 84- قاسم بن سلام الهروي (223) 85- محمد بن كثير (223) 86- موسى بن إسماعيل المنقري (223) 87- قيس بن حفص بن القعقاع (227) 88- سعيد بن منصور (227) 89- يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (228) 90- ابراهيم بن الحجاج السامي (231) 91- علي بن حكيم بن ذيبان (231) 92- خلف بن سالم المهبلي (231) 93- علي بن محمد الطنافسي (233) 94- هدبة بن خالد القيسي (235) 95- عبد اللَّه بن محمد العبسي (235) 96- عبيد اللَّه بن عمر الجشمي (235) 97- احمد بن عمر بن حفص الجلاب (235) 98- ابراهيم بن المنذر الحزامي (236) 99- يحيى بن سليمان الكوفي (237) 100- ابن راهويه الحنظلي (237) 101- عثمان بن محمد العبسي (239) 102- الحسن بن حماد سجادة (241) 106- هارون بن عبد اللَّه (243) 107- حسين بن حريث المروزي (244) 108- هلال بن بشر الأحدب (346) 109- أبو الجوزاء احمد بن عثمان (246) 110- محمد بن العلاء (248) 115- يوسف بن عيسى بن دينار المروزي (249) 114 112- نصر بن علي بن نصر الجهضمي (251) 113- محمد بن بشار الشهير ب (بندار) (252) 114- محمد بن المثنى العنزي (252) 115- يوسف بن موسى القطان (253) 116- محمد بن عبد الرحيم صاعقة (255) 117- محمد بن عبد اللَّه العدوي المقري (256) 118- محمد بن إسماعيل البخاري (256) صاحب الصحيح 119- الحسن بن عرفة (357) 12- عبد اللَّه بن سعيد الكندي (257) 121- محمد بن يحيى النيسابوري الدهلي (258) 122- حجاج بن يوسف الثقفي (259) 123- عثمان بن حكيم الأودي (361) 124- عمر بن‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 116

______________________________
شبّه (362) 125- 125 حمدان احمد بن يوسف السلمي (364) 126- عبيد اللَّه بن عبد الكريم المخزومي (364) 127- احمد بن منصور بن سيار أبو بكر البغدادي صاحب المسند (265) 128- إسماعيل بن عبد اللَّه بن مسعود العبدي (267) 129- الحسن بن علي بن عفان (270) 130- حمد بن عوف الطائق الحمصي (272) 131- سليمان بن سيف الطائي الحراني 132- محمد بن يزيد القزويني (273) 133- عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (276) 134- عبد الملك بن محمد ابو قلابة الرقاشي (276) 135- احمد بن حازم الغفاري (276) 136- محمد بن عيسى الترمذي (279) 137- احمد بن يحيى البلاذري (279) 138- ابراهيم بن الحسين الكسائي (280) 139- احمد بن عمرو ابو بكر الشيباني (287) 140- زكريا بن يحيى السجزي (289) 141- عبد اللَّه بن احمد بن حنبل (290) 142- احمد بن عمرو ابو بكر البزار (292) 143- ابراهيم بن عبد اللَّه الكجي صاحب السنن (292) 144- صالح بن محمد جرزة (293) 145- احمد بن عثمان العبسي (297) 146- القاضي علي بن محمد المصّيصي 147- ابراهيم بن يونس المؤدب حرمي 148- أبو هريرة محمد بن أيوب الواسطي.

القرن الرابع: 149- عبد اللَّه بن الصفر السكري (302) 150- احمد بن شعيب النسائي صاحب السنن (303) 151 بن الحسن بن سفيان النسوي البالوزي صاحب المسند الكبير (303) 152- احمد بن علي الموصلي صاحب المسند الكبير (307) 153- احمد بن جرير الطبري صاحب التفسير و التاريخ (310) 154- احمد بن محمد الضبعي الأحول (311) 155- محمد بن جمعة القهستاني صاحب المسند الكبير (313) 156- عبد اللَّه بن محمد البغوي (317) 157- محمد بن احمد الدولابي (320) 158- احمد بن عبد اللَّه المعروف بابن النيري (320) 159- أبو جعفر احمد بن محمد الازدي الطحاوي (321) 160- ابراهيم بن عبد الصمد الهامشي (325) 161- محمد بن علي الترمذي 162- عبد الرحمن ابن أبي حاتم محمد بن إدريس التميمي الحنظلي (327) 163- احمد بن عبد ربه القرطبي (328) 164- الفقيه أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المحاملي (330) 165- حبشون بن موسى الخلال (331) 166- أبو العباس احمد بن عقدة (333) 167- محمد بن علي بن خلف العطار 168- الهيثم بن كليب ابو سعيد الشاشي (335) 169- محمد

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 117

______________________________
بن صالح بن هاني الوراق النيسابوري (340) 170- محمد بن يعقوب (344) 171- يحيى بن محمد الغبري البغياني (344) 172- المسعودي علي بن الحسين البغدادي (346) 173- محمد بن احمد بن تميم الخياط القنطري (340) 174- جعفر بن محمد بن نصير (347) 175- محمد بن علي الشيباني 176- دعلج بن احمد السجستاني (341) 177- محمد بن الحسن بن محمد النقاش المفسر الموصلي (351) 178- محمد بن عبد اللَّه الشافعي البزاز (354) 179- محمد بن حبان التيمي البستي (354) 180- سليمان بن احمد بن أيوب اللخمي الطبراني (360) 181- احمد بن حنبل صاحب المسند الكبير (365) 182- احمد بن جعفر القطيعي (367) 183- الزبير بن عبد اللَّه التوزي (370) 184- محمد بن احمد بن بالويه النيسابوري (374) 185- علي بن عمر بن أحمد الدار قطني (385) 186- الحسن بن ابراهيم ابن رولاق (387) 187- عبيد اللَّه بن محمد العكبري ابن بطة (387) 188- محمد بن عبد الرحمن الذهبي (388) 189- احمد بن سهل الفقيه البخاري 190- النسائي 191- يحيى بن محمد الأخباري القرن الخامس: 192- أبو بكر الباقلاني (403) 193- محمد بن عبد اللَّه ابن اليشع النيسابوري (405) 194- احمد بن محمد بن موسى (405) 195- الخركوشي (407) 196- احمد بن عبد الرحمن الشيرازي (407) 197- محمد بن احمد بن محمد (412) 19- ابن مردويه الأصبهاني (416) 199- احمد بن محمد بن يعقوب مسكويه (421) 200- القاضي احمد بن الحسين ابن السماك (424) 201- الثعلبي النيسابوري المفسر الشهير (427) 202- عبد اللَّه بن علي بن محمد بن بشران (429) 203- الثعالبي النيسابوري (429) 204- أبو نعيم الأصبهاني (430) 205- الحسن بن علي بن محمد التيمي ابن المذهّب (444) 206- ابن السمان (445) 207- البيهقي (458) 28- القرطبي (463) صاحب الاستيعاب 209- الخطيب البغدادي (463) 210- الواحدي النيسابوري (468) 211- مسعود بن ناصر بن عبد اللَّه السجزي (477) 212- ابن المغازلي (483) 213- علي بن الحسن القاضي الخلعي (492) 214- ابن الحداد الحسكاني (490) 215- احمد بن محمد بن علي العاصمي.
القرن السادس: 216- حجة الإسلام الغزالي (505) 21- محمد بن علي‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 118

______________________________
الكوفي الرسبي (510) 218- ابن منده (512) 219- البغوي (516) 220- عبد الواحد الشيباني (525) 221- علي بن عبد اللَّه بن نصر بن السرى الزاغوني (527) 222- رزين بن معاوية العبدري الأندلسي (535) 223- جار اللَّه محمود بن عمر الزمخشري (538) 224- القاضي عياض اليحصبي السبتي (544) 225- الشهرستاني الشافعي (548) 226- النطنزي 227- السمعاني الشافعي (562) 228- يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي (567) صاحب التفسير الكبير 229- موفق بن احمد ابو المؤيد اخطب الخطباء الخوارزمي (568) 230- الأربيلي المعروف بملّا 231- علي بن الحسن بن هبة اللَّه أبو القاسم الدمشقي ثقة الدين الشهير بابن عساكر (571) صاحب التاريخ الكبير 232- محمد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسى الاصبهاني (581) 233- أبو بكر الحازمي (584) 234- ابن الجوزي البكري (597) 235- الفقيه اسعد بن أبي الفضائل محمود بن خلف العجلي أبو الفتوح (600).

القرن السابع: 236- فخر الدين الرازي (606) صاحب التفسير الكبير 237- ابن الأثير الشيباني الجزري (606) 238- أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المالكي الشهير بابن الشيخ (605) 239- تاج الدين زيد بن الحسن بن زيد الكندي (613) 240- الشيخ علي بن حمية القرشي (621) 241- أبو عبد اللَّه ياقوت الحموي (626) 242- علي بن محمد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري (630) صاحب التاريخ الكامل و اسد الغابة 243- حنبل بن عبد اللَّه بن الفرج البغدادي الرصافي (640) 244- ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي (643) 245- محمد بن طلحة القرشي النصيبي 246- أبو المظفر يوسف الأمير حسام الدين قزاوغلي (654) 247- ابن أبي الحديد المعتزلي (655) 248- الكنجي الشافعي (658) صاحب كفاية الطالب 249- عبد الرزاق بن عبد اللَّه بن أبي بكر عز الدين الرسغي (661) 250- فضل اللَّه بن أبي سعيد الحسن الشافعي النوربشتي 251- يحيى الدين يحيى بن شرف النووي (676) 252- الشيخ مجد الدين عبد اللَّه بن محمود بن مورود الحنفي الموصلي (683) 253- القاضي ناصر الدين عبد اللَّه عمر ابو الخير البيضاوي (685) صاحب الطوالع و المصباح في أصول الدين و مختصر الكشاف في التفسير و تأليفات اخرى 254- احمد بن عبد اللَّه فقيه الحرم محب الدين‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 119

______________________________
أبو العباس الطبري (694) 255- ابراهيم بن عبد اللَّه الرصابي اليمني 256- محمد بن احمد الفرغاني (700).

القرن الثامن: 357- شيخ الإسلام ابو إسحاق ابراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤبد الحمويه (722) 258- علاء الدين احمد بن محمد بن احمد السمناني (736) 259- يوسف بن عبد الرحمن الدمشقي المزّي 260- شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي الشافعي (748) 361- نظام الدين النيسابوري صاحب التفسير الكبير 262- ولي الدين محمد بن عبد اللَّه الخطيب العمري التبريزي صاحب مشكاة المصابيح 263- ابو محمد القيس الحنفي النحوي (749) 264- ابن الوردي (749) 365- جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي (750) 266- القاضي عبد الرحمن بن احمد الإيجي (756) 267- الكازروني (758) 268- أبو السعادات عبد اللَّه بن اسعد بن علي اليافعي الشافعي (768) 269- عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القيسي (774) 270- عمر بن حسن بن مزيد بن أميله المراغي (778) 271- شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن احمد بن علي الهواري ابن جابر الأندلسي (780) 272- السيد علي بن شهاب بن محمد الهمداني (786) 273- المقدسي المعروف بالصامت (789) 274- سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد اللَّه الهروي (791).

القرن التاسع: 375- علي بن أبي بكر بن سليمان أبو الحسن الهيثمي (807) 276- ابن خلدون الحضرمي الأشبيلي المالكي (808) 277- السيد الشريف الجرجاني (618) 278- خواجة پارسا (822) 279- محمد بن خليفة الوشتاني المالكي (827) 280- محمد بن محمد بن محمد ابو الخير الدمشقي المقري المعروف بابن الجوزي (833) 281- المقريزي الحنفي (845) 282- الدولت‏آبادي (849) 283- العسقلاني (852) 284- ابن الصباغ المالكي (855) 285- العيني الحنفي (885) 286- ابن عجلون (876) 287- القوشجي صاحب شرح التجريد 288- الإيجي الشافعي 289- السنوسي التلمساني (895) 290- ابن روزبهان الشيرازي خواجه ملّا.

القرن العاشر: 291- الميبدي شارح الديوان المنسوب الى امير المؤمنين (ع) (870) 292- السيوطي (911) 293- السهودي الشافعي (911)

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 120

______________________________
294- القسطلاني المصري (926) 295- السيد عبد الوهاب بن محمد رفيع الدين احمد الحسيني البخاري (932) 296- ابن الدبيع الشيباني (944) 297- ابن حجر الهيثمي (974) 298- المتقي الهندي (975) 299- الشربيني القاهري (977) 300- ضياء الدين أبو محمد احمد بن محمد الوتري (980) 301- ملك المحدثين الهندي الفتني (986) 302- ميرزا مخدوم بن عبد الباقي (995) 303- الصفوري الشافعي مؤلف نزهة المجالس 304- الشيرازي صاحب الأربعين (1000).

القرن الحادي عشر: 305- الهروي المعروف بالقاري الحنفي (1014) 306- ابن سان القرماني (1019) 307- المناوي القاهري (1031) 308- الفقيه شيخ بن عبد اللَّه العيدروس الحسيني (1041) 309- الشيخاني القادري 310- علي بن ابراهيم صاحب السيرة النبوية (1044) 311- ابن باكثير المكي (1047) 312- الحسين بن الامام المنصور باللَّه القاسم بن محمد بن علي اليمني (1050) 313- شهاب الدين الخفاجي (1069)- عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري (1052) 315- محمد بن محمد المصري 316- محمد بن محبوب صاحب تفسير الشاهي.

القرن الثاني عشر: 317- البزرنجي الشافعي (1103) 318- الشيرخيتي المصري (1106) 319- الصنعاني (1108) 320- ابن حمزة الحراني (1120) 321- الزرقاني المصري (1122) 322- السهارينوري صاحب مرافض الروافض 323- ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشي 324- محمد صدر العالم 325- العمادي (1171) 336- العمري الدهلوي (1176) 32- محمد بن سالم بن احمد المصري الحنفي (1181) 328- الصنعاني الحسيني (1182) 329- شهاب الدين احمد بن عبد القادر الحفظي احد شعراء الغدير.

القرن الثالث عشر: 330- الزبيدي الحنفي (1205) مؤلف تاج العروس 331- الشيخ محمد بن علي الصبّان الشافعي (1206) 332- رشيد الدين خان الدهلوي 333- المولوي محمد مبين اللكهنوي 334- المولوي محمد سالم البخاري الدهلوي 335- المولوي ولي اللَّه الكهنودي 436- المولوي حيدر علي الفيض‏آبادي 337- الشوكاني الصنعاني (1250) 338- الآلوسي (1270) 339- الشيخ محمد بن درويش الحوت البيروتي (1276) 340- خواجه كلان (1293) 341- السيد احمد بن مصطفى القادين خاني.
الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 121

الأعاظم‏ «1» و صدّق صحته و تواتره القاطع ثلاثة و أربعون من العلماء.
______________________________
القرن الرابع عشر: 342- السيد احمد زيني دحلان (1304) 343- الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني مؤلف منتخب الصحيحين من كلام سيد الكونين 344- السيد مؤمن ابن حسن مؤمن الشبلنجي 345- الشيخ محمد عبده (1323) مفتي الديار المصرية 346- السيد عبد الحميد بن السيد محمود الآلوسي الضرير (1324) 347- الشيخ محمد حبيب اللَّه بن عبد اللَّه اليوسفي 348- القاضي بهلول بهجت قاضي رنكة زور 349- الكاتب الشهير عبد المسيح الأنطاكي 530- الدكتور احمد فريد رفاعي 351- الأستاذ احمد زكي العدوي 352- الأستاذ احمد نسيم المصري 353- الأستاذ حسين علي الأعظمي البغدادي 354- السيد علي جلال الدين الحسيني المصري 355- الأستاذ محمد محمود الرافعي المصري 356- الأستاذ محمد شاكر الخياط النابلسي الأزهري المصري 357- الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود المصري 358- الأستاذ الشيخ محمد سعيد دحدوح 359- الأستاذ صفا خلوص 360- العالم المجتهد ناصر السنة شهاب الدين أبي الفيض احمد بن محمد بن الصديق.

كل هؤلاء نقلنا أسماءهم عن «الغدير» للمغفور له العلامة الأمينين ج 1: 73- 151 بصورة مختصرة و التفصيل راجع إليه.

(1). و هم: 1- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الآملي (310) 2- أبو العباس احمد بن محمد المعروف بابن عقدة 3- الواسطي 4- الجعابي (355) 5- ابو غالب الرازي (368) 6- محمد بن عبد اللَّه الشيباني (372) 7- علي بن عمر الدار قطني (385) 8- الشيخ محسن بن الحسين النيسابوري 9- علي بن عبد الرحمن القناتي (413) 10- الحسين بن عبيد اللَّه الغضائري (411) 11- ابو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني (477) 12- أبو الفتح الكراجكي (449) 13- علي بن بلال 14- الشيخ منصور اللائي الرازي 15- الشيخ علي بن الحسن الطاطري 16- عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الحسكاني 17- محمد بن احمد الذهبي (748) 18- محمد بن محمد الجزري (833) 19- عبد اللَّه بن شاه منصور القزويني 20- السيد سبط الحسن الجايسي 21- السيد مير حامد حسين (1306) صاحب العبقات 22- السيد مهدي بن السيد علي الغريفي (1343) 23- الحاج الشيخ عباس القمي (1359) 24- السيد

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 122

و كما أن آية التبليغ بالغة الدلالة على قصة الغدير، كذلك حديث الغدير
«من كنت مولاه فهذا علي مولاه» حيث فرّعه الرسول (ص) على «أ لست أولى من أنفسكم قالوا بلى، قال: فمن كنت مولاه ...»

فالولاية العلوية المتفرعة على الأولوية المحمدية (ص) لا شك و أنها هيه دون مجرد المحبة التي هي الولاية بين المؤمنين حيث‏ «الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ».
و لقد ناشد الإمام علي أمير المؤمنين (ع) بحديث الغدير مناوئين لإمرته‏ «1» كما ناشد آخرون، منهم فاطمة الصديقة الطاهرة سلام اللَّه عليها في حديث الفواطم عنها «2» و الإمام الحسن (ع) «3» و الإمام‏
______________________________
مرتضى حسين الخطيب فتحيورى الهندي 25- الشيخ محمد رضا بن الشيخ طاهر آل فرج اللَّه النجفي 26- الحاج السيد مرتضى الخسرو شاهي التبريزي المعاصر.

(1). منها منا شدته يوم الشورى سنة 23 ه كما عن أبي الطفيل و أيام عثمان و يوم الرحبة و يوم الجمل و في حديث الركبان و يوم صفين، أخرجها عنه (ع) جماعة من الكبار.

(2) كما اخرج شمس الدين أبو الخير الجزري في كتابه أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب (ع) من قوله عليه السلام: أنسيتم قول رسول اللَّه (ص) يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه؟
و هكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المدايني في كتابه المسلسل بالأسماء و قال: هذا الحديث مسلسل من وجه و هو ان كل واحدة من الفواطم تروي عن عمة لها فهو رواية خمس بنات أخ كل واحدة منهن عن عمتها هكذا في إخراج شمس الدين حدثنا به شيخنا ... الى قوله- حدثنا بكر بن احمد القعري حدثتنا فاطمة و زينب و أم كلثوم بنات موسى بن جعفر قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد العملاق حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين حدثتني فاطمة و سكينة ابنتا الحسين بن علي عن ام كلثوم بنت فاطمة بنت النبي (ص) عن فاطمة بنت رسول اللَّه (ص) قالت: أنسيتم ...

(3) كما أخرجه الحافظ ابن عقدة ان الحسن بن علي عليهما السلام لما اجتمع على صلح معاوية قام خطيبا و احتج لخلافة علي (ع) بحجج منها: «و قد رأوه و سمعوه حين‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 123

الحسين (ع) «1» و غيرهم عليهم السلام‏ «2» و منهم الخليفة عمر بن عبد العزيز «3» و الخليفة
______________________________
أخذ بيد أبي بغدير خم و قال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثم أمرهم ان يبلغ الشاهد الغائب».

(1). كما أخرجه سليم بن قيس الهلالي في كتابه جملا ضافية ان الامام الحسين (ع) حج مع جماعة و اجتمع عليه بمنى من أصحاب رسول اللَّه (ص) و التابعين اكثر من سبعمائة فقام فيهم فحمد اللَّه و اثنى عليه و قال فيما قال: أما بعد فان هذا الطاغية- يعني معاوية و هو قبل سنتين من موته- قد صنع بنا و بشيعتنا ما علمتم و رأيتم و شهدتم و بلغكم و اني أريد أن أسألكم عن شي‏ء فإن صدقت فصدقوني و إن كذبت فكذبوني و اسمعوا مقالتي و اكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم و قبائلكم و من ائتمنتموه من الناس و وثقتم به فادعوه إلى ما تعلمون من حقنا فانا نخاف أن يدرس هذا الحق

و يذهب و يغلب و اللَّه متم نوره و لو كره الكافرون و ما ترك شيئا مما انزل اللَّه في القرآن فيهم إلّا تلاه و فسره و لا شيئا مما قال رسول اللَّه (ص) في أبيه و أمه و نفسه و أهل بيته إلّا رواه و كل ذلك يقولون اللهم نعم قد سمعنا و شهدنا و يقول التابعون اللهم نعم قد حدثني به من أصدقه و أئتمنه من الصحابة- إلى أن قال- قال: أنشدكم اللَّه أ تعلمون ان رسول اللَّه (ص) نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية و قال: ليبلغ الشاهد الغائب؟ قالوا: اللهم نعم-

و فيه طرف مما تواترت أسانيده من فضائل امير المؤمنين (ع) فراجع.

(2) منها احتجاج عبد اللَّه بن جعفر على معاوية و احتجاج عمرو بن العاص على معاوية و احتجاج برد على عمرو و احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على عمرو بن العاص و احتجاج إصبع بن نباتة في مجلس معاوية و مناشدة شاب أبا هريرة بحديث الغدير بمسجد الكوفة و احتجاج قيس بن سعد على معاوية و احتجاج دارمية الحجونية عليه و احتجاج عمرو الأودي على مناوئي أمير المؤمنين (ع).

(3) و من احتجاج عمر بن عبد العزيز ما رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 5: 364 عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب و عن عمرو بن محمد السرى عن ابن أبي داود قالا حدثنا عمر بن شبه عن عيسى عن يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام و عمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدمت اليه فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من قريش، قال:

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 124

مأمون الرشيد «1».
______________________________
من أي قريش؟ قلت: من بني هاشم، قال: فسكت فقال: من أي بني هاشم؟
قلت: مولى علي، قال: من عليّ؟ فسكتّ قال: فوضع يده على صدره فقال: و أنا و اللَّه مولى علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه ثم قال: حدثني عدة انهم سمعوا
النبي (ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه‏
ثم قال: يا مزاحم كم تعطي أمثاله؟
قال: مائة أو مأتي درهم، قال: أعطه خمسين دينارا و قال ابن أبي داود ستين دينارا لولايته علي بن أبي طالب ثم قال: الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك، و أخرجه أبو الفرج في الأغاني و ابن عساكر في تاريخه و الحمويني في فرائد السمطين و الزرندي في نظم در السمطين و السهمودي في جواهر العقدين.

(1). روى ابو عمر ابن عبد ربه في العقد الفريد 3: 42 عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال بعث الي يحيى ابن أكثم والى عدة من اصحابي و هو يومئذ قاضي القضاة فقال‏ ان امير المؤمنين أمرني ان أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له و يحسن الجواب فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب امير المؤمنين فسمّينا له عدة و ذكر هو عدة حتى تم العدد الذي أراد

و كتب تسمية القوم و أمر بالبكور في السحر و بعث من يحضر فأمره بذلك فغدونا عليه قبل طلوع الفجر فوجدناه قد لبس ثيابه و هو جالس ينتظرنا فركب و ركبنا معه حتى صرنا الى الباب فإذا بخادم واقف فلما نظر إلينا قال يا أبا محمد؟ أمير المؤمنين ينتظر فأدخلنا فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها فلم نستتمها حتى خرج الرسول فقال: ادخلوا فدخلنا فإذا امير المؤمنين جالس على فراشه- الى أن قال-:

ثم قال: إني لم أبعث فيكم لهذا و لكنني أحببت ان ابسطكم ان امير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه و الذي يدين اللَّه به. قلنا فليفعل امير المؤمنين وفقه اللَّه فقال: ان امير المؤمنين يدين اللَّه على ان علي بن أبي طالب خير خلق اللَّه بعد رسول اللَّه (ص) و أولى الناس بالخلافة له، قال إسحاق فقلت يا امير المؤمنين إن فينا من لا يعرف فاذكر امير المؤمنين في علي و قد دعانا امير المؤمنين للمناظرة فقال يا إسحاق اختر إن شئت سألتك اسأل و إن شئت ان تسأل فقل، قال إسحاق: فاغتنمتها منه فقلت بل اسألك يا أمير المؤمنين، قال: سل،

قلت: من أين قال امير المؤمنين ان علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول اللَّه (ص) و أحقهم بالخلافة بعده؟ قال: يا إسحاق خبّرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال: فلان أفضل من فلان؟ قلت: بالأعمال الصالحة قال: صدقت، قال: فأخبرني عمن‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 125

ذلك هو الغدير في الكتاب و السنة و قد غرق فيه عالم كثير و نجى الكثير ممن و فى لرعاية الحق حيث ركبوا سفينة نجاة الولاية الكبرى المحمدية (ص) لعلي أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين.
و ما النقاش في المعنيّ من ولايته إلّا كنقش على الماء و الهواء فإنه هباء و خواء و اللَّه منه براء.
فتلكما آيتا الغدير من التبليغ و تكميل الدين، و هاتيك روايات الغدير، فتراهما تعنيان ذلك الحشد الكبير في بلاغ منقطع النظير ما تشترك فيه كافة المؤمنين أم جماعة منهم خصوص؟ و ليس في الدور إلّا علي أمير
______________________________
فضل صاحبه على عهد رسول اللَّه (ص) ثم ان المفضول ان عمل بعد وفاة رسول اللَّه (ص) بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول اللَّه (ص) أ يلحق به؟ قال:

فأطرقت فقال لي: يا إسحاق؟ لا تقل: نعم، فانك إن قلت نعم أوجدتك في دهرنا هذا من هو اكثر منه جهادا و حجا و صياما و صلاة و صدقة، فقلت: أجل يا أمير المؤمنين لا يلحق المفضول على عهد رسول اللَّه (ص) الفاضل أبدا، قال: يا إسحاق! هل تروي حديث الولاية؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: اروه، ففعلت، قال يا إسحاق أ رأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر و عمر ما لم يوجب لهما عليه؟

قلت: إن الناس ذكروا ان الحديث انما كان بسبب زيد بن حارثة لشي‏ء جرى بينه و بين علي و أنكر ولاية علي فقال رسول اللَّه (ص): من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، قال: في أي موضع قال هذا؟ أ ليس بعد منصرفه من حجة الوداع؟ قلت: اجل، قال: فانّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير كيف رضيت لنفسك بهذا، اخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمسة عشر سنة يقول: مولاي مولى ابن عمي ايها الناس فاعلموا ذلك، أ كنت منكرا ذلك عليه تعريفه للناس ما لا ينكرون و لا يجهلون؟ فقلت: اللهم نعم، قال: يا إسحاق أ فتنزه ابنك عما لا تنزه عنه رسول اللَّه (ص) ويحكم لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم ان اللَّه جلّ ذكره قال في كتابه:

اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللَّه، و لم يصلوا لهم و لا صاموا و لا زعمو أنهم ارباب و لكن امروهم فأطاعوا أمرهم.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 126

المؤمنين و ولده المعصومون عليهم السلام؟.

فلا دور- إذا- للبحث اللغوي حول المولى تشكيلا في المعني منها، فحتى لو لم نعرف معنى المولى، فأمر المولى نبيه هكذا، و سؤال النبي «أ لست أولى بكم من أنفسكم» تقرران معنى الأولى للمولى دونما ريب.
فمهما كان للمولى معاني عدة «1» كل يعنى حسب ما يعنى بقرائنها، فهنا القرائن القاطعة متصلة و منفصلة «2» دالة على الأولوية الرسالية التي‏
______________________________
(1). و هي حسب موارد استعمالها سبعة و عشرون: الرب- العم- ابن العم- الابن- ابن الأخت- المعتق- المعتق- العبد المالك- التابع- المنعم عليه- الشريك- الحليف- الصاحب- الجار- النزيل- الصهر- القريب- المنعم- الفقير- الولي- الأولى بالشي‏ء- السيد غير المالك و المعتق- المحب- الناصر- المتصرف في الأمر- المتولي في الأمر، و عناية هذه المعاني إلّا الأولى هنا في المولى بين كفر و كذب و غلط و توضيح واضح.

(2) هنا بعد القرينة الأولى تفريعا ل «هذا علي مولاه» على «الست أولى بكم من أنفسكم» قرائن أخرى حالية كحشد الغدير و تأكيد آية البلاغ، و مقالية كالتالية: 1- قول الشيخين في تهنيتهما له (ع) بخ بخ لك أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة. 2-
قوله (ص) عقيب لفظ الحديث: اللَّه اكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلي بن أبي طالب (ع).

3- قوله (ص) بعد بيان الولاية لعلي (ع) هنئوني هنئوني ان اللَّه تعالى خصني بالنبوة و خص اهل بيتي بالامامة.

4- قوله (ص) بعد ذلك‏ «فليبلغ الشاهد الغائب».

5- قوله (ص) ان اللَّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني، و تراه ولاية الحب و النصرة فقط و هي عامة للمؤمنين كلهم!

6- في لفظ عمر بن الخطاب: نصب رسول اللَّه (ص) عليا علما، و
في لفظ علي (ع): أمر اللَّه نبيه ان ينصبني للناس، و: نصبني علما،
و
في لفظ الامام الحسن (ع): أ تعلمون ان رسول اللَّه (ص) نصبه يوم غدير خم‏
و أمثالها.

7- احتجاجات مضت بحديث‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 127

كانت للرسول نفسه (ص) و كل معاني المولى مختصرة محتصرة في ثلاثة هي الحب و النصرة و الأولوية فاعلة و مفعولة.

ذلك، و هذا المقطع من خطبة الغدير ينقله أربع و ستون من علماء الفريقين:
«أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه» «1»
مما يختص المولى بالأولى كما الرسول (ص) دون ريب.

و نكران معنى الأولى للمولى نكران لرأس الزاوية من معانيها اللغوية الثلاثة، و استنكار لاستعمالها فيها في القرآن كرارا عدة «2» نقمة لاغية من‏
______________________________
الغدير لو لا المولي فيها هو الأولى لما صحت هذه الاحتجاجات و قوبلت بالاعتراض أو التشكيك و إلى غير هذه من قرائن متصلة و منفصلة.

(1). و هم احمد بن حنبل- ابن ماجة- النسائي- الشيباني- أبو يعلي- الطبري- الترمذي- الطحاوي- ابن عقدة- العنبري- أبو حاتم- الطبراني- القطيعي- ابن بطة- الدار قطني- الذهبي- الحاكم- الثعلبي- أبو نعيم- ابن السمان- البيهقي- الخطيب- السجستاني- ابن المغازلي- الحسكاني- العاصمي- الخلعي- السمعاني- الخوارزمي- البيضاوي- الملّا- ابن عساكر- أبو موسى- أبو الفرج- ابن الأثير- ضياء الدين- قزاوغلي- الكنجي- التفتازاني- محب الدين- الرصابي- الحمويني- الإيجي- ولي الدين- الزرندي- ابن كثير- الشريف- شهاب الدين- الجزري- المقريزي- ابن الصباغ- الهيثمي- الميبدي- ابن حجر- اصيل الدين- السهمودي- كمال الدين- البدخشي- الشيخاني- السيوطي- الحلبي- ابن باكثير- السهارنيوري- ابن حجر المكي.

(2) جاء لفظ الولي و المولي في آيات عدة بمعنى الأولى منها قوله تعالى: «فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» (5: 55) حيث المولى هنا لا تتحمل المحب و المحبوب- أو الناصر و المنصور، انما هي الأولى بهم و كما نص عليه من المفسرين و الأدباء جمع غفير، فسبعة و عشرون منهم حصر معناها هنا بالأولى، و خمسة عشر منهم جعلها المعنى الأولى، و منها «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 128

اللغة، بغية النقمة من صاحب الولاية الكبرى بعد الرسول (ص) مهما اقتضت لاغية القول من الله و من الرسول (ص)!.

هذه عساكر القرائن القطعية متصلة و منفصلة، و إليكم تفسير النبي (ص) نفسه لمعنى المولى حين سئل عن معنى‏
قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه»

قال: الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه و أنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي و من كنت أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلى مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه‏ «1»:
______________________________
وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» حيث الحصر دليل حصر الولاية في الأولوية لأن الحب و النصر غير محصورين في شخص أو اشخاص خصوص، و منها «وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‏ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ» (3: 205) فانها دون ريب تولى القيادة الزمنية، و منها «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» (47: 22) و منها «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» (2: 257) حيث الإخراج هنا هو إخراج السلطة الربانية، و منها «قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (6: 14) و منها «أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا» (7: 155) و منها «أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ» (2: 282).

ذلك و هكذا لفظة المولى مثل‏ «يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى‏ وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ» (22: 13) و «وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى‏ وَ نِعْمَ النَّصِيرُ» (22: 78) و «بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ» (3: 150) «أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ وَ هُوَ كَلٌّ عَلى‏ مَوْلاهُ» (16: 76).

(1). أخرجه القرشي علي بن حميد في شمس الأخبار ص (38) نقلا عن سلوة العارفين للموفق باللَّه الحسين بن إسماعيل الجرجاني باسناده عن النبي (ص) ... و

في حديث احتجاج عبد اللَّه بن جعفر على معاوية قوله: يا معاوية اني سمعت رسول اللَّه (ص) يقول‏ على المنبر و أنا بين يديه و عمر بن أبي سلمة و أسامة بن زيد و سعد بن أبي وقاص و سلمان الفارسي و أبو ذر و المقداد و الزبير بن العوام و هو يقول: الست اولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلنا: بلى يا رسول اللَّه؟ قال: أ ليس أزواجي أمهاتكم؟ قلنا: بلى يا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 129

«ولاء كولائي» «1»
«من كان اللَّه و أنا مولاه فهذا علي مولاه يأمركم و ينهاكم مالكم عليه من أمر و لا نهي» «2»
و لقد صدق هذه الأولوية المعنية من المولى هنا صراحا جمع كثير منهم أربعة عشر من الأعلام‏ «3».
______________________________
رسول اللَّه؟ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه أولى به من نفسه و ضرب بيده على منكب على فقال: اللهم وال من والاه و عاد من عاداه أيها الناس انا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي امر و علي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه امر ..

(1). و في احتجاج امير المؤمنين (ع) أيام عثمان كما أخرجه شيخ الإسلام الحمويني قوله: ثم خطب رسول اللَّه (ص) فقال: أيها الناس أ تعلمون ان اللَّه عزّ و جلّ مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا اولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه (ص) قال: قم يا علي فقمت فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه .. فقال سلمان يا رسول اللَّه ولاء كماذا؟ قال: ولاء كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه و
هكذا في مناشدته (ع) يوم صفين‏
«ولاء كولائي»
و روى الحافظ العاصمي في زين الفتى قال‏ سئل علي (ع) عن قول النبي (ص) «من كنت مولاه فعلي مولاه» فقال: نصبني علما إذ أنا قمت فمن خالفني فهو ضال.

(2) و روى السيد الهمداني في مودة القربى: فقال رسول اللَّه (ص) معاشر الناس أ ليس اللَّه أولى بي من نفسي يأمرني و ينهاني مالي على اللَّه أمر و لا نهي؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه؟
قال: من كان اللَّه و أنا مولاه فهذا علي مولاه يأمركم و ينهاكم ما لكم عليه من امر و لا نهي ..

(3) هم:

1- ابن زولاق الحسن بن ابراهيم ابو محمد المصري (387) في تاريخ مصر ان رسول اللَّه (ص) عهد الى امير المؤمنين علي بن أبي طالب فيه و استخلفه‏ «و حكاه عنه المقريزي في الخطط 3: 222.

2- الامام أبو الحسن الواحدي (468) بعد ذكر حديث الغدير 3- حجة الإسلام أبو حامد الغزالي (505) في سر العالمين بعد ذكر الخلاف في معنى المولى ... لكن أسفرت الحجة وجهها و اجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته يوم الغدير باتفاق الجميع و هو
يقول‏ «من كنت مولاه فعلي مولاه»
فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن؟ لقد أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة، فهذا تسليم و رضى و تحكيم، ثم بعد هذا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 130

تتويج الأمير يوم الغدير بتاج إمرة المؤمنين:
من ألقاب الرسول (ص) «صاحب التاج» و هو تاج الرسالة الكبرى بين كافة المرسلين و كما في «نبوءت هيّلد» باللغة الأنقلوسية و هي العبرانية الرمزية «محمد كآيا إعا بايا د يطمع هو يا ويهي كليليا»: محمد هو كبير
______________________________
غلب الهوى لحب الرياسة و حمل عمود الخلافة و عقود البنود و خفقان الهوى في قعقعة الرايات و اشتباك ازدهام الخيول و فتح الأمصار سقاهم كأس الهوى فعادوا الى الخلاف الأول فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون» 4- قال شمس الدين سبط ابن الجوزي (654) و المراد من الحديث الطاعة المحضة و هو الأولى و معناه: من كنت أولى به من نفسه فعلي اولى به و قد صرح بهذا المعنى الحافظ يحيى بن سعد الثقفي في مرج البحرين 5- و قال كمال الدين ابن طلحة الشافعي (654) في مطالب السئول ص 16 ... و هذا صريح في تخصيصه لعلي (ع) بهذه المنقبة العلمية و جعل لغيره كنفسه بالنسبة الى من دخلت عليهم كلمة «من» التي هي للعموم بما لا يجعله لغيره و ليعلم أن هذا الحديث هو من اسرار قوله تعالى في آية المباهلة .. و المراد نفس علي 6- و قال صدر الحفاظ الكنجي في كفاية الطالب حديث غدير خم دليل على التولية و هي الاستخلاف 7- و قال سعيد الدين الفرغاني ... كان هذا البيان بالتأويل بالعلم الحاصل بالوصية من جملة الفضائل التي لا تحصى خصه بها رسول اللَّه (ص) 8- و قال علاء الدين أبو المكارم السمعاني (736) في العروة الوثقى: ... فصار- علي (ع)- سيد الأولياء و كان قلبه على قلب محمد (ص) 9- و قال الطيبي حسن بن محمد (743) في الكاشف ... و لذا هنأ عمر بقوله: يا بن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة 10- و قال شهاب الدين دولت أبادي (1049) في هداية السدراء مثله 11- ابو شكور السالمي 12- ابن باكثير المكي 13- السيد الأمير محمد اليمني (1182) 14- الشيخ احمد العجيلي في ذخيرة المآل.
أقول: كل هذه المسانيد نقلناها عن كتاب الغدير للمغفور له العلامة الأميني ج 1 بكامله.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 131

قدير، الشجرة الرفيعة الطيبة، مأمول لإفناء ما كان و إطفاء النائرة و هو الكل و التاج‏ «1».
لذلك، و أن العمائم تيجان العرب‏ «2»، لقد عمم الرسول (ص) الأمير (ع) يوم الغدير بعمة خاصة تعرب عن العظمة و الجلال، و توجّه بيده الكريمة بعمامته (السحاب) في ذلك الحشد العظيم تدليلا على أن المتوّج بها يومذاك مقيّض بإمرة المؤمنين كإمرته (ص) فهو يبلغ المسلمين بخطبته تلك الهامة و يتوجه بمثل عمته تلك السحاب،

و كما قال (ع): عمني رسول اللّه (ص) يوم غدير خم بعمامة فسد لها خلفي، و أن اللّه أمدني يوم بدر و حنين بملائكة يعتمون هذه العمة» «3» و لمّا عمّمه (ص) قال له:
يا علي العمائم تيجان العرب‏ «4».

أجل، فقد عممه (ع) عمّته السحاب حيث وهبها لعلي (ع) فربما طلع علي فيها فيقول (ص): «أتاكم علي في السحاب» «5».
______________________________
(1). ذلك وحي الطفل لحمان حطوفاه نزل عليه قبل مبعث الرسول (ص) بسبعين سنة أوردناه في كتابنا رسول الإسلام في الكتب السماوية، وعده الشنبلجي في نور الأبصار 25 من ألقابه (ص).

(2) رواه القضاعي و الديلمي و صححه السيوطي في الجامع الصغير 3: 155 و أورده ابن الأثير في النهاية عنه (ص).

(3) رواه الحافظ عبد اللّه ابن أبي شيبة و أبو داود الطيالسي و ابن منيع البغوي و أبو بكر البيهقي في كنز العمال 8: 60 عنه (ع) و رواه من طريق السيوطي عن الاعلام الأربعة السيد احمد القشاشي في السمط المجيد و في كنز العمال عن مسند عبد اللّه بن الشنحير عن عبد الرحمن بن عدي البحراني عن أخيه عبد الأعلى‏ ان رسول اللّه (ص) دعا علي بن أبي طالب فعممه و أرخى عذبة العمامة من خلفه.

(4) رواه الحافظ الديلمي عن ابن عباس قال: لما عمم رسول اللّه (ص) عليا بالسحاب ..

(5) قال الغزالي في البحر الزخار 1: 215 كانت له عمامة تسمى السحاب فوهبها ...

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 132

و هكذا يتوجه الرسول (ص) بتاجه السحاب ليسحب أمته من بعده إليه كما كانوا مسحوبين اليه (ص) تكملة لبيان الخلافة الكبرى بعده فلا يرتاب احد إلّا الذين هم حاقدون فاقدون للإيمان.

فتلك مصارح للأولوية الطليقة في إمرة المؤمنين لعلي أمير المؤمنين (ع) في مسارح من خطبة الغدير و هذا تاج الإمرة في ختامها، و هاتيك القرائن العشرون أو تزيد متصلة و منفصلة، كتابا و سنة في عناية الأولوية من المولى، و رواة الغدير المائة و عشرة عن الرسول (ص)، و المؤلفون حولها الستة و العشرون و التابعون الأربعة و ثمانون، و العلماء طيلة القرون الاسلامية الراوون إياه عن الصحابة و التابعين الثلاثمائة و الستون، و المصدقون لقاطع تواتره الثلاثة و الأربعون، و المناشدون به من علي و فاطمة و الحسنان عليهم السلام و معهم كثيرون، و المهنئون بإمرته (ع) و منهم الشيخان و كثير سواهما!.
ذلك و قد أورد قصة الغدير كل المؤرخين عن بكرتهم، و من كبراءهم خمسة و عشرون مؤرخا «1».
تلك قصة الغدير، فهل ترى أصرح منها في تأمير الأمير، فما لها من‏
______________________________
و قال الحلبي في السيرة 3: 369 كان له (ص) عمامة تسمى السحاب كساها علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه فكان ربما طلع عليه علي كرم اللّه وجهه فيقول (ص): أتاكم علي في السحاب يعني عمامته التي وهبها له.

(1). كالبلاذري و ابن قتيبة و الطبري و ابن زولاق و الخطيب البغدادي و ابن عبد البر و الشهرستاني و ابن عساكر و ياقوت الحموي و ابن الأثير و ابن أبي الحديد و ابن خلكان و اليافعي و ابن الشيخ البلوي و ابن كثير و ابن خلدون و شمس الدين الدبسي و النويري و ابن حجر العسقلاني و ابن الصباغ و المقريزي و السيوطي و القرماني و نور الدين الحلبي و غيرهم (الغدير 1: 6).

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 133

نكير إلّا نكير عقله أو إيمانه و لا ينبئك مثل خبير.
و لئن سئلنا: فلما ذا لم يجر ذكر الإمام علي (ع) في القرآن و لا مرة يتيمة حين يكون أمر إمرته بهذه الأهمية الكبرى؟.

فالجواب أن القصد من ذكر الاسم ليس إلّا تسجيل المكانة لصاحبه و قد سجل هكذا، و قد يتطرق إلى صراح الاسم تأويلات أن يسمى سواه باسمه، و لكنه ليس من الممكن أن يتسمى بسمته و ولده المعصومين سواه و

سواهم، حيث الحقيقة لا تقبل التأويل و الاختلاق مهما تحمّلها الأسماء.
فحتى إذا كانت صراحة الاسم لحد لا يقبل أي تأويل، فقد كان يخلق هزازات و نكرانات للأكثرية الطليقة من هؤلاء المسلمين و النتيجة هي الحكم بخروجهم عن الإسلام جهارا بذلك الإنكار لجلي النص من القرآن، فترجع المشكلة الشائكة التي كان يخافها الرسول (ص) على رسالته من ذلك البلاغ فالجمع بين الحفاظ على ظاهر الإسلام لكل من يدعيه، و واقع الحجة البالغة لمن يريد صالح الإيمان، فحق العقاب على ناكريها مهما تظاهر بالإيمان و تمجمج في دلالة آيات الولاية و أحاديثها.

ذلك الجمع يقتضي نفس الواقع الذي نعيشه بين الكتاب و السنة من قصة الخلافة.
و ترى- بعد- أن عدم التصريح باسم ولاة الأمر بعد الرسول (ص) ينقص أو ينتقض من دلالة الكنايات الكتابية التي هي أبلغ من التصريح، و من التصريحات الوفيرة في السنة و هناك كثير من الأحكام الثابتة بالسنة القطعية و لا دليل لها من الكتاب إلّا عمومات أو إطلاقات.
و لما يصدق الخليفة عمر في صراح القول ولاية الإمام بأولويته الطليقة

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 134

فما بال أتباع له ينكرونها و يتشككون فيها، و من ألفاظه، لما قيل له:
إنك تصنع بعلي- أي من التعظيم- شيئا لا تصنع مع أحد من أصحاب النبي (ص)؟ فقال: إنه مولاي‏ «1».
و ختاما للكلام حول آية التبليغ تعالوا معنا نسمع الامام (ع) ما ذا يقول عن رباطه بالرسول (ص) ما يثبت جدارته القمة بإمرة المؤمنين:

«أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب، و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر، و قد علمتم موضعي من رسول اللّه (ص) بالقرابة القريبة و المنزلة الخصيصة، وضعني في حجره و أنا وليد، يضمني إلى صدره، و يكنفني في فراشه، و يمسّني جسده، و يشمني عرفه، و كان يمضغ الشي‏ء ثم يلقمنيه، و ما وجد لي كذبة في قول و لا خطلة في فعل.

و لقد قرن اللّه به (ص) من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره، و لقد كنت أتبعه إتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه‏
______________________________
(1). أخرجه الطبراني، و في الفتوحات الإسلامية 3: 307 حكم عليّ مرة على أعرابي بحكم فلم يرض بحكمه فتلببه عمر بن الخطاب و قال له: ويلك انه مولاك و مولى كل مؤمن و مؤمنة،
و أخرج الحافظ ابن السمان كما في الرياض النضرة 3: 170 و في ذخائر العقبى للمحب الطبري 68 و وسيلة المآل للشيخ احمد بن باكثير المكي و مناقب الخوارزمي 97 و الصواعق 107 عن الحافظ الدار قطني عن عمر و قد جاءه أعرابيان يختصمان فقال لعلي (ع) اقض بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب اليه عمر و أخذ بتلبيبه و قال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي و مولى كل مؤمن و من لم يكن مولاه فليس بمؤمن، و عنه و قد نازعه رجل في مسألة فقال: بيني و بينك هذا الجالس- و أشار إلى علي بن أبي طالب (ع)- فقال الرجل: هذا الأبطن؟ فنهض عمر عن مجلسه و أخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ثم قال: أ تدري من صغرت؟ هذا مولاي و مولى كل مسلم.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 135

علما و يأمرني بالاقتداء به، و لقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه و لا يراه غيري، و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه (ص) و خديجة و أنا ثالثهما، أرى نور الوحي و الرسالة و أشم ريح النبوة.

و لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه (ص) فقلت يا رسول اللّه (ص) ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى إلّا أنك لست بنبيّ و لكنك وزير، و انك لعلى خير» «1».

«كنت أيام رسول اللّه (ص) كجزء من رسول اللّه (ص) ينظر إلي الناس كما ينظر إلى الكواكب في أفق السماء، ثم غضّ الدهر مني فقرن بي فلان و فلان، ثم قرنت بخمسة أفضلهم عثمان فقلت وا ذفراه، ثم لم يرض الدهر لي بذلك حتى ارذلني فجعلني نظيرا لابن هند و ابن النابغة، لقد استنت الفصال حتى القرعى» «2».

«أما و اللّه لقد تقمصها ابن أبي قحافة و إنه ليعلم أن محلّي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل و لا يرقى إليّ الطير ... فرأيت ان الصبر على هاتا أحجى، فصبرت و في العين قذى و في الحلق شجى، أرى تراثي نهبا .. حتى إذا مضى الأول لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم، فيا للّه و للشورى، متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر» «3».

«فو اللّه ما زلت مدفوعا عن حقي، مستأثرا عليّ، منذ قبض اللّه نبيه (ص) حتى يوم الناس هذا» (الخطبة 6/ 49).
______________________________
(1). نهج البلاغة الخطبة 190/ 4/ 373.
(2) شرح النهج لأبن أبي الحديد 733.
(3) خطبة الشقشقية 4/ 47.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏9، ص 136

«لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري، و و الله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، و لم يكن فيها جور إلا علي خاصة، التماسا لأجر ذلك و فضله، و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه» (72/ 129).
«فو الله إني لأولى الناس بالناس، لم تكن بيعتكم إياي فلتة، و ليس أمري و أمركم واحدا، إني أريدكم لله و أنتم تريدونني لأنفسكم» (134/ 247).

«اللهم إني أستعديك على قريش و من أعانهم، فإنهم قد قطعوا رحمي، و أكفؤوا إنائي، و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ..» (215/ 413)- «فلما مضى (ص) تنازع المسلمون الأمر من بعده، فو اللّه ما كان يلقى في روعي، و لا يخطر ببالي، أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده (ص) عن أهل بيته، و لا أنهم منحوه عني من بعده، فما راعني إلّا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد (ص) فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان كما يزول السراب، أو كما يتقشّع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل، فإن أعطيناه و إلّا ركبنا أعجاز الإبل و إن طال السرى» (21 ح/ 568).

نسخه شناسی 

درباره مولف

کتاب شناسی

منابع: 

صادقى تهرانى، محمد، الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن‏، قم‏، انتشارات فرهنگ اسلامى، 1365 ش‏، چاپ دوم‏، ج‏9، صص 95 - 136